المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإرها لعبة أمريكية للهيمنة على العالم



سيفي دولتي
05-10-2014, 08:01 PM
الإرهاب .. ذريعة أمريكا للتفرد بحكم العالم

منذ سقوط الاتحاد السوفيتي والساسة الأمريكان يريدون خطة ممنهجة تبقي بلادهم على رأس الهرم العالمي متفردين بحكم العالم فكتب كولن باول بأن عدم وجود عدو لنا يعني ترهل البلاد سياسيا وعسكريا ويجعلنا غافلين عما يدور حولنا لهذا فإننا بحاجة لصناعة عدو يجعل أعيننا مفتوحة على العالم .

في العيد الخمسين لانشاء حلف الناتو خاطبت اولبرايت الجماهير وقادة الدول الأعضاء في الحلف قائلة : إن دور الناتو لم ينتهي بعد بل على هذا الحلف أن يواجه خطر الأقليات المتشددة في آسيا الوسطى .

نعم ، فقد وجد الأمريكيون ضالتهم في الإرهاب كعدو وهمي يجعل أعينهم مفتوحة على العالم ويبقيهم قوة عظمى ويجعل صناعتهم العسكرية رائجة حول العالم ، فمتى ما أرادت أمريكا تدمير بلد من البلدان وصمته بالإرهاب وأغرقته بالفوضى ثم أتت ﻹنقاذه من ذلك الإرهاب .

لقد كان عصيا على السياسيين الأمريكان إقناع الشعب الأمريكي بضرورة إرسال أبنائهم للقتال خارج الولايات المتحدة فالشعب الأمريكي شعب جبان وانطوائي ومنعزل ولا يتدخل في شؤون الخارج ، لهذا كان الشعب الأمريكي بحاجة ماسة ﻷن يشعر بزلزال الإرهاب في عقر بيته يدك معاقله لكي يذعن لضرورة محاربة جنوده خارج أمريكا ، فجاء زلزال تدمير البرجين في 11/9 سنة 2001 كقوة ضاغطة على الأمريكيين لكي يقبلوا بإرسال جيشهم للقتال في أفغانستان والعراق وهنا بدأت تتسع لعبة الإرهاب العالمية .

عندما امتنع الانجليز وغيرهم من السير في ركاب أمريكا في حربها ضد الارهاب افتعلت أمريكا سلسلة تفجيرات في عمق أوروبا حتى صار الإرهاب بعبعا يهدد الأمن والسلم العالميين ، فتفجيرات لندن ومدريد وغيرها جعلت بريطانيا تدخل تحت عباءة أمريكا في أفغانستان والعراق وجعلت من اسبانيا وغيرها كذلك أعضاء في الحلف الأمريكي ضد الإرهاب ، أما جاك شيراك الذي رفض حرب العراق فقد ألقت به أمريكا في المزبلة وجاءت بساركوزي الذي ارتمى في أحضان أمريكا .

التاريخ لا يعيد نفسه إنما شعوبنا ذاكرتها قصيرة جدا فقبل سنة حاول أوباما أن يحشد لضرب سوريا فلم يفلح ﻷن روسيا تستشعر خطر الناتو وتدخلاته في أوكرانيا وجورجيا وكرواتيا ولا تريد أن تجعل من شرعنة تدخلات الناتو في مناطق التوتر جواز سفر أمريكي للتدخل في مجالها الحيوي لهذا فهي تستخدم الفيتو ضد أي قرار أمريكي يقضي بالتدخل العسكري في مناطق النزاع والفوضى ، أقول بأن أوباما لم يكن يملك ذريعة مقنعة أمام العالم بوجود ضرورة للتدخل عسكريا في سوريا فانتظر عاما ليظهر له تنظيم داعش الذي تغلغل في مناطق "السنة" في العراق وتمدد في سوريا وقام بأعمال وحشية جعلت من وجوده ذريعة ﻷمريكا كي تقنع العالم بضرورة وجود حلف دولي للتدخل عسكريا في سوريا بعد فشل المحاولة الأولى لقيام هذا الحلف قبل سنة من الان .

لقد بات الإرهاب جواز سفر أمريكي يخول أمريكا بالتدخل في أي مكان في العالم وبموافقة جميع دول العالم ودون أي معضلات تضع الأمريكان في حرج مع أي طرف في العالم ، من لم يكن مع أمريكا فهو ضدها ، تلك هي مقولة بوش الابن وتلك هي قاعدة الرأسماليين في مشروعهم لاستعمار العالم ونهب ثرواته ، فمن لم يصطف معهم فهو إرهابي أو على الأقل سيجتاح الإرهاب أراضيه وحدوده لهذا فإن ميركل أذعنت مرغمة للدخول في تحالف الشيطان القائم اليوم ﻷنها أدركت أن رفضها لحلف الشيطان سيجعل برلين بركة من الدماء وساحة للتفجيرات ومرتعا للإرهاب المزعوم كما حصل مع لندن ومدريد من قبلها ولعل جاك شيراك ومصيره داعب مخيلة تلك الشقراء .

أيها المسلمون

الله الله في دمائكم وأموالكم وأعراضكم فكلها حرام عليكم كحرمة أيامكم هذه في شهركم هذا في البلد الحرام ذاته ، لا تنطلي عليكم خدعة الشيطان الأمريكي وحلفه الغاشم فلا وجود لشيء إسمه الإرهاب إنما هي الحرب على الإسلام ودولة الإسلام المنشودة وحرب على الأمة الإسلامية لتفت في عضدها وتؤخر نهضهتها ، فاستمسكوا بإسلامكم وكونوا مع العاملين للنهضة وحدة واحدة تغيظ عدوكم وترضي ربكم .

والله الموفق 5/10/2014