المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزائر ودورها في خديعة الربيع العربي " صناعة الارهاب "



بوفيصيل
22-02-2014, 06:29 AM
الجزائر ودورها في خديعة الربيع العربي " صناعة الارهاب "

بقلم : الاسعد بن رحومة
في 1991م اعلن جورج شولتز وزير الخارجية الامريكي عن بداية مرحلة جديدة من الاستعمار فقال "ان منطقة الشرق الاوسط ستشهد زلزالا وتحولات مثل التي شهدتها اوروبا الشرقية ,وهي تحولات ستكون بديلا للافكار البالية المسهوكة التي حكمت المنطقة عقودا او قرونا ".
وفي 2006 قال السفير الامريكي في القاهرة فرانسيس ريتشارد" يمكننا الضغط من اجل التغييرات التي ستؤدي حتما الى الموت عن طريق الف جرح باعتماد سياسة "الخديعة الجماهيرية" من خلال اصدقاء امريكا وحلفائها".
لقد نجحت الولايات المتحدة الامريكية في احكام قبضتها على العالم الاسلامي وخاصة بعد ان اصبحت هي اللاعب المتفرد في صياغة المنطقة في السنوات الاخيرة .واصبح تنفيذ مخططاتها يتم بدون عوائق تذكر .وقد اصبحت الامة الاسلامية تقدم التضحيات الجسام خدمة لمخططات امريكا الفاجرة وقد ادركت هذه الاخيرة ان مفتاح مسك المنطقة هو باستعمال ابناء المسلمين والشعارات الاسلامية .ولقد صنف المخططون الامريكيون بلاد المسلمين تحت وصف " الثغرة الرافضة للاندماج " واعتبروا ان العلاج الناجع هو في معالجة هذه الثغرة , وذلك لا يتم فقط بتغيير الحكام او اعادة انتاجهم كما في السابق , ولكن " بكسب العقول والقلوب" بجانب الاساليب الكفيلة بالمساعدة على اعادة صياغة المنطقة فيقبل اهلها وعلى نطاق واسع " الاصلاحات الامريكية "وتنتقل بالمنطقة خطوات واسعة نحو هذه الصياغة , ومعها تبسط امريكا سيطرتها وتهيمن على كامل البلاد من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها , وخاصة وانها تستعمل عنوانا قبله العالم اجمع وهو " الحرب على الارهاب".فامريكا لا تصنع فقط ثورات للشعوب على مقاسها , بل هي ايضا تصنع لهم فوضى حالكة وارهابا مصطنع ليكون هو الذريعة للاستعمار والتدخل والذي يكون حينها مطلبا شعبيا بحجة المساعدة وانقاذ البلاد, ليس مهما من هو " الارهابي"؟ بل المهم هو " الارهاب نفسه".فقد يكون ما يسمى بالحركات الجهادية , وقد يكون المهربون , وقد يكون اصحاب نظرية التناقضات وقد تكون الدولة نفسها .
فالمهم امريكيا ان المنطقة لا تسير الى مصير مجهول بل هو مصير معلوم ومخطط له , ولكن ليس من قبل اهل المنطقة , بل من قبل اعدائهم وبالتحديد من قبل امريكا القابضة على ناصية القرار الدولي , والتي تستخدم عملاءها من حكام المنطقة ليكونوا ادوات طيعة ومخلصة , وتكون دماء المسلمين ثمنا لتحقيق اهدافها.فكما في بلاد الافغان كان حكام باكستان اكبر المخلصين لامريكا يسهرون على تنفيذ مشروعها فيشاركون في صناعة الاحداث التي تكون ذريعة لبسط النفوذ , والى جانبهم كانت العديد من الجماعات التي تسمي نفسها بالجهادية ايضا ذريعة لهذا الاستعمار , وكان ايضا حكام ايران والعراق والسعودية كذلك , والعديد من الجماعات المقاتلة هناك ترعاها هذه الانظمة وتدربها وتروضها لتصبح اليد الطيعة في ايديهم يصنعون الذريعة لامريكا والحجة دائما , لا فرق بين حزب الله الايراني ودولة الاسلام العراقية وحزب العمال الكردستاني وجبهة النصرة او لواء التوحيد او تنظيم القاعدة او غيره..اما في شمال افريقيا , فقد اوكل للجزائر دورا مهما في المخطط الامريكي , وهو دور اضطلعت به الجزائر منذ مجيء عبد العزيز بوتفليقة خاصة , فالنظام الجزائري هو الراعي للمشروع الامريكي , وهو الذي ينقل القرارات الامريكية لزعماء المنطقة من تونس الى ليبيا ومالي والنيجر وكينيا وغيرها .. وزعماء الجزائر لهم اثر كبير في صنع الارهاب ورعايته , بل وصنع هذه الجماعات " الجهادية"وتدريبها واحتضانها وتقديم المعلومات لهاوالدعم.
وقد ظهر التدخل الجزائري بصورة اوضح بعد " الربيع العربي" في ظل مشروع الشرق الاوسط الكبير وخاصة في احداث مالي ومنطقة ازواد وفي ليبيا وتونس وخاصة في احداث جبل الشعانبي الاخيرة.وقد وقع استثناء الجزائر من خطة الربيع العربي "مؤقتا على الاقل" بسبب دورها المحوري بالنسبة للمخططات الامريكية في منطقة الساحل والصحراء ,وذلك بسبب اختراقها للجماعات " الجهادية"خاصة,بل وتحكمها في بعض قياداتها ,بل ومشاركة اجهزتها المخابراتية والعسكرية في صناعة الاحداث كما حدث في عملية اميناس النفطية .وقد اكد على اهمية هذا الدور الجزائري احد المرافقين لوزيرة الخارجية الامريكية اثناء زيارتها للجزائر فقال" ان الجزائر هي الدولة الاقوى في منطقة الساحل ,وهي شريك رئيسي في مكافحة الارهاب وضد تنظيم القاعدة الذي انتقل الى شمال مالي".وقد كان النظام الجزائري سباقا كما هو معلوم لتهيئة الاجواء لاستقبال القيادة الامريكية " افريكوم" والتي اصبحت بديلا عن القيادات الثلاث السابقة , فاسست منظمة دول الميدان في تمنراست وهي مركز تبادل المعلومات الاستخبارية "semoc".كل هذا جعل مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط "آن اليزابيت جونز"تصرح بعد لقائها وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي فتقول" ان الجزائر لها دور قيادي في مكافحة الارهاب والتطرف".
وهذا الدور الجزائري في المخطط الامريكي تدعم اكثر بعد 2010م عندما اعلن قائد القيادة الامريكية لمنطقة افريقيا "وليام وورد" عن جملة من البرامج والانشطة والخطط التي تعتزم القيادة الافريقية القيام بها مع جيوش الشمال الافريقي ودول الساحل , فقال في 9-3-2010م"لا بد من التاكيد على اعادة بناء وهيكلة وتحديث اساليب وطرق اداء قوات الشركاء بتطوير شبكات التواصل والتخابر والتنسيق والتكامل ,وانشاء منظومة تبادل معلومات عصية على الاختراق".كما ان هذا الدور للنظام الجزائري المرسوم من امريكا ظاهر وجلي في حالة تونس ايضا سواء فيما تعلق بالازمة السياسية او احداث جبل الشعانبي من ولاية القصرين.
فبالنسبة للازمة السياسية فواضح ان الاطراف المؤثرة والفاعلة تتلقى اوامرها وبنود الخطة اما بعد كل زيارة للجزائر وملاقات عبد العزيز بوتفليقة , او بعد زيارتهم للسفير الامريكي "جاكوب والاس" , ففي كل مازق لا يتردد سواء رئيس الحكومة بتونس او راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة او الباجي السبسي زعيم نداء تونس في الاتصال بالنظام الجزائري او السفير الامريكي .بل وصل الصلف الامريكي وسخريته من هؤلاء العبيد ان نزل جاكوب والاس سفيرها ضيفا في مقراتهم الحزبية كما في 28-10-2013م.فما هي علاقة النظام الجزائري بالارهاب وبالحركات المسلحة في المنطقة ؟؟ان اهم اهداف خلق الفوضى واثارة الحروب والاقتتال وصناعة الارهاب هو تقديم الذريعة للوجود الامريكي في المنطقة مباشرة او بسط النفوذ عن طريق العملاء وكل ذلك طبعا بحجة محاربة الارهاب والمساعدة في ارساء الديمقراطية .
ومن اجل ذلك فقد اعلنت امريكا عن انشاء قيادة الافريكوم في 6-2-2007م ثم دخلت حيز التنفيذ للعمليات في 1-10-2008م, وهي تعمل على بناء قواعد عسكرية تتواجد في اهم المناطق الاستراتيجية في افريقيا مثل قاعدة"لومينيا"الثابتة في جيبوتي, او كانت في شكل قوات افريقية مثل قوات الايكواس الموجودة في مالي حاليا, او قوات مختلطة كتلك التي على مثلث"دارفور ابيشي بيراو".وتعتبر المنظمات الاقليمية احد روافد قيادة "افريكوم" وذلك مثل : الايكواس و الايغاد والسادك والكوميسا. وحتى تتضح للراي العام خطورة التواجد لهذه القيادة الامريكية المتمثلة في "افريكوم" وروافدها يان القائد الاعلى لها الجنرال كارتر هام يقول في جامعة هاوارد في 27-1-2013م" في الواقع ان مهمة القيادة الافريقية بسيطة جدا , انها تتمثل في حفظ المصالح القومية للولايات المتحدة الامريكية".فالاهداف الحقيقية اذن لهذه القيادة هي التحكم بمنابع النفط الافريقي والغاز , والسيطرة على الثروات الغزيرة من المعادن والمناجم وخاصة اليورانيوم والفسفاط والذهب والفضة والنحاس والالماس , وكذلك تامين مسارات الناقلات على ضفتي القارة .ولكي تنجح في خلق موطئ قدم لهذه القيادة الامريكية , كان لا بد من خلق الظروف المناسبة وايجاد الذريعة لتواجدها , ليس هذا فقط , بل يصبح تواجدها مطلبا شعبيا من اهل المنطقة , ولا يكون ذلك الا بايجاد ارهاب وصنعه ودعمه وفي المقابل , اظهار عجز جيوش المنطقة على محاربته , وهو ما يستدعي ضرورة الاستنجاد بها وهذه الذريعة ليست الا " الامارات الاسلامية"والحركات التي تسمي نفسها " بالجهادية".
جزء الاول من"لغز الارهاب"

بوفيصيل
22-02-2014, 06:30 AM
وقد وقع تهيئة الراي العام في المنطقة لخطر الارهاب منذ 2012م اي قبل انطلاق احداث جبل الشعانبي , ففي جويلية 2012م جدد السفير الامريكي جاكوب والاس التاكيد على ان خطر الارهاب لا زال قائما في تونس.كما ذكر نور الدين البحيري سابقا وهو وزير العدل في حكومة الجبالي بانه سيقع الابقاء على قانون الارهاب.وفي 27-3-2013ميقول كارتر هام وهو قائد الجيوش الامريكية في قيادة افريكوم من تونس , يقول"تونس تتعرض لتهديد حقيقي " كما اضاف"اني على اقتناع بان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يسعى الى التواجد داخل التراب التونسي".وقد اجتمع هذا الجنرال حينها مع رئيس الحكومة علي لعريض ووزير الداخلية لطفي بن جدو والجنرال رشيد عمار , وتعهدت امريكا بمساعدة الجيش التونسي بمبلغ 35مليون دولار .بعدها غادر رئيس الحكومة التونسية علي لعريض الى الجزائر , ثم انفجرت احداث الشعانبي؟
ففي 13-5-2013م فرق مختصة في مقاومة الارهاب من الدرك الجزائري تنتشر على طول الحدود مع تونس.صحيح ان العديد من الحركات المسلحة والتي تسمي نفسها " بالجهادية"متورطة في احداث المنطقة ,ولكن الظاهر ايضا انها لا تعمل بمفردها , بل لا يمكن لها ان تسدد ضربات هنا او هناك وتختفي في لمح البصر دون رصدها او اقتفاء اثرها لو لم يكن لهذه الجماعات من يقدم لها المعلومة والدعم والتموين , وهنا تتجه اصابع الاتهام مباشرة للمخابرات العسكرية الجزائرية القريبة من منطقة العمليات , وقد سبق لها ان تورطت في هذا.فالمخابرات العسكرية الجزائرية ليس فقط تخترق التيار " الجهادي"بل هي كونت وصنعت العديد منه لمحاربة الاسلام وضرب المسلمين وتنفيرهم من حملة الدعوة , وقد نجحت في هذا خلال الاحداث الدامية التي عرفتها الجزائر, بل ان عملية ذبح الجنود الثمانية من الجيش التونسي تحمل بصمة هذا الجهاز بصورة جلية.
والثابت ايضا ان الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا ما كان باستطاعتهما التدخل في مالي الا لعلمهما ان الارض ممهدة وان خطر ما يسمى بالحركات الجهادية ليس الا وهما صنعته امريكا ومن وراءها , وروجه الاعلام,وقد صنع بمعية دول الاقليم واجهزة مخابراتها التي تخترق هذه الجماعات , فالامريكان ومن معهم من دول الغرب الكافر هم الذين صنعوا ظاهرة "الارهاب", وهم الذين صنعوا ما يسمى بالحركات الجهادية , ومنذ ظهور تنظيم القاعدة في افغانستان وظهور المحاكم الشرعية في الصومال وما تحقق للغرب من نجاحات غير متوقعة من خلال توظيفهما اصبحت هذه التيارات شماعة تتعلق عليها اسباب التدخل تحت شعار "الحرب على الارهاب",وقد اصبحت ظاهرة " الامارات الاسلامية" هنا او هناك يسبق حملات التدخل العسكري في كل مرة.
وتونس ليست بمناى عن هذا الامر , فهي تمتلك العديد من الثروات ,هي وجيرانها من ليبيا والجزائر والمغرب , ومعهم مالي والنيجر وانغولا , فمن النفط والغاز الى الذهب والفضة والنحاس والالماس , وصولا الى اليورانيوم, وان كانت المغرب تنتج 65مليون طن من الفسفاط تسيطر عليه الشركة الامريكية "جاكوبس jacobs" فان تونس لا تقل عنها شانا , هذا الى جانب ما تنتجه النيجر من اليورانيوم "منجم سومير ومنجم كوميناك"ومالي من الذهب والفضة والنحاس "منجم فاليا" وهو لوحده يحتوي على 12 الف طن من اليورانيوم. وطبعا حماية هذه الثروات يتطلب وجود قواعد عسكرية اجنبية تقوم بحراستها , وحتى تبرر امريكا ومعها اوروبا مسالة ارسال جنودها للقيام بهذه المهمة , ومن اجل ان تبرر استعمارها لهذه المنطقة امام الراي العام الداخلي والدولي فانها تستغل تواطئ الجماعات " الجهادية" المسلحة المرتبطة باجهزة المخابرات لدول المنطقة في ايجاد ظاهرة ما يسمى الارهاب .
وما يحدث اليوم في جبل الشعانبي بتونس جزء من هذا المخطط.وتورط هذه الجماعات وتواطؤها ليس جديدا او غريبا بل هو مسالة قديمة انطلقت من افغانستان وباكستان وترسخت في الصومال والسودان والعراق ووقع تاكيدها اليوم في سوريا ومالي وبلدان" الربيع العربي".فليس غريبا ان يقوم ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا مثلا بعمليات اختطاف للسياح الاجانب لاعطاء الذريعة للغرب للتدخل من اجل حماية الرعايا الاجانب وحماية المنشآت النفطية والمنجمية .وما عملية اميناس في الجزائر التي تزامنت مع الحملة الفرنسية على مالي الا دليلا آخرعلى ان هذه الحركات " الجهادية " ليست سوى احد ادوات التمكين للغرب المستعمر لتنفيذ سياسته ومخططاته في بلادنا.
* المخابرات الجزائرية وراء صنع هذه الجماعات " الجهادية"
تعتبر ادارة الاستخبارات والامن الجزائرية التي يتولاها الجنرال محمد لمين مدين , والذي يعرف بتوفيق مدين منذ نوفمبر 1990 هي الجهاز الرئيسي وراء صناعة الارهاب وصناعة الجماعات القتالية , والجنرال توفيق مدين لا يقف وراء العمليات الارهابية فقط , بل هو من يقف وراء عملية اميناس , وما يؤكد ذلك هو كيفية انهاء عملية الاختطاف , اذ هو كلف مدير الامن الداخلي الجنرال صحراوي بشير الذي ارسل بدوره الجنرال عبد القادر حداد الذي قام بقصف جوي مباشر , وذلك عوض ارسال فرقة مختصة في مكافحة الارهاب من القاعدة العسكرية القريبة من المنشاة. وما يؤكد ذلك ايضا هو امتناع النظام الجزائري عن الاجابة عن الكثير من الاسئلة المتعلقة بكيفية اقتحام المنشاة النفطية الحصينة بسبب ما يحيط بها من اسوار الحراسة , فضلا عن الدوريات المسيرة من الجيش الجزائري , فمنشاة عين اميناس لا تبعد سوى ثلاثة اميال عن اقرب ثكنة عسكرية مما يعكس دراية المقتحمين بخريطة المنشاة.اما ما يروج عن مختار بلمختار قائد كتيبة " الموقعون بالدم" ومشهور بالاعور فهو لا يعدو الا ان يكون تاكيدا على ما قلناه من ان هذه الجماعات ليست سوى نتاجا لبعض الانظمة العميلة في المنطقة كالنظام الجزائري , او نتاجا مباشرا لاجهزة الاستخبارات الاجنبية .فمختار بالمختار هذا, وهو المسمى بخالد ابي العباس , كان قد فتح ومنذ 2005م قنوات اتصال مع الاجهزة الاستخبارية الجزائرية بغرض تسليم نفسه , بل ومنذ اختلافه مع زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ابو مصعب عبد الودود المعروف باسم عبد الملك دروكدال عندما عزله عن قيادة "كتيبة الملثمين"اعلن الحرب على بقية الجماعات التابعة للقاعدة , واخذ يردد في كل مكان انها صنيعة المخابرات الغربية .ودور النظام الجزائري في خدمة اهداف امريكا من خلال صنعه لهذه الجماعات المسلحة ليست وليدة اللحظة , بل انه لم يعد خافيا ان ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قد انبثق في يناير 2007م عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر , والتي بدورها قد ولدت في سبتمبر 1998م من رحم ما كان يسمى الجماعة الاسلامية المسلحة,وهذه الاخيرة انشئت على يد المخابرات العسكرية الجزائرية او ما يسمى حاليا ادارة الاستخبارات والامن وذلك بامر من الجنرال توفيق مدين في عام 1992م, وذلك ردا على فوز الجبهة الاسلامية للانقاذ بالنتخابات التشريعية وذلك من اجل نشر الرعب بين الناس في الجزائر
واستمر ذلك الامر الى ان اعلن

بوفيصيل
22-02-2014, 06:31 AM
عبد العزيز بوتفليقة نيته للترشح للرئاسة في ديسمبر 1998م , وقد جاءت به امريكا حينها لتجميل الوجه القبيح للنظام بعد عقد من المذابح والمجازر والموت.واليوم في تونس لم يقتصر " الارهاب" او نشاط هذه الجماعات في جبل الشعانبي بتونس , بل ان الاجرام طال عديد الاماكن وباساليب مختلفة , من التفجير الى الاغتيال الى عمليات تطال قوات الامن الداخلي والجيش,وانه في كل مرة تنطلي نفس الحيلة على السذج والبسطاء من اتباع هذه الجماعات اذ يصدقون ان ما يقومون به جهادا , وفي احيان كثير يكون القائمون على هذه الجرائم قد قبضوا الثمن مسبقا . ولكن هل يصدق عاقل ان نظاما تورط في الارهاب منذ عقود , وتلطخت اجهزته بدماء الابرياء , وصنع لنفسه سلما من جماجم الناس , هل يصدق عاقل ان نظاما بهذه الصفات يمكن ان يساعد غيره للخروج من ازمته كما يتوهم الغنوشي والسبسي الا اذا كانا جزءامن هذه المؤامرة القذرة.
وهل يصدق عاقل ان هؤلاء السياسيين الذين كثرت تنقلاتهم للجزائر انما فقط من اجل الاطمئنان على صحة مجرم كبوتفليقة هذا العميل الامريكي منذ ان كان وزيرا للخارجية ؟
الم تنتقد العديد من وسائل الاعلام في شهر اوت 2012م ارسال الجزائر قافلتين عسكريتين في اتجاه غاو و كيدال معقل الجماعات الاسلامية المسلحة محملة بالمواد الغذائية ومواد طبيعتها غير معروفة , ومع هذه القافلة عربات عسكرية وجنود استخبارات , وقد حلت احداها بكيدال يوم الخميس 16-8-2012م؟
لهذا فان النظام الجزائري اليوم بل ومنذ الامس يلعب دورا مهما في المخططات الامريكية المعدة للمنطقة , اذ هو الذي اوكل اليه دور قيادة المنطقة نحو الخضوع التام والاستسلام للقيادة الامريكية " افريكوم" , وما تقوية الجيش الجزائري على حساب اضعاف بقية جيوش المنطقة وانهاكها في صراعات مفتعلة الا لتكون هذه القوات خادمة طيعة لاهداف امريكا وخططها .بل ان النظام الجزائري يلعب لعبة قذرة لصالح المستعمر الكافر , هذه اللعبة تهدد كيان الامة ومستقبلها ومستقبل الملايين من ابنائنا , وهي احدى الغايات من " الربيع العربي" .
فدور هذا النظام اصبح مكشوفا في مالي الذي يراد له التقسيم من خلال منطقة" ازواد" كذلك هذا الدور واضح في قضية الصحراء الغربية , اما في تونس فان علاقات الجماعات المسلحة في المنطقة بالنظام الجزائري ومخابراته , وكذلك علاقة الزعماء السياسيين والعديد من رؤساء الاحزاب بهذا النظام ليؤكد مرة اخرى تورطه وتورط جميع هؤلاء في المؤامرة .
وهذه الجماعات المسلحة ومعها الكثير من الزعماء والسياسيين وقادة الاحزاب ليست فقط متواطئة مع النظام الجزائري , بل مع المخابرات الاجنبية . اما بخصوص الجماعات " الجهادية فتورطها مع المخابرات الفرنسية خاصة امر ظاهر , فزعيم حركة انصار الدين مثلا اياد غالي كان له دور مهم في الوساطة بين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي والمخابرات الفرنسية والالمانية طبعا بمباركة الانظمة الجزائرية والمالية والموريطانية وذلك للافراج عن المخطوفين الالمان في شمال مال في 2003م, والمخطوفين الفرنسيين في اكتوبر 2010م الى درجة ان صحيفة ديرشبيغل الالمانية قالت "ان زعيم حركة انصار الدين هو رجلنا ".
ولا ننسى حادثة تعرض زعيم حركة انصار الدين اياد غالي الى جروح بليغة في احدى المعارك ضد الجيش المالي قبل انقلاب 2012م ودخل في غيبوبة اثر قصف جوي وذلك بتاريخ 27-يناير-2012م وهو ما اضطر النظام الجزائري ان يتدخل بسرعة في منطقة المعارك وينقل اياد غالي بمروحية للعلاج في تمنراست , ثم وقع اعادته الى تمبكتو بعد ان شفي تماما , وهذا ما يؤكد مرة اخرى ان المخابرات العسكرية الجزائرية بقيادة محمد توفيق مدين لا تمول " الاجراء السلفيين " في الساحل والصحراء فقط, بل تقوم بارشادهم وتوفير المعلومات والمتطوعين لهم , وعلاج قادتهم اذا لزم الامر ذلك, وهو نفس الدور الذي يلعبه النظام السعودي والايراني والباكستاني والعراقي في هذه الجريمة الكبرى المسلطة على الامة , خير امة.
وفي تونس الارهاب الامريكي برعاية انظمة دول المنطقة والذي يقوم به الاجراء الوضيعون , ايا كانوا , حقق نتائج عديدة لصالح الولايات المتحدة الامريكية ولمشروعها , يكفي ان الظروف المساعدة على دخول انظمة المنطقة في بوتقة الخضوع التام والمطلق والمكشوف للقيادة الامريكية اصبح جاهزة بحجة الحاجة للدعم والمساعدة والتنسيق . ففي 9-10-2013م قدم النائب الفرنسي ميشال فوزال تقريرا للرئيس الفرنسي هولاند حول التعاون الفرنسي المغاربي , وفي يوم الاثنين 29-10-2013م اعلنت صحيفة الخبر الجزائرية ان عملية عسكرية وامنية غير معلنة بدات منذ ايام في اربع دول بالساحل والمغرب العربي , وتعد هذه العملية الاكبر منذ الغزو الفرنسي لشمال مالي .
واليوم وبعد ان نجحوا في ترهيب الناس وتخويفهم وصنعوا لهم حالة من الرعب حتى اوهموهم ان الحاجة ملحة للاستعانة بقوى اجنبية لمقومة " الارهاب " ,اصبح وجود هذه القوات مطلبا شعبيا او على الاقل لا يعارضه احد.وهذا هو الاستعمار الحقيقي بنجاح الغرب المستعمر في صياغة الشعوب لتسير في خطط امريكا برغبتها وليس بقوة جندي المارينز , وهاهو رئيس الحكومة الحالية يتوج هذا بلقائه في تونس بالقائد الجديد للجيش الامريكي في القيادة الافريقية " افريكوم" الجنرال رودريغز وهاهي امريكا مستمرة في اسلوبها القديم وقد اثبت نجاحه وهو استغلال ابناء المسلمين من خلال هذه الجماعات التي تسمي نفسها " الجهادية" لتنفيذ مخططاتها.
ففي عهد الرئيس الامريكي كارتر قدم مستشار الامن القومي بريجنسكي الى لبنان بحثا عن بن لادن كونه مليارديرا سعوديا مناهضا للشيوعية , وذلك من اجل تكليفه بمحاربة السفيات في افغانستان بعد ان انقطع عبد الله عزام عن تمويل المجاهدين هناك , وبعد مدة ظهر تنظيم القاعدة الذي اصبح ذريعة امريكا للتدخل في كل مرة , وبعده اصبحت رسائل ايمن الظواهري الموجهة عبر قناة الجزيرة هي طريق الاستعمار , " وهذا سنخوض فيه مرة اخرى ان شاء الله تعالى" , اما الحرب في سوريا اليوم بحجة اسقاط النظام " وهو نظام خائن عميل مجرم لا شك في ذلك" فان هذه الحرب قد اتخذ القرار بشانها في ظل ادارة بوش اثناء اجتماع كامب دايفيد بتاريخ 15-9-2001م وقد تم تاكيد هذا الامر في شهادة الجنرال ويسلي كلارك , ولكن هذه الحرب نرى كيف ان امريكا لم تحتج لارسال قواتها فقط لانها تدار من ابناء المسلمين بالنيابة عن الجيش الامريكي.
اخوتي الاعزاء :ان امريكا عدوة للاسلام والمسلمين , وهي تعيث فسادا في الارض, وتعمل على اذلالكم ونهب ثرواتكم,وهي تحيك المؤامرات ليلا نهارا لتكيد لكم .وان امريكا ما كان لها ان تنجح هذا النجاح لولا سذاجة العديد من ابناء المسلمين , فجعلوا انفسهم اداة طيعة لخدمة مخططاتها , ومن اعمالهم ذريعة للتخل وبسط النفوذ , ويحسبون انفسهم شهداء نزال , وماهم الا صرعى غفلة من الزمان .
وما كان لامريكا ان تنجح ايضا لولا تواطئ هؤلاء الحكام والذي استمر بعد خديعة " الربيع العربي" كما كان تواطئ من كان قبلهم , وقد لفظتهم امريكا بعد ان اهترؤوا وانكشفوا وانتهت صلوحياتهم .فلا تغرنكم الدبلوماسية سواء اكانت من الادارة الامريكية او من معها من فرنسا والمانيا , او من حكام المنطقة , لا فرق بين حكام الجزائر او حكام السعودية او قطر او ايران او مصر او تونس.
فالحذر الحذر من اسايب امريكا الخبيثة في بلاد المسلمين , وعلينا ان نعمل بجد على احباط كيدها والوقوف في وجه مخططاتها والتمسك بالرؤى الصحيحة لقضايا امتنا والحلول الشرعية لها .انتهى