بوفيصيل
02-12-2013, 08:23 PM
بداية لا بد من الاعتراف بأن الدول العربية في غالبيتها تحتاج إلى عملية إصلاح نظمها السياسية وما يتعلق بمفهوم القانون والمواطن والحريات وتطبيق ذلك، وتحتاج أيضاً إلى الاقتراب أكثر من الثورة المعلوماتية والتكنولوجية مواكبةً لثقافة العصر، وتحتاج في الوقت نفسه إلى الاستقلال والتحرر من التبعية للخارج.
في المنهج التطبيقي في السياسة نراجعُ المرحلةَ منذ بداية حقبة الربيع العربي المزعوم نهاية عام 2010م وما شهدته من شعارات لم ينسجها الشعب من واقع حياته الوطنية، وحراك قواه الاجتماعية، والروحية، والسياسية بل صُممتْ في الدوائر الغربية الأمروصهيوأوروبية، وقدّمت للعرب ليس حباً بالتقدم من أجلهم، ولا خوفاً على مستقبلهم في ظل استبداد السلطة العربية، ولا حماية لحقوقهم الإنسانية، فكل ما حدث كانت إرهاصاته تشير إلى القلق على إسرائيل في جوٍّ عربي ـ ولو كان مليئاً بالاستبداد ـ لكنه كان محمولاً بالتنمية، وعناصر القوة الوطنية، التي إن تهيّأ لها مَن يوظفها في خندق الصراع العربي ـ الصهيوني توظيفاً صحيحاً، فلن يبقى معها المشروع الصهيوني الإحلالي التوسعي العنصري على قيد الحياة.
لذلك لم يبقَ أمام مراكز صنع القرار في الدوائر الغربوصهيونية إلا أن تستخدم احتياطييها الدائمين في الحياة العربية في أقطار سايكس ـ بيكو, ونظم سايكس ـ بيكو فصدرت الأوامر وتغيّرت الأدوار مباشرة، وقدمَ كبشَ الفداء عملاء أميركا في الدول التي صارت ـ بحكم أوضاعها الداخلية ـ تسهل تعميم مقولة الربيع المزعوم. واتضح لكل مواطن عربي أن مهام النضال العربي لم تعد أولوياتها ـ كما كان يعرف ـ في تحرير فلسطين وعدم السماح بتهويدها، وتهويد القدس الشريف، وعودة الحق العربي المغتصب بعد العدوان الصهيوني على العرب في 6/5/1967.
ومن أغرب ما واجه المواطن العربي هو أن ميديا إعلامية دولية ليست مسبوقة في تاريخ العرب تضخ ليلَ نهار حول استبداد النظم العربية بشعبها، وحق هذا الشعب بالحرية، والديمقراطية، وتقرير مصيره، ولم تأتِ هذه الميديا على أيِّ ذِكرٍ لاحتلال إسرائيل لأراضي العرب، ولا كيف يمكن تهويدها، ولا كيف تحاصر غزة لتموت جوعاً، لكأن الاحتلال ليس له أي علاقة بالاستبداد.
والمهمة الملحة أمام عرب أميركا والصهيونيّة فقط هي تدمير أنظمة عربية وصلت إلى نسبة من القوة في الموارد الاقتصادية والبشرية صار يُخشى من استثمارها في الطريق الصحيح. وبعد لعب الأدوار التي رسمت لعرب أميركا في النظام الرسمي برزت الجامعة العربية مؤسسةً قوية بأقوى قوةٍ شهدتها منذ تشكيلها عام 1945، وصارت النبرة الصهيوأميركية حول الاستبداد المرفوض بحق المواطن العربي عند ممثلي نظم التخلف والاستبداد عند العرب هي صوت الحق، وأصبح المواطن العربي لا يرى إلا نموذجاً واحداً يؤدي الدور المرسوم للعرب وما عليه سوى الالتحاق به، وأكبر بلد في هذا النموذج بلد لا يسمح للمرأة بقيادة السيارة، لكنه يدّعي السماح للشعب بقيادة قطار المستقبل.
والتغيير العجيب بالأدوار هو أن كلما كان يختزنه العقل العربي من المحيط إلى الخليج " الفارسي"حول دول التخلف العربي صار مدعواً لتعزيله من ذاكرته، وتعبئة الذاكرة الجديدة بإسرائيل الصديقة. والممالك، والأمراء الحريصين على السيادة والاستقلال والحرية، ولو كانوا لا يملكون في بلادهم أيّةَ نسبةٍ منها، وهكذا صار الحق باطلاً، والباطل حقاً. والعدو صديقا، والصديق عدواً، والعميل بطلاً، والبطل مجحوداً، والتهويد ممكناً، والعروبة مرفوضة.
ومنذ أن دُعيت القوى الحاكمة بالأوامر الصهيوأمريكية لتركيب الدولة الوطنية الجديدة، اتضح من مصر إلى تونس إلى ليبيا أن الأخونة بالرعاية الصهيوأمريكية والاحتياطي العربي العميل هي البديل عن الدولة الوطنية وجماهيرها المتمسكة بالسيادة والاستقلال فسرعان ما شرع المواطن العربي يقارن بين ما قيل له، وتم التطبيل والتزمير فيه، وما بين الذي يحصل، ويستدعي إزاحة العقل والفهم الصحيح باعتبار أن المواطن العربي في حسابات مراكز القرار الأمروصهيوأوروبي يمكن أن يُساق ـ كما حدث في تاريخٍ ـ إلى مصير مرسوم له من الخارج.
وحتى لا يُعطى هذا المواطن أي فرصة للتفكير النظيف شنوا المعركة الكونيّة على سورية, وشرعوا بتدميرها، ووضعوا نموذجاً ـ على المقلب الآخرـ أمام المواطن العربي حتى يجبر أن يقتنع بمقولتهم (إذا لم يكن ما تريد، فأرد ما يكون). فالخلاص من الدمار والتهجير كما يحدث في سورية، مقابله الخضوع إلى حكم الإخوان كما تريده دول الحلف الأمروصهيوأوروبي، ومع ذلك حين رأى المواطن العربي أن الشعب الأبي في سورية لم يركع ولو دمروه، وقتلوه، وشردوه، استفاق على حلمه بأمةٍ منتصرة على طريق سوريا المنتصرة فانقلب السحر، وسطعت شمس الحق، وهزم العملاء في مصر، وتونس، وليبيا، واليمن، والعراق، ولبنان وتغيرت الأدوار، وصار مَنْ في إسطنبول لا يملك أن يبقى على ما كان قد تلقنه من أسياده، والمُعادل السياسي الحاسم الذي برز هو وطن منتصر بوطنيين وعروبيين، وليس وطناً لمستتبعين.
إذاً لا شك بأن الولايات المتحدة تعرف حق المعرفة أن الدول العربية تحتاج إلى إصلاحات سياسية وغيرها، ولكن الشيء الأكثر أهمية أنها تعارض هذه الإصلاحات لأنها ستؤدي ـ إذا ما كانت فاعلة وحقيقية ـ إلى الإضرار بالمصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة العربية بأسرها. من جهة أخرى فإن موجة العداء والكره للسياسة الأميركية وللوجود الصهيوني الغاصب في فلسطين تزداد عمقاً واتساعاً يوماً بعد يوم، ولا سيما في أوساط الجماهير العربية، وإن كانت بعض الأنظمة العربية تسير في ركاب السياسة الأميركية للحفاظ على امتيازاتها.
ولهذا عملت الولايات المتحدة ولا تزال باتجاه إجهاض أي عملية إصلاح حقيقية، وذلك من خلال عدة أساليب أهمها: محاولات احتواء أي ثورة أو انتفاضة لتبقى تدور في فلك السياسة الأميركية، بمعنى إدخال تحسينات خارجية أو سطحية عليها مع الإبقاء على البنية التحتية الأساسية للأنظمة الحليفة لها واستبدال بعض الشخصيات بأخرى دون المساس بجوهر النظام، العمل على زرع بذور الفتن الطائفية والمذهبية والإثنية والمناطقية بما يساعد على توسيع شقة الخلاف بين أبناء الشعب الواحد ويؤدي إلى حالة مستمرة من عدم الاستقرار، وقد تتطور الأمور إلى حد الاقتتال بين الطوائف والمذاهب.
وهذا ما يريح الإدارة الأميركية، ويوفر عليها التدخل المباشر في هذه الدولة أو تلك. وتكثيف الضغوط على الدول التي تعارض السياسة الأميركية سواء كانت ضغوطاً سياسية أو اقتصادية، ودعم وتمويل مجموعات محددة لديها مؤهلات واستعدادات للإذعان وللسير وفق اتجاهات السياسة الأميركية، بالتظاهر، بل وبأعمال القتل والتخريب تحت ستار المطالبة بالحرية وبالديمقراطية، وتمدها بالأموال والأسلحة، إلى جانب الدعم الإعلامي لها من خلال بعض المحطات الفضائية المشبوهة التي تلفق الأخبار الكاذبة وتضخم الأحداث بل تختلقها أحياناً من لا شيء.
لقد أقدمت الإدارة الأميركية على اتخاذ إجراءات معينة لاختراق المجتمعات العربية وتفجيرها من الداخل، ومن هذه الإجراءات والأساليب قيامها بتدريب مجموعات من الشباب العرب على يد جمعيات أميركية متخصصة في مجالات التأثير على عقول الأجيال الصاعدة وعلى كيفية التنظيم والتواصل عبر التقنيات الحديثة بمختلف أنواعها، الانترنت، الفيسبوك، التويتر، أجهزة الخليوي المتطورة، وغيرها من مجموعات لا تربط بينها أي أفكار سياسية أو ايديولوجية محددة، ولا تجمعها قيادة موحدة أو أي أطر تنظيمية معينة أو خاصة ودفعتها إلى تبني شعارات الحرية والديمقراطية ثم رفع سقف المطالبة إلى طلب إسقاط الأنظمة دون أن يكون لدى هذه المجموعات أي وضوح في تطلعاتها أو برامجها السياسية والاقتصادية، مع التركيز على هذه المجموعات لتبتعد عن القضايا القومية الكبرى للأمة العربية، وإعطاء الاهتمام في طرح مطالبها للنواحي المعاشية وللبطالة وللتفاوت الاجتماعي.
ويلاحظ من خلال هذا التركيز على تنمية اتجاهات معينة لدى الشباب العربي بحيث ينسلخ عن إسقاط أي نظام سياسي.
في المنهج التطبيقي في السياسة نراجعُ المرحلةَ منذ بداية حقبة الربيع العربي المزعوم نهاية عام 2010م وما شهدته من شعارات لم ينسجها الشعب من واقع حياته الوطنية، وحراك قواه الاجتماعية، والروحية، والسياسية بل صُممتْ في الدوائر الغربية الأمروصهيوأوروبية، وقدّمت للعرب ليس حباً بالتقدم من أجلهم، ولا خوفاً على مستقبلهم في ظل استبداد السلطة العربية، ولا حماية لحقوقهم الإنسانية، فكل ما حدث كانت إرهاصاته تشير إلى القلق على إسرائيل في جوٍّ عربي ـ ولو كان مليئاً بالاستبداد ـ لكنه كان محمولاً بالتنمية، وعناصر القوة الوطنية، التي إن تهيّأ لها مَن يوظفها في خندق الصراع العربي ـ الصهيوني توظيفاً صحيحاً، فلن يبقى معها المشروع الصهيوني الإحلالي التوسعي العنصري على قيد الحياة.
لذلك لم يبقَ أمام مراكز صنع القرار في الدوائر الغربوصهيونية إلا أن تستخدم احتياطييها الدائمين في الحياة العربية في أقطار سايكس ـ بيكو, ونظم سايكس ـ بيكو فصدرت الأوامر وتغيّرت الأدوار مباشرة، وقدمَ كبشَ الفداء عملاء أميركا في الدول التي صارت ـ بحكم أوضاعها الداخلية ـ تسهل تعميم مقولة الربيع المزعوم. واتضح لكل مواطن عربي أن مهام النضال العربي لم تعد أولوياتها ـ كما كان يعرف ـ في تحرير فلسطين وعدم السماح بتهويدها، وتهويد القدس الشريف، وعودة الحق العربي المغتصب بعد العدوان الصهيوني على العرب في 6/5/1967.
ومن أغرب ما واجه المواطن العربي هو أن ميديا إعلامية دولية ليست مسبوقة في تاريخ العرب تضخ ليلَ نهار حول استبداد النظم العربية بشعبها، وحق هذا الشعب بالحرية، والديمقراطية، وتقرير مصيره، ولم تأتِ هذه الميديا على أيِّ ذِكرٍ لاحتلال إسرائيل لأراضي العرب، ولا كيف يمكن تهويدها، ولا كيف تحاصر غزة لتموت جوعاً، لكأن الاحتلال ليس له أي علاقة بالاستبداد.
والمهمة الملحة أمام عرب أميركا والصهيونيّة فقط هي تدمير أنظمة عربية وصلت إلى نسبة من القوة في الموارد الاقتصادية والبشرية صار يُخشى من استثمارها في الطريق الصحيح. وبعد لعب الأدوار التي رسمت لعرب أميركا في النظام الرسمي برزت الجامعة العربية مؤسسةً قوية بأقوى قوةٍ شهدتها منذ تشكيلها عام 1945، وصارت النبرة الصهيوأميركية حول الاستبداد المرفوض بحق المواطن العربي عند ممثلي نظم التخلف والاستبداد عند العرب هي صوت الحق، وأصبح المواطن العربي لا يرى إلا نموذجاً واحداً يؤدي الدور المرسوم للعرب وما عليه سوى الالتحاق به، وأكبر بلد في هذا النموذج بلد لا يسمح للمرأة بقيادة السيارة، لكنه يدّعي السماح للشعب بقيادة قطار المستقبل.
والتغيير العجيب بالأدوار هو أن كلما كان يختزنه العقل العربي من المحيط إلى الخليج " الفارسي"حول دول التخلف العربي صار مدعواً لتعزيله من ذاكرته، وتعبئة الذاكرة الجديدة بإسرائيل الصديقة. والممالك، والأمراء الحريصين على السيادة والاستقلال والحرية، ولو كانوا لا يملكون في بلادهم أيّةَ نسبةٍ منها، وهكذا صار الحق باطلاً، والباطل حقاً. والعدو صديقا، والصديق عدواً، والعميل بطلاً، والبطل مجحوداً، والتهويد ممكناً، والعروبة مرفوضة.
ومنذ أن دُعيت القوى الحاكمة بالأوامر الصهيوأمريكية لتركيب الدولة الوطنية الجديدة، اتضح من مصر إلى تونس إلى ليبيا أن الأخونة بالرعاية الصهيوأمريكية والاحتياطي العربي العميل هي البديل عن الدولة الوطنية وجماهيرها المتمسكة بالسيادة والاستقلال فسرعان ما شرع المواطن العربي يقارن بين ما قيل له، وتم التطبيل والتزمير فيه، وما بين الذي يحصل، ويستدعي إزاحة العقل والفهم الصحيح باعتبار أن المواطن العربي في حسابات مراكز القرار الأمروصهيوأوروبي يمكن أن يُساق ـ كما حدث في تاريخٍ ـ إلى مصير مرسوم له من الخارج.
وحتى لا يُعطى هذا المواطن أي فرصة للتفكير النظيف شنوا المعركة الكونيّة على سورية, وشرعوا بتدميرها، ووضعوا نموذجاً ـ على المقلب الآخرـ أمام المواطن العربي حتى يجبر أن يقتنع بمقولتهم (إذا لم يكن ما تريد، فأرد ما يكون). فالخلاص من الدمار والتهجير كما يحدث في سورية، مقابله الخضوع إلى حكم الإخوان كما تريده دول الحلف الأمروصهيوأوروبي، ومع ذلك حين رأى المواطن العربي أن الشعب الأبي في سورية لم يركع ولو دمروه، وقتلوه، وشردوه، استفاق على حلمه بأمةٍ منتصرة على طريق سوريا المنتصرة فانقلب السحر، وسطعت شمس الحق، وهزم العملاء في مصر، وتونس، وليبيا، واليمن، والعراق، ولبنان وتغيرت الأدوار، وصار مَنْ في إسطنبول لا يملك أن يبقى على ما كان قد تلقنه من أسياده، والمُعادل السياسي الحاسم الذي برز هو وطن منتصر بوطنيين وعروبيين، وليس وطناً لمستتبعين.
إذاً لا شك بأن الولايات المتحدة تعرف حق المعرفة أن الدول العربية تحتاج إلى إصلاحات سياسية وغيرها، ولكن الشيء الأكثر أهمية أنها تعارض هذه الإصلاحات لأنها ستؤدي ـ إذا ما كانت فاعلة وحقيقية ـ إلى الإضرار بالمصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة العربية بأسرها. من جهة أخرى فإن موجة العداء والكره للسياسة الأميركية وللوجود الصهيوني الغاصب في فلسطين تزداد عمقاً واتساعاً يوماً بعد يوم، ولا سيما في أوساط الجماهير العربية، وإن كانت بعض الأنظمة العربية تسير في ركاب السياسة الأميركية للحفاظ على امتيازاتها.
ولهذا عملت الولايات المتحدة ولا تزال باتجاه إجهاض أي عملية إصلاح حقيقية، وذلك من خلال عدة أساليب أهمها: محاولات احتواء أي ثورة أو انتفاضة لتبقى تدور في فلك السياسة الأميركية، بمعنى إدخال تحسينات خارجية أو سطحية عليها مع الإبقاء على البنية التحتية الأساسية للأنظمة الحليفة لها واستبدال بعض الشخصيات بأخرى دون المساس بجوهر النظام، العمل على زرع بذور الفتن الطائفية والمذهبية والإثنية والمناطقية بما يساعد على توسيع شقة الخلاف بين أبناء الشعب الواحد ويؤدي إلى حالة مستمرة من عدم الاستقرار، وقد تتطور الأمور إلى حد الاقتتال بين الطوائف والمذاهب.
وهذا ما يريح الإدارة الأميركية، ويوفر عليها التدخل المباشر في هذه الدولة أو تلك. وتكثيف الضغوط على الدول التي تعارض السياسة الأميركية سواء كانت ضغوطاً سياسية أو اقتصادية، ودعم وتمويل مجموعات محددة لديها مؤهلات واستعدادات للإذعان وللسير وفق اتجاهات السياسة الأميركية، بالتظاهر، بل وبأعمال القتل والتخريب تحت ستار المطالبة بالحرية وبالديمقراطية، وتمدها بالأموال والأسلحة، إلى جانب الدعم الإعلامي لها من خلال بعض المحطات الفضائية المشبوهة التي تلفق الأخبار الكاذبة وتضخم الأحداث بل تختلقها أحياناً من لا شيء.
لقد أقدمت الإدارة الأميركية على اتخاذ إجراءات معينة لاختراق المجتمعات العربية وتفجيرها من الداخل، ومن هذه الإجراءات والأساليب قيامها بتدريب مجموعات من الشباب العرب على يد جمعيات أميركية متخصصة في مجالات التأثير على عقول الأجيال الصاعدة وعلى كيفية التنظيم والتواصل عبر التقنيات الحديثة بمختلف أنواعها، الانترنت، الفيسبوك، التويتر، أجهزة الخليوي المتطورة، وغيرها من مجموعات لا تربط بينها أي أفكار سياسية أو ايديولوجية محددة، ولا تجمعها قيادة موحدة أو أي أطر تنظيمية معينة أو خاصة ودفعتها إلى تبني شعارات الحرية والديمقراطية ثم رفع سقف المطالبة إلى طلب إسقاط الأنظمة دون أن يكون لدى هذه المجموعات أي وضوح في تطلعاتها أو برامجها السياسية والاقتصادية، مع التركيز على هذه المجموعات لتبتعد عن القضايا القومية الكبرى للأمة العربية، وإعطاء الاهتمام في طرح مطالبها للنواحي المعاشية وللبطالة وللتفاوت الاجتماعي.
ويلاحظ من خلال هذا التركيز على تنمية اتجاهات معينة لدى الشباب العربي بحيث ينسلخ عن إسقاط أي نظام سياسي.