المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دردشات حول سوريا ومصر والعراق



عبد الواحد جعفر
15-01-2014, 11:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

دردشات
حول سوريا ومصر والعراق
1/ - سوريا:
يبدو أن ما يجري من معارك عسكرية بين فصائل المعارضة السورية وبين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) هو جزء من استحقاقات المرحلة القادمة في سوريا. وأول هذه الاستحقاقات هو مؤتمر جنيف2 والحوار مع نظام بشار.
ورغم نفي وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن تكون بلاده التقت بممثلين عن الجبهة الإسلامية التي باتت تمثل العمود الفقري للمعارضة المسلحة ضد النظام، إلا أن سفير أميركا في سوريا كشف أنه يسعى للقاء بعض قادة الجبهة الإسلامية في إطار الإعداد لمؤتمر جنيف2.
صحيح أن رئيس الهيئة السياسية للجبهة الإسلامية حسان عبود نفى أن يكون هناك لقاء قد تم مع السفير الأميركي، وسواء كان هناك اتصال مباشر بالسفير أو لم يكن فإنه لم يعد خافياً أن السعودية وهي الخادم المطيع للبيت الأبيض هي من دعمت تشكيل الجبهة الإسلامية لاحتواء وتنظيم الفصائل المقاتلة وبخاصة التي ترفع الإسلام شعاراً لها، وتوجيه أنظار الناس إليها لتكون بديلاً عن الحركات المصنفة بأنها حركات إرهابية مثل داعش والنصرة.
والجبهة الإسلامية التي أصبحت أكبر المجموعات المقاتلة وتخوض المعارك ضد تنظيم (داعش) على الأرض لم توصف بالإرهاب بل تحاربه إلى جانب الجيش الحر وفصائل أخرى يشكلون بمجموعهم الحجم الأكبر من المقاتلين ضد النظام. ومع استمرارهم بمحاربة (داعش) فإنهم بذلك يسقطون الورقة الأساسية التي يحملها النظام والروس والإيرانيون، وهي أنهم قادمون إلى المؤتمر لبحث (محاربة الإرهاب). وقد سبق لوليد المعلم أن صرح: "أن المؤتمر سيكون هدفه الأساسي محاربة الإرهاب" وهي الرغبة ذاتها لدى الروس والإيرانيين، وتتجاوب هذه الرغبة مع مشاعر الكراهية لـ"الإرهاب" وخطره لدى الجانب الأوروبي. وذلك كله يستدعي إسقاط تلك الورقة بإبعاد مخاوف الأوروبيين بعد محاربة المعارضة ذاتها " للإرهاب" والدخول¬¬¬ إلى البحث الذي يراد توجيه المؤتمر إليه وهو تنفيذ أهم مقررات جنيف1 والقاضي بتشكيل (هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة).
وقد وجه الأمين العام للأمم المتحدة دعوة رسمية للائتلاف الوطني لحضور المؤتمر، ورغم التصدعات وبخاصة التي ظهرت للعلن مؤخراً بانسحاب 40 عضواً من الائتلاف الذي يضم 121عضواً، وبخاصة بعد فوز أحمد الجربا المدعوم من السعودية برئاسة الائتلاف على منافسه رياض حجاب رئيس الوزراء السوري السابق، إلا أن الائتلاف ما زال هو الطرف الأساسي الذي تركز عليه الأطراف الدولية ليمثل المعارضة في المؤتمر، وإن كان ذلك لا يمنع من حضور أطراف أخرى من المعارضة بشكل فردي أو غير فردي.
أما عن العلاقة بين الجبهة الإسلامية الوليدة والائتلاف الوطني ومدى تمثيل الائتلاف الذي يمثل الواجهة السياسية الرسمية المعترف بها دولياً للمعارضة السورية المقاتلة في الداخل، فرغم أن هناك تباينات حادة في الآراء على تمثيل الائتلاف للمعارضة، وحتى على حضور الائتلاف لمؤتمر جنيف2، بين الداخل والخارج وحتى بين الائتلاف نفسه، إلا أن القرار على حضور المعارضة للمؤتمر بالتأكيد ليس للائتلاف أو للمقاتلين، بل تخضع لرغبات إقليمية توجهها مصالح دولية، وذلك ليس مستغرباً لأن تلك الهيئات والتنظيمات لا تستطيع البقاء دون الدعم المالي والإمداد بالسلاح.
أما عن العلاقة بين الجبهة الإسلامية والائتلاف الوطني، فقد حظي هجوم الجبهة الإسلامية على (داعش) بتأييد الائتلاف الوطني، واعتبره خطوة لإظهار حسن نوايا الثورة، مما يشير إلى محاولة تمهيد الطريق لربط التمثيل السياسي في الخارج بالقوى المقاتلة في الداخل حتى يسهل تمرير العملية السياسية.
والجبهة الإسلامية، وهي أكبر تشكيل يقاتل في الداخل، تضم ست جماعات رئيسية مقاتلة تحت مظلتها هي الجيش الإسلامي ولواء التوحيد وأحرار الشام وصقور الشام وكتائب أنصار الشام ولواء الحق، وانضمت أخيراً الجبهة الإسلامية الكردية. وكانت قد أعلنت أن هدفها كما تقول هو“إسقاط النظام إسقاطاً كاملاً وبناء دولة إسلامية تكون السيادة فيها لشرع الله وحده مرجعاً وحاكماً وموجهاً وناظماً لتصرفات الفرد والمجتمع والدولة".
وبالطبع فإن هذا الهدف لا يرضي أميركا التي طالما تحدثت عن وجوب قيام دولة مدنية كبديل لنظام بشار إلا أن ذلك لا يمنعها بطبيعة سياستها البراغماتية من تحقيق أهداف مرحلية (مثلما فعلت ذلك مع طالبان)، ولذلك فمن المتصور أن تؤدي الجبهة دوراً مرحلياً، ويرجح أن ينضم الجيش الحر للجبهة، متخذين من إسقاط النظام هدفاً مرحلياً، وانضمام الجيش الحر سيضفي على الجبهة طابعاً "وطنياً" وسيخفف من الطابع الديني لها، وقد سبق للناطق الرسمي باسم الجيش الحر لؤي المقداد أن رحب بخطوة توحيد التنظيمات بالجبهة الإسلامية، وتمنى على الجبهة أن لا تفرض أجندتها على السوريين، في إشارة منه إلى استهدافها إقامة دولة إسلامية بديلة عن النظام القائم.
أما معالجة تباين الاتجاهات الفكرية بين المعارضة السياسية والتنظيمات المقاتلة الذي يشكل العقبة الكبرى أمام حسم الموقف بشأن شكل وجوهر النظام المقبل فمن المتوقع مثلاً فيما يتعلق بالجبهة الإسلامية الوليدة أن يتم إنتاج قادة "معتدلين" من الجبهة لإشراكهم في تمثيل الثورة. وليس من المتوقع أن تخرج الجبهة الإسلامية عن إطار الحل المنتظر لأنها تتلقى الدعم والتمويل والتوجيه من عملاء أميركا، ولا قدرة للجبهة على البقاء والاستمرار إذا رفضت ما تمليه عليها راعيتها السعودية لاسيما أن الجبهة تحتاج إلى عشرات الملايين من الدولارات شهرياً، بل ليس من المستغرب أن تُوظّفَ الجبهةُ لضرب جبهة النصرة مستقبلاً رغم تنسيقها معها ميدانياً حالياً وتقوم بمحاربتها بنفس المستوى الذي ستنفذ فيه طرد مليشيات "الشيعة " الداعمة لبشار.
أما عن الخلافات بين أعضاء الائتلاف أنفسهم وبين الائتلاف وبين الجيش الحر، فسببه أن أغلب قادة الجيش الحر والمجلس الوطني مرتبطون بقطر والائتلاف الوطني تسيطر عليه السعودية، وهناك خلافات حقيقية بين أعضاء الائتلاف يغذيها التنافس السعودي القطري للقبض على زمام الأمور برغم أن ملف "الربيع العربي" قد خرج من السيطرة شبه الكاملة لقطر بإيعاز من أميركا وتم إسناده للسعودية والإمارات لكبح التوجه الجماهيري نحو الإسلام والحركات الإسلامية وتعزيز موقف العلمانيين الذين خرجوا من التأثير في الحياة السياسية بفعل التيار الإسلامي الجارف في "الربيع العربي".
إن إضعاف أميركا لتنظيم (داعش) في سوريا لا يعني أنها قد تركت استخدام ورقة الإرهاب كذريعة للتدخل في شؤون الدول كعادتها، بل لأن مصالحها اقتضت أن يكون تنظيم داعش كبش الفداء على مذبح الحل السياسي في سوريا؛ أي حتى لا يتم استعمال أو تضخيم ورقة الإرهاب في جنيف2، هذا فضلاً عن أنها قامت باستغلال أخطاء النهج الذي يسير عليه ذلك التنظيم المنسوب إلى التيار السلفي وبخاصة استسهاله لسفك الدماء والإمعان في ذلك في تشويه صورة الإسلام الذي تطالب الأمة بتطبيقه؛ أي تشويه الغاية التي تريدها الأمة ويطالب بها التنظيم وهي إقامة الخلافة وتطبيق الإسلام، فضلاً عن تشويه الجهاد بعد نشر بعض ممارسات التنظيم التي تعكس صورة منفرة في هذا الجانب كذلك.
إن من يراقب تصرفات أميركا والغرب الكافرين يلمس لمس اليد مدى الحقد على الإسلام والمسلمين، فقد شفوا صدورهم بإزهاق أرواح عشرات الآلاف من أبناء المسلمين، ولا يلمس منهم اكتراث يذكر وهم يشاهدون مئات الآلاف من الجرحى والمعاقين والمعتقلين من شباب المسلمين وأطفالهم وشيوخهم، هذا فضلاً عن تدمير بلاد المسلمين وقدراتها الاقتصادية والعسكرية، وقد استطاعوا أن يجعلوا من سوريا موضعاً لحرب ضروس بين المسلمين في المنطقة على أساس مذهبي، واستطاعوا أن يؤسسوا لتقسيم سوريا مستقبلاً على أساس عرقي ومذهبي، واستطاعوا أن ينفروا ولو جزئياً من تطبيق أحكام الإسلام وبالتالي من الخلافة وهي شكل الحكم في الإسلام، كما عملوا على تشويه صورة الجهاد، بل صوروا أن الإسلام قد يفرِّق حتى الأمة الإسلامية ولا يجمعها، بخلاف الديمقراطية التي تسمح بالتعددية السياسية، وتحترم رأي الآخر!
لكن المشكلة تكمن بشكل أساسي في مستوى وعي أمتنا على دينها ووعيها على ما يكيده لها أعداء هذا الدين العظيم.

عبد الواحد جعفر
15-01-2014, 11:47 AM
2/- مصر:
إن أميركا هي التي دفعت الانقلابيين في مصر لاتخاذ الإجراءات الأخيرة، وبخاصة اعتبار جماعة الإخوان "تنظيماً إرهابياً" وإيقاف نشاط مئات الجمعيات الخيرية المرتبطة بها وتجميد أصولها المالية، وكان ذلك في نفس اليوم الذي تمت فيه تفجيرات مديرية أمن الدقهلية التي اتخذت ذريعة لإصدار تلك الإجراءات ضد الإخوان.
أما السبب الحقيقي فهو وضع حد لطموح الأمة واندفاعها للمطالبة بتطبيق الإسلام، ولذلك عمدت إلى إبراز كل وسائل القمع والتشويه والإذلال لمن يقدمون أنفسهم أنهم يمثلون الإسلام، وذلك كله بعد أن لاحظوا احتضار التيار العلماني بعد فوز الإخوان في الانتخابات التي جرت في مصر والذي يؤكد أن إجراءاتهم موجهة ضد الإسلام وتياره الجارف هو معرفتهم الأكيدة بواقع الإخوان المسلمين الذين لا مانع لديهم من تقبل بعض المفاهيم الأساسية للفكر الغربي وبخاصة المتعلقة بالحكم.
أما السبب الظاهر وراء تلك القرارات فهو "التعنت" الذي ما زالت عليه قيادات جماعة الإخوان المسلمين في مصر أمام الحلول الأميركية التي تطرح عليها بوجوب المشاركة في الحياة السياسية الناتجة عن انقلاب 30 تموز/يوليو 2013 والذي يعني ضرورة عدم التمسك بمطالبها في عودة محمد مرسي للحكم وإرجاع الأمور إلى ما كانت عليه قبل الانقلاب وبضرورة قبول خارطة الطريق التي يسير عليها عبد الفتاح السيسي.
فهذه الإجراءات الأخيرة ضد الإخوان زيادة على القتل والاعتقالات والمحاكمات من شأنها حشر الجماعة - التي لم تبرز فيها قيادات جديدة قادرة على أخذ مكان القيادات السابقة - في الزاوية حتى يندفع بعض أهم قادتها ممن لهم ثقل في الشارع ويسير في خط جديد يخالف المواقف الحالية للجماعة .
ويبدو أنه بعد الاستفتاء على الدستور الجديد سيجري العمل للسير في انتخابات رئاسية قبل الانتخابات التشريعية كما كان مرسوماً في خارطة طريق الانقلابيين، والغرض من ذلك هو قطع الطريق نهائياً على حلم المطالبين بعودة "الشرعية" ومن ثم ضمان وجود رئيس لمصر بحجم عبد الفتاح السيسي يستطيع أن يأخذ موقعه في الواجهة بدل تسيير أمور الحكم من الخلف أو بصفة وزير الدفاع.
فقد نقلت بوابة الوفد عن مصادر سياسية قولها أن السيسي سيخرج في التغيير الوزاري المرتقب في النصف الثاني من الشهر الحالي. وأضافت أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة وافق بالإجماع في اجتماعه يوم الثلاثاء 31/12/2013 على اختيار الفريق صبحي صدقي، رئيس الأركان الحالي، وزيراً للدفاع خلفاً للسيسي، كما وافق على إعفاء السيسي من منصبه وتم إبلاغ رئاسة الجمهورية بهذا القرار. وقالت بوابة الوفد أن هذه الإجراءات تهدف إلى إفساح المجال أمام الفريق السيسي للترشح لرئاسة الجمهورية وتوفير الوقت الكافي أمامه لإنزال اسمه في جداول الناخبين حتى يتمكن من الترشح للرئاسة.
وإذا تم انتخاب رئيس لمصر يقطع الطريق على المطالبين بعودة الشرعية، وتم تشكيل حكومة تجسد شراكة في حكم البلاد بوجود الإخوان أو من دونهم، فإنه من المتوقع أن يجري بعد ذلك استبعاد العسكر من الحكم بعد حدوث استقرار نسبي وتشكيل حكومة "مدنية" ضمن إطار الديمقراطية التشاركية التي لا يجري فيها استبعاد أحد .
وما يجب الانتباه إليه أن أميركا لم تتخل عن مشروع الشرق الأوسط الكبير، إلا أنه من الواضح أنها تقوم بمراجعات جزئية في بعض الخطط والأساليب لتثبيت المشروع وإنجاحه بالشكل الذي رسمته حيث أنها قد بنت مشروعها على الالتفاف على تطلعات الأمة واندفاعها لتحكيم الإسلام في حياتها ويؤكد ذلك الحضور الكبير للتيار الإسلامي في الأمة. ولذلك فما يحدث في مصر (وبدرجة أقل في تونس وتركيا) هو إجراءات استباقية تقوم بها أميركا من أجل السيطرة على الأوضاع ودفعها للسير تجاه أهدافها الإستراتيجية وبخاصة دفع الأمة بالمراوغة والتضليل نحو التمسك بعقيدة فصل الدين عن الحياة، واعتبارها قارب النجاة الذي ينقذ المجتمعات التي تعاني من التباينات الفكرية والسياسية والتي يمثل الدين دوراً كبيراً في وجود تلك التباينات.
لقد أرادت أميركا في مصر وغيرها من بلاد المسلمين أمام تيار الإسلام الجارف في الأمة ضخ الحياة في التوجهات الفكرية غير الإسلامية وبخاصة العلمانية منها وإظهارها بعد تكبير حجمها آلاف المرات بواسطة الإعلام وسطوة قادة العسكر ومؤازرة الأقليات الدينية أن لها وزناً حقيقياً بين المسلمين، وأن هناك ضرورة باتت ملحة لإيجاد توازنات بين أصحاب التوجهات الفكرية المتباينة داخل المجتمعات وإعادة ما اختل من تلك التوازنات، وأن ذلك لا يتأتى إلا باعتماد الديمقراطية التشاركية التي تستند إلى عقيدة فصل الدين عن الدولة وعلاقات المجتمع، متصدين لرغبة الأمة الصادقة بالميل لتحكيم شرع الله في حياتها والتي أثبتتها معاهد ومراكز الأبحاث التابعة لهم والتي أجرت استطلاعات الرأي في طول بلاد المسلمين وعرضها، وكل ذلك يظهر بوضوح التضليل والالتفاف على إرادة الأمة الحقيقية حتى يضعوا سقفاً لطموحها وتوجهها الجارف نحو رغبتها في عودة الإسلام ليحكمها ويجمع شملها ويعيد إليها مجدها ومكانتها الحقيقية بين أمم الأرض.

عبد الواحد جعفر
15-01-2014, 11:49 AM
3/ - العراق:
الأحداث التي شهدها العراق يبدو أن المالكي افتعلها بأمر من أميركا، وذلك من أجل تحقيق الآتي:
أولاً: دفع أهالي المحافظات "السنية" إلى المطالبة بالفدرالية التي لا تلقى قبولاً واسعاً بينها. ولعل ما دعا إليه صراحة طارق الهاشمي مؤخراً على قناة الجزيرة، بعد أن أعلن رسمياً استقالته من منصب نائب الرئيس، إلى أن تتحمل السعودية مسؤوليتها في حماية "السنة" كما تفعل إيران مع "شيعة" العراق ما يؤكد على تواطؤ عملاء أميركا في السعي نحو تقسيم العراق. وكان الهاشمي قد صرح بعد مجزرة الحويجة على يد جنود المالكي قائلاً: "الفدرالية باتت خياراً حقيقياً في العراق بعد أحداث الحويجة والاستهداف المتكرر للسنة في البلاد وتهميشهم".
أما على الأرض فقد بدأت كبرى عشائر العراق في المحافظات "السنية" بالانضمام إلى صفوف "المجلس العسكري لثوار العشائر" ودخلت في حرب كر وفر وحرب عصابات مع القوات العراقية والصحوات التابعة لها، وذلك من أجل التصدي لتجاوزات الحكومة العراقية وما تسميه "الحلف الصفوي" ضد أبناء المحافظات "السنية" خاصة في الأنبار.
وقد جاء تشكيل هذه المجالس العسكرية بعد الدعوة الصريحة التي أطلقها مفتي "السنة" في العراق رافع طه الرفاعي إلى وجوب مقاومة المالكي الذي سماه بالدكتاتور. ودعا الرفاعي إلى وجوب فتح جبهات جديدة تشغل المالكي حتى يخفف الضغط على الفلوجة والرمادي.
ثانيا: إيجاد مبررات لفوز المالكي في الانتخابات القادمة بعد شهرين وذلك تحت مبررات محاربة القاعدة و"الإرهاب" عبر تشديد القبضة الأمنية والاستمرار في استنزاف ثروات الأمة. وبدعوى أنها لا تتدخل في الشؤون السياسية العراقية، فإن الولايات المتحدة تكون قد أفصحت عن نيتها بأنها ما زالت تتمسك بنوري المالكي الذي أثبت لها قدرته على الوفاء بـ"اتفاقية إطار العمل الإستراتيجي" والتي من بين أهم بنودها: مكافحة "الإرهاب" والحفاظ على تدفق النفط.
و قد يسعى المالكي في ظل كثرة خصومه السياسيين إلى تشكيل تحالف جديد مع بعض الأحزاب السنية التي ينقصها الدعم الشعبي، على أمل أن يساهم هذا التحالف في إضعاف خصومه والوقوف ضد الفصائل "الشيعية" المعارضة له داخل مكونه السياسي "ائتلاف دولة القانون". ولعل أكثر ما يهدد المالكي سياسياً هو ظهور بوادر تحالف جديد داخل المكون "الشيعي" بين التيار الصدري وجماعة عمار الحكيم على مستوى الحكم المحلي مما قد يتسبب في سحب البساط من المالكي باعتباره "وكيلاً عن الشيعة". لذلك ففي الوقت الذي يقوم فيه بقطع الطريق على (داعش) في إسناد تنظيمها في سوريا يوظف ضربها في استعادة شعبيته لدى الطائفة "الشيعية" ليتمكن من الفوز في الانتخابات المقبلة.
ومع كل ذلك فإنه يبدو أن أميركا لن تسمح في هذه المرحلة بانهيار المالكي لما يتصف به من خضوع تام لها وإخلاص في تنفيذ مخططاتها، هذا بالإضافة إلى نجاحه في السيطرة على المؤسسات الأمنية والعسكرية والمالية في البلد.
ثالثاً: تسليم العراق المزيد من صواريخ جو أرض من نوع هيلفاير، إلى جانب عدد آخر من طائرات الهليكوبتر من طراز "أباتشي" وطائرات الاستطلاع من دون طيار، فهذا ما طلبه المالكي من أميركا خلال زيارته الأخيرة لها. وقد كان الكونغرس الأميركي متردداً في الموافقة على ذلك. إلا أنه بعد الأحداث الأخيرة وبدعوى محاربة "الإرهاب" وتنظيم القاعدة في الأنبار قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور روبرت مننديز أنه يمكن تسليم العراق هذه الشحنات لكنه اشترط الحصول على بعض الضمانات مثل عدم استعمال المالكي لهذه المعدات ضد خصومه السياسيين.
رابعاً: في الوقت الذي بدأ فيه الصراع بين فصائل المعارضة العسكرية السورية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بدأت الأحداث تتصاعد بوتيرة كبيرة في العراق. ويبدو أن تزامن التوقيت في فتح الجبهتين ضد تنظيم (داعش) في سوريا وفي العراق، يراد منه تمكين قوات المعارضة السورية وبخاصة الجبهة الإسلامية من تحقيق انتصارات سريعة على تنظيم (داعش) في سوريا عبر إشغال عناصر القاعدة في العراق ومن ثم إضعاف إمكانية مد يد العون إلى أنصارهم في سوريا.
وقد استغلت أميركا المعارك ضد ما تسميه تنظيم القاعدة والإرهاب في العراق بإعلان البدء في دراسة تقديم تدريب جديد لقوات عراقية خاصة. فقد نقلت رويترز عن مسؤول عسكري أميركي _رفض الكشف عن هويته_ قوله إن مركزاً للتدريب على العمليات الخاصة بالقرب من العاصمة الأردنية عمّان هو أحد المواقع التي يجري دراستها لاحتضان تلك التدريبات.
ولم تكتف أميركا بذلك بل استطاعت تسخير مجلس الأمن الدولي ليصدر بيانا الجمعة 10 كانون ثاني/يناير يعرب فيه عن دعمه للحكومة العراقية في العملية العسكرية التي تشنها في محافظة الأنبار. فقد جاء في البيان أن "مجلس الأمن يعرب عن دعمه التام للجهود المتواصلة التي تبذلها الحكومة العراقية من أجل حماية الشعب في العراق". وأضاف أن المجلس يحث "العشائر العراقية والمسؤولين المحليين وقوات الأمن في محافظة الأنبار على مواصلة الانتشار والتوسع وتعزيز تعاونهم ضد العنف والإرهاب" مشيراً إلى "الأهمية القصوى في إقامة حوار ووحدة وطنية".
ومن خلال بيان مجلس الأمن هذا يتضح لنا مرة أخرى أن الأحداث في العراق تم تحريكها من أجل أهداف محددة أرادت أميركا انجازها، وهي الترويج للفدرالية وتمكين المالكي من الفوز بالانتخابات القادمة وإمداد العراق بالأسلحة الخاصة وأخيراً إشغال تنظيم (داعش) في العراق لتمكين الجبهة الإسلامية في سوريا وحلفائها من الانتصار على عناصر التنظيم في سوريا من أجل تمهيد الطريق نحو جنيف2 والمرحلة الانتقالية.

12/ربيع الأول/1435هـ
13/1/2014م

وليد فهد
17-01-2014, 09:38 PM
بالنسبة الى الموضوع السوري فيبدو ان امريكا قد فشلت في تحقيق ما كانت تهدف اليه فامريكا اعتقدت ان النظام السوري سينتهي كما انتهى النظام الليبي لكنها كانت مخطئة فسوريا لها اصدقاء كثر مثل حزب الله وايران وروسيا والصين وهذه الدول الاخيرة استخدمت الفيتو ضذ استخدام القوة ضد سوريا .
اما بالنسبة الى داغش فبعد قناعة امريكا بفشلها استخدمت داعش التابعة الى حلف الاطلسي بتنسيق تركي في محاربة جبهة النصرة التي هي ايصا قاعدة تتحرك من قبل قطر والجبهة الاسلامية التي هي ايضا قاعدة تحركها المخابرات السعودية وذلك لاضعاف هذه الجبهات خاصة ان جنيف 2 سيخرج بنتائج في مصلحة النظام السوري من شانها ان تضمن ترتيبات في المناطق الساخنة من شانها ان تدعم قوات النظام على الارض .
كما ان وجود مثل هذه المجموعات يشكل خطرا على اسرائيل فيما بعد لذلك يجب التغكير الجدي في القصاء عليها

muslem
18-01-2014, 01:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


بالنسبة الى الموضوع السوري فيبدو ان امريكا قد فشلت في تحقيق ما كانت تهدف اليه فامريكا اعتقدت ان النظام السوري سينتهي كما انتهى النظام الليبي لكنها كانت مخطئة فسوريا لها اصدقاء كثر مثل حزب الله وايران وروسيا والصين وهذه الدول الاخيرة استخدمت الفيتو ضذ استخدام القوة ضد سوريا .
اما بالنسبة الى داغش فبعد قناعة امريكا بفشلها استخدمت داعش التابعة الى حلف الاطلسي بتنسيق تركي في محاربة جبهة النصرة التي هي ايصا قاعدة تتحرك من قبل قطر والجبهة الاسلامية التي هي ايضا قاعدة تحركها المخابرات السعودية وذلك لاضعاف هذه الجبهات خاصة ان جنيف 2 سيخرج بنتائج في مصلحة النظام السوري من شانها ان تضمن ترتيبات في المناطق الساخنة من شانها ان تدعم قوات النظام على الارض .
كما ان وجود مثل هذه المجموعات يشكل خطرا على اسرائيل فيما بعد لذلك يجب التغكير الجدي في القصاء عليها

اخ وليد و من قال ان امريكا تسعى لانهاء النظام السوري كما انهىت النظام الليبي و لقد بين الحزب هذا في نشرة أجوبة أسئلة(16/05/2011)


أجوبة أسئلة

أولاً: الظاهر أن بشار الأسد سيبقى في السلطة للفترة القادمة، ولكن بعد التخلص من رموز الحرس القديم الذين يحولون دون تنفيذ الإصلاحات الأميركية إضافة إلى الطواقم الأمنية التي تلطخت أيديها بدماء المتظاهرين، وإنهاء تفرد حزب البعث الحاكم وإن لزم حله، فتصريحات المسؤولين الأميركان والغربيين والأتراك وغيرهم من المسؤولين العرب تشير إلى تأييدهم حلاً داخلياً، ولا يكاد يلحظ تطرقهم لتنحي بشار عن السلطة. فعلاوة على عدم تطرق الرئيس الأميركي أوباما إلى تنحي بشار الأسد، فإن المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر سبق أن صرَّح بعد الخطاب الثاني لبشار الأسد أن خطابه "لم يكن على مستوى الإصلاحات". كما صرَّح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو حسبما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول "أن بلاده ترفض تدخلاً أجنبياَ في سورية وتعتقد أن الإنتفاضة الشعبية المستمرة في هذا البلد ينبغي أن تحل بشكل داخلي". إضافة إلى تصريحات أمير قطر حمد بن جاسم آل ثاني في باريس والذي نشرته صحيفة السفير اللبنانية "هناك حديث يجري عن العقوبات لكننا نحن نؤيد حلاً من داخل البيت السوري ويلبي رغبات الشعب السوري"، كما جرى استثناء بشار الأسد من العقوبات الأوروبية الأخيرة التي شملت ثلاث عشرة شخصية سورية تمسك بزمام الأمور في دمشق.

ومما يلفت الأنظار صدور بيان الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة يوسف القرضاوي في 18 نيسان/أبريل يدعو فيه بشار الأسد إلى "الإسراع بالبدء فوراً بتغيير الدستور، وإطلاق الحريات، وتحقيق مطالب الشعب كاملة"، كما أدان الإتحاد العالمي بشدة "أساليب التعذيب والإهانة والقتل للمتظاهرين المسالمين"، بل وناشد "الجيش السوري البطل أن يحمي هؤلاء المسالمين عن بطش أدوات القمع الظالمة التي تفتك بالشعب السوري"، كما أكد الإتحاد على أن "اتهام المظاهرات بالعمالة، والارتباط بالخارج، ومحاولة قمعها من خلال وصفها بالمؤامرة الخارجية لن ينطلي على أحد في عالمنا اليوم، فالمظاهرات اليوم تعبر عن ضمير الشعب"، وختم بيانه بالقول "إن وجود سورية، في مواجهة العدو الصهيوني لن يعفيَ حكامه عن تحقيق تطلعات الشعب وحرياته، وإزالة الظلم والاستبداد، بل إن معظم الأراضي العربية الإسلامية قد احتلت في ظل الاستبداد والدكتاتورية والحزب الواحد، أو الزعيم الأوحد". والمدقق يرى خلو البيان من طلب التنحي من الرئيس بشار الأسد، علاوة على أن القرضاوي الذي طلب التنحي من زين العابدين ومن حسني مبارك، وأفتى بقتل القذافي لم يطلب من الأسد التنحي عن السلطة ولم يفت بقتله.

على أن تصريحات كثير من قادة المعارضة السورية في الداخل والخارج تطالب بالإصلاحات حتى لو بقي بشار الأسد على رأس السلطة، وقد أصبح من المعروف أن قيادات المعارضة السورية في الخارج والتي حضرت مؤتمر استنبول سبق أن أدين أبرز رموزها (أنس العبدة) بالتواصل مع الأميركان، وأن أميركا هي التي دعمت قناتهم الفضائية (بردى) ونشاطاتهم الأخرى بستة ملايين دولار.

وبشار الأسد الذي يستشعر أن أميركا لم تتخل عنه يدرك حجم قوى المعارضة في سورية، ويراهن حالياً على البطش، وعلى إخافة الناس من الإحتراب الداخلي ومن التقسيم، في الوقت الذي يبدي فيه ترحيبه بإحداث الإصلاحات المطلوبة. وقد قام النظام السوري في الأيام الأخيرة بتوجيه دعوة للحوار الوطني من المحتمل أن يجري من خلاله تبني النظام السوري لمعظم مطالب المعارضة وإظهار الجدية بتنفيذها فعلاً.

إن الناس في سورية الذين يتوقون إلى التخلص من حكم الأسد وطائفته ولم يندفع معظمهم للمشاركة بالاحتجاجات، يُدركون أن القوى الفاعلة في الجيش هي بيد بشار الأسد وطائفته العلوية، ويتخوفون من إمكانية حصول الاحتراب الداخلي على النمط الليبي، بل وإمكانية استحداث النظام لمجازر لوجود سابقة لم تمسح من ذاكرتهم بعد؛ لذلك فإنه ليس من المستغرب التماسهم العذر لقوى المعارضة على عدم قدرتها على حسم أمر النظام كما حصل في مصر وتونس وسيتفهمون تقبلها لوجبة دسمة مما يسمى بالإصلاحات نظير بقاء بشار الأسد.

ويبدو أن الحسابات الأميركية للتغيير في سورية ستقتصر على إدخال ما تسميه بالإصلاحات التي ستؤدي لو تحققت إلى تغيير صورة النظام والتهيئة لطرد بشار من الحكم لاحقاً، وذلك أن حصول الإنهيار للنظام السوري الحالي سيكون مدوياً ومن المتوقع أن يخلف آثاراً داخلية يصعب احتواؤها في فترة وجيزة، مما سيؤثر على ورقة الضغط التي يتخوف منها قطاع كبير من الشارع "الإسرائيلي" والتي تتمثل بتحالف حزب الله وسورية المدعومتين من إيران. فضلاً عن تأثير انهيار النظام في سورية على تركيا التي يستخدمها الأميركان ورقة ضغط أخرى على "إسرائيل"، وقد سبق لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن أعرب عن "عدم رغبته برؤية سورية مقسمة" موضحاً أن هذا يمكن أن يلحق الضرر بتركيا.
ومما يعزز التوجه نحو المصالحة الداخلية في سورية ما تناقلته وسائل الإعلام، من أن هناك حديث عن تشكيل وفد شعبي يمثل مختلف مناطق سورية لزيارة محافظة درعا، والتعزية بمن قتلوا من أبنائها وإجراء مصالحة.

ابو عصام
23-01-2014, 12:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
زيادة في احراج النظام في سوريا ، واضعافا لورقة الارهاب التي جاء يحملها الى مؤتمر جنيف ، كانت تلك القنبلة التي تم تفجيرها بنشر تلك الصور المروعة للتعذيب في السجون السورية ، والتي نسبت الى منشق سوري ، فهل كان نشرها مصادفة ؟ طبعا لا يشك سياسي يحترم عقله ان نشر تلك الصور في ليلة افتتاح المؤتمر كان بمحض الضدفة ، بل جاءت تلك القنبلة لتقول ان الارهاب الذي ينبغي محاربته هو ما تقوم به الدولة السورية ، بل وتحشر النظام في زاوية ضيقة للقبول بما ورد في دعوة بان كيمون للمؤتمر والتي تنص في بندها الاول على تشكيل هيئة حكم تتمتع بكافة الصلاحيات ( مقررات جنيف 1) ، ويحمل نشر تلك الوثائق في طياته توجيه تهديد لنظام الحكم في سوريا بتقديم اركانه الى محكمة لاهاي المختصة بمحاكمة مجرمي الحرب .

بوفيصيل
23-01-2014, 02:05 AM
اسعد الله مساك اخي ابوعصام
لم يكن صدفة بث الصور والأفلام عن جرائم بشار وزمرته وما تبادل التهم في المؤتمر من قبل النظام حيث انه اتهم جهات خارجية في دعم الإرهاب وإرسال مقاتلين ضده وإصرار المعلم على تجاوز المدة المحددة لكلمتة تزيد عن ٢٥ دقيقة من الوقت المسموح له الا إصرارا من النظام على تحدي المجتمع الدولي وبضوء اخضر امريكي الا زيادة في التعذيب وقهر الشعب السوري وضرب جميع المواثيق والشرائع الانسانية والأمر هو معركة حياه او موت وان كان عميلا وان كان خائنا فهو يستجدي وجوده عل امريكا والدول العظمى ترضى عنه وعن ما قدمه في سبيل ان يبقى في الكرسي وان بديل عدم الموافقة لوجوده في النظام هو ذاك الإرهاب الذي يمارسه على الناس في سوريا حيث ان عائلة الأسد هي الأكثر دموية في العالم الحديث
ونسأل الله ان يجعل كيدهم في نحورهم جميعا وان يجعل لهذه الأمة فرجا قريبا