المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أضواء على التقارب الإيراني الامريكي



بوفيصيل
30-09-2013, 07:15 AM
ليس لدى دول مجلس التعاون الخليجي اعتراض على أي جهد يرمي إلى تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، فالسلام والاستقرار في منطقة الخليج هو مطلب عربي ويصب في استقرار المنطقة، لكن تعترض على احتمال تقديم الولايات المتحدة تنازلات كبيرة وخطيرة إلى إيران في إطار صفقة من أجل الوصول لاتفاق ثنائي ما، يؤثر بشكل جذري على أمن دول الخليج العربية وحقوقها، خصوصا أن الدول الخليجية لها مشكلات ونزاعات متعددة مع إيران تعود أسبابها إلى عوامل الجوار الجغرافي، أو التنافس الاستراتيجي، أو الاختلاف المذهبي، أو غيرها. لذلك فإن أي قرار أميركي للتوصل إلى إبرام أي اتفاق مع طهران يجب ألا يكون على حساب الحقوق والمصالح الخليجية.
ومما يزيد القلق الخليجي من التحركات الأخيرة على مسار المفاوضات بين أميركا وإيران، أن هذه المفاوضات تأخذ طابع السرية، ومن دون اطلاع دول الخليج العربية على مضمون المحادثات، أو معرفة هدفها، أو مضمون التنازلات التي من المحتمل تقديمها لإيران، خصوصا أن هذه المفاوضات تأتي في ظل حالة عدم الثقة القائمة بين واشنطن ودول الخليج (بسب الأزمة السورية، والوضع في مصر والعراق)، لذلك فإن مخاوف وهواجس الجانب الخليجي تبدو مبررة.
على واشنطن أن تقدم تطمينات ذات مصداقية إلى دول الخليج، وتعهدات بعدم تقديم تنازلات إقليمية من دون التشاور مع حلفاء واشنطن في منطقة الشرق الأوسط؛ فالسلام أو الوفاق الأميركي - الإيراني يجب ألا يؤدي إلى تأثيرات ونتائج سلبية على أمن واستقرار ومصالح الأطراف الأخرى في منطقة الشرق الأوسط، وألا يكون على حساب حقوق الدول الخليجية ومصالحها.
كما تأتي هذه المرحلة من الوفاق الأميركي - الإيراني وسط حالة متنامية من انعدام الثقة في العالم العربي تجاه إدارة الرئيس أوباما، خصوصا بعد فشل واشنطن في حل أزمة السلاح الكيماوي في سوريا أو إنهاء أزمة سوريا برمتها التي خلقت حالة من المعاناة غير المسبوقة للشعب السوري، حيث كشفت تداعيات هذه الأزمة أن الإدارة الأميركية مستعدة لتغيير مواقفها والتخلي عن وعودها، بل عدم قدرتها أو استعدادها للدفاع عن مبادئها التي أعلنتها سابقا وخضوعها للضغوط الداخلية والدولية، وهذا أمر مقلق لدول الخليج العربية، وخصوصا في قضية حساسة كقضية التفاوض مع طهران.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما سر المرونة أو النعومة الإيرانية في التعامل مع واشنطن بعد سنوات طويلة من الخطاب الملتهب تجاه «الشيطان الأكبر»؟ والإجابة تكمن في قناعة إيران من الداخل بتبديل المواقف والسياسات على كل مستويات القيادة الإيرانية ابتداء من المرشد الأعلى نزولا إلى رئيس الجمهورية والوزراء والسلطة التشريعية، وقيادات الأجهزة الأمنية، الذين توصلوا إلى ضرورة فتح باب التفاوض مع واشنطن وبشكل رسمي، لذا فإن الدبلوماسية الناعمة تسير ضمن إطار خطة إيرانية متكاملة وتحظى بالإجماع للتفاوض مع واشنطن؛ فالقيادة الإيرانية تحاول توجيه رسائل تطمين إلى الإدارة الأميركية والرأي العام الأميركي، تحمل في مضمونها إشارات ود وسلام إلى القيادات الصهيونية داخل أميركا، وأيضا رسائل ود إلى اليهود وإلى إسرائيل، وهذا يكشف عن استراتيجية متكاملة (دبلوماسية وإعلامية) هدفها تسهيل المهمة الأساسية وهي التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل مع واشنطن يقود إلى إعادة تأهيل إيران على جميع المستويات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية، ومن متطلبات تحقيق هذا الهدف هو تغير اللغة والأسلوب الذي كان سائدا في عهد الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد. إذن ما نشاهده اليوم في طهران هو محاولة «طلاق شامل» بين العهد الجديد والعهد القديم، والتخلص من الإرث السلبي الذي خلفته حكومة أحمدي نجاد السابقة عبر ثماني سنوات مضت.
ومع ذلك فإن الدبلوماسية الإيرانية الناعمة قد لا تتضمن تغيير الأهداف التي تسعى طهران لتحقيقها، فما نشاهده اليوم قد لا يتجاوز كونه لغة دبلوماسية عقلانية وأسلوبا دبلوماسيا ناعما، من دون تنازلات حقيقية عن الأهداف والطموحات الإيرانية، لكن في الوقت نفسه فإن هذا النوع من الدبلوماسية الناعمة هو أول مفاتيح التقرب من واشنطن، وعلى ما يبدو أن هذا الأسلوب الجديد قد جلب نتائج ملموسة، واستجابة أميركية سريعة. إذا كان هدف التوصل إلى اتفاق أميركي - إيراني يتطلب من الولايات المتحدة إعادة النظر في تحالفاتها الإقليمية، فيجب عدم استبعاد قيام واشنطن بهذه الخطوة، خصوصا أن الولايات المتحدة تمر بمرحلة ضعف إقليمي ودولي كبير، وتحاول تخفيض دورها خارج حدودها على جميع المستويات، بسبب التكلفة المالية العالية، ومعارضة الرأي العام الأميركي للدخول في مغامرات خارجية تكلف الخزينة الأميركية أموالا طائلة، خصوصا بعد الخسائر التي منيت بها واشنطن في أفغانستان والعراق، وما حققته من نتائج سلبية لتورط الولايات المتحدة في مناطق أخرى من العالم من دون طائل، لذلك فإن فكرة إعادة ترتيب منظومة التحالفات الإقليمية والدولية ليست ببعيدة عن حسابات واشنطن، وقد تعد فكرة أساسية في حسابات إدارة الرئيس أوباما الراهنة.
دول الخليج العربية عليها ألا تهمل أو تتغافل عن حقيقة أو احتمالات التنازلات الأميركية لإيران التي ستكون حتما على حساب مصالح هذه الدول، وعليها أيضا أن تتوقع إمكانية أن تخفض الإدارة من المدى الزمني أو طبيعة التحالف الأميركي - الخليجي القائم منذ فترة زمنية طويلة، وهذا الأمر قد يحدث بشكل تدريجي، أو قد يحدث بشكل سريع نتيجة لتغير الظروف الاستراتيجية في المنطقة، وقد يحدث نتيجة حاجة واشنطن إلى تحالفات جديدة لتخدم مصالحها في عالم متغير، وعليه فإن الاستعداد والتفكير في البدائل يجب أن يكون واحدة من أهم أولويات التفكير الاستراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي حتى لا يفاجئها تغير التحالفات وموازين القوى في المنطقة.
* رئيس مركز الخليج للأبحاث

youniss
30-09-2013, 11:56 AM
الا يمكن ان يكون هناك اتفاق على الابقاء على نظام بشار وعدم اسقاطه ومصلحة ايران في ذلك وخاصة بعد الاتفاق على ادخال المنظمة الدوليه للتفتيش وموافقة سوريا اليس هناك تناغما بين مو قف حكومة سوريا وحكومة ايران

المحرر السياسي
01-10-2013, 07:00 AM
الأخوة الكرام هذا الموضوع موجود في مجموعة (ملتقى السياسيين) على الفيس بوك، رأيت نقله إلى هنا لتعميم الفائدة وإثرائه، وهذا رابط المجموعة:

https://www.facebook.com/groups/153862994758244/


** إيران والغرب **

على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك،وخلال الخطابات التي ألقاها الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، والرئيس الأميركي أوباما، بدا أن جبل الجليد بين الدولتين بخاصة، وإيران والغرب بعامة، بالذوبان، مخلفاً وراءه سياسة جديدة من الغرب، وصفحة جديدة من إيران.
فهل سنشهد انفتاحاً غربياً - أميركياً على إيران ستطوي أميركا من خلاله ملف إيران النووي؟!
ما هو دور إيران في منطقة الخليج بعد "التفاهمات" الأميركية - الإيرانية؟
ما هو دور الشركات الأميركية في الضغط على الإدارة الأميركية لفتح السوق الإيرانية الضخمة أمامها؟
ما هو موقف "إسرائيل" من هذه التفاهمات، هل ستتصرف بفردية أمام ما تراه خطراً يتهدد أمنها؟!
ما هو مصير العلاقة بين إيران وكلاً من النظام السوري وحزب الله وسائر حركات المقاومة الفلسطينية؟
هذه الأسئلة نطرحها للنقاش مع الأخوة أعضاء المجموعة..

المحرر السياسي
01-10-2013, 07:08 AM
وهذه بعض ردود المشاركين:

**أمريكا تدعم ثلاث قوى إقليمية محيطة بالعالم العربي : ( إيران , تركيا , إسرائيل ) ولا تسمح لهذه القوى بالتحالف لتظل محجمة بعضها بعضا وأداة للسيطرة على العالم العربي بشكل خاص والعالم الإسلامي بشكل عام

** ايران سوق هائل ....و اﻻنفتاح سيساعد اﻻقتصاد اﻻمريكي ولكن سيكون بداية تغيير النظام و ذهاب الصورة الدينية و بداية اﻻضطرابات تمهيدا لﻻنقسام ﻻيران تماما كما حدث للعراق من بعد تطبيع العلاقات بينهما

**ليس غريبا ظهور بوادر فتح صفحة جديدة بين ايران والغرب عموما بعد تصريحات الرجل الاول في ايران علي خامنئي عندما قال انه لا ضير من الدبلوماسية الناعمة ضمن الحفاظ على "الكرامة الوطنية الإيرانية". وهذا الامر تُوج بالخطاب الذي ألقاه روحاني مؤخراً في الاجتماع الأممي. اما تداعيات هذا الأمر وتطوراته على "اسرائيل" فقد يكون سحب ورقة التعنت الاسرائيلي بعملية السلام التي ينتهجها النتن بمحاولة صرف انتباه العالم عن عملية السلام بتوجيهها لإيران ومشروعها النووي. بالاضافة لذلك، قد يتم ربط نووي اسرائيل بنووي ايران من باب نزع أسلحه الدمار الشامل من المنطقة، اذ قد سبق هذا الامر مشروع تدمير السلاح النووي السوري، وسبقه أيضاً اتفاقية نزع أسلحة الدمار الشامل من الشرق الأوسط، وقد حاولت الدول العربية مؤخراً الدفع بهذا الاتجاه متقصدة اسرائيل الرافضة للدخول في هذه الاتفاقية. فإنه من غير المستبعد ان يتم الضغط على اسرائيل لنزع سلاحها النووي بحجة عدم وجود تهديد وجودي من دول المنطقة لخلوها من أسلحة الدمار الشامل فضلا عن ان رفضها سيؤدي لمحاولة دول الحوار الحصول على أسلحة الدمار الشامل.

**ايران كانت ولازالت عصا بيد امريكا ومايحدث اليوم في الجمعية العامة هو ادخال امريكا لايران يشكل رسمي "اممي" لصياغة الشرق الاوسط الجديد فقد ابدت ايران استعدادها للتوسط بين النظام والمعارضة في سوريا كما تم تسريب معلومات مفادها ان حزب الله يستعد للانسحاب من سوريا كما اننا لم نرى معارضة من دول الخليج "اهم المعنيين بالسلاح النووي الايراني" للاتفاق الامريكي الاوروبي الاممي مما يوحي بوجود صفقة مفادها استعداد تخلي ايران عن بشار وبرنامج التسليح النووي مقابل استمرار نفوذها في سوريا والعراق ولبنان "ودول الخليج لاحقا" اما اسرائيل فمشكلتها الاساسية مع ايران تحل من خلال ضمانات بان لاتسعى ايران لامتلاك اسلحة نووية.

**يبدو أن موضوع الننووي الايراني، والكيماوي السوري، سيكون اداة لجر اسرائيل الى معاهدة منع انتشار اسلحة الدمار الشامل، أو اخلاء منطقة الشرق الاوسط من هذه الاسلحة، وكجزء من عملية السلام في المنطقة.

**هل يوجد نفوذ سياسي واقتصادي وعسكري لإيران في سوريا ولبنان حقيقة ام هو الاعلام ومشروع التقسيم؟!

**في سوريا النفوذ الاقتصادي والسياسي والعسكري مربوط برجالات النظام حصرا.

** ويبدو ان توريط حزب الله في سوريا، وكذا القرار الاوروبي بادراج جناحه العسكري في قائمة الارهاب، كل ذلك مقدمة لتجريد حزب الله من سلاحه ، وتحويله الى حزب سياسي. يأتي ضمن الترتيبات لعملية السلام الشامل في المنطقة. بالاضافة الى عودة الاخوان الى الحكم في مصر ممثلين في حزب الحرية والعدالة في وقت لاحق يندرج ضمن الترتيب لذلك.

**اؤيدك اخي العامل لنهضة الامة بخصوص حزب الله اما عن عودة الاخوان فلا اظن الا من خلال حزب جديد "منقّح ومدبلج واخفّ من جماعة الاخوان" ومن رجال جدد معروفي الولاء.

** يبدو انه يتم تبريد الملف النووي الايران لدرجة التجميد لا الانهاء وهذا يعطي ايران دور مقبول دوليا بالشأن السوري بإعتبارها راعية الشيعة هذا من جانب ومن جانب آخر يقطع على اليهود طلباتهم المتكررة ان يكون الدور القادم على ايران بعد تدمير الكيماوي السوري.النووي الايراني مرتبط ربط وثيق بعملية السلام.

**اخي شامي متحرر هنالك عملية فلترة في صفوف الاخوان تؤدي الى إفراز قيادة سياسية داخل الإخوان تكون جديرة بثقة أميركا في القدرة على التحكم بالشارع الإسلامي والحد من مطالبه بتطبيق الشريعة كما جاء في نشرة اجوبة اسئلة
حول تطورات الأزمة المصرية فلا داعي لحزب جديد

بوفيصيل
02-10-2013, 06:18 AM
الا يمكن ان يكون هناك اتفاق على الابقاء على نظام بشار وعدم اسقاطه ومصلحة ايران في ذلك وخاصة بعد الاتفاق على ادخال المنظمة الدوليه للتفتيش وموافقة سوريا اليس هناك تناغما بين مو قف حكومة سوريا وحكومة ايران


اسعد الله صباحك اخي يونس
لا شك ان الإبقاء على بشار الأسد قبل هذا التناغم الذي تفضلت هو مصلحة أمريكية وعدم تدخل امريكا في إزاحته بشكل مباشر يدل على ذلك لذلك تركت الوضع في سوريا يأخذ هذا المجرى حتى تتمخض الأحداث لان تفرز ما تفرزه وتكون الولادة طبيعية وباجماع الشعب السوري لذلك تركت الامًور على ما جرت عليه وذلك لعدت أمور من الممكن ان نأخذها بعين الاعتبار
اولا عدم التخلص من بشار لانه لا يوجد بديل تستطيع ان تثق به امريكا ويجمع عليه السوريون من المعارضة وان كانت المعارضة بمجموعها وبغالبيتها تخضع للهيمنة الامريكية
ثانيا ان ما يحصل في سوريا من تقتيل للمسلمين قد تنصل منه بشار في احدى المقابلات مع احدى القنوات الغربية وسأله المراسل آنذاك بان ما يحصل ليس بأمره في إشارة لان من يحكم سوريا ليس بشار حقيقة لان الذي يحكم سوريا هو مؤسسة الحزب البعثي وما بشار الا صورة وضعت لإكمال الخديعة التي خدع بها السوريون على خلاف ابيه اي ان الحرس القديم لأبيه هو الذي يدير البلد أصلا وما هو الا صورة مكملة للنظام
ثالثا دخول بعض من المجاهدين لسوريا وان كان بعلم الأنظمة الا ان البعض منهم لم يحسب على اي جهة وقد يكونوا مخلصين ويعملون بإخلاص وهذا ما أربك المخطط المعد لسوريا ولا استبعد انه في حصول الاتفاق ما بين المعارضة والنظام ان تم في ان ينقل هؤلاء المجاهدين المعركة للجولان في عملية خلط للأوراق مما قد يربك الوضع في سوريا وأما ما يسمى بالجهات المحسوبة علي السعودية والقاعدة والجيش الحر وغيرهما فهو مسيطر عليهم وعلى قادتهم وقد وجهت هذا السؤال للأخوة في هذا المنتدى الطيب فيما لو تم نقل الصراع الى الجولان وتوجيه السلاح لإسرائيل ماذا سوف يحصل ؟؟ وكون ان المعارضة أصلا لا يوجد توافق فيما بينها وهناك مناوشات وحرب فيما بينها !!! الا انني لم اجد ردا من الأخوة عل المانع خير
رابعا عدم التخلص من بشار يخدم في إطالة الوقت لان تحقق امريكا التقسيم في سوريا لخدمة مشروعها بحق وتكون قد أنفذت ما كانت ترموا اليه وما موضوع الكيماوي الا امر مفتعل ما بين روسيا وأمريكا لإعطاء امريكا مزيدا من الوقت حتى تنضج الامًور وزيادة في التقتيل للمسلمين
وهذا راي المتواضع ارجوا قبول المرور
ودمتم في أمان الله

بوفيصيل
02-10-2013, 07:43 AM
بوادر التقارب الأميركي الإيراني الحالية تثير الكثير من الجدل والأسئلة: من قبيل لماذا الآن؟ وما الدوافع الأميركية ومن ثم الإيرانية للتقارب؟ وما الصفقات التي ستتم؟ وما الأثمان التي ستدفع؟ ثم أين دول الخليج العربي في ظل هذه المتغيرات؟، ولماذا سارعت واشنطن بطمأنة إسرائيل بينما لم نسمع مسؤولاً أميركيًّا يتحدث لدول الخليج حتى أثار هذا الأمر أحد المخضرمين الدبلوماسيين الأميركيين وهو آدم أيرلي الذي حذر من سياسة واشنطن في بيع حلفائها؟ علامات استفهام كبيرة وكثيرة، وما يزيد من الغموض هو أن ما من جديد في إيران يشي بأن سياساتها قد تغيّرت، فالسياسة الإيرانية في المنطقة كما هي والرئيس الجديد “روحاني” حتى بافتراض أنه أقل تشددًا من سابقه فإن خيوط اللعبة ليست في يده.. فهل يستخدم المرشد الأعلى الإيراني خامنئي الرئيس الجديد لإحداث اختراق في العلاقات مع واشنطن؟ وإن صحّ ذلك فما هي التنازلات الإيرانية التي ستقدمها قربانا لهذا التقارب؟ يعرف جميع المتابعين والمحللين أن الولايات المتحدة تريد من إيران أولاً ألا تعرض أمن إسرائيل للخطر بدعم جماعات كحماس وحزب الله ووقف برنامجها النووي أو الشفافية فيه وألا تعيق خطط واشنطن في العراق وسوريا، وألا تهدد إمدادات النفط القادم من الخليج العربي.. وبقدر تحقيق هذه الأهداف الأميركية سيكون مستوى التقارب القادم. في المقابل تسعى طهران من وراء هذا التقارب إلى نزع فتيل التوتر مع واشنطن الذي يضعها دائمًا على خط النار والخروج من مأزقها الاقتصادي وإيجاد منفذ لها على الخليج العربي خاصة مع احتمالات سقوط نظام بشار.. وبقدر إلحاح هذه المطالب سيكون التنازل الإيراني أمرًا متوقعًا. ورغم أن دول الخليج العربي هي أكثر دول المنطقة سعيًا لنزع فتيل التوتر بين إيران والولايات المتحدة، فإن لها الحق أن تتوجس من هذا التقارب الذي يتم بعيدًا عنها، وفي ظل غموض وضبابية حول أهدافه الحقيقية وانعكاساته عليها، وهذا خطأ وقعت فيه واشنطن كعادتها، بل إن بوادر غير مطمئنة برزت على السطح تزامنت مع التقارب الأميركي الإيراني تثير الشكوك والريبة، ولعلّ أبرزها ما ورد في خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي تحدّث عن طائفية في البحرين شبيهة بالحالة العراقية السورية على الرغم من أن سياسة الحكومة البحرينية كانت دومًا المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات دون تفريق. إن إعطاء المكافآت على حساب دول الخليج أمر لا يمكن قبوله، خاصة وأنه يهدّد أمننا ومستقبل الأجيال القادمة، وخيرًا فعلت الحكومة البحرينية بمحاولة استيضاح ما يقصد أوباما وتوضيح حقيقة ما يجري في البحرين وأنه يقع في إطار محاربة الإرهاب ليس إلا، فلا يمكن أن تسكت دولة في العالم وأولها الولايات المتحدة إذا هدّدت جماعات إرهابية أمنها وعاثت في الأرض فسادًا كما تفعل جماعات التخريب في البحرين .. وقد أحزننا عدم الإدراك من جمعية الوفاق التي بدلاً من أن تحاول أن تؤكد وطنيتها انساقت وهللت لكلمات أوباما لتدين نفسها وتكشف عن أهدافها الطائفية المقيتة. إن دول الخليج مطالبة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ المنطقة أن تكون صوتًا واحدًا وأن تستجيب لنداء الوحدة الذي نادى به خادم الحرمين الشريفين وأيده وسانده صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، هذا الرجل الذي ما كلّ ولا تعب من التأكيد على أهمية الاتحاد الخليجي والتحذير من تأخيره، وها هي الأيام تثبت أنه على حق وأنه آن الأوان أن تتحرّك دول الخليج كوحدة واحدة ولديها أوراقها التي تستطيع بها أن تقف في وجه من يتجاهلها أو من لا يأبه لأمنها أهمها الثورة النفطية وموقعها الاستراتيجي. أخيرًا نقول إن لإيران أن تتقارب مع الولايات المتحدة أو مع من تشاء.. ولكن أليس من الأولى أن تتقارب مع جيرانها أولاًً وأن تبدي حسن النية تجاههم وأن تتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي وأن تتنازل عن طموحات الإمبراطورية التي جعلت منها عدوًا بدلاً من أن تكون جارًا يمكن التعايش معه بصورة طبيعية.بقلم..راشد أحمد

بوفيصيل
02-10-2013, 11:49 AM
بعيد إلقاء نتنياهو خطابه المبتذل عن سلاح ايران النووي حذو نتنياهو من انه قد يقدم على تصرفات احادية بعد ان حشرت اسرائيل في الزاوية وبعد تخلي الولايات المتحدة عن حلف الدول العربية الخلف ضد سوريا وحالت الآمال من الطرف السعودي والخليجي هل من الممكن ان يكون هناك تقارب سعودي خليجي إسرائيلي في رد على التقارب الإيراني الامريكي وتقوم اسرائيل بتوجيه ضربه لبعض المناطق التي فيها السلاح النووي حسب رؤية الجانب الاسرائيلي مما يعكر العلاقات التي ادم انقطاعها بين الشيطان الأكبر وبين الملاك الأصغر (ايران) وكذلك حث الفلسطينين نتنياهو على تقديم تنازلات وانه لن يقدم علي اي تنازل في إشارة للرد على خيبة الأمل التي مني بها من امريكا بعد ان تم رفع الغطاء عنه وهل هناك ربط بين الملف الإيراني والقضية الفلسطينية
هذا ما سوف تخبرنا الأيام او الشهور القادمة؟؟؟؟؟؟؟

بوفيصيل
04-10-2013, 06:20 AM
يضم العالم مجموعة من الدول متداخلة المصالح متغيرة المواقف بما يتناسب وظروف الجو السائد حيث تختلف طبيعة العلاقات القائمة باختلاف الأنظمة الحاكمة والموقع الإستراتيجي وغيرها من العوامل، فلم نعد نستغرب تقلب الأحوال، فبين غمضة عين وأخرى تتبدل الأراء والمواقف بما يدهش المترقب، إلا أن للدول والانظمة الحاكمة سياسة خاصة من نوع اللعب على وتر المصلحة التي تفوق كل إعتبار “صديق اليوم ” يمكن أن يتحول الى “عدو الغد” والعكس صحيح.
هذا هو واقع العلاقات الأميركية – الإيرانية بين مد وجزر منذ عشرات السنين في زمن الشاه الى الثورة الخمينية وقيام الجمهورية الإسلامية مع الحكومات المتتالية في تولي الحكم وسياسة محمود أحمدي نجاد التصعيدية حتى تولي الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني رئاسة الجمهورية وظهور بوادر دبلوماسية سياسية منفتحة على الغرب والعالم. في مجملها محطات يجب المرور بها من أجل الوصول الى تحليل ومعرفة طبيعة العلاقات القائمة ومدى تأثر تلك العلاقة بالمتغيرات الإقليمية التي تغير المعادلة ككل…
الولايات المتحدة الأميركية الدولة العظمى التي تفردت باتخاذ القرارات الدولية منذ انتهاء الثنائية القطبية وانهيار الإتحاد السوفياتي وظهور الهيمنة الأحادية في السيطرة والتفرد بالعالم، هذا ما سمح لها بضرب كل القوانين والتشريعات الدولية عرض الحائط والسعي الى تطبيق ما تجده مناسب لمصالحها في كل خطوة تقوم بها. الهيمنة والتسلط هي من إحدى سمات أساليب الولايات المتحدة الأميركية في التعاطي بالشأن الدولي حتى ولو اضطرت لاستخدام القوة في بعض الأحيان كما فعلت في أفغانستان والعراق وما تسعى لتطبيقه اليوم في سوريا التي من المتوقع أن محاولاتها بائت بالفشل … لا أحد يدري ما مدى التغيرات التي ممكن أن تطرا على المواقف الدولية ومع هذا بقيت العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية بحالة فتور بالرغم من إشكالية تطبيق المشروع النووي وفرض العقوبات الدائمة الا أنه وحتى اليوم لم تتخذ أميركا أي خطوات تصعيدية تجاه إيران تتخطى مجالها مستوى العقوبات الإقتصادية نتيجة لمصالح مشتركة تربط البلدين …
الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الدولة التي تطمح دائماً في الريادة ولو على المستوى الإقليمي من أجل توسعها، يشمل مخططها مشروعين، الأول في إقامة إمبراطورية تضم أكبر عدد ممكن من دول المنطقة وهذا ما يعرف بالمد الشيعي وتخوف الأقطاب السنية في المنطقة من أن يمتد المشروع ليطال دولها حيث الأقليات الشيعية، فكان المنطلق الأساسي لتحدي إيران واعتبارها عدو يشكل خطر وتهديد أكبر من خطر وجود الكيان الصهيوني بالنسبة لتلك الدول، كثير من الدول العربية تربطها علاقات وثيقة ومصالح مشتركة مع الكيان الصهيوني متناسية القضية الفلسطينية ومعاناة شعب اعزل في ظل تخاذل عربي مخجل …
أما مشروع إيران الثاني فهو التسلح النووي حيث سعت منذ أعوام ولا زالت حتى اليوم بالرغم من العقوبات المتتالية عليها والضغط المستمر من قبل إسرائيل بهدف زيادة الضغط على إيران بشأن برنامجها النووي والصاروخي إلا أنها ما زالت مستمرة في تطوير برامجها لإقامة توازن يمنع سيطرة إسرائيل على مصير دول المنطقة وقراري السلم والحرب …
لنعود ونلقي نظرة سريعة على تاريخ الدولتين لنجد أن العلاقة تحكمها مصالح الطرفين، فمن موقف للولايات المتحدة الأميركية الداعم لأحد الأطراف من أجل الوصول الى السلطة في إيران، الى ساعي لإسقاط شرعيته وتهيئ الجو العام للإطاحة بالحكم وتغييره بأقرب وقت ممكن بما يتلاءم ومقتضيات تلك المرحلة الزمنية …
منذ الحرب العالمية الثانية وإطاحة قوى التحالف برضا بهلولي خوفاً من جنوحه ناحية أدولف هتلر وتزويده بالنفط قامت قوات التحالف باحتلال إيران والإطاحة برضا بهلولي وتنصيب ولده محمد رضا بهلولي بدلاً منه عام 1941 الذي كان أخر شاه يحكم إيران قبل الثورة الإسلامية أو ما يعرف بالثورة الخمينية عام 1979. فبالرغم من الإنتعاش الاقتصادي في تلك الفترة، إلا أن الشاه عمل على تغييرات السياسية التي مست الأحزاب الإيرانية وتفعيل دور “السافاك” مما ولدت للشاه أعداء كثيرين واتهمت بمسؤوليتها عن أعمال منافية لحقوق الأنسان ضد الشعب الإيراني. ومن ثم حصلت اضطرابات شعبية هائلة اثر سياسة منع الحجاب وتغيير التعاليم الإسلامية ومظاهرات عارمة في العاصمة طهران ضد الاضطهاد والظلم، فيما وفد الشاه محمد رضا إلى مصر لدى الرئيس أنور السادات الذي استضافه حتى مماته في عام 1980. هذا التغيير يعود الى أن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر قد قام بتعمد هادئ وتدبير مسبق لمساعدة الحركة الإسلامية التي نظمت الإطاحة بشاه إيران، واشتركت إدارة كارتر في كل خطوة ابتداءً من الاستعدادات الدعائية إلى تجهيز الأسلحة والذخيرة، ومن الصفقات التي تمت خلف (الكواليس) مع الخونة في جيش الشاه إلى الإنذار النهائي الذي أعطي للزعيم المهزوم في يناير 1979م لمغادرة إيران. ويمثل هذا فصلاً آخر من فصول الخيانة التي مارستها الدوائر الحاكمة في التاريخ السياسي للولايات المتحدة.

وبمغادرة الشاه للعاصمة طهران، تسلم الخميني الحكم بعد عودته من منفاه من إحدى الضواحي الفرنسية (نوفل لاشاتو)، فلولا الدعم الأمريكي للثورة ما كانت أن تنجح و أن تصل إلى حكم إيران إلا أنه مجموعة من المتغيرات التي حصلت أدت الى عودة التصعيد ألأمريكي – الإيراني المتعلق علناً بالبرنامج النووي الإيراني كأحد أسباب الخلاف القائم بين الدولتين. حيث فرضت الولايات المتحدة قيودًا على إيران منذ أن احتجزت الرهائن الأمريكيين عام 1979، مما أدى إلى حظر تجاري كامل على طهران عام 1995. وبالإضافة إلى ذلك فرضت الأمم المتحدة عقوبات موسعة على الجمهورية الإسلامية، حيث يفوض قرار مجلس الأمن رقم 1737 الصادر في ديسمبر/ كانون الأول 2006 كل الدول الاعضاء في الأمم المتحدة “لمنع إمدادات وبيع أو نقل كل المواد والمعدات والبضائع والتكنولوجيا التي يمكن أن تساهم في الأنشطة المتعلقة بالتخصيب أو المياه الثقيلة”. وفي مارس/ آذار 2007 أصدر المجلس القرار رقم 1747 بهدف زيادة الضغط على إيران بشأن برنامجها النووي وبرنامجها الصاروخي وذلك بمنع التعامل مع البنك الإيراني الحكومي (سيباه) و28 شخصًا ومنظمة أخرى وعظمها مرتبط بالحرس الثوري الإيراني. وبضغط دائم من الصهيونية العالمية حيث اعتبر رئيس لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية في البرلمان الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، العقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي “غير كافية”، داعيا إلى “مزيد من التدابير الملموسة”.
تشن واشنطن حملة شعواء على إيران متهمة إياها بمحاولة امتلاك أسلحة نووية الى جانب مساندة جماعات إرهابية في المنطقة والمقصود هنا طبعاً “حزب الله” كممثل أساسي لإيران في المنطقة ودعم المقاومة في فلسطين، فلطالما شكلت فكرة المد الشيعي خطراً على وجود الكيان الإسرائيلي بسبب العقيدة والفكر التي ينتمي إليها هذا الفكر مع ما يحمله من كره وحقد تجاه الكيان الإسرائيلي. فقد ساندت ومدت إيران حزب الله بكل التجهيزات التي يحتاجها في حربه مع إسرائيل حتى أصبح ذي قوة يعترف بها ويحسب لها ألف حساب قبيل اتخاذ أي خطوة من شأنها إدخال المنطقة في غيبوبة الصراعات مع إسقاط مقولة “الجيش الذي لا يقهر” منذ تموز 2006…

بوفيصيل
04-10-2013, 06:24 AM
بالرغم من الخطابات والمواقف السياسية المعلنة ضد الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها “الشيطان الأكبر” والحليف القوي لإسرائيل، حيث تنطلق كثيراً مظاهرات منددة بمواقف أميركا تجاه دول المسلمين وممارساتها العنجهية وما تقدمه من دعم لحليفها الاستراتيجي إسرائيل بالإضافة الى استخدامها القوة كسياسة بديلة عن السلم والامن الدوليين الذين نصت عليهما كل الشرائع والقوانين الدولية. إلا أنه لا يوجد الكثيرين ممن يدركون حقيقة العلاقة القائمة، ففي خفايا الأروقة تحاك الاتفاقيات حول مصالح مشتركة بين البلدين ظهر ذلك جلياً بعد دخول الولايات المتحدة الأميركية العراق عام 2003 والإطاحة بنظام صدام حسين.
التقارب الأميركي – الإيراني في العراق لم يعد سراً بالرغم من أنه لا توجد روابط دبلوماسية بين طهران وواشنطن منذ الثورة الإيرانية عام 1979 والعلاقات العلنية بينهما حاليا متوترة، إلا إنهما تعاونتا من خلال القنوات الدبلوماسية لدول أخرى بينها بريطانيا لتعزيز مصالحهما المشتركة في منطقة الشرق الأوسط. فقد صرح السفير الإيراني محمد حسين عادلي في منتدى نظمته وكالة رويترز أنه قبل الانتخابات العراقية تبادلت إيران والولايات المتحدة وجهات النظر من خلال أقسام رعاية المصالح في سفارات باكستان وسويسرا في واشنطن وطهران ولكنهما تعاونتا أيضا من خلال لندن اقرب حلفاء واشنطن في حرب العراق، وأشار إلى أن طهران وواشنطن كثيرا ما تتقارب مصالحهما. وكانت أولوياتهما الإستراتيجية المشتركة قد جمعتهما خلال الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001 حينما أطيح نظام طالبان. كما ان طهران مستعدة للعمل مرة أخرى مع الولايات المتحدة لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط حينما تتلاقى مصالحهما.
و إبان أزمة مقتدى الصدر أعلن وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي أن الولايات المتحدة الأميركية طلبت من طهران مساعدتها في تسوية الأزمة العراقية وقد أرسلت الأخيرة وفدا إلى العراق وبدأ يقوم بجهود تهدف إلى التأثير على الشيعة العراقيين باتجاه التهدئة أي في الحقيقة، حل الأزمة الأميركية في العراق.
وبما أن لكل من الدولتين أوراقه التي يحب أن يظهرها في الوقت المناسب لكي يجعل الطرف الآخر يقبل مصالحه و يمررها في المنطقة، تسعى إيران بكل قوة لامتلاك أوراق على الساحة الدولية تقايض بها استمرارها في هذين المشروعين حيث لعبت إيران دوراً انتهازياً في المسألة العراقية، وسعت بانتظام إلى اعتبار دعمها للمحتلين الأمريكيين، ودورها هناك ورقة للمساومة مع الأمريكيين وخاصة السعي لامتلاك السلاح النووي فلم تكن زلة موقف أن تطلب الإدارة الأميركية من الحكومة الإيرانية أن تكون وسيطاً مع مقتدى الصدر. وقد شاع أن هناك مجالاً مفتوحاً للحوارات والجلسات السرية بين الولايات المتحدة وإيران بخصوص العراق والتي تُعقد في الغرف الخلفية والتي يديرها رفسنجاني من إيران، والدكتور ولاياتي من الإمارات العربية المتحدة والسفارة الإيرانية في الكويت.
هكذا نصل الى خلاصة مفادها أن أي تقارب أمريكي – إيراني إن كان في العلن أو مرر تحت الطاولة هو نتيجة لمتغيرات إقليمية أو دولية بحسب ما تقتضي الحاجة… اليوم نحن في صدد بوادر تقارب بين الدولتين، فما هي أسبابه وأهدافه وما هي مصلحة البلدين في هذا التقارب؟ وما هي الورقة التي تقايض بها إيران في هذه المرحلة؟
فهل بدء الجليد بالذوبان بين البلدين وفي العلن؟ فلنعود للوراء قليلاً حيث نجد سياسة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد التي تتصف بالقوة والتهديد للكيان الصهيوني والعمل على تطوير البرامج النووية متجاهلاً العقوبات وردات الفعل حول التصريحات التي تعتبر تصعيدية، اذ ان نجاد، ودون التشكيك بقناعاته، اطلق تلك الصيحات التي طالما استثمرت اميركيا وعالميا من الاسرائيليين. كم مرة هدد بازالة اسرائيل من الوجود، وهو الذي يعلم باستحالة ذلك بعدما بدا ان الدول العربية هي المهددة بالزوال بفعل التخاذل المستمر من قبلها. أما اليوم ومع انتخاب الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني فإن نبرة اللهجة أقل حدة وتسعى الى تهدئة الأوضاع على الصعيد الدولي ومنذ وصوله الى منصب الرئاسة في إيران تغير الخطاب السياسي الايراني داخليا وخارجيا ومال الى اتباع لغة تصالحية ودبلوماسية بدلا من الخطاب المتشدد والتصريحات المثيرة للجدل للرئيس السابق.
وبعد عزلة دبلوماسية على مدار عدة سنوات من قبل الدول الغربية مع تشديد العقوبات الاقتصادية عقد روحاني ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لقاءات مع المسؤولين الغربيين في اشارة الى الانفتاح الغربي على القيادة الايرانية الجديدة. اعلن الرئيس روحاني في خطاب له امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ان “الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل الاخرى لا مكان لها في عقيدة الدفاع الايرانية وتتنافى مع اقتناعاتنا الدينية والاخلاقية الاساسية”. بمحاولة لتطمين الغرب بوجه المخاوف التي بلورت أفكار معادية لإيران ولفترة طويلة عزلتها عن العالم الغربي. وأصر ظريف على أن البرنامج النووي الإيراني “لا يعدو كونه برنامجا سلميا”، متعهدا بإثبات ذلك أمام المجتمع الدولي، ووصف ظريف العقوبات المفروضة على طهران بأنها “ذات أثر عكسي”، معربا عن أمله في رفع جميع العقوبات المفروضة على طهران سواء كانت عقوبات أحادية أو ثنائية أو متعددة الأطراف في المستقبل القريب.
وقد رحبت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون بما وصفوه “تحولا كبيرا” في موقف إيران بخصوص ملفها النووي في أعقاب محادثات عالية المستوى مع مسؤولين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك. حيث قال وزير خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، بعد لقاء وزير الخارجية الإيراني، جواد محمد ظريف، إنه شعر بالدهشة بسبب “النبرة المختلفة جدا” في كلام وزير الخارجية الإيراني. وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن العلاقة بين إيران والولايات المتحدة شهدت منعطفا كبيرا، عندما تحدث الرئيس باراك أوباما ونظيره الإيراني حسن روحاني، في أول حديث بين قادة البلدين منذ أزمة الرهائن الأمريكيين في طهران قبل أكثر من ثلاثة عقود.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه في مكالمة هاتفية تم ترتيبها على عجل، تحدث أوباما إلى روحاني خلال توجه الرئيس الإيراني الى المطار لمغادرة نيويورك بعد زوبعة إعلامية، حيث لقاء قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتضيف أن الجانبين اتفقا على تسريع المحادثات الرامية إلى نزع فتيل النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني، وأعربا عن تفاؤل حيال احتمال التقارب الذى من شأنه أن يغير وجه الشرق الأوسط. وقال أوباما للصحفيين في البيت الأبيض بعد مكالمة لمدة 15 دقيقة، مشيرا إلى البرنامج النووي الإيراني: “إن حل هذه القضية يمكن أن يكون بمثابة خطوة كبيرة إلى الأمام في علاقة جديدة بين الولايات المتحدة وجمهورية إيران الإسلامية، تقوم على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل”. مضيفا أن الأمر من شأنه أن يساعد أيضا على التمهيد لعلاقة أفضل بين إيران والمجتمع الدولي، فضلا عن آخرين في المنطقة.
كما أعلنت وسائل اعلام ايرانية ان الرئيس الايراني حسن روحاني اعاد معه السبت الى ايران قطعة اثرية فارسية عمرها 2700 سنة قدمتها له الادارة الاميركية كـ «هدية خاصة» الى الايرانيين. وقال روحاني: “اتصل بنا الاميركيون الخميس ليقولوا ان لديهم هدية لنا.” والهدية هي عبارة عن كأس فارسية من الفضة تعود الى القرن السابع قبل الميلاد على شكل حيوان اسطوري له رأس نسر وجسد اسد وتبلغ قيمتها اكثر من مليون دولار، وقال روحاني: «لقد اعادوها لنا كهدية خاصة الى الامة الايرانية». وكانت الجمارك الاميركية ضبطت هذه القطعة الاثرية عام 2003 اثناء محاولة تاجر تحف ادخالها الى الولايات المتحدة بعد سرقتها من مغارة في ايران. وقال محمد علي نجفي المسؤول عن منظمة التراث الايراني الذي رافق روحاني في رحلته الى نيويورك «نأمل ان تسجل هذه اللفتة بداية عودة لبقية القطع الفنية الفارسية».
هذه الهالة الإعلامية للتقارب الأمريكي – الإيراني يجعلنا نطرح بعض التساؤلات حول الهدف الذي تسعى لتحقيقه أميركا؟ فلطالما شهدنا قبيل أي تحرك أو تغيير أمريكي تجنيد لوسائل الإعلام من أجل فبركة فكرة معينة تسبق فعل معين من أجل تهيئ أرضية جو مناسب للتغيرات التي ستحدث… ما يأخذنا الى التفكير بما يجري اليوم في المنطقة حتى يتبادر الى أذهاننا الأزمة السورية وتداعياتها على المنطقة والمأزق الذي تعاني منه أميركا جراء السعي الى استخدام القوة في سوريا الذي ووجه برفض دولي، فظهر الرأي العام الدولي بصورة المنزعج مع ما يجري من أحداث في العالم.
فلا شك أن واشنطن بحاجة للتوصل الى تفاهم مع طهران في مساعيها لإيجاد حل سياسي للازمة السورية والمشاكل الي تواجهها على صعيد الرأي العام الدولي بعدما أخفقت مرات عديدة في أفغانستان العراق السودان وغيرها، وإيران من طرفها أيضاً تسعى بطريقة أو بأخرى الى حل مشكلة العقوبات والخلاف حول النووي الإيراني من جهة والإستفادة من هذا التقارب وأثره على إسرائيل من جهة اخرى. لا مجال للقول ان الرئيس الايراني مستعد لتغيير سياسة بلاده من تل ابيب، لكنه يعتبر ان تغييراً في اللهجة، وفي الاسلوب، يمكن ان يأتي بنتائج تؤدي الى حصار اسرائيل او على الاقل احراجها بل وارباكها، ويرى المراقبون ان إسرائيل ستكون المتضرر الاكبر من احراز اي تقدم على مسار تطبيع علاقات واشنطن وطهران بالتوازي مع تقديم مفاوضات الملف النووي الايراني وهو ما عبر عنه اكثر من مسؤول اسرائيلي.
بعد هذه اللمحة السريعة على تاريخ العلاقات المتقلبة القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، نجد أنها تتراوح بين متوترة الى متدهورة مرة ومتقاربة تحكمها مصلحة ما مرات أخرى … فهل اقتنع الطرفان أن سياسة المواجهة والعزل والعقوبات غير مجدية … وهل سينعكس هذا التقارب سلباً أم إيجاباً على المنطقة … وما تداعيات هذا الإنفتاح على إسرائيل … كل هذه الأسئلة تنتظر إجابات لها في المستقبل القريب حيث تتبدد الشكوك والفرضيات ويفرض الواقع نفسه.
حنان حمدان
الديار
تساؤل
هل هناك مقايضة بقاء بشار مقابل إيقاف انتاج السلاح النووي والإبقاء على تكنولوجيا إنتاجه لدى النظام الإيراني وتدمير السلاح الكيماوي في سوريا؟؟؟