المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما يجري في العراق



ابو عصام
12-06-2014, 02:51 AM
تتسارع الاحداث في العراق ، وينسب الى داعش انها استولت على محافظة نينوى ثم ها هي تكريت عاصمة محافظة صلاج الدين تسقط كذلك ويجري ذلك كله خلال اقل من 48 ساعة ، ومما يلفت النظر الحديث عن هروب العسكر وترك اسلحتهم ، والحديث عن هروب العسكر يشمل عدة فرق منها فرقتين في الموصل من فرق الجيش وفرقة من الشرطة ، ويجري الحديث عن هروب مئات الضباط الى كركوك واربيل ، فهل حصل كل ذلك وبكل تلك البساطة لمجرد الرعب من ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية ( داعش) الذي يضم في صفوفه بضعة الاف مقاتل كثيرون منهم حديثوا التدريب ؟
ان ما يجرى في ظني هو فصول مسرحية جديدة لتفكيك العراق ، وان داعش اتخذت واجهة ، والواضح ان هناك زعامات سنية منها الاخوين النجيفي - ( اثيل محافظ نينوى ، واسامة رئيس مجلس النواب العراقي ) - يبدو انها دفعت لاحداث ثورة في المناطق السنية وتم دعم المجاميع المسلحة بالغاء دور الجيش والشرطة في مسرحية مكشوفة لايجاد كيان سني في مناطق محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين ولا يستبعد ان يضم الكيان مؤقتا دير الزور في سوريا ، ثم يبدا الفصل الثاني بعد ان تسيل الدماء بتفاوض الاطراف المعتدلة ليكون ذلك الكيان الجديد ضمن فدرالية تضم مناطق السنة في شمال العراق ووسطة بعد ترك دير الزور ، وبذلك يجري تطبيق دستور بريمر القاضي بانشاء فدراليات على اساس مذهبي ( سنة وشيعة ، وعرقي ( الاكراد) هذا ما قادني اليه تتبع الاخبار وتحليلها حتى هذه اللحظة

بوفيصيل
12-06-2014, 03:27 AM
الله يفتح عليك اخي ابو عصام لكن السؤال هو هل بعد ان يتم افغنة وصوملة العراق وسوريا يتم ذلك اي بمعنى انه حتى تتمخض ما تفضلت به استخدمت داعش بديلا عن طالبان والقاعدة والحركات الجهادية لتحقيق ذلك ولم تعد هناك عقيدة قتالية لدى الجيوش المستحدثة وهل يتم ذلك بموافقة المالكي وعلمه
جزاك الله خير

ابو عصام
17-06-2014, 01:45 AM
الله يفتح عليك اخي ابو عصام لكن السؤال هو هل بعد ان يتم افغنة وصوملة العراق وسوريا يتم ذلك اي بمعنى انه حتى تتمخض ما تفضلت به استخدمت داعش بديلا عن طالبان والقاعدة والحركات الجهادية لتحقيق ذلك ولم تعد هناك عقيدة قتالية لدى الجيوش المستحدثة وهل يتم ذلك بموافقة المالكي وعلمه
جزاك الله خير
اخي بو فيصل بارك الله في جهودك الطيبة التي تبذلها في تنشيط هذا المنتدى ، واعذرني فان اطلالاتي قليلة ، وجوابا على تساؤلك عن علم المالكي اقول : ان المالكي وغيره من عملاء اميركا اقل من ان تقيم لهم اميركا وزنا ، واعلامهم بتصرف ما لا يكون الا حال وجود لزوم لمعرفة العميل من اجل انجاح العمل المراد .
والمالكي اختارته اميركا وهي تدرك انه رجل مذهبي ، وتصرفاته تجاه ( السنة) ا سواء كانت بامر مباشر او بناء على تركيبة المالكي المذهبية هي التي اثارت الكثيرين من السنة ، وبخاصة بعد فضه اعتصاما سلميا امتد لعام كامل وقتل بعض المعتصمين ، وقد استثمرت اميركا بواسطة بعض عملائها في السنة نقمة ( السنة) للرد على تصرفات المالكي ومهدت الطرق لنجاح تمردهم بتحييد الجيش والامن في مناطقهم ، بل ترك الجيش والامن لاسلحتهم وذخائرهم وعدم تدميرها واضح منه تقصد دعم التمرد ( السني) الذي اتخذ داعش واجهة له كما اسلقنا .
وبعد بروز دور المجلس العسكري للعشائر مؤخرا يتضح بشكل جلي ان ذاعش اتحذت واجهة فعلا وقد ذكر احد المطلعين انها لا تشكل 5% من القوى المتمردة .
واخيرا كيف تفسر انسحاب القوات العراقية من الحدود الاردنية رغم عدم وجود داعش !؟وكبف تفسر قبل ذلك تسهيل هروب المثات من معتقلي ( القاعدة) من السجون العراقية الذين شكلوا مددا قويا لداعش بعد ذلك ؟!
ان ذلك تم بالتأكيد بتعليمات من المالكي العمبل المخلص للامريكان ، وان كان علم مثل ذلك العميل الرخيص لا قيمة لبحثه كما اسلفنا .
ان المؤامرة على الاسلام والمسلمين التي تقودها امريكا هي من اخطر ما يمر به المسلمون ، فهي من جهة تستعدى المسلمين على بعضهم وتشغلهم عن عدائها ، ومن جهة اخرى تشوه فكرة تطبيق الاسلام ، بل وتعمل على اجهاضها ووأدها نهائيا من تطلعات المسلمين حتى تتخلص من خطر ظهور كيان اسلامي يضم بلاد المسلمبن ينهي الاستعمار الامريكي المذل والممزق لجهود وبلاد المسلمين .
( ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله ، فسينفقونها ، ثم تكون عليهم حسرة ، ثم يغلبون ، والذين كفروا الى جهنم يحشرون )
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )

بوفيصيل
17-06-2014, 05:08 AM
السلام عليكم اخي ابو عصام وأشكرك على هذا الإطراء الطيب
اما موضوع موافقة المالكي فقد خانتي التعبير وكنت اقصد علمه بما يجري هذا ما كان من وراء القصد جزاك الله خير
وأما موضوع التنشيط للمنتدى فمع كل أسف كأني اشتم رائحة تهميش البعض من الأخوة الذين كانوا فاعلين وكذلك كان هناك تقصد في العمل على هجران المنتدى بغض النظر من هو المسؤول وكذلك عدة أسئلة تطرح وعدة مواضيع تنتظر أجوبة وللأسف لم يجد السائل لها جواب وأرجوا من الله ان يعود هذا المنتدى كما عهدناه سابقا في اول عهده
والله المستعان

بوفيصيل
23-06-2014, 12:26 AM
الابعاد السياسية وراء القتال الدائر في العراق
اما بالنسبة لما يجري في العراق فانه بات من الواضح ان العد التنازلي لتقتيت العراق وتقسيمه الى عدة دويلات على اسس طائفية واثنية قد بدأ بالفعل ، وان ما يجري الان من اقتتال بين حكومة المالكي ومن ورائها ما يسمى بالتيارات الشيعية وبين ما يسمى عرب السنة سواء كان ما يسمى ثوار القبائل او تنظيم داعش ، تسعى امريكا من خلاله لتحقيق عدة اهداف سياسية منها أولاً: دفع اكراد العراق فيما يسمى كردستان العراق(شمال العراق) للمطالبة بالانفصال تحت يافطة حق تقرير المصير وبحجة النأى بالنفس من الحرب الطائفية. ثانياً: ايجاد ذريعة سياسية للحكومة الامريكية
وعملائها من حكام ايران من اجل النزول عن شجرة "محور الشر" و "الشيطان الاكبر" بحيث تستخدم امريكا عملائها في ايران في تحقيق اهدافها السياسية في سوريا والعراق. ثالثاً :استخدام القتال الدائر في العراق كفزاعة تلوح بها امريكا للعراقيون اما الانفصال على اسس مذهبية او حروب اهلية وبحور من الدم من خلال ترويجها اى امريكا للفدرالية على انها البلسم الشافي للحروب الاهلية والفتنة الطائفية.
راي معتبر

عبد الواحد جعفر
23-06-2014, 04:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


التعليق السياسي

(الرجاء الانتباه لتاريخ هذه النشرة)
ما زالت القوات الأميركية وقوات الحرس الوطني العراقي تشددان هجومهما الشرس على مدينة الفلوجة التي سبق أن اعتبرت رمزا لمقاومة الاحتلال، ولليوم الثالث على التوالي تحاول القوات الغازية تعزيز اقتحامها وتثبيت مواقع لها داخل المدينة، ولكن تلك القوات ما زالت تواجه بمقاومة باسلة.
ورغم ضراوة المقاومة التي لم يسمع لها شعار إلا الإسلام، فإن كسر حدة تلك المقاومة بإخضاع مدينة الفلوجة تبدو الخطوة التي تقتضيها مرحلة التمهيد للانتخابات المقبلة في العراق، والتي يراد لكافة مناطق العراق المشاركة فيها لتظهر الحكومة التي ستتولى زمام الأمور ممثلة لكافة العراقيين بمذاهبهم وقومياتهم دون استثناء أي مذهب أو قومية. وسيكون الدستور الدائم الذي ستقوم الحكومة المنتخبة بتطبيقه هو المنطلق لتحديد شكل النظام السياسي وهيكلية الدولة في العراق الجديد.
لذلك فإن الهجوم الكاسح الذي تشنه القوات الأميركية بمساندة قوات الدفاع الوطني العراقية يتوقع له أن يستمر حتى يتحقق إخضاع الفلوجة ولو جرى تدميرها عن بكرة أبيها، ذلك أن "السنة" هم المرشحون للاعتراض على مشروع تحويل العراق إلى دولة اتحادية، باعتبار أنهم كانوا حكامه لفترات طويلة، فضلا عن مفاهيم الإسلام التي تحرم الانفصال، في الوقت الذي يفضل فيه الكثيرون من زعماء "الشيعة" أن يظل العراق موحدا، ما داموا مسيطرين عليه، خاصة وأنه قد جرى الترويج لكونهم _الشيعة_ الأغلبية التي عانت من الظلم والقهر على مر السنين، ولذلك تم تهيئة الأجواء وشحنها من قبل المأجورين لأميركا لجعل الحكم بيد "الشيعة" أو يكون لهم النصيب الأكبر فيه. وهذا الأمر لن يقبل به الأكراد و"السنة" العرب، وأميركا تدرك ذلك جيدا، لذلك فهي تعمل بمساندة النظام الإيراني على إنشاء كيانين فيدراليين "للشيعة"؛ كيان في الجنوب تكون مدينة البصرة عاصمته، وتسيطر عليه خاصة النخب الشيعية العلمانية وأنصار حزب الدعوة ومن ارتضى السير مع مشاريع الاحتلال من المرجعية المتواطئة. وكيان آخر في منطقة الفرات الأوسط حول مدينة النجف. وأهمية كيان البصرة تكمن باعتباره عازلا جغرافيا يحمي إيران، وهو بمثابة موقع متقدم لها داخل العراق. أما كيان الفرات الأوسط حول النجف فإن أميركا تخطط له أن يكون أداة في إثارة الأحداث في نجد والمنطقة الشرقية بالسعودية عندما تنتهي من حسم الموقف لصالحها في العراق؛ لا قدر الله تعالى.
وإنشاء اتحاد فدرالي في العراق قد تم النص عليه صراحة في قانون الدولة العراقية للفترة الانتقالية بتاريخ 8/3/2004م وقد نصت المادة الثالثة من الباب الأول تحت عنوان "المبادئ الأساسية" بأن "نظام الحكم في العراق فدرالي، ديموقراطي، تعددي..." وإن كان تقاسم السلطة فيه قد جرى بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان، وتم تأجيل تسوية وضع المناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك، وكان الياور رئيس الجمهورية للفترة الانتقالية قد صرح بقوله "ما دامت الفيدرالية أسلوبا مناسبا للعراق الجديد فهي مطلب كل العراقيين ونحن عازمون على تطوير تجربتنا العراقية الفريدة التي تتضمن الفيدرالية، هذه الفيدرالية التي ظُلمت زورا وبهتانا بأنها مرادفة للانفصال بينما هي في الحقيقة مرادفة لكلمة تقريب أجزاء الوطن إلى بعضها البعض". وأضاف قائلا: "نتمنى أن تكون لدينا فيدراليات متآخية ضمن العراق الموحد".
والأرجح أن يجري تقسيم العراق إلى خمسة أقاليم، اثنان "للشيعة" وواحد لكل من "السنة" و"الأكراد" و"التركمان" حيث من المتوقع أن تكون السليمانية هي عاصمة كردستان وأربيل عاصمة إقليم التركمان، وقد افتتحت أميركا لنفسها أربع قنصليات في السليمانية وأربيل والبصرة والموصل إضافة إلى سفارتها في بغداد، وافتتحت تركيا قنصليتين؛ إحداهما في أربيل والأخرى في السليمانية، وكان الجنابي سفير العراق السابق في لبنان والذي يرأس حاليا التحالف الملكي الديموقراطي كما نقلت عنه الكاتبة في صحيفة "الزوراء" البغدادية قد ذكر "اقترحنا.. فدرالية لخمسة أقاليم كما يلي: البصرة التي تضم عددا من المديريات، والفرات الأوسط وبغداد والموصل والشمال، وقد أعطينا كركوك حكما ذاتيا نظرا لوضعها الخاص ولكن سيتم إلحاقها بالمركز".
فمستقبل العراق الذي خُطط له هو تقسيمه، مع الحرص على وجود حكومة مركزية قوية، مما يعطي طمأنينة للدول المجاورة للعراق، ويقدم حلا لتقاسم السلطة مع احتفاظ مناطق الاتحاد بسلطة كل منها على من فيها حسب التقسيم المذهبي أو القومي الذي يتيح مستقبلا تكريس حالة تجزئة تنمو فيها النزعات العرقية والمذهبية بما يصرف انتباه أهل العراق المسلمين عن إشكالات وجود قواعد أميركية يخطط لها وأن تبقى طويلا في بلاد النهرين، بل ويعطي صمام أمان لتواجد تلك القوات، وقد يصل الأمر لو نجحت أميركا فيما تسعى إليه، أن تدعو حاجة الناس للأمن إلى المطالبة ببقاء أميركا وقواتها.

ويلاحظ أن أميركا في الوقت الذي تبطش فيه بمسلمي الفلوجة، عملت وما تزال تعمل على نصب الفخاخ السياسية للإيقاع بقيادات "السنة" لضمان دخولهم الانتخابات والسير في إنشاء فدرالية لهم، ويتضح ذلك من موافقة الحزب الإسلامي "سني" المشارك في حكومة علاوي على قانون الدولة المؤقت، وهو ذات الحزب الذي أعلن انسحابه من الحكومة مؤخرا بعد الهجوم على الفلوجة لتأهيله للقيام بدور جديد بعد محاولة إعادة مصداقيته بسبب تبعيته المكشوفة لأميركا، وقد سبق لبشار الأسد الرئيس السوري أن صرّح لقناة الجزيرة معتبرا أن الوجود الأميركي في العراق "احتلال يجب مقاومته" مما شجع هيئة علماء المسلمين بإيفاد الدكتور مثنى الضاري إلى دمشق والالتقاء بالقيادة السورية مما يضيف فخا جديدا لاحتواء سورية _التي لم تنفصل قيادتها عن الولاء لأميركا_ للهيئة التي تحظى باحترام بين المسلمين "السنة" إضافة إلى أنه تم تسليط الأضواء قبيل اقتحام الفلوجة على تصريحات كوفي عنان التي تدعو إلى عدم مهاجمة المدينة وترفض اقتحامها، مما يوحي لزعماء "السنة" للالتجاء إلى الأمم المتحدة ومطالبتها السيطرة التامة على الانتخابات القادمة. ورغم تصريح الدكتور حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين ودعوته بعد الهجوم على الفلوجة إلى رفض المشاركة في الانتخابات إلا أن دعوة الصميدعي المحسوب على التيار السلفي وتصريحاته المستفزة بإمكانية اشتعال حرب بين "السنة" و"الشيعة" إن لم يستنكر السيستاني الحرب على الفلوجة ويفتي بعدم جواز مشاركة "الشيعة"، قد يضطر كل ذلك الهيئة للاتجاه نحو المخرج الذي قد لا ترى بديلا له وهو فصل مناطق "السنة" عن المناطق "الشيعية" والبقاء ضمن فدرالية مع الموافقة على المشاركة في الانتخابات المقبلة كحل يمكن أن يحقن الدماء التي يجري التمهيد لسفكها خدمة لمشروع أميركا في العراق.
وفيما يخص تطمينات أميركا للدول المجاورة للعراق فإن وجود إقليم يخص "التركمان" ضمن الاتحاد الفدرالي يسهل كسب تأييد الجيش والأحزاب القومية وخاصة المتشددة منها ومؤيديها في تركيا لموضوع تقسيم العراق، مع إبقائه تحت مظلة حكومة اتحادية قوية ومسيطرة، ووجود إقليم يخص التركمان يدعو كذلك إلى غض الطرف عن وجود كيان خاص بالأكراد طالما حاربته تركيا، خاصة وأن وثيقة "إعلان تركمان العراق" تنص على حدود الإقليم الخاص بهم من "تلعفر شمالا، وعلى امتداد المنطقة الممتدة من خانقين مرورا بمدينتي كركوك وأربيل" مما يشكل حصارا على المناطق الكردية بين تركيا شمالا وقطاع "التركمان" جنوبا، وإيران شرقا، فاصلا أكراد العراق عن أكراد سورية لامتداده من الحدود التركية السورية في الشمال الغربي إلى الحدود الإيرانية في جنوب شرق بغداد، شاملا الموصل وأربيل وديالي ومحافظة صلاح الدين إضافة لكركوك، والتي يطالب بها الأكراد ويتوقع أن يتم إتباعها للمركز وتوزيع عائداتها النفطية على الاتحاد ضمن نسب تشابه ما حصل في السودان بعد تقاسم نفط الجنوب.
وزيادة في إحكام العمل على تنفيذ أميركا لمخططاتها فقد لمس الشارع التركي اللهجة الشديدة التي واجهت بها حكومة أردوغان إبان المعارك التي دارت في مدينة تلعفر ذات الأغلبية "التركمانية" وظهرت استجابة القوات الأميركية بتخفيف الضغط عن المدينة إثرها، عدا عن حرص أميركا على إعطاء تركيا حضورا عسكريا وسياسيا واقتصاديا متقدما داخل العراق حسب خطوات كان أبرزها إنشاء قوة عسكرية بقيادة ضباط أتراك ترابط في أربيل سبق أن أنشئت لفك الاشتباك بين الحزبين الكرديين في آب/أغسطس 1998حيث يشكل "التركمان" معظم جنود تلك القوة الأربعمائة، وشعور الأتراك بقدرتهم على حماية التركمان واقترابهم من كركوك وثروتها النفطية الهائلة، وفصل أكراد العراق عن أكراد سورية يعطي تطمينات واضحة لكل الفئات المعارضة في تركيا، خاصة وأن الجيش التركي سيكون له مدخلٌ سهلٌ في أراضي العراق، والتي سبق أن أدخل لها وحدات عسكرية خاصة وأفراد من الاستخبارات العسكرية في المدن التركمانية تقوم فعلا بتدريب وحدات تركمانية صغيرة على حرب العصابات، مع حشد التأييد لمن وقع اختيارها عليه بموافقة أميركية ليكون زعيما قوميا لتركمان العراق، وهو صابر أوكتين.
أما إيران فإن الحكومة الإيرانية تسير مع أميركا بل وتقاتل معها من خلال فيلق بدر في تثبيت مشروع الفيدراليات في العراق. وإن تخوف إيران من إنشاء فيدرالية الأكراد في الشمال ما هو إلا للاستهلاك الإعلامي. فقد دفعتها أميركا إلى تمتين تعاونها الأمني مع تركيا لملاحقة حزب العمال الكردستاني؛ وهذا ما أكد عليه الناطق بلسان وزير الخارجية الإيراني رضا حميد آصفي عندما قال: "أن تفعيل الجهود الأمنية المشتركة بين إيران وتركيا قد يكون فاتحة لمزيد من التعاون بين البلدين على أكثر من صعيد .إن البلدين قد تأكدا من أهمية المسارعة بتنفيذ مثل هذه الخطط الأمنية المشتركة في أعقاب المواجهات التي وقعت خلال الفترة الماضية بين العناصر المتمردة من حزب العمال الكردستاني (بي. كي. كي) من جهة والقوات الإيرانية المسلحة من جهة أخرى".
إن الإدارة الأميركية ومحلليها السياسيين والعسكريين يعتبرون أن المشكلة الأساسية أمام مشروع الفيدرالية هم "السنة" العرب في العراق، لذلك فإن هذا الهجوم الشرس على الفلوجة يمثل كذلك رسالة قوية لهم. وعليه فإنه إذا ما تحرك "السنة" لإبطال مشروع الفيدرالية فإن أميركا قد حشدت كثيرا من جنودها وجنود حلفائها في الداخل والخارج وفي الشمال والجنوب وحول مناطقهم كافة لضرب أي تحرك يريد إفشال مشروع الفيدراليات في العراق. فوق دأبها على إذكاء نار حرب أهلية في العراق وخاصة داخل ما أطلقت عليه –زورا وعن قصد سياسي وإعلامي واضح- المثلث "السني". فقد نقل من خطاب لجورج دبليو بوش بتاريخ 24/5/2004م قوله: "إن حلي لمشكلة العراق هو افتعال حرب أهلية دائمة. فأميركا سوف تقوم بتدريب عراقيين لقتل عراقيين آخرين، وذلك بعد تعليمهم أن اقتصاديات السوق الحر وما يتطلبه من نظام عدلي يقدس المِلكية هو أفضل من الإيمان بالله والقيم التقليدية العراقية".
إن موضوع تقسيم العراق على شكل خمس فيدراليات وبشكل مرحلي أمرٌ واضحٌ وتسير فيه الإدارة الأميركية على قدم وساق. والخطير في الأمر أن موضوع الفدرالية ليس أسلوبا خاصا بالعراق فقط بل هو خطة عامة تسير فيها أميركا في إطار إعادة صياغتها للمنطقة الإسلامية بشكل خاص وللعالم بشكل عام بما من شأنه أن يركز هيمنتها وتفردها في الموقف الدولي عبر قواعد عسكرية دائمة ومن خلال احتكارها لمنابع النفط وتحكمها بطرق المواصلات والممرات الإستراتيجية وإعادة صياغتها للأفكار والمشاعر والقناعات.

عبد الواحد جعفر
23-06-2014, 04:54 AM
وما يزيد في الدلالة على تصميم الإدارة الأميركية على تنفيذ مشروعها في العراق أنها بدأت بالترويج والدعاية وحشد رأي عام حول الفيدرالية كحل "للمشاكل والنزاعات" في المنطقة الإسلامية. وبالفعل فقد تم عقد مؤتمر أكاديمي في مركز الفيدرالية بفربيورغ (سويسرا) بين 14_17 آذار/مارس 2004م تحت عنوان "الفيدرالية كحل للصراعات في الشرق الأدنى"، شارك فيه كبار المتخصصين الدوليين في الفيدرالية بالإضافة إلى عدد كبيرٍ من الأكاديميين الإسرائيليين والعرب. بل ذهب بعضهم إلى حد القول: "إن مبادئ الفيدرالية (والديمقراطية وحقوق الإنسان) لا تتناقض مبدئياً مع الإسلام، وأنه من الممكن التفكير جدياً بطريقة لبناء مجتمعات تحترم الحقوق الأساسية والمعترف بها عالمياً سواء للأفراد أو للجماعات دون التخلي بالضرورة عن مبادئ وأحكام الدين؛ وإن تطلب ذلك أحياناً إجراء بعض التغييرات الضرورية فإنها لن تكون حركة إصلاح "صنعت في الولايات المتحدة" بل ستأتي نابعة من حاجات المجتمع المعني".

أيها المسلمون..
لا يجب أن يغيب عن ذهننا أبدا أن أميركا بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001م بدأت في تنفيذ ما كانت تخطط له منذ سنوات من إحداث تغييرات جذرية وهيكلية في خريطة وحدود المنطقة العربية والإسلامية الموروثة عن اتفاقات سايكس-بيكو. فحكام المسلمين العملاء لن يستطيعوا التحكم بالغضب الشعبي المتزايد ضد الكفار والسيطرة على الرأي العام الإسلامي المطالب بحكم الإسلام. لذلك قررت أميركا أن تعتمد مباشرة على نفسها تساندها في ذلك بريطانيا في الحفاظ على مصالحها الإستراتيجية مع الضرب بعرض الحائط بكل الأعراف والقوانين الدولية الموروثة عن الموقف الدولي القديم. وما مشروع الشرق الأوسط الكبير وما يصاحبه من شعارات الإصلاح والديمقراطية والفيدرالية واقتصاد السوق وتجفيف منابع الإرهاب والحرية الدينية وحقوق الإنسان وحق المرأة في المشاركة السياسية إلا حملة حضارية لتغيير عقيدة الأمة ومفاهيمها عن الحياة بما من شأنه أن يسهل لأميركا التحكم بمصير الأمة واستغلال ثرواتها والحيلولة دون نهضتها على أساس الإسلام.

أيها المسلمون في العراق..
إن وعيكم على ما تكيده لكم أميركا الفاجرة المجرمة هو العلاج الأساسي لإبطال كيدها ورده إلى نحرها "فالمسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه ولا يخذله" والله قد سمانا المسلمين تشريفا لنا باستسلامنا له في أمره ونهيه، وهو الذي يأمرنا من فوق سبع سماوات ألا يسفك بعضنا دماء بعض، وهو الذي نبهنا أن ذلك مدعاة لدخولنا النار "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" فهل نستبدل نارا تتلظى خالدين فيها أبدا بجنة عرضها السماوات والأرض يدخلها عباد الله المؤمنون، خاصة منهم الذين يقاتلون في سبيل الله ويوجهون سلاحهم إلى الكفار فينالون الشهادة ويحشرون مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا؟!
إن تصميمكم أيها الأخوة على قتال الأميركان سيكون فوق جزاء الله لكم وثوابه الجزيل درسا يتلقنه أولئك القتلة أدعياء الإنسانية، وحاجزا قد يحول دون اقترابهم من بلد آخر من بلاد المسلمين الذين ينتظر منهم وخاصة المؤثرين فيهم وضباط جيوشهم أن يهبوا لاتباع سبيل المؤمنين الصادقين لتتخلص الأمة ممن يحول بينها وبين العزة، بل ونيل رضوان الله والشهادة في سبيله، فعليكم أن تفوتوا الفرصة على الأميركان وعملائهم وتستنكفوا عن القيام بأي عمل يصب في السير نحو المباشرة في تجزئة البلاد وزرع الفساد والأحقاد بين المسلمين، ورفض أية دعوة لما يسمى بالفدرالية، وأن لا يتوانى العلماء والمفكرون والسياسيون المخلصون عن إشاعة ما يدعو إلى نبذ كل ما فيه معصية لله ولرسوله، وخيانة لهم، وتفريقا لصف المؤمنين الموحدين.

أيها المسلمون..
إن الإسلام يحرم النظام الاتحادي الفدرالي أو الكونفدرالي، فنظام الحكم في الإسلام نظام وحدة وليس نظاما إتحاديا، وهذه قاعدة من قواعد الحكم في الإسلام. ولا يحل لأحد من المسلمين حال وجود دار الإسلام أن يدعو للانفصال عن جسم الدولة الإسلامية بدعوى القومية أو المذهبية أو أي مبرر آخر، بل للدولة جيش واحد وسياسة خارجية واحدة ودستور وقوانين واحدة، ولا يصح لأية ولاية في الدولة الإسلامية أن تستقل بنفسها عن مركز الخلافة. فالمشاركة بالدعوة للاتحاد الفدرالي أو الترويج له حرام شرعا، وهو من مداخل إعادة صياغة أميركا للمنطقة والترويج لشكل الحكم فيها.

أيها المسلمون..
لقد أوغلت أميركا في دماء المسلمين وأعراضهم، وانتهاك كرامتهم وعزتهم، ونهب ثرواتهم، وما ذلك إلا لسكوت الأمة والمؤثرين فيها خاصة عن العمل الجاد للإنقاذ إرضاءً لله وقبل أن تصل رقابهم سكين أميركا التي لا ترحم أحدا، وهي أحرى أن لا تنظر إلى من أذل نفسه ورضي بخدمة عصابات الحكم المارقة عن دين هذه الأمة. وإن إنقاذ الفلوجة وكافة مدن العراق وفلسطين وأفغانستان وتايلند وغيرها لن يكون إلا بتحرك جيوش المسلمين للدخول في معارك حقيقية مع الكفار بعد كنس العملاء المجرمين من عصابات الحكم، والتخلص من رجسهم لتنطلق الأمة في حملة رسالة الإسلام لتعلو كلمة الله، وحينئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
قال تعالى وكان حقا علينا نصر المؤمنين

28/رمضان/1425هـ حزب التحرير
11/11/2004م

بوفيصيل
24-06-2014, 02:57 AM
أيها المسلمون..
لقد أوغلت أميركا في دماء المسلمين وأعراضهم، وانتهاك كرامتهم وعزتهم، ونهب ثرواتهم، وما ذلك إلا لسكوت الأمة والمؤثرين فيها خاصة عن العمل الجاد للإنقاذ إرضاءً لله وقبل أن تصل رقابهم سكين أميركا التي لا ترحم أحدا، وهي أحرى أن لا تنظر إلى من أذل نفسه ورضي بخدمة عصابات الحكم المارقة عن دين هذه الأمة. وإن إنقاذ الفلوجة وكافة مدن العراق وفلسطين وأفغانستان وتايلند وغيرها لن يكون إلا بتحرك جيوش المسلمين للدخول في معارك حقيقية مع الكفار بعد كنس العملاء المجرمين من عصابات الحكم، والتخلص من رجسهم لتنطلق الأمة في حملة رسالة الإسلام لتعلو كلمة الله، وحينئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

[/font][/size][/quote]

اخي عبد الواحد السلام عليكم ورحمة الله
هل عندما يخاطب الحزب الامة بانه لا حل الا بتحريك الجيوش فبالله عليك هل بقي جيوش للامة في ظل هولاء المرتزقة وهل كان للامة في ظل الحكام السابقين جيش يذود عن المسلمين بشيء يا اخي امريكا دولة تخطط وتدبر الامور بمقاييسها فهي لم تكن تركن لعملائها الحكام فقط بل استطاعت ان توجد عملاء لها في الجيوش على مستوى القادة وعملاء لها من الحكام ومن رجال الاعمال وحركات اسلاميه وعلمانية بل اكاد ان جزم بان الامة اصبحت عميله لامريكا الا من رحم الله وهم قليل جدا في وقتنا الحاضر فالحزب اوجد رجال في الامة على مدار عمله. ولم يستطع ان يوجد قادة لهذه الامة وان استطاع ان يوجد فلا يوجد لهم اثر على في وقتنا الحاضر
والله المستعان

بوفيصيل
24-06-2014, 03:00 AM
تعد سيطرة داعش على غرب وشمال غرب العراق، استمرارا لسيطرته على شمال شرق سوريا، دليل آخر على تعزيز قوات القاعدة وفروعها في طريقهم وتطلعهم الى إقامة «الخلافة الاسلامية الاقليمية». هذه مرحلة اخرى في عملية سيطرة المتطرفين الجهاديين، الذين يستغلون ضعف الحكم المركزي في الدول الضعيفة والمستضعفة. وفي اثناء التوسع الاقليمي الواسع، سيطر داعش ايضا على بنى تحتية، مخازن سلاح، مقدرات طاقة وأموال بنوك. كما أن التنظيم يذبح دون رحمة رجال الجيش وابناء الطوائف والقبائل الاخرى ويستمد التشجيع من الانجازات المتراكمة ومن الاهمال الذي تبديه الاسرة الدولية.

تبدد الحدود

إن تطلع داعش الى شطب الحدود التي قررتها القوى العظمى الاستعمارية في اتفاق سيايكس بيكو، يمثل المعارضة لمجرد وجود الدول القومية والسعي الى إقامة خلافة اسلامية تعمل على اساس قانون الشريعة. وبالمقابل، تسعى ايران الى اقامة الهلال الشيعي الذي يتجاوز هو الاخر الحدود. ويجعل هذا الصدام الصراع السني – الشيعي العنصر الهام والفتاك في المنطقة ويعيدها دفعة واحدة الى عهد مهد الاسلام.
لقد أدى الهجوم السني الى شطب الحدود بين سوريا والعراق، بينما المساعدة الهامة التي قدمها حزب الله لسوريا أدت الى تشويش الحدود بين سوريا ولبنان. ومنح الانتصار في العراق ريح اسناد لقوات داعش في سوريا وتعزيز قبضتهم في شرقي الدولة. فوسائل قتالية أمريكية، ولا سيما صواريخ مضادة للدبابات ومركبات مدرعة، سقطت غنيمة تنقل الى سوريا. ورغم انقسام قوات داعش، فليست سوى مسألة وقت الى أن تنتظم وتشرع في الهجوم على جنوب سوريا والعاصمة دمشق.
ان التدخل الايراني في العراق، من شأنه أن يؤدي بدوره الى تشويش الحدود بين مركز العراق وجنوبه وبين ايران. فالمعسكران المتطرفان يؤمنان بان رؤيتيهما لن تنتصرا الا اذا شطبت الحدود واعيد تصميم المنطقة كساحة سياسية ودينية واحدة.

الاردن – المعقل الاخير

إن انحدار الظاهرة الى الاردن وخلق مواقع لداعش في المملكة، في واقع الازمة الاقتصادية والديمغرافية بسبب وجود نحو مليون لاجيء سوري ومئات الاف اللاجئين العراقيين، من شأنه ان يدهور الاردن الى واقع من الفوضى يهدد بقاء المملكة. ويتصدى الاردن سواء في المجال الاستخباري أم في المجال العملياتي لخلايا آخذة في الاتساع لمنظمات الجهاد، التي تتسلل اليه تحت رعاية موجات اللاجئن وقنوات المساعدة والتوريد للثوار في سوريا التي تمر عبره.
لقد هدد قائد قوات داعش في الموصل صراحة باجتياح الاردن وتصفية الملك عبدالله. ومع ان السعودية أعلنت ردا على ذلك بانه اذا كانت حاجة للدفاع عن الاردن فانها ستبعث بالدبابات، الا ان الاردن لا يمكنه أن يعتمد على مساعدة عسكرية سعودية. فهو بحاجة الى مساعدة فورية لغرض تحسين قدراته الاستخبارية والعملياتية بهدف حماية حدوده مع السعودية والعراق، والى مساعدة اقتصادية، وتوريد مستقر للطاقة، مساعدة مالية وانسانية للتخفيف من ازمته في كل ما يتعلق بالعناية باعداد اللاجئين الهائل لديه. ولكن فضلا عن ذلك يحتاج الاردن الى سند عسكري استراتيجي واضح. يخيل أنه رغم انه لا يمكنه أن يتعرف بذلك علنا، فان السند الاستراتيجي والعسكري الوحيد العملي له هو اسرائيل.

اختبار للاستراتيجية الأمريكية

في خطاب في وست بوينت قرر الرئيس اوباما بان «التهديد الاساس اليوم لا يأتي من القيادة المركزية للقاعدة، بل من شركاء القاعدة المتطرفين والمتناثرين». واقترح تخصيص مصادر لتدريب وبناء قدرات الدول المشاركة في خط الجبهة في مواجهة المتطرفين الجهاديين. في سوريا، بلورت الادارة استراتيجية ركزت على المساعدة المحدودة لقوات المعارضة الاكثر اعتدالا وبناء جيش عصابات مدرب يستهدف القتال ايضا ضد قوات حزب الله، الجيش السوري (الاسد) وأيضا القاعدة والمتطرفين الاسلاميين الاخرين. وقد انهارت هذه الاستراتيجية في سوريا وفي العراق على حد سواء. ففي سوريا، تفتت الجيش السوري الحر في مواجهة القوات الاسلامية، ولا سيما قوات داعش وجبهة النصرة. وتبين ان ليس في قوته وفي تأثيره ان يشكل بديلا لنظام بشار الاسد. اما في العراق، فقد هزمت قوات الجيش العراقي دفعة واحدة ودحرت من شمال وغرب العراق، رغم كونها مدربة ومزودة بقدرات امريكية.
وبالتالي، فان الاستراتيجية الامريكية لبناء شركاء، وتدريبهم وتزويدهم وفقا لذلك، لا تنجح في الاختبار العملي. وينبغي أن يضاف الى ذلك تآكل الردع الامريكي، بعد أن اختار الرئيس اوباما، خلافا لوعده، عدم العمل عسكريا في سوريا، بعد تجاوز الخطوط الحمراء في استخدام مواد القتال الكيميائية. كل هذه تضاف الى احساس الخيبة والقلق في اوساط الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في الشرق الاوسط، المتخوفين من هجرهم في يوم الاختبار.
لقد أمر الرئيس اوباما بارسال حتى 300 مستشار عسكري الى العراق، وبدأت الادارة بفحص خيارات سياسية جديدة فيه. ومع ذلك، هناك جدال في الولايات المتحدة حول خيار التدخل العسكري في العراق، مع التشديد على الاعمال الجوية واستخدام القوات الخاصة. وذلك، بسبب المصلحة والالتزام الامريكي بمنع انشقاق العراق وسقوطه في ايدي جماعات اسلامية متطرفة (سنية وشيعية على حد سواء). والغارات الجوية ليست ناجعة بما يكفي لوقف مقاتلي الجهاد ممن لا يعملون في اطار عسكرية منظمة. ويفهم خبراء عسكريون في الولايات المتحدة، الذين يفكرون باستخدام الطائرات والوسائل غير المأهولة بان هذه القدرات ايضا غير كافية لوقف القوات الجهادية ودحرهم عن المدن. وبالتالي، فان على التدخل العسكري أن يتضمن ايضا استخداما بريا لقوات خاصة، لغرض دحر الجهاديين عن المواقع الاستراتيجية (مثل منشآت انتاج وتكرير النفط) وحمايتها ولغرض التأهيل والتدريب لقوات الجيش العراقي.
ويؤدي الطريق المسدود الى لقاء مصالح خاص، بينما الولايات المتحدة وايران. فقد كشف الرئيس اوباما النقاب عن انه تجري محادثات بين ايران والولايات المتحدة في الموضوع العراقي، وان الولايات المتحدة دعت ايران الى عدم العمل بشكل يفاقم التوترات الطائفية. وبزعمه، فان بوسع ايران ان تلعب دورا ايجابيا في اقامة حكومة وحدة بين الطوائف. ويبدو ان الولايات المتحدة قلقة من أن تسيطر ايران على الاقاليم الشيعية في العراق من خلال فروعها – الحرس الثوري وغيرها من الفروع الاخرى (توجد أدلة منذ الان على تواجد الحرس الثوري في مدن في العراق كما اطلقت تصريحات ايرانية حول الاستعداد لمساعدة السكان الشيعة في العراق وحماية الاماكن المقدسة للشيعة).
ومن جهة اخرى، هناك جهات تعتقد بان على الولايات المتحدة ان تستغل الفرصة لتعزيز مجالات مصالحها المشتركة مع ايران. وهذه المحافل تدرس امكانية التنسيق السياسي بل والعملياتي مع ايران، حفظا لوحدة العراق. ومؤيدو هذا النهج، يرون في نجاح التنسيق لاستقرار العراق رافعة لتحقيق اتفاق في الموضوع النووي (رغم ان الولايات المتحدة تحرص على قطع هذه المسألة عن باقي المسائل الاقليمية) بل والدفع الى الامام بتسوية في سوريا ايضا. في مثل هذا السيناريو، فان النفوذ الاقليمي لايران سيزداد جدا. وهذا ينتج أن السعودية، الاردن، دول الخليج وخصوم ايران في المنطقة يجدون أنفسهم في واقع مقلق جدا والولايات المتحدة تقف في مكانة اشكالية ومشبوهة اكثر في نظرهم. في كل الاحوال، من المتوقع معارضة سياسية شديدة لصورة الحلف المتبلورة، سواء في الولايات المتحدة أم في أوساط حلفائها في المنطقة.

الاثار اللاحقة

ان النجاحات العسكرية لداعش في العراق وفي سوريا تجسد سياقات التغيير في الشرق الاوسط وتعظم دافع المحافل المتطرفة لاستغلال النجاح من أجل توسيع نفوذهم الاقليمي. وفي أساس نجاح داعش ومنظمات الجهاد الاخرى تقبع عدة اسباب بارزة: 1. الضعف البنيوي والادائي للدول القومية العربية. 2. المبنى الشبكي والمتناثر للمنظمات مما يسهل عملها وحركتها وخطوط تموينها في المنطقة ويجعل من الصعب التصدي العسكري لها. 3. اهمال الاسرة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة، والنابع من الحرج والبحث عن حل قابل للتطبيق لمشاكل الشرق الاوسط، الى جانب عدم الاستعداد للتدخل العسكري. 4. تآكل في صورة القوة العظمى للولايات المتحدة وقدرتها على حل المشاكل الاقليمية. اضافة الى الخوف المتعاظم لدى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة من أنها في يوم الاختبار لن تقف الى جانبهم.
ولما كانت موجات الصدمة تتجاوز الحدود بين الدول يخيل أن الدولة الاكثر تهديدا في هذا المرحلة هي الاردن. فمن هناك سيؤدي هذا إلى الوصول الى حدود اسرائيل والسلطة الفلسطينية، اراضي شبه جزيرة سيناء ودهورة المنطقة الى مواجهة عنيفة واسعة النطاق. وبالتالي حيوي جهد متداخل أمريكي – اوروبي (وكذا اسرائيلي في الظل) لتعزيز الاردن، اقتصاديا وعسكريا.
اضافة الى ذلك، فان على الولايات المتحدة ان تعزز اللاعبين المعروفين كـ «معسكر الاعتدال»، ذاك الذي يعارض الجهاد العالمي، في ظل بناء قنوات تعاون بين اللاعبين الذين ينتمون الى المعسكر واستعدادهم للمساعدة في المرحلة الاولى لتحقيق الاستقرار في العراق.
اسرائيل مطالبة بان تواصل الاستعداد لسيناريو انزلاق الاحداث الى حدودها. وفي ظل ذلك، عليها أن تمنع تسلل نفوذ وبناء بنى تحتية لمحافل اسلامية – جهادية في نطاق السلطة الفلسطينية والمساهمة في تحسين قدرة الحكم، امنيا واقتصاديا في السلطة الفلسطينية.
يحتمل أن يكون حان الوقت للاستعداد فكريا بل وعمليا لنشوء فكرة اعادة تنظيم المنطقة السورية العراقية واساسها تفكك الدول القومية القائمة واقامة دول على أساس طائفي/عرقي : دولة علوية في غرب سوريا، كردستان في شمال العراق وسوريا، دولة سنية في منطقة شمال غرب العراق وشمال شرق سوريا، ودولة شيعية في مركز وجنوب العراق. يحتمل أن تكون خطوط التقسيم الطائفية والعرقية هي الاكثر طبيعية واستقرارا.

نظرة عليا 23/6/2014

كوبي ميخائيل واودي ديكل

عبد الواحد جعفر
24-06-2014, 05:09 AM
اخي عبد الواحد السلام عليكم ورحمة الله
هل عندما يخاطب الحزب الامة بانه لا حل الا بتحريك الجيوش فبالله عليك هل بقي جيوش للامة في ظل هولاء المرتزقة وهل كان للامة في ظل الحكام السابقين جيش يذود عن المسلمين بشيء يا اخي امريكا دولة تخطط وتدبر الامور بمقاييسها فهي لم تكن تركن لعملائها الحكام فقط بل استطاعت ان توجد عملاء لها في الجيوش على مستوى القادة وعملاء لها من الحكام ومن رجال الاعمال وحركات اسلاميه وعلمانية بل اكاد ان جزم بان الامة اصبحت عميله لامريكا الا من رحم الله وهم قليل جدا في وقتنا الحاضر فالحزب اوجد رجال في الامة على مدار عمله. ولم يستطع ان يوجد قادة لهذه الامة وان استطاع ان يوجد فلا يوجد لهم اثر على في وقتنا الحاضر
والله المستعان
الأخ الكريم بوفيصيل.. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
تعقيباً على ما تفضلت به:
مخاطبة الحزب للجيوش بالتحرك هو العلاج الآني لإنقاذ الفلوجة في حينها من هجمات النظام الجديد والمدعوم أميركياً، فالتصدي عسكرياً لهجوم عسكري لا يكون بالطلب من الأمة أن تتصدى له وهي مجردة من السلاح الفاعل الذي من شأنه أن يوقف هذا الهجوم، أو يضعفه على أقل تقدير. بل من العبث توجيه مثل ذلك الطلب إلى الأمة، وإنما يوجه الخطاب ويطلب ممن بيدهم القوة العسكرية لتحريك قوتهم واستعمالها في الدفاع عن المسلمين. والموضوع ليس بتحرك كل الجيوش، بل يكفي أن تتحرك كتيبة واحدة لتحدث سابقة لدى سائر الكتائب والفرق لتتمرد على قادتها السياسيين قبل العسكريين. وقد سبق أن أشار الحزب إلى هذه النقطة عندما وجه ندائه للجيوش للتحرك لإنقاذ فلسطين وأهل فلسطين من آلة يهود العسكرية المدمرة.
أما كونهم عملاء، فلا يخفى على لبيب مثلك أن الجيوش لها قادة وأن القادة هم المرتبطين بالغرب، وأن التمرد على هؤلاء القادة من الممكن أن يحصل، بل ومن الممكن أن يجري الانشقاق بكامل الأسلحة والعتاد، وقد يجري تمرد حقيقي يشل حركة الاستخبارات العسكرية ويجعل القيادة الفعلية للرتب الدنيا بحكم السيطرة على الموقف في كتائبهم أو فرقهم.

وإن يعجب المرء فإنه يعجب من قول لبيب مثلك:
بل اكاد ان جزم بان الامة اصبحت عميله لامريكا الا من رحم الله وهم قليل جدا في وقتنا الحاضر وهل الأمم تخون يا أبا فيصيل؟!!!!
قد تخون القيادة السياسية والعسكرية وقد يخون قادة الناس وممثلوهم، أما أن الأمة تخون وتصبح عميلة لعدوها إلا قليل منها فهذا والله كثير.. ولم يكن يتوقع أن يصدر من مثلك مهما بلغ من الإحباط أو اليأس!
والسلام عليكم

بوفيصيل
24-06-2014, 05:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي عبدالواحد
أشكرك على المداخلة والتوضيح اما موضوع الجيوش تأكد ان الأفراد قبل ان يدخلوا الجيش او الشرطة او اي سلك عسكري تقوم الآلة العميلة والخائنة اقصد القيادة تقوم بمسح عقول هؤلاء الأفراد وهذه الجيوش لم تكن في يوم من الأيام حامية لشعوبها بل رجال عصابات يحمون رؤسائهم من الشعوب ولك في جيش صدام عندما خلعوا ملابسهم وفروا من المعركة وكم من رقيب على هذه الجيوش لمراقبتها والتأكد من انه لا يمكن ان يخرق ما تم تعليمة وتدريسه إياه فكل الولاء يكون للحاكم فقط وليس لله ورسوله لان عقيدة لا اله الا الله يتم مسحها من عقولهم وا ما يخص العماله
فارجوا الدقة فانا افرق ما بين العميل وما بين الخائن ولم اتهم الأمة بالخيانة يارعاك الله ولله الحمد لم ابلغ ولن يصل الياس الي لأني ولله الحمد مؤمن بان النصر ات لا محاله وتوقيته بيد الملك الجبار جل في علاه اخي الكريم وأرجوا مراجعة أفكار الحزب في التفريق بين العميل والخائن هذا ما تعلمته انا من خلال قرائاتي لأفكار الحزب
ودمتم في أمان الله

عبد الواحد جعفر
24-06-2014, 09:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي عبدالواحد
وا ما يخص العماله
فارجوا الدقة فانا افرق ما بين العميل وما بين الخائن ولم اتهم الأمة بالخيانة يارعاك الله ولله الحمد لم ابلغ ولن يصل الياس الي لأني ولله الحمد مؤمن بان النصر ات لا محاله وتوقيته بيد الملك الجبار جل في علاه اخي الكريم وأرجوا مراجعة أفكار الحزب في التفريق بين العميل والخائن هذا ما تعلمته انا من خلال قرائاتي لأفكار الحزب
ودمتم في أمان الله

شكراً أخي على ملاحظاتك، وما تقوله في الجيوش من حيث القيادة والسيطرة معمول به منذ نشأتها، وليس جديداً، وحصول تمرد داخل هذه الجيوش أمر ممكن قد يحصل، وليس أمراً مستحيلاً، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك.
وأما بالنسبة للتفريق بين العميل والخائن، فهذا ما أريد أن توضحه لي. فالذي أعلمه أن العميل لعدوه خائن لأمته، وهذا ليس فقط مختصاً بالمسلمين بل هي فكرة عامة تنطبق على جميع الأمم والشعوب، وتنظر الناس إلى أمثال هؤلاء العملاء أنهم خون ويجري التعامل معهم وفقاً لذلك.
فإن كنت تفرق بين العميل والخائن، فحبذا لو توضح لنا الفرق بينهما، وأتمنى أن تدلنا أين فرق الحزب بينهما مع جزيل الشكر.
وبارك الله فيك

بوفيصيل
25-06-2014, 01:22 AM
سنية تضم بغداد وكردية تستولي على كركوك وشيعية تقتطع أجزاء من الكويت والسعودية

مجلة «التايم» الامريكية تكشف عن خطة لتقسيم العراق الى ثلاث دول

June 24, 2014

لندن ـ «القدس العربي» من احمد المصري: كشفت مجلة التايم الامريكية، في العدد الذي سيصدر 30 حزيران/يونيو الجاري، وفي تقرير كبير من 8 صفحات عن خطة لتقسيم العراق إلى 3 دول، واحدة منها في الشمال لكردستان، والثانية للسنة بمحاذاة سوريا، أما الثالثة فللشيعة، ومكانها في جنوبي العراق وتضم مساحات واسعة منه. ولم تكتف بذلك بل تتجه هذه الدولة الشيعية الجديدة جنوباً حيث تصل إلى الكويت، لتستقطع مناطق حيوية منها إلى أن تصل أيضا إلى ضم بعض أجزاء من شمال شرق المملكة العربية السعودية.
المجلة نشرت خرائط مفصلة توضح مناطق توزيع السنة والشيعة والاكراد. واعتبرت بغداد من ضمن الدولة السنية، اما كركوك فكانت حسب الخرائط التي نشرتها «التايم» داخل الدولة الكردية لكنها على خط التماس مع دولة السنة، حسبما يرى التقرير.
ويتحدث التقرير عن ضم المناطق الكردية في سوريا الى الدولة الكردية اضافة الى ضم بعض المناطق السنية في سوريا للدولة السنية.
الجدير بالذكر ان مجلة «التايم» الامريكية تعبر مقربة من الادارة الامريكية وتعبر عن وجهة نظرها في اغلب الاحيان.
وكان المتحدث الصحافي باسم البيت الابيض جوش ارنست اوضح أن قرار تشكيل الحكومة العراقية متروك للشعب العراقي الذي يقرر كيف ينبغي وضع الخرائط الخاصة به، مضيفا أن إدارة أوباما تفضل أن يعمل القادة السياسيون في العراق معا لإيجاد حل سياسي.
وبخصوص مقترح عام 2006 من قبل السناتور جو بايدن لتقسيم العراق الى ثلاث مناطق سنية و شيعية و كردية أوضح إرنست «إن الطريق المباشر – من وجهة نظر هذه الإدارة – لمواجهة تهديد داعش هو توحيد هذا البلد حول أجندة سياسية تعطي كل مواطن حصة في مستقبله ونجاحه».
و في تعليق له حول غلاف نشرته مجلة «التايم» بعنوان «نهاية العراق»، اعترف ارنست أن مفهوم التقسيم غير واضح وهو مفهوم جديد إلا أنه أقر بخطورة فرض حلول خارجية على الشعب العراقي.
ويرى مراقبون ان فكرة اللجوء لخيار التقسيم والاقاليم في حالة تعقد الصراع امر ستعمل الاطراف الاقليمية والدولية على تحقيقه لخلق مراكز صراع متقاتلة لفترة تريد تلك الاطراف لها ان تكون طويلة لتسويق وتسويغ خطة الاقاليم.
وكان رئيس الوزراء العراقي السابق، إياد علاوي، قال إن المناطق المحيطة بالعاصمة العراقية، بغداد تتساقط، ومن المحتمل جدا أننا ماضون على طريق تقسيم العراق.
وأجاب علاوي على سؤال لشبكة «اي ان ان» إن كان يرى أننا نرى نهاية العراق الذي نعرفه، حيث قال «ممكن، وذلك يعتمد على الطريقة التي سيتم التعامل فيها مع الموقف، ولكني اعتقد اننا ماضون إلى سرينة العراق»، أي تحويلها إلى النمط السوري في الصراع.

بوفيصيل
26-06-2014, 04:57 AM
عبد الباري عطوان
قليلة هي المرات التي اتفقنا فيها مع السيد نيجرفان بارازاني رئيس وزراء كردستان العراق والمواقف السياسية التي تتخذها حكومته، لكن تصريحاته التي ادلى بها قبل يومين لهيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” وقال فيها “انه من شبه المستحيل ان يعود العراق كما كان بعد احتلال الموصل” تجعلنا نتفق معه، ولكن لاسباب مختلفة كليا.
السيد البرازاني يريد تقسيم العراق على اسس كونفدرالية وليس فيدرالية، مثلما يريد اقامة اقليم سني في منطقة الانبار وجوارها، وبما يضفي الشرعية على الخطوة الكردية المقبلة وهي اعلان استقلال كردستان واقامة دولة على ارضها.
من تابع التصريحات التي ادلى بها السيد مسعود البرازاني رئيس الاقليم بعد لقائه مع جون كيري وزير الخارجية الامريكي يستطيع التوصل الى حقيقة هذه التوجهات دون اي عناء، خاصة عندما اكد على ضرورة التعامل مع جذور الازمة وليس نتائجها، مشددا على “ضرورة الاعتراف بالعراق الجديد على الصعيدين الامني والسياسي”.
الواقع الجديد الذي كرره السيد “البرازاني الرئيس″ اكثر من مرة في هذه التصريحات هو بقاء مدينة كركوك المختلطة تحت سيطرة قوات “البشمرغة” التابعة للاقليم الكردستاني، بعد الاستيلاء عليها نتيجة لهرب قوات الجيش العراقي امام تقدم قوات الدولة الاسلامية في محافظة نينوى قبل عشرة ايام.
فعندما تبدأ حكومة كردستان العراق تصدير النفط المستخرج من آبار كركوك الى اسرائيل عبر ميناء جيهان التركي دون اذن او موافقة الحكومة المركزية في بغداد فهذه اكبر خطوة على طريق “الاستقلال” وادارة الظهر للعرب، شيعة كانوا او سنة.
***
العراق ينحدر بسرعة نحو الاسوأ، ونعني بالاسوأ هو المزيد من الفوضى، والاحتراب الطائفي والعرقي، وهناك عدة عوامل يمكن ان تكون مسؤولة عن هذه النبوءة المشؤومة التي تتكرر حاليا على السنة الكثير من المراقبين.
*الاول: وصول 300 مستشار عسكري امريكي الى العراق، وتخلي السيد المالكي عن مواقفه السابقة التي اثارت الاعجاب، لمنحهم حصانة من اي مقاضاة او مساءلة في حال ارتكابهم اي جرائم او تجاوزات على الارض العراقية.
*الثاني: مبايعة عدد كبير من مقاتلي فصيل تابع لجبهة “النصرة” يتواجدون على الجانب من الحدود مع العراق في مدينة البوكمال الدولة الاسلامية في العراق والشام التي كانوا يقاتلونها حتى ايام قليلة خلت، وهذه سابقة تنطوي على معان عديدة في ظل سحب اوباما ثقته بالمعارضة السورية المعتدلة واعترافه بعدم قدرتها على اسقاط النظام.
*الثالث: تمسك السيد المالكي برئاسته للوزراء في اي حكومة عراقية قادمة، ورفضه لحكومة “انقاذ وطني” يطالب بتشكيلها اكثر من فصيل من الطائفتين السنية والشيعية، كأحد المخارج من الازمة الحالية باعتبارها، اي حكومة الانقاذ، انقلاب يهدف الى القضاء على التجربة الديمقراطية الفتية في العراق، على حد قوله.
السيد المالكي ارتكب خطأ استراتيجيا عندما استدعى القوات الامريكية للتدخل لانقاذ حكومته في مواجهة تحالف الدولة الاسلامية، ويرتكب خطأ اكبر بمعارضة حكومة الانقاذ الوطني تحت ذريعة كونها محاولة للقضاء على الدستور والتجربة الديمقراطية، فاين هو هذا الدستور ومتى التزم به ونصوصه، واين هي هذه التجربة الديمقراطية التي جرى تجاوزها في العراق لاكثر من ثماني سنوات، واستبدالها بديكتاتورية التهميش والاقصاء التي تعتبر سبب كل المشاكل والازمات الحالية التي تواجهها البلاد.
فوز السيد المالكي بالعدد الاكبر من المقاعد البرلمانية في الانتخابات الاخيرة لا تؤهلة لتشكيل الحكومة العراقية للمرة الثالثة، لان مقاعده التي يبلغ عددها 95 مقعدا اقل من ثلث مقاعد البرلمان وتعدادها 328 مقعدا، مضافا الى ذلك ان تحالف دولة القانون الذي يتزعمه السيد المالكي لم يفز بالعدد الاكبر من المقاعد في الانتخابات قبل الاخيرة عام 2010 (تقدم عليه تكتل العراقية السني الشيعي العلماني الذي يتزعمه الدكتور اياد علاوي)، ومع ذلك وبدعم من السفير الامريكي السابق زلماي خليل زادة، وبالتنسيق مع ايران جرى كسر هذه القاعدة لفرضه رئيسا للحكومة.
البرلمان العراقي سيجتمع يوم الفاتح من تموز (يوليو) اي بعد اسبوع تقريبا، وربما يكون اختيار رئيس وزراء جديد غير السيد المالكي يحظى بدعم النسبة المطلوبة من النواب من مختلف الطوائف والاعراف هو المخرج من هذه الازمة، وبطريقة ديمقراطية دستورية، ولكن هذا المخرج يظل غير مضمون النجاح اذا استمرت الدولة الاسلامية بالتوسع على الارض، واصر الاكراد على سياساتهم الانفصالية والمضي قدما في خطوات الاستقلال وتوثيق العلاقة مع اسرائيل.
كلما طال امد الازمة كلما ازدادت الدولة الاسلامية وتحالفها قوة، فانضمام فصيل من “النصرة” المعادية لها مؤشر على احتمال تكرار هذه السابقة واغراء فصائل اخرى بالسير على الطريق نفسه، خاصة ان شباب الجماعات الاخرى ينظرون باعجاب شديد للدولة وانتصاراتها، سواء من منطلق الكراهية المذهبية لحكومة السيد المالكي، او لحلفائها في طهران والاسباب معروفة ولا داعي لتكرارها.
وتقدر مصادر غربية احتياطات الدولة الاسلامية المالية باكثر من ملياري دولار، مما يجعله قادرا على دفع ما يعادل 600 دولار شهريا لكل مقاتل ينضم الى صفوفه، حتى لو وصل العدد الى اكثر من ستين الف مقاتل.
***
زيارة كيري الى العراق جاءت متأخرة جدا، وعدد المستشارين الذين ارسلتهم حكومته لحماية المنطقة الخضراء وتقديم استشارات لقوات السيد المالكي من الصعب ان تحل المشكلة التي جاءت من اجلها وربما تخلق مشاكل اكبر من حيث تذكير قطاع عريض من العراقيين بالاحتلال الامريكي الذي يعتبر منبع كل الشرور في العراق، وعلى رأسها التقسيم الطائفي والعرقي.
الادارة الامريكية لن تكرر تجربتها الدموية في العراق، ولن تنجح في تكوين قوات “صحوات” اخرى مثل تلك التي شكلها الجنرال بترايوس في عام 2006 ورفض المالكي استيعابها في الجيش العراقي من منطلق الطائفية وعدم الثقة فيها، مثلما رفض التعايش مع مكونات العراق المذهبية والعرقية الاخرى، والدولة الاسلامية التي ادى انتصارها في الشمال العراقي الى توحيد معظم ابناء الطائفة السنية حولها لن يتم القضاء عليها بسهولة حتى لو اتحد الشرق والغرب ضدها طالما استمرت التوجهات الحكومية الاقصائية على حالها.
العراق ذاهب الى صيغة دولة الطوائف، وامراء الحرب، وفرض سياسات الامر الواقع، ولهذا نحن امام ازمة اكثر تعقيدا.
ابو بكر البغدادي “القرش” زعيم الدولة الاسلامية يحاكي “قدوته”
الملا عمر زعيم حركة طالبان، ويسير على نهجه وخطواته من حيث البعد عن الاضواء وعدم الظهور في العلن، واذا كانت امريكا، واكثر من مئة الف من قواتها عجزت عن هزيمة الاخير (الملا عمر) وحركته على مدى 13 عاما، فهل ستنجح في هزيمة الدولة الاسلامية وزعيمها بثلاثمائة مستشار وعدد من الطائرات بدون طيار “درونز″؟ الاجابة مكتوبة على الحائط!

تعليق
لبنان دخل على الخط بعد سلسلة التفجيرات الاخيرة وإقحام حزب الله ليدخل في الحرب الطائفية التي زرعتها امريكا وعملائها في المنطقة

بوفيصيل
26-06-2014, 05:27 AM
دوتشية فيللة: في الوقت الذي تعيش فيه مناطق عدة من العراق على وقع الحرب والفوضى، تبدو المناطق الكردية أكثرا أمنا واستقرارا. وهو ما يعتبره بعض الخبراء فرصة “ذهبية” لإعلان استقلال كردستان عن بغداد، غير أن ذلك لا يخلو من تحديات.
فيما لا تزال الفوضى تعم مناطق واسعة من العراق، ظلت المناطق الكردية ذات الحكم الذاتي واحة للأمن والاستقرار. وعلى الرغم من أن القوات الكردية قد شاركت في القتال ضد تنظيم داعش ومئات الآلاف من اللاجئين العراقيين من الموصل وسامراء وتلعفر قد فروا إلى كردستان العراق، فإن الأمور تسير في هذا الإقليم بشكل عادي.
وبعد سيطرة مسلحي تنظيم “داعش” على عدة مدن في شمال العراق، يتيح هذا الاستقرار الذي يعيشه إقليم كردستان فرصة ذهبية للأكراد لدعم إقليمهم وجعله منطقة آمنة وقوية. ولعل سيطرة البيشمركة الكردية على مدينة كروك النفطية المتنازع عليها والمناطق المحيطة بها تزيد من واقعية هذه الفرضية.
ومنذ التدخل العسكري الأمريكي في العراق عام 2003، طالب الأكراد بضم كركوك إلى إقليم كردستان ذي الحكم الذاتي، ذلك أن الاحتياطات النفطية في هذه المدينة تتيح للإقليم استقلالية اقتصادية تامة، وهو ما ترفضه بغداد.
“الاستقلال ليس الهدف الرئيسي”
ويتوقع بعض الخبراء أن الوقت قد حان الآن ليحقق الأكراد حلمهم في إعلان كردستان منطقة مستقلة. غير أن بعض المتتبعين للشأن العراقي يشككون في مدى جاهزية الأكراد لذلك بسبب التحديات الداخلية والإقليمية التي قد تواجهها هذه المنطقة.
وفي هذا الصدد كتب هيوا عثمان، المدون والمستشار الإعلامي السابق للرئيس العراقي جلال طالباني، في مدونة الكترونية بعنوان “Thoughts from Iraq” (خواطر من العراق) إن “طموحات الأكراد في إعلان الاستقلال عن الدولة المركزية في بغداد مرتبطة بالعديد من التحديات”، في إشارة إلى الصعوبات الداخلية والإقليمية التي قد تنجم عن هذه الخطوة. وفي هذا السياق يطرح عثمان عدة أسئلة:”كيف لنا أن نفعل ذلك؟ كيف سيتم التعامل مع عائدات النفط؟ ماذا سيكون دور إيران وتركيا؟ وكيف ستتعامل باقي الدول المجاورة مع هذا الواقع الجديد؟”.
هذه الأسئلة العالقة تجعل حكومة إقليم كردستان أكثرا ترددا وحذرا في اتخاذ قرار إعلان الاستقلال عن بغداد. وهو ما يؤكده أيضا فلاح مصطفى، وزير الشؤون الخارجية في حكومة إقليم كردستان، الذي يشدد على أن الاستقلال ليس هو الهدف الأساسي والأول في هذه المرحلة، مضيفا أن “أولوياتنا الآن هي الدفاع عن هذه المنطقة وحماية شعبنا وتوفير خدمات أفضل. ما نريده هو الحصول على مزيد من القوة الاقتصادية والقوة السياسية لتحديد مصيرنا بأنفسنا.” ويشير مصطفى أيضا أنه “لو كان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أكثر استعدادا للتعاون مع المكونات السياسية والعرقية المختلفة للعراق، لما وصلت البلاد إلى حالة الفوضى التي تعيشها الآن”. ويلفت إلى أن الإقصاء السياسي والتمييز الطائفي والعنصري وسياسية المالكي المركزية هي المسؤولة عن الوضع الراهن.
الصراع حول النفط
على صعيد آخر، يتعين على الأكراد أن يتخذوا قرارا حاسما حول ما إذا ما كانوا مستعدين للاستغناء عن حصة 17 في المائة من ميزانية العراق المركزية التي يضمنها لهم دستور البلاد. وقد أدى النزاع المستمر بين حكومة إقليم كردستان وبغداد بشأن العقود النفطية إلى رفض بغداد إرسال الأموال إلى أربيل. وهو ما أدى إلى مشاكل داخلية في الأقاليم الكردية، خاصة في ما يتعلق بأجور موظفي الخدمة المدنية وقوات البيشمركة وغيرهم من العمال والموظفين.
ولكن حكومة إقليم كردستان تعلق آمالها الاقتصادية على عائدات النفط، فالمنطقة تتوفر على احتياطي نفطي يقدر بنحو 45 مليون برميل، بالإضافة إلى احتياطي كبير من الغاز. وفي ظل النظام الحالي، فإن إقليم كردستان يحصل على حصة 17 في المائة فقط من عائدات النفط الكردية، لكنه يحصل في الوقت نفسه على 17 في المائة من إجمالي عائدات النفط العراقي. ومنذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي يتم تصدير النفط إلى تركيا عبر خط أنابيب جديد.
بيد أن السؤال الأهم هو كيف سيقوم إقليم كردستان بنقل نفطه إلى الأسواق الدولية؟ عن هذا السؤال يجيب رود ثورنتون، وهو خبير في الشؤون العسكرية في معهد كينغز في لندن، قائلا: “يبدو أن خط الأنابيب الجديد يشكل الطريقة الوحيدة لحكومة إقليم كردستان تمويل نفسها [دون الاستعانة ببغداد]“. غير أن الجارة تركيا قد تقول حينها لأكراد العراق:”عليكم وقف كل دعم لأكراد سوريا. وهو أمر قد لا يروق للبعض في أربيل.”
مشاكل داخلية
ولكن الاقتصاد ليس هو العامل الحاسم الوحيد لإعلان الاستقلال عن بغداد، فالسياسة الداخلية في كردستان تلعب دورا مهما أيضا. فبعد بضع سنوات فقط من حصول إقليم كردستان العراق على حكم ذاتي سنة 1991، اندلعت حرب فيه أهلية عنيفة ودموية بين الأحزاب السياسية المتنافسة، وعلى رأسها الحزب الديمقراطي الكردستاني (KDP) والاتحاد الوطني الكردستاني (PUK). وبعد انتهاء الحرب عام 1997 شكل الطرفان تحالفا استراتيجيا وقاما بتشكيل حكومة ائتلاف لإقليم كردستان. ثم تراجع بعدها دور الاتحاد الوطني الكردستاني في السنوات الأخيرة، بعد إصابة زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني عام 2012 بجلطة لم يتعاعف منها حتى الآن، فيما قام أعضاء سابقون في الاتحاد الوطني الكردستاني بتأسيس حزب جديد.
ولا يزال هذا الانقسام الداخلي واضحا حتى في الوقت الراهن، حيث تمكنت الفصائل السياسية في كردستان من تشكيل مجلس الوزراء فقط هذا الأسبوع وذلك بعد تسعة أشهر من الانتخابات البرلمانية الإقليمية. ويبدو أن الحزب يجد صعوبة في التأقلم مع دوره الجديد الأقل تأثيرا عمّا كان عليه في الماضي.
وبما أن الأمر يتعلق بكركوك، التي تعد معقل الحزب الوطني الكردستاني، فإن الصراعات السياسية الداخلية تبدو أمرا لا مفر منه، خاصة وأن هذا الحزب تربطه علاقات متينة بطهران التي ترفض انفصال كردستان عن الحكومة المركزية في بغداد.
ويبدو أنه في ظل هذه الصعوبات وفي ظل الوضع الراهن الذي يشهده العراق، فإن “كردستان لا تستطيع الحصول على استقلالها من خلال الحروب وإنما عبر المفاوضات”، على ما يقول هيوا عثمان.

بوفيصيل
26-06-2014, 11:50 AM
الابعاد السياسية وراء القتال الدائر في العراق
اما بالنسبة لما يجري في العراق فانه بات من الواضح ان العد التنازلي لتقتيت العراق وتقسيمه الى عدة دويلات على اسس طائفية واثنية قد بدأ بالفعل ، وان ما يجري الان من اقتتال بين حكومة المالكي ومن ورائها ما يسمى بالتيارات الشيعية وبين ما يسمى عرب السنة سواء كان ما يسمى ثوار القبائل او تنظيم داعش ، تسعى امريكا من خلاله لتحقيق عدة اهداف سياسية منها أولاً: دفع اكراد العراق فيما يسمى كردستان العراق(شمال العراق) للمطالبة بالانفصال تحت يافطة حق تقرير المصير وبحجة النأى بالنفس من الحرب الطائفية. ثانياً: ايجاد ذريعة سياسية للحكومة الامريكية
وعملائها من حكام ايران من اجل النزول عن شجرة "محور الشر" و "الشيطان الاكبر" بحيث تستخدم امريكا عملائها في ايران في تحقيق اهدافها السياسية في سوريا والعراق. ثالثاً :استخدام القتال الدائر في العراق كفزاعة تلوح بها امريكا للعراقيون اما الانفصال على اسس مذهبية او حروب اهلية وبحور من الدم من خلال ترويجها اى امريكا للفدرالية على انها البلسم الشافي للحروب الاهلية والفتنة الطائفية.
راي معتبر

لندن ـ نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الامريكية في عددها الصادر الاربعاء ان تقسيم العراق اضحى عنواناً متداولاً في الأوساط السياسية الأمريكية، وقالت الصحيفة إن “الأحداث التي بدأت مع الغزو الأمريكي عام 2003 يبدو أنها ستنتهي الآن بإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط. وأن حكومة بغداد ستبقى مسيطرة على الأرجح على دويلة صغيرة”.
وأضافت الصحيفة أنه بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري للعراق ااقتصر “هدف السياسة الأمريكية في هذه المرحلة على الحد من تداعيات الكارثة وليس ملاحقة وهم دولة عراقية موحدة وديمقراطية وتعددية.. ويدرك الجميع، حتى أبرز المتفائلين، أن هذا التصور لا يزال بعيد المنال”.
كيري أجرى سلسلة لقاءات مع شبكات التلفزة الأمريكية الرئيسة المرافقة له في جولته، ردد فيها أهداف السياسة الأمريكية، مؤكداً أن “العراق يواجه تهديداً وجودياً، ويجب أن يواجه قادة العراق هذا التهديد بدرجة كافية من الجدية… إذا قرر الرئيس باراك أوباما التحرك ضد داعش، سيكون هذا بغرض الدفاع عن المصالح الأمريكية والإقليمية والعراقية وليس لدعم أي زعيم عراقي معين”.
وأوضحت يومية “واشنطن بوست” أن الادارة الأمريكية “أبقت المجال مفتوحاً أمام توجيه هجمات محتملة ضد جماعة “الدولة الإسلامية في العراق والشام” على جانبي الحدود العراقية السورية”.

بوفيصيل
02-07-2014, 09:15 PM
كاتب سعودي
داعش وما ادراك ما داعش وتحليل اقرب للواقع جاء في مقال للدكتور محمد السعيدي
والله تعالى وحده يميز الخبيث من الطيب 👇
داعش الخلافة والشر المحض
د. محمد السعيدي
--------------
من حين أن بدأت الثورة السُّنِّيَةُ في العراق وذَكَرَ الإعلام دخول داعش في ثناياها وأنا متوجس شراً ماحقاً وبلاء عظيماً

لذلك آثرت عدم الكتابة في هذا الموضوع بل أوصيت بذلك في تعليقة نشرتها عبر صفحتي في توتر

وحين جاءني خبر إعلانهم الخلافة في هذا الظرف الحرج بل وقولهم بأنه لا عذر لمن لا يبايع الشريف المجهول تحقق لدي ما كنت أخشاه وأتوجس منه.

قال لي أحد الإخوة :
هؤلاء الخوارج مشهورون بالحمق وقرارهم هذا صورة من صور حمقهم فأجبته :
كلاَّ يا صديقي فالشباب الغوغائي المخدوع المنضوي في هذه الجماعة ليس له يد في هذا القرار لكن حماقتهم وصبيانيتهم جعلتهم يُسَرُّون ويسعدون به لأنهم أجهل الناس بما يعملون وعواقب ما يعملون.

قرار إعلان الخلافة فيما يبدو لي أعلنه عناصر الباسيج الإيراني الذين يتزيون بزي القادة الداعشيين ويلعبون بعقول من معهم من قادتها الصوريين وعقول من تحتهم من الأتباع المغفلين .

المستفيد الأوحد من هذا القرار الأحمق هو إيران التي صُنًع القرار لخدمتها ومن ثَمَّ حزب الدعوة ودولة القانون والسيستاني في تزيين صورته وتحسين موقفه وكل القوى الشيعية المرتبطة بإيران الذين جاء هذا القرار على قلوبهم مثل الماء البارد على الكبد العطشى

المتوقع من هذا القرار أن ينهي حالة التذبذب والمفاجأة التي انتابت الولايات المتحدة ويجعلها تحسم قرارها في دعم دولة القانون وغض الطرف عن أي جرائم يرتكبها المالكي بطيرانه في المناطق السنية .
كما ينتظر منه أن يعطي جواز عبور دولي للقوات الإيرانية التي أعلنت استعدادها لدعم المالكي.

كما أنه قرار منتظر منه إضعاف موقف السعودية التي دعمت الثورة العراقية وبادرت بالضغط على الولايات المتحدة كي تقف موقفاً محايداً.

ومن شرور هذا القرار أنه سيشتت كلمة الثوار ويوقع الخلاف بينهم وتكرر به داعش ما فعلته في سوريا من إضعاف الثورة السورية وتراجعها.

وسوف تكرر فيه داعش ما فعلته في اعتصام أهل الأنبار السلمي الذي تعب فيه الأنباريون عاماً كاملاً حتى إذا كاد أن يؤتي أُكله ويُطيح بعرش المالكي ومن يجلس معه عليه وإذا بداعش تأتي في الوقت المناسب للمالكي ومن وراءه فتقوض الاعتصام وتقضي على كل الجهود ثم بعد ذلك تذوب كمثل الملح وتترك الصفويين ينكلون بأهل السنة ويسومونهم ما سامه فرعون قومَ موسى.

وتعيد داعش أيضا تجربتها في العراق حين كان اسمها دولة العراق الإسلامية إذ تولت نيابة عن الصفويين قتال المقاومة العراقية وتصفيتها حتى سلمت العراق صافيا لعملاء إيران.

القاعدة وما انبثق عنها ومنهم داعش شر مستطير محض وما دخلوا في قضية للمسلمين إلا أفسدوها وكما أوقعوا المسلمين طيلة 23 عاماً في مواقف صعبة للغاية هاهم يوقعون ثورة العشائر السنية في العراق في موقف لا يحسدون عليه.

فهذه العشائر إما أن تسكت عن نزق الداعشيين وتمضي في طريقها وبذلك ستضع نفسها في مواجهة مباشرة أو بالإنابة مع أمريكا
وإما أن تُعلن عن رفضها للمشروع الداعشي فتضع نفسها في مواجهة مع داعش نفسها التي قالت :
لا عذر لمن يتخلف عن مبايعة أبي بكر المجهول المنتظر وسوف تقوم إيران بإمداد داعش بكل ما تتمناه من الأسلحة لمواجهة سائر فصائل الثورة وقد اعترف العدناني المتحدث باسم داعش في خطابه الموجه لأيمن الظواهري بعلاقتهم وعلاقة القاعدة بإيران كمَعْبَرٍ للإمدا دات ويقيناً فإن إيران سوف تستمر في بذل خدماتها تلك دون مقابل.

الثورة العراقية التي تفاءل بها الكثيرون ورأوا أنها ستعيد الحق إلى نصابه وسوف تصحح ما أفسده الاحتلالان الأمريكي والإيراني هذه الثورة الآن في أكثر أوقاتها حرجاً.

وكذلك هي في هذه اللحظات وليس اللحظات القادمة أحوج ما تكون إلى وحدة القرار والصف والقيادة والإعلان عن نفسها كمكون سياسي عظيم له انتصاراته التي ينطلق منها في الميدان والإعلان عن أنفسهم كمجلس عسكري له قيادته التي تتحدث باسمه وتفاوض الجميع بشأن ثورته ولا أرى بديلاً عن إعلان موقفهم من داعش وتوضيح حجم كتائبها الحقيقي في الثورة والتواصل المباشر مع المحيط الإقليمي والدولي لإيضاح مبادئهم
أعان الله أهل العراق وكشف عنهم غمتهم ووحد كلمتهم ورأب صدعهم وسائر بلاد المسلمين .

بوفيصيل
08-07-2014, 03:33 AM
أجرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية مقابلة في 2014/6/30 مع علي حاتم السلمان زعيم قبيلة الدليم والذي يتزعم ما يسمى بمجلس ثوار العشائر في العراق قال فيها: "إنه لن يفك التحالف العسكري مع تنظيم الدولة الإسلامية ما لم يتنح المالكي من رئاسة الحكومة العراقية" وقال: "نستطيع أن نحارب داعش في أي وقت، لكننا الآن نقاتل من أجل أرضنا وقبيلتنا. نحن لسنا مسؤولين عن أفعال داعش". وقال: "إن دور التنظيم في العراق ثانوي، ونستطيع إنهاءه حالما تتحقق مطالبنا، ويتم وقف الظلم الواقع على الطائفة السنية". وقال: "إنهم قد يدفعون بمئات آلاف الرجال إلى بغداد في حال لم يتنح المالكي".

فرئيس مجلس ثوار العشائر يعلن بكل صراحة أنه في تحالف مع تنظيم الدولة الإسلامية من أجل إسقاط المالكي، ويعتبر دور التنظيم ثانويا. ومن هنا يأتي التساؤل عن أسباب تضخيم دور هذا التنظيم وإظهاره في الواجهة من قبل وسائل الإعلام والمسؤولين في دول كبرى وصغرى. فيظهر أن الإعلام المسيس والذي يتبع جهات معينة يؤدي أدوارا سياسية وهو الذي عمل على تضخيم دور هذا التنظيم وتناسى أدوار العشائر وغيرهم وذلك لغايات معينة.

وكان علي حاتم السلمان قد أدلى بتصريحات لصحيفة الشرق الأوسط السعودية في أربيل نشرت في 2014/6/17 توضح المسألة بشكل مفصل أكثر حيث قال: "إن التقسيم هو الحل الأمثل، وإن العراق ذاهب نحو التقسيم، هناك أمران، إما أن يصبح العراق بحورا من الدماء أو يحكم كل منا نفسه بنفسه، لن نسمح بحاكم متطرف تابع لإيران أن يحكمنا، ولن نرضى أن يحكمونا مرة أخرى، وعلى أمريكا أن تساعد العراقيين لنيل حقوقهم، فليكف قتلنا بسبب الحكومة المركزية، من الصعب أن نتعايش معا بهذه الطريقة".

فرئيس مجلس ثوار العشائر يدعو إلى التقسيم بكل صراحة، وهذا مشروع يخدم الاستعمار، فتأتي علامات استفهام عن سبب تحالف تنظيم الدولة الإسلامية معه، والتنظيم يدعو إلى الوحدة وإزالة الحدود.

وقال علي حاتم السلمان "إن ثوار العشائر هم من يسيطر على الموقف في الموصل، لأنه من غير المعقول أن يقوم داعش بعدد قليل من الأفراد وسيارات بسيطة بالسيطرة على مدينة كبيرة كالموصل التي يوجد فيها ضباط الجيش السابق وأصحاب الكفاءات، بالتالي هي ثورة العشائر لكن الحكومة في أي مكان توجد فيه المعارضة تحاول أن تلبسنا ثوب الإرهاب وداعش" وقال: "هناك مجالس عسكرية شكلت عند تشكيل هيئة ثوار العشائر في الأنبار لتنظيم الثوار من الناحية العسكرية وهذه المجالس موزعة على محافظات الأنبار وبغداد ونينوى وصلاح الدين وديالي وتدار من قبل ضباط الجيش السابق والثوار، وتديرها قيادة مشتركة من الجيش السابق، وقد حددوا وقتا زمنيا للنهضة".

فيأتي التساؤل عن أسباب إعلان تنظيم الدولة الإسلامية للخلافة الإسلامية وهو لا يملك على الأرض الشيء الكثير وهو يتحالف مع قوى لا تتبنى المشروع الإسلامي فهو لا يملك السلطان على الأرض بل هو متحالف مع قوى تختلف معه في الفكر وفي التوجه. ولذلك شكك الكثير في جدية إعلان تنظيم الدولة للخلافة الإسلامية وهو عبارة عن تنظيم من بين تنظيمات وقوى كثيرة وإنما جرى تضخيمه في الإعلام حتى أغراه ذلك بأن يعلن الخلافة، ومن هنا صارت الخشية من أن تصرفاته هذه غير المسؤولة ربما تؤدي إلى تمييع موضوع الخلافة الذي أصبح أمل المسلمين في الخلاص والتحرير والنهضة الحقيقية.

بوفيصيل
09-07-2014, 03:51 AM
لندن ـ نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الامريكية في عددها الصادر الاربعاء ان تقسيم العراق اضحى عنواناً متداولاً في الأوساط السياسية الأمريكية، وقالت الصحيفة إن “الأحداث التي بدأت مع الغزو الأمريكي عام 2003 يبدو أنها ستنتهي الآن بإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط. وأن حكومة بغداد ستبقى مسيطرة على الأرجح على دويلة صغيرة”.
وأضافت الصحيفة أنه بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري للعراق ااقتصر “هدف السياسة الأمريكية في هذه المرحلة على الحد من تداعيات الكارثة وليس ملاحقة وهم دولة عراقية موحدة وديمقراطية وتعددية.. ويدرك الجميع، حتى أبرز المتفائلين، أن هذا التصور لا يزال بعيد المنال”.
كيري أجرى سلسلة لقاءات مع شبكات التلفزة الأمريكية الرئيسة المرافقة له في جولته، ردد فيها أهداف السياسة الأمريكية، مؤكداً أن “العراق يواجه تهديداً وجودياً، ويجب أن يواجه قادة العراق هذا التهديد بدرجة كافية من الجدية… إذا قرر الرئيس باراك أوباما التحرك ضد داعش، سيكون هذا بغرض الدفاع عن المصالح الأمريكية والإقليمية والعراقية وليس لدعم أي زعيم عراقي معين”.
وأوضحت يومية “واشنطن بوست” أن الادارة الأمريكية “أبقت المجال مفتوحاً أمام توجيه هجمات محتملة ضد جماعة “الدولة الإسلامية في العراق والشام” على جانبي الحدود العراقية السورية”.

واذا كان ما يقال في واشنطن صحيحا، من ان الولايات المتحدة الامريكية تفاجأت بالهجوم العراقي للدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش)، فعلى الرئيس أوباما أن يقيل فورا قادة مجمع الاستخبارات، الذي كونته وكالة المخابرات المركزية "سي.آي.أي" وعدة وكالات فيدرالية أخرى تتجسس وتقود عمليات سرية أمريكية على الصعيد العالمي.

دون أدنى شك، وعلى العكس من ذلك، هنأهم الرئيس بشكل خصوصي. إن داعش في الواقع تعمل ضمن استراتيجية الولايات المتحدة لهدم الدول عن طريق حرب سرية. العديد من قادتها ينحدرون من التشكيلات الإسلامية الليبية التي تصنف –بدءا- على أنها إرهابية، تسلحوا وتدربوا وحظوا بتمويل من المخابرات الأمريكية للإطاحة بالقذافي.

إن داعش نفسها تؤكد هذا، في ذكرى اثنين من قادتها الليبيين: أبو عبد الله الليبي، الذي قاتل في ليبيا قبل أن تقتله جماعة منافسة في سورية يوم 22 سبتمبر 2013؛ وأبو دجانة الذي قضي عليه -بعد أن قاتل في ليبيا أيضا- يوم 8 فبراير 2014 في سورية في مواجهة مع مجموعة من تنظيم القاعدة، كان معها على تحالف قبلا.

عندما انطلقت الحرب السرية للإطاحة بالرئيس الأسد، انتقل العديد من الناشطين من ليبيا إلى سورية، وانضموا الى هؤلاء -ومعظمهم من غير السوريين- الآتين من أفغانستان والبوسنة والشيشان وغيرها من البلدان. لقد بنت داعش اغلب قوتها – تحديدا- في سورية، حيث يتزود "المتمردون" المتسللون اليها من تركية والاردن، بالسلاح، الآتي ايضا من كرواتيا، عبر شبكة نظمتها وكالة الاستخبارات المركزية (وجودها تم توثيقه في تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز يوم 26 مارس 2013).

هل من الممكن أن وكالة الاستخبارات المركزية ووكالات امريكية اخرى مدعومة بشبكة مكثفة من الجواسيس، من الطائرات بدون طيار الفعالة، والأقمار الصناعية العسكرية- جهلت حقيقة أن داعش كانت تعد هجوما واسعا على بغداد أُعلن بسلسلة من الهجمات؟ بالتأكيد لا. لماذا –إذن- لم تنذر اشنطن بالأمر قبل بداية هذا الهجوم؟ لأن الهدف الاستراتيجي ليس الدفاع، ولكن السيطرة على الدولة العراقية.
بقلم مانيلو دينوتشي
شبكة فولتير | 20 حزيران (يونيو) 2014
ابو العابد الشامي
http://www.voltairenet.org/article184303.html