المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما لم يقله اوباما وقاله غيره من رؤساء امريكا



بوفيصيل
13-09-2014, 06:54 PM
فيليب غوريفيتش - ذا نيويوركر

“قبل ساعتين فقط، بدأت القوات الجوية المتحالفة هجومًا على أهداف عسكرية في العراق والكويت”.

الرئيس جورج دبليو بوش
16 يناير 1991

“مساء الخير. في وقت سابق من هذا اليوم، أمرت القوات المسلحة الأميركية بضرب أهداف عسكرية وأمنية في العراق”.

الرئيس بيل كلينتون
16 ديسمبر 1998

“إخواني المواطنين. في هذه الساعة، القوات الأميركية وقوات التحالف هي في المراحل الأولى من العمليات العسكرية لنزع سلاح العراق، وتحرير شعبه والدفاع عن العالم من خطر محدق”.

الرئيس جورج دبليو بوش
19 مارس 2003

“زملائي الأميركيين. هذه الليلة، أريد أن أتحدث إليكم حول ما سوف تفعله الولايات المتحدة مع أصدقائنا وحلفائنا لإضعاف، وفي النهاية تدمير، المجموعة الإرهابية المعروفة باسم داعش”.

الرئيس باراك أوباما
10 سبتمبر 2014

============

كل رئيس أمريكي في الربع قرن الماضي ظهر على شاشة التلفزيون خلال وقت الذروة ليقول للأمة والعالم إنه قرر قصف العراق، وهو ما فعله باراك أوباما أيضًا الليلة الماضية، ولكن بطريقة مختلفة ومحيرة.

بدأ الرؤساء الثلاثة السابقون خطب حربهم بإعلان أن القصف كان قد بدأ بالفعل، ومن ثم ذهبوا إلى بلورة حملات طويلة، وغالبًا عامّة وسياسية ودبلوماسية، لكسب التأييد في الكونغرس وفي الأمم المتحدة، وبناء التحالفات للقتال إلى جانب أمريكا.

وفي حال فازوا بالدعم الدولي الواسع (مثل بوش الأب) أو لم يفعلوا (مثل بوش الابن)، كانت وجهة نظر الرؤساء الثلاثة هي نفسها، وهي أنهم كانوا قد استنفدوا جميع القنوات الأخرى، ولم يكن لديهم خيار سوى اتخاذ الإجراءات اللازمة. أوباما، أيضًا، جعل من الواضح أنّه يشعر بأن لا بديل لديه، ولكنّه لم يكشف عما غير رأيه لصالح القيام بحرب أكبر.

وقال أوباما في خطابه إنّ داعش لا تشكل خطرًا مباشرًا على أمن أمريكا القومي. ولكنّه بعد ذلك ناقض نفسه، قائلًا إنه لن يتردد في طلب الضربات ضد داعش في سوريا، فضلًا عن العراق، لأنّه، وعلى حد تعبيره، “هذا هو المبدأ الأساس لرئاستي: إذا كنت تهدد أمريكا، فسوف لن تجد ملاذًا آمنًا”.

وفي هذه الدوّامة من التناقض، أثار أوباما الكثير من الأسئلة لدى المراقبين حول المبرر القانوني للحرب الجديدة. البيت الأبيض يدعي بأن الرئيس لديه تفويض الكونغرس لعام 2001 لإعلان الحرب على الإرهاب ضد تنظيم القاعدة، وهذه الحجة مشكوك فيها، لأسباب ليس أقلها هو تنصل داعش من تنظيم القاعدة، واعتبار المنظمتين لبعضهما البعض كأعداء. وعلى أية حال، كان أوباما حذِرًا جدًا في الحديث عن خطط حربه هذه، وتحدث عنها بالكامل تقريبًا في صيغة المستقبل، وتركها غامضة إلى حدّ كبير.

وقال أوباما إنّه سوف يتشاور مع الكونغرس حول الحرب على داعش، لكنه لم يقل ما يعنيه بذلك. لقد لمح إلى أنه من الأفضل دائمًا الحصول على دعم الكونغرس، ولكنه لم يقل إذا ما كان سوف يطلب موافقة الكونغرس بشكل رسمي أو لا.

وكذلك أشار الرئيس الأمريكي مرّة واحدة إلى “الأمم المتحدة”، قائلًا إنّه سوف يسأل مجلس الأمن لرئاسة اجتماع خلال الأسبوعين المقبلين لإقرار الدعم الدولي، إلّا أنه أشار إلى هذه المسألة بطريقة عارضة، وهو ما أثار احتمال أنه لن يحاول القتال مثلما فعل أسلافه للحصول على قرار من مجلس الأمن يضفي الشرعيّة على هذه الحرب.

وأكد أوباما على أنّ الأصدقاء والحلفاء سوف ينضمون لأمريكا في حربها في العراق وسوريا، ولكنّه لم يدّعِ أنه نجح في تجنيد ائتلاف قابل للحياة. بدلًا من ذلك، تحدث الرئيس الأمريكي عن أنه عندما يحدث ذلك، فإنّ أمريكا وشركاءها، أيًّا كانوا، سوف يدمرون في النهاية داعش، ولم يقل لماذا ينبغي علينا أن نتوقّع أن ننجح في هذه المهمة، بينما فشلنا في تدمير تنظيم القاعدة أو حركة طالبان.

وأعطى أوباما أمثلةً على طريقته التي سيتبعها في العراق وسوريا مشبهًا إياها بما سماه “الاستراتيجية الناجحة” لأمريكا في اليمن والصومال.

هذان البلدان يغرقان في عنف بلا حدود اليوم، ولا يوجد نهاية لوضعهما المأساوي في الأفق، ولذلك فليس من الواضح أبدًا كيف سوف يستطيع أوباما كسب عقول وقلوب الحلفاء من خلال استخدام هاتين الدولتين كأمثلة لنجاحاته. كما أنّ الرئيس الأمريكي تجنب الإشارة إلى ليبيا، والتي كانت فيها أخر الحروب الأمريكية الغير مدروسة والكارثية.

يمكننا فقط أن نتمنى أن ينجح أوباما، أيًّا كان ما يعنيه هذا. وفي الذكرى السنوية لهجمات 9/11، نتذكر الجرح الذي أصابته بنا القاعدة، ولكننا لا يمكننا أن ننسى أيضًا أن عددًا أكبرَ بكثير من الجروح لحقت بأمريكا بسبب حمّى الانتقام التي تلت تلك الهجمات.