المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التعليق السياسي حول العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة



عبد الواحد جعفر
22-07-2014, 11:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

التعليق السياسي
مع توسع الهجوم البري على غزة, تصاعدت مؤخراً الجهود الدبلوماسية إقليمياً ودولياً للتوسط من أجل التوصل إلى هدنة بين طرفي النزاع. وفي الوقت الذي توجه فيه وزير الخارجية الأميركي إلى مصر بدعوى دعم المبادرة المصرية للتهدئة توجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون إلى المنطقة لنفس الغرض. وفي الوقت الذي تدعو فيه المبادرة المصرية إلى وقف إطلاق النار؛ أي التهدئة مقابل التهدئة، عرضت حماس شروطها للتهدئة، والتي كان أبرزها فك الحصار عن غزة وفتح كافة المنافذ والمعابر براً وبحراً. ويتواصل القصف الإسرائيلي على غزة ضمن عملية "الجرف الصامد" التي أطلقها الجيش "الإسرائيلي" يوم الاثنين 7/7/2014م. ولم ينقطع القصف إلا بعد الاتفاق على هدنة إنسانية أمس ولمدة ساعتين سرعان أن انهارت.
وكانت الحكومة "الإسرائيلية" قد بررت عدوانها بدعوى منع إطلاق الصواريخ على المدن "الإسرائيلية" وتوفير الأمن لها.
وقد انطلقت آلة الحرب "الإسرائيلية" تقذف نيرانها على غزة، زارعة الموت بين الأطفال والنساء والرجال ومهدمة المساجد والمدارس والبيوت. ويحدث ذلك أمام أنظار حكام دول المنطقة العملاء، وتحت سمع وبصر قيادات جيوش المنطقة المشغولين بقتال أو قمع أبناء أمتهم.
وقد سطر أبناء الأمة الإسلامية في غزة بطولات أسطورية أمام عدو لئيم يتفوق في العدد والعدة بما لا يوجد فيه وجه للمقارنة، وأعاد أبناء غزة هاشم إلى ذاكرة الأمة سيرة أجدادهم الذين فتحوها أول مرة من عشقهم للجهاد في شهر الجهاد، وتمنيهم للشهادة في سبيل الله، وبذل الغالي والنفيس إرضاءً لربهم وخدمة لإسلامهم.
لقد سبق العدوان الأخير على غزة أحداثاً تعلقت بتحريك قضايا الحل النهائي؛ فكانت زيارة البابا للقدس التي يراد لها أن تكون تحت الوصاية الدولية. وجاءت حادثة خطف وقتل المستوطنين الثلاثة المزعومة محركاً لملف الاستيطان من خلال الضغط على الجهة الأكثر تشدداً من اليمين "الإسرائيلي" لتخويفها بغية تليين مواقفها. ومن المنتظر تعرُّض المستوطنين لهزات يرضخون على إثرها لتسوية وضع الاستيطان في أراضي الضفة الغربية، وقد سبق للرئيس الأميركي أوباما أن أعلن أن مباحثات السلام يجب أن تبدأ بتجميد الاستيطان أولاً.
ورغم أن الحرب الأخيرة على غزة حظيت بتأييد الشارع "الإسرائيلي" إلا أنها جاءت لتؤكد للرأي العام "الإسرائيلي" أن حماس ازدادت قوة وأن قدراتها فد تضاعفت عما كانت عليه إثر عدوان "إسرائيل" على غزة 2008-2009م، حتى أن قدرتها الصاروخية أصبحت تطال معظم الأراضي الواقعة تحت سلطة كيان يهود، بل إن الجيش "الإسرائيلي" _الذي لا يقهر_ غدا عاجزاً عن إيقاف صواريخ حماس التي يجري تطويرها وزيادة مداها إثر كل عدوان مما يجعلها تشكل خطراً مستقبلياً على كيان يهود، ما لم يتم التوصل إلى هدنة تعقبها تسوية تنهي الصراع مع الفلسطينيين ومحيط "إسرائيل".
ومن الجدير ملاحظته أن الجيش "الإسرائيلي" نفسه قد ساهم في تضخيم أثر صواريخ حماس؛ إذ قال مصدر في جيش الاحتلال "إن أمام الشارع الإسرائيلي أياماً سيئة والتي ستواصل فيها فصائل المقاومة في غزة إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية". بل إن نتنياهو تعمد الإشارة في مؤتمره الصحفي الذي عقده في 11/7 إلى قوة حماس وضخم من حجمها حيث قال: "هناك أكثر من خمسة ملايين إسرائيلي تحت خطر صواريخ حماس"، بل أنه صرح أمس أنه لو نجحت إحدى محاولات القسام للتسلل خلف خطوط الجيش لأحدثت مجزرة مروعة في المدنيين.
وأمام صمود غزة فإن ذلك سيمنح حماس شعبية واسعة داخلياً وخارجياً، وهو ما سيعطي شرعية لأية قرارات مستقبلية بخصوص القضية الفلسطينية، وبخاصة بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني مع حركة فتح. وليس من المستبعد أن تشكل الهدنة الطويلة المقترحة بين حماس ودولة يهود _لمدة عشر سنوات_ والتي سبق أن طرحتها حماس غطاءً مقبولاً تتذرع به لعدم الدخول المباشر في المفاوضات مع "إسرائيل" في الوقت الذي تشترك فيه في حكومة الوفاق الوطني والتي من المرجح أن تبقي المفاوضات بيد منظمة التحرير.
ومع ترجيح اتخاذ حماس الهدنة كغطاء لعدم الدخول المباشر في المفاوضات مع اليهود فإن هناك محاولات تمهد لتسويغ اشتراكها فيها ومما يشير إلى ذلك فضلاً عن تلميحات خالد مشعل ومحمود عباس ما جاء في بيان مجلس الأمن ليوم السبت 12/7/2014م الذي قرأه رئيسه "أوجين ريتشارد غاسانا" الذي "دعا إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين وعودة الهدوء وإعادة تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2012م". كما دعا المجلس إلى الاستعجال بإجراء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" للوصول إلى سلام دائم قائم على حل الدولتين. كما أن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية "جين ساكي" بعد أن وصفت حركة حماس بأنها جماعة إرهابية تعتدي على "إسرائيل"، أضافت "أن الجانبين ارتكبا أخطاء في عدم اتخاذ قرارات صعبة لمواصلة عملية السلام التي انهارت مؤخراً"، وأضافت: "عندما يكون هناك غياب للسلام يُترك فراغ يملؤه العنف أحياناً".
إن العدوان الأخير على غزة لم يكن إلا بضوء أخضر أميركي وبتواطؤ من حكام المنطقة؛ إذ سبق هذه العملية زيارة مدير المخابرات المصرية لـ"إسرائيل"، وزيارة محمود عباس إلى واشنطن وقبل ذلك زيارة رئيس الحكومة "الإسرائيلية" "بنيامين ناتنياهو". وقد جاءت الزيارتان الأخيرتان في وقت تمر فيه المفاوضات بمرحلة ركود كبيرة.
ورغم إدراك أميركا ضرورة العمل على إنهاء قضية فلسطين حتى تكمل سيرها في تنفيذ مشروعها للشرق الأوسط الكبير والذي يقتضي إعادة صياغة بلاد المسلمين ثقافياً وسياسياً وهو ما سارت فيه أشواطاً كبيرة، إلا أنها ما زالت لم تنجح بعد في إزالة العقبة أمام الحل النهائي وهو الرأي العام اليهودي، الذي ما زال ينظر من خلال أحلامه التوراتية، وما زال يرى أن دولته تتمتع بالقوة والقدرة الدائمة على فرض الشروط والاحتفاظ بالمكاسب.
وأميركا ومنذ مؤتمر انابوليس وهي تعمل للضغط بشكل واضح على "إسرائيل" من أجل السير في حل الدولتين؛ أي الموافقة على إعلان دولة فلسطينية، وإطلاق مباحثات الحل النهائي. وهي إذ تدرك أن العقبات أمام هذا الحل تكمن في الجانب "الإسرائيلي" فهي تعمل من أجل إزالة هذه العقبة عبر إشعال حرب تلو أخرى لتثبت لليمين "الإسرائيلي" أن الخطر سيطال كل دولتهم، وأن الجيش عاجز عن حماية البلاد من الصواريخ التي تزداد تطوراً، وأنه بات من الضروري إنهاء الصراع والدخول في المفاوضات.
إن نجاح أميركا في دفع الطرفين للرجوع إلى المفاوضات، وفرض رؤيتها للحل، يعود إلى رضوخ "إسرائيل" للضغط الممارس عليها. ويبدو أن هناك تخوفات أميركية من تجاوز قادة "إسرائيل" للخطوط الحمر حيث سبق لنتنياهو أن صرَّح في مؤتمر صحفيٍّ بعد أربعة أيام من بدء الحرب بقوله: "ما من قوة وضغط دولي سيمنع إسرائيل من تحقيق غايتها"، ويبدو أن ما أثار المخاوف الأميركية هو توجهات بعض قادة "إسرائيل"، وبخاصة العسكريين منهم، لتوسيع نطاق العمليات البرية، مما دعا لتوجه وزير الخارجية الأميركي للمنطقة كي يمنع التجاوزات "الإسرائيلية". ذلك أن أميركا إنما تريد عملاً عسكرياً محدوداً يؤثر على الرأي العام في "إسرائيل" ويبرر جلب حماس إلى طاولة المفاوضات وتخشى من استغلال "إسرائيل" للعملية العسكرية في خلط الأوراق وإفشال المصالحة الفلسطينية، أو إعاقة عمل حكومة الوفاق، أو تعطيل المسار التفاوضي الذي يعمل كيري على تحريكه خصوصاً أن الحكومة الأميركية لم تتمكن من تحقيق أي نجاح في تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط منذ سنوات.
ووزير الخارجية الأميركي الذي وصل هذا اليوم إلى المنطقة بدعوى دعم المبادرة المصرية وكذلك بان كيمون الذي قال أنه حقق تقدماً، يتوقع أن يعملا على إخراج المبادرة المصرية بعد تعديلات تتعلق بضمانات دولية وعربية على بحث تحقيق أبرز شروط حماس وهو إنهاء حصار غزة، والذي يشير إلى نية أميركا في إنفاذ المبادرة المصرية مع تعديلات ترضاها حماس وقوى المقاومة الأخرى هو موافقة "إسرائيل" على المبادرة المصرية، وحضور كيري وبان كيمون من أجل تعزيزها، ونفي وزير خارجية قطر أمس عن وجود مبادرة قطرية، وأن قطر إنما نقلت وجهات نظر وحسب. ومع التأييد الواضح للمبادرة المصرية من قبل محمود عباس وما ذكر عن مباحثاته مع خالد مشعل في الدوحة وحثه له على ضرورة موافقة حماس على المبادرة المصرية، فإن ذلك يشير إلى قرب التهدئة ما لم يشاكس الجانب "الإسرائيلي".
وفي حال مشاكسة الجانب "الإسرائيلي" وإعاقته للمبادرة بعد التعديل المرتقب فإن ماكينة الإعلام الضخمة التي تسيطر عليها أميركا وأوروبا ينتظر أن تظهر الجانب "الإسرائيلي" بالصورة البشعة حيث ستمعن آلته الحربية في المدنيين، وسيزيد ذلك من عزلة "إسرائيل" الدولية وزيادة الضغط عليها، وقد سخر كيري من حديث "الإسرائيليين" عن دقة الاستهداف الذي يتحدث عنه الجيش والإعلام اليهودي بعد كل هذا القتل للمدنيين.
ومن الجدير ذكره أن غزة تعتبر المنطقة الأعلى من حيث الكثافة السكانية في العالم حيث تبلغ الكثافة السكانية فيها بمعدل خمسة آلاف نسمة في الكيلومتر المربع الواحد مما يعني أن التوغل البري وزيادة القصف يعني إحداث مجازر للمدنيين. كما ينتظر الجانب "الإسرائيلي" حال إعاقته للتهدئة إمكانية إطلاق انتفاضة جديدة أو الموافقة على طلب عباس بالحماية الدولية. هذا فضلاً عن انتكاسات وهزائم للجيش "الإسرائيلي" من جديد أمام "مليشيات" لا تقارن قدراتها بقدرات ذلك الجيش الذي يعد من أقوى جيوش العالم ، وبخاصة وأنه قد تم تزويد تلك "المليشيات" ببعض الأسلحة النوعية.

أيها المسلمون..
أن أميركا تريد فرض المفاوضات من جديد من خلال سيناريو الحرب الأخيرة على غزة التي استعملت فيها دماء المسلمين وأرواحهم لتكون مجرد غطاء يستر رضوخ اليهود لما تريده منهم أميركا وذريعة لحكام فلسطين العملاء للدخول في مفاوضات الحل الذي تريده أميركا. كما يشير ذلك أيضاً إلى أن حماس استخدمت أداة للضغط على "إسرائيل" من أجل الدخول في المفاوضات، وهو ما يشير إليه تصريح محمود عباس من خلال فضائية الجزيرة يوم 12/7/2014م حين ذكر أن "الحل لا يكون إلا حلاً سياسياً وعلى إسرائيل العودة إلى المفاوضات".

أيها المسلمون..
إن أميركا ومن وراءها هم الكفار الذين يجب الحذر منهم، فقد عاثوا فساداً في البلاد، وسفكوا الدماء وخربوا البيوت وهتكوا الأعراض ونهبوا الخيرات، وهم أعداء للإسلام والمسلمين، يحيكون المؤامرات ليكيدوا لكم فلا يغرنكم الكلام الجميل ولا الوعود الكاذبة. فالحذر الحذر من الاستمرار في الوقوع في مزيد من التضليل والخداع وعدم رؤية الحلول الصحيحة لقضايانا.

عبد الواحد جعفر
22-07-2014, 11:28 AM
أيها المسلمون..
إن دماءنا لن تبقى رخيصة تراق ليحقق بها الكفار غاياتهم وأهدافهم، فإلى متى تراق دماؤنا في فلسطين من أجل إقامة كيان مسخ على حدود 1967؟! والى متى سينخدع أبناء الأمة بما ينعق به المضللون والخونة بزيادة مزقة جديدة في جسد الأمة يطلقون عليها دولة فلسطينية رغم أنها جزء من مشروع أميركا الكافرة المستعمرة؟! فهلا نظرنا إلى قضايانا في فلسطين وغيرها من بلاد الإسلام من زاوية الإسلام وحده فندرك حقيقة ما يحاك لنا من دسائس ومؤامرات من الكافر المستعمر وأدواته في بلادنا؟!
وهل يقبل أن يكون اليهود هم العقبة أمام تصفية قضية فلسطين بتعنتهم أمام الحل الأميركي الذي يعارض أحلامهم التوراتية، ويتغافل المسلمون عن أمر ربهم بوجوب قتالهم فضلاً عن حرمة التنازل عن بلادهم لأراذل الخلق وشُذاذ الآفاق، الذين لم يعرف التاريخ منهم بطلاً إلا من خلال تخاذل حكامنا الذين وضعوا كرامة هذه الأمة العزيزة في التراب.
إن الحل الوحيد لقضية المسلمين في فلسطين هو أن تقاتل جيوش المسلمين لاستئصال شأفة يهود الذين استأسدوا على هذه الأمة في ظل قيادات خائنة أضاعوا البلاد والعباد ووضعوا كرامة أمتنا وعزتها على مر القرون في التراب، رغم أن التاريخ لم يعرف أمة أكثر تضحية ولا شجاعة من أمتنا، ويشهد على ذلك البطولات الأسطورية لرجالها رغم ضعف العدة والعتاد.

{يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم}
22/رمضان/1435هـ حزب التحرير
20/7/2014م

وليد فهد
22-07-2014, 06:21 PM
اسرائيل تخوض حربا اجرامية ضد قطاع عزة وهي التي ترفض الهدوء واستفزت حماس الى هذه الحرب باعتقال كوادرها في الضفة واعتقال المطلق سراحهم من السجون في صفقة شاليط ولم تترك اي خيار لها الا ان ترد بالصواريخ على التجمعات السكنية الاسرائيلية حتى انها وقفت وبحزم بوجه محمود عباس في المصالحة مع حماس وارادت احتلال الضفة ومهاجمة المقرات الامنية الفلسطينية بالرغم من انها تنسق امنيا مع اسرائيل وتحجيم السلطة بل القضاء عليها
اسرائيل هي من بادر وهي الان تتحدى العالم في مجازرها في غزة وهذا العالم التافه صار يؤيدها ويحمل حماس المسؤوليية وسظهر اسرائيل في مظهر الدفاع عن نفسها بل في موقف الضحية ولا سيما وسائل الاعلام الامريكية
اسرائيل تعمل مجازر في سوريا عن طريق جبهة النصرة وغيرها من المعارضة وهي تخوض حربا في العراق لتفسيمه وتدعم انشاء دولة كردية والموساد ناشط هناك وووووووو
اسرائيل لا تريد سلام ولا هدوء انما تريد الابادة والتقسيم والقتل والتشريد تماما كما هي امريكا

بوفيصيل
22-07-2014, 06:39 PM
منقول
ابو أسيد
Abu Usaid
Mon · Edited ·
اهداف الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة
أراد نتنياهو من خلال العملية العسكرية أن يمارس ضغطا على حماس وجناحها المسلح وحاضنتها الشعبية من اجل إخضاعها لأجندة عباس السياسية المتواطئة على تصفية القضية كما أراد استغلال ردود "المقاومة الفلسطينية" لترويع الراي العام الاسرائيلي من خطر استمرار جمود العملية السياسية التي تبدو فيها حكومة نتنياهو رافضة لها ومعرقلة لسيرها بينما تلح الادارة الامريكية على تحريكها من أجل تسجيل انجاز لإدارة اوباما والحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة ، فأراد نتنياهو الاستثمار هو الآخر بمطلب تحريك المفاوضات للتأثير على اليهود لاستقطاب تأييد تيار الوسط واليسار الاسرائيلي واسترضاء امريكا وتليين مواقف المتشددين بشأن ملف المستوطنات التي تعيق تحرك المفاوضات غير انه تورط في العملية البرية التي أراد منها إنجازا يرضي به الرأي العام الاسرائيلي والقوى المتشددة في الحكومة فوضع اهدافا سهلة لإنهاء العملية العسكرية بغية استثمار نتائجها على الصعيد الداخلي ريثما تتمكن الدول الراعية لحماس من تحقيق ما لم تنجزه العصا الاسرائيلية الغليظة وهو تجريد حماس من ايديولوجيتها وعقيدتها بشأن "العملية السلمية" بالإغراءات وتنفيذ بعض مطالبها تمهيدا لإدماجها في العملية السياسية تحت مظلة منظمة التحرير او حكومة التوافق وانتزاع اعترافها بما ستفضي اليه التسوية علما بأن حماس لا تخفي قبولها بهدنة طويلة وهو ما تقبل به اسرائيل أو تسعى اليه في إطار التهرب من استحقاقات قضايا الحل النهائي لكن ذلك لا يحظى بقبول الولايات المتحدة التي ترغب بحل ينهي الصراع على اساس حل الدولتين وينزع فتيل التوتر الذي يهدد بقاء انظمة المنطقة ومصالح الولايات المتحدة . إن أسر الجندي الاسرائيلي أضفى على الاحداث نقلة سيكون لها تداعيات على ادارة الصراع إذ ستوَظَفُ عملية الأسر لمزيد من الضغط على الرأي العام الاسرائيلي واليمين المتطرف في الحكومة الاسرائيلية لإجباره على فكرة دفع ثمن مؤلم لقاء اسكات "المقاومة" وقبول التفاوض مع حكومة تشارك فيها وفي هذا الاطار ستشهد الساحة السياسية الاسرائيلية عملية عصف ذهني بشأن كيفية اخراج الأزمة من عنق الزجاجة . ومن المتوقع ان يتم التوصل الى حل وسط بشأن انهاء العملية العسكرية على غرار ما جرى سنة 2012 ولكن بوساطة قطرية تركية إممية وضمانات امريكية تستفيد فيها اسرائيل بإعادة العلاقة مع تركيا يرافقها دفع عجلة المفاوضات ولكن بمعزل عن قضية الجندي الاسير الذي سيشكل كابوسا يهدد المستقبل السياسي لنتنياهو ، فمن المتوقع ان لا يقتصر ثمن اطلاقه على تبادل الاسرى وإنما سيتم استغلاله في تحقيق مكاسب سياسية لحماس كما يمكن أن تشكل عملية تحريره غطاء للحكومة الاسرائيلية لتقديم تنازلات سياسية لا تحظى بقبول الراي العام في الوضع الطبيعي ، قد تقوم اسرائيل بمناورات تصعيدية واعمال اكثر عنفا ضد حماس والحاضنة الشعبية عقب عملية الاسر ولكن من المستبعد ان تتورط حكومة نتنياهو بالتوغل باحتلال طويل الامد فيما لو نجحت باقتحام مناطق محدودة بغزة بهدف رد الاعتبار للجيش والحكومة . أما سبب تآمر الانظمة العربية بشكل غير مسبوق على حماس وضرب "المقاومة " هو أن نجاح "المقاومة" من شأنه أن يقوي التوجه الاسلامي ويرفع رصيده شعبيا في البلاد العربية وهو الكابوس الذي يُفزع تلك الانظمة لأنها تقوم على عقيدة تتناقض مع عقيدة الامة ولا تستند في وجودها بالحكم الى إرادة شعوبها ، والسبب الآخر هو أن هذه الانظمة تقدم نفسها للغرب باعتبارها الحارس لمصالحه والعدو لأمتها وتبرهن على ولاءها للغرب من خلال الانحياز لمشاريعه في المنطقة وتنفيذ اجندته في تصفية "القضية الفلسطينية" لدرجة أن تستعد دولة الامارات العربية بتمويل الحملة الاسرائيلية للقضاء على "المقاومة" أو إضعافها وكسر شوكتها باعتبارها احد روافد الدعم الجماهيري للتوجه الاسلامي الذي يتهدد أنظمة الخليج العميلة التي تدرك أنه لا بقاء لها مع تحرر ارادة الشعوب ولو صوريا ، وربما هذا ما شجع نتنياهو وحكام العار الذين استثمروا بعربدته واجرامه للمغامرة في العملية العسكرية إذ توهم أن يكون المناخ الشعبي العربي بعد انحسار التأييد للإخوان المسلمين مواتيا لتحقيق اهدافه فخاب فأله عندما حطم المجاهدون امانيه بعزيمتهم وإيمانهم بنصر الله .

shareff
25-09-2014, 03:52 PM
السلام عليكم
من البديهيات المعروفة عن الحزب انه لا يعترف بالحركات الموجودة في فلسطين ويعتبرها أدوات غربية لتصفية القضية الفلسطينية ، فهي حركات غير شرعية .
فعندما نخاطب الامه ونقول لهم((( وقد سطر أبناء الأمة الإسلامية في غزة بطولات أسطورية أمام عدو لئيم يتفوق في العدد والعدة بما لا يوجد فيه وجه للمقارنة، وأعاد أبناء غزة هاشم إلى ذاكرة الأمة سيرة أجدادهم الذين فتحوها أول مرة من عشقهم للجهاد في شهر الجهاد، وتمنيهم للشهادة في سبيل الله، وبذل الغالي والنفيس إرضاءً لربهم وخدمة لإسلامهم.))))
نكون بطريق غير مباشرة قد اعطينا شرعية لحركة حماس والقتال تحت رايتها. وكان الاجدر ان نقول ونفضح حماس من انها تتاجر بدماء المسلمين وتشحنهم بفكرة الجهاد في سبيل الله ونيل الشهادة ، وما هو إلا تجارة بدماء المسلمين ،يقدمونها خدمة لاسيادهم الامركان والموساد الاسرائيلي حتى تصل الامور للهدف السياسي المقصود من هذه العمليات الحربية ،وليس تقديم شهداء في سبيل الله. والسلام

بسيط
26-09-2014, 11:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*لماذا يمدح الحزب رجالات حماس ؟ ألا يكفيها مديح الغرب الكافر وعلى رأسه امريكا بأدواتها من قناة الجزيرة و حكام الضرار !!
الحزب يعلم قبل غيره أن الترويج لبطولة حماس وزيادة شعبيتها الغاية منه بيع فلسطين ليهود بإشراك ما يسمى بالإسلاميين ، وما احتضان عملاء امريكا لهم إلا خير دليل على ذلك. هذا هو مربط الفرس كما يقال.
فلماذا نأخذ المسألة من ناحية شرعية ؟ هذا لا مبرر له !! من يجاهد الكفار مدحه الله من فوق سبع سماوات وهو لا يحتاج مديح الحزب ، هذا من جانب. ثم لماذا لم يمدح الحزب القاعدة ولم يمدح حزب الله في 2006 وهو يلحق الاذي بيهود ؟
حزب التحرير هو حزب سباسي و نجاحه يقتصر علي وعيه السياسي وايجاد هذا الوعي لدي الامة و رفع مستوي الوعي لديها.*

عصائب التوحيد
26-09-2014, 11:46 AM
حزب التحرير لا يعطي شرعية لأحد ولا يسحب شرعية من أحد، فحزب التحرير حزب سياسي له غاية محددة، وهي استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة. وشرعية أي تنظيم هي بقيامه على أساس الإسلام. وعدم شرعية أي تنظيم هي بمجافاته للإسلام.
وحزب التحرير لم يمدح يوماً لا حماس ولا غيرها، بل يمدح ما طلب الشرع مدحه، ويذم ما طلب الشرع ذمه. وهو في ذلك كله مقيد بالمبدأ، لا يحيد عنه قيد أنملة. وهو عندما يتصدى للحوادث اليومية إنما يكشف حقيقتها وواقعها، ويضع كل أمر في مكانه وموقعه من زاوية العقيدة الإسلامية. فقتال اليهود وهم الكفار المغتصبين لفلسطين يمدح فاعله، ولا يذم. حتى ولو كان من وراء ذلك خطة سياسية لدولة كافرة. وهذه من البدهيات عندنا. ففي الوقت الذي فضح فيه حزب التحرير الأهداف السياسية من العدوان الإسرائيلي على غزة، مدح ما فعله أبناء غزة من التصدي بشرف ورجولة لآلة يهود المدمرة. وهذا المدح لا يعطي شرعية لتنظيم ولا يسحبها عن تنظيم. فالقول بأننا
"نكون بطريق غير مباشرة قد اعطينا شرعية لحركة حماس والقتال تحت رايتها" قول مجاف للواقع، وهو فهم غير صحيح لما ورد في التعليق السياسي.
ثم إن ما ورد في عبارة التعليق السياسي هو ما يلي:
(وقد سطر أبناء الأمة الإسلامية في غزة بطولات أسطورية أمام عدو لئيم يتفوق في العدد والعدة بما لا يوجد فيه وجه للمقارنة، وأعاد أبناء غزة هاشم إلى ذاكرة الأمة سيرة أجدادهم الذين فتحوها أول مرة من عشقهم للجهاد في شهر الجهاد، وتمنيهم للشهادة في سبيل الله، وبذل الغالي والنفيس إرضاءً لربهم وخدمة لإسلامهم).
وهذا الكلام موجه لكل من قاتل يهود بغض النظر عن الفصيل الذي يتبعه. فهو ليس موجهاً لمن يسير مع حماس فحسب، بل لكل من قاتل يهود بغض النظر عن انتمائه السياسي، ما دام قتاله قتالاً لكفار معتدين على المسلمين. وفي الوقت نفسه حذر الحزب في نفس النشرة من الأهداف السياسية التي يراد منها تصفية قضية فلسطين، حيث جاء فيها ما نصه:
(إن دماءنا لن تبقى رخيصة تراق ليحقق بها الكفار غاياتهم وأهدافهم، فإلى متى تراق دماؤنا في فلسطين من أجل إقامة كيان مسخ على حدود 1967؟! والى متى سينخدع أبناء الأمة بما ينعق به المضللون والخونة بزيادة مزقة جديدة في جسد الأمة يطلقون عليها دولة فلسطينية رغم أنها جزء من مشروع أميركا الكافرة المستعمرة؟! فهلا نظرنا إلى قضايانا في فلسطين وغيرها من بلاد الإسلام من زاوية الإسلام وحده فندرك حقيقة ما يحاك لنا من دسائس ومؤامرات من الكافر المستعمر وأدواته في بلادنا؟!)
فالحزب لم يمدح رجالات حماس، بل مدح من قاتل يهود سواء أكان من حماس أو غيرها، وهذا واضح مما جاء في التعليق السياسي.
وحث الحزب للمسلمين على أن يقاتلوا يهود ودعوة الجيوش لتقاتل يهود هو قمة الوعي السياسي على قضايا المسلمين ومعالجتها، وعدم الوقوف أمامها موقف المتفرج، وهذا ما يمليه عليه المبدأ.