مشاهدة النسخة كاملة : المحاذير التي وقع بها من خاض في ما تشابه من نصوص القرآن السنة
muslem
08-05-2009, 10:14 AM
قال الله تعالى(هو الذي أنزل عليك الكتب منه آيات محكمت هن أم الكتب وأخر متشابهت فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشبه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله
والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألبب)([1])
وهذه الآية الكريمة فيها تحذير رباني من الخوض في ما تشابه من نصوص القرآن الكريم.
وقد التزم المسلمون من عصر الرسالة إلى يومنا هذا بهذا التحذير، ولم يغفله إلا من غفل عن مخاطر هذا الخوض فوقع في كثير من المحاذير، وأحدث خلافا رتب عليه كثيرا من أحكام التبديع والتفسيق.
ولا يخفى على أحد ما أحدثه اختلاطُ العرب بالعجم في صدر الرسالة من آثار في الفكر الإسلامي من جهة وفي اللغة العربية من جهة أخرى. فلما دخل في دين الإسلام أفواجٌ من أمم لم يتذوقوا بيان العربية وقفوا على بعض الألفاظ القرآنية مجردةً عن سياقها وسباقها، مثل قوله تعالى: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وقوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى). فحمل بعضهم مثل هذه النصوص المتشابهة على ظاهرها وربطوا بين هذا الفهم وبين ما كانوا عليه من الاعتقاد المختلط بالوثنية أو اليهودية المحرفة أو غيرها من العقائد الفاسدة. وصار وجود هذه الألفاظ في حقهم موهما لتشبيه الباري وتجسيمه.
ولهذا كان في السلف من ينكر التحديث بمثل هذه الأحاديث الموهمة إشفاقاً على هؤلاء العجم مِن توهمِ التجسيم.
لمشاهدة البحث كاملا اضغط على الرابط التالي
http://www.suhaibalsaqqar.com/ar/Index.asp?Page=35
حمل في ثوان جهد صهيب محمود السقار في سنوات رسالةالاحتجاج بخبر الآحاد ( تستحق القراءه وقريبه من المتبنى عند الشباب)
http://www.suhaibalsaqqar.com/files/ihtejaj.rar
وهاكم الصفحه لصهيب محمود السقار
http://www.suhaibalsaqqar.com
muslem
08-05-2009, 11:11 AM
ارجوا ان تعم الفائده للجميع
Abu Taqi
08-05-2009, 11:18 PM
بوركت أخي الكريم مسلم
كلامك فيه مغالطة كبيرة جدا أن قلت " وهذه الآية الكريمة فيها تحذير رباني من الخوض في ما تشابه من نصوص القرآن الكريم"
حقيقة أن الآية لا يوجد فيها أي تحذير من الخوض في معنى المشتابه!!
فكيف فهمت هذا من الآية!!
الآية وضحت حال من يريد الخوض في المتشابه من أجل أمرين: ابتغاء التأويل بهدف تأويل المعنى.
ثانيا ابتغاء الفتنه.
اما من يخض في هذه المتشاباهات لفهم معناها و ادراكه بحسب طبيعة اللسان العربي المبين، وبحسب طريقة الإسلام في فهم النصوص التشريعية فهذا أمر محبوب و أمر مطلوب.
والراسخون في العلم يعلمون تأويله.
قال ابن عباس: وأنا من الذين يعرفون تأويله.
أبو محمد
09-05-2009, 06:38 PM
السلام عليكم
ما يفهم من مشاركة الأخ مسلم هو التنبيه إلى الأبحاث التي سميت عقلية في مسائل الأسماء والصفات والتي أدت إلى التبديع والتفسيق، ولاحظ الأمثلة القرآنية التي طرحها "ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" و "الرحمن على العرش استوى".
وبهذا المعنى تحدث الحزب في مبحث العقيدة الأسلامية في الشخصية الجزء الأول.
هل من المرغوب البحث بآيات الأسماء والصفات وبناء عقيدة عليها؟؟؟!!!
ودمتم
لا يفهم هذا من كلامه أخي وبارك الله فيك
أبو محمد
12-05-2009, 07:40 PM
عزيزي مؤمن،،،
ماذا يفهم من كلامه؟!
والله أنا فهمت هيك كلامه.....
تحياتي
قال الله تعالى(هو الذي أنزل عليك الكتب منه آيات محكمت هن أم الكتب وأخر متشابهت فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشبه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله
والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألبب)([1])
وهذه الآية الكريمة فيها تحذير رباني من الخوض في ما تشابه من نصوص القرآن الكريم.
هو استدل بهذه الآية على حرمة عدم الخوض في المتشابه مع أن المتشابه ما احتمل أكثر من معنى أو له أكثر من دلالة و هذا مختص به علماء الأمة الذين يبحثون عن دلالة اللفظ وهو امر معروف و مشهور و بحثه جميع المفسرين و لم أقف على قول احدهم يقول بما قال أخينا على حد علمي.
و الله أعلم
muslem
13-05-2009, 11:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير على مايبدو ان الاخ ابو محمد اطلع على الموضوع بجديه اكثر وارجوا اخي مؤمن ان تعذرني فوالله انني لاتعجب منك فبينما ان ردك في موضوع استفسار عن الامير كان جيد الا ان مشاركتك الاخرى ليست بنفس المستوى و اليك الدليل لقد حكمت على البحث بان فيه مغالطة كبيرة جدا من خلال معلوماتك السابقه وليس من خلال قرائتك للبحث
اقرء من بعض محتويات هذا البحث
وأول ظهور للخوض في هذه النصوص ينسب إلى مقاتل بن سليمان(150هـ) الذي جهر بمقالة التشبيه في خراسان فقال: إن الله جسم وله جوارح وأعضاء من يد ورجل وعينين.
وفي خراسان أيضا ظهر أول إنكار لمقالة مقاتل، إذ قام الجهم بن صفوان بالرد على مقاتل غير أنه أفرط في النفي كما أفرط خصمه في الإثبات. وجرت بين الفريقين مناظرات انتقل صداها إلى علماء المسلمين من السلف الصالح رضوان الله عليهم لما سارع العوام إليهم يسألون عن الحق في ما أحدثه هذا النزاع. وفي ذلك يقول الإمام أبو حنيفة(150هـ) رحمه الله: (أتانا من المشرق رأيان خبيثان، جهمٌ معطلٌ ومقاتلٌ مشبه)([3]) ويقول أيضا:(أفرط جهم في النفي حتى قال إنه ليس بشيء وأفرط مقاتل في الإثبات حتى جعل الله تعالى مثل خلقه)([4])
وكان موقف السلف في أول ظهور هذه البدعة يقتصر على إظهار الطعن والبراءة من الخائض فيها من الفريقين كما سبق عن الإمام أبي حنيفة([5])
ولعل موقف الإمام مالك من أبرز المواقف التي تمثل هذا الموقف في تلك الحادثة المشهورة التي أخرجها البيهقي: (أن رجلاً دخل على الإمام مالك فقال: يا أبا عبد الله " الرحمن على العرش استوى "([6]) كيف استواؤه؟ قال: فأطرق مالك وأخذته الرُّخصاء، ثم رفع رأسه فقال: الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه، ولا يقال كيف، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجلُ سوءٍ صاحبُ بدعةٍ، أخرجوه، فأُخرج الرجل) وفي رواية (والكيف غير معقول)
لمشاهدة البحث كاملا اضغط على الرابط التالي
http://www.suhaibalsaqqar.com/ar/Index.asp?Page=35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير على مايبدو ان الاخ ابو محمد اطلع على الموضوع بجديه اكثر وارجوا اخي مؤمن ان تعذرني فوالله انني لاتعجب منك فبينما ان ردك في موضوع استفسار عن الامير كان جيد الا ان مشاركتك الاخرى ليست بنفس المستوى و اليك الدليل لقد حكمت على البحث بان فيه مغالطة كبيرة جدا من خلال معلوماتك السابقه وليس من خلال قرائتك للبحث
اقرء من بعض محتويات هذا البحث
وأول ظهور للخوض في هذه النصوص ينسب إلى مقاتل بن سليمان(150هـ) الذي جهر بمقالة التشبيه في خراسان فقال: إن الله جسم وله جوارح وأعضاء من يد ورجل وعينين.
وفي خراسان أيضا ظهر أول إنكار لمقالة مقاتل، إذ قام الجهم بن صفوان بالرد على مقاتل غير أنه أفرط في النفي كما أفرط خصمه في الإثبات. وجرت بين الفريقين مناظرات انتقل صداها إلى علماء المسلمين من السلف الصالح رضوان الله عليهم لما سارع العوام إليهم يسألون عن الحق في ما أحدثه هذا النزاع. وفي ذلك يقول الإمام أبو حنيفة(150هـ) رحمه الله: (أتانا من المشرق رأيان خبيثان، جهمٌ معطلٌ ومقاتلٌ مشبه)([3]) ويقول أيضا:(أفرط جهم في النفي حتى قال إنه ليس بشيء وأفرط مقاتل في الإثبات حتى جعل الله تعالى مثل خلقه)([4])
وكان موقف السلف في أول ظهور هذه البدعة يقتصر على إظهار الطعن والبراءة من الخائض فيها من الفريقين كما سبق عن الإمام أبي حنيفة([5])
ولعل موقف الإمام مالك من أبرز المواقف التي تمثل هذا الموقف في تلك الحادثة المشهورة التي أخرجها البيهقي: (أن رجلاً دخل على الإمام مالك فقال: يا أبا عبد الله " الرحمن على العرش استوى "([6]) كيف استواؤه؟ قال: فأطرق مالك وأخذته الرُّخصاء، ثم رفع رأسه فقال: الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه، ولا يقال كيف، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجلُ سوءٍ صاحبُ بدعةٍ، أخرجوه، فأُخرج الرجل) وفي رواية (والكيف غير معقول)
لمشاهدة البحث كاملا اضغط على الرابط التالي
http://www.suhaibalsaqqar.com/ar/index.asp?page=35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا رجل فكر في ما تكتب لم أعترض على البحث قلت لك في اشكالية في كلامك وهو كذا و كذا
ادرس ما أكتب جيدا أنت قلت الآية تحذر من الخوض و انا قلت لك الآية لا تفيد ما ذهبت اليه هذا الموضوع ليس أكثر كان الأولى بك أن تقراء اعتراضي و ان تناقشني فيه فقط لا غير
أبو محمد
21-05-2009, 10:19 PM
السلام عليكم
نعم صحيح أخي مؤمن تعليقك لم يكن إلا على الآية وفهما، لذلك أخي مسلم إن كان عندك توضيح للآية فهو الذي يزيل اللبس.
تحياتي
muslem
22-05-2009, 12:48 AM
قال الله تعالى(هو الذي أنزل عليك الكتب منه آيات محكمت هن أم الكتب وأخر متشابهت فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشبه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله
والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألبب)([1])
وهذه الآية الكريمة فيها تحذير رباني من الخوض في ما تشابه من نصوص القرآن الكريم.
هو استدل بهذه الآية على حرمة عدم الخوض في المتشابه (اذكر لي اين ذكر الكاتب ذلك?) مع أن المتشابه ما احتمل أكثر من معنى أو له أكثر من دلالة و هذا مختص به علماء الأمة الذين يبحثون عن دلالة اللفظ وهو امر معروف و مشهور و بحثه جميع المفسرين و لم أقف على قول احدهم يقول بما قال أخينا على حد علمي. هل اطلعت على سبب نزول هذه الايه ??
و الله أعلم
كلامك فيه مغالطة كبيرة جدا أن قلت " وهذه الآية الكريمة فيها تحذير رباني من الخوض في ما تشابه من نصوص القرآن الكريم"
حقيقة أن الآية لا يوجد فيها أي تحذير من الخوض في معنى المشتابه!!
فكيف فهمت هذا من الآية!!
الآية وضحت حال من يريد الخوض في المتشابه من أجل أمرين: ابتغاء التأويل بهدف تأويل المعنى.
ثانيا ابتغاء الفتنه.
اما من يخض في هذه المتشاباهات لفهم معناها و ادراكه بحسب طبيعة اللسان العربي المبين، وبحسب طريقة الإسلام في فهم النصوص التشريعية فهذا أمر محبوب و أمر مطلوب.
والراسخون في العلم يعلمون تأويله.
قال ابن عباس: وأنا من الذين يعرفون تأويله.
والراسخون في العلم يعلمون تأويله??!!
الرجاء احضار الدليل على ماتقول اخي مؤمن
انظر لهذا البحث لنفس الكاتب منهج الإمام مالك في ما تشابه من نصوص القرآن والسنة
http://al7ewar.net/forum/showthread.php?t=7767
بالنسبه لمدلول الايه سوف اتي به ان شاء الله تعالى من ماتيسر من التفاسير و لكن بعد ان يحضر الاخ مؤمن ادلته على ما يقول واذا احضرت حديث لابد ان تاتي ايضا بالسند
والله من وراء القصد
أخي الحبيب البحث ليس في ما تقول البحث في مدلول الآية هل ممنوع علينا الخوض في معنى المتشابه!!
هنا البحث ليس غير فهل أنت ترى الآية تحذر من الدخول في معنى المتشابه!!
في هذه الجزئية أنا أناقشك وعصى لو راجعت الشخصية ج 3 لعلك تطلع على معنى المحكم والمتشابه.
تلميذ الشيخ تقي
22-05-2009, 04:52 PM
من الجزء الثالث
تحت بحث المنطوق والمفهوم
المنطوق والمفهوم
بعد معرفة لغة العرب ومعرفة أقسامها ببيان ألفاظ اللغة وأقسامها صار يتأتى الاستدلال بالكتاب والسنّة، لأن الاستدلال بالكتاب والسنّة إنما هو استدلال بألفاظهما، ومتى بينت ألفاظ اللغة العربية فقد توفر ما يستوجبه الاستدلال باللغة وهو بيان ألفاظها وأقسامها. غير أن الاستدلال بالألفاظ يتوقف على معرفة كيفية الاستدلال من كونه بطريق المنطوق أو المفهوم، أي من كونه بطريق دلالة اللفظ على مدلوله أو بطريق دلالة المدلول على مدلول آخر، يعني من ناحية المعنى الذي دل عليه اللفظ أو من ناحية المعنى الذي دل عليه معنى اللفظ لا اللفظ نفسه. ومن هنا كان لا بد من بحث المنطوق والمفهوم.
وقبل بحث المنطوق والمفهوم لا بد من بحث أمرين: أحدهما أن القرآن ليس فيه لفظ مهمَل، ومثله السنة. والثاني أن الله تعالى لا يعني في كلامه خلاف الظاهر من غير بيان.
أمّا بالنسبة للأمر الأول فإن الله تعالى لا يخاطبنا بالمهمَل أي بما لا دلالة له على المعنى، لأنه هذيان، والهذيان نقص وهو عليه تعالى محال. لأن المهمَل هو الهذيان، وهو أن يجمع ألفاظاً مهملة ويتكلم بها، أو بأن لا يدل مجموع الكلام من حيث هو على معنى وإن دل كل جزء منه على معنى. وكلتا الصورتين من المهمَل لا تليق بالله تعالى، ومن هنا كان من المحال أن يخاطبنا الله تعالى بالمهمَل، فلا يكون في القرآن مهمَل. وكلك لا يكون في السنّة مهمَل لأن السنّة وحي من الله تعالى بالنسبة لمعناها وعبّر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم بألفاظ من عنده، فمحال أن يكون فيها مهمَل. وأما أوائل السُوَر فإن لها معاني ولكن اختلف المفسرون فيها على أقوال كثيرة. والحق فيها أنها أسماء للسُوَر، وعليه لا تكون من المهمَل. وأما قوله تعالى: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به) الآية بالوقوف على قوله (إلا الله) وجعْل قوله: (والراسخون في العلم) كلام مستأنَف فيكون في القرآن ما لا يعلم معناه إلا الله، وبذلك خاطبنا بما لأن نعلم له معنى وهو المهمَل.
أمّا هذا القول فمردود لوجهين: أحدهما أن الوقوف لا يتأتى على قوله (إلا الله) لأن الواو هنا حرف عطف وليس حرف استئناف، فهي معطوفة على لفظ الجلالة، فيكون المعنى أن الله يعلم تأويله والراسخون في العلم يعلمون تأويله. وواو الاستئناف إنما تكون حين ينتهي الكلم وينتهي المعنى ويبدأ كلام جديد ومعنى جديد ولا تكون في غير ذلك مطلقاً. وهنا لم يتم الكلام ولم يتم المعنى. وأما قوله تعالى: (يقولون آمنا) فهي حال من قوله: (والراسخون في العلم)، فهي حال وليست خبراً.
ولا يقال إن الحال إذا جاء بعد المعطوف والمعطوف عليه انصرف للاثنين فكان حالاً من الاثنين وهنا لا يتأتى أن يكون حالاً من المعطوف والمعطوف عليه لاستحالة أن يقول الله (آمنا به)، فيكون حالاً من المعطوف فقط وهو خلاف اللغة، فتعيّن أن يكون خبراً لقوله: (والراسخون) وليس حالاً منه. لا يقال ذلك لأن محل هذا إذا لم تكن هناك قرينة، أمّا إذا وُجدت قرينة وجاء الحال بعد المعطوف والمعطوف عليه فإنها تنصرف إلى المعطوف دون المعطوف عليه، كقوله تعالى: (ووهبنا له إسحق ويعقوب نافلة) فإن (نافلة) حال من يعقوب أي من المعطوف دون المعطوف عليه لأن النافلة ولد الولد فيكون حالاً من (يعقوب). وكذلك الآية فإن استحالة أن يقول الله (آمنا به) قرينة على أنه حال من المعطوف دون المعطوف عليه. وبذلك يظهر أن (الراسخون في العلم) يعلمون تأويله، فلا يكون في القرآن لفظ لا دلالة له على معنى، فلا يكون فيه مهمَل.
الوجه الثاني أن قوله: (والراسخون في العلم) يُرجّح العطف على الاستئناف لأنه لو كان استئنافاً لقال: ولا يعلم تأويله إلاّ الله، والعلماء يقولون آمنا به، ولكنه لم يقل ذلك وإنّما قال: (والراسخون في العلم) فأعطى وصفاً زائداً بالنسبة للعلم وهو (والراسخون)، وهذا الوصف إنّما يعطى عند الكلام عن المعرفة ولا يعطى عند الكلام عن عدم المعرفة، فالتعبير بكلمة (والراسخون) فيه إشارة إلى أن المقصود في الكلام المعرفة وليس عدم المعرفة، أي يعلمه الله ويعلمه الراسخون في العلم من العلماء.
وأما قوله تعالى: (طلعُها كأنها رؤوس الشياطين) فإنه معلوم للعرب، فإنه مَثَلُ في الاستقباح متداول بينهم لأنهم يتخيلونه قبيحاً فيكون خطاباً بما له معنى عند العرب وليس من المهَل. وعليه فإن الله تعالى لا يخاطبنا بالمهمَل.
وأما كون الله تعالى لا يعني في كلامه خلاف الظاهر من غير بيان، فلأن اللفظ إنما وُضع للدلالة على معنى، فحين ينطق به أحد إنما يعني المعنى الذي دل عليه اللفظ، فإنْ كان الناطق باللفظ يعني غير ما دل عليه من معانٍ فإنه يضع قرينة تدل على أنه عنى غير المعنى الموضوع له اللفظ، أو يبين أنه قال كذا وأراد كذا. أمّا إذا لم توجد قرينة تدل على أنه أراد غير المعنى الذي وُضع له اللفظ، ولم يبين أنه أراد من هذا الكلام المعنى الفلاني، فإنه لا يمكن أن يفهم من اللفظ إلا المعنى الذي وضعه له أهل اللغة أو استعملوه فيه استعمالاً عرفياًَ أو شرعياً. ومن هنا لا يتأتى القول إن الله تعالى يعني في قوله كذا خلاف الظاهر دون أن يبين أنه عنى خلاف الظاهر، لأنه لا يمكن أن يفهم من الألفاظ إلا مدلولاتها، فلا يوجد في القرآن ما يُقصد منه خلاف دلالات الألفاظ، أي لا يوجد فيه كلام يعني فيه الله معنى غير الظاهر منه أي غير دلالات الألفاظ من غير أن يبين ذلك.
ثم إن القول عن الكلام بأن الله تعالى يعني فيه خلاف الظاهر من غير بيان أنه عنى خلاف الظاهر، قول بأن الله قد خاطب الناس بكلام غير مفيد لِما عنى باللفظ، ومع ذلك أن قد خاطبهم بالمهمَل، لأن الكلام الذي لا معنى له حسب دلالة ألفاظه كلام مهمَل، إذ اللفظ بالنسبة إلى ذلك المعنى المراد مهمَل لعدم إشعاره به ولعدم دلالته عليه. ولا يليق أن يخاطبنا الله بالمهمَل. وبذلك يثبت أنه لا يوجد في القرآن كلام يعني فيه الله تعالى خلاف الظاهر من غير بيان، وعليه لا يوجد في القرآن معنى باطن ومعنى ظاهر، بل كل ما في القرآن إنما يعني فيه الله ما لألفاظه من دلالة عند أهل اللغة قد وضعوه له أو استعملوه فيه استعمالاً عرفياً أو شرعياً. ولا يعني غير ذلك مطلقاً إلا إذا كانت هناك قرينة أو بيان.
أبو محمد
22-05-2009, 07:09 PM
السلام عليكم
سبقتني أخ تلميذ في وضع هذه الصفحة للدلالة على قول مؤمن ويا ليت تسبقني دائما وتبقى على تواصل دائم معنا.
تحياتي
muslem
22-05-2009, 09:43 PM
هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)
الذي يتولى التصوير , بمحض إرادته , ومطلق مشيئته: (كيف يشاء). . (لا إله إلا هو). .(العزيز). . ذو القدرة والقوة على الصنع والتصوير(الحكيم). . الذي يدبر الأمر بحكمته فيما يصور ويخلق بلا معقب ولا شريك .
وفي هذه اللمسة تجلية لشبهات النصارى في عيسى عليه السلام ونشأته ومولده . فالله هو الذي صور عيسى . . (كيف يشاء). . لا أن عيسى هو الرب . أو هو الله . أو هو الابن . أو هو الأقنوم اللاهوتي الناسوتي . إلى آخر ما انتهت إليه التصوارت المنحرفة الغامضة المجانبة لفكرة التوحيد الناصعة الواضحة اليسيرة التصور القريبة الإدراك !
بعدئذ يكشف الذين في قلوبهم زيغ , الذين يتركون الحقائق القاطعة في آيات القرآن المحكمة , ويتبعون النصوص التي تحتمل التأويل , ليصوغوا حولها الشبهات ; ويصور سمات المؤمنين حقا وإيمانهم الخالص وتسليمهم لله في كل ما يأتيهم من عنده بلا جدال:
(هو الذي أنزل عليك الكتاب . منه آيات محكمات هن أم الكتاب , وأخر متشابهات . فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله . وما يعلم تأويله إلا الله . والراسخون في العلم يقولون:آمنا به . كل من عند ربنا - وما يذكر إلا أولوا الألباب - ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا , وهب لنا من لدنك رحمة . إنك أنت الوهاب . ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه . إن الله لا يخلف الميعاد). .
وقد روى أن نصارى نجران قالوا للرسول [ ص ] ألست تقول عن المسيح:إنه كلمة الله وروحه ? يريدون أن يتخذوا من هذا التعبير أداة لتثبيت معتقداتهم عن عيسى - عليه السلام - وأنه ليس من البشر , إنما هو روح الله - على ما يفهمون هم من هذا التعبير - بينما هم يتركون الآيات القاطعة المحكمة التي تقرر وحدانية الله المطلقة , وتنفي عنه الشريك والولد في كل صورة من الصور . . فنزلت فيهم هذه الآية , تكشف محاولتهم هذه في استغلال النصوص المجازية المصورة , وترك النصوص التجريدية القاطعة .
على أن نص الآية اعم من هذه المناسبة ; فهي تصور موقف الناس على اختلافهم من هذا الكتاب الذي أنزله الله على نبيه [ ص ] متضمنا حقائق التصور الإيماني , ومنهاج الحياة الإسلامية ; ومتضمنا كذلك أمورا غيبية لا سبيل للعقل البشري أن يدركها بوسائله الخاصة , ولا مجال له لأن يدرك منها أكثر مما تعطيه النصوص بذاتها .
فأما الأصول الدقيقة للعقيدة والشريعة فهي مفهومة المدلولات قاطعة الدلالة , مدركة المقاصد - وهي أصل هذا الكتاب - وأما السمعيات والغيبيات - ومنها نشأة عيسى عليه السلام ومولده - فقد جاءت للوقوف عند مدلولاتها القريبة والتصديق بها لأنها صادرة من هذا المصدر "الحق" ويصعب إدراك ماهياتها وكيفياتها , لأنها بطبيعتها فوق وسائل الإدراك الإنساني المحدود .
وهنا يختلف الناس - حسب استقامة فطرتهم أو زيغها - في استقبال هذه الآيات وتلك . فأما الذين في قلوبهم زيغ وانحراف وضلال عن سواء الفطرة , فيتركون الأصول الواضحة الدقيقة التي تقوم عليها العقيدة والشريعة والمنهاج العملي للحياة , ويجرون وراء المتشابه الذي يعول في تصديقه على الإيمان بصدق مصدره , والتسليم بأنه هو الذي يعلم "الحق" كله , بينما الإدراك البشري نسبي محدود المجال . كما يعول فيه على استقامة الفطرة التي تدرك بالإلهام المباشر صدق هذا الكتاب كله , وأنه نزل بالحق لا يأتيه الباطل من بين
هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7)
يديه ولا من خلفه . . يجرون وراء المتشابه لأنهم يجدون فيه مجالا لإيقاع الفتنة بالتأويلات المزلزلة للعقيدة , والاختلافات التي تنشأ عن بلبلة الفكر , نتيجة إقحامه فيما لا مجال للفكر في تأويله . . (وما يعلم تأويله إلا الله). .
وأما الراسخون في العلم , الذين بلغ من علمهم أن يعرفوا مجال العقل وطبيعة التفكير البشري , وحدود المجال الذي يملك العمل فيه بوسائله الممنوحة له . . أما هؤلاء فيقولون في طمأنينة وثقة:
(آمنا به , كل من عند ربنا). .
يدفعهم إلى هذه الطمأنينة , أنه من عند ربهم . فهو إذن حق وصدق . وما يقرره الله صادق بذاته . وليس من وظيفة العقل البشري ولا في طوقه أن يبحث عن أسبابه وعلله , كما أنه ليس في طوقه أن يدرك ماهيته وطبيعة العلل الكامنة وراءه .
والراسخون في العلم يطمئنون ابتداء إلى صدق ما يأتيهم من عند الله . يطمئنون إليه بفطرتهم الصادقة الواصلة . . ثم لا يجدون من عقولهم شكا فيه كذلك ; لأنهم يدركون أن من العلم ألا يخوض العقل فيما لا مجال فيه للعلم , وفيما لا تؤهله وسائله وأدواته الإنسانية لعلمه . .
وهذا تصوير صحيح للراسخين في العلم . . فما يتبجح وينكر إلا السطحيون الذين تخدعهم قشور العلم , فيتوهمون أنهم أدركوا كل شيء , وأن ما لم يدركوه لا وجود له ; أو يفرضون إدراكهم على الحقائق , فلا يسمحون لها بالوجود إلا على الصورة التي أدركوها . ومن ثم يقابلون كلام الله المطلق بمقررات عقلية لهم ! صاغتها عقولهم المحدودة ! أما العلماء حقا فهم أكثر تواضعا , وأقرب إلى التسليم بعجز العقل البشري عن إدراك حقائق كثيرة تكبر طاقته وترتفع عليها . كما أنهم أصدق فطرة فما تلبث فطرتهم الصادقة أن تتصل بالحق وتطمئن إليه .
(وما يذكر إلا أولوا الألباب). .
وكأنه ليس بين أولي الألباب وإدراك الحق إلا أن يتذكروا . . فإذا الحق المستقر في فطرتهم الموصولة بالله , ينبض ويبرز ويتقرر في الألباب .
عندئذ تنطلق ألسنتهم وقلوبهم في دعاء خاشع وفي ابتهال منيب:أن يثبتهم على الحق , وألا يزيغ قلوبهم بعد الهدى , وأن يسبغ عليهم رحمته وفضله . . ويتذكرون يوم الجمع الذي لا ريب فيه , والميعاد الذي لا خلف له:
(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا . وهب لنا من لدنك رحمة . إنك أنت الوهاب . ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه . إن الله لا يخلف الميعاد). .
هذا هو حال الراسخين في العلم مع ربهم ; وهو الحال اللائق بالإيمان ; المنبثق من الطمأنينة لقول الله ووعده ; والثقة بكلمته وعهده ; والمعرفة برحمته وفضله ; والإشفاق مع هذا من قضائه المحكم وقدره المغيب ; والتقوى والحساسية واليقظة التي يفرضها الإيمان على قلوب أهله , فلا تغفل ولا تغتر ولا تنسى في ليل أو نهار . .
والقلب المؤمن يدرك قيمة الاهتداء بعد الضلال . قيمة الرؤية الواضحة بعد الغبش . قيمة الاستقامة على الدرب بعد الحيرة . قيمة الطمأنينة للحق بعد الأرجحة . قيمة التحرر من العبودية للعبيد بالعبودية لله وحده .
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8) رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9)
قيمة الاهتمامات الرفيعة الكبيرة بعد اللهو بالاهتمامات الصغيرة الحقيرة . . ويدرك أن الله منحه بالإيمان كل هذا الزاد . . ومن ثم يشفق من العودة إلى الضلال , كما يشفق السائر في الدرب المستقيم المنير أن يعود إلى التخبط في المنعرجات المظلمة . وكما يشفق من ذاق نداوة الظلال أن يعود إلى الهجير القائظ والشواظ ! وفي بشاشة الإيمان حلاوة لا يدركها إلا من ذاق جفاف الإلحاد وشقاوته المريرة . وفي طمأنينة الإيمان حلاوة لا يدركها إلا من ذاق شقوة الشرود والضلال !
ومن ثم يتجه المؤمنون إلى ربهم بذلك الدعاء الخاشع:
(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا). .
وينادون رحمة الله التي أدركتهم مرة بالهدى بعد الضلال , ووهبتهم هذا العطاء الذي لا يعدله عطاء:
(وهب لنا من لدنك رحمة . إنك أنت الوهاب). .
وهم بوحي إيمانهم يعرفون أنهم لا يقدرون على شيء إلا بفضل الله ورحمته . وأنهم لا يملكون قلوبهم فهي في يد الله . . فيتجهون إليه بالدعاء أن يمدهم بالعون والنجاة .
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت:كان رسول الله [ ص ] كثيرا ما يدعو:" يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " قلت:يا رسول الله , ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء . فقال:" ليس من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن . إذا شاء أن يقيمه أقامه , وإن شاء أن يزيغه أزاغه " . .
ومتى استشعر القلب المؤمن وقع المشيئة على هذا النحو لم يكن أمامه إلا أن يلتصق بركن الله في حرارة . وأن يتشبث بحماه في إصرار , وأن يتجه إليه يناشده رحمته وفضله , لاستبقاء الكنز الذي وهبه , والعطاء الذي أولاه !
أبو محمد
22-05-2009, 11:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم مسلم،،،
لا أظن أنك بما قدمت بالمشاركة السابقة قد بينت موقف العلماء من آية " الراسخون"، فنحن نقول أنه يمكن للراسخ في العلم أن يعلم تأويل القرآن كما تنص الآية وكان الأخ تلميذ قد وضع ما رآه الشيخ تقي في الموضوع. وكل النقاش يدور حول الأستدلال بالآية السابقة حيث قلت أنت في بداية الموضوع "وهذه الآية الكريمة فيها تحذير رباني من الخوض في ما تشابه من نصوص القرآن الكريم" فاعترض الأخ مؤمن على فهمك للآية وأنها لا تحوي تحذيرا مطلقا بل فقط تبين واقع الذين يخوضون في المتشابه في القرآن من أنهم صنف يبتغي الفتنة وصنف يبتغي التأويل فمن كان من الصنف الثاني فلا بأس بدليل " وما يعلم تأويله إلا الله والرسخون في العلم....."، دون أن يعترض على بقية المشاركة.
سؤال جانبي: هل ما اقتبسته بالمشاركة السابقة من ظلال القرآن لسيد قطب رحمة الله؟ كلام جميل
تحياتي
muslem
22-05-2009, 11:50 PM
السلام عليكم اخي ابو محمد نعم ما اقتبسته من ظلال القرأن رحم الله سيد فقد عاش في ظلال القرأن اكثر من 25 سنه وتدبر القرأن جيدا و كان تدبره قريبا من فكر الشباب اخي العزيز الاخ مؤمن لا يقرء الموضوع كاملا و لاادري لما? اسلوبه الانتقاد فقط اخي لو انه قرء ما ارسلت سابقا لعلم ان هذا الموضوع لم اقم بكتابة حرف واحد منه و لكنني نقلته كما هو انا فهمت من العنوان ان في بحث المتشابهه يجب الحذر من الفتنه و التاؤيل ولكن لا ادري كيف فهم الاخ مؤمن الحرمة ولم يكلف نفسه القراءة
و هاهو سيدقطب يؤكد ما فهمت و الشيخ تقي يؤكد ذلك من خلال بحث الصفات في الشخصيه الجزء الاول ويابى الاخ مؤمن الا الانتقاد
اخي مؤمن عندي اقتراح لماذا لا تراسل الكاتب و هذه ايضا فرصه لتفعيل المنتدى
أبو محمد
23-05-2009, 12:13 AM
السلام عليكم
أخي مسلم،،
أنا كنت قد قرأت موضوع "المحاذير التي وقع بها......" وفهمت من مشاركتك الشيء نفسه الذي ورد في الشخصية الجزء الأول ولكن للأمانة لم ألتفت إلى الآية التي قلت أنت أنها "وهذه الآية الكريمة فيها تحذير رباني من الخوض في ما تشابه من نصوص القرآن الكريم" وهذا الذي علق عليه الأخ مؤمن فهو اعترض عليك في أن الأية لا يوجد فيها تحذير مطلقا.
ولا أظن أن النقد الذي في مكانه يفسد للود قضية، وأرى نقده في مكانه.
يا طيب، حتى لو لم تكن أنت الكاتب الفعلي للمشاركة فلا بد أن تعيها وتدافع عنها إن كنت ترى صواب ما جاء فيها أو أن تضع المشاركة لتفند ما فيها فلا يهم من الكاتب الأصلي للمشاركة.
الشيخ تقي وقطب لم يقولا أن الآية فيها تحذير على الأطلاق، على الأقل فيما قرأنا هنا في المنتدى للشخصين في الموضوع.
سألت عن مصدر الأقتباس لأني كنت من الذين قرأوا كثيرا في الظلال فأحسست أن هذا الأسلوب هو لقطب رحمه الله مع أني منذ زمن لم أقرأ فيه.
تحياتي
muslem
23-05-2009, 07:46 AM
{ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ }
استئناف ثالث بإخبار عن شأن من شؤون الله تعالى، متعلّق بالغرض المسوق له الكلام: وهو تحقيق إنزاله القرآنَ والكتابينِ من قبله، فهذا الاستئناف مؤكّد لمضمون قوله:
{ نزل عليك الكتاب بالحق }
[آل عمران: 3] وتمهيد لقوله: { منه آيات محكمات } لأنّ الآيات نزلت في مجادلة وفد نجران، وصُدّرت بإبطال عقيدتهم في إلاهية المسيح: فالإشارة إلى أوصاف الإله الحقّة، تَوَجَّه الكلام هنا إلى إزالة شبهتهم في شأن زعمهم اعترافَ نصوص القرآن بإلهية المسيح؛ إذ وُصف فيها بأنّه روح الله؛ وأنّه يُحي الموتى وأنّه كلمة الله، وغير ذلك فنودي عليهم بأن ما تعلّقوا به تعلّق اشتباه وسوء بأويل.
وفي قوله: { هو الذي أنزل عليك الكتاب } قصر صفة إنزال القرآن على الله تعالى: لتكون الجملة، مع كونها تأكيداً وتمهيداً، إبطالاً أيضاً لقول المشركين:
{ إنّما يعلّمه بَشَر }
[النحل: 103] وقولهم:
{ أساطير الأوّلين اكتَتبها فهي تُمْلَى عليه بُكْرَةً وأصيلا }
[الفرقان: 5]. وكقوله:
{ وما تنزلت به الشياطين وما ينبغِي لهم وما يستطيعون إنّهم عن السمع لمعزولون }
[الشعراء: 210 ـــ 212] ذلك أنّهم قالوا: هو قول كاهن، وقول شاعر، واعتقدوا أنّ أقوال الكهّان وأقوال الشعراء من إملاء الأرْئِياء (جمعَ رئي).
ومن بدائع البلاغة أن ذكر في القصر فعل أنزل، الذي هو مختصّ بالله تعالى ولو بدون صيغة القصر، إذ الإنزال يرادف الوحي ولا يكون إلاّ من الله بخلاف ما لو قال هو الذي آتاك الكتاب.
وضمير { منه } عائد إلى القرآن. و«منه» خبر مقدم و { آيات محكمٰت } مبتدأ.
والإحكام في الأصل المنع، قال جرير:أبني حنيفة أحْكِموا سُفَهَاءَكم إنّي أخاف عليكُم أنْ أغضبَا
واستعمل الإحكام في الإتقان والتوثيق؛ لأنّ ذلك يمنع تطرّق ما يضادّ المقصود، ولذا سمّيت الحِكْمة حكْمَة، وهو حقيقة أو مجاز مشهور.
أطلق المحكم في هذه الآية على واضح الدلالة على سبيل الاستعارة لأنّ في وضوح الدلالة، منعاً لتطرّق الاحتمالات الموجبة للتردّد في المراد.
وأطلق التشابه هنا على خفاء الدلالة على المعنى، على طريقة الاستعارة لأنّ تطرّق الاحتمال في معاني الكلام يفضي إلى عدم تعيّن أحد الاحتمالات، وذلك مثل تشابُه الذوات في عدم تمييز بعضها عن بعض.
وقوله: { أم الكتاب } أمّ الشيء أصله وما ينضمّ إليه كثيره وتتفرّع عنه فروعه، ومنه سمّيت خريطة الرأس، الجامعة له: أمّ الرأس وهي الدمَاغ، وسمّيت الراية الأمّ، لأنّ الجيْش ينضوي إليها، وسمّيت المدينة العظيمة أمّ القرى، وأصل ذلك أنّ الأمّ حقيقة في الوالدة، وهي أصل للمولود وجامع للأولاد في الحضانة، فباعتبار هذين المعنيين، أطلق اسم الأمّ على ما ذكرنا، على وجه التشبيه البليغ. ثم شاع ذلك الإطلاق حتى ساوى الحقيقة، وتقدّم ذلك في تسمية الفاتحة أمّ القرآن.
والكتاب: القرآن لا محالة؛ لأنّه المتحدّث عنه بقوله: { هو الذي أنزل عليك الكتاب } فليس قوله: { أم الكتاب } هنا بمثلِ قوله:{ وعنده أم الكتاب }
[الرعد: 39].
وقوله: { وأُخر متشابهات } المتشابهات المتماثلات، والتماثل يكون في صفات كثيرة فيبين بما يدل على وجه التماثل، وقد يترك بيانه إذا كان وجه التماثل ظاهراً، كما في قوله تعالى:
{ إن البقر تشابه علينا }
[البقرة: 70] ولم يذكر في هذه الآية جهة التشابه.
وقد أشارت الآية: إلى أنّ آيات القرآن صنفان: محكمات وأضدادها، التي سميت متشابهات، ثم بيّن أنّ المحكمات هي أمّ الكتاب، فعلمنا أنّ المتشابهات هي أضداد المحكمات، ثم أعقب ذلك بقوله:
{ فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله }
[آل عمران: 7] أي تأويله الذي لا قبل لأمثالهم به فعلمنا أنّ المتشابهات هي التي لم يتّضح المقصود من معانيها، فعلمنا أنّ صفة المحكمات، والمتشابهات، راجعة إلى ألفاظ الآيات.
ووصف المحكمات بأنّها أمُّ الكتاب فاحتمل أن يكون المراد من الأمّ الأصل، أو المرجع، وهما متقاربان: أي هنّ أصل القرآن أو مرجعه، وليس يناسب هذين المعنيين إلاّ دلالةُ القرآن؛ إذ القرآن أنزل للإرشاد والهدي، فالمحكمات هي أصول الاعتقاد والتشريع والآداب والمواعظ، وكانت أصولاً لذلك: باتّضاح دلالتها، بحيث تدل على معانٍ لا تحتمل غيرها أو تحتمله احتمالاً ضعيفاً غير معتدَ به، وذلك كقوله:
{ ليس كمثله شيء }
[الشورى: 11]
{ لا يُسأل عمّا يفعل }
[الأنبياء: 23]
{ يريد اللَّه بكم اليسر }
[البقرة: 185]
{ واللَّه لا يحبّ الفساد }
[البقرة: 205]
{ وأمّا من خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى فإنّ الجنة هي المأوى }
[النازعات: 40]. وباتّضاح معانيها بحيث تتناولها أفهام معظم المخاطبين بها وتتأهّل لفهمها فهي أصل القرآن المرجوعُ إليه في حمل معاني غيرها عليها للبيان أو التفريع.
والمتشابهات مقابل المحكمات، فهي التي دلّت على معانٍ تشابهت في أن يكون كلُّ منها هو المرادَ. ومعنى تشابهها: أنّها تشابهت في صحة القصد إليها، أي لم يكن بعضها أرجح من بعض. أو يكون معناها صادقاً بصور كثيرة متناقضة أو غير مناسبة لأن تكون مراداً، فلا يتبيّن الغرض منها، فهذا وجه تفسير الآية فيما أرى.
وقد اختلف علماء الإسلام في تعيين المقصود من المحكمات والمتشابهات على أقوال: مرجعها إلى تعيين مقدار الوضوح والخفاء، فعن ابن عباس: أنّ المحكم ما لا تختلف فيه الشرائع كتوحيد الله تعالى، وتحريم الفواحش، وذلك ما تضمنته الآيات الثلاث من أواخر سورة [الأنعام:151]:
{ قل تعالوا أتل ما حرّم ربّكم عليكم }
والآيات من سورة [الإسراء: 23]:
{ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه }
وأن المتشابه المجملات التي لم تبيّن كحروف أوائل السور.
وعن ابن مسعود، وابن عباس أيضاً: أنّ المحكم ما لم ينسخ والمتشابه المنسوخ وهذا بعيد عن أن يكون مراداً هنا لعدم مناسبتِه للوصفين ولا لبقية الآية.
وعن الأصم: المحكم ما اتّضح دليلُه، والمتشابه ما يحتاج إلى التدبّر، وذلك كقوله تعالى: { والذي نزّل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتاً كذلك تخرجون }
[الزخرف: 11] فأولها محكم وآخرها متشابه.
وللجمهور مذهبان: أولهما أنّ المحكم ما اتّضحت دلالته، والمتشابه ما استأثر الله بعلمه، ونسب هذا القول لمالك، في رواية أشهب، من جامع العتبيَّة، ونسبه الخفاجي إلى الحنفية وإليه مال الشاطبي في الموافقات.
وثانيهما أنّ المحكم الواضح الدلالة، والمتشابه الخفيُها، وإليه مال الفخر: فالنص والظاهر هما المحكم، لاتّضاح دلالتهما، وإن كان أحدهما أي الظاهر يتطرّقه احتمال ضعيف، والمجمل والمؤوّل هما المتشابه، لاشتراكهما في خفاء الدلالة وإن كان أحدهما: أي المؤول دالاً على معنى مرجوح، يقابله معنى راجح، والمجمل دالاً على معنى مرجوح يقابله مرجوح آخر، ونسبت هذه الطريقة إلى الشافعية.
قال الشاطبي: فالتشابه: حقيقي، وإضافي، فالحقيقي: ما لا سبيل إلى فهم معناه، وهو المراد من الآية، والإضافي: ما اشتبه معناه، لاحتياجه إلى مراعاة دليل آخر. فإذا تقصّى المجتهد أدلّة الشريعة وجد فيها ما يبيّن معناه، والتشابه بالمعنى الحقيقي قليل جدّاً في الشريعة وبالمعنى الإضافي كثير.
وقد دلت هذه الآية على أنّ من القرآن محكماً ومتشابهاً، ودلت آيات أخر على أنّ القرآن كلَّه محكم، قال تعالى:
{ كتاب أحكمت آياته }
[هود: 1] وقال:
{ تلك آيات الكتاب الحكيم }
[يونس: 1] والمراد أنّه أحكم وأتقنَ في بلاغته، كما دلت آيات على أنّ القرآن كلّه متشابه، قال تعالى:
{ اللَّهُ نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً }
[الزمر: 23] والمعنى أنّه تشابه في الحسن والبلاغة والحقيّة، وهو معنَى: «ولو كان من عند غير الله لوَجدوا فيه اختلافاً كثيراً» فلا تعارض بين هذه الآيات: لاختلاف المراد بالإحكام والتشابه في مواضعها، بحسب ما تقتضيه المقامات.
وسبب وقوع المتشابهات في القرآن: هو كونه دعوة، وموعظة، وتعليماً، وتشريعاً باقياً، ومعجزة، وخوطب به قوم لم يسبق لهم عهد بالتعليم والتشريع، فجاء على أسلوب مناسب لِجمع هذه الأمور، بحسب حال المخاطبين الذين لم يعتادوا الأساليب التدريسية، أو الأمالي العلمية، وإنّما كانت هجّيراهم الخطابة والمقاولة، فأسلوب المواعظ والدعوةِ قريب من أسلوب الخطابة، وهو لذلك لا يأتي على أساليب الكتب المؤلَّفة لِلعلم، أو القوانين الموضوعة للتشريع، فأودعت العلوم المقصودة منه في تضاعيف الموعظة والدعوة، وكذلك أودع فيه التشريع، فلا تجد أحكام نوع من المعاملات، كالبيع، متّصلاً بعضها ببعض، بل تجده موزّعاً على حسب ما اقتضته مقامات الموعظة والدعوة، ليخفّ تلقّيه على السامعين، ويعتادُوا علم ما لم يألفوه في أسلوب قد ألفوه فكانت متفرّقة يضمّ بعضها إلى بعض بالتدبّر. ثم إنّ إلقاء تلك الأحكام كان في زمان طويل، يزيد على عشرين سنة، ألقِي إليهم فيها من الأحكام بمقدار ما دعت إليه حاجتهم، وتحمّلته مقدرتهم، على أنّ بعض تشريعه أصول لا تتغيّر، وبعضه فروع تختلف باختلاف أحوالهم، فلذلك تجد بعضها عاماً، أو مطلقاً، أو مجملاً، وبعضها خاصاً، أو مقيداً، أو مبيَّناً، فإذا كان بعض المجتهدين يرى تخصيص عموم بعض عموماته بخصوص بعض الخصوصات مثلاً، فلعلّ بعضاً منهم لا يتمسّك إلاّ بعمومه، حينئذ، كالذي يرى الخاص الوارد بعد العام ناسخاً، فيحتاج إلى تعيين التاريخ، ثم إنّ العلوم التي تعرّض لها القرآن هي من العلوم العليا: وهي علوم فيما بعد الطبيعة، وعلوم مراتب النفوس، وعلوم النظام العمراني، والحكمة، وعلوم الحقوق.
muslem
23-05-2009, 07:50 AM
وفي ضيق اللغة الموضوعة عن الإيفاء بغايات المرادات في هاته العلوم، وقصور حالة استعداد أفهام عموم المخاطبين لها، مَا أوجب تشابهاً في مدلولات الآيات الدالة عليها. وإعجازُ القرآن: منه إعجاز نظمي ومنه إعجاز علمي، وهو فنّ جليل من الإعجاز بيّنته في المقدمة العاشرة من مقدّمات هذا التفسير. فلمّا تعرض القرآن إلى بعض دلائل الأكوان وخصائصها، فيما تعرّض إليه، جاء به محكياً بعبارة تصلح لحكاية حالته على ما هو في نفس الأمر، وربّما كان إدراك كنه حالته في نفس الأمر مجهولاً لأقوام، فيعدّون تلك الآي الدالة عليه من المتشابه فإذا جاء من بَعْدهم علموا أنّ ما عدّه الذين قبلهم متشابهاً ما هو إلاّ محكم.
على أنّ من مقاصد القرآن أمرين آخرين:
أحدَهما كونه شريعة دائمة، وذلك يقتضي فتح أبواب عباراته لِمختلِف استنباط المستنبطين، حتى تؤخذ منه أحكام الأولين والآخرين، وثانيهما تعويد حَمَلة هذه الشريعة، وعلماء هذه الأمة، بالتنقيب، والبحث، واستخراج المقاصد من عويصات الأدلة، حتى تكون طبقات علماء الأمة صالحة - في كلّ زمان - لفهم تشريع الشارع ومقصده من التشريع، فيكونوا قادرين على استنباط الأحكام التشريعية، ولو صيغ لهم التشريع في أسلوب سهل التناول لاعتادوا العكوف على ما بينَ أنظارهم في المطالعة الواحدة. من أجل هذا كانت صلوحية عباراته لاختلاف منازع المجتهدين، قائمة مقام تلاحق المؤلّفين في تدوين كتب العلوم، تبعاً لاختلاف مراتب العصور.
فإذا علمت هذا علمت أصل السبب في وجود ما يسمّى بالمتشابه في القرآن. وبقي أن نذكر لك مراتب التشابه وتفاوت أسبابها. وأنّها فيما انتهى إليه استقراؤنا الآن عشر مراتب:
أولاها: معانٍ قُصِد إيداعها في القرآن، وقُصد إجمالها: إمّا لعدم قابلية البشر لفهمها، ولو في الجملة، إن قلنا بوجود المجمل، الذي استأثر الله بعلمه، على ما سيأتي، ونحن لا نختاره. وإمّا لعدم قابليتهم لكنه فهمها، فألقيت إليهم على وجه الجملة أو لعدم قابلية بعضهم في عصر، أو جهةٍ، لفهمها بالكنة ومن هذا أحوال القيامة، وبعضُ شؤون الربوبية كالإتيان في ظُلل من الغمام، والرؤية، والكلامِ، ونحو ذلك.
وثانيتها: معانٍ قصد إشعار المسلمين بها، وتَعيّن إجمالها، مع إمكان حملها على معانٍ معلومةٍ لكن بتأويلات: كحُروف أوائل السور، ونحوِ
{ الرحمانُ على العرش استوى }
[طه: 5]
{ ثم استوى إلى السماء }
[البقرة: 29].
ثالثتها: معانٍ عاليةً ضاقت عن إيفاء كنهها اللغةُ الموضوعةُ لأقصى ما هو متعارَف أهلها، فعبّر عن تلك المعاني بأقصى ما يقرِّب معانيَها إلى الأفهام، وهذا مثل أكثر صفات الله نحو الرحمان، الرؤوف، المتكبّر، نورُ السمٰوات والأرض.
رابعتها: معانٍ قَصُرت عنها الأفهام في بعض أحوال العصور، وأودعت في القرآن ليكون وجودها معجزة قُرآنيَّة عند أهل العلم في عصور قد يضعف فيها إدراك الإعجاز النظمي، نحو قوله:
{ والشمس تجري لمستقر لها }
[يس: 38]
{ وأرسلنا الرياح لواقح }
[الحجر: 22]
{ يكور الليل على النهار }
[الزمر: 5]
{ وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مرّ السحاب }
[النمل: 88]
{ تنبت بالدهن }
[المؤمنون: 20]
{ زيتونة لا شرقية ولا غربية }
[النور: 35]
{ وكان عرشه على الماء }
[هود: 7]
{ ثم استوى إلى السماء وهي دخان }
[فصلت: 11] وذكرِ سُدِّ يأجوج ومأجوج.
خامستها: مَجازات وكنايات مستعملة في لغة العرب، إلاّ أنّ ظاهرها أوهم معاني لا يليق الحمل عليها في جانب الله تعالى: لإشعارها بصفات تخالف كمال الإلهية، وتوقّف فريق في محملها تنزيهاً، نحو:
{ فإنّك بأعيننا }
[الطور: 48]
{ والسماء بنيناها بأيدٍ }
[الذاريات: 47]
{ ويبقى وجه ربّك }
[الرحمٰن: 27].
وسادستها: ألفاظ من لغات العرب لم تُعرف لدى الذين نزل القرآن بينهم: قريش والأنصار مثل:
{ وفاكهة وأبّا }
[عبس: 31] ومثل
{ أو يأخذهم على تخوف }
[النحل: 47]
{ إنّ إبراهيم لأوّاه حليم }
[التوبة: 114]
{ ولا طعامٌ إلاّ مِنْ غِسْلِينٍ }
[الحاقة: 36].
سابعتها: مصطلحات شرعية لم يكن للعرب علم بخصوصها، فما اشتهر منها بين المسلمين معناه، صار حقيقة عرفية: كالتيمّم، والزكاة، وما لم يشتهر بقي فيه إجمال: كالربا قال عمر: «نزلت آيات الربا فِي آخر ما أنزل فتوفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبيّنها» وقد تقدم في سورة البقرة.
ثامنتها: أساليب عربية خفيت على أقوام فظنّوا الكلام بها متشابهاً، وهذا مثل زيادة الكاف في قوله تعالى:
{ ليس كمثله شيء }
[الشورى: 11] ومثل المشاكلة في قوله:
{ يخادعون اللَّه وهو خادعهم }
[النساء: 142] فيعلم السامع أنّ إسناد خادع إلى ضمير الجلالة إسناد بمعنى مجازي اقتضته المشاكلة.
وتاسعتها: آيات جاءت على عادات العرب، ففهمها المخاطبون، وجاء مَن بعدهم فلم يفهموها، فظنّوها من المتشابه، مثل قوله:
{ فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أَنْ يَطَّوّفَ بهما }
[البقرة: 158]، في «الموطأ» قال ابن الزبير: «قلت لعائشة - وكنت يومئذ حدثاً لم أتفقّه - لا أرى بأساً على أحدٍ ألاّ يطوف بالصفا والمروة» فقالت له: «ليس كما قلت إنّما كان الأنصار يهلون لمناةَ الطاغية» إلخ. ومنه:
{ عَلِم اللَّه أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم }
[البقرة: 187]
{ ليس على الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتّقوا وءامنوا }
[المائدة: 93] الآية فإنّ المراد فيما شربوا من الخمر قبل تحريمها.
عاشرتها: أفهام ضعيفة عَدت كثيراً من المتشابه وما هو منه، وذلك أفهام الباطنية، وأفهام المشبِّهة، كقوله تعالى:
{ يوم يكشف عن شاق }
[القلم: 42].
وليس من المتشابه ما صرّح فيه بأنّا لا نصل إلى علمه كقوله:
{ قل الروح من أمر ربي }
[الإسراء: 85] ولا ما صرّح فيه بجهل وقته كقوله:
{ لا تأتيكم إلاّ بغتة }
[الأعراف: 187].
وليس من المتشابه ما دلّ على معنى يعارض الحملَ عليه دليل آخر، منفصل عنه؛ لأنّ ذلك يرجع إلى قاعدة الجمع بين الدليلين المتعارضين، أو ترجيح أحدهما على الآخر، مثل قوله تعالى خطاباً لإبليس:
{ واستفزز من استطعت منهم بصوتك }
الآية في سورة [الإسراء: 64] مع ما في الآيات المقتضية
{ فإنّ الله غني عنكم ولا يرضَى لعباده الكفر }
[الزمر: 7] والله لا يحبّ الفساد.
وقد علمتم من هذا أنّ مِلاك التشابه هو عدم التواطؤ بين المعاني واللغة: إمّا لضيقها عن المعاني، وإمّا لضيق الأفهام عن استعمال اللغة في المعنى، وإمّا لتناسي بعض اللغة، فيتبيّن لك أنّ الإحكام والتشابه: صفتان للألفاظ، باعتبار فهم المعاني.
وإنّما أخبر عن ضمير آياتٍ محكمات، وهو ضمير جمع، باسم مفرد ليس دالاً على أجزاءٍ وهو { أمّ } ، لأنّ المراد أنّ صنف الآيات المحكمات يتنزّل من الكتابِ منزلة أمّه أي أصله ومرجِعه الذي يُرجّع إليه في فهم الكتاب ومقاصده. والمعنى: هنّ كأمِّ للكتاب. ويعلم منه أنّ كل آية من المحكمات أم للكتاب في ما تتضمّنه من المعنى. وهذا كقول النابغة يَذْكُر بني أسد:فَهُمْ دِرْعِي التِي استلأمْتُ فيها
أي مجموعهم كالدِّرع لي، ويعلم منه أنّ كلّ أحد من بني أسد بمنزلة حلقة من حلق الدرع. ومن هذا المعنى قوله تعالى:
{ واجعلنا للمتقين إماما }
[الفرقان: 74].
والكلام على (أخَر) تقدّم عند قوله تعالى:
{ فعدة من أيام أخر }
[البقرة: 184].
تفصيل لإجمال اقتضاه الكلام السابق؛ لأنّه لما قسّم الكتاب إلى محكم ومتشابه، وكان ذلك التقسيم باعتبار دلالة الألفاظ على المعاني، تشوّفت النفس إلى معرفة تلقّي الناس للمتشابه. أمّا المحكم فتلقّي الناس له على طريقة واحدة، فلا حاجة إلى تفصيل فيه، واقتصر في التفصيل على ذكر قسم من أقسامه: وهو حال الذين في قلوبهم زيغ كيف تلقّيهم للمتشابهات؛ لأنّ بيان هذا هو الأهمّ في الغرض المسوق له الكلام، وهو كشف شبهة الذين غرّتهم المتشابهات ولم يهتدوا إلى حقّ تأويلها، ويعرف حال قسيمهم وهم الذين لا زيغ في قلوبهم بطريق المقابلة ثم سيُصرّح بإجمال حال المهتدين في تلقّي ومتَشابهات القرآن.
والقلوب محالُّ الإدراك، وهي العقول، وتقدّم ذلك عند قوله تعالى:
{ ومن يكتمها فإنّه آثم قلبه }
في سورة [البقرة: 283].
والزيغ: الميل والانحراف عن المقصود:
{ ما زاغ البصر }
[النجم: 17] ويقال: زاغت الشمس. فالزيغ أخصّ من الميل؛ لأنّه ميل عن الصواب والمقصودِ.
والاتّباع هنا مجاز عن الملازمة والمعاودة، أي يعكفون على الخوض في المتشابه، يحصونه، شبهت تلك الملازمة بملازمة التابع متبوعَهُ.
وقد ذكر علة الاتّباع، وهو طلب الفتنة، وطَلبُ أن يؤوّلوه، وليس طلبُ تأويله في ذاته بمذمّة، بدليل قوله: { وما يعلم تأويله إلاّ اللَّهُ والراسخون في العلم } كما سنبيِّنه وإنّما محلّ الذم أنّهم يطلبون تأويلاً ليسوا أهلاً له فيؤوّلونه بما يُوافق أهواءهم. وهذا ديدن الملاحِدة وأهلِ الأهواء: الذين يتعمّدون حمل الناس على متابعتهم تكثيراً لسوادهم.
ولما وَصَف أصحَاب هذا المقصد بالزيغ في قلوبهم، علمنا أنّه ذمهم بذلك لهذا المقصد، ولا شك أنّ كل اشتغال بالمتشابه إذا كان مفضياً إلى هذا المقصد يناله شيء من هذا الذم. فالذين اتّبعوا المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله المنافقون، والزنادقة، والمشركون مثال تأويل المشركين: قصةُ العاصي بن وائل - من المشركين - إذْ جاءه خباب بن الأرت - من المسلمين - يتقاضاه أجراً، فقال العاصي - متهكّما به - «وإنِّي لمبعوثٌ بعد الموت - أي حَسْب اعتقادكم - فسوفَ أقضيك إذا رجعتُ إلى مال وولد» فالعاصي توهّم، أو أراد الإيهام، أنّ البعث بعد الموت رجوع إلى الدنيا، أو أراد أن يوهم دهماء المشركين ذلك ليكون أدْعَى إلى تكذيب الخبر بالبعث، بمشاهدة عدم رجوع أحد من الأموات، ولذلك كانوا يقولون:
{ فأتُوا بآبائنا إن كُنتم صادقين }
[الدخان: 36].
ومثال تأويل الزنادقة: ما حكاه محمد بن علي بن رزام الطائي الكوفي قال: كنت بمكة حين كان الجَنَّابي - زعيم القرامطة - بمكة، وهم يقتلون الحجاج، ويقولون: أليس قد قال لكم محمد المكي «ومن دخله كان آمناً فأيُّ أمْن هنا؟» قال: فقلت له: هذا خرج في صورة الخبر، والمراد به الأمرُ أي ومن دخله فأمِّنُوه، كقوله:
{ والمطلقات يتربّصن }
[البقرة: 228]. والذين شابهوهم في ذلك كلّ قوم يجعلون البحث في المتشابه ديدنهم، ويفضون بذلك إلى خلافات وتعصّبات. وكلّ من يتأوّل المتشابه على هواه، بغير دليل على تأويله مستند إلى دليل واستعمال عربي.
وقد فُهم أنّ المراد: التأويل بحسب الهوى، أو التأويل المُلْقِي في الفتنة، بقرينة قوله تعالى: { وما يعلم تأويله إلا اللَّه والراسخون في العلم يقولون ءامنّا به } الآية، كما فهم من قوله: { فيتّبعون } أنّهم يهْتَمُّون بذلك، ويستهترون به، وهذا ملاك التفرقة بين حال من يتبع المتشابه للإيقاع في الشك والإلحاد، وبين حال من يفسّر المتشابه ويؤوّله إذا دعاه داع إلى ذلك. وفي «البخاري» - عن سعيد بن جُبير - أنّ رجلاً قال لابن عباس: «إني أجد في القرآن أشياء تختلف عليّ» قال: ما هو - قال: «فلا أنسَابَ بينهم يومئذ ولا يتساءلون» - وقال - «وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون» وقال: «ولا يكتمون الله حديثاً» وقال: «قالوا والله ربّنا ما كنّا مشركين» قال ابن عباس: «فلا أنساب بينهم في النفخة الأولى ثم النفخة الثانية أقبل بعضهم على بعض يتساءلون، فأما قوله:
{ والله ربّنا ما كنّا مشركين }
[الأنعام: 23] فإن الله يغفر لأهل الإخلاص ذنوبهم فيقول المشركون: تعالَوا نقلْ: «ما كنا مشركين، فيختم الله على أفواههم فتنطق جوارحهم بأعمالهم فعند ذلك لا يكتمون الله حديثاً». وأخرج البخاري، عن عائشة: قالت «تلا رسول الله هذه الآية إلى قوله:
{ أولوا الألباب }
[البقرة: 269] - قالت - قال رسول الله:» " فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سماهم الله فاحذروهم "
muslem
23-05-2009, 07:54 AM
ويقصد من قوله تعالى: { فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه } التعريض بنصارى نجران، إذ ألزموا المسلمين بأنّ القرآن يشهد لكون الله ثالث ثلاثة بما يقع في القرآن من ضمير المتكلم ومعه غيره من نحو خلقنا وأمرنا وقضينا، وزعموا أنّ ذلك الضمير له وعيسى ومريم ولا شك أنّ هذا - إن صح عنهم - هو تمويه؛ إذ من المعروف أنّ في ذلك الضمير طريقتين مشهورتين إما إرادة التشريك أو إرادة التعظيم فما أرادوا من استدلالهم هذا إلا التمويه على عامة الناس.
جملة حال أي وهم لا قِبل لهم بتأويله؛ إذ ليس تأويله لأمثالهم، كما قيل في المثل: «ليس بعشّك فادرجي».
ومن هنا أمسك السلف عن تأويل المتشابهات، غير الراجعة إلى التشريع، فقال أبو بكر رضي الله عنه: «أيُّ أرضٍ تُقِلّنِي وأيُّ سماء تُظِلُّنِي إن قلتُ في كتاب الله بما لا أعلم». وجاء في زمن عمر - رضي الله عنه - رجل إلى المدينة من البصرة، يقال له صَبِيغ بن شريك أو ابن عِسْل التميمي فجعل يسأل الناس عن متشابه القرآن، وعن أشياء فأحضره عمر، وضربه ضرباً موجعاً، وكرّر ذلك أياماً، فقال: «حسبُك يا أمير المؤمنين فقد ذهب ما كنتُ أجد في رأسي» ثم أرجعه إلى البصرة وكتب إلى أبي موسى الأشعري أن يمنع الناس من مخالطته. ومن السلف من تأوّل عند عروض الشبهة لبعض الناس، كما فعل ابن عباس فيما ذكرناه آنفا.
قال ابن العربي في «العواصم من القواصم» - «من الكائدين للإسلام الباطنية والظاهرية». قلت: أمَّا الباطنية فقد جعلوا معظم القرآن متشابهاً، وتأوّلوه بحسب أهوائهم، وأمّا الظاهريون فقد أكثروا في متشابهه، واعتقدوا سبب التشابه واقعاً، فالأوّلون دخلوا في قوله: { وابتغاء تأويله } ، والأخيرون خرجوا من قوله: { وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم } أو وما يعلم تأويله إلا الله، فخالفوا الخلف والسلف. قال ابن العربي - «في العواصم» - «وأصل الظاهريين الخوارج الذين قالوا: لا حُكْم إلاّ لله» يعني أنّهم أخذوا بظاهر قوله تعالى: { إنِ الحُكْمُ إلا لله } ولم يتأولوه بما هو المراد من الحكم.
والمراد بالراسخين في العلم: الذين تمكّنوا في علم الكتاب، ومعرفة محامله، وقام عندهم من الأدلة ما أرشدهم إلى مراد الله تعالى، بحيث لا تروج عليهم الشبه. والرسوخ في كلام العرب: الثبات والتمكن في المكان، يقال: رسخت القدم ترسخ رسوخاً إذا ثبتت عند المشي ولم تتزلزل، واستعير الرسوخ لكمال العقل والعلم بحيث لا تضلّله الشبه، ولا تتطرّقه الأخطاء غالباً، وشاعت هذه الاستعارة حتى صارت كالحقيقة. فالراسخون في العلم: الثابتون فيه العارفون بدقائقه، فهم يحسنون مواقع التأويل، ويعلمونه.
ولذا فقوله: { والراسخون } معطوف على اسم الجلالة، وفي هذا العطف تشريف عظيم: كقوله:
{ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم }
[آل عمران: 18] وإلى هذا التفسير مَال ابن عباس، ومجاهد، وَالربيع بن سليمان، والقاسم بن محمد، والشافعية، وابن فورك، والشيخ أحمد القرطبي، وابن عطية، وعلى هذا فليس في القرآن آية استأثر الله بعلمها. ويؤيّد هذا أن الله أثبت للراسخين في العلم فضيلة. ووصفهم بالرسوخ، فآذن بأنّ لهم مزية في فهم المتشابه: لأنّ المحكم يستوي في علمه جميع من يفهم الكلام، ففي أيِّ شيء رسوخهم، وحكى إمام الحرمين، عن ابن عباس: أنّه قال في هاته الآية: «أنا ممّن يعلم تأويله».
وقيل: الوقف على قوله: { إلا الله } وإنّ جملة { والراسخون في العلم } مستأنفة، وهذا مروي عن جمهور السلف، وهو قول ابن عمر، وعائشة، وابن مسعود، وأبي، ورواه أشهب عن مالك في جامع العتبية، وقاله عروة بن الزبير، والكسائي، والأخفش والفرّاء، والحنفية، وإليه مال فخر الدين.
ويؤيّد الأول وصفهم بالرسوخ في العلم؛ فإنّه دليل بيّن على أنّ الحُكم الذي أثبت لهذا الفريق، هو حكم من معنى العلم والفهم في المعضِلات، وهو تأويل المتشابه، على أنّ أصل العطف هو عطف المفردات دون عطف الجمل، فيكون الراسخون معطوفاً على اسم الجلالة فيدخلون في أنّهم يعلمون تأويله. ولو كان الراسخون مبتدأ وجملةُ: «يقولون ءامّنا به» خبراً، لكان حاصل هذا الخبر ممّا يستوي فيه سائر المسلمين الذين لا زيغ في قلوبهم، فلا يكون لتخصيص الراسخين فائدة. قال ابن عطية: «تسميتهم راسخين تقتضي أنّهم يعلمون أكثر من المحكم الذي يستوي في علمه جميع من يفهم كلام العرب، وفي أيّ شيء هو رسوخهم إذا لم يعلموا إلاّ ما يعلمه الجميع وما الرسوخ إلاّ المعرفةُ بتصاريف الكلام بقريحة معدة» وما ذكرناه وذكره ابن عطية لا يعد وأن يكون ترجيحاً لأحد التفسيرين، وليس إبطالاً لمقابله إذ قد يوصف بالرسوخ من يفرق بين ما يستقيم تأويله، وما لا مطمع في تأويله.
وفي قوله: { وما يذكر إلا أولوا الألباب } إشعار بأنّ الراسخين يعلمون تأويل المتشابه.
واحتجّ أصحاب الرأي الثاني، وهو رأي الوقف على اسم الجلالة: بأنّ الظاهر أن يكون جملة (والراسخون) مستأنفة لتكون معادِلاً لجملة: { فأما الذين في قلوبهم زيغ } ، والتقدير: وأمّا الراسخون في العلم. وأجاب التفتازاني بأنّ المعادِل لا يلزم أن يكون مذكوراً، بل قد يحذف لدلالة الكلام عليه. واحتجّوا أيضاً بقوله تعالى: { يقولون آمنا به كل من عند ربنا } قال الفخر: لو كانوا عالمين بتأويله لم يكن لهذا الكلام فائدة؛ إذ الإيمان بما ظهر معناه أمر غير غريب وسنجيب عن هذا عند الكلام على هذه الجملة. وذكر الفخر حججاً أخر غير مستقيمة.
ولا يخفى أنّ أهل القول الأول لا يثبتون متشابهاً غير ما خفي المراد منه، وأنّ خفاء المراد متفاوت، وأنّ أهل القول الثاني يثبتون متشابهاً استأثر الله بعلمه، وهو أيضاً متفاوت؛ لأنّ منه ما يقبل تأويلات قريبَة، وهو ممّا ينبغي ألاّ يعدّ من المتشابه في اصطلاحهم، لكنّ صنيعهم في الإمساك عن تأويل آيات كثيرة سَهْلٍ تأويلُها مثل{ فإنّك بأعيننا }
[الطور: 48] دلّ على أنّهم يسدّون باب التأويل في المتشابه، قال الشيخ ابن عطية «إنّ تأويل ما يمكن تأويله لا يَعلم تأويلَه - على الاستيفاء - إلاّ الله تعالى فمَن قالَ، من العلماء الحذّاق: بأنّ الراسخين لا يعلمون تأويل المتشابه، فإنّما أراد هذا النوع، وخافوا أن يظنّ أحد أنّ الله وصف الراسخين بعلم التأويل على الكمال».
وعلى الاختلاف في محمل العطف في قوله تعالى: { والراسخون في العلم } انبنى اختلاف بين علماء الأمة في تأويل ما كان متشابهاً: من آيات القرآن، ومن صحاح الأخبار، عن النبي صلى الله عليه وسلم،
فكان رأي فريق منهم الإيمانَ بها، على إبهامها وإجمالها، وتفويضَ العلم بكنه المراد منها إلى الله تعالى، وهذه طريقة سلَف علمائنا، قبل ظهور شكوك الملحدين أو المتعلِّمين، وذلك في عصر الصحابة والتابعين وبعض عصر تابعيهم، ويُعبّر عنها بطريقة السلف، ويقولون: طريقة السلف أسْلَمُ، أي أشدُّ سلامة لهم من أن يَتأوّلوا تأويلات لا يدرَى مدى ما تفضِي إليه من أمور لا تليق بجلال الله تعالى ولا تتّسق مع ما شرعه للناس من الشرائع، مع ما رأوا من اقتناع أهل عصرهم بطريقتهم، وانصرافهم عن التعمّق في طلب التأويل.
وكان رأي جمهور من جاء بعد عصر السلف تأويلها بمعانٍ من طرائق استعمال الكلام العربي البليغ من مجاز، واستعارة، وتمثيل، مع وجود الدّاعي إلى التأويل، وهو تعطّش العلماء الذين اعتادوا التفكر والنظر وفهم الجمع بين أدلّة القرآن والسنة، ويعبّر عن هذه الطريقة بطريقة الخلف، ويقولون: طريقة الخلف أعلم، أي أنسب بقواعد العلم وأقوى في تحصيل العلم القاطع لِجدال الملحدين، والمقنع لمن يتطلّبون الحقائق من المتعلّمين، وقد يصفونها بأنّها أحْكَمُ أي أشدّ إحكاماً؛ لأنّها تقنع أصحاب الأغراض كلّهم. وقد وقع هذان الوصفان في كلام المفسّرين وعلماءِ الأصول، ولم أقف على تعيين أوّلِ من صدَرا عنه، وقد تعرّض الشيخ ابن تيمية - في «العقيدة الحموية» - إلى ردّ هذين الوصفين ولم ينسبهما إلى قائل. والموصوف بأسْلَم وبأعلَم الطريقةُ لا أهلُها؛ فإنّ أهل الطريقتين من أئمة العلم، وممّن سلموا في دينهم من الفِتن.
وليس في وصف هذه الطريقة، بأنّها أعْلَمُ أوْ أحْكَمُ، غضاضة من الطريقة الأولى؛ لأنّ العصور الذين درجوا على الطريقة الأولى، فيهم من لا تخفى عليهم محاملها بسبب ذوقهم العربي، وهديهم النبوي، وفيهم من لا يُعير البحثَ عنها جانباً من همّته، مثل سائر العامة. فلا جرم كان طَيّ البحث عن تفصيلها أسلم للعموم، وكان تفصيلها بعد ذلك أعْلَم لمن جاء بعدهم، بحيث لو لم يؤوِّلوها به لأوسعوا، للمتطلّعين إلى بيانها، مجالاً للشك أو الإلحاد، أو ضيقِ الصدر في الاعتقاد واعلم أنّ التأويل منه ما هو واضح بيِّن، فصرف اللفظ المتشابه عن ظاهره إلى ذلك التأويل يُعادِل حملَ اللفظ على أحد معنييه المشهورين لأجل كثرة استعمال اللفظ في المعنى غير الظاهر منه. فهذا القسم من التأويل حقيق بألاّ يسمّى تأويلاً وليس أحدُ مَحْمَلَيْه بأقوى من الآخر إلاّ أنّ أحدهما أسبقُ في الوضع من الآخر، والمحملان متساويان في الاستعمال وليس سبقُ إطلاق اللفظ على أحد المعنيين بمقتضٍ ترجيحَ ذلك المعنى، فكم من إطلاق مجازي للفظٍ هو أسبق إلى الأفهام من إطلاقه الحقيقي. وليس قولهم في علم الأصول بأنّ الحقيقة أرجحُ من المجاز بمقبول على عمومه.
وتسميةُ هذا النوع بالمتشابه ليست مرادة في الآية. وعدّه من المتشابه جمود.
ومن التأويل ما ظاهر معنى اللفظ فيه أشهر من معنى تأويله ولكنّ القرائن أو الأدلةَ أوجبت صرف اللفظ عن ظاهر معناه فهذا حقيق بأن يعدّ من المتشابه.
ثم إنّ تأويل اللفظ في مِثله قد يتيسّر بمعنى مستقيم يغلب على الظن أنّه المراد إذا جَرى حمل اللفظ على ما هو من مستعملاته في الكلام البليغ مثل الأيدي والأعين في قوله:
{ بَنيناها بأيدٍ }
[الذاريات: 47] وقوله:
{ فإنَّك بأعيننا }
[الطور: 48] فمَن أخذوا من مثله أنّ لله أعيناً لا يُعرف كنهها، أوْ له يداً ليست كأيدينا، فقد زادوا في قوة الاشتباه.
muslem
23-05-2009, 07:54 AM
ومنه ما يعتبر تأويله احتمالاً وتجويزاً بأن يكون الصرف عن الظاهر متعيّناً وأمّا حمله على ما أوّلوه به فعلى وجه الاحتمال والمثالِ، وهذا مثل قوله تعالى:
{ الرحمن على العرش استوى }
[طه: 5] وقوله:
{ هل ينظرون إلاّ أن يأتيَهم الله في ظُلَل من الغمام }
[البقرة: 210] فمثل ذلك مقطوع بوجوب تأويله ولا يَدعي أحد، أن ما أوّلَه به هو المرادُ منه ولكنّه وجه تابع لإمكان التأويل، وهذا النوع أشدّ مواقع التشابه والتأويل.
وقد استبان لك من هذه التأويلات: أنّ نظم الآية جاء على أبلغ ما يعبّر به في مقام يسع طائفتين من علماء الإسلام في مختلف العصور.
وقوله: { يقولون آمنا به } حال من (الراسخون) أي يعلمون تأويله في هذه الحالة والمعنى عليه: يحتمل أن يكون المراد من القول الكناية عن الاعتقاد؛ لأنّ شأن المعتقد أن يقول معتَقَده، أي يعلمون تأويله ولا يهجس في نفوسهم شك من جهة وقوع المتشابه حتى يقولوا: لماذا لم يجىء الكلام كلّه واضحاً، ويتطرّقهم من ذلك إلى الرّيبة في كونه من عند الله، فلذلك يقولون: { كل من عند ربنا }. ويحتمل أنّ المراد يقولون لغيرهم: أي من لم يبلغ مرتبة الرسوخ من عامة المسلمين، الذين لا قِبل لهم بإدراك تأويله، ليعلّموهم الوقوف عند حدود الإيمان، وعدمَ التطلّع إلى ما ليس في الإمكان، وهذا يقرب ممّا قاله أهل الأصول: إنّ المجتهد لا يلزمه بيانُ مُدركه للعامي، إذا سأله عن مأخذ الحكم، إذا كان المدرَك خفياً
وبهذا يحصل الجواب عن احتجاج الفخر بهذه الجملة لترجيح الوقفِ على اسم الجلالة.
وعلى قول المتقدّمين يكون قوله: { يقولون } خبراً، ومعنى قولهم: { آمنا به } آمنّا بكونه من عند الله، وإن لم نفهم معناه.
وقوله: { كل من عند ربنا } أي كلٌ من المحكَم والمتشابه. وهو على الوجهين بيان لمعنى قولهم: { آمنا به } ، فلذلك قطعت الجملة. أي كلّ من المحكم والمتشابه، مُنزل من الله.
وزيدت كلمة (عند) للدلالة على أنّ مِن هنا للابتداء الحقيقي دون المجازي، أي هو منزل من وحي الله تعالى وكلامِه، وليس كقوله:
{ ما أصابك مِن حسنة فمن الله وما أصابك من سيّئة فمن نفسك }
[النساء: 197].
وجملة { وما يذَّكَّر إلاّ أولوا الألباب } تذييل، ليس من كلام الراسخين، مَسوق مَساق الثناء عليهم في اهتدائهم إلى صحيح الفهم.
والألبابُ: العقول. وتقدّم عند قوله تعالى:
{ واتقون يا أولي الألباب }
في سورة [البقرة: 197].
تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ)
أبو محمد
23-05-2009, 04:10 PM
بارك الله بك يا طيب
من خلال ما نقلت لنا يتبن لنا انه لا يوجد تحذير من الآية في الخوض في المتشابهات إلا إذا كان يراد منه الفتنة، أما الراسخون في العلم فهم أهل الأختصاص والقدرة على البحث في هذه المسائل.
شكرا أخ مؤمن على الملاحظة وشكرا للأخ مسلم على المتابعة.
تحياتي للحميع
muslem
23-05-2009, 08:52 PM
وهذا ما فهمت من خلال البحث حيث لا يوجد اي دليل من البحث على ما فهم الاخ مؤمن
الاخوه الكرام قال لي احد الشباب منذ فتره ان من المشاكل التي عانها الحزب ان نصف الشباب لا يقرؤون والنصف الاخر اذا قرء يقرء ادبيات الحزب فقط وكأن تقي رحمه الله طلب ذلك منه رائيت كثيرا استدلالكم بكتاب الشخصيه فهلا اطلعتم على كيفيه تقوية العقليه
اخوتي ادبيات الحزب ليست كلام دون واقع وحتى تتبلور الفكره لا يجب اخذها جاهزه و التسليم لاجل ان قالها فلان او فلان لابد من البحث و التمحيص لا ان نصبح عباره عن نسخ و لصق اخوتي هذه بعض الخواطر ارجوا ان تتقبلوها من اخوكم الصغير
و الباحث عن الحق
أبو محمد
23-05-2009, 09:19 PM
أخي الكريم
بل ما أراه هو أن ما أوردته من قبل من تحرير التنوير لأبن عاشور يؤكد ما رآه الأخ مؤمن وهو أن الأية ليست للتحذير من الخوض في المتشابهات إذا لم يكن الخوض ابتغاء للفتنة.
مع الأحترام لرأيك ولرأي القائل فأن شباب الحزب كغيرهم من أبناء الأمة فمنهم من يقرأ كثيرا في الثقافة الحزبية والأسلامية ومنهم من يقرأ فيما يساعده على حمل الدعوة في الثقافة الحزبية والأسلامية، فالقول أن الحزب عانى بسبب قلة قراءة الشباب كلام غير دقيق وهو ليس دفاعا عن الشباب بل هو نقدا لطريقة الحكم فالشباب متفاوتون في القراءة.
لم بستدل أحد غير تلميذ الشيخ تقي بالشخصية، ولكونه على علاقة بموضوعنا، ثم ما نقلته لنا هنا من التنوير لا يختلف شيئا عما ورد بالشخصية. ألا ترى ابن عاشور يقول كما أوردت سابقا "والاتّباع هنا مجاز عن الملازمة والمعاودة، أي يعكفون على الخوض في المتشابه، يحصونه، شبهت تلك الملازمة بملازمة التابع متبوعَهُ.
وقد ذكر علة الاتّباع، وهو طلب الفتنة، وطَلبُ أن يؤوّلوه، وليس طلبُ تأويله في ذاته بمذمّة، بدليل قوله: { وما يعلم تأويله إلاّ اللَّهُ والراسخون في العلم } كما سنبيِّنه وإنّما محلّ الذم أنّهم يطلبون تأويلاً ليسوا أهلاً له فيؤوّلونه بما يُوافق أهواءهم. وهذا ديدن الملاحِدة وأهلِ الأهواء: الذين يتعمّدون حمل الناس على متابعتهم تكثيراً لسوادهم."
لذلك أخي أرى أن الموضوع أخذ أكثر مما ينبغي في البحث وذلك لأن البحث لا يحتاج إلى كل ذلك فكل ما في الأمر أن الأخ مؤمن رأى عدم دقة الفهم أن الآية فيها تحذير عن الخوض في المتشابهات عموما بل رد التحذير فقط في حال كان ابتغاء الفتنة وهذا ما يراه ابن عاشور أيضا.
تحياتي يا طيب
يا رجل كان اعتراضي بسيط جدا كبرت المسالة بشكل لا يوصف مع انها بسيطه
نحن نحب الدقة في الفهم و التلقي و لا يعنيها قصد الكاتب بقدر فهم دلالة الكلام هذا ما أحببت أن اقوله هو الرجل اشعري و يريد تحطيم مذهب السلفية التيمية في فهم القرآن و التعامل معه و كتب شيء جميل جدا استفدت انا منه شخصيا أخي.
muslem
24-05-2009, 09:46 PM
السلام عليكم
اخوتي الكرام لم اكن اقصد من الموضوع الترف الفكري والله على ما اقول شهيد اخوتي عندي اسئله كثيره عما يحدث حولنا وهذا احد المواضيع فبينما كانت هذه القضايا الذي حاول الحزب توضيحه للامه
من اجل النهضه ولاقا الحزب انواع كثيره من الاذى من اتهام بالضلال و الكفر و مخالفة المسلمين الخ من المهتارات الاتهمات الزائفه
اضحت اليوم حديث الامه و اصبح اكثر من شخص يبحث فيها و اصبحت تطرح على العامه من خلال الاعلام والانترنت
سؤالي لماذا يترى ? وسؤالي اخر ما هو الموقف الذي يجب على الشباب اتخاذه?
السلام عليكم
اخوتي الكرام لم اكن اقصد من الموضوع الترف الفكري والله على ما اقول شهيد اخوتي عندي اسئله كثيره عما يحدث حولنا وهذا احد المواضيع فبينما كانت هذه القضايا الذي حاول الحزب توضيحه للامه
من اجل النهضه ولاقا الحزب انواع كثيره من الاذى من اتهام بالضلال و الكفر و مخالفة المسلمين الخ من المهتارات الاتهمات الزائفه
اضحت اليوم حديث الامه و اصبح اكثر من شخص يبحث فيها و اصبحت تطرح على العامه من خلال الاعلام والانترنت
سؤالي لماذا يترى ? وسؤالي اخر ما هو الموقف الذي يجب على الشباب اتخاذه?
أخي الكريم أنا بدي أريحك تماما يبدو أنه عندك اشكاليات معرفية إفتح موضوع اسمه سؤال و جواب و أنا سأجيبك على جميع أسئلتك إن شاء الله تعالى
ابو العبد
26-05-2009, 08:44 AM
الاخوة الكرام حبذا لو نبتعد عن هرطقات ما بين السائل والمجيب في منتدى الحوار الفكري وليس ليس السائل والمجيب
كنت اتمنى على الاخ مسلم ان لا ينجر لذلك
مع تحياتي للجميع
muslem
26-05-2009, 09:22 AM
جزاك الله خير ابو العبد وانا اعتذر عن ذلك ولذلك سوف الغي الموضوع بعد اذن الاخ مؤمن لانني شخصيا لا احبذ ان يكون السؤال الا ضمن الموضوع نفسه لتعم الفائده ان شاء الله
ولذلك لنتابع الموضوع هنا
في الاونه الاخيره لوحظ كثرة التحدث عن الاستشهاد بحديث الاحاد في العقيده وانه لايجوز الافي الاحكام واحد الامثله على هذه البحوث
رسالةالاحتجاج بخبر الآحاد لصهيب محمود السقار http://www.suhaibalsaqqar.com/files/ihtejaj.rar
والرجل جزاه الله خير وجعله احسن ما نظن به وصل الى رأي يشابه رأي الحزب و كما تفضلت اخي مؤمن "خبر الآحاد لا يفيد إلا الظن سواء اقترنت معه قرآئن أو جرد عنها، هذا الخط الثابت لدى حزب التحرير و لن يحيد عنه و هو من أهم الأفكارالأساسية التي يحملها حزب التحرير عن الحياة " ويوجد غير السقار كثير وصلوا الى النتيجه نفسها في ايامنا هذه
سؤالي الان الم يتهم (بضم الياء) حزب التحرير بالضلال والكفر من قبل الوهابيه و غيرهم لتبنيه هذا القول الاساسي في فكر الحزب الم يقال اننا منكرون لعذاب القبر والمهدي و غيرذلك من اخبار الاحاد التي وردت في العقائد وللاسف لاقت هذه التهم رواجا كبيرا عند الامه
والان اضحى ما كان يتهم (بضم الياء) به الحزب امرا مقبولا عند الامه والكثير من المسلمين الان يتحدثون به حتى على الفضائيات و الاعلام المرئي و المسموع والمقروء والانترنت سؤالي لماذاهذا التحول هل هو لوعي الامه ام لغايات اخرى
ام انا اتوهم ذلك ?
طرحت موضوع يكون اسمه جواب سؤال يكون مثبت للجميع حتى من عنده سؤال يطرحه و هذا مجرد اسلوب و لكم قبوله أو رفضه.
هذا أمر ايجابي أخي أن تنشر الفكرة سؤال من حزب التحرير أو من غيره فلا بأس و لها علاقة بالنهضة طبعا لأننا نهدف لتوحيد أراء الناس.
muslem
26-05-2009, 09:46 AM
سؤالي لماذاهذا التحول هل هو لوعي الامه ام لغايات اخرى
ام انا اتوهم ذلك ?
سؤالي الاخر من من الجماعات يقول بهذه الفكره وهي فكر اساسي عندهم كما هي عند الحزب
ابو العبد
26-05-2009, 06:57 PM
انا شخصيا لا استبعد سؤ النية في هذا الموضوع والغاية على ما يبدوا تمييع افكار الاسلام
الستم معي ان من يطرح عدم جواز الاستدلال بالظني في العقيدة ومن ثم يستشهد باحاديث المهدي المنتظر او غيرها بحجة انها وردت في الكتب الصحاح وتواترت في المعنى ما هو الا تمييع لهذه الافكار
انظر قبل عدة سنوات عندما خرج علينا عمر خالد في الحديث عن غزوات الرسول عليه السلام والمواقف العظيمة للصحابة رضى الله عنهم في ساحات الجهاد وفي قيادة الدولة الاسلامية حتى ظن الكثير من ابناء المسلمين انه يريد ان يربط هذه الاحداث في واقع المسلمون اليوم وحاجتهم الى قادة مثل الصحابة ولكن النتيجة كانت ان صناع الحياة مهمتهم محاربة التدخين وزرع النعناع والخضروات على اسطحة المنازل وغير ذلك
اليس هذا ضربا لمفاهيم الاسلام
muslem
26-05-2009, 11:04 PM
ياسلام عليك اخي ابو العبد و جزاك الله خير الجزاء على ما اعتقد ان الموضوع الذي يدور في خلدي قد بدء يتبلور بفضل الله سبحانه وتعالى
مثال على ما قلت مع احترامي لاراء النابلسي واسلوبه و لكن تجد مثل هذا الجواب للسؤال التالي
سؤال : ما رأيك في أراء ابن تيمية المختلفة وأراء الشهيد سيد قطب رحمهما الله ؟ . والسؤال الثاني : هل العلاقة التي تربط بين أبناء البلد الواحد علاقة أساسها الوطن أم الدين ؟ . وجزاكم الله عنا كل خير
الأخ الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إجابة على سؤالكم ، نفيدكم بما يلي : الجواب الأول : أن كل إنسان تعرض أقواله وأفعاله على الكتاب والسنة ، فما وافق قبلناه وما خالف رددناه على أصحابه...ولا صوت يعلو على صوت الوحيين ، ولا حكم يتقدم حكم الله ورسوله . أما الجواب الثاني : لا تعارض بين الدين والوطنية إلا عند من يريدون إثارة الشقاق بين الناس . الدكتور محمد راتب النابلسي
http://www.nabulsi.com/14fatawa/01akida/araa.php
http://www.nabulsi.com/14fatawa/findfatawa.php
الان ما موقف الشباب الواعي في مثل هذه الظروف ?هل هو نفس موقفنا من خطبة الجمعه بحيث تكون مادة حديث مع المصلين?ام موقفنا تبيان هذا الامر و كائنه من التضليل المقصود والحرب على افكار الاسلام ? والان الى موضوع سوء النيه ما المدى المسموح به قبل الدخول بقوله تعالى ( يا أيها الذين أمنوا اجتبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم)
بانتظار ردودكم المفيده بأذن الله
ولي عوده ان شاء الله
ابو عمر الحميري
31-03-2010, 05:47 PM
القران الكريم كله من عند الله محكمه ومتشابههفالآيات المحكمات هي الآيات التي لاتحتمل الا هعنى واحدا وهي الأيات القطعية الدلالة مثل ايات العقيدة وآيات الاحكام القطعية وهناك الآيات المتشابهات وهي الآيات التي تحتمل اكثر من معنى وليس الايات التي لايفهم معناها لانه لا يوجد في القرآت ما لايفهم معناه فالله سبحانه وتعالى لايخاطبنا بها لانفهم لقوله تعالى ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) ولذلك في قوله تعالى ( وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به ) لايتأتى الوقوف عند لفظ الجلالة (الله) للاسباب التالية :
1- لفظ (الراسخون ) وصف مفهم زائد جاء وضعه لامر هام على سياق لغة العرب وهو هنا ليس للايمان لان الايمان مقدور لكل عافل فهو مطلوب منه امافهم المتشابه فهو الذي يحتاج الى رسوخ فب العلم فالراسخون في العلم يعلمون تأويل المتشابه .
2- دعا الرسول عليه السلام لابن عباس رضي الله عنه قائلا ( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل )
وورد عن ابن عباس انه قال (انا من الراسخين الذين يعلمون تأويله )
3- الحروف الهقطعة في اوائل بعض السور لها معنى والارجح انعا اسماء للسور فيقال سورة
(الم البقرة ) وسورة (كهيعص مريم ) وسرة ( ص ) وسورة (ق ) .
4- حرف الواو قبل كلمة ( الراسخون ) هي للعطف وليست للاستئناف لان المعنى عند لفظ
الجلالة لم ينته فتكون ( الراسخون ) معطوفة على لفظ الجلالة وتكون الجملة الفعلية ( يقولون
آمنا ) في محل نصب حال ولبست خبرا لان الواو المذكورة ليست للاستئناف .
5- قد يقول قائل كيف تكون الجملة الفعلية حالا من المعطوف والمعطوطوف عليه والله سبحانه وتعالى يستحيل ان يقول أمنا به فنقول ام الحال لا يكون من المعطوف والمعطوف عليه بل من المعطوف فقط ولدينا شواهد من الفرأن الكريم منها :
أ- قال تعالى ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) فلفظة ( صفا ) الاولى هي حال من
الملائكة لانهم هم الذين يأتون صفا وليس الله سبحانه وتعالى .
ب- قال تعالى ( ووهبنا له اسحق ويعقوب نافلة ) فالضمير المتصل في لفظة ( له )
يعود على ابراهيم عليه السلام ولفظة (نافلة ) اعرابها حالا لان معنى نافلة
هنا هي ولد الولد فواهيم لد الولد بالنسبة لابراهيم هو يعقوب عليه السلام
لأن اسحق عليه السلام هو ابن ابراهيم ويعقوب هو ابن اسحق .
يتبين لنا من ذلك ان الاية ليس فيها نهي عن الخوض في المتشابه بشكل مطلق وإنما النهي للذين
في قلوبهم زيغ اي ضلال لانهم يبتغون الفتنة اي اضلال المسلمين من ذلك .
وايضا فإن الله مدح الذين يعلمون تأويله وسماهم راسخين والمدح يكون على العلم لا على الجهل .
هذا ما احببت ان انوه اليه فإن احسنت فمن الله فله الفضل والمنة وإن اسأت فمني واستغفر
الله واتوب اليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.