المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهجوم على الحديث الشريف مقدمة لرد السنة



عبد الواحد جعفر
12-03-2014, 08:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الشافعي رحمه الله في كتابه "الرسالة" ص 109:
(327) فإن قال أفيحتمل أن تكون له سنة مأثورة قد نسخت ولا تؤثر السنة التي نسختها (328) فلا يحتمل هذا وكيف يحتمل أن يؤثر ما وضع فرضه ويترك ما يلزم فرضه ولو جاز هذا خرج عامة السنن من أيدي الناس بأن يقولوا لعلها منسوخة وليس ينسخ فرض أبدا إلا ثبت مكانه فرض كما نسخت نسخت قبله بيت المقدس فأثبت مكانها الكعبة وكل منسوخ في كتاب وسنة هكذا)

وعلق على هذا النص من "الرسالة" المحقق الشيخ أحمد محمد شاكر:
(فلينظر المقلدون وليتأملوا ما يقول الإمام الشافعي، وما يقيم من الأدلة على وجوب اتباع السنة، وإنه "لا يكون للتابع أن يخالف ما فُرض عليه اتباعه" وأن " من وجب عليه اتباع سنة رسول الله لم يكن له خلافها، ولم يقم مقام أن ينسخ شيئاً منها". وليحذروا ما يقولون - في اعتذارهم عن مخالفة الأحاديث الصحاح تقليداً لمتبوعيهم -: إنه يجوز أن تكون هذه الأحاديث منسوخة أو معارض بغيرها. وهذا الذي خشي الشافعي رضي الله عنه أن يكون، وخشي آثاره في العلماء والعامة، إذ "لو جاز هذا خرجت عامة السنن من أيدي الناس".
ولينظر المقلدون إلى ما كان من أثر التقليد في هذه العصور الحاضرة: أن وضعت قوانين مأخوذ عن الإفرنج، خارجة عن كل دليل من أدلة الإسلام، وكادت أن تهضمها عقول المسلمين، وأن يقدموها في معاملاتهم وأحوالهم على قواعد دينهم، حتى لنخشى أن يخرجوا من الإسلام جملة. وكان من أثر التقليد: أن قام ناس زعموا لأنفسهم أنهم يجحدون في الدين، فوضعوا أنفسهم موضع من ينسخ السنة، ثم يتناولون القرآن على ما يخطر لهم مما يرونه مصلحاً للناس في عقولهم ونظرهم، حتى لنخشى أن يخرجوا من الإسلام جملة وتفصيلاً. ولا حول ولا قوة إلا بالله) أهـ

عبد الواحد جعفر
12-03-2014, 08:48 PM
هي نفس المعركة ضد الإسلام التي خاضها المستشرقون وتلامذتهم وأذنابهم قبيل سقوط الخلافة؛ لضرب ثقة المسلمين بأحكام دينهم.
نفس الهجمة وبنفس الأساليب، وبنفس القضايا..
اللهم أنها الآن من ملحدين وعلمانيين، وبعض من تأثر بهم من المسلمين.. بحجة الحرص على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. حتى وصل الأمر بهم إلى رد السنة كلها وأصبحوا "قرآنيين" .. وغداً لن يتوقف شكهم وتشكيكهم على السنة بل ستنتقل حتماً إلى كتاب الله.. إلى أن يخرجوا من الإسلام جملة كما أشار إلى ذلك الشيخ أحمد شاكر رحمه الله.

جاء في كتاب "الإسلام الديموقراطي المدني" من إصدار مؤسسة رند ص78:
(الملحق (أ): حروب الحديث:
إن أكثر الجهود التي ترمي إلى إجراء إصلاحات في الإسلام تتركز في النقاش حول قواعد وممارسات معينة في الإسلام التقليدي التي يتم انتقادها من قبل غير المسلمين، فضلاً عن كونها غير مواكبة للعصر الحديث. إن القرآن باعتباره كتاباً مقدساً يعتبر غير قابل للنقد بصفة عامة لدى المسلمين (وليس على الصعيد العالمي). وبالرغم من أن هناك بعض المواضيع التي لم يشر إليها، كما أنه يأتي ذكر مواضيع أخرى، ولكن وبشكل غير واضح. ومنذ بداية الإسلام تقريباً قام أنصار وجهات النظر المعارضة بوضع آرائهم وتأويلاتهم في شكل أحاديث. هذا النوع من النزاع الفكري نشير إليه باسم "حروب الحديث".)
وبعد شرح طويل، يقول:
يجب تعليم الرأي العام وتوعيته حول عملية تفسير دينه، حتى لا نكون في رحمة سلطات نصبت نفسها على المجتمع، عديمة الضمير وجاهلة.
وفي نفس الوقت، وحتى يتم تحقيق ما أشرنا إليه، يجب العمل على تكوين كتلة "مضادة للحديث" من الذين يريدون مجتمعاً أكثر تسامحاً وينعم بالمساواة والديموقراطية، ولكنه يتم إجبارهم على قبول الواقع باعتبار أن ما يبحثون عنه "غير إسلامي". ومن السهل أن تجمع الأدلة التي تشجع الإصلاح والليبرالية. بالرغم من أنه لا توجد مواضيع تناضل من أجل هذا الموضوع. ويمكن تغطيتها بكمية من الكتيبات والنشرات).
ولا ننسى ما اقتبسه الكتاب من مبروك إسماعيل من قوله:
(دعونا نلقي نظرة على المحددات التي يعتمد عليها ادعاء البخاري. فلو خصصنا ساعة واحدة فقط لمعالجة كل حديث، لاحتاج البخاري إلى سبعين سنة من العمل المتواصل. حيث أنه يجب تتبع الحديث حتى يصل إسناده إلى النبي من خلال سلسلة طويلة من الذين نقلوه، ويجب التأكد من أي من هؤلاء على حدة، حيث أن أي سلسلة تتكون من ستة إلى سبعة أشخاص من أجيال متتالية كلهم توفوا إلا واحداً. ثم يأتي ليقول بأنه أكمل هذا العمل في ستة عشر عاماً. هل كان ممكناً من الناحية الطبيعية أن يقوم البخاري من اختبار كل ذلك العدد من الأحاديث؟ الإجابة لا)