بوفيصيل
07-07-2014, 04:22 AM
فى ظل التغيرات المتلاحقة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط فى اعقاب ثورات الربيع العربى تجددت الدعوات المطالبة بإعادة تقييم جذرى للاتجاهات الرئيسية الأمريكية والمصالح الأمريكية فى المنطقة والخيارات السياسية المناسبة لتحقيقها. وأكد تقرير لـ«مركز الأمن الأمريكى الجديد»، ضرورة إعادة النظر بشكل منهجى فى سياسات الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، وتبنى ما وصفه التقرير بمنهج «التكيف الاستراتيجى»، ففى الوقت الذى تظل فيه بعض السياسات الأمريكية الحديثة والقديمة صالحة للتعاطى فى الوقت الحالى، يجب التأكيد على ضرورة التكيف مع بيئة استراتيجية تغيرت بشكل درامى وفى الغالب ستظل تتغير. وتواجه الولايات المتحدة فى الوقت الحالى تهديدات قصيرة المدى فى حاجة إلى انتباه سريع من صانعى القرار السياسى الأمريكى نابعة من إيران وسوريا واليمن وكذلك العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية. ولكن من المهم أن تنتهج فى الوقت نفسه سياسات من أجل السيطرة وتخفيف التهديدات المحتملة على المدى الطويل فى المنطقة، مستعينة بدرجة عالية من المرونة الاستراتيجية والبراعة الدبلوماسية. وخلال هذا الملف نقدم تحولات السياسة الداخلية العربية، و العلاقات الأمريكية ـ الإسرائيلية والسلام الفلسطينى ـ الإسرائيلى، والعلاقات المصرية ـ الإسرائيلية، والتهديدات السورية واليمنية، ثم الأربع محاور فى تنظيم العلاقات الأمريكية العربية فى المستقبل وموقف إسرائيل من الربيع العربى.
- واشنطن فى مواجهة تغييرات الواقع الجديد
اعتادت الولايات المتحدة على فرض سياستها واستراجيتها على كل مكان فى العالم حتى ولو بالقوة، ولكن بعد الربيع العربى أصبح علي الولايات المتحدة ضرورة تبنى استراتيجية جديدة تجاه المنطقة إذا ما أرادت أن تحمى مصالحها وتستمر فى التواجد.
ويشير تقرير «التكيف الاستراتيجي في سبيل استراتيجية جديدة فى الشرق الأوسط» الصادر عن مركز الأمن الأمريكى الجديد إلى أن هناك أولويات ينبغى أن تضعها الولايات المتحدة على رأس إهتمامتها إذا ما أرادت ضمان التواجد وحماية مصالحها وتأتى فى مقدمتها سياستها تجاه إيران. وعليها أن تستمر فى «مسارها المزدوج» تجاه طهران من خلال استمرار فرض عقوبات صارمة بالإضافة إلى الجهود الدبلوماسية لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. ويوضح الخبراء فى مركز الأمن الأمريكى الجديد أن إستراتيجية الولايات المتحدة الجديدة يجب أن تكون أكثر مرونة، وأن تتوفر الشفافية فى التعامل مع إيران بناء على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية التى تسمح بالتفتيش لكشف ما إذا كانت إيران تقوم بتطوير أسلحة نووية بالفعل وفى الوقت نفسه يتم التفاوض على السماح لها بالتخصيب السلمى، ويكون الهدف الأهم هو منع إيران من تطوير أسلحة نووية فعلية، كانت إدارة بوش تعتمد على التهديد المستمر سواء بفرض عقوبات إقتصادية أو باستخدام القوة العسكرية، ولكن إدارة أوباما رأت أن سياسة الضغط يجب أن تتم من خلال إجماع دولى مع استمرار فرض العقوبات وفى نفس الوقت الاستعداد للتفاوض، وكان أوباما قد صرح أن امتلاك إيران للسلاح النووى أمر غير مقبول وأن جميع الخيارات مطروحة بما فى ذلك الخيار العسكرى ولكنه أكد أنه يفضل الحل السلمى والتوصل إلى تسوية دبلوماسية دائمة.
"العلاقات الأمريكية ـ الإسرائيلية"
تظل اسرائيل هى الحليف الرئيسى للولايات المتحدة ويتشارك الاثنان فى مصالح أمنية اقليمية، كما ان المكاسب من التعاون العسكرى والمخابراتى تمثل استفادة للجانبين، فالولايات المتحدة تستفيد من خبرة اسرائيل فى مجال الحرب فى المناطق الآهلة بالسكان ومكافحة الارهاب وذلك قبل فترة طويلة من مواجهاتها تحديات فى العراق وأفغانستان، ولعل ما يقف وراء قوة العلاقة بين البلدين هو الانجذاب بين مجتمعين ديمقراطيين، يتشاركان فى القيم ويتمتعان بعلاقات تعاون وثيقة بين مواطنيها فى المجالات العلمية والتعليمة، ومع ذلك تبقى التوترات بين البلدين قائمة، وتكمن أساسا فى الخلافات حول تصور أولويات التهديد خاصة بالنسبة لايران وعملية السلام.، هذه الخلافات تظهر بين الحين والاخر، ولكنها هذه المرة أكثر عمقا ووضوحا، وتتعلق بالخلافات الحادة فى رؤيتهما للمنطقة. وهناك عدد كبير من الإسرائيليين يشكون أن الولايات المتحدة تتفهم عمق التهديد الذى تواجهه بلادهم، فى الوقت الذى تتزايد فية المخاوف فى الولايات المتحدة من المدى الذى يخدم فيه التأييد الامريكى لاسرائيل مصالح بلادهم. وهى خلافات بدت حادة فيما يتعلق بعملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية المجمدة حاليا. وبينما تستمر ادارة أوباما فى التعاون الوثيق مع اسرائيل، فان مسئولى الادارة تحدثوا فى أكثر من مناسبة عن تأثير فشل عملية السلام على المصالح الامريكية. ومما لا يخفى على أحد أن القيادة الاسرائيلية الحالية قلقة من الربيع العربى، وفى ظل هذه التطورات فان اسرائيل تبدى قلقا متزايدا من مبيعات الأسلحة للدول العربية، حتى لو كانت هذه الاسلحة تهدف لتقوية قدرة شركاء الولايات المتحدة على مواجهة ايران.
"العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية"
تولى الولايات المتحدة إهتماما كبيرا بأمن إسرائيل وبمعاهدات السلام بينها وبين العرب واستمرار السلام بينهما وخاصة مصر، ولكن بعد الربيع العربى بدأت إسرائيل تشعر بالقلق من القيادة الجديدة فى مصر، وتشير الدراسة إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تقوم بأمرين للحفاظ على السلام بين البلدين.
أولا: العمل من خلال سفاراتها هناك لتقريب وجهات النظر ومنع التوتر بين القيادتين والقيام بزيارت مكوكية لتسهيل الحوار بين الجانبين لنزع فتيل أى توتر قد يحدث أزمة.
ثانيا: تقوم الولايات المتحدة من خلال إستراتيجيتها الجديدة بالتأكيد على أن مصر أهم حليف لها بالمنطقة وتعتمد عليها للحفاظ على السلام.
"التهديدات السورية واليمنية"
تواجة الولايات المتحدة تهديدات أمنية فى كل من سوريا واليمن من احتمال نشوب حرب أهلية هناك وهو ما يشعل المنطقة ويهدد المصالح الأمريكية، وبالتالى يجب على الولايات المتحدة أن تتبع سياسة دبلوماسية قوية للضغط خاصة على سوريا للتوصل إلى حل للصراع. ويجب تشجيع مزيد من الحرية والعدالة للشعب السورى ومحاولة إنقاذه من شبح الحرب الأهلية الذى يخيم على البلاد من خلال العمل مع الأمم المتحدة وأصدقاء سوريا والمعارضين السوريين وممارسة الضغط الدولى وفرض عقوبات على النظام الحالى ومساعدة المعارضة للتوصل إلى تسوية وإتفاق بينهم على أهداف واحدة. وكذلك يجب استبعاد الحل العسكرى فى سوريا.
أما بالنسبة لليمن فقد كانت إستراتيجية الولايات المتحدة تعتمد بشكل أساسى على تدريب وحدات داخل الجيش اليمنى لمحاربة الإرهاب هناك والذى يتمثل فى تنظيم القاعدة، وقد نجحت تلك الإستراتيجية فى التخلص من بعض قيادات القاعدة هناك والذين كانوا يمثلون تهديدا كبيرا للولايات المتحدة مثل أنور العولقى وفهد القوع الذى يعتقد أنه المسئول عن تفجير المدمرة الأمريكية كول فى اليمن عام 2000. لذلك يجب أن تضع الولايات المتحدة إستراتيجية جديدة فى ظل الوضع الجديد فى اليمن يساعد على مزيد من الإصلاح السياسى والإقتصادى هناك والقيام بزيادة الإستثمارات والإنفاق لمواجهة نفوذ القاعدة.
- إسرائيل. أول الخاسرين من الربيع العربى
حتى نهاية عام 2010 كانت اسرائيل تتفاخر امام العالم بأنها واحة الديمقراطية فى الشرق الاوسط المحاطة بأنظمة قمعية لا تعرف المشاركة الشعبيه اطلاقا، وبعد الربيع العربى إتسم موقف اسرائيل بشكل عام تجاه الحراك الديمقراطى بالقلق والتحفظ، غير أن تعاملها مع كل ثورة كان مختلفا وذلك بناء على قرب هذه الثورة أو بعدها من تهديد مصالحها وأمنها الوطني. ورغم أن الطريق المستقبلى بالنسبة للمواطن العربى قد يكون وعراً ومبهماً، لكن الأحداث فى الشرق الأوسط تمثل مكسبا كبيرا له بمجرد اسقاطه الأنظمة القديمة العقيمة والجامدة، ولكن مع انهيار النظام القديم فى الشرق الأوسط، من هم الفائزون والخاسرون؟
الخاسر الأكبر الذى خرج صفر اليدين هو إسرائيل، فالعديد من الحكام المستبدين القدامى الذين كانوا مدعومين من الولايات المتحدة بالمال والسياسة يتهاون الواحد تلو الآخر. ومع اتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية أكبر داعمة لإسرائيل موقفا علنيا بدعم الثورات العربية متخلية بذلك عن الوقوف بجانب حلفائها فى المنطقة العربية من الرؤساء الذين ثارت عليهم شعوبهم وأسقطتهم، دفع ذلك بعض المحللين إلى التكهن بوجود توتر فى العلاقات بين البلدين، الأمر الذى أوجب على الرئيس الأمريكى باراك أوباما المضى قدما لاتخاذ جميع الإجراءات لضمان حماية أمن إسرائيل، فقد شرع لاستكمال مشروع منظومة "القبة الفولاذية" والتى كانت أمريكا قد دعمته العام الماضى بمبلغ 205 ملايين دولار والذى يهدف إلى اعتراض القذائف الصاروخية وتوفير حماية فعالة لإسرائيل من أى تهديد عسكري، ويتكون هذا النظام من صواريخ وأجهزة رادار وقد صنعته شركة رافاييل الإسرائيلية لتطوير الأسلحة، ولم تكتف أمريكا بذلك بل قدمت أيضا مساعدات بحوالى 3 مليار دولار لتطوير برنامج التدريب والحماية العسكرية لإسرائيل. ويرى المحللون أن التعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل يجب ألا يقتصر على الإجراءات العسكرية التى إتخذها الرئيس أوباما بشأن إسرائيل، بل هناك مجالات تكنولوجية وثقافية أخرى يجب تنميتها، كدعم المؤسسة الأمريكية الإسرائيلية للعلوم والتكنولوجيا، وهذا من شأنه أن يعيد الثقة مرة أخرى فى العلاقات بين البلدين.
- واشنطن فى مواجهة تغييرات الواقع الجديد
اعتادت الولايات المتحدة على فرض سياستها واستراجيتها على كل مكان فى العالم حتى ولو بالقوة، ولكن بعد الربيع العربى أصبح علي الولايات المتحدة ضرورة تبنى استراتيجية جديدة تجاه المنطقة إذا ما أرادت أن تحمى مصالحها وتستمر فى التواجد.
ويشير تقرير «التكيف الاستراتيجي في سبيل استراتيجية جديدة فى الشرق الأوسط» الصادر عن مركز الأمن الأمريكى الجديد إلى أن هناك أولويات ينبغى أن تضعها الولايات المتحدة على رأس إهتمامتها إذا ما أرادت ضمان التواجد وحماية مصالحها وتأتى فى مقدمتها سياستها تجاه إيران. وعليها أن تستمر فى «مسارها المزدوج» تجاه طهران من خلال استمرار فرض عقوبات صارمة بالإضافة إلى الجهود الدبلوماسية لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. ويوضح الخبراء فى مركز الأمن الأمريكى الجديد أن إستراتيجية الولايات المتحدة الجديدة يجب أن تكون أكثر مرونة، وأن تتوفر الشفافية فى التعامل مع إيران بناء على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية التى تسمح بالتفتيش لكشف ما إذا كانت إيران تقوم بتطوير أسلحة نووية بالفعل وفى الوقت نفسه يتم التفاوض على السماح لها بالتخصيب السلمى، ويكون الهدف الأهم هو منع إيران من تطوير أسلحة نووية فعلية، كانت إدارة بوش تعتمد على التهديد المستمر سواء بفرض عقوبات إقتصادية أو باستخدام القوة العسكرية، ولكن إدارة أوباما رأت أن سياسة الضغط يجب أن تتم من خلال إجماع دولى مع استمرار فرض العقوبات وفى نفس الوقت الاستعداد للتفاوض، وكان أوباما قد صرح أن امتلاك إيران للسلاح النووى أمر غير مقبول وأن جميع الخيارات مطروحة بما فى ذلك الخيار العسكرى ولكنه أكد أنه يفضل الحل السلمى والتوصل إلى تسوية دبلوماسية دائمة.
"العلاقات الأمريكية ـ الإسرائيلية"
تظل اسرائيل هى الحليف الرئيسى للولايات المتحدة ويتشارك الاثنان فى مصالح أمنية اقليمية، كما ان المكاسب من التعاون العسكرى والمخابراتى تمثل استفادة للجانبين، فالولايات المتحدة تستفيد من خبرة اسرائيل فى مجال الحرب فى المناطق الآهلة بالسكان ومكافحة الارهاب وذلك قبل فترة طويلة من مواجهاتها تحديات فى العراق وأفغانستان، ولعل ما يقف وراء قوة العلاقة بين البلدين هو الانجذاب بين مجتمعين ديمقراطيين، يتشاركان فى القيم ويتمتعان بعلاقات تعاون وثيقة بين مواطنيها فى المجالات العلمية والتعليمة، ومع ذلك تبقى التوترات بين البلدين قائمة، وتكمن أساسا فى الخلافات حول تصور أولويات التهديد خاصة بالنسبة لايران وعملية السلام.، هذه الخلافات تظهر بين الحين والاخر، ولكنها هذه المرة أكثر عمقا ووضوحا، وتتعلق بالخلافات الحادة فى رؤيتهما للمنطقة. وهناك عدد كبير من الإسرائيليين يشكون أن الولايات المتحدة تتفهم عمق التهديد الذى تواجهه بلادهم، فى الوقت الذى تتزايد فية المخاوف فى الولايات المتحدة من المدى الذى يخدم فيه التأييد الامريكى لاسرائيل مصالح بلادهم. وهى خلافات بدت حادة فيما يتعلق بعملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية المجمدة حاليا. وبينما تستمر ادارة أوباما فى التعاون الوثيق مع اسرائيل، فان مسئولى الادارة تحدثوا فى أكثر من مناسبة عن تأثير فشل عملية السلام على المصالح الامريكية. ومما لا يخفى على أحد أن القيادة الاسرائيلية الحالية قلقة من الربيع العربى، وفى ظل هذه التطورات فان اسرائيل تبدى قلقا متزايدا من مبيعات الأسلحة للدول العربية، حتى لو كانت هذه الاسلحة تهدف لتقوية قدرة شركاء الولايات المتحدة على مواجهة ايران.
"العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية"
تولى الولايات المتحدة إهتماما كبيرا بأمن إسرائيل وبمعاهدات السلام بينها وبين العرب واستمرار السلام بينهما وخاصة مصر، ولكن بعد الربيع العربى بدأت إسرائيل تشعر بالقلق من القيادة الجديدة فى مصر، وتشير الدراسة إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تقوم بأمرين للحفاظ على السلام بين البلدين.
أولا: العمل من خلال سفاراتها هناك لتقريب وجهات النظر ومنع التوتر بين القيادتين والقيام بزيارت مكوكية لتسهيل الحوار بين الجانبين لنزع فتيل أى توتر قد يحدث أزمة.
ثانيا: تقوم الولايات المتحدة من خلال إستراتيجيتها الجديدة بالتأكيد على أن مصر أهم حليف لها بالمنطقة وتعتمد عليها للحفاظ على السلام.
"التهديدات السورية واليمنية"
تواجة الولايات المتحدة تهديدات أمنية فى كل من سوريا واليمن من احتمال نشوب حرب أهلية هناك وهو ما يشعل المنطقة ويهدد المصالح الأمريكية، وبالتالى يجب على الولايات المتحدة أن تتبع سياسة دبلوماسية قوية للضغط خاصة على سوريا للتوصل إلى حل للصراع. ويجب تشجيع مزيد من الحرية والعدالة للشعب السورى ومحاولة إنقاذه من شبح الحرب الأهلية الذى يخيم على البلاد من خلال العمل مع الأمم المتحدة وأصدقاء سوريا والمعارضين السوريين وممارسة الضغط الدولى وفرض عقوبات على النظام الحالى ومساعدة المعارضة للتوصل إلى تسوية وإتفاق بينهم على أهداف واحدة. وكذلك يجب استبعاد الحل العسكرى فى سوريا.
أما بالنسبة لليمن فقد كانت إستراتيجية الولايات المتحدة تعتمد بشكل أساسى على تدريب وحدات داخل الجيش اليمنى لمحاربة الإرهاب هناك والذى يتمثل فى تنظيم القاعدة، وقد نجحت تلك الإستراتيجية فى التخلص من بعض قيادات القاعدة هناك والذين كانوا يمثلون تهديدا كبيرا للولايات المتحدة مثل أنور العولقى وفهد القوع الذى يعتقد أنه المسئول عن تفجير المدمرة الأمريكية كول فى اليمن عام 2000. لذلك يجب أن تضع الولايات المتحدة إستراتيجية جديدة فى ظل الوضع الجديد فى اليمن يساعد على مزيد من الإصلاح السياسى والإقتصادى هناك والقيام بزيادة الإستثمارات والإنفاق لمواجهة نفوذ القاعدة.
- إسرائيل. أول الخاسرين من الربيع العربى
حتى نهاية عام 2010 كانت اسرائيل تتفاخر امام العالم بأنها واحة الديمقراطية فى الشرق الاوسط المحاطة بأنظمة قمعية لا تعرف المشاركة الشعبيه اطلاقا، وبعد الربيع العربى إتسم موقف اسرائيل بشكل عام تجاه الحراك الديمقراطى بالقلق والتحفظ، غير أن تعاملها مع كل ثورة كان مختلفا وذلك بناء على قرب هذه الثورة أو بعدها من تهديد مصالحها وأمنها الوطني. ورغم أن الطريق المستقبلى بالنسبة للمواطن العربى قد يكون وعراً ومبهماً، لكن الأحداث فى الشرق الأوسط تمثل مكسبا كبيرا له بمجرد اسقاطه الأنظمة القديمة العقيمة والجامدة، ولكن مع انهيار النظام القديم فى الشرق الأوسط، من هم الفائزون والخاسرون؟
الخاسر الأكبر الذى خرج صفر اليدين هو إسرائيل، فالعديد من الحكام المستبدين القدامى الذين كانوا مدعومين من الولايات المتحدة بالمال والسياسة يتهاون الواحد تلو الآخر. ومع اتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية أكبر داعمة لإسرائيل موقفا علنيا بدعم الثورات العربية متخلية بذلك عن الوقوف بجانب حلفائها فى المنطقة العربية من الرؤساء الذين ثارت عليهم شعوبهم وأسقطتهم، دفع ذلك بعض المحللين إلى التكهن بوجود توتر فى العلاقات بين البلدين، الأمر الذى أوجب على الرئيس الأمريكى باراك أوباما المضى قدما لاتخاذ جميع الإجراءات لضمان حماية أمن إسرائيل، فقد شرع لاستكمال مشروع منظومة "القبة الفولاذية" والتى كانت أمريكا قد دعمته العام الماضى بمبلغ 205 ملايين دولار والذى يهدف إلى اعتراض القذائف الصاروخية وتوفير حماية فعالة لإسرائيل من أى تهديد عسكري، ويتكون هذا النظام من صواريخ وأجهزة رادار وقد صنعته شركة رافاييل الإسرائيلية لتطوير الأسلحة، ولم تكتف أمريكا بذلك بل قدمت أيضا مساعدات بحوالى 3 مليار دولار لتطوير برنامج التدريب والحماية العسكرية لإسرائيل. ويرى المحللون أن التعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل يجب ألا يقتصر على الإجراءات العسكرية التى إتخذها الرئيس أوباما بشأن إسرائيل، بل هناك مجالات تكنولوجية وثقافية أخرى يجب تنميتها، كدعم المؤسسة الأمريكية الإسرائيلية للعلوم والتكنولوجيا، وهذا من شأنه أن يعيد الثقة مرة أخرى فى العلاقات بين البلدين.