سليمان بن يحيى
04-08-2014, 08:03 PM
"وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ"
يكاد يكون كتاب الله هو الغائب الوحيد عن تصورات نُخب الأمة بشأن قضاياها، وعندما نذكّرهم بأن لله في قضيتهم حكم واجب الاتباع يشمئز البعض وكأن الله يتطفل على الخلق أو يتدخل فيما لا يعنيه. "وإذا ذكر الله وحده اشمأزّت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذُكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون". هناك من ينزع القداسة والعصمة عن الله ويضفيها على الأحزاب والأشخاص ويرفض ويقاوم أي نصيحة أو انتقاد لمن وضعهم في مصافّ الملائكة والويل والثبور لمن لا يتعبد الله ويتقرب اليه بمحبتهم، دعونا نحكّم معايير الشرع التي أوجب الله العمل بها وتوعّد مخالفيها بقوله: "وليحذر الذين يخالفون عن أمره أن يتصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم" فدعونا نسأل كل من لديه أذنٌ واعية هل يكون المسلم منسجما مع عقيدته عندما يقبل بحل الدولتين الذي يُسقط حق المسلمين في فلسطين؟ هل يقبل الشرع التعايش بين المسلم والذمي المغتصب للأرض؟ لماذا يحاول البعض تصوير الوجود اليهودي الصهيوني على أرض فلسطين بأنه وجود أهل ذمةٍ يمكن التعايش معه؟ ألم يفرّق الشرع بين الذمي المقيم في بلاد الإسلام تحت سلطان المسلمين وبين المحتل الغاصب الذي أقام كيانا وسلطانا على أراضي المسلمين، هل هو جهل بالشرع أم تغليف للتنازل عن الأرض برداء الشرع وضحك على الذقون؟
في لقاء تلفزيوني منشور على الإنترنت قال خالد مشعل: "نقبل بالتعايش مع اليهود والنصارى في فلسطين دون احتلال" ولم يبين لنا كيف؟ وبعيد عن الجدل حول ما قصد بكلامه فمن حقنا أن نسأل السيد مشعل متى كان الغزاة القتلة ينطبق عليهم وصف أهل الذمة كي نقبل التعايش معهم سواء بوجود الاحتلال أو برحيله؟ من قال أن للذمي أو حتى للمسلم الحق بأن يعيش على أرض غصبها من أهلها؟ ألا يعرف خالد مشعل أن حكم هؤلاء القتلة الغزاة هو إخراجهم من فلسطين وإعادة المهجّرين إلى أراضيهم وليس التعايش مع الغزاة الذين أقاموا سلطانهم على أراضي المسلمين، وحتى لو استرد المسلمون فلسطين ورغب الغزاة باعتناق الإسلام فليس لهم حق امتلاك الأرض لأنها غُصبت من أهلها وعلى الغاصب أن يرد الحق لأهله حتى لو أصبح مسلما وحتى لو كان في الأصل مسلما، فعن أي تعايش يتكلم السيد مشعل؟ ثم ما هي الدولة الفلسطينية التي يتحدثون عنها؟ لقد أعادنا قول اسماعيل هنية بشأن إقامة الدولة "على أرض فلسطين" بقول الملك حسين وعرفات وعباس بشأن دولة "عاصمتها في القدس" وليس القدس، فهل نفهم من السيد هنية أنه يقبل بحل الدولتين وإقامة الدولة على قطعة من فلسطين؟ هل هذا تكتيك سياسي؟ هل قبل الله المداهنة والتكتيك السياسي من نبيه حتى يقبلها من غير النبي عليه السلام؟ وهل السياسة تعني مغادرة الأحكام الشرعية المتعلقة بشؤون الحياة؟ ألم ينهى الله الرسول صلى الله عليه وسلم عن التكتيك والمداهنة بقوله : "ودوا لو تدهن فيدهنون" "واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك" "لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات" ألا يكفي هذا التحذير الإلهي لنبيه وللمسلمين بعدم الحيْد عن منهجه ولو "بعضا" أو "شيئا قليلا" ، ألم يقل تبارك وتعالى : "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"؟ إن المفاوضات الخيانية التي يُراد من قادة حماس وباقي الفصائل تفويض عباس لاستئنافها عبر شلال الدماء وأشلاء الأطفال ومحرقة النساء والشيوخ وهدم البيوت لن تفضي إلى دولة مستقلة وإنما ستفضي إلى الاعتراف بكيان يهود والتنازل عن حق المسلمين بفلسطين .
هل يا ترى أردوغان سيحرر فلسطين أم أن السامري يريد أن يُعبّدنا عجلا جديدا له خوار كخوار عبد الناصر؟ هل يريد أن يقنعنا السيد مشعل بأن أمير قطر مجرد ساعي بريد بينه وبين أمريكا وإسرائيل؟ ألم يعلن أمير قطر بأنه يدعم حل الدولتين الذي يسقط حق الأمة بفلسطين ويضفي الشرعية على إسرائيل؟ ألم يقل حمد بن جاسم أنهم ينفذون ما تطلب منهم أمريكا دون إبطاء؟ . لِمَ لا نتّبِع قوله تعالى: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون " "وفيكم سمّاعون لهم" يا قادة حماس؟ عن أي دولة تبحثون؟ فلدينا في المعهرة العربية اثنتين وعشرين دولة مرشحة للانشطار بفضل "الربيع العربي" الذي نقل المعركة بين أبناء الأمة وأشغلها بحالها بدل أن تُفرغ طاقتها في قضاياها المصيرية. وما نوع الحكم الذي ستطبقون ومن الذي سيحكم الدولة الأسيرة المقطعة الأوصال هل سيحكمها مشعل بغير ما أنزل الله أم عباس البهائي الذي يصفه مشعل بأنه يمثل الشرعية الفلسطينية وهو يعلم أنه خائن ومتآمر وعميل وعدو لله ورسوله ولأهل فلسطين ولأبناء حماس الذين لا زالوا في سجونه؟ لماذا تشاركون بحكومة وسلطة تقدس التعاون الأمني مع اليهود وتصفون دورها الوظيفي بأنها كلب حراسة لإسرائيل؟ هل تليق الغاية التي تسعون لتحقيقها بالصمود والتضحيات التي بذلت والبطولات التي سُطّرت على أيدي الرجال البواسل من أبناء غزة والقسام؟ أيها القادة في "فصائل المقاومة" إن هؤلاء الأبطال الذين أذلّوا اليهود في الميدان يستحقون قادة يرفضون الذل والخنوع والاستسلام ، فاتقوا الله ولا تجعلوا للشيطان والعملاء نصيبا فيكم وانبذوا الخونة من بينكم واصدقوا الله في نضالكم ولا تطفئوا جذوة الجهاد التي توقّدت في قلوب المسلمين بفعلكم وكونوا عند حسن ظن أمتكم بكم فالرائد لا يكذب أهله .
يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ، والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم.
أبو أسيد
1\8\2014
يكاد يكون كتاب الله هو الغائب الوحيد عن تصورات نُخب الأمة بشأن قضاياها، وعندما نذكّرهم بأن لله في قضيتهم حكم واجب الاتباع يشمئز البعض وكأن الله يتطفل على الخلق أو يتدخل فيما لا يعنيه. "وإذا ذكر الله وحده اشمأزّت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذُكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون". هناك من ينزع القداسة والعصمة عن الله ويضفيها على الأحزاب والأشخاص ويرفض ويقاوم أي نصيحة أو انتقاد لمن وضعهم في مصافّ الملائكة والويل والثبور لمن لا يتعبد الله ويتقرب اليه بمحبتهم، دعونا نحكّم معايير الشرع التي أوجب الله العمل بها وتوعّد مخالفيها بقوله: "وليحذر الذين يخالفون عن أمره أن يتصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم" فدعونا نسأل كل من لديه أذنٌ واعية هل يكون المسلم منسجما مع عقيدته عندما يقبل بحل الدولتين الذي يُسقط حق المسلمين في فلسطين؟ هل يقبل الشرع التعايش بين المسلم والذمي المغتصب للأرض؟ لماذا يحاول البعض تصوير الوجود اليهودي الصهيوني على أرض فلسطين بأنه وجود أهل ذمةٍ يمكن التعايش معه؟ ألم يفرّق الشرع بين الذمي المقيم في بلاد الإسلام تحت سلطان المسلمين وبين المحتل الغاصب الذي أقام كيانا وسلطانا على أراضي المسلمين، هل هو جهل بالشرع أم تغليف للتنازل عن الأرض برداء الشرع وضحك على الذقون؟
في لقاء تلفزيوني منشور على الإنترنت قال خالد مشعل: "نقبل بالتعايش مع اليهود والنصارى في فلسطين دون احتلال" ولم يبين لنا كيف؟ وبعيد عن الجدل حول ما قصد بكلامه فمن حقنا أن نسأل السيد مشعل متى كان الغزاة القتلة ينطبق عليهم وصف أهل الذمة كي نقبل التعايش معهم سواء بوجود الاحتلال أو برحيله؟ من قال أن للذمي أو حتى للمسلم الحق بأن يعيش على أرض غصبها من أهلها؟ ألا يعرف خالد مشعل أن حكم هؤلاء القتلة الغزاة هو إخراجهم من فلسطين وإعادة المهجّرين إلى أراضيهم وليس التعايش مع الغزاة الذين أقاموا سلطانهم على أراضي المسلمين، وحتى لو استرد المسلمون فلسطين ورغب الغزاة باعتناق الإسلام فليس لهم حق امتلاك الأرض لأنها غُصبت من أهلها وعلى الغاصب أن يرد الحق لأهله حتى لو أصبح مسلما وحتى لو كان في الأصل مسلما، فعن أي تعايش يتكلم السيد مشعل؟ ثم ما هي الدولة الفلسطينية التي يتحدثون عنها؟ لقد أعادنا قول اسماعيل هنية بشأن إقامة الدولة "على أرض فلسطين" بقول الملك حسين وعرفات وعباس بشأن دولة "عاصمتها في القدس" وليس القدس، فهل نفهم من السيد هنية أنه يقبل بحل الدولتين وإقامة الدولة على قطعة من فلسطين؟ هل هذا تكتيك سياسي؟ هل قبل الله المداهنة والتكتيك السياسي من نبيه حتى يقبلها من غير النبي عليه السلام؟ وهل السياسة تعني مغادرة الأحكام الشرعية المتعلقة بشؤون الحياة؟ ألم ينهى الله الرسول صلى الله عليه وسلم عن التكتيك والمداهنة بقوله : "ودوا لو تدهن فيدهنون" "واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك" "لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات" ألا يكفي هذا التحذير الإلهي لنبيه وللمسلمين بعدم الحيْد عن منهجه ولو "بعضا" أو "شيئا قليلا" ، ألم يقل تبارك وتعالى : "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"؟ إن المفاوضات الخيانية التي يُراد من قادة حماس وباقي الفصائل تفويض عباس لاستئنافها عبر شلال الدماء وأشلاء الأطفال ومحرقة النساء والشيوخ وهدم البيوت لن تفضي إلى دولة مستقلة وإنما ستفضي إلى الاعتراف بكيان يهود والتنازل عن حق المسلمين بفلسطين .
هل يا ترى أردوغان سيحرر فلسطين أم أن السامري يريد أن يُعبّدنا عجلا جديدا له خوار كخوار عبد الناصر؟ هل يريد أن يقنعنا السيد مشعل بأن أمير قطر مجرد ساعي بريد بينه وبين أمريكا وإسرائيل؟ ألم يعلن أمير قطر بأنه يدعم حل الدولتين الذي يسقط حق الأمة بفلسطين ويضفي الشرعية على إسرائيل؟ ألم يقل حمد بن جاسم أنهم ينفذون ما تطلب منهم أمريكا دون إبطاء؟ . لِمَ لا نتّبِع قوله تعالى: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون " "وفيكم سمّاعون لهم" يا قادة حماس؟ عن أي دولة تبحثون؟ فلدينا في المعهرة العربية اثنتين وعشرين دولة مرشحة للانشطار بفضل "الربيع العربي" الذي نقل المعركة بين أبناء الأمة وأشغلها بحالها بدل أن تُفرغ طاقتها في قضاياها المصيرية. وما نوع الحكم الذي ستطبقون ومن الذي سيحكم الدولة الأسيرة المقطعة الأوصال هل سيحكمها مشعل بغير ما أنزل الله أم عباس البهائي الذي يصفه مشعل بأنه يمثل الشرعية الفلسطينية وهو يعلم أنه خائن ومتآمر وعميل وعدو لله ورسوله ولأهل فلسطين ولأبناء حماس الذين لا زالوا في سجونه؟ لماذا تشاركون بحكومة وسلطة تقدس التعاون الأمني مع اليهود وتصفون دورها الوظيفي بأنها كلب حراسة لإسرائيل؟ هل تليق الغاية التي تسعون لتحقيقها بالصمود والتضحيات التي بذلت والبطولات التي سُطّرت على أيدي الرجال البواسل من أبناء غزة والقسام؟ أيها القادة في "فصائل المقاومة" إن هؤلاء الأبطال الذين أذلّوا اليهود في الميدان يستحقون قادة يرفضون الذل والخنوع والاستسلام ، فاتقوا الله ولا تجعلوا للشيطان والعملاء نصيبا فيكم وانبذوا الخونة من بينكم واصدقوا الله في نضالكم ولا تطفئوا جذوة الجهاد التي توقّدت في قلوب المسلمين بفعلكم وكونوا عند حسن ظن أمتكم بكم فالرائد لا يكذب أهله .
يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ، والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم.
أبو أسيد
1\8\2014