مشاهدة النسخة كاملة : هل هناك إخفاقات في حل الدولتين؟؟
بوفيصيل
16-03-2014, 08:45 AM
تقييم أمريكي لجهود إدارة أوباما في عملية السلام دانييل كيرتزر
عرض : ريهام مقبل - باحثة بمجلة الديمقراطية - الأهرام
على عكس رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، اهتم الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، منذ أول أيامه في البيت الأبيض، بعملية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على أساس حل الدولتين، انطلاقا من أن حل الصراع العربي- الإسرائيلي يعزز المصلحة والأمن القومي الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط؛ مما دفع "أوباما" لممارسة ضغوط غير معهودة أمريكيا على الجانب الإسرائيلي لوقف بناء المستوطنات، وكذا الضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلي "بنيامين نيتنياهو" للعودة لطاولة المفاوضات.
ولكنه واجه عقبات من الجانب الإسرائيلي في ظل التشدد الإسرائيلي برفض وقف الأنشطة الاستيطانية، جعلته لم يستطع تحقيق أي تقدم في عملية السلام وعودة الجمود مجددا لعملية السلام، بعد الإخفاقات المتتالية الدولية والأمريكية في إحداث انفراجة في قضايا الصراع العربي- الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، تأتي دراسة بعنوان "إعادة إحياء عملية السلام Reviving the Peace Process "، أعدها سفير الولايات المتحدة الأسبق في مصر وإسرائيل "دانييل كيرتزر"، والصادرة عن مجلة المصلحة القومية The National Interest، في عددها عن شهري يناير/ فبراير 2012، لتعرض تحديات وإخفاقات إدارة أوباما في ملف الصراع العربي – الإسرائيلي، وتقديم رؤية استراتيجية للخروج من مأزق تعثر عملية السلام.
تنبع أهمية الدراسة من أربعة جوانب رئيسية، هي على النحو التالي:
أولا: إنها تتناول إحدى القضايا التي أخفقت إدارة أوباما في التعامل معها، رغم كونها إحدى القضايا الرئيسية التي وضعتها الإدارة على قمة أجندة أولوياتها لتحقيق الأمن القومي الأمريكي.
ثانيا: تحتل عملية السلام والضغوط الأمريكية على الجانب الإسرائيلي مكانة بارزة في خطابات مرشحي الرئاسة الأمريكية من الحزبين الكبيرين، الجمهوري والديمقراطي، الساعين للحصول على دعم اللوبي اليهودي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ثالثا: إن الدراسة أعدها سفير أمريكي سابق في إسرائيل، أحد كبار المحللين السياسيين في واشنطن، بالإضافة إلى كونه خبيرا في عملية إدارة السلام؛ فهو من قام بصياغة مبادرة السلام عام 1988 لوزير الخارجية الأمريكي جورج شولتز، وكان عضوا في الفريق الأمريكي لمؤتمر مدريد للسلام عام 1991، وخدم كمنظم لمفاوضات السلام متعددة الأطراف وممثل الولايات المتحدة في فريق عمل اللاجئين متعدد الأطراف، كما أنه شارك في تأليف كتاب "التفاوض حول السلام العربي - الإسرائيلي: القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط".
رابعا: يقدم كيرتزر في دراسته رؤية استراتيجية فعالة للوصول إلى سلام بين الطرفين الإسرائيلي والعربي.
مراحل الصراع العربي- الإسرائيلي
يقسم الكاتب مراحل الصراع العربي- الإسرائيلي إلى ثلاث فترات زمنية. تبدأ المرحلة الأولى منذ نجاح الحركة الصهيونية في إنشاء دولة إسرائيل وتشتيت الفلسطينيين بعد حرب 1948. في حيت تبدأ الثانية بعد حرب عام 1967 وهزيمة الدول العربية في حرب الأيام الستة، واحتلال الضفة الغربية وغزة وهضبة الجولان. بينما بدأت المرحلة الثالثة من عام 1991، وهو العام الذي عقد فيه مؤتمر مدريد، حيث تمكن الطرفان العربي والإسرائيلي من التفاوض ثنائيا، وكانت المرة الأولى أيضا التي يجتمع فيها العرب للتسوية مع إسرائيل والتفاوض حول قضايا معلقة مثل المياه والكهرباء والتنمية الاقتصادية والبيئية. ويرى كيرتزر أننا لا نزال نعيش الفترة الثالثة، التي يسودها عملية السلام.
ترصد الدراسة عددا من المحاولات الجادة من أجل التوصل إلى عملية سلام حقيقية، وهذه المحاولات شملت محادثات أوسلو عام 1993، التي حققت أولى خطوات عملية السلام من خلال الاعتراف المتبادل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث اعترفت إسرائيل لأول مرة بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني، ولكنها لم تحقق ما كان مأمولا تحقيقه، في ظل غياب الثقة بين الطرفين، لمواصلة الطرف الفلسطيني – حسبما يري الكاتب - أعمال العنف والعمليات "الإرهابية"، وكذلك استمرار الطرف الإسرائيلي في مواصلة العمليات الاستيطانية. ويشير كيرتزر إلى عديد من المحاولات خلال عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، باءت بالفشل.
وخلال فترة جورج دبليو بوش، شهدت عملية السلام محاولات لدفعها إلى الأمام من خلال صياغة خريطة طريق بهدف تصحيح نقاط الضعف التي وردت في محادثات أوسلو، والوصول إلى تسوية نهائية وشاملة للنزاع، وبرعاية المجموعة الرباعية الدولية التي تضم (الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي)، ونصت على تحقيق حل الدولتين من خلال إنهاء العنف و"الإرهاب"، ووقف الأنشطة الاستيطانية، وسماح إسرائيل بوجود حكومة فلسطينية تتصرف بحسم ضد "الإرهاب"، وتستطيع مواصلة بناء مؤسسات الدولة، ولكنها لم تنجح.
حاولت إدارة بوش مرة أخرى عن طريق مؤتمر أنا بوليس للسلام عام 2007 لإحياء خريطة الطريق لقيام دولة فلسطينية. وهذه المفاوضات، وفقا للكاتب، عدت من أكثر المحاولات الجادة والحقيقية للتوصل إلى اتفاق نهائي حول القضايا المعلقة، ولكنها فشلت، والسبب المفاجئ في ذلك هو عدم رغبة الولايات المتحدة في الوصول إلى سلام شامل، حيث لم يبذل البيت الأبيض جهودا تذكر.
تقييم جهود إدارة أوباما لعملية السلام
يرى الكاتب أنه ساد تفاؤل كبير عندما أعلنت إدارة أوباما في بداية فترتها الرئاسية أن التوصل إلى سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط من أولوياتها، وبادر أوباما بذلك من خلال تعيين مبعوث للسلام في الشرق الأوسط " جورج ميتشل"، إلا أنه لم يتم التوصل إلى سلام بين الطرفين. وبدلا من تبنى استراتيجية شاملة بداية، سعت الإدارة إلى إجراءات بناء الثقة، ودعوة الطرفين للمفاوضات من خلال المحادثات غير المباشرة والمباشرة، ومحادثات الرباعية الدولية، والضغط على الطرف الإسرائيلي لوقف الاستيطان.
وتنتقد الدراسة عدم فعالية إدارة أوباما في التعامل مع هذا الملف من خلال إضاعة وقت كثير في هذه الإجراءات، في ظل انشغال الرئيس الأمريكي باراك أوباما بحملته الانتخابية الرئاسية، والتركيز على الداخل أكثر، والانحراف عن مسار عملية السلام، وانعكاس ذلك أكثر على خطاب أوباما في الأمم المتحدة، والمفعم بحيوية الدفاع عن أمن إسرائيل، وانتقاده للموقف الفلسطيني بالقول إن قرار قبول فلسطين كعضو في الأمم المتحدة لن يحقق السلام، بما يعكس حرصه على الحصول على دعم اللوبي اليهودي الأمريكي في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وهذه المرحلة تثير العديد من التساؤلات، أهمها أولا: هل ستسعى الإدارة الأمريكية إلى تطوير مدخل جديد لحل الصراع؟ أم أنها ستواصل جهود السلام في إطار مؤتمر مدريد؟ أم أنها ستتمسك بخيار حل الدولتين والوصول إلى سلام من خلال مفاوضات ثنائية؟ ولم يقدم الكاتب إجابة على هذه التساؤلات، إلا أنه يرى أن الانتظار وتأجيلها لوقت آخر سيؤدى إلى كارثة حقيقية للأطراف. لذلك، يدعو الإدارة الأمريكية إلى عدم الانتظار لما بعد الانتخابات لما ستئول إليه من كارثة حقيقية أثناء الانتخابات.
وفي هذا السياق، يذكر كيرتزر أن "الهجمات الإرهابية" التي تعرضت لها إسرائيل من قبل حماس من ناحية، وهجوم إسرائيل أيضا على قطاع غزة من ناحية أخرى، حدث عام 2008، أي نهاية الانتخابات الرئاسية.
المصالحة والذهاب إلى الأمم المتحدة
يعكس قرار المصالحة مع حماس والتوجه إلى الأمم المتحدة، من وجهة النظر الفلسطينية، أن المفاوضات مع إسرائيل لم تعد ممكنة، وأن الإدارة الأمريكية لا يمكن أن تمارس ضغوطا على حكومة إسرائيل لوقف الأنشطة الاستيطانية، وأن فكرة حل الدولتين لم تعد ملائمة للطرف الفلسطيني، كما أن هذه الخطوة تعنى تدويل القضية الفلسطينية، حتى تصبح قضية شرعية، وليست سياسية فقط.
وتعليقا على المصالحة مع حماس، يرى الكاتب أن حماس غير مستعدة للسلام مع إسرائيل إلا بشروط قد تبدو تعسفية للجانب الإسرائيلي، مثل قبول إسرائيل بدولة فلسطينية تضم قطاع غزة والضفة الغربية، وعاصمتها القدس، والسماح بعود اللاجئين. وفوق كل ذلك، لا يعنى الاعتراف بإسرائيل أو إعلان نهاية للصراع، لأن حماس لن تغير من أيديولوجيتها التي لا تقبل وجود سلام مع إسرائيل.
وبالنسبة لتوجه عباس إلى الأمم المتحدة، يرى أن هذه الخطوة قد تساعد على النظر في جرائم إسرائيل التي ترتكبها في حق الفلسطينيين من قبل منظمات دولية، مثل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية، والنظر في قضايا أخرى، مثل المستوطنات وغيرها من ممارسات الاحتلال.
ونجاح الجانب الفلسطيني في تدويل هذه القضية ربما سيعامل إسرائيل كدولة عنصرية على غرار جنوب إفريقيا. وعلى الجانب الإسرائيلي، يعنى هذا التحرك مثول الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية لمحكمة العدل الدولية، نتيجة للأعمال "الإرهابية"، وإطلاق الصواريخ على إسرائيل، بما يعنى أن هذا التحرك سيؤدى إلى طريق لا نهائي من تبادل الاتهامات والمناورات الشرعية.
وفي المقابل، يرى أن إسرائيل لم تأخذ التطورات التي تشهدها المنطقة على محمل الجدية، في ظل التهديدات التي تشهدها، ومنها استمرار الاحتجاجات المطالبة بإلغاء اتفاقيات السلام المصرية والأردنية مع إسرائيل، وتهديدات أمنية خطيرة من البرنامج النووي الإيراني، وكذلك من فاعلين من غير الدول، مثل حماس وحزب الله ومليشيات إسلامية عسكرية في غزة أيضا. كما أن نيتنياهو ليس لديه أي تصور حالي أو مستقبلي لشكل عملية السلام، ولا يبدى استعدادا لأية مفاوضات جادة مع الفلسطينيين، في ظل الشروط التعسفية التي يضعها، ومنها أن تكون الدولة منزوعة السلاح، والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية كشرط مسبق لبدء المفاوضات.
والغريب أن الحكومات الإسرائيلية السابقة لم تكن تبدى ضمنا هذا الشرط الأخير لبدء المفاوضات، حتى رئيس الوزراء السابق "أرييل شارون" تحدث فقط عن حق إسرائيل في إنشاء دولة يهودية، ورأى أن هذا الشرط نتيجة لعملية السلام، وليس شرطا مسبقا لبدء المفاوضات.
بوفيصيل
16-03-2014, 08:46 AM
استراتيجية لتسوية الصراع
يرى الكاتب أن بقاء عملية السلام على وضعها الراهن والانتظار لوقت آخر سيواجه أزمة حقيقية، في ظل تباطؤ الإدارة الأمريكية في التعامل مع هذا الملف. لذلك، يقترح الكاتب استراتيجية شاملة للأطراف للتوصل إلى تسوية للصراع، وتقوم هذه الاستراتيجية على أربع ركائز رئيسية، هي:
أولا: صياغة رؤية للقضايا التي لم يتم حلها منذ 2008 لتكون الأساس للمفاوضات بين الطرفين، وهذه الرؤية تساعد الولايات المتحدة على بناء الثقة، والتغلب على الفجوات بين الطرفين، وهذه المفاوضات تكون ثنائية أيضا. وهذا مرتبط بأمرين، الأول أن تكون هذه الصيغة عادلة، وثانيا الدفاع عنها، حتى في ظل وجود معارضة قوية داخل إسرائيل.
ثانيا: تشجيع جهود بناء الدولة الفلسطينية التي يقوم بها رئيس الوزراء سلام فياض، لأن ذلك سيساعد على بناء مؤسسات تقوم عليها الدولة الفلسطينية، مع التركيز على تطبيق سياسات إصلاحية عديدة، خاصة على الجانب الأمني.
ثالثا: تأكيد ضرورة التزام الطرفين بما ورد في خريطة الطريق، خاصة في إطار إستراتيجية شاملة لصنع السلام، وبالتالي تحميلهما مسئولية الإخفاق، واختراق خريطة الطريق.
رابعا: تفعيل مبادرة السلام العربية عام 2002، بحيث لا يكون السلام والأمن والتفاوض هو الخطوة الأخيرة لعملية السلام، وربط عملية السلام بالمصالحة العربية مع إسرائيل، وليس أن تكون المصالحة والانفتاح مع إسرائيل هما الخطوة التالية لعملية السلام. فقد أعلن العرب مسبقا عام 1991 بقبول المشاركة مع إسرائيل في محادثات متعددة الأطراف، وشارك معظم العرب في أربع قمم اقتصادية تهدف إلى الشراكة التجارية، وقيام الأعمال المشتركة، سواء عامة أو خاصة، لذلك فعلى الدول العربية إظهار إن السلام مع إسرائيل سيعود بفوائد ملموسة لكل دول المنطقة.
ختاما، يؤكد الكاتب أنه في حالة عدم قبول الأطراف بعناصر الاستراتيجية، فستبقى الأساس والأهم التي لا يجوز التخلي عنها أو تركها عند أول عقبة.كما أن فعالية وقوة الاستراتيجية الشاملة من المفترض أن تمنح الولايات المتحدة قوة وثقة عدم القبول "بـلا" كجواب، حتى وإن لم تطبق الاستراتيجية في الحال، إلا أنها ستمنح واشنطن مساحة مهمة للمناورة الدبلوماسية لفترة زمنية طويلة، بالإضافة إلى الامتيازات السياسية المهمة في ظل الدبلوماسية الدولية.
ويستكمل الكاتب بالقول إن الاعتقاد بأن النتيجة المرجوة يمكنها أن تتحقق قبل الانتخابات المقبلة غير واقعي، ومع ذلك، لم يفت الأوان لصياغة استراتيجية قوية ومنطقية للسلام الدائم، تشكل الأساس للخطوة القادمة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
تعريف الكاتب:
سفير الولايات المتحدة الأسبق في مصر وإسرائيل
بوفيصيل
17-03-2014, 07:47 AM
الرئيس عباس سيتوجه إلى واشنطن
بدأت ساعة الحسم تقترب فيما يخص المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين وكيري بدأ يفقد تفاؤله. هل لقاء الرئيس الفلسطيني سيكون بداية نهاية عملية السلام؟
شيمريت مئير 16 مارس 2014, 10:11
الرئيس الفلسطيني محمود عباس
الرئيس عباس، مثله مثلما فعل قبله نتنياهو، رئيس الحكومة، حيث زار واشنطن بينما القضية الإسرائيلية – الفلسطينية لا تعني أحد هناك. إن أوباما، الذي فضل منذ البداية ألا يتدخل بالصراع ودفعه إلى ذلك كيري المصمم، فإنه منشغل اليوم تحديدًا بالأزمة بين روسيا وأوكرانيا، التي تُبقي ظلاً ثقيلاً، إضافيًا، على منصبه بالمسائل الخارجية.
إن لم يكن ذلك كافيًا، في الأفق تلوح أحجية الطائرة الماليزية، التي لا تغيب عن العناوين، وتحديدًا بسبب الشكوك بأن تكون هنالك علاقة للقاعدة، بشكل ما، بقضية اختفائها.
ولكن أيضًا دون الأوكرانيين والماليزيين، يبدو أن رفض الإسرائيليين والفلسطينيين لإظهار أي ليونة وتصميمهما على التركيز على مواضيع رمزية، مثل الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، بدأت تسبب اليأس، رويدًا رويدًا، حتى لكيري ذاته.
وكان الرئيس عباس قد أوضح قبل توجهه إلى واشنطن أنه لا يريد الاستجابة لطلب نتنياهو بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية (رغم أن ياسر عرفات، مثلاً، فعل ذلك، دون دراماتيكية مبالغ بها، مرتين).
مقابل تمديد المفاوضات يُطالب الفلسطينيون بإطلاق سراح أسرى، منهم سجناء من المواطنين العرب في إسرائيل، الأمر الذي قال أمس وزير الدفاع الإسرائيلي، يعلون، حوله إنه لن يحدث.
يعلون الذي يضع نفسه في أقصى اليمين في حكومة نتنياهو قال أيضًا إن: "لن يكون هناك اتفاق، لا يمكن توقيع اتفاق، دون اعتراف الطرف الثاني بالدولة اليهودية في حدود معيّنة". كذلك هاجم يعلون القائد الفلسطيني بشكل مباشر بشكل لم يترك أبدًا فرصة لمدى نجاح عملية المفاوضات: "أبو مازن شريك للأخذ وليس للعطاء. هو ليس شريكًا لوضع حل نهائي الذي يعترف بالنهاية بدولة إسرائيل كدولة الشعب اليهودي، ويُشكّل هذا نهاية الصراع وسقف المطالب، وقال ذلك علنًا".
الفلسطينيون من جهتهم، يركزون منذ مدة طويلة على "اليوم التالي" لفشل المحادثات بدل نجاح مساعي السلام. وكان الفلسطينيون قد جندوا دعم الجامعة العربية لدعم رفضهم للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وهم يجهزون الحملة الإعلانية ضد إسرائيل، في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة، بعد الإعلان عن فشل المفاوضات.
ماذا، إذاً، يمكن أن يفعل الأمريكيون في ظل رفض الجانبين؟ ليس الكثير، وتحديدًا لأن الرئيس أوباما ذاته لا يسعه أن يسمح لنفسه بخسارة معركة دبلوماسية إضافية.
بوفيصيل
17-03-2014, 07:52 AM
خلافا لتقارير عديدة في وسائل الاعلام، لم يتخلى وزير الخارجية الامريكي جون كيري تماما بعد عن الطلب بان يعترف الفلسطينيون باسرائيل كدولة يهودية: حاليا يحاول فقط ادخاله في حالة توازن. قبل بضعة ايام من وصول محمود عباس الى واشنطن، قال كيري لاعضاء لجنة الخارجية في مجلس النواب ان أهداف تحقيق السلام واقامة دولة فلسطينية لا ينبغي أن تقوم أو تسقط على موضوع الاعتراف ولكن هو ايضا يفهم بان هذه محاولة لاغلاق أبواب الاسطبل بعد أن فرت الجياد منه.
فقد كان الامريكيون شركاء في جعل مطلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاعتراف كدولة يهودية عبارة دائمة في لغة المفاوضات السياسية. وقد تبنوا المطلب دون التفكير مرتين ولم يحركوا اصبعا حين أصبحت هذه دعوة المعركة الجديدة لمؤيدي اسرائيل في الكونغرس، في المؤسسة اليهودية وفي الرأي العام في امريكا وفي اسرائيل. وفقط بعد أن أزعجه اعضاء لجنة الخارجية المرة تلو الاخرى بموضوع الاعتراف، كشف كيري عن خيبة أمله المتعاظمة وفهمه المتأخر بان هذا البند الهامشي يهدد بافشال مساعيه لتحقيق تسوية.
لقد اعتقد الامريكيون بانه سيكون ممكنا بالمساومات خلف الكواليس تسوية المشكلة، استنادا الى ما ذكره كيري في جوابه. قرار التقسيم للامم المتحدة في 1947 والاقوال التي قالها عرفات لوسائل الاعلام في صالح الطابع اليهودي لاسرائيل. في المقدمة لمبادرة جنيف، التي لم يذكرها كيري، والتي صيغت بعلم القيادة الفلسطينية كلها، ورد صراحة بان ‘هذا الاتفاق يشير الى الاعتراف بحق الشعب اليهودي بدولة والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بدولة، دون المساس بالحقوق المتساوية لمواطني الطرفين’.
ولكن العائق الصغير سرعان ما اصبح غير قابل للاجتياز، بل ويشرح كيري لماذا. ‘اعتقد أن من الخطا من جانب أناس معينين طرح هذا الموضوع المرة تلو الاخرى كعامل حاسم’، قال كيري. فيما أن مقصد شكواه واضح. فكلما رفع نتنياهو مستوى الصوت في طلبه، كما يعتقد الامريكيون، يقل الاحتمال في ان يتمكن عباس من الاستجابة له؛ وكلما جعلت اسرائيل بند الاعتراف كل شيء، هكذا يتخذ في الطرف الاخر صورة رمز الاستسلام والامر المستحيل، حتى بالنسبة لزعيم اكثر شجاعة من عباس.
‘الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية معناه أن يعترف الفلسطينيون بان روايتهم كاذبة’، قال هذا الاسبوع زعيم يهودي فخور في نقاش مغلق في نيويورك، والفلسطينيون يميلون الى الموافق على تفسيره. كما أنهم يجدون صعوبة في الاكتفاء بالوعد بان الامر لن يمس بالفلسطينيين من مواطني اسرائيل، مثلما يسمونهم، ولا سيما في الوقت الذي يسمي فيه نتنياهو الكنيست ‘يهودية’، وزير الخارجية يقترح نقل مئات الالاف منهم الى سيادة فلسطينية والكنيست تسن قانون قدرة الحكم الذي يدحر العرب، خلافا لرأيهم، نحو اقامة واحد ووحيد.
لم يعلن الامريكيون اليأس من امكانية عرض إطار لمبادىء مع تحفظات يتيح استمرار المفاوضات، واوباما لا يزال يأمل بان ينتزع من عباس تنازلات تسمح بذلك، ولكنه دوافعهم آخذة بالتبدد. ويأتي الزعيم الفلسطيني الى واشنطن بينما رأس الرئيس غارق في أزمة محتدمة مع روسيا في أوكرانيا، بينما يتبين له مثلما قدر في البداية، قبل هجوم كيري بان الليمونة الفلسطينية لن تخرج له عصيرا.
والان يبدو أن لدى كيري ايضا تظهر بوادر اليأس. فقبل بضعة ايام فقط قال ان مدى عدم الثقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين أعلى من أي وقت مضى، ولكن لعل يده هو ايضا ساهمت في ذلك. فالاعتراف باسرائيل كدولة يهودية بدا للامريكيين شعارا قابلا للاستيعاب ومعقولا، بل ان بعضهم اعتقد أنه بطرحه، يمنع نتنياهو عباس ورقة مساومة جديدة لم تكن تحت تصرفه. ولكنهم لم يأخذوا بالحسبان بان هذا المطالب يوقظ النمر من مربضه ويعيد الطرفين الى موضعهما الاصلي، صخرة وجودهما ومبرر كفاهما منذ البداية.
حيمي شليف
هآرتس 16/3/2014
بوفيصيل
17-03-2014, 01:31 PM
هل هناك فشل منتظر؟ عباس يلتقي أوباما في واشنطن
تقارير تُشير إلى أن عباس سيطالب بتجميد البناء في المستوطنات وإطلاق سراح مروان البرغوثي؛ أما إسرائيل فترفض بحزم
يؤاف شاحام 17 مارس 2014, 10:42
الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالبيت الابيض
رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، سيلتقي اليوم، الإثنَين، رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما. وفقًا لتقرير صحيفة "الحياة"، من المتوقع أن يضع الرئيس عباس شرطًا جديدًا لمتابعة المحادثات مثل إطلاق سراح مروان البرغوثي وأحمد سعدات المسجونَين في إسرائيل. فضلًا عن ذلك، من المتوقع أن يطالب الرئيس عباس تجميد البناء في المستوطنات الإسرائيلية، وهو شرط يصرّ عليه الفلسطينيون منذ فترة طويلة.
تُجرى زيارة الرئيس عباس إلى واشنطن استعدادًا لانتهاء المدة الزمنية المخصصة لإدارة جولة المفاوضات الحاليّة بين إسرائيل والفلسطينيين. لذلك، من المتوقع أن يتعرض رئيس السلطة الفلسطينية اليوم لممارسة ضغط أمريكي هائل ليصرح عن تنازلات تتيح متابعة المحادثات لفترة أخرى تجتاز الإطار الزمني المحدد.
مع ذلك، هناك تقديرات أنه سيتم تمديد الفترة لإدارة المفاوضات على أية حال، حتى دون التوصل إلى تحقيق أي كان. يدّعون في إسرائيل أنه في حال عدم إبداء الفلسطينيين مرونة لمتابعة المفاوضات لفترة تجتاز المدة الزمنية المخصصة، سيكون صعبًا على حكومة إسرائيل إطلاق سراح جولة أخرى تكون الرابعة من الأسرى الذين تم الاتفاق بشأنهم عند بدء المحادثات.
تعتقد مصادر إسرائيلية أنه على الرغم من تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أنه ليس يائسًا ولن ييأس من متابعة الوساطة بين الجانبَين، فإن احتمالات التوصل إلى هدف ما تقترب إلى الصفر. على ما يبدو فإن كيري قد تخلى عن فكرة بلورة مستند إطار لمتابعة المحادثات يكون مقبولا على الجانبَين، ومنذ فترة طويلة لم يزر القدس أو رام الله.
يسود الانطباع في الإدارة الأمريكية أن الإسرائيليين والفلسطينيين يصرون على مواقفهم ويرفضون إبداء الليونة. من المتوقع أن تعقد مسيرات دعم لعباس في كافة أنحاء الضفة الغربية، ومطالبته بعدم التنازل والخضوع أمام الضغط الشديد. في اللقاء الذي سيُعقد اليوم بين أوباما وعباس، من المتوقع أن يقول أوباما لعباس إنه في حال فشل المحادثات واتخاذ الفلسطينيين خطوات دبلوماسية أحادية الجانب، ستقف الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب إسرائيل وسيلحق السلطة الفلسطينية ضرر دبلوماسيّ كبير.
في إسرائيل، يرفضون رفضًا باتًا الاستجابة للشرط الفلسطيني لإطلاق سراح البرغوثي وسعدات، اللذَين يعتبران الأسيران الفلسطينيان البارزان في السجون الإسرائيلية. كتب الوزير يسرائيل كاتس، المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، هذا الصباح، على صفحته في الفيس بوك: "البروغوثي هو قاتل لا مبالٍ، بادر إلى قتل سكان أبرياء ومسؤول عن قتل مئات الإسرائيليين. مصيره البقاء في السجن حتى الموت".
youniss
17-03-2014, 02:00 PM
المطلع على الاحداث السياسية المتعلقه بالقضية الفلسطينيه يدرك ادراكا واضحا ان الفلسطينيين سوف يعترفون بيهودية الدوله كما يريد اليهود او الامريكان من ورائهم ولن تستكمل عملية السلام وسوف يجد اليهود طلبات جديده ليوافق عليها الفلسطينيون وسوف يوافقون ويستمر المسلسل حتى يذوب اسم فلسطين كله من ذاكرة الناس ولن يكون هناك شيء يتفاوض عليه وسيظهر ان وعود الامريكان للاذناب ان يكون لهم دوله ستذهب ادراج الرياح وستتغير الظروف والاحوال بعد ان يستكملوا مشروعهم الشرق الاوسط الكبير وستكون الدولة غير الدولة والرئيس غير الرئيس والشعب غير الشعب طبعا هذا الا ان يتداركنا الله برحمته فيوفق العاملين لاقامة دولة للمسلمين تفجر الارض وتفشل المشاريع الاستعماريه وتنقذىاالامة ممى تتردى فيه اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
muslem
18-03-2014, 05:41 PM
امريكا وادواتها من حكام مصر "واسرائيل" والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحكومة غزة يسيرون قدما في تصفية القواعد العسكرية للفصائل الفلسطينية وتطويع القواعد الشعبية في سياق تصفية القضية الفلسطينية بحسب المشروع الامريكي "حل الدولتين"
http://www.al-akhbar.com/node/202510
بوفيصيل
19-03-2014, 06:43 AM
الاستيلاء على سفينة السلاح في عرض البحر ليس عمل قرصنة. فمن المباح لدولة أن تخطو خطوات للدفاع عن نفسها. ولا شك في أنه لو وصل السلاح الذي كانت تنقله كلوز سي الى غزة لأوقع ضحايا في الجبهة الداخلية الاسرائيلية وضحايا أكثر من سكان القطاع. وانقض بنيامين نتنياهو على الحادثة كأنه وجد غنيمة كبيرة وأمر بعرض دعاية تظاهري كانت ذروته اعلان رئيس الوزراء نفسه بأن ايران تستطيع في المستقبل أن تنقل في السفن حقائب ذرية وترسلها الى كل ميناء في العالم.
لكن عمل الاخراج الضخم قابله عدم اكتراث دولي. وحاول المحللون أن يُبينوا أن القضية نُحيت بسبب الازمة في اوكرانيا واختفاء الطائرة الماليزية. وهذا تفسير غير كاف فالاعلام الدولي يستطيع أن يحتوي اربع قضايا أو خمسا مثيرة بصورة موازية. ولم يفشل نتنياهو لا لأنه لم تكن له ‘قضية’ بل بسبب الصورة التي نشأت لاسرائيل في العالم. فهم لا يشترون شيئا من دولة محتلة مستوطنة؛ ولا تبدو أية دعوى بريئة وموضوعية حينما تأتي ممن يعتدي على القوانين الدولية.
إن يدي اسرائيل مكبلتان لأنها اذا خرجت في معركة عسكرية على التهديد من غزة فستضطر الى أن تواجه دعاوى دولية متزايدة عن الحصار الطويل المضروب على القطاع. فينبغي أن ندرك أننا لا نبدو كما نرغب أن نبدو بل نُرى بصورة سيئة.
التقيت قبل بضعة اشهر مع شخص ذا منصب رفيع جدا كان مشاركا في حيرة هل نهاجم ايران. وزعم أنه ليس من الممكن أن يُتخذ هذا القرار دون محادثة دول عربية تعارض برامج ايران الذرية، لكن هذه المحادثة غير ممكنة دون مرونة كبيرة في مفاوضة الفلسطينيين. وقال إن ‘شق طريق فقط قد يفضي الى تغيير الجو في الشرق الاوسط والى شراكة مبدئية بين اجزاء من العالم العربي ودولة اسرائيل’. وقال إنه قال لواحد من اصحاب القرار السياسي: ‘اذا كنت تسعى الى الهجوم على ايران فاعلم أنه يجب عليك أن تلزم المعايير السياسية لزهافا غلئون’. وليس ذلك الرجل من مؤيدي ميرتس أو حزب العمل، فان التحليل العقلاني للخيارات التي تواجهنا هو الذي فرض عليه هذه الرؤية السياسية.
وفي كل ما يتعلق ايضا بطلب أن يعترف الفلسطينيون بأن اسرائيل دولة يهودية (وهو طلب لم نطلبه قط من أي أحد آخر شرطا مسبقا لتسوية)، نلقى المشكلة نفسها ألا وهي صورة الطالب. ولما كانت أجزاء واسعة من الرأي العام الدولي والاسرائيلي تعتقد أن اسرائيل لا تريد التوصل الى تسوية لأن نتنياهو وحزبه وأكثر حكومته يعارضون كل مصالحة حقيقية فانه يبدو أن طلب رئيس الوزراء في شأن الدولة اليهودية هو جزء من رفضه المبدئي. ولا شك عندي في أن اسرائيل ما كانت لتتوصل الى تسوية سلمية مع مصر والاردن لو طُلب اليهما هذا الاعتراف المبدئي.
قد يكون نتنياهو يعمل بصورة منهجية في احباط كل تسوية. فاذا كان هذا موقفه وارادته فان نجاحه هش الى الآن. إن حكومته اصبحت اكثر عزلة في العالم لكن لم تتم أية خطوة حقيقية. والمشكلة هي أن هذه السياسة تناقض مصالح اسرائيل الوجودية وحينما نتأكد من ذلك سيكون الوقت متأخرا كثيرا ولن نستطيع بعد ذلك احراز اتفاق سلام بشروط يقبلها العقل.
هآرتس 18/3/2014
بوفيصيل
02-04-2014, 12:13 AM
إن التفاوض الاسرائيلي الفلسطيني هو الصيغة الدبلوماسية لقضية الطائرة الماليزية: فقد اختفى عن شاشات الرادار. وهو جاثم في مكان ما منذ ثمانية أشهر دون علامات موت ودون علامات حياة. ويأمرنا المنطق بأن نعلم تحطمه لكن الجهات المشاركة فيه تصر على أن الطائرة ما زالت في الجو.
كان الهدف الذي نصبه وزير الخارجية جون كيري واضحا وهو أن يقود في مدة تسعة اشهر حكومة اسرائيل والسلطة الفلسطينية الى التوقيع على تسوية شاملة أو على اتفاق اطار على الاقل يفضي الى تسوية شاملة، وأنشيء من اجل ذلك فريق بلغ عدد اعضائه أكثر من 120 شخصا من الخبراء باسرائيل والخبراء بفلسطين والخبراء بازالة الموانع الامنية والسياسية والاقتصادية التي تعترض السلام المرجو. وعمل الامريكيون في القنصلية الامريكية في القدس ليالي وأياما من اجل التسوية ولم يدعهم كيري يستريحون، فقد كان الاتفاق يبغي أن يكون اعظم انجازات كيري. وحرص حينما لم يكن موجودا هو نفسه في المنطقة على اجراء مكالمات هاتفية طويلة مع نتنياهو وأبو مازن، فقد أراد أن يرضع اكثر مما أرادا أن يُرضع.
وتبين له أن شريكيه مستعدان للاستمرار في التحادث بلا نهاية لكنهما غير مستعدين للتوصل الى اتفاق. واضطر الامريكيون بالتدريج الى تغيير الهدف فصار اتفاقا على استمرار التفاوض نصف سنة آخر بدل اتفاق اطار. والزمن بدل السلام. فنتنياهو يريد أن يكسب زمنا وكذلك يريد عباس ايضا. وبرغم ذلك يشترطان شروطا. فهما يشتكيان على مسامع الامريكيين وكل واحد باسلوبه أنهما اذا لم يحصلا على شيء واذا لم يُذلا الطرف الآخر على رؤوس الاشهاد فان حزبيهما سيعزلانهما. أبو مازن مع دحلان وقيادة فتح؛ ونتنياهو مع داني دنون ومؤتمر الليكود. وكلما كانا بطلين في الخارج أصبحا مسكينين في الغرف المغلقة.
حارب الفريق الامريكي في الليالي الاخيرة من اجل الدفعة الرابعة من الافراج عن السجناء. يقول أبو مازن: دفعت ما يجب علي في بداية المحادثات؛ ويطلب نتنياهو دفعة اخرى الآن. ويبحث الامريكيون عن حل يروي ظمأ الزعيمين الى انجاز.
إن الخلاصة قاسية: فقد مرت ثمانية اشهر مع قدر كبير من الاستعداد للاصغاء من قبل نتنياهو ومن قبل عباس ايضا، ومع ذلك يوجد شك كبير بينهما زاد قوة فقط في اثناء المحادثات؛ ولا يوجد أي تقدم.ربما حان الوقت ليقال للادارة الامريكية حسبك. إنه لحسن حقا أنكم تجهدون كثيرا من اجلنا لكن لا حاجة الى ذلك حقا، فرئيس وزرائنا ورئيس السلطة الفلسطينية ليسا ولدين يحتاجان الى حاضنة. فهما يدركان جيدا نوع المسؤولية الملقاة عليهما، ومقدار الاخطار وترتيب الاولويات فاتركوهما يحاولان تدبير امورهما وحدهما.
إنكم تعرفون التاريخ جيدا وذاك أن كل تفاوض بين اسرائيل وجهة عربية انتهى الى اتفاق قد بدأ من وراء ظهوركم. كان كذلك السلام مع مصر والسلام مع الاردن واتفاق اوسلو ايضا. واحتيج الى التدخل الامريكي في النهاية لكنه كان مشوشا فقط في البداية.
وأنتم تعرفون ايضا الدرس التاريخي الثاني وهو أنه لن يكون اتفاق اذا لم يكن عند أحد الطرفين على الأقل حاجة واضحة الى اتفاق. كانت ظروف بدء الجولة الحالية مختلفة، فلم يكن أي واحد من الطرفين يتمنى اتفاقا ولم يؤمن به. ولم يكن أحد من الطرفين يعتقد أن الاتفاق ضروري لبقائه وكان الوسيط هو الوحيد الذي آمن بذلك.والدرس التاريخي الثالث هو أن صراعنا لم يعد مهما جدا من الوجهة الدولية فليس فيه ما يدعو الى حرب اقليمية أو الى ازمة بين قوتين من القوى العظمى؛ وهو لا يهدد تدفق النفط أو مصالح امريكية حيوية اخرى. وستكون بالطبع أثمانا للاعتزال الامريكي لكن امريكا تستطيع معايشتها.
ليست المشكلة مشكلة كيري بل المشكلة مشكلتنا، أعني الفلسطينيين والاسرائيليين. كان الفلسطينيون يستطيعون أن يكونوا اليوم الاكثر تقدما بين الشعوب العربية وأن يتمتعوا بنظام ديمقراطي وحياة رفاه، لكنهم يخسرون سنوات نفيسة ويضيعون أجيالا. وإن استمرار الاحتلال يؤبد مهانتهم وضعفهم وفساد مؤسساتهم وتعلقهم بالمنح الخارجية، وعزاؤهم الوحيد هو أنهم يستطيعون الاستمرار في رعاية حلم فلسطين الكبرى من الاردن الى البحر.
ومشكلتنا أشد، فان استمرار الوضع الراهن سيجعلنا بالضرورة دولة فصل عنصري منبوذة في الغرب، ومضعضعة اخلاقيا، ومنقسمة في الداخل. وستكون المرحلة التالية دولة ذات شعبين، ونتنياهو يعلم هذا، وبرغم ذلك لا يستطيع أن يوقفه.
ما بقي الامريكيون يحصرون سلطتهم كلها وقوتهم كلها في الابقاء على تفاوض عقيم وفي الطيران الطويل الى لا مكان، فان القيادة السياسية العليا في الطرفين معفاة من تقديم كشف حساب عن افعالها وتقصيرها. وهذا هو الضرر الذي يحدثه كيري للشعبين. فهو لا يقدم علاجا لهذا الصراع الصعب بل هو يقدم له في الاكثر حبة اسبرين.
يديعوت 31/3/2014
بوفيصيل
02-04-2014, 11:36 PM
الولايات المتحدة: سنعارض انضمام الفلسطينيين للهيئات الدولية
قالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سامنتا باور، اليوم، إن بلادها ستعارض أي خطوة فلسطينية أحادية الجانب من شأنها تعزيز موقف الفلسطينيين في الهيئات الدولية، ولقاء ثلاثي بين ليفني، عريقات وإنديك، الليلة في القدس
رويترز والمصدر 2 أبريل 2014, 11:35
أدى القرار المفاجيء للقيادة الفلسطينية بتوقيع أكثر من عشر اتفاقيات دولية تعزز من وضعها في مواجة اسرائيل إلى زيادة الضغوط على الولايات المتحدة التي تبذل جهودا مضنية لاعادة محادثات السلام الى مسارها.
وقالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سامنتا باور، اليوم، إن بلادها ستعارض أي خطوة فلسطينية أحادية الجانب من شأنها تعزيز موقف الفلسطينيين في الهيئات الدولية، واصفة الخطوة الفلسطينية أمام مجلس النواب الأمريكي "كارثية" لعملية السلام.
وفي غضون ذلك، ستلتقي الوزير الإسرائيلية، والمسؤولة عن ملف المفاوضات مع المبعوث الأمريكي مارتين إنديك، ومع صائب عريقات في القدس، في محاولة لتجاوز الأزمة بين الأطراف.
وألغى وزير الخارجية الامريكي جون كيري زيارته الى رام الله العاصمة الفلسطينية الفعلية التي كانت مزمعة اليوم الاربعاء بعد ان أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن هذه القرارات أمس الثلاثاء في اجتماعه مع مسؤولين كبار بمنظمة التحرير الفلسطينية.
وقال كيري للصحفيين في بروكسل حيث كان يحضر اجتماعا وزاريا للدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي "فريقي يعمل على الارض بل سيجتمع مع الاطراف في المساء. نحث الجانبين على اظهار ضبط النفس اثناء عملنا معهم." واشار الى ان عباس قال في تصريحاته انه سيكون على اتصال بالامريكيين مساء الثلاثاء.
وأضاف "الشيء المهم هو الابقاء على تحرك العملية وايجاد سبيل لمعرفة ان كانت الاطراف مستعدة للمضي قدما. في النهاية هذا الامر متروك للاطراف."
وغيرت المحادثات التي تدعمها الولايات المتحدة والتي تقترب من نهايتها المقررة مسارها ودخلت في أزمة يوم السبت عندما تقاعست اسرائيل عن الوفاء بتعهدها بالافراج عن مجموعة سجناء يزيد عددهم على عشرين سجينا فلسطينيا أمضوا فترات احتجاز طويلة.
وقالت اسرائيل إنها تريد تعهدا من القيادة الفلسطينية بتمديد المحادثات التي لم تحقق أي تقدم ملحوظ قبل الافراج عن السجناء.
ورفض الفلسطينيون وقالوا ان حنث اسرائيل بتعهداتها بالافراج عن السجناء يحررهم من التزام قدموه للامريكيين العام الماضي بعدم مواجهة اسرائيل في الامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى.
وقال مسؤولون ان الاتفاقيات التي وقعت أمس الثلاثاء شملت معاهدات جنيف - وهي نص مهم للقانون الدولي يتعلق بادارة الحرب والاحتلال.
ويأمل الفلسطينيون في أن يوفر لهم التوقيع على هذه المعاهدات أساسا أقوى للجوء الى المحكمة الجنائية الدولية وتقديم شكاوى رسمية في نهاية الامر ضد اسرائيل بسبب استمرار احتلالها للاراضي التي استولت عليها في حرب عام 1967.
وقال مسؤولون فلسطينيون - وصفوا هذا الاجراء بأنه رد على انتهاك اسرائيل لتعهداتها التي قدمتها لكي تستمر المحادثات - إنهم يأملون في الا يعرقل ذلك العملية برمتها.
وقال المفاوض الفلسطيني البارز محمد اشتية لرويترز انه لا يرى ان أمام الفلسطينيين أي شيء آخر يفعلونه. وتساءل عما يتوقع منهم عمله. وتابع انهم انتظروا يوما ويومين وثلاثة ولا مؤشر على الافراج عن السجناء.
وقال إن الذهاب الى بعض وكالات الامم المتحدة لا يعني وقف العملية وانما يحتاج الفلسطينيون الى شريك جاد. وتابع قائلا ان الامر بالنسبة لهم مسألة كرامة .. الكرامة الفلسطينية.
بوفيصيل
03-04-2014, 05:31 PM
مفاوضات متأزمة
كيري: هناك حد لما تستطيع إدارة أوباما تقديمه
مصادر فلسطينية: جلسة المفاوضات في القدس كانت اشبه بمعركة طاحنة بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني
المصدر 3 أبريل 2014, 15:09
قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الخميس إنه يجب على إسرائيل والفلسطينيين أن يقرروا إن كانوا يريدون صنع السلام. وعبّر كيري خلال زيارته في الجزائر عن خيبة أمل واشنطن من خطوات إسرائيل والسلطة الفلسطينية، الأخيرة، فيما يتعلق بالمفاوضات، قائلا "واشنطن تستطيع أن تحث الطرفين وتدفعهما، لكن مسؤولية اتخاذ القرارات الصعبة من أجل التسوية تقع على عاتقهما فقط".
وأضاف كيري أن هناك حدا لما تستطيع إدارة أوباما تقديمه من أجل دفع عجلة المفاوضات. واستعان كيري بمثل قديم قائلا "يمكنك أن تقود الحصان إلى حيث الماء، لكنك لا تستطيع أن تجعله يشرب".
وتطرق كيري إلى الجلسة الثلاثية التي عقدت أمس في القدس بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني، بمشاركة الوسيط الأمريكي مارتين إنديك، قائلا إن المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية تمر "بلحظة حساسة" رغم أنها حققت تقدما الليلة الماضية في تقريب وجهات النظر في بعض النقاط.
وأضاف كيري أنها ستكون "مأساة" أن يضيع الفلسطينيون والإسرائيليون فرصة "التعامل مع القضايا الحقيقية المتصلة بخلافات اتفاق الوضع النهائي".
وأفادت وكالة "معا" الفلسطينية بأن الجلسة الثلاثية، بمشاركة الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي والوسيط الأمريكي، استمرت 9 ساعات (من الساعة 7 والنصف مساء امس وحتى فجر اليوم). ووصفت الوكالة الجلسة بأنها "كانت اشبه بمعركة طاحنة بين الوفدين عجز خلالها الوسيط الامريكي عن منع الاصطدام".
وجاء في تقرير "معا" أن الوفد الإسرائيلي، المتمثل بوزير العدل، تسيبي ليفني، توعد بفرض عقوبات غير مسبوقة على الجانب الفلسطيني، وأن صائب عريقات، ممثل الجانب الفلسطيني، أبلغ الوفد الإسرائيلي أتى لتفاوض "باسم دولة فلسطين المعترف بها قانونيا من الأمم المتحدة انها دولة تحت الاحتلال وليس بصفة سلطة تتحكم اسرائيل بمدخلاتها ومخرجاتها".
وتطالب إسرائيل في الحاضر بأن لا يتوجه الفلسطينيون لهيئات الأمم المتحدة كشرط لاستئناف المفاوضات.
بوفيصيل
04-04-2014, 02:43 AM
أُتيح لي قبل بضعة أشهر أن أستمع لجون كيري يخطب في واشنطن، وقد كانت القاعة التي خطب فيها مليئة مكتظة باسرائيليين شكاكين. فكلنا مررنا باوسلو؛ وكلنا مررنا بكامب ديفيد؛ وكلنا نتذكر أنابوليس؛ وكلنا نتذكر الانسحاب من لبنان والانفصال ايضا. وتوقعاتنا من الشرق الاوسط تؤول الى صفر. وأملنا في السلام سيء جدا، والشعور الهزلي يأكلنا بفمه كله.
ومع كل ذلك، حينما قام وزير الخارجية وراء المنصة وخطب، ساد المكان هدوء مكهرب. فلم يكن من الممكن ألا يؤثر فيك تصميم رجل السلام على الاتيان بالسلام. ولم يكن من الممكن ألا تأسرك القوة الاخلاقية التي أوحى بها. وأصبح يُخيل الينا في لحظة واحدة أن المهمة ربما تكون ممكنة وربما لا يكون الواقع كئيبا جدا. فكان أمل في القاعة طول المدة التي تكلم فيها كيري.
لكن وجدت علامات سؤال ايضا. هل يعلم الامريكيون حقا ماذا يفعلون؟ وهل نجحوا حقا في أن يستخلصوا من بنيامين نتنياهو موافقة غير مباشرة على مبدأ 1967؟ وهل نجحوا حقا في اقناع محمود عباس بأن يقبل غير مباشرة فكرة الدولة اليهودية؟ وهل عندهم حقا خطة أمنية تحل مشكلة غور الاردن الصعبة؟ وهل عندهم حل خلاق للقدس وحل مُحكم للاجئين ورزمة اقتصادية سخية تغري الرافضين ايضا؟ أو بعبارة اخرى: هل يعلمون من يُحادثون وفيم يُحادثون؟ وهل التفاؤل المفاجيء الذي يوحون به يعبر عن الواقع حقا أو يحاول فقط أن يصوغ واقعا؟.
كان الخوف خوفا عميقا، فقد تعلمنا جميعا أن نعرف نتنياهو وعباس. وكلنا نعلم أن أبناء هذا البلد الصعب أكثر دهاءً من أكثر الاجانب النزيهين الذين يحاولون أن ينقذونا من أنفسنا. ولهذا كان يوجد سبب للظن أن الاسرائيليين والفلسطينيين ايضا ينشدون الامريكي كيري نشيد السلام الذي يود سماعه ولا ينوون حقا التوصل الى السلام. وكان سبب لنقدر أن كل ما يفعله الاسرائيليون هو الانتظار كي ينكشف التزوير الفلسطيني أولا، وأن كل ما يفعله الفلسطينيون هو الانتظار الى أن ينكشف التزوير الاسرائيلي أولا. لكن كيري والعاملين في فريقه وعدوا بأن الامر ليس كذلك وأن الامر حقيقي هذه المرة وأن السلام في 2014 هو في متناول اليد حقا.
وهكذا فانه لا يجوز للامريكيين أن يستسلموا الآن وقد انهارت السماء. وقد فقدوا الحق في رفع أيديهم استسلاما لأن التوقعات التي أُثيرت رُفعت عاليا جدا، والاخطار التي نشأت أخطار عالية جدا، فليس من الممكن أن يقوموا وينصرفوا ببساطة. وليس من الممكن الاستسلام للجبرية المأساوية التي ترى أنه لا مخرج. فبعد أن استقر رأي كيري على تحدي القدَر ومواجهة القدَر، لم يعد يستطيع أن يطوي الاعلام وأن يعلن الفشل ويعود الى بيته. إن الكلام الذي يثير الالهام الذي تكلم به في واشنطن ملزم له. والوعد الذي أذاعه يكبله. فالهزيمة غير مأخوذة في الحسبان.
إن الايام القريبة حاسمة. ويجب قبول كل فكرة تُمكن من كسب وقت واطالة أمد التفاوض، بالمباركة. هل يونتان بولارد؟ ليكن بولارد، هل مروان البرغوثي؟ ليكن البرغوثي. هل تجميد الاستيطان؟ ليكن التجميد. فينبغي قلب كل حجر واختراع كل اطار لمنع هزيمة فورا ولاقرار اطار زمني يبلغ نصف سنة أو سنة يُمكن من العودة الى الغرفة ومواجهة تحدي الصراع.
وينبغي الى ذلك بدء التفكير من خارج الصندوق، فالخطة أ أتيحت لها فرصتها لكن الخطة أ لم تنجح نجاحا حسنا. يا جون العزيز، حان الوقت لترى الواقع كما هو ولتواجهه في صمود وشجاعة. فعليك أن تظهر نفس التصميم الاخلاقي الذي أظهرته في دفعك بالاتفاق قدما، أن تظهره الآن في الدفع قدما باتفاق من نوع آخر يقدمنا على نحو مختلف الى السلام.
هآرتس ـ آري شبيط ـ 3/4/2014
القدس العربي
بوفيصيل
04-04-2014, 04:22 AM
أبو مازن حطم الأواني وارتكب خطأ فادحا
البروفيسور تشيلو روزنبرغ
april 3, 2014
قرار أبو مازن تحطيم الأواني والتوقيع على انضمام السلطة الفلسطينية الى 15 ميثاق دولي هو خطأ فادح. تذكير بالاخطاء التاريخية لزعامة عرب اسرائيل منذئذ وحتى اليوم. فبهراء وبخطوة عديمة الحكمة أعطى أبو مازن ريح اسناد أيضا لمعارضي المسيرة السياسية في اسرائيل ممن فعلوا كل ما في وسعهم لاحباطها.
ينضم ابو مازن الى سلسلة غير محترمة من الزعماء الفلسطينيين الذين سيذكرون بسمعة سيئة أبدا. غير أن أثر السخافة السياسية لابو مازن سيشعر به الناس في اسرائيل جيدا. فرافضو المسيرة السياسية في اسرائيل يمكنهم أن يفرحوا في ضوء فشل المفاوضات إذ أن حلمهم تحقق. فهل هذا جيد لاسرائيل؟ ستنبؤنا الايام.
لقد أخرجت الولايات المتحدة يدها من المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين منذ زمن بعيد. ومحاولات كيري تنفيذ تنفس اصطناعي للمسيرة والذي لم يكن له فرصة منذ البداية فشلت. فمن كانت أُذنه منصتة على وسائل الاعلام الامريكية في الفترة الاخيرة يعرف بسهولة كم كان قاسيا الانتقاد الموجه لكيري.
تسريبات متكررة من البيت الابيض وحتى من وزارة الخارجية انتقدت بشدة استمرار مساعي كيري كانت عملاً يوميا. ومن شدة يأسه، حاول كيري اخراج أرنب من القبعة في شكل بولارد. وحتى هذا، بالنسبة لمحافل أمريكية مغفلة تقتبسها وسائل الاعلام، فان كيري لم يتمكن من الفهم بان بولارد هو مثابة ضريبة شفوية تدفعها اسرائيل ليس الا.
لم يقع أحد في اسرائيل من كرسيه حين سمع بان الامريكيين مستعدون لهذه البادرة الطيبة المتمثلة بتحرير بولارد. في اختبار النتيجة، حتى الان، الحق مع المتذمرين من كيري. غير ان الولايات المتحدة ليست كيري فقط. فاوباما توصل الى الاستنتاجات اللازمة منذ زمن بعيد وسحب يده من المفاوضات. قد فهم الرئيس الامريكي بان تربيع هذه الدائرة متعذر. ومن تابع تصريحات اوباما يعرف أنه لا يصنع جميلا لاسرائيل فيلقي بالمسؤولية بكاملها على الفلسطينيين. العكس هو الصحيح.
ومن أجل الاستقامة الفكرية والنزاهة، ينبغي الاعتراف بان المذنبين المركزيين هم الفلسطينيون وأبو مازن على رأسهم. فمن اعتقد بان أحدا ما في أوساط القيادة الفلسطينية سيتخلى عن الرواية الفلسطينية المعروفة جدا والمستندة الى حق العودة، شرقي القدس كلها كالعاصمة الفلسطينية وازالة كل المستوطنات حتى حدود 67، على الاقل، فقد اخطأ خطأ مريرا. وموضوع السجناء هو الاخر جزء لا يتجزأ من الفكرة الفلسطينية التي لن يتخلى الفلسطينيون عنها. ومن يوهم نفسه بان هكذا سيحصل، ليس واقعيا.
بعد أن أشرنا الى العامل الاساس في فشل المفاوضات، يجدر التمسك بذات الاستقامة الفكرية والقول على رؤوس الاشهاد: في أوساط القيادة الاسرائيلية الحالية التي تمثل الاغلبية في الجمهور اليهودي في اسرائيل، يوجد تنفس للصعداء كبير على انهيار المفاوضات.
يحتمل أن يكون نتنياهو مستعدا لتنازلات بعيدة الاثر كي يصل الى تسوية، وإن كان هذا الحسم موضع شك، فليس في داخل حزبه وليس في أوساط شركائه الائتلافيين، أغلبية لخطوة تاريخية. ومن ينظر بدقة الى الواقع السياسي الاسرائيلي يفهم بان تسوية سياسية مع الفلسطينيين متعذرة. من ساعد نتنياهو وكل المعارضين المتشددين لكل مسيرة مهما كانت مع الفلسطينيين ليس سوى ابو مازن بعظمته. هذا خطأ جسيم سيسجل في التاريخ كسخافة فظيعة اخرى.
الاسئلة بالنسبة للمستقبل كثيرة ومعقدة. والاجوبة أكثر من ذلك بكثير. المؤكد هو أن بانتظارنا أحداثاً محملة بالمصير. أولها هو موضوع مستقبل اسرائيل. واضح للجميع بان اسرائيل تقترب بخطوات هائلة نحو واقع من شأن الدولة القومية اليهودية فيه أن تتحول الى دولة ثنائية القومية، مع كل ما ينطوي عليه ذلك من معنى. معقول الافتراض بان انصراف ابو مازن من الساحة السياسية الفلسطينية في يهودا والسامرة سيؤدي الى سيطرة محافل متطرفة أكثير بكثير.
لن يتبقى في يد اسرائيل غير اعادة احتلال المنطقة، بما فيها غزة، وهكذا الدفن دفنة عالمية لاتفاقات اوسلو. الويل كم من الناس يتمنى ذلك! اسألوا يعلون، دانون، لفين، ليبرمان، بينيت وكل شركائهم، ويحتمل حتى نتنياهو.
كثيرون من الاسرائيليين واثقون بانه يمكن تدبر الحال حتى دون الولايات المتحدة. وقد صنع لهم ابو مازن جميلا وتسبب في أن يكون يتعين على اسرائيل أن تتصدى وحدها للمشكلة الفلسطينية، على الاقل في السنوات القريبة القادمة. كل ما تبقى لنا هو أن نتبين اذا كان هذا ما سيتحقق أم لا.
تعليق
صحيح ان امريكا ومن وراءها المجتمع الدولي يريد حل الدولتين ولكن على ما يبدو انهم لا يعلمون او انهم يتجاهلون على الأقل بان يهود هم شعب مماطل فقد استنفذ رب العزه مع بني يهود جميع الوسائل في كتابه العزيز وفي اخر المطاف كانت الجحود والنكران بعد المماطلة التي لا تخفى على احد وبلا تشبيه حاشى لله فهل تدرك امريكا بان بني يهود لا يمكن لهم ان ينصاعوا للإملاءات الامريكية وان كانت دولة اسرائيل اداة في يدي امريكا وهذا لا يعني بالمطلق ان من يمسك زمام الحكومة ان يكون عميلا او اداة في يد امريكا و لان يكون الإملاءالذي تريده امريكا لا بد من ان تصاحبه القوة القصرية لان تتحقق أمال امريكا في تسوية حل الدولتين وليس مثلما تصوره امريكا للشعوب بالمفاوضات وهي ترسخ الحلول الوسط في خداع الشعوب فما حققت امريكا مصالحها الا بالقوة العسكرية على ارض الواقع ولم تحقق شي في تحقيق مصالحها الا بالقوة والتقتيل وسفك دماء الأبرياء في العالم !!!!!
بوفيصيل
04-04-2014, 02:00 PM
محاولة أمريكية أخيرة لإنقاذ المفاوضات؟
كيري تحدّث أمس هاتفيًا مع عباس ونتنياهو، على خلفية تفجير لقاء ليفني-عريقات والأصوات التشاؤمية من كلا الجهتين بخصوص نجاح المفاوضات
يونتان توسيه-كوهين 4 أبريل 2014, 12:
رغم أنه كان يبدو أنّ وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بدأ ييأس من المفاوضات المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين، يبدو أنه لم يستسلم بعد. أقام كيري أمس محادثة هاتفية مع بنيامين نتنياهو ومحمود عباس في محاولة لإنقاذ المفاوضات.
لم يتم نشر تقرير حول محتوى المحادثات، ولكن الناطقة باسم البيت الأبيض قالت إنّ "كلا الجانبين معنيّان باستمرار المحادثات". بالإضافة إلى ذلك، أعرب مسؤولون في كلا الجانبين عن تشاؤمهم من نجاح المفاوضات، فهم يعتقدون أنّهم حتى لو استغلوا المحادثات، فسيكون ذلك مجرّد تحضير قبيل الانفجار القادم. وأيضًا، تشير التقديرات إلى أنّ كيري سيتحدّث مع الزعيمين يوميًّا، كجزء من جهوده لإنقاذ المفاوضات.
وتأتي هذه المحادثات لكيري بعد أن أظهر أمس أنه يائس كثيرًا من المفاوضات. خلال زيارته للجزائر، قال كيري إنّ الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بعملية السلام، ولكنّه أوضح بأنّ هناك حدود لقدرة الأمريكيين على التأثير. شبّه كيري العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين بمثل يُضرب عن الحصان: "أستطيع أن أحضره للماء، ولكن لا أستطيع إجباره على الشرب. والآن هو وقت الشرب. يجب على الزعماء معرفة ذلك".
هناك إجماع بأنّه في حال فشلت المحادثات في نهاية المطاف، فسيكون بالإمكان الإشارة إلى اللقاء الليلي أول أمس، الذي جمع تسيبي ليفني، يتسحاق مولخو، صائب عريقات، ماجد فرج ومارتن إنديك، باعتباره الموعد الذي تلاشى فيه الأمل في استمرار المحادثات بشكل نهائي. وتذكر التقريرات في إسرائيل أنّ ليفني صُدمت لسماع ما لا يقلّ عن سبعة مطالب، طرحها الفلسطينيون في اللقاء، وذلك من أجل الاستمرار في المفاوضات لمدّة عام آخر. وفقا للتقارير، فستكون تلك هي المطالب الفلسطينية:
1. التزام مكتوب من نتنياهو بأنّ حدود الدولة الفلسطينية ستكون حدود 1967، وعاصمتها ستكون القدس الشرقية.
2. إطلاق سراح 1,200 أسير، من بينهم مروان البرغوثي، أحمد سعدات وفؤاد شوبكي.
3. رفع الحصار عن قطاع غزة وتنفيذ اتفاق المعابر.
4. الموافقة على عودة "مطرودي عيد الميلاد" إلى الضفة الغربية.
5. إيقاف البناء في القدس الشرقية وفتح المؤسسات الفلسطينية التي فيها، مثل بيت الشرق.
6. يُمنع دخول الجيش الإسرائيلي إلى أراضي a في السلطة الفلسطينية من أجل تنفيذ عمليات الاعتقال للمطلوبين، وإعطاء سيطرة للسلطة الفلسطينية على أراضي c.
7. منح الجنسيّة الإسرائيلية لـ 15,000 فلسطيني في إطار توحيد العائلات.
تحدّث مسؤولون إسرائيليون بقوة ضدّ هذه المطالب: "تلقّينا صفعة مدوّية، بصق عبّاس في وجوهنا". وبالمقابل، فالفلسطينيّون غاضبون من إلغاء إسرائيل للدفعة الرابعة لإطلاق سراح الأسرى، والتي كان من المفترض تنفيذها في نهاية آذار، ويزعم الفلسطينيون أنّه كان يجب على إسرائيل تنفيذها دون صلة باستمرار المفاوضات، حيث إنّ الدفعة كانت جزءًا من الالتزام الإسرائيلي في تنفيذ الجولة الحالية من المفاوضات، والتي تم الاتفاق عليها قبل نحو عام. ولأنّ إسرائيل لم تفِ بهذا الالتزام، يجد الفلسطينيون أنفسهم ليسوا ملتزمين، ولذلك أيضًا توجّهوا لطلب الانضمام إلى عدد من المنظّمات التابعة للأمم المتحدة.
بوفيصيل
23-04-2014, 02:21 AM
الاحتلال سيستمر
زئيف شترنهل
april 20, 2014
ليست المطالبة المرفوعة للفلسطينيين بالاعتراف بدولة يهودية صدفة أو قليلة القيمة. فهذا هو السبيل للطلب من الفلسطينيين بأن يستوعبوا هزيمتهم التاريخية وأن يعترفوا بالملكية الحصرية لليهود على البلاد بأسرها. بهذا المفهوم، في نظر الاغلبية السائدة لا فرق بين العرب مواطني اسرائيل وبين العرب سكان المناطق، فالمواطنة على أي حال تعتبر معاملا قانونيا، قابلا للالغاء، وفي كل حال متدنية عن الانتماء القومي.
وحسب هذا النهج فان القومية هي منتج تاريخي أو مخلوق الاهي آخرون سيقولون مخلوق طبيعي بينما المواطنة هي ماهية مصطنعة، ثمرة قرار تعسفي. في فكر اليمين حظيت القومية اليهودية بانتصار مطلق عندما احتلت البلاد، في سياق استمر منذ بدء الهجرة الاولى وحتى مجرد يومنا هذا. ذروتاه كانتا حرب الاستقلال وحرب الايام الستة، وكلتاهما ينتميان الى التواصل السلوكي. بهذا المفهوم لا فرق بين احتلال اجزاء من البلاد قبل 1949 وبعدها وليس للخط الاخضر اي معنى غير كونه خط وقف مؤقت للنار.
يعتقد اليمين على أصنافه بانه يعبر عن الاجماع الصهيوني وبقدر كبير الحق معه: فمنذ بداية الطريق كانت الخلافات في الرأي داخل الحركة القومية اليهودية حول الوسائل وليس الاهداف. وبين مباي والاصلاحيين دارت رحى حرب على السلطة وليس على جوهر القومية اليهودية. كما أن حركة العمل التاريخية لم تعترف بالحقوق القومية للفلسطينيين، وكذا في أوساط زعمائها ومفكريها، كانت سيطرة اليهود في البلاد مغروسة في التاريخ، وليس في الحق الطبيعي لبني البشر في أن يكونوا أسيادا لانفسهم. وعلى حد نهجهم فان التاريخ يسبق دوما ارادة، احتياجات وتطلعات بني البشر. ولم تكن القيم الانسانية في مركز التجربة الفكرية لمباي وهي حتى اليوم لم تستوعب حقا في حزب العمل.
وعليه، فمن ناحية قادة الحكم الاسرائيلي، فان اصطلاح ‘الاتفاق’ معناه استسلام الفلسطينيين بلا شروط. ومن أجل ان يكون الحق الحصري لليهود على البلاد كاملا ومعترفا به، فان الفلسطينيين ملزمون بان يسلموا بدونيتهم. وينغرس هذا المفهوم عميقا في الوعي الاسرائيلي وهو مشترك بين اليمين والوسط بكل فروعهما، وفي بلدات المحيط ومعظم سكان غوش دان، حزب العمل والليكود: كلهم يرفضون فكرة المساواة في الحقوق بالنسبة للعرب. ولهذا فسخيف التوقع من الجيش ان يتصرف في المناطق بأدنى حد من النزاهة مثلما يصعب وصف المحكمة العليا كحريصة على المعاملة المتساوية تجاه اليهود والفلسطينيين. فمنذ بداية الاستيطان وحتى عهدنا، تتصرف هذه المؤسسة، التي يزعم أنها رمز لليبرالية والديمقراطية، مثل الجيش، الشرطة والمخابرات، كذراع من اذرع الاحتلال.
وعليه، فلا يوجد في هذه اللحظة أمل في ان تتبلور أغلبية لاتفاق نزيه. وحتى لو افترضنا بان يقع بالمعجزة انشقاق في الليكود بقيادة رئيس الوزراء الذي يقرر محاولة ان يدخل التاريخ كديغول وليس كابن البروفيسور نتنياهو وتتوفر الاغلبية اللازمة، فانه لن يعتبر شرعيا في نظر اجزاء واسعة من السكان ولن تكون لاحد الشجاعة لتطبيق السياسة الجديدة. وعليه فان احتلال البلاد سيستمر وستصادر الارض من اصحابها لغرض توسيع المستوطنات وسيطهر غور الاردن من العرب وستجد القدس العربية نفسها مخنوقة من الاحياء اليهودية وكل فعل من السلب والغباء يخدم التوسع اليهودي في المدينة سيحظى بمباركة محكمة العدل العليا. ان السبيل الى جنوب افريقيا ممهد ولن يعاق بحاجز الا عندما يعرض العالم الغربي على اسرائيل خيارا لا لبس فيه: التراجع عن الضم ولفظ دولة المستوطنين او أن تكون مقصاة لشدة النبذ.
هآرتس 18/4/2014
muslem
23-04-2014, 10:16 PM
اخي بوفيصل و من قال ان امريكا تريد نجاح المفاوضات بل على العكس احد مفصليات الحل هو عمل عسكري في غزة و هدم السلطة و اعادة تشكيل منظمة التحرير تشمل حماس و الجهاد و فتح و ايضا انتفاضة ثالثة تؤدي فيما بعد الى الدولة المسخ
بوفيصيل
24-04-2014, 02:57 AM
تعليق
صحيح ان امريكا ومن وراءها المجتمع الدولي يريد حل الدولتين ولكن على ما يبدو انهم لا يعلمون او انهم يتجاهلون على الأقل بان يهود هم شعب مماطل فقد استنفذ رب العزه مع بني يهود جميع الوسائل في كتابه العزيز وفي اخر المطاف كانت الجحود والنكران بعد المماطلة التي لا تخفى على احد وبلا تشبيه حاشى لله فهل تدرك امريكا بان بني يهود لا يمكن لهم ان ينصاعوا للإملاءات الامريكية وان كانت دولة اسرائيل اداة في يدي امريكا وهذا لا يعني بالمطلق ان من يمسك زمام الحكومة ان يكون عميلا او اداة في يد امريكا و لان يكون الإملاءالذي تريده امريكا لا بد من ان تصاحبه القوة القصرية لان تتحقق أمال امريكا في تسوية حل الدولتين وليس مثلما تصوره امريكا للشعوب بالمفاوضات وهي ترسخ الحلول الوسط في خداع الشعوب فما حققت امريكا مصالحها الا بالقوة العسكرية على ارض الواقع ولم تحقق شي في تحقيق مصالحها الا بالقوة والتقتيل وسفك دماء الأبرياء في العالم
السلام عليكم اخي مسلم
لا اختلف معك اخي الكريم عن ان امريكا هي من تملك مفاتيح الحل للقضية الفلسطينية وهي التي تمسك بجميع الخيوط وأما عامل التوقيت فهي كذلك من يضعه الا انها كما سبق ان ذكرت في المداخلة بان حكومة اسرائيل لا شك انها تخضع لاملاءات الادارة الامريكية لكن ليس بالضرورة ان تكون جميع أعضاء حكومة اسرائيل أدوات بيد امريكا فكون رئيس حكومة يهود قد رشح من قبل المجتمع الاسرائيلي ليس بالضرورة ان يعمل على إملاءات امريكا وما ينطبق على الأدوات من الدول العربية لا ينطبق بالمطلق على دولة يهود بمعنى ان ليس جميع الشعب الاسرائيلي عميلا او اداة في يد امريكا وإنما تحاول امريكا ان تطوع من يحاول الخروج عن خطتها في التسوية ولا ننسى بان طبيعة الشعب اليهودي هو انه شعب مماطل وهذا واضح جلي في كتاب الله ولا يخفى على احد وأمريكا ليس قدر محتوم لا ينبغي لاحد ان يحيد عن خطتها في المنطقة وأما موضوع ضم الحركات تحت مظلة ما يسمى بمنظمة
التحرير فهذا صحيح ولا خلاف عليه( المصالحة في هذا التوقيت وإرسال ابو مرزوق للمصالحة يخدم هذا الاتجاه وبمباركة أمريكية وضوء اخضر امريكي ) وليس بالضرورة حتى يحصل ان تتم الانتفاضة الثالثة وأكرر لانتفاضة الثالثة لان الشعب الفلسطيني لا يملك قرار الرفض او القبول فالقرار موجود في الجيب عند اصحاب القرار في الجانب الفلسطيني وأما الحركات فعلى حسب ظني انهم واقصد رؤساء هذه الحركات هم عملاء وأدوات طيعة وهنا لا بد من التفريق بين الأفراد ورؤساء هذه الحركات ( اي بمعنى ان هناك من هو مخلص من الأفراد في هذه الحركات لكن الجهل السياسي هو الغالب على هؤلاء الأفراد ) بيد امريكا او عملاء امريكا في المنطقة وأما من يعارض التسوية هو الجانب الاسرائيلي واقصد اليمين
ودمتم في أمان الله وحفظه
وهذا كان تعليقا لي في المشاركة رقم ١٣
بوفيصيل
20-05-2014, 06:05 AM
توفيق الطيراوي لا يشتاق لعهده كرئيس المخابرات الفلسطينية العامة في الضفة الغربية (من 1994 حتى نهاية 2008). من الأفضل له، كما يقول، ألا يوزع المزيد من الأوامر والتعليمات. والأوامر الوحيدة التي تلزمه على حد قوله، هي المشاعر والارادات للمواطنين الفلسطينيين. وعلى سؤال ماذا كان الفشل الأكبر للمخابرات العامة الفلسطينية برئاسته يجيب دون تردد: ‘لم ننجح في زرع جواسيس داخل الكيان الصهيوني، مثلما يزرعون هم ويحاولون زراعة الجواسيس عندنا’. هذا ما يقوله في مكتبه كرئيس لجنة الفكر والبحوث. ولجنة الفكر والبحث هي واحدة من 16 لجنة في فتح يترأسها أعضاء اللجنة المركزية للحركة. وكان الطيراوي انتخب للجنة المركزية في المؤتمر السادس لفتح في 2009.
في منصبه كرئيس للمخابرات العامة في الضفة، التقى مع القيادة الامنية الاسرائيلية: عاموس جلعاد، موشيه يعلون، كرمي غيلون، آفي ديختر. ‘المصادر الامنية الاسرائيلية كانت معنية دوما بتسخيف الفلسطينيين وقيادتهم الأمنية، وعرضها بأنها غير وطنية’، يقول مؤكدا أن ‘التنسيق الأمني’ لم يتضمن أبدا تسليم معلومات للاسرائيليين.
سيأتي اليوم، كما يقول، وسيكتب عن هذه اللقاءات مع كبار مسؤولي أجهزة الأمن الاسرائيلية. في هذه الاثناء يقول انه ‘اكثر من الجميع من كان مخلصا لكلمته هو يوفال ديسكن’. وهل الباقون لم يحترموا دوما كلمتهم؟ ‘الباقون ناوروا، حين كان المهم من ناحيتهم كيف يخرجون كاسبين’، يقول. التقدير ليس متبادلا. وثائق السفارة الامريكية في تل ابيب، كما انكشفت في ويكيليكس تفيد بان رئيس المخابرات السابق اعتقد بان الطيراوي هو مجنون وحشي وخطير. أما الطيراوي فيضحك: ‘ديسكن يقول اني مجنون. بالفعل، أنا مجنون بمحبة بلادي. ولست معنيا بأن أبدأ في دحض الأمور، فمجرد الموافقة على أن يكون احتلالا هي ذروة الاضطراب’.
المبنى الذي تقع فيه مكاتب اللجنة توجد في البيرة، على مسافة أقل من كيلومتر من قاعدة الادارة المدنية وقاعدة فرقة المناطق في الجيش الاسرائيلي. وهذا ليس السبب في أنه لا توجد على المبنى يافطة تحمل اسم اللجنة. فقد استأنفت عملها مع تعيين الطيراوي، قبل أقل من سنة، بعد بضع سنوات من التعطل. أما موضوع اليافطة فدحر جانبا.
المهام المعلنة للجنة برئاسة الطيراوي هي توضيح أهداف فتح للاعضاء، وتعزيز قاعدتهم الايديولوجية وذلك ايضا لتأهيل أجيال جديدة من القادة. وفي هذا السياق، مهم موقفه في أن على فتح أن تقطع الارتباط عن مكانة حزب السلطة وعن التماثل التلقائي مع السلطة الفلسطينية. ومشوق قول آخر له، في أن المشكلة الكبرى للسلطة هي أنها ترد ولا تبادر: هكذا فقدت على مدى السنين المنطقة ج. ‘العمل الوحيد الذي قمنا به هو التوجه الى الأمم المتحدة (للتصويت على فلسطين كدولة كمراقب). واقترح أن نغير ما هو مكتوب في كل وثائقنا، وبدلا من ‘سلطة فلسطينية’ نكتب ‘دولة فلسطين’. واذا رفضت اسرائيل الاعتراف بهذه الوثائق، سيتضح أن كل الشعب الفلسطيني في المعتقل’.
في الأشهر الاخيرة يكثر من التصريح العلني بانه انتهى حل الدولتين، ويجب العودة الى هدف فتح الاصلي، اقامة دولة فلسطينية من البحر الى النهر. ألا يتعارض هذا الموقف مع الموقف الفلسطيني، وهل بحثه مع محمود عباس؟ ‘لا’، يقول الطيراوي، ‘هذا موقفي الشخصي’. ولكنك لست فقط إنسانا خاصا، فأنت ايضا صاحب منصب مسؤول في فتح.
‘الأخ أبو مازن هو رئيس فتح ولكنه موقف خاص. وهكذا أنا ايضا، عضو في اللجنة المركزية، وأعرب عن موقفي الشخصي، رغم أن الموقف في فتح هو تأييد حل الدولتين. في اللجنة صوتت ضد المفاوضات مع اسرائيل، ولكن القرار الذي نشرته بين الاعضاء هو ان اللجنة المركزية توافق على المفاوضات’.
وعندما تحاضر في المهرجانات هل تتحدث أيضا عن حل الدولتين؟
‘نعم، أقول ان حل الدولتين مات ومن قتله هو الاحتلال. أنتم تقولون ان اليمين الاسرائيلي لا يريد السلام مع الفلسطينيين، ورأيي هو أن اليمين واليسار والوسط في اسرائيل غير مستعدين لاعطاء الحد الادنى لاقامة دولة فلسطينية. في زيارة الاسرائيليين لابو مازن، محمد المدني (المسؤول في فتح عن العلاقات مع الجمهور الاسرائيلي، ع. ه) قال لاحد ما لم أعرفه: ‘توفيق ضد المفاوضات’. ‘أحقا؟ ‘سألني ذاك الاسرائيلي الذي تبين كسكرتير حزب العمل. قلت اني سأعقد على الفور مؤتمرا صحافيا وأعلن باني أؤيد الاتصالات، إذا قال انه يؤيد أن تكون عاصمة فلسطين هي القدس بحدود 1967. فأجاب ‘لا، لا أؤيد”.
كل ما تعرفه يعرفه أبو مازن أيضا.
‘هو يؤمن بحل الدولتين وأنا لا. رأيي كان معروفا دوما لابو عمار وأبو مازن، وبعد كل شيء أنا عضو في الحركة، ويمكن أن اكون في الاقلية’.
بمعنى انك لن تقبل حل الدولتين حتى لو وافقت اسرائيل على أن تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين؟
‘منذ البداية لم أؤمن بالاعتراف باسرائيل بالمجان. دوما كنت مقتنعا بان كلما تنازلنا لاسرائيل سترغب في المزيد. وقد تنازلنا كثيرا: في الحل، في الاعتراف بـ 242 وبوجود دولة اسرائيل، بالموافقة على دولة في حدود 67 ولكن اسرائيل لا تكتفي بدولة (في حدود 67) وهي تريد جزءاً من الضفة ايضا.
‘أنا من مواليد قرية الطيرة (اليوم طيرة يهودا) في منطقة اللد، وأنا لا أعرفها على الاطلاق، لم أزرها. من قال اني لا أريد الطيرة؟ على الفلسطينيين أن يعودوا الى المبادىء الأساس، ونحن في فتح، الاوائل الذين اقترحنا أن نعيش معا، مسلمين، يهود ومسيحيين، في دولة واحدة مثلما كان يعيش أجدادنا قبل 1948. أعجبني مقال ابراهام بورغ في صالح الدولة الواحدة. نقيم دولة جديدة لحياة مشتركة، دولة ديمقراطية فلسطينية واحدة، مثل لبنان’.
ومثله ندخل في حروب أهلية؟
‘الحروب الأهلية في لبنان قامت بها جهات خارجية. واذا عشنا في دولة واحدة وكي لا يفهموني بشكل غير صحيح، اقول: ليس تحت حكم اسرائيلي صهيوني، بل نقيم دولة جديدة ديمقراطية فلسطينية. اليهود يكونون في البرلمان، مثل المسيحيين والمسلمين، الرئيس سيكون فلسطينيا مسلما ونائبه يمكن أن يكون فلسطينيا يهوديا، هذه تفاصيل’.
بمعنى، بالنسبة لك اليهود هم جماعة دينية، ليس شعبا؟
‘ألستم أنتم في اسرائيل من تريدون دولة يهودية، حسب الدين؟’.
أنا أسأل ماذا أنت تريد.
‘لا أريد الدخول في تفاصيل عاجلة. قد يبدو هذا غريبا، ولكن بعد 50 أو 100 سنة سيكون هذا هو الحل الوحيد’.
وكيف ستصل اليه؟
‘لقاءات اليهود والعرب الذين يؤمنون به، ومباحثات وتفكير مشترك’.
في ‘المنار’ قناة حزب الله التلفزيونية، او في مهرجان فتح في خان يونس قلت انه يجب العودة الى مواقف فتح في 68 وفي حينه كان الموقف أن فقط اليهود الذين كانوا يعيشون هنا قبل تصريح بلفور يمكنهم أن يبقوا في البلاد.
‘ليس هذا ما قلته. نحن اليوم في 2014، تغيرت المفاهيم وتطورت منذ 1968، وواضح أني لا أريد القاء اليهود في البحر’.
ولا الى السفن في البحر؟
‘ولا الى السفن. الحركة الصهيونية سيطرت على فلسطين بالقوة والعنف، وأنا أريد إعادة الفلسطينيين الى وطنهم وأن يعيشوا فيها مع اليهود’.
وماذا سيحصل لليهود الذين يعيشون اليوم في قريتك، الطيرة؟
‘هذه تفاصيل يتعين البحث فيها. ولكن لن أسمح لنفسي بأن أتصرف كما يتصرف الاسرائيليون: أن أغلق اليهود في معسكرات اعتقال كبيرة مثل قطاع غزة، مثلا. الظلم الذي أحيق بالفلسطينيين، محظور أن يحاق باليهود’.
في ‘المنار’ لم تتحدث عن حياة مشتركة مع اليهود.
‘ربما لم تكن فرصة للاستطراد والتفصيل، ولكن الآن سيقرأ الفلسطينيون هذه المقابلة ووسائل الاعلام ستتناولها. لا يوجد هنا أي سؤال، عندما أتحدث عن دولة واحدة فاني أتحدث عن كل من يعيش في فلسطين، كمواطنين متساوي الحقوق. ولكن يجب وضع حد للظلم الذي أحيق بالفلسطينيين مع طردهم والسماح بعودتهم وعندها نتحدث عن التفاصيل. الاتفاق على دولة واحدة أسهل بكثير من الاتفاق على دولتين’.
وأنت تريد أن تقنع اليهود بان هذا هو الحل الافضل منها جميعها؟
‘أنا أريد أن اقنع بأن هذا أمر صعب، ولكنه سيكون الحل الوحيد. حل الدولتين ليس موجودا لان الحكومات الاسرائيلية أفشلته’.
أم لعل من الأسهل عليك أن تتحدث عن حل هو حلم عندما لا تكونون حتى قادرين على ضمان حرية حركة لسكان القطاع أو لاعادة المنطقة ج لسكان الضفة؟ أم لعل الحلم يغطي على فشلكم؟
‘هذا ليس فشلنا بل التبجح والعناد من سمات قيادة اسرائيل’.
هآرتس 16/5/2014
عميرة هاس
بوفيصيل
27-05-2014, 06:27 AM
فشل حل الدولتين لن يحول إسرائيل الى دولة أبارتهايد
مرة أخرى تسبب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بجلبة عقب تصريحاته غير الموزونة وغير المحسوبة، وهذه المرة بادعائه أن إسرائيل ستتحول لدولة أبارتهايد (دولة فصل عنصري) ولن تبقى يهودية إلا بحل الدولتين. أكثر التفسيرات كرما مع الأخطاء المتكررة التي يرتكبها كيري هي أنه مغفل, مهما كان التفسير، ادعاء كيري الأخير على الأقل يستحق المناقشة.
إدعاء كيري كان خاطئا لسببين.
السبب الأول هو أن اسرائيل والفلسطينيين ليسوا بحاجة لاتفاق سلام كي يتركوا شعر بعضهم بعضا (أي يكفوا عن الشجار كبنات صغار – المحرر). فقد انسحبت إسرائيل من قطاع غزة دون اتفاق سلام وبوسعها تقنيا أن تقوم بخطوة مماثلة أحادية الجانب والانسحاب من معظم مناطق الضفة الغربية في وقت تواصل فيه إتمام جدار الفصل غير المكتمل على طول خط وقف إطلاق النار 1949. في سيناريو كهذا، ستتحول الضفة الغربية الى منصة إطلاق صواريخ مثل قطاع غزة، وفي غالب الظن سيمنع ويردع الجيش الاسرائيلي إطلاق الصواريخ بفضل الغارات الجوية كالتي يقوم بها في غزة. سترتاح اسرائيل مما يسمى بـ"الخطر الديمغرافي"، لكنها ستواجه مضايقات أمنية رغم إمكانية تدبر امرها (من الضفة الغربية وغزة)، وسيدور النزاع مع الفلسطينيين حول ادعاءات الفلسطينيين بشأن مناطق ستستعيدها إسرائيل وتضمها في إطار انسحاب أحادي الجانب.
لست مدافعا عن سياسة كهذه (بعكس أرقام آخذة بالازدياد من الأكاديميين والصحفيين الاسرائيليين). إني أصرح فقط حقيقة معروفة وواضحة بأن إسرائيل ليست بحاجة لاتفاق سلام مع الفلسطينيين كي تحافظ على أغلبيتها اليهودية. في حال انسحاب إسرائيلي أحادي الجانب، لن يكون هناك فصل عنصري في إسرائيل، تماما كما أنه لا يوجد أبارتهايد في اسرائيل اليوم. سيظل عرب اسرائيل المسلمون والمسيحيون الأحرار الوحيدين في الشرق الأوسط.
السبب الثاني لكون كيري مخطئا هو أن اسرائيل لن تصبح نظام أبارتهايد (فصل عنصري) حتى في سيناريو "دولة موحدة". المقصود في "دولة موحدة" هو ضم كامل الضفة الغربية الى إسرائيل ومنح المواطنة لكامل عرب الضفة الغربية. منذ الانسحاب الاسرائيلي أحادي الجانب من قطاع غزة في 2005، هذه المنطقة و1,7 مليون مواطنيها العرب باتت خارج المعادلة الديمغرافية.
ما هي العواقب الديمغرافية الفعلية التي ستحصل عقب ضم كامل ورسمي للضفة الغربية؟
يبدو أن الكليشيهات حول أنه للبشر الحق في آرائهم الخاصة ولكن حقائقهم الخاصة لا تسري على الديمغرافية في الشرق الأوسط. لا يستطيع الخبراء، ومن يعتبرون أنفسهم خبراء، الاتفاق على الرقم الحقيقي للعرب في الضفة الغربية. الأرقام الديمغرافية التي يقدمها مكتب الاحصاء الفلسطيني المركزي يشكك فيها الدبلوماسي الاسرائيلي السابق يورام اتينغر ومجموعة البحث الديمغرافي الأمريكية – الإسرائيلية. فقد رفض سيرخيو ديللابيرغولا (أستاذ بالإحصار في الجامعة العبرية) وإيان لوستيك (أستاذ بالعلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا) معطياتهم وأرقامهم.
كما ادعى مؤخرا غاي بيخور - خبير في شؤون الشرق الأوسط يدرس في المعهد متعدد المجالات في هرتسليا، بناء على المعطيات الأخيرة من مكتب الإحصاء المركزي في اسرائيل والسي أي اي (وكالة التحقيقات المركزية الأمريكية) أن هناك أكثرية يهودية ثابتة بل آخذة بالازدياد بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط (بدون أخذ قطاع غزة بالحسبان). إذ أنه وفقا لبيخور هناك انخفاض في معدل ولادات المسلمين في الشرق الأوسط بالسنين الأخيرة (بمن فيهم الفلسطينيون العرب: انخفض معدل الولادة لدى الفلسطينيين من 5 في 2003 الى 2,7 في 2013)، وهناك ارتفاع ملحوظ في نسبة الولادة في اسرائيل (يشمل الاسرائيليين العلمانيين ارتفعت نسبة الولادة الى معدل أربع ولادات الآن).
حتى وفقا لتقدير متحفظ، هناك تقريبا أكثرية الثلثين بين نهر الأردن والبحر المتوسط (بدون غزة)، وهي أكثرية ستثبّت بل وستكبر دون أخذ بالحسبان الزيادة المرجحة للهجرة اليهودية الى اسرائيل. إذا منحت إسرائيل عرب الضفة الغربية المواطنة، ستبقى اسرائيل ذات أكثرية يهودية بالثلثين للثلث، ولن يكون هناك فصل عنصري. لست مدافعا عن هذه السياسة أيضا، لكن ضم كامل لن يجعل من دولة إسرائيل دولة فصل عنصري. بل سيكبّر بشكل ملحوظ المجتمع العربي في اسرائيل (طبعا بنسب متفاوتة، حسب لمن توجهون السؤال)، لكن ستظل هناك أكثرية يهودية.
فشل من جديد حل الدولتين بالتفاوض. اعتمد هذا النموذج على الفرضية الوهمية بأنه على إسرائيل أن تتوقع تعاون الفلسطينيين لأجل الحفاظ على دولة يهودية آمنة وديمقراطية. خطوة أحادية الجانب هي المخرج الوحيد. ويعود الأمر للإسرائيليين أن يقرروا أي نوع من الخطوات أحادية الجانب يرغبون بتطبيقها: انسحاب أو ضم احادي الجانب. تشوب كلتا الحالتين عيوب، ولكن الاختيار بينهما يجب ومن المفضل أن يتم طرحه للنقاش. فعلا، سيعيد هذا النقاش صياغة التقسيم الاسرائيلي لليمين واليسار ويستبدل النقاش العقيم وغير المجدي حول نموذج حل الدولتين.
الكاتب د. عمانوئيل نافون- رئيس قسم العلوم السياسية والإعلام في كلية القدس الأرثوذكسية ويدرّس العلاقات الدولية في جامعة تل أبيب والمعهد متعدد التطبيقات في هرتسليا. كما أنه زميل كبير في منتدى كوهيلت للسياسات.
بوفيصيل
29-05-2014, 12:44 PM
خطاب من دون ذكر إسرائيل والصراع الإسرائيلي – الفلسطيني
لاحظ مراقبون في إسرائيل أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما امتنع عن الحديث عن إسرائيل والصراع الإسرائيلي- الفلسطيني خلال خطابه عن سياسات إدارته الخارجية
المصدر 29 مايو 2014, 09:40
استعرض رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، أمس في خطاب ألقاه أمام خريجي أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية في نيويورك، سياسات إدارته الخارجية، متحدثا عن الحرب الأهلية في سوريا، ومتطرقا إلى الجهود الديبلوماسية في الملف الإيراني، ومسهبا الحديث عن الحرب ضد الإرهاب. ورغم أن أوباما أطال الحديث عن الشرق الأوسط، إلا أنه لم يذكر الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني أو إسرائيل.
وأشار متابعون في إسرائيل إلى أن امتناع أوباما عن التطرق إلى الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني في خطابه الاحتفالي ربما يعبر عن يأس البيت الأبيض من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، ولا سيما في أعقاب فشل المفاوضات الشهر الماضي. وقدّر هؤلاء أن أوباما قرر أن ينقل انتباه إدارته إلى ملفات أخرى، مستسلما فيما يخص بالمفاوضات السياسة.
ووضع الرئيس الأميركي أمس "مكافحة الإرهاب" في قلب سياساته الخارجية، موضحا أن الولايات المتحدة لن تتراجع في الحلبة الدولية. "في القرن ال21 انعزال أمريكي ليس خيارا" قال أوباما وأردف "هذا لا يعني أن كل مشكلة حلها عسكري". وأوضح أوباما خلال حديثه أنه يفضل الدبلوماسية على الحلول العسكرية قائلا "رغم أن لدينا أقوى مطرقة في العالم، الجيش الأمريكي، هذا لا يعني أن كل مشكلة هي مسمار".
وأكد أوباما أمس بأن بلاده يجب أن "تقود المسرح الدولي دائما".
بوفيصيل
29-05-2014, 03:42 PM
عمان ـ «القدس العربي»: طالبت ورقة بحثية حول أزمة المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل وإعلان حل مؤسسات السلطة الوطنية وإحياء مؤسسات منظمة التحرير كمقدمة لمعالجة الوضع الوطني الفلسطيني المأزوم بعد مناورات المفاوضات التي جرت مؤخرا.
وحذرت الدراسة البحثية من سيناريو متجدد فكرته سيادة إسرائيل على أراضي المستوطنات في الضفة الغربية وتسليم بقية الأراضي لإدارة أردنية في إطار مشروع سري ضمن عنوان الكونفدرالية الأردنية الفلسطينية أو الترحيل والتهجير واعتبار المتبقين مواطنين من الدرجة الثانية على غرار العرب داخل الخط الاخضر.
وحددت الدراسة إستراتيجيات الكيان الاسرائيلي على أساس تكريس الاحتلال واستمرار وتيرة الوضع الراهن مع الإبقاء على باب المفاوضات العبثية مشرعاً يرتاده أو منح المناطق المحتلة حكما ذاتيا خدماتيا، متبوعاً بانسحاب إسرائيلي من جانب واحد على غرار ما تم في قطاع غزة، مع الفارق في الخلفيات والدوافع.
وتأتي بقية الاستراتيجيات حسب الدراسة التي اعدها الباحث السياسي والسفير الفلسطيني سابقا في تركيا الدكتور ربحي حلوم متمثلة بمواصلة التوسع والضم والتهويد أي ضم ما تبقى من الضفة لـ(إسرائيل) وإحلال القانون الاسرائيلي فيها، وتعميم مفهوم يهودية الدولة، أو الاعتراف بدولــة «البانتوستانات الفلسطينية» تحت الهيمنة الإسرائيلية وفق طروحات جون كيري.
الاستراتيجيات اللاحقة حسب حلوم تتمثل باحلال السيادة الإسرائيلية على المستوطنات والمعابر والأجواء وتسليم كل الباقي الى الاردن في إطار ما يسمى بالكونفدرالية الاردنية الفلسطينية، أو الترحيل والتهجير واعتبار المتبقين مواطنين من الدرجة الثانية على غرار عرب الـ 48 الحاليين كموزاييك لديمقراطية الدولة المزعومة.
ويتلازم أي من الخيارات المذكورة مع ضرورة الإبقاء على السلطة الفلسطينية القائمة كمظلة واقية توفر له الأمن نيابة عن جيشه وتقيه من موجات الاحنجاج العالمية وتشكل جسر عبور له نحو العالم العربي.
وإعتبرت الدراسة أن شيمون بيريس كشف في مقابلة صحافية أجراها عشية عيد الاستقلال للكيان أن رئيس حكومته بنيامين نتنياهو، منع قبل ثلاث سنوات التوقيع على اتفاق توصل اليه مع الرئيس الفلسطيني ابو مازن بعد مفاوضات سرية استغرقت تسعة أِشهر، بتنسيق مع نتنياهو. وقال بيريز إنه أجرى المفاوضات مع أبو مازن في لندن وفي الأردن «وكانت لقاءات مكثفة تم خلالها تحقيق تقدم ملموس حسب «بديعوت أحرانوت».
وقال بيريز انه كان من المفروض في حينه ان يسافر الى عمان لتلخيص المفاوضات وتحقيق انطلاقة، وكان ابو مازن ينتظره في القصر الملكي كي يتم التوقيع على الاتفاق هناك ، ولكن قبل ساعة من سفر بيريز الى عمان اتصل به رئيس الحكومة نتنياهو وطلب منه تأجيل ذلك الى عدة أيام» (يديعوت أحرونوت- الوكالات من القدس المحتلة- 15 نيسان/ أبريل2014)
وأضاف بيريز قائلاً: تخلت السـلطة الفلسطينية تماماً بموجب الاتفاق عن نصف الأراضي التي خصصت لهم في خطة تقسيم الأمم المتحدة في العام 1947، (وهي خطوة كان شيمون بيريز قد احتفى بها واعتبرها غير مسبوقة) فإنهم لا يطالبون بقدم مربع واحد من الأراضي الإسرائيلية وراء خط حدود 6 حزيران/ يونيو 1967(المقطعة الأوصال)».
وإقترحت الدراسة خريطة طريق وطنية فلسطينية تدحض خطط ونظريات الإحتلال تبدا بالوقف الفوري والنهائي للتنسيق الأمني وغير الأمني ولكل وسائل الاتصال وكافة أشكال المفاوضات ثم الحل الفوري للسلطة الفلسطينية بكل مؤسساتها لإن السلطة حاجة إسرائيلية مع السعي للتخلص النهائي من الفصائلية والتشرذم والاحتراب الأرعن والتبعية والانصهار في بوتقة الإجماع المنضبط على إيقاع شعار واحد وحيد يتجسد في كلمتين لا ثالث لهما وهما: «تحرير فلسطين» وإعادة اللحمة إلى الشعب الفلسطيني برمته في الوطن المحتل وفي الشتات بمخيماته ومهجريه ونازحيه ومغتربيه، وعدم تهميش أو إقصاء أي من طاقات ابنائه وبناته وفتح المجال لهم جميعاً على السواء لمشاركتهم النضالية الجامعة وإسهامهم في العمل فوق الأرض وتحتها كل حسب موقعه وقدراته».
ودعت الدراسة إلى المباشرة في تشكيل لجان مقاومة شعبية في كافة المدن والقرى والأرياف على غرار تلك التي رافقت الانتفاضتين بالتوازي مع تشكيل «لجنة حكماء من أبرز الوجوه الفكرية والمهنية والسياسية والنضالية المجربة ذات التاريخ النظيف» تحمل مسمى «حكومة منفى مؤقتة» محررة من قيود الاحتلال وضغوطه وإملاءاته وممارساته.
وتتولى هذه الحكومة التحضير والدعوة لعقد مؤتمر وطني شعبي فلسطيني عام يضم كافة أطياف الشعب الفلسطيني في الوطن وفي الشتات، وينبثق عنه لجنة تحضيرية تتولى إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني عن طريق الانتخاب الديمقراطي الحر، على قاعدة التمثيل النسبي لكافة أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف أنحاء تواجدهم، بحيث يتولى المجلس الوطني المنتخب المذكور إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية آخذا في الاعتبار أن يضع على رأس أولوياته إعادة الاعتبار للميثاق القومي الفلسطيني.
ثم الإنتقال إلى صياغة برنامج عمل زمني ممنهج لتنفيـذ خطة الطريق المبينة على أن يعلن المجلس المذكور عن اعترافه باتفاقيات جنيف للعام 1949، ومطالبته بتنفيذ بروتوكول العام 1977 الذي يقضي بأن فلسطين دولة تحت الاحتلال حسب القانون الدولي، ما يعني تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة وهو ما يقوض الموقف الرسمي الإسرائيلي الذي يزعم أن فلسطين هي أراض متنازع عليها وليست محتلة.
طارق الفايد
بوفيصيل
09-06-2014, 12:14 PM
أثارت طريقة معالجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لمفاوضات السلام المتوقفة الآن مع الفلسطينيين انتقادات من طرفي إئتلافه الحاكم أمس الأحد، وقال أحد شركائه إن "العلاقات مع الولايات المتحدة تراجعت لأدنى مستوى لها". وكشف هذا الإنتقاد الذي ظهر للعلن خلال مؤتمر بشأن السياسة حضرته شخصيات أجنبية بالإضافة إلى ساسة اسرائيليين كبار الخلافات العميقة في الحكومة، ولكن لا يوجد على ما يبدو مايشير إلى أي إنهيار وشيك لها. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الإسرائيلية المقبلة في 2017 ولم تجد استطلاعات الرأي اي منافس محتمل خطير للفترة الثالثة لرئيس الوزراء المحافظ. *
وقال يائير لابيد، وزير المالية الذي يعد حزبه "هناك مستقبل" الوسطي ثاني أكبر عضو في الائتلاف الحاكم إن إسرائيل كانت غامضة أكثر مما يجب خلال المحادثات التي ترعاها الولايات المتحدة بشأن المساحة التي قد تتخلى عنها في الضفة الغربية المحتلة لاقامة دولة فلسطينية في المستقبل . وأنحت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما باللائمة في هذا المأزق السياسي على كل من حليفتها إسرائيل والرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي دفعت مصالحته المفاجئة مع حركة حماس في أواخر نيسان (ابريل) نتنياهو إلى وقف عملية إحلال السلام. وحدث بعد ذلك مزيد من الخلاف بين واشنطن واسرائيل بسبب عرض واشنطن العمل مع حكومة الوفاق الفلسطينية الجديدة بعد فترة وجيزة من أدائها اليمين الأسبوع الماضي. وابتعد نتنياهو عن عباس مطالبا إياه بالابتعاد أولا عن حماس. وقال لابيد في كلمة أمام مؤتمر هرتسيليا السنوي قرب تل ابيب إنه توجد"أزمة غير مسبوقة" في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية"نجمت عن سلوكنا الملتبس والذي يتسم أحيانا بعدم الإحترام". وانتقد تمويل الحكومة للمستوطنات اليهودية في مناطق واسعة بالضفة الغربية يرى إنها ستؤول للفلسطينين في المستقبل. وألقى نفتالي بينيت، وزير الاقتصاد الإسرائيلي كلمة بعد ذلك اتهم فيها الحكومة بتقويض أمن إسرائيل "بالافراج بشكل مستمر عن إرهابيين" من السجن في لفتات حسن نية سابقة لعباس. ويعد حزب "البيت اليهودي" الذي ينتمي له بينيت ثالث أكبر حزب في الإئتلاف الحكومي وهو يعارض إقامة دولة للفلسطينيين. وحث بينيت نتانياهو على تبني رؤيته بقيام إسرائيل بعمليات ضم شاملة للكتل الاستيطانية في الضفة الغربية ومنح الفلسطينيين حكما ذاتيا محدودا في تلك المنطقة. ولكن لابيد استبق دعوة بينيت بقوله إنه إذا حاولت إسرائيل ضم اي مستوطنات بشكل منفرد فإن حزبه "لن ينسحب فحسب من الحكومة بل إنه سيسقطها." وكررت هذا التهديد تسيبي ليفني وزيرة العدل الإسرائيلية زعيمة حزب الحركة والوزيرة التي كانت مسؤولة رسميا عن المفاوضات مع الفلسطينيين. ووجهت ليفني إنتقادا لاذعا غير معتاد للمستوطنات التي تعتبرها معظم القوى العالمية غير شرعية رغم أن إسرائيليين كثيرين يعتبرونها حصنا استراتيجيا وحق مولد توراتي للعيش فيها. وقالت ليفني في المؤتمر "المستوطنات لا توفر الأمن لاسرائيل. إنها تستنزف الأمن..إنها تضر أمن إسرائيل."
دار الحياة
بوفيصيل
10-06-2014, 03:29 AM
برنامج زعيم المستوطنين: تفكيك الجدار وترميم مخيّمات الضفة
في برنامج سياسي لا سابق له، يدعو داني ديّان، الذي كان رئيسًا لمجلس "يهودا والسامرة" إلى تحسين أوضاع وظروف الفلسطينيين في الضفة. المشاكل: ليس هناك تطرق إلى الدولة الفلسطينية وسيبقى الحضور العسكري الإسرائيلي ملحوظًا
هداس هروش 9 يونيو 2014, 18:32
على ضُوء فشل المفاوضات الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ينشر عدد غير قليل من ذوي الفكر، والسياسيين، والخبراء والمستشارين تعاليمهم السياسية والتي تشمل وصايا ومقترحات لدولة إسرائيل حول كيفية العمل تحت الظروف الحالية في الضفة الغربية.
من أبرز البرامج وأكثرها مفاجأة، هو برنامج داني ديان، الذي ترأّس لسنوات طويلة مجلس "ييشع" (الهيئة التي كانت تهتم بمصالح المستوطنين في الضفة الغربية)، والمعروف بمواقفه اليمينية، يدعو في هذا البرنامج "في ظل غياب حل سياسي للنزاع... إلى التقدم على المستوى الإنساني" وتحسين ظروف الفلسطينيين، وضعهم وحالتهم، في الضفة الغربية.
البرنامج الذي نُشر هذا الصباح بالتوازي في "نيو يورك تايمس" وفي صحيفة "هآرتس"، وكذلك في صفحة الفيس بوك الخاصة بديان، يبدأ على النحول التالي:
"أيار 2014. يضع انهيار "برنامج كيري" إسرائيل قُبالة تحد صعب. ويجدر أن أذكر أنني لم أؤمن مرة ولم أدعم أبدًا برامج سياسية مثل هذه، لكن من العسير الإنكار أنها فتحت آفاقا، وإن كانت موهومة، للكثيرين من الجانب الإسرائيلي، الفلسطيني، والمجموعة الدولية".
ويكمل: "يجب ملء الفراغ بمبادرة إسرائيلية جريئة تمسّ بحياة الفلسطينيين في الضفة. ويعي كل صاحب فكر سليم أن حياة هؤلاء تحتاج تغييرًا وتحسينًا بالغًا فوريًا. وعلى كاهل إسرائيل، مُلقاةٌ مسؤوليةُ تطبيق برنامج طموح شجاع لتحسين وجعل الحياة المدنية طبيعية في الضفة عامة، وفي مجال حقوق الإنسان خاصة، إلا إذا كان ذلك يُلحق ضررًا من الناحية
إن المرحلة الأولى في برنامج ديان هي "حرية التنقل"، التي تشمل إزالة تدريجية لكل الحواجز والعقبات في الضفة الغربية، والسماح بالمرور والدخول للبلدات الإسرائيلية واليهودية، حتى في داخل الخط الأخضر، من خلال فتح كل البوابات في جدار الفصل، حتى إزالتها كليًّا. ويسري تطبيق حرية التنقل كذلك على تنقل الفلسطينيين إلى خارج البلاد، وبمقتضى البرنامج ستهتم إسرائيل بمسارات ممهدة سريعة ومريحة من الضفة إلى مطاري بن غوريون وعمان.
بناء على هذا، يُطالب ديان بحق العمل للفلسطينيين، في السوق الإسرائيلية أيضًّا، كمصلحة متبادلة، لا كعمال فقط. "على إسرائيل أن تشجع بكل قوة اندماج الأكاديميين الفلسطينيين في صناعاتها المتقدمة"، يكتب ديان. وكذلك، " يمكن لمهندس من رام الله ويجب أن يعمل في تل أبيب، وكذلك يمكن لطبيب فلسطيني أن يعمل في مستشفى إسرائيلي"، وعلى العكس- أن يعمل الأكاديميون الإسرائيليون في المدن الفلسطينية في الضفة- في المصانع، المستشفيات والمؤسسات التعليمية. يُضاف إلى ذلك، أن تزيل إسرائيل حسب البرنامج العقبات والتقييدات على حرية التجارة، الاستيراد والتصدير التي تقف أمام التجار وأصحاب الأعمال الفلسطِينيين، وبهذا تقام مجمعات صناعية مشتركة.
بالإضافة إلى ذلك، يشدد ديان، على أنه على إسرائيل أنْ تبادر لرفع الدخل الفلسطيني للفرد، من خلالَ تحسين البنى التحتية في الضفة ورفع مستوى الحياة عامّةً. "يجب على إسرائيل، بالتعاون مع المجموعة الدولية، اتخاذ خطوات عملية لتحسين شامل للبنى المدنية في الضفة: المياه، الصرف الصحي، المواصلات، التعليم، الصحة وغيرها. الغايةُ: تقليص الفجوات الكبيرة في البُنى التحتية بين المجتمع الإسرائيلي والمجتمع الفلسطيني، قدر الإمكان . "إلى جانب هذا، على إسرائيل أن تتيح للسلطة تطوير قدرات مستقلة في كل المجالات أعلاه.
خطوة أخرى، مهمة ومثيرة، هي "تمدين الإدارة المدنية"، أي أن تشغل الإدارة المدنية الإسرائيلية مواطنين بدلَ لابسي الزيّ الرسمي. "لا يليق أن يقف فلسطيني ابن 50 سنة أمام جنود وضباط تصل أعمارهم نحو نصف عمره". يجب أن يخدم في الإدارة المدنية مواطنون خبيرون، يفهمون أن واجبهم هو تقديم خدمة ناجعة ومؤدبه للسكان الفلسطينيين".
بالإضافة إلى هذا، يطلب ديان دمج الفلسطينيين في لجان مختلفة مثل التخطيط والبناء، وتطبيق نظم قضائية متماثلة على جانبي "الخط الأخضر"، حيث يكون "الحكم على فتى فلسطيني عمره 16 يلقي بالحجارة مثل الحكم على فتى يهودي عمره 16 من يهودا والسامرة يقوم بالعمل ذاته، ومثل أي فتى من أي فئة قد ارتكب هذه المخالفة داخل "الخط الأخضر".
ومن الخطوات الأخرى المهمة في البرنامج، هي "تقوية الحكم الذاتي الفلسطيني: "على إسرائيل أن تمتنع عن التأخيرات في تحويل مدفوعات الضرائب على أنواعها للسلطة، تقوية نظم التنسيق في المجالات المختلفة المتعلقة بجودة حياة السكان، وفي كل الأحوال، اتخاذ أي خطوة يمكن لها أن تحسن الأداء الجيد والناجع لنظم السلطة المدنية".
يطالب ديان أن يُبتدأ في تطبيق الخطة بالخليل خاصة، إذ أن فيها مستوطنة يهودية، وأنْ تُعطى حرية التنقل والعيش المشترك في المدينة لإثبات أن الخطة ممكنة. في النهاية، فالخطوة الأخيرة في البرنامج هي "ترميم مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة.
" 66 سنة بعد بنائها، آن الأوان لترميمها ترميما أساسيًّا وصارمًا. لا يمكن أن يعيش الجيل الرابع والخامس للاجئين في قلة وتقشف في ظروف لا تلائم الحياة العصرية في القرن الواحد والعشرين. يجب منح أجيال المخيّمات سكنا ملائما مهما وعملا، خدمات صحية وطبعا، تعليما".
للوهلة الأولى، ليس واضحًا أين اختفت آراء ديان اليمينية، وكيف صار رافعًا لراية حقوق الإنسان الفلسطيني. مع ذلك، لا شك أن هذا البرنامج يعتبر بعيدًا جدًا من أن يقبله اليسار الإسرائيلي، وطبعًا لن يقبل به الفلسطينيون. أولا، فالبرنامج ينطلق من نقطة أساسية مفادها أنه لن تقوم دولة فلسطينية قريبًا، وأن مناطق الضفة، أو كما دأب على تسميتها في البرنامج، "يهودا والسامرة"، ستبقى تحت إمرة إسرائيل، بالإضافة إلى حضور إسرائيلي عسكري مكثف وسيرد " بلا هوادة على أي محاولات عنف".
بالإضافة إلى ذلك، فإن الكلمة المفتاحية في البرنامج هي "التطبيع"، التعاون المشترك الإسرائيلي الفلسطيني في كل مجالات الحياة، وإن كان هذا جيدًا للفلسطينيين، لكنه سيتجاهل تمامًا الاحتلال بل سيرسّخه". إذًا، يشكل هذا تقدمًا واهتمامًا إنسانيًّا لاحتياجات الفلسطينيين، لكنه ناتج عن هدف استمرار المصلحة الإسرائيلية والتواجد في الضفة الغربية.
بوفيصيل
09-07-2014, 05:18 AM
Jul 8, 2014
اوباما: السلام هو الطريق الوحيد للأمن الحقيقي
بقلم: باراك اوباما
في السنة الماضية حينما كانت الطائرة الرئاسية (إير فورس 1) تستعد للهبوط في الارض المقدسة، نظرت من النافذة فصفعتني مرة اخرى حقيقة أنه يمكن تقدير أمن اسرائيل بدقائق وكيلومترات معدودة. وعلمت معنى الأمن لاولئك الذين يسكنون قرب الحدود الشمالية، وللاولاد في سدروت الذين لا يريدون سوى أن يترعرعوا بلا خوف، وللعائلات التي فقدت بيوتها وأملاكها في هجمات صواريخ حزب الله وحماس. وأستطيع بصفتي أبا أن أتخيل فقط الألم الذي يشعر به الآن والدو الفتيان الثلاثة الاسرائيليين الذين اختطفوا وقتلوا على نحو جد مأساوي في شهر حزيران.
كانت الولايات المتحدة دائما منذ عهد هاري ترومان الى اليوم أكبر صديقة لاسرائيل. وإن التزام الولايات المتحدة والتزامي بأمن اسرائيل ومواطني اسرائيل لن يتضعضع أبدا كما كررت القول مرة بعد اخرى. وسيبقى ايماننا بالسلام موجودا في أساس هذا الالتزام الى الأبد.
وسعنا التعاون بيننا في السنوات الخمس الاخيرة، وإن العلاقات الامنية بين الدولتين هي اليوم أقوى مما كانت دائما كما أكد قادة اسرائيل. ويجري جيشانا تدريبات مشتركة أكثر وبلغ التعاون الاستخباري ذُرى لم يسبق لها مثيل. ونحن نعمل معا في تطوير وسائل تقنية أمنية مثل معدات للتعرف على العبوات الناسفة الجانبية من بعيد ودروع واقية خفيفة تحمي جنودنا.
إن المخصصات الميزانية في واشنطن في عُسر في الحقيقة، لكن التزامنا لاسرائيل بقي قويا. وتلزم الولايات المتحدة بالانفاق على أمن اسرائيل حتى 2018 باعطاء مساعدة سنوية تزيد على 3 مليارات دولار. والتعاون الذي لم يسبق له مثيل بيننا يخدم أمن اسرائيل في حين تنقذ الحياة استثمارات امريكية في منظومات امنية متقدمة – مثل منظومة حيتس ومنظومة القبة الحديدية.
ويتجلى التزامنا بأمن اسرائيل ايضا بعملنا في الشرق الاوسط كله. ففي الشهر الماضي فقط أزال المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة بنجاح آخر بقايا السلاح الكيميائي المعلن عند بشار الاسد. وإن القضاء على هذا المخزون يضائل قدرة طاغية قاس على استعمال سلاح ابادة جماعية لا ليهدد الشعب السوري فقط بل ليهدد جارات سوريا ايضا ومنها اسرائيل. وسنستمر على العمل مع شركائنا في اوروبا والعالم العربي لدعم المعارضة السورية المعتدلة ولحل سياسي للصراع الذي يؤبد ازمة انسانية وعدم استقرار اقليميا.
ونحن نعمل ايضا لضمان ألا تحصل ايران أبدا على سلاح ذري. ونحاول بتفاوض دولي قوي يتعلق بالبرنامج الذري الايراني، نحاول أن نواجه بالطرق السلمية تهديدا مركزيا لأمن العالم والشرق الاوسط واسرائيل. وبينت الولايات المتحدة أن كل اتفاق سيتم احرازه سيشمل ضمانات حقيقية قابلة للتحقق منها أن يكون البرنامج الذري الايراني لغايات سلمية فقط ويوجد تشاور دائم مع اسرائيل طول الوقت. ويقترب الموعد الاخير للمحادثات الذرية ولا نعلم الى الآن هل سينجح التفاوض، لكن الخلاصة لم تتغير بالنسبة إلينا فنحن مصممون على منع ايران من احراز سلاح ذري، ونحن نبقي كل الامكانات مفتوحة على الطاولة لاحراز هذا الهدف.
أظهرت الولايات المتحدة التزامها بأمن اسرائيل بسعيها المستمر الى سلام قابل للبقاء في الشرق الاوسط. وقد علمنا دائما أن حل الصراع الذي عمره عشرات السنين بين الاسرائيليين والفلسطينيين يحتاج من الطرفين الى جهد عظيم والى قرارات صعبة. ولذلك وبرغم أننا خاب أملنا لأن الطرفين لم يتخذا القرارات الصعبة ليدفعا بالمسيرة السلمية قدما، لن تتخلى الولايات المتحدة أبدا عن الأمل في سلام قابل للبقاء هو الطريق الوحيد لضمان أمن حقيقي لاسرائيل.
إن السلام ضروري وعادل وممكن كما قلت في العام الماضي في القدس. وقد آمنت بذلك آنذاك واؤمن به الآن. إن السلام ضروري لأنه الطريق الوحيد لضمان مستقبل أمن وديمقراطية لدولة اسرائيل اليهودية. وفي حين قد تساعد الأسوار والمنظومات الدفاعية المضادة للصواريخ على الحماية من تهديدات ما، لا يكون الأمن الحقيقي ممكنا إلا في اطار حل شامل يُحرز بالتفاوض، وسيساعد احراز اتفاق سلام مع الفلسطينيين ايضا على تغيير الرأي العام العالمي، وعلى عزل المتطرفين العنيفين وعلى تقوية أمن اسرائيل ايضا.
إن السلام عادل ايضا بلا اعتراض. وكما أن للاسرائيليين حقا في العيش في وطن الشعب اليهودي التاريخي، للفلسطينيين ايضا حق في تقرير المصير. وللاولاد الفلسطينيين أمل وأحلام للمستقبل ويحق لهم أن يعيشوا في كرامة – كرامة لا تُحرز إلا في دولة لهم. إن الرئيس عباس شريك اسرائيل وهو يلتزم بحل الدولتين والتعاون الامني معها. وقد عادت الولايات المتحدة فبينت أنه يجب على كل حكومة فلسطينية أن تتمسك بتلك المباديء القديمة وهي الالتزام بعدم العنف والاتفاقات السابقة والاعتراف باسرائيل، وحينما يكون التفاوض جامدا تكون تلك المباديء أهم مما كانت دائما. يجب على الاطراف جميعا أن تتصرف بضبط للنفس وأن تعمل معا للحفاظ على الاستقرار على الارض.
وأقول في الختام إن السلام ممكن. وهذا من أهم ما ينبغي أن نذكر حينما نواجه عوائق ولحظات خيبة أمل. ويُحتاج الى ارادة سياسية لتنفيذ الاختيارات الصعبة المطلوبة والى تأييد من الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني ومن المجتمع المدني ايضا. ويجب أن يكون الطرفان مستعدين للمخاطرة من اجل السلام. ونحن نعلم آخر الامر ما هو الهدف الضروري للتفاوض: دولتان للشعبين. وإن رفض المصالحة والتعاون لن يقوي بشيء لا أمن الاسرائيليين ولا الفلسطينيين. والحل الوحيد هو دولة يهودية ديمقراطية تعيش في سلام وأمن بجوار دولة فلسطينية مستقلة قابلة للبقاء. ولذلك فان وزير الخارجية كيري وأنا مصممان على العمل مع رئيس الوزراء نتنياهو ومع الرئيس عباس للتوصل الى حل الدولتين. وحينما توجد الارادة السياسية للالتزام بتفاوض جدي مرة اخرى ستقف الولايات المتحدة جاهزة مستعدة للاسهام بما يجب عليها.
التقيت مع الرئيس بيرس في البيت الابيض قبل بضعة اسابيع في اثناء استعداده لانهاء ولايته. وكما كان الامر دائما كان شرفا أن أتحدث الى انسان أفرد جزءً كبيرا جدا من حياته لبناء دولة اسرائيل وهو مشحون بالأمل فيما يتعلق ببلده. وقد دفع شمعون بيرس أمن اسرائيل قدما دائما بشجاعة. وفي الشهر الماضي، في لقائه التاريخي مع الرئيس عباس والبابا فرنسيس في الفاتيكان، قال ببساطة: “لسنا كاملين بلا سلام”.
برغم انجازات اسرائيل كلها الى الآن، وكل انجازاتها في المستقبل، لا تستطيع أن تكون كاملة آمنة بلا سلام. ولن يكون متأخرا أبدا بذر بذور السلام – السلام الحقيقي والحيوي الذي لا يوجد فقط في خطط الزعماء بل في قلوب الاسرائيليين والفلسطينيين جميعا. هذا هو المستقبل الذي ما زالت الولايات المتحدة تلتزم به لأنها أعظم صديقة لاسرائيل وأقدمها وأقواها.
هآرتس 8/7/2014
خاص لصحيفة “هآرتس″
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.