سليمان بن يحيى
04-08-2014, 08:08 PM
تكمن أهمية الوعي السياسي بكون القضايا لا تُحسم عسكريا وانما تُحسم سياسيا والآلة العسكرية إنما هي وسيلة للوصول إلى أهداف سياسية ، فإذا غاب الوعي السياسي ذهبت تضحيات الامة وانتصاراتها العسكرية أدراج الرياح خصوصا عندما يتعلق الصراع بالإرادات التي يكون فيها الحسم للإرادة الأقوى وليس للسلاح الاقوى وهنا تبرز قيمة الوعي السياسي ورجل الدولة . والمعركة بغزة لها ما بعدها وهو الأهم لأنه سيبلور سير العملية السياسية ليس في فلسطين وحدها بل في المنطقة برمتها خصوصا بعد أن دخلت الانظمة العربية الخائنة المعركة في العلن مع إسرائيل في حربها على الأمة الإسلامية لذبح شعوبها ومحو هويتها الدينية ، فاصطفاف الأنظمة العربية مع اليهود ضد غزة ليس مجرد عملا تكتيكيا وإنما هو استراتيجية يتردد صداها في مصر وليبيا ولبنان وسوريا والعراق وتونس وباقي بلاد المسلمين . لهذا ندعو أبناء الامة إلى اليقظة وعدم السماح للعاطفة ان تحجب الحقائق السياسية ومنها أن الحكام جميعهم عملاء همّهم هو تنفيذ إرادة الولايات المتحدة لأنها هي السند الحقيقي لهم ، فلا فرق بين سياسة العصا التي تتبعها السعودية والإمارات وإسرائيل أو سياسة الجزرة التي تتبعها تركيا التي تستضيف قواعد الناتو على اراضيها وقطر التي تعتبر قاعدة للقيادة العسكرية الامريكية في المنطقة . ومن يحاولون تنزيه بعض الحكام عن الخيانة ويحرّضون الناس على البعض الآخر من الحكام إنما يخدعون الأمة ويُطيلون عمر الباطل الذي أمر الله بإزالته ، ومن يحاولون نفي وجود المؤامرة عندما يتصل الأمر بقطر ويثبتونها عندما يتصل الأمر بغيرها من الدول هم في الحقيقة يُسهمون بتزييف وعي الشعوب ويسطّحون النظرة إلى الأمور ويُضلّون الناس بجهالتهم وسذاجتهم كما يُسمّمون أجواء الأمة الفكرية ويفسدون ذوقها السليم الرافض للحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله . فالحذر من دعاة تغييب العقل الذين يحكمون المعايير الهابطة والسطحية التي لا تليق بالمسلم الكيّس الفطن .
أأبو أسيد
3\8\2014
أأبو أسيد
3\8\2014