المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممن تطلب النصرة؟



أسيد
23-11-2013, 05:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

هل نراهن على من غامت رؤيتهم وضلوا الطريق

تُطلب النصرة ممن بيدهم القوة والمنعة على أن يجتمع فيهم شرطان، أن يكونوا ممن يملك القوة الفعلية القادرة على حماية الدعوة وتسليم السلطة، وأن يكون من يعطي النصرة ممثلا لغيره من الناس تمثيلاً حقيقياً كتمثيل أسيد بن حضير وسعد بن معاذ لقومهما، ودليل ذلك هو فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في أخذه للسلطة في المدينة، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يطلب النصرة من عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب برغم توفر القوة فيهما لأن القوة وحدها لا تفي بغرض النصرة والغاية منها وهي التمكين من الدعوة وإقامة سلطان الإسلام خصوصاَ أن السلطان للأمة وهي التي تمنح البيعة مباشرة أو من خلال ممثليها الذين انتخبوا أو الذين فرضوا أنفسهم على مجتمعهم كالإثني عشر نقيباً الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الحرب وهذا ما أوجب صفة التمثيل الحقيقي للغير بأهل النصرة. وبالنسبة للحزب فإن النصرة تتحقق له في نقطة الارتكاز بتعهد الذين بيدهم السلطة أو بيدهم القوة والمنعة ببيعة من يقدمه الحزب من رجاله لتولي السلطة وأن يتعهدوا بإزالة العوائق المادية من طريق إقامة الدولة الإسلامية وحماية النظام بعد قيام الدولة. وعلى ذلك لا يصح أن تطلب النصرة من غير الذين ينطبق عليهم واقع أهل النصرة كما لا يصح قبول النصرة بشروط أهل النصرة بل لا بد أن يسير أهل النصرة على شرط الحزب خصوصاً فيما يتعلق بنظام الإسلام وأحكامه، لذلك لا تطلب النصرة من تنظيمات "جهادية" مسلحة غايتها إسقاط الحكام ولديها تصور للإسلام يخالف ما يؤمن به الحزب ويتبناه، خصوصاً إذا انخرطت تلك التنظيمات في مشاريع تقودها دول الكفر لترسيخ قيمها وتمزيق الأمة ومنع نهضتها كمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يجري بناؤه عبر "الربيع العربي".

وعلى كل حال، إن الحزب يسعى لتحويل السلطان في بلاد الإسلام من دار كفر إلى دار إسلام عن طريق إيجاد الرأي العام المنبثق عن الوعي العام ومن خلال النصرة كما حصل في المدينة التي تحققت فيها نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ببيعة أهل القوة والمنعة ممن يمثلون أقوامهم بعدما وُجِدَتْ فكرة الإسلام في الواقع وأصبح ذكرها في كل بيت أي بعد أن أصبح لها رأيا عاماً، والرأي العام المنبثق عن الوعي العام ليس هو العمل العام وإنما هو تلقي جماهير الأمة من الملتزمين بالواجبات الشرعية وغير الملتزمين مبدأ الحزب بالقبول والانقياد الفكري عن وعي إجمالي. هذه هي الطريقة الشرعية وهي الضمانة الأكيدة لنهضة الأمة وإقامة الدولة وبقاء نظامها لأنها طريقة تتفق مع مفهوم نشوء السلطة في المجتمعات من ناحية فلسفية وواقعية، فهي الطريقة التي تجعل سند السلطة سنداً طبيعياً وليس خارجياً، وقد أثبت الواقع أن جميع الأنظمة التي جاءت على ظهر الدبابات دون رضى الأمة بقيت تلعن الأمة والأمة تلعنها وتتربص فرصة الانقضاض عليها، كما أثبتت التجارب أن كل سلطة جاءت بسند خارجي لا بسند طبيعي قد رهنت مصيرها بيد من أوصلها الحكم كجماعة الأخوان التي قبلت أن تكون أمريكا هي من يمنح السلطة لحاكم مصر من خلال عملائها في قيادة الجيش فاستلمت السلطة من أمريكا بدل أن تستند إلى الجماهير التي انتخبتها وتفعل إرادتها في استعادة سلطانها واسترداد جيشها المختطف من قبل الولايات المتحدة، فكان من الطبيعي أن تتمكن أمريكا من إسقاط الجماعة من الحكم ولولا حاجة مشروع الديمقراطية التشاركية في المنطقة للإخوان مستقبلاً لكان مصيرهم كمصير عدنان مندريس وحزبه في تركيا .


أما بشان التنظيمات "الجهادية" التي يراهن البعض عليها فيكفي للدلالة على فشلها بلفت النظر إلى تجربتها "الجهادية" في "الربيع الليبي" الذي هدمت فيه النظام دون أن تبني دولة وفوق ذلك تركت الحكم للعلمانيين العملاء لتفصيل النظام على مقاس المصالح الغربية، ولم يعد لها هم سوى المحافظة على وجودها والاحتفاظ بسلاحها للدفاع عن نفسها وفرض إرادتها في مصالح فئوية ضيقة. إن الذين يراهنون على حَمَلَةَ السلاح في إقامة الدولة الإسلامية واهمون، لأن الدولة تُبنى بالفكر والعمل السياسي وليس بالقنابل والمدافع، لقد سكتت المدافع في ليبيا فأين الدولة الإسلامية التي وعد بها "المجاهدون" أبناء شعبهم؟ هكذا كان حالهم في أفغانستان وفي الصومال والعراق وهذا هو حالهم في ليبيا، فهل نتوقع منهم غير ذلك في سوريا؟ إن الأخطر من إخفاق تلك الحركات في تحقيق تطلع الأمة للحكم الإسلامي والخسائر المادية والبشرية هو خسارة المفاهيم الإسلامية وكسر أقفالها التي تضعها في مأمن من نيل أعداء الإسلام كمفهوم الجهاد الذي يُعد صرفه عن الواقع الذي يدل عليه أعظم هدية تُقدم لأعداء الإسلام خصوصاً بعدما فشلوا في إلغائه أو تحويله إلى حرب دفاعية، فهل هناك مصلحة للغرب الكافر أكبر من جعل الجهاد هو قتال المسلم للمسلم أو قتال المسلم لكافر على أسس طائفية سياسية وليس على أساس عقدي منضبط بالوحي. فهل يستفيق حملة الدعوة على الخطر المبدأي الذي يحيق بدعوتهم فكرة وطريقة أم سيتركون الواقع يلتهم أيضا طريقتهم في التفكير؟


أبو أسيد

بوفيصيل
24-11-2013, 10:41 AM
السلام عليكم اخي ابو أسيد

يرد سؤال ما هو الفارق بين إقامة الرسول صلوات ربي عليه الدولة لتطبيق الاسلام وبين استئناف الحياة الاسلامية فهل طلب النصرة يكون واحدا في ذلك اي بمعنى ممن تطلب النصرة في الحالتين ؟

ابو الارقم
26-11-2013, 10:03 PM
تحياتي لك اخي بو فيصل ، طريقة تسلم الحكم في الاسلام هي البيعة سواء كانت الدار دار كفر كما كان الحال زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو في حال خلا موقع الحكم في دار الاسلام ويراد تنصيب خليفة يعقب من قبله ، او في مثل حالنا اليوم وهو انقطاع تطبيق الاسلام في الحياة والدولة والمجتمع ويراد استئناف الحياة الاسلامية . لا فرق ، ما دامت البيعة هي من احكام الطريقة وليست اسلوب من الاساليب. ولتوضيح المسالة بشكل اوسع ساضيف مقال اخر بإذن الله .