نائل سيد أحمد
17-01-2014, 06:31 PM
الإسراء والمعراج .. دلائل وبشائر
لاتزال مسألة الاسراء والمعراج تثير نقاشاً في الوسط الديني والعلمي والتاريخي والفكري، هذه النقاشات بدأت مع انتهاء الرحلة السماوية بتكذيب كفار قريش لها، فقدم لهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) الدلائل الحسية من شرود بعير في احد الاودية لقافلة قادمة لمكة، ووصفه لبيت المقدس وغير ذلك مما ألجم افواههم، وثبت من اهتز اعتقاده من المسلمين، لكن النقاش حولها استمر في القرن الاول بعد وفاته (صلى الله عليه وسلم)، هل تمت بالجسد والروح؟ ام بالروح فقط؟ ولم يتوقف النقاش حولها إلى يومنا هذا.
لكن من يدقق في الآيات السبع الاولى من سورة الإسراء سيجد الجواب الشافي عن حقيقة حصولها بالدليل العلمي، من خلال ما ساقته من دلائل حسية تاريخية زمنية تؤكد على صحتها، وقيام الرسول (صلى الله عليه وسلم) بها بالروح والجسد بأمر من الله عز وجل. من تلك الدلائل ما جاء في قوله عز وجل: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى} (الاسراء*1) لو دقق كل مؤرخ في اللحظة الزمنية التي تمت فيها عملية الاسراء والمعراج لرأى ان الرحمن عز وجل اكد مصداقية الرحلة بالاخبار عن حدث مستقبلي قريب، سيقع استدلالاً على صحتها بالاشارة الى المسجد الحرام والمسجد الاقصى، ففي وقت وقوعها لم يكن هناك لا مسجد حرام ولا مسجد اقصى، بل كانت في مكة كعبة تحت سيطرة المشركين احاطوها بالاصنام التي كانوا يعبدونها، ولا دليل تاريخيا يشير الى أن اهل مكة يطلقون على الكعبة مسجداً، بل لا يعترفون، ويرفضون بالقوة قيام مسجد للمسلمين فيها او في اي بقعة من مكة، ولم تتحول الكعبة الى المسجد الحرام الا بعد فتح مكة، اي بعد عشر سنوات تقريباً من رحلة الاسراء.
والدليل الثاني الذي ساقته الآية الكريمة الإخبار بأن المكان الذي وصل اليه الرسول (صلى الله عليه وسلم) في القدس سيتحول الى مسجد يسمى بالمسجد الاقصى، فعند قيام الرحلة تشير كل مصادر التاريخ الى ان المسجد الاقصى لم يكن مبنياً، وانما بني بعد فتح القدس في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في السنة السادسة عشرة للهجرة، وتذكر كتب التاريخ ان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين زار مكان المسجد كان مكانا لنفايات المدينة حيث أزالها وامر ببناء المسجد، الذي لم يكتمل بناؤه الا في عهد الوليد بن عبد الملك.
فساقت لنا الآية الكريمة برهانا وبشرى، برهانا على حقيقتها بحدوث امر مستقبلي قريب، وبشرى لنصر قريب، وكل المصادر التاريخية تحدثت عن لحظة الرحلة التي تشير الى ان وضع المسلمين كان في حالة سيئة مما يعانونه من مطاردة مضنية وحصار واضطهاد، وان الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان في وقت حدوثها يلاقي اشد انواع الرفض والتكذيب، حيث كان وقتها عائداً من الطائف طريداً مدمى القدمين، فاقد العم الحاضن والزوج الداعم بل يكاد كفار قريش ينتزعونه من الارض، ويكيدون له اشد الكيد والقهر والظلم، فاذا بالآية تقول له ستنصر وستكون الكعبة مسجداً لك وللمسلمين، اي تبشره بنصر ساحق على من هم اليوم يكادون يطبقون عليه، وهو لا حول له ولا قوة، وهذا ما حدث فعلاً بعد عشر سنوات فهزم الشرك، وطاف بالكعبة وحطم الاصنام وطهر المكان، وتحولت الكعبة الى المسجد الحرام الذي وعد به.
بشرى
البرهان الثاني مع البشرى يأتي وفق سياق تكامل للحقائق الغنية التي وردت في الآية الكريمة، ففي وقت حدوث الرحلة، كما اشرنا الى الوضع الصعب للمسلمين ولرسولهم (صلى الله عليه وسلم)، كانوا يتشاورون ويبحثون عن مكان آمن لاستمرار الدعوة، بعد ان سدّ عليهم كفار مكة كل الطرق، ولم تستكمل بعد عملية الهجرة الى المدينة المنورة، وفي هذا الوضع المأزوم للمسلمين، تأتي البشرى في الآية الكريمة برهاناً على مصداقية الرحلة وحقيقتها لتقول لهم: أيها المسلمون ستهزمون أكبر دولة في العالم آنذاك وهي الامبراطورية الرومانية، وستفتحون القدس وتبنون فيها المسجد الأقصى.
الإعجاز ليس في الرحلة بل الدلائل والبراهين التي قدمتها الآية الكريمة، فقط تثبت مصداقيتها، فكيف بمجموعة مأزومة مضطهدة محاصرة معذبة يفتك بها كفار مكة، وينكلون بها، ويقتلون سمية وياسرا رضي الله عنهما، ويجبرون رسولهم (صلى الله عليه وسلم) ان يلوذ بحماية أحد زعماء قريش بعد ان فقد عمه الذي كان تحت رعايته، ولا يقوى لا هو ولا أتباعه على رد الاذى عن انفسهم، بل يعرض نفسه على القبائل من اجل احتضانه لينشر دعوته في هذه المحنة الشديدة تأتي الآية الكريمة تبشره، ليس بهزيمة كفار قريش فقط، بل بهزيمة الدول الكبرى امام دعوته، وان اتباعه سيتحولون الى قوة عظمى على الارض تدين لهم جبابرة المعمورة!
اراد عز وجل ان تستمر عملية التصديق للرحلة، الى زمن يمتد مئات او آلاف السنين، فتشير الآيات الكريمة الى احداث وقعت وستقع في المناطق التي جرت فيها رحلة الاسراء والمعراج، اي في الارض المقدسة من بلاد الشام، فتخبرنا الآيات من الرابعة الى السابعة من سوة الاسراء عن امر الهي بقوله عز وجل {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علواً كبيراً}(الإسراء *4) قضاء مبرم من الله بفساد بني اسرائيل مرتين في الارض المقدسة، الفساد الاول حدث قبل الرحلة بمئات السنين، وكانت عاقبته تدمير دولتهم، وتخريبها على يد الملك بختنصر، وسبيهم الى بابل، وهذا الحدث مشهور في معظم كتب التاريخ القديمة.
اما الفساد الثاني، فهو ما سيحدث بعد مئات السنين ايضاً وهو اخبار اعجازي يفوق دهشة وقوع الرحلة، بأن هؤلاء اليهود الضعفاء في وقت الرحلة سيبنون دولة كبرى بعد مئات السنين، وستكون دولة قوية عظيمة عسكرياً ومالياً، {وأمددناكم بأموال وبنين وجعلنكم أكثر نفيراً}(الإسراء *6)، انظر اليوم الى هذه الدولة الصهيونية وقوة الحركة الصهيونية التي تحرك مال العالم وتدير صناعة السلاح المتطور، سترى مدى مصداقية الآية التي انزلت منذ اربعة عشر قرناً، اي من قبل تشكيل الدول الحالية في العالم وتركيباتها الجغرافية والسياسية والاقتصادية، ولتتم الآية برهانها الصادق تشير الى موعد لدمار الدولة الصهيونية بسبب الفساد الذي دمر الدولة الاولى منذ آلاف السنين، والذي سيدمر الدولة الثانية، هذا الفساد الذي اصبح من البشاعة بحيث يتم تحت انظار العالم كله وعلى شاشات التلفاز، وتمثل ذاك الفساد الصهيوني من خلال القتل والاعتداء والتدمير والسحق والارهاب والابتزاز للفلسطينيين العزل دون خوف او رادع.
وتتكامل مصداقية الادلة على صحة الرحلة المقدسة، فتشير الآية (104) من سورة الاسراء الى كيفية الحصول على وعد الآخرة بقوله عز وجل {وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً}، وتعني كلمة لفيف بأنهم يأتون من اماكن شتى، وهذا ما حدث فعلاً حيث قدم اليهود الى فلسطين من كل انحاء العالم، واليهود انفسهم يقولون إنهم قدموا الى ارض فلسطين من «مناطق الشتات».
كما تضمنت الآيات البشرى لنصر مقبل بإذنه تعالى للمسلمين، وبزوال الكيان الصهيوني في قوله تعالى {فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً}(الإسراء *7)، والمتابع لاحداث التاريخ يرى ان كلمة مسجد لم يتم تداولها الا بعد ظهور الاسلام، وكتب التاريخ تشير الى ان دخول المسلمين الى بيت المقدس لاول مرة تم في عهد عمر رضي الله عنه .
ان في ذكرى الاسراء والمعراج وبالدلائل التي ساقتها مع بشائرها، تبرهن بشكل ساطع على قيام الرحلة بالروح والجسد للرسول (صلى الله عليه وسلم)، ولو كانت كما يقول البعض بالروح لما نوقشت كل هذا النقاش على مدى مئات السنين، بل هي اعجاز رباني اراد به عز وجل تكريم رسوله (صلى الله عليه وسلم) ومن اتبعه من المسلمين الى قيام الساعة.
ثمرة الرحلة
ثم كانت أعلى ثمار الرحلة الصلاة التي فرضها الله عز وجل على عباده، وهي النعمة العظمى منه عز وجل، والجائزة الكبرى لما فيها من جلالة التقديس، وتطهير للذنوب، ودواء للنفس القلقة، وراحة للمثقل من همّ الدنيا، وتواصل دائم مع الخالق العظيم عز وجل، مع ما تحتويه من فوائد لا تعد ولا تحصى، لله عز وجل الشكر والعرفان، ولصاحب الاسراء والمعراج الصلاة والسلام، وللمؤمنين البشرى وللمشككين الدليل والبرهان القاطع.
عن مجلة الوعي الكويت .
لاتزال مسألة الاسراء والمعراج تثير نقاشاً في الوسط الديني والعلمي والتاريخي والفكري، هذه النقاشات بدأت مع انتهاء الرحلة السماوية بتكذيب كفار قريش لها، فقدم لهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) الدلائل الحسية من شرود بعير في احد الاودية لقافلة قادمة لمكة، ووصفه لبيت المقدس وغير ذلك مما ألجم افواههم، وثبت من اهتز اعتقاده من المسلمين، لكن النقاش حولها استمر في القرن الاول بعد وفاته (صلى الله عليه وسلم)، هل تمت بالجسد والروح؟ ام بالروح فقط؟ ولم يتوقف النقاش حولها إلى يومنا هذا.
لكن من يدقق في الآيات السبع الاولى من سورة الإسراء سيجد الجواب الشافي عن حقيقة حصولها بالدليل العلمي، من خلال ما ساقته من دلائل حسية تاريخية زمنية تؤكد على صحتها، وقيام الرسول (صلى الله عليه وسلم) بها بالروح والجسد بأمر من الله عز وجل. من تلك الدلائل ما جاء في قوله عز وجل: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى} (الاسراء*1) لو دقق كل مؤرخ في اللحظة الزمنية التي تمت فيها عملية الاسراء والمعراج لرأى ان الرحمن عز وجل اكد مصداقية الرحلة بالاخبار عن حدث مستقبلي قريب، سيقع استدلالاً على صحتها بالاشارة الى المسجد الحرام والمسجد الاقصى، ففي وقت وقوعها لم يكن هناك لا مسجد حرام ولا مسجد اقصى، بل كانت في مكة كعبة تحت سيطرة المشركين احاطوها بالاصنام التي كانوا يعبدونها، ولا دليل تاريخيا يشير الى أن اهل مكة يطلقون على الكعبة مسجداً، بل لا يعترفون، ويرفضون بالقوة قيام مسجد للمسلمين فيها او في اي بقعة من مكة، ولم تتحول الكعبة الى المسجد الحرام الا بعد فتح مكة، اي بعد عشر سنوات تقريباً من رحلة الاسراء.
والدليل الثاني الذي ساقته الآية الكريمة الإخبار بأن المكان الذي وصل اليه الرسول (صلى الله عليه وسلم) في القدس سيتحول الى مسجد يسمى بالمسجد الاقصى، فعند قيام الرحلة تشير كل مصادر التاريخ الى ان المسجد الاقصى لم يكن مبنياً، وانما بني بعد فتح القدس في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في السنة السادسة عشرة للهجرة، وتذكر كتب التاريخ ان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين زار مكان المسجد كان مكانا لنفايات المدينة حيث أزالها وامر ببناء المسجد، الذي لم يكتمل بناؤه الا في عهد الوليد بن عبد الملك.
فساقت لنا الآية الكريمة برهانا وبشرى، برهانا على حقيقتها بحدوث امر مستقبلي قريب، وبشرى لنصر قريب، وكل المصادر التاريخية تحدثت عن لحظة الرحلة التي تشير الى ان وضع المسلمين كان في حالة سيئة مما يعانونه من مطاردة مضنية وحصار واضطهاد، وان الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان في وقت حدوثها يلاقي اشد انواع الرفض والتكذيب، حيث كان وقتها عائداً من الطائف طريداً مدمى القدمين، فاقد العم الحاضن والزوج الداعم بل يكاد كفار قريش ينتزعونه من الارض، ويكيدون له اشد الكيد والقهر والظلم، فاذا بالآية تقول له ستنصر وستكون الكعبة مسجداً لك وللمسلمين، اي تبشره بنصر ساحق على من هم اليوم يكادون يطبقون عليه، وهو لا حول له ولا قوة، وهذا ما حدث فعلاً بعد عشر سنوات فهزم الشرك، وطاف بالكعبة وحطم الاصنام وطهر المكان، وتحولت الكعبة الى المسجد الحرام الذي وعد به.
بشرى
البرهان الثاني مع البشرى يأتي وفق سياق تكامل للحقائق الغنية التي وردت في الآية الكريمة، ففي وقت حدوث الرحلة، كما اشرنا الى الوضع الصعب للمسلمين ولرسولهم (صلى الله عليه وسلم)، كانوا يتشاورون ويبحثون عن مكان آمن لاستمرار الدعوة، بعد ان سدّ عليهم كفار مكة كل الطرق، ولم تستكمل بعد عملية الهجرة الى المدينة المنورة، وفي هذا الوضع المأزوم للمسلمين، تأتي البشرى في الآية الكريمة برهاناً على مصداقية الرحلة وحقيقتها لتقول لهم: أيها المسلمون ستهزمون أكبر دولة في العالم آنذاك وهي الامبراطورية الرومانية، وستفتحون القدس وتبنون فيها المسجد الأقصى.
الإعجاز ليس في الرحلة بل الدلائل والبراهين التي قدمتها الآية الكريمة، فقط تثبت مصداقيتها، فكيف بمجموعة مأزومة مضطهدة محاصرة معذبة يفتك بها كفار مكة، وينكلون بها، ويقتلون سمية وياسرا رضي الله عنهما، ويجبرون رسولهم (صلى الله عليه وسلم) ان يلوذ بحماية أحد زعماء قريش بعد ان فقد عمه الذي كان تحت رعايته، ولا يقوى لا هو ولا أتباعه على رد الاذى عن انفسهم، بل يعرض نفسه على القبائل من اجل احتضانه لينشر دعوته في هذه المحنة الشديدة تأتي الآية الكريمة تبشره، ليس بهزيمة كفار قريش فقط، بل بهزيمة الدول الكبرى امام دعوته، وان اتباعه سيتحولون الى قوة عظمى على الارض تدين لهم جبابرة المعمورة!
اراد عز وجل ان تستمر عملية التصديق للرحلة، الى زمن يمتد مئات او آلاف السنين، فتشير الآيات الكريمة الى احداث وقعت وستقع في المناطق التي جرت فيها رحلة الاسراء والمعراج، اي في الارض المقدسة من بلاد الشام، فتخبرنا الآيات من الرابعة الى السابعة من سوة الاسراء عن امر الهي بقوله عز وجل {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علواً كبيراً}(الإسراء *4) قضاء مبرم من الله بفساد بني اسرائيل مرتين في الارض المقدسة، الفساد الاول حدث قبل الرحلة بمئات السنين، وكانت عاقبته تدمير دولتهم، وتخريبها على يد الملك بختنصر، وسبيهم الى بابل، وهذا الحدث مشهور في معظم كتب التاريخ القديمة.
اما الفساد الثاني، فهو ما سيحدث بعد مئات السنين ايضاً وهو اخبار اعجازي يفوق دهشة وقوع الرحلة، بأن هؤلاء اليهود الضعفاء في وقت الرحلة سيبنون دولة كبرى بعد مئات السنين، وستكون دولة قوية عظيمة عسكرياً ومالياً، {وأمددناكم بأموال وبنين وجعلنكم أكثر نفيراً}(الإسراء *6)، انظر اليوم الى هذه الدولة الصهيونية وقوة الحركة الصهيونية التي تحرك مال العالم وتدير صناعة السلاح المتطور، سترى مدى مصداقية الآية التي انزلت منذ اربعة عشر قرناً، اي من قبل تشكيل الدول الحالية في العالم وتركيباتها الجغرافية والسياسية والاقتصادية، ولتتم الآية برهانها الصادق تشير الى موعد لدمار الدولة الصهيونية بسبب الفساد الذي دمر الدولة الاولى منذ آلاف السنين، والذي سيدمر الدولة الثانية، هذا الفساد الذي اصبح من البشاعة بحيث يتم تحت انظار العالم كله وعلى شاشات التلفاز، وتمثل ذاك الفساد الصهيوني من خلال القتل والاعتداء والتدمير والسحق والارهاب والابتزاز للفلسطينيين العزل دون خوف او رادع.
وتتكامل مصداقية الادلة على صحة الرحلة المقدسة، فتشير الآية (104) من سورة الاسراء الى كيفية الحصول على وعد الآخرة بقوله عز وجل {وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً}، وتعني كلمة لفيف بأنهم يأتون من اماكن شتى، وهذا ما حدث فعلاً حيث قدم اليهود الى فلسطين من كل انحاء العالم، واليهود انفسهم يقولون إنهم قدموا الى ارض فلسطين من «مناطق الشتات».
كما تضمنت الآيات البشرى لنصر مقبل بإذنه تعالى للمسلمين، وبزوال الكيان الصهيوني في قوله تعالى {فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً}(الإسراء *7)، والمتابع لاحداث التاريخ يرى ان كلمة مسجد لم يتم تداولها الا بعد ظهور الاسلام، وكتب التاريخ تشير الى ان دخول المسلمين الى بيت المقدس لاول مرة تم في عهد عمر رضي الله عنه .
ان في ذكرى الاسراء والمعراج وبالدلائل التي ساقتها مع بشائرها، تبرهن بشكل ساطع على قيام الرحلة بالروح والجسد للرسول (صلى الله عليه وسلم)، ولو كانت كما يقول البعض بالروح لما نوقشت كل هذا النقاش على مدى مئات السنين، بل هي اعجاز رباني اراد به عز وجل تكريم رسوله (صلى الله عليه وسلم) ومن اتبعه من المسلمين الى قيام الساعة.
ثمرة الرحلة
ثم كانت أعلى ثمار الرحلة الصلاة التي فرضها الله عز وجل على عباده، وهي النعمة العظمى منه عز وجل، والجائزة الكبرى لما فيها من جلالة التقديس، وتطهير للذنوب، ودواء للنفس القلقة، وراحة للمثقل من همّ الدنيا، وتواصل دائم مع الخالق العظيم عز وجل، مع ما تحتويه من فوائد لا تعد ولا تحصى، لله عز وجل الشكر والعرفان، ولصاحب الاسراء والمعراج الصلاة والسلام، وللمؤمنين البشرى وللمشككين الدليل والبرهان القاطع.
عن مجلة الوعي الكويت .