المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اختلاف الآراء حول الموقف الدولي وتفسير الأحداث والوقائع الجارية



أسيد
30-11-2013, 01:37 AM
اختلاف الآراء حول الموقف الدولي وتفسير الأحداث والوقائع الجارية

هنالك نزاع بين الآراء بشأن ما يجري على المشهد السياسي الدولي والإقليمي، ومرد ذلك حسب اعتقادي هو عدم تبلور مفهوم انفراد الولايات المتحدة في الموقف الدولي وعدم وضوح العلاقة بين الدول التقليدية الكبرى مع أمريكا بعد تبدل الموقف الدولي سنة 91 على الأقل بالإضافة إلى نقص المعلومات السياسية عند التحليل أحياناً. هذا من جهة، ومن جهة أخرى عدم الانضباط بالطريقة الصحيحة في الفهم السياسي. وعلى كل حال، لا يمكن فض الاشتباك بين الآراء المتنازعة إلا بفهم دلالة انفراد الولايات المتحدة في الموقف الدولي وفهم العلاقة بين القوى العظمى وتحديد الخطوط السياسية العريضة التي تفسر الأحداث الجارية في الشرق الاوسط..

فأما تفرد الولايات المتحدة في الموقف الدولي فهو بارز لا جدال فيه، فالولايات المتحدة هي المُبادِرة لمعالجة القضايا الدولية، وهي التي تحدد إطار هذه المعالجة ومكان المعالجة سواء داخل الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو خارجه. ولا تجرؤ أية دولة من الدول العظمى على تحدي أمريكا جدّياً بل إن المشاهد بالحس هو أن الدول الكبرى تسير معها وتنفذ إرادتها وليس لديها أية مشاريع دولية تحشد لها التأييد الدولي والرأي العام العالمي لتزاحم بها الولايات المتحدة. وكما هو معروف أن الدولة الأولى في العالم هي صاحبة الكلمة في الشؤون الدولية في حالة السلم ولسنا في معرض الحديث عن الموقف الدولي في حالة الحرب لأن الوضع الدولي اليوم هو في حالة سلم. والحزب قد تبنى الرأي بانفراد الولايات المتحدة في الموقف الدولي سنة 91 بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ولا خلاف في ذلك عند الجميع. ولكن الدهشة تكمن بمواصلة البعض تحليل الأحداث العالمية أو الإقليمية على قاعدة الصراع الأنجلو-أمريكي أو الصراع مع روسيا مع العلم أن التأثير الدولي قد خرجت منه بريطانيا بعد أن حصرت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي حل النزاعات الدولية بينهما بمعزل عن مجلس الأمن وعن تدخل بريطانيا وفرنسا سنة 1961، ولم يبق لبريطانيا نفوذ يذكر على المستوى الدولي بينما كان لها نفوذ وصراع مع أمريكا في الشرق الأوسط من خلال عملائها الذين تحولوا عنها بالجملة لاحقاً. لذلك من الخطأ تحليل الأحداث الدولية على أساس الصراع الأنجلو - أمريكي خصوصاً أن بريطانيا ليست طرفا في الموقف الدولي منذ ذلك التاريخ، وأما الموقف السياسي على مستوى الشرق الأوسط والذي كان لبريطانيا دور في إدارة أزماته وكان لها صراع مع أمريكا فيه من خلال عملائها ما لبث أن تبدل وانكفأت بريطانيا وصار همها هو الوفاق مع أمريكا سياسياً والسير في مشاريعها. وقد بدا ذلك واضحا جليا في الموقف البريطاني والأوروبي الداعم لحل الدولتين الذي صاغته أمريكا لتصفية "القضية الفلسطينية".

لكن أمريكا لا تجد مانعاً من تواجد الدول الكبرى الطامعة في أماكن وقضايا دولية بل والحصول على منافع كي تبقى تلك الدول في حالة وفاق وحاجة للولايات المتحدة ما دامت تلك المنافع تقع في مناطق النفوذ والهيمنة الأمريكية. ومشاركة تلك الدول للولايات المتحدة في المنافع وإدارة الأزمات الدولية تحت قيادتها هو أدعى لثبات تفردها في الموقف الدولي ولا يدل على ضعفها أو تراجع مكانتها. أما بشأن الموقف في الشرق الأوسط فقد حسم الصراع فيه لصالحها منذ سبعينيات القرن الماضي، فهناك العديد من النشرات تؤكد ذلك بل هناك نشرة بعنوان بريطانيا تحتضر. سبقتها نشرة سنة 73 تقول أن امريكا هي من أوصل حزب العمال البريطاني إلى الحكم لدق إسفين في الحياة السياسية البريطانية وهذه حقيقة أكدها في العقد الأخير توني بلير بخنوعه لأمريكا، حيث وُصف من صحافة بلاده بأنه يسير كالكلب وراء بوش الصغير. أعتقد أن هذا الواقع إلى جانب الفهم الذي انتهى إليه الحزب منذ ما يزيد على ثلاثة عقود يكفي بأن يضيء ظلمة الموقف ويحدد الاتجاه لمن فقد بوصلته في فهم ما يجري، على أن مفهوم الانفراد في الموقف الدولي لا يعني ازدواج الإرادة في إقرار السياسات وصياغتها وإنما يعني نفاذ إرادة الدولة الأقوى. وأما مشاركة الدول العظمى - الذي يتصوره البعض مزاحمة لأمريكا - فلم تبرز إلا في تنفيذ السياسات الدولية وليس بصياغتها. وقد اعترف بوتين في نادي "فالداي" للنقاش الدولي في 19 من شهر أيلول/سبتمبر2013 أمام حشد من القادة والسياسيين، اعترف بأحادية القطب دولياً بل صرح بعدم وجود منافسة في الموقف الدولي وذكر أن أمريكا تبحث ضرب سوريا في الكونجرس الأمريكي بدل مجلس الأمن، فكيف لنا بعد كل هذه المعطيات أن نفسر الأحداث على قاعدة الصراع الدولي؟

إن تأثير الدول العظمى في السياسة الدولية يتوقف على القوة الذاتية للدولة ووزنها في السياسة العالمية، ومن الواضح أن أمريكا تخطت الدول الكبرى في قوتها الذاتية وشلت نفوذ تلك الدول بتجفيف منابع عظمتها خصوصاً أن بريطانيا وفرنسا تستمدان قوتهما من خارج حدودهما. فلا يوجد للدول الكبرى أي تأثير في القضايا الدولية إلا بتفويض من الولايات المتحدة كما حصل من تدخل بريطاني في الشأن العراقي ومع فرنسا في الشأن الليبي والإيراني ومع روسيا في الشأن السوري وتدخل اللجنة الرباعية في "القضية الفلسطينية" والبراهين أكثر من أن تحصى. ويحضرني بهذا الشأن قول المتنبي : وليس يصح في الإفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل!!. أعتقد أن عدم الالتزام بما انتهى إليه الحزب من آراء بشأن الموقف الدولي والشرق الأوسط هو الذي أفضى إلى هذه البلبلة بالآراء ونزح بالبعض إلى الاستدلال المنطقي على الأحداث للخروج من التناقض بين ما يعتقدونه وبين الوقائع على الأرض. أما عدم تصور الخلاف بين الحكام إلا من منظور تباين العمالة فهو فهم خاطئ لأنه استدلال منطقي يفسد الرأي كالتعميم والقياس الشمولي سواء بسواء. وقد ذكر الحزب عن الصراع بين عملاء أمريكا في مصر مثل صراع هيكل مع السادات، ومثلها الصراعات التي نشهدها اليوم بين عملاء أمريكا في الخليج والمنطقة بشكل عام. وأما الاستغراب من قبل بعض الأخوة من جدية أمريكا في خلع بشار ومن عصيان بعض العملاء لها فراجع أيضا للقراءة المنطقية للأحداث وقلة المعلومات. فقد ذكر الحزب في سبعينيات القرن الماضي عن محاولة أمريكا توجيه ضربة لنظام حافظ الأسد عن طريق إسرائيل بسبب موقفه من عملية السلام، وهذا يؤكد أن بشار يفهم المعادلة السياسية في المنطقة جيداً ويدرك بأن حل "النزاع العربي الإسرائيلي" ومشروع الديمقراطية التوافقية هو بالفعل صافرة النهاية لحكمه. وبالتالي أجد المسار السياسي في المنطقة منسجم مع الخطوط العريضة التي تبناها الحزب بشأن الموقف الدولي سنة 91 ، وأجد "الربيع العربي" يصب في مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يقود إلى ترسيخ نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة والعالم

أبو أسيد
27\11\2013

بوفيصيل
30-11-2013, 07:20 AM
الله يفتح عليك ويجزيك الخير اخي ابو أسيد
وما نظام المشاركة السياسية على المستوى العالمي والذي أعلن عنه أوباما والذي يجعل من حكام ودول تسير في تنفيذ إملاءات امريكا وعدم السماح لأي كان في صياغة اي قرار الا دليل على تفرد امريكا وخطوة استباقية لان تجعل من العالم بدوله وحكامه وحركات وأحزاب خدم وتروس في الدولاب الامريكي تخدم مصالحها سواء بجهل او بعلم ولا يملكون من أمرهم شيئا وما يحصل في موضوع سوريا هو فقط مماطلة من النظام وبعض من أعضائه في محاولة للحفاظ على مكتسبات مادية فقط
والسلام عليكم ورحمة الله

ابواحمد
30-11-2013, 09:07 PM
كلام صواب اخي ابو اسيد، نفعنا الله والامة بكم وبفهمكم الراقي. وكثر الله منكم.

ابو الارقم
30-11-2013, 11:02 PM
بارك الله فيكم ونفعنا واياكم في الاخرة .