المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لعبة مكشوفة لن تمر !مقال للبوق الإعلامي صالح القلاب في الراي الاردنية



سيفي دولتي
13-05-2009, 12:34 PM
لعبة مكشوفة لن تمر !


ردّاً على محاولاته الدؤوبة لتغيير تراتب الأولويات في الشرق الأوسط والسعي لتأكيد ان الصراع في هذه المنطقة هو صراع بين معتدلين ومتشددين وأن الأولوية يجب ان تكون لمواجهة الخطر الإيراني الداهم وللتصدي للقدرات النووية الإيرانية المتعاظمة فإن العرب أبلغوا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقاء أمس الأول بين الرئيس مبارك وبينه وأنهم سيبلغونه خلال لقاءات أخرى قريبة بأن عليه ان يخيط بغير هذه المسلة وأن لعبته مكشوفة وأنه إذا كان الصراع بين تشددٍّ وإعتدال فإنه هو وحكومته يمثلون هذا التشدد في حين ان العرب والفلسطينيين هم الذين يمثلون الإعتدال .

كان شمعون بيريز في آخر زيارة له الى الولايات المتحدة قد حاول تسويق هذه المناورة على باراك أوباما وعلى الرأي العام الأميركي والإدارة الأميركية لكن محاولته هذه قد باءت بالفشل ، وهذا مؤكد ومثبت ، فالأميركيون باتوا يضيقون ذرعاً بهذه الألاعيب الإسرائيلية وهم في حقيقة الأمر قد زهقوا إسرائيل وشروطها ومتطلباتها وغدوا غير قادرين على ترك هذه المنطقة ، البالغة الأهمية لهم ولمصالحهم الإستراتيجية والتي إزدادت أهمية مع بدايات هذا القرن ، بين التشدد الإسرائيلي وبين تنامي التطرف وتعاظم النزعات الإرهابية .

إن هناك خطراً إيرانياً يتهدد العرب لا يحتاج لا الى براهين ولا الى أدلة وأن هناك تدخلاً إيرانياً سافراً في الشؤون العربية الداخلية لا يستطيع الإيرانيون إنكاره لكن ومع ذلك فإنه على بنيامين نتنياهو ان يفهم وأن يدرك إنه غير ممكن وغير معقول ومن المستحيل القبول بهذه البضاعة الفاسدة التي يحاول ترويجها إن هنا في هذه المنطقة وإن في الولايات المتحدة وفي العالم بأسره فالعرب يعرفون وهم تمكنوا من إقناع الأميركيين والأوروبيين وغيرهم بهذا ان أساس المشكلة في الشرق الأوسط هو الإحتلال الإسرائيلي وأن هذا الإحتلال هو كالبرد سبب لكلِّ علِّة وأنه لولا إسرائيل وعدوانها المستمر لما استطاعت إيران تحقيق أي إختراق في هذه المنطقة العربية ولما كان هناك إرهابٌ ولا تطرُّف ولا حركات عُنْفيِّة وإرهابية.

لاشك في ان هناك تطلعات إيرانية خطيرة تجاه هذه المنطقة العربية لا يمكن التقليل من شأنها ولا السكوت عليها لكن هذا لا يعني أنه على العرب ان يقبلوا بهذه الألاعيب والمناورات الإسرائيلية التي لا يمكن تمريرها حتى على أصحاب أنصاف العقول والحل على هذا الصعيد هو ان تجري معالجة الأخطْر قبل الأقل خطورة والأخطر هنا هو هذا الإحتلال الإسرائيلي الذي يشكل تحديّاً وجوديّاً والذي في ضوء تصرفات الإسرائيليين وإصرارهم على تحقيق الأحلام التوراتية الموهومة غدا لا يحتمل ولا يطاق وغدا يدفع الفلسطينيين والعرب دفعاً للتحالف حتى مع الشيطان الرجيم ، والعياذ بالله ، للتخلص منه ووضع نهاية إليه .

لا يمكن إطلاقاً القبول بتغيير الأولويات في الشرق الأوسط وبخاصة وأن أزمته قد دخلت هذا المنعطف الجديد فالأولوية هي لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي ، لأنه هو سبب العنف والتطرف في هذه المنطقة ولأن الإيرانيين بتطلعاتهم وبنفوذهم يتسربون من خلال ثقوبه ولعل ما تجدر الإشارة إليه ان هذا الكلام قد سمعه الرئيس باراك أوباما وسمعه الأميركيون من جلالة الملك عبدالله الثاني وأنهم سيسمعونه من الرئيس حسني مبارك ، الذي أسمعه لرئيس الوزراء الإسرائيلي خلال لقاء شرم الشيخ يوم الإثنين ، وسيسمعونه من الرئيس محمود عباس ( أبومازن ) في زيارته المقررة الى واشنطن .

سيقبل العرب ، وهم يقبلون الآن ، بحل شامل ينهي الإحتلال الإسرائيلي وتقوم وفقاً له الدولة الفلسطينية المنشودة ويستعيد السوريون واللبنانيون بموجبه أراضيهم المحتلة وفي الوقت ذاته يضع حدّاً لكل التطلعات الإيرانية غير المشروعة في هذه المنطقة وينهي التدخل الإيراني السافر في الشؤون العربية الداخلية .

أما تبديل الأولويات كما يريد بنيامين نتنياهو فإنه لعبة مكشوفة لا يمكن ان تمر حتى وإن استغل الإيرانيون الظروف المستجدة ولجأوا الى المزيد من التصعيد والى المزيد من التدخل في الشؤون العربية وحاولوا إبرام صفقات مع الأميركيين ومع الإسرائيليين لتقاسم النفوذ في هذه المنطقة التي هي عربية وستبقى عربية وعلى من يشك في هذا ان يعود لقراءة التاريخ قراءة جيدة.
تعليقي على المقالة : عمالة أمريكية مفضوحة فهذا الرجل بوق للملك عبدالله الثاني وهو رجل مفضوح جدا كلماته ترتب الأولويات الأمريكية في المنطقة ولكن إلى متى أليس من المعيب الجري وراء الفتات الأمريكي هذا إن صحت تسميته بالفتات بل هو الفضلات والقاذورات بعينها.
هداني الله واياكم وأعاننا على فضح مخططات الأمريكان وكشف ألاعيبها في المنطقة