المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العودة الدمويّة: "خرّيجو" سوريا واستقرار السعودية



بوفيصيل
01-06-2014, 08:52 AM
يوئيل جوجنتسكي ويورام شفايتزر
العودة الدمويّة: "خرّيجو" سوريا واستقرار السعودية

وجود المقاتلين في سوريا وعودتهم إلى بلادهم الأصلية قد يشكلان مشكلة أمنية بالنسبة لدول كثيرة في المنطقة وخارجها، وليس بسبب عدد المقاتلين الكبير وعدد الدول الكثيرة التي يصلون منها فحسب

31 مايو 2014, 15:28
وجود المقاتلين في سوريا وعودتهم إلى بلادهم الأصلية قد يشكلان مشكلة أمنية بالنسبة لدول كثيرة في المنطقة وخارجها، وليس بسبب عدد المقاتلين الكبير وعدد الدول الكثيرة التي يأتون منها فحسب. فهذه الظاهرة ليست جديدة بالنسبة للسعودية. وكان السعوديّون منخرطون في القتال في دول أجنبية منذ فترة الجهاد ضدّ السوفيات في أفغانستان في سنوات الثمانينات، بل وكانوا يشكّلون جزءًا كبيرًا فيما بعد بين أوساط خرّيجي أفغانستان من الجيل الثاني، والذين تدرّبوا في تلك البلاد من سنوات التسعينات، وهم يشكّلون اليوم إحدى المجموعات الأجنبية المقاتلة الكبيرة في سوريا.‎ ‎

أدّت المعركة بين نظام الأسد وحلفائه وبين مجموعات الثوّار المختلفة، والتي من بينها عناصر سلفيّة جهادية، تتواصل بشكل مباشر وغير مباشر مع تنظيم القاعدة، إلى تيّار من المتطوّعين الأجانب الذين طلبوا دعم الأطراف المتحاربة. بينما تجنّد رعاة النظام من الإيرانيين وحزب الله اللبناني لصالح قوى النظام، فتجنّد عدد كبير من المتطوّعين من الشرق الأوسط، شمال إفريقية، آسيا بل ومن أوروبا وأمريكا الشمالية، جميعًا لصالح المعارضة. وتأسست بمساعدة وتمويل الجمعيات الخيرية والداعمين من السعودية ودول الخليج فصائل المعارضة المختلفة في سوريا كقوى مقاتلة مستقلّة. يشكّل العدد الكبير نسبيًّا للشباب القادمين من شبه الجزيرة العربية للقتال في سوريا، وخطر عودتهم إلى بلادهم الأصلية، مشكلة أمنية كبيرة.
هل يعود خريجو سوريا الى منازلهم لمحاربة حكام بلادهم

‎بينما كانت الفصائل تقاتل النظام وتقاتل بعضها البعض، استمرّ التوجّه لدخول المتطوّعين الأجانب لسوريا، بشكل أساسيّ من تركيا ولكن من لبنان والأردن أيضًا، بهدف تعزيز الجهود ضدّ نظام الأسد. من الممكن أن يشكّل هؤلاء المتطوّعون، الذين يقدّر عددهم بالآلاف، تهديدًا خطرًا على استقرار وأمن بلادهم الأصلية، حيث كان "خرّيجو أفغانستان" في سنوات التسعينات عاملا مقوّضا للاستقرار حين عادوا إلى شبه الجزيرة العربية. كانت تلك العناصر التي حاربت السوفيات إلى جانب قوات طالبان، كادرًا واسعًا من المجنّدين، الذين بنوا روابط اجتماعية، وراكَموا خبرة عملية كبيرة وشكلوا أساسا للتعاون الإقليمي الذي تطوّر ليصبح تهديدًا للأنظمة "المعتدلة" في الشرق الأوسط.

فهناك أدلّة على مشاركة "خرّيجي" سوريا في نشاطات إرهابية في بلادهم الأصلية وفي ساحات قتال في الشرق الأوسط، ومن بينهم عناصر تنظيمات الجهاد العالمي، الذين يستندون إلى التجربة القتالية التي راكموها في سوريا. هكذا على سبيل المثال، تم الإبلاغ عن نشاطات "خرّيجي سوريا" في مصر بعد أن انضمّوا لتنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذي يعمل في سيناء ضدّ قوى الجيش المصري وضدّ أهداف على الحدود الإسرائيلية والذي يضرب في مصر نفسها أيضًا؛ أهدافًا حكومية، أمنية واقتصادية. ساهم العنف الطائفي في لبنان بين الشيعة الداعمين للنظام والسنة الداعمين للمعارضة في عودة "المتطوّعين" من سوريا.‎ ‎

بعد الدعم المعنوي، الاقتصادي والتنظيمي، الرسمي وغير الرسمي، للمعارضة ضدّ الأسد؛ تواجه دول الخليج نتائج أعمالها وتخشى من حالة يتمرّد فيها المصنوع على صانعه
وحذّرت أجهزة أمنية غربية من الخطر الكامن في عودة المسلمين، من "خرّيجي" سوريا إلى بلادهم، حيث يملكون خبرة، وتدريب وعلاقات أكبر. في هذه المرحلة، لا يمكن الإشارة إلى عمليات إرهابية في الغرب من قبل أولئك العائدين من سوريا، ولكن استيضاح القلق من عمليات مستقبلية كهذه يقبع في مكانة مهمّة جدّا في سلّم الأوليات لدى الأجهزة الأمنية الغربية.

فتعيش السعودية ودول الخليج حالة أكثر تعقيدًا. فبعد الدعم المعنوي، الاقتصادي والتنظيمي، الرسمي وغير الرسمي، للمعارضة ضدّ الأسد؛ تواجه هذه الدول الآن نتائج أعمالها وتخشى من حالة يتمرّد فيها المصنوع على صانعه. وكما ذكرنا، فقد نشط في الماضي رجال القاعدة من "خرّيجي" أفغانستان الذين عادوا إلى المملكة ونفّذوا فيها سلسلة من الهجمات. وبعد صراع طويل، تمكّنت السلطات السعودية من إيقاف نشاط الكثير من قادة هؤلاء واعتقالهم. واستطاع القليل من تلك العناصر الهروب والانضمام إلى الفرع المحلّي للقاعدة في اليمن وأقاموا "القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، وهو الفرع الذي يعتبر في الغرب الأخطر من بين شركاء القاعدة.‎ ‎

يقوم هذا التنظيم بتنفيذ عمليات إرهابية كثيرة وبشكل أساسي في اليمن، من بينها عمليات انتحارية كثيرة القتلى، وهو يعمل ضدّ قادة النظام اليمني والجيش. وقد ظهرت أدلّة المساهمة المحتملة للعائدين من سوريا مؤخرًا، حين نُشر أنّه تمّ الكشف في السعودية عن تنظيم إرهابي، والذي كان على تواصل مع عناصر من القاعدة في اليمن وفي سوريا وخطّط لسلسلة من الهجمات ضدّ أهداف حكومية، ومسؤولين في النظام وممثّلين أجانب في السعودية. ويبدو أنّ هذا التوجّه هو الذي كان يقف من وراء إعلان السلطات في الرياض أنّها تراجعت عن الدعم الكبير لقوى المعارضة، بل وحظرت بمرسوم ملكي أن يدعم مواطنيها أو ينظّموا أو يشاركوا في الحرب السورية، وفي مناطق أخرى.‎ ‎

ويعتبر هذا الحظر تغيّيرًا على ضوء دعم الأسرة السعودية المالكة الأول للمتطوّعين. فيخشى السعوديون من المشاركة المتزايدة لإيران في الساحة السورية، ولكنهم منزعجون بشكل لا يقلّ عن ذلك من تصاعد قوّة المعارضة الإسلامية المتطرّفة الداخلية لحكمهم بسبب عودة الشبان السعوديين إلى المملكة. إنّ الاستثمارات الكبيرة في الدعاية ضدّ المشاركة في الحرب السورية، والجهود لمكافحة المتطوّعين والمنظّمين وأيضًا إنشاء عقبات مادية لمنع خروج العناصر إلى خارج حدود المملكة، تعزّز هذا الافتراض. ومع ذلك، فإنّ الدعم السابق والعدد الكبير للعناصر التي خرجت من حدود المملكة (نحو 1000، ومن بينهم أكثر من 200 قُتلوا في المعارك)، قد يلعب دورًا ضدّ السلطات في الرياض.‎ ‎

وعلى ضوء المشاركة والدعم الكبير الذي أعطيَ لفصائل المعارضة المتطرّفة من السعودية ودول الخليج، فهناك مخاوف من أنّ تتواصل عناصر متطرّفة مع تنظيمات معارضة قائمة أو أن تنشئ منظّمات تخريبية جديدة في دول الخليج المختلفة. ونظرًا إلى أنّ قوات الأمن والشرطة لم تقم بوظيفتها إزاء المتطوّعين الذين خرجوا للقتال في سوريا، فهناك خطرًا بأن تتسلّل عناصر متطرّفة إلى داخل أجهزة السلطة والأمن في تلك الدول وأن تشكّل "طابورًا خامسًا" في الصراع ضدّ المعارضة الإسلامية المتطرفة والقائمة هناك.

هناك من يعتبر أنّ الجهاد ضدّ السوفيات في أفغانستان في سنوات الثمانينات هو المرة الأولى في العصر الحديث التي تحدث فيها ظاهرة المقاتلين الأجانب في السياق العربي السنّي. وفي الواقع، فإنّ معظم المتطوّعين العرب بين السنوات 1979 - 1992 قدِم من السعودية. واستمرّت هذه الظاهرة في سنوات التسعينات في الشيشان وفي وقت لاحق في البوسنة وفي العراق، مع كون السعوديين المجموعة الأجنبية الأكبر، والتي تقاتل إلى جانب المحلّيّين في تلك الدول. والأمر صحيح في كلّ ما يمكن أن يُقال عمّا يحدث اليوم في سوريا، حيث تضع التقديرات السعودية باعتبارها الدولة الأجنبية ذات عدد المصابين الأكبر في صفوف المتطوّعين.‎ ‎

بينما لم تقم الرياض بأي خطوة من أجل منع أولئك المقاتلين من السفر إلى سوريا بل قامت بتشجيعهم، تبذل الأسرة المالكة اليوم جهودًا كبيرة من أجل منع العنف لدى عودة هؤلاء إلى المملكة. في بداية شهر شباط عام 2014، أعلنت الحكومة عن مرسوم ملكي ينصّ على أنّ كلّ مواطن سعودي يقاتل في الصراعات التي هي خارج البلاد سيُسجن. بعد شهر من ذلك، تم إدخال بعض تلك التنظيمات إلى قائمة التنظيمات الإرهابية.

معظم المتطوّعين العرب بين السنوات 1979 - 1992 قدِم من السعودية. واستمرّت هذه الظاهرة في سنوات التسعينات في الشيشان وفي وقت لاحق في البوسنة وفي العراق
إنّ عودة "خرّيجي سوريا" إلى السعودية قد يطعن بالكفاءة النسبية التي أظهرتها عناصر الأمن السعودية في صراعها ضدّ الإرهاب. هذا هو الحال خصوصًا على ضوء ما يبدو أنّه محاولات متكرّرة للإضرار بكبار الشخصيات وبمرافق استراتيجية في المملكة. لقد تمّت مقاومة موجة الإرهاب التي ضربت المملكة في منتصف العقد الماضي، بواسطة عملية، ثمة جدل حول مدى نجاحها، وأساسها "تأهيل" العناصر الإرهابية. والآن ففي نيّة السعوديين أن يفتتحوا مراكز "تأهيل" أخرى إلى جانب المركز العامل في الرياض. إنّ حقيقة أنّ السعوديين، ومعهم دول أخرى من دول الخليج، يتّخذون خطوات إيجابية في هذه القضية تدلّ على مدى خطورة التهديد الذي تشكّله عودة "خرّيجي" سوريا على الأنظمة وعلى المصالح الغربية في أراضيها.‎ ‎

للخلاصة، فإنّ التهديد الذي تشكّله عودة المتطوّعين من "خرّيجي سوريا" إلى بلادهم الأصلية بشكل عام وإلى السعودية ودول الخليج بشكل خاصّ، يؤدّي إلى حدوث مراجعة على ضوء الأهمّية الاستراتيجية لتلك الدول، وهو أمر يُلزم بالتعاون الإقليمي، اليقظة والرقابة السياسية والاستخباراتية. إنّ "استيراد" معارضة مسلّحة، مدرّبة، لديها خبرة ومتطرّفة إلى شبه الجزيرة العربية قد يجلب معه تأثيرات إقليمية، دولية، اقتصادية وجيوسياسية كبيرة، ولذلك يلزم أن يكون هناك رصد دقيق من قبل الولايات المتحدة، إسرائيل وعناصر إقليمية ودولية أخرى.‎ ‎

بوفيصيل
02-07-2014, 04:29 AM
هداس هروش
هزة أخرى في النخبة السعودية

تبادل رجولي في رئاسة الاستخبارات والجهاز الأمني السعودي وتهديدات معلنة للملك ضدّ الإسلام المتطرّف. هل زيادة قوة داعش قد بدأت تقوّض أركان المملكة العربية؟

1 يوليو 2014, 18:58
أصدر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أمرين ملكيين، بتعين الأمير خالد بن بندر رئيسًا للاستخبارات العامة، والأمير بندر بن سلطان مستشارًا ومبعوثًا خاصًا له، وهذا ما أبلغت به وكالة الأنباء السعودية. هذه التبادلات الرجولية في النخبة الاستخباراتية، والقلب النابض للأمن الوطني السعودي، يأتيان بعد يومين فقط من قيام الملك بعزل نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن بندر من منصبه، وذلك بعد ‏45‏ يومًا من تعيينه، وهذا التغيير وهو الرابع من نوعه في هذا الموقع خلال ‏15‏ شهرًا‎.‎

كما صدر أمر ملكي بإعفاء الأمير فهد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن من منصبه نائبًا لوزير الدفاع، وتعيين الأمير سلمان بن سلطان بدلا منه في مطلع أغسطس ‏2013‏‎.‎
كل هذه الأمور تأتي بعد تصريحات العاهل السعودي ضدّ زيادة قوة الإسلام المتطرف، عندما تطرق إلى "داعش" التي تفعل كل ما يحلو لها في العراق وإلى فيالق القاعدة التي تقاتل المتمردين في سوريا. في الثامن والعشرين من حزيران، في خطاب ألقاه الملك عبد الله بن عبد العزيز كتهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، قال إنه لم يمنح قلة قليلة "من الإرهابيين أن يرتدوا الإسلام بزّة لتغطية مصالحهم الشخصية، وأن يخيفوا المسلمين الوادعين أو أن يلحقوا الضرر بوطننا (وهو يقصد هنا العربية السعودية) أو أي من مبانيها أو الماكثين فيها ‏‎"‎‏.

وقد جاء تصريحه بعد يومين من إصدار أوامر الملك للعمل حسب الوسائل المطلوبة بهدف حماية الدولة من "تهديدات إرهابية" ممكنة كنتيجة للتأرجح الحاصل في العراق المجاورة. يتطرق الملك إلى نجاحات المسلحين التابعين "لمنظمة الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا (داعش)، التي تعتبرها المملكة العربية السعودية منظمة متطرفة وإرهابية، لتحتل مواقع السنة في العراق بمساعدة قوات محلية.

يجدر الذكر أن لدى منظمة داعش تأثيرًا كبيرًا على سكان المملكة العربية السعودية المتهمة بأن جزءًا ملحوظًا من مسلحي المنظمة هم في الواقع مواطنو المملكة العربية السعودية، وفي أكثر من مرة، ادعي أن المنظمة تحصل على تمويل من داخل الدولة، الأمر الذي تستنكره السعودية بعزم. وفقًا لادعاء السعوديين، فقد تم الإعلان في شهر آذار الأخير أنه تم إدراج منظمة داعش في قائمة المنظمات المعلن عنها في السعودية كمنظمة إرهابية.

تشهد استنكارات السعوديين النشطة، التي تأتي إلى جانب تبادل الكثير من الرجال والمتسرع، على الضغط. ليس من المنكر أن الملك السعودي، الذي يحب أن يعتبر نفسه الزعيم الأقوى في العالم السني، بدأ يشعر بالتهديدات على مكانته، وعلى الاستقرار النسبي السائد في مملكته على ضوء الكثير من الثورات في المنطقة المجاورة.

في حين أن الولايات المتحدة معنية بإخضاع ثوار داعش، وفي رفعة بندقية يمكنها أن تلغي جهود الثوار في العراق في السنوات الأخيرة، يتعين على الملك السعودي أن يواصل الحفاظ على احترام الإسلام السني، بموجب مكانته، والإصغاء إلى تمنيات قلوب بني شعبه، ومن ناحية ثالثة عليه أن يتابع الحفاظ على قوته، ويبدو أن مكبس الضغط بدأ يُظهر تأثيره على الملك المسن، وأن تهديد أبي بكر البغدادي المعروف بسمعته السيئة قد نجح في تخطي الحدود والوصول إلى المملكة العربية السعودية الكبيرة.

بوفيصيل
03-07-2014, 05:10 AM
العالم العربي في الصحافة الرقمية الأمريكية اللاتينية: الحدود التي وضعتها بقوة اتفاقية سايس بيكو دون مراعات الخصوصيات الدينية والعرقية تتصدع الان.. وتحريك الرياض لجنودها نحو الحدود ربما ينذر بزلزال وشيك الحدوث


مدريد- “رأي اليوم” – محمد المودن:
هيمنت على نحو واسع تطورات أحداث العراق التي يخلقها تنظيم “الدولة الإسلامية بالعراق وبلاد الشام” على اهتمامات الصحافة الرقمية بأمريكا اللاتينية، وانبرت عدد من المواقع الصحفية من مختلف بلدان المنطقة اللاتينية، تبسط تحليلات إعلامية وسياسية لفهم ما يصفونه بالظاهرة المفاجئة والتي تحمل بنظرهم تداعيات كبرى وغيرمسبوقة على المنطقة وعلى مصالح الغرب. واستطاع تنظيم “الدولة الإسلامية” أن يعيد العراق إلى واجهة الإعلام الامريكي اللاتيني بالحدة نفسها التي كانت تحضر فيها بغداد حينما كانت مسرحا لهجمات الاحتلال الأمريكي في العام 2003.
الارجنتين: تحريك الرياض لجنودها نحو الحدود ربما ينذر بزلزال وشيك الحدوث
في الأرجنيتن يكتب المحلل مارسيلو كانتليمي على موقع “كلارين” واسع الانتشار، مقال رأي يستشرف فيه ما يصفه “بالمصالح الاقتصادية القائمة خلف شبكات الرعب” في العراق. ويرى في أن تقطيع العراق كان امرا قائما في مخطط الاجتياح الامريكي عام 2003 ويبرز ايضا ان الذين يجرون خلف النفط الآن هم الجماعات الإسلامية المتطرفة. ولا يفوت كانتيلي ان يشير إلى ان ثمة مفارقة لافتة يتعين التوقف عنهدها ويذكر ها على هذا النحو قائلا: “فلتلاحظوا معي هذه المفارقات : القوات الجوية للدكتاتورية السورية تقاتل بالعراق بمساعدة إيران التي التزمت بتقديم جنود وطائرات من دون طيار”، ثم يضيف عارضا المفارقة: “إن ذلك يتم أمام أعين الولايات المتحدة المتواطئة والتي ايضا حملت طائرات من دون طيار ومراقبين عسكريين، واليوم هي و إيران وسوريا عدواها التقليديين يتحولون جميعا إلى محور واحد لم يكن متوقعا لوقف زحف اكبر تنظيم متطرف بالمنطقة وهو داعش”.
وبنظر المحلل الأرجنتيني ثمة فاعلون استراتيجيون آخرون إلى جانب إيران وسوريا وواشنطن، يعملون في خلق واقع العراق الحالي وخصوصا تقوية التنظيمات المتطرفة فيه، ويذكر في هذا السياق: “إن الغرض الاستراتيجي الكامن وراء تمويل العربية السعودية لهذه التنظيمات المتطرفة – التي انبثقت من رحمها تنظيم الدولة الإسلامية- هو مواجهة الموجة الجمهورية للربيع العربي التي كانت تتطلع إلى مبادئ ديمقراطية تهدد ملكيات المنطقة”.
ذات المحلل يرى في سياق “الحراك” الذي خلقه “داعش” بين الدول في المنطقة، ان تحريك الرياض لجنودها نحو الحدود ربما ينذر بزلزال على وشك الحدوث”.
زحف تنظيم الدولة الإسلامية على العراق وإعلانه لدولة الخلافة الإسلامية، والتحرك الدولي نحو المنطقة يقفز إلى واجهة موقع صحيفة “لاناسيون” الأرجنيتنية حيث تذكر في عنوان لها: “ان الاجتياح الذي نفذه تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق هو اجتياح “مدوِّخ”. ويضيف ذات الموقع مشخصا تداعيات ذالك على الهوية الجغرافية للمنطقة قائلا: “ان الحدود التي وضعتها بقوة اتفاقية سايس بيكو في العام 1916 والتي قامت دون مراعات الخصوصيات الدينية والعرقية تتصدع الان”، بل ويمضي موضحا اكثر تجليات التغيير الجغرافي المتربص بالعراق بعد ان ذكر هيمنة إيران على العراق ورغبة الأكراد في الانفصال، فيقول” يتيعن ان نضيف فوق ذلك تحولات سوف تمس العربية السعودية ودول الخليج والاردن وسوريا وتركيا وإيراسيل نفسها” ويخلص قائلا” إنه صداع بابعاد كبيرة للغاية الم بالمنطقة، تنبثق معه قطع سيصعب وضعها في أماكنها النهائية”.
البرازيل: يتيعن القطع العاجل مع الطائفية في العراق
وفي البرازيل أكبر دول أمريكا اللاتينية التي بدأ يتعاظم دورها الدولي، اهتمت وسائل إعلامها المحلية بما يحدث في العراق وفي رصد صدى ذلك على القلق الاستراتيجي الغربي، فيكتب موقع صحيفة “فولها دي ساو بالو” افتتاحية عنونتها بـ”دولة العراق” حملت فيها تبعات ما يحدث في العراق إلى” النزعة الطائفية التي مارسها شيعة العراق تحت حكم نورالمالكي الذي نسي الواجب الدستوري في تمثيل كل طوائف البلاد”. وببرز الموقع البرازيلي انه في غياب حكومة وطنية عراقية “سيتعاظم حظور الدولة الإسلامية بالعراق وبلاد الشام”.
وتدعو افتتاحية موقع “فولها دي ياو باولو” البرازيلي في خاتمتها إلى ضرورة القطع عاجلا مع النزعة الطائفية فتقول: “إنه من المستعجل ان يتم ا لقطع مع هذا المنطق السائد في العراق، حيث العامل الطائفي الشيعي يولد ردود افعال متطرفة من جهة السنة”.
كولومبيا الحدود التقليدية لم تعد مرجعا سياسيا في الشرق الاوسط
في كولومبا لم يغب عن صحافتها الرقمية القلق الدولي من توغل تنظيم الدولة الإسلامية ” في كل من العراق وسوريا.
وتبرز في موقع صحيفة “الإسبيكتادور” الكولومبية معالجة صحفية للشان العراقي بعد اجتياحه من قبل ” الدولة الإسلامية”. فكتب الموقع في عنوان لهذه المعالجة: “الحرب في العراق مستمرة من الدولة إلى الخلافة”. واعتبر الموقع الكولومبي ان “إعلان داعش” عن ” الخلافة الإسلامية” يعتبر تحديا للغرب”.وتدعو الصحيفة في سياق رصدها للتغيير الذي حملته” الدولة الإسلامية ” على هيكل البلدان بالمنطقة “إلى التخلي عن التفكير في حدود الدول على انها مرجعيات سياسية للشرق الاوسط”، مؤكدة ان “لا العرب ولا الأكراد ولا الأتراك يفعلون ذلك وإذا كانوا قبلوا بذلك إنما كان بسبب الضغط الاستعماري لانجلترا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية.
المكسيك: ثمة انعطافة جيوبوليتيكية قد تدفع بتقارب بين إيران والسعودية بسبب داعش
موقع صيحفة “لاخورنادا” المكسيكية خصص في مقال رأي له بعنوان “جهادستان العربية السعودية وإيران”، معالجة لمقاربة ما اسماه بالتقارب المحتمل بين طهران والرياض بسبب التحولات التي تعرفها المنطقة خصوصا مع ظهور تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق وبلاد الشام.
وتقول “لا خورنادا” إن الصدمة والرعب التي خلقهما نجاح تنظيم “الدولة الإسلامية بالعراق وبلاد الشام” قد تقود إلى تحالفات جيو سياسية مهمة في الشرق الاوسط” مؤكدة ان “الجيو بوليتيك هو تربة مفاجئة بشكل دائم حيث الاطراف المعروفة بتناقضاتها تتصالح و تحول علاقاتها نحو ما يسميه الفرنسيون بـ “الإخوة الاعداء”.
وتبرر الصحيفة المكسيسكية التصالح السري والعلني المحتمل بين إيران والسعودية والذي تطلباه تطورات دخول “الدولة الإسلامية إلى العراق”، قائلة: “إن الشان العميق الذي دفع بالتصادم بين العربية السعودية وإيران هو التنافس على الدور الجيوبوليتكي المهيمن في المنطقة “ثم تضيف”. ولعل ما يمكن أن يغير هذا الأمر بالذات هو ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام”، وهو تنظيم تبرز “لا خورنادا” يمثل تهديدا فادحا للدولتين. وتؤكد على أن الاهتمام المشترك بين النظامين السعودي والإيراني هو الحاجة إلى استقرار نسبي داخل دولهما وفي المنطقة على اكبر تقدير”.
وترى الصحيفة المكسيكية أن ثمة “عناصر أخرى تدفع باتجاه المصالحة بين إيران والسعودية” وتجملها في “ان كلا البلدين يشعران أو بدأ يشعران بعدم الارتياح من التدخل المستمر للغرب في المنطقة، وأن السعوديين فقدوا الثقة في التحالفات الماضية وبدأ يقتربون من الرؤية الإيرانية القائمة على اعتبار أن العالم الغربي عليه أن يسمح للقوى الإقليمية بتسوية خلافات المنطقة، كما أن البلدين أيضا لا يعجبهما الدور القطري في المنطقة”.