muslem
28-07-2013, 01:18 PM
في العراق وافغانستان تواجه امريكا المسلمين عسكريا لاول مرة وتجد صعوبات في تحقيق بعض اهدافها رغم عدم وجود دولة لهم تحكم بالاسلام وتذود عن المسلمين .واضطرت امريكا لاجل ذلك ان تغير في اساليبها : فلاول مرة تصطدم بالامة الاسلامية اصطداما عسكريا مباشرا ولاول مرة تقاتل المسلمين وجها لوجه فكان من الطبيعي ان تصطدم بمعوقات لم تحسب حسابها .
وكان اول تغيير تقوم به الولايات المتحدة الامريكية هو استخدام الشعوب نفسها للقيام بالاصلاحات المطلوبة واسقاط الحكام وهو ما يغنيها عن الجيوش الجرارة والمخاطرات العسكرية ..والتفكير في استخدام الشعوب وترويضها للقيام بالاصلاحات المطلوبة امريكيا عبر عنه في تموز -يوليو 1992م " ادوارد دجيرجيان " وهو مساعد وزير الخارجية الامريكية آنذاك فقال في خطابه بمركز ميريديان العالمي "ان السياسة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط خلال عقد التسعينات لن تكون مبنية فقط على حماية مصادر الطاقة وحل النزاع العربي الاسرائيلي بل على عمود ثالث ذي اهمية مماثلة يتعلق بضمان حقوق الانسان والتعددية وحقوق النساء والمشاركة الشعبية في الحكم "
واضاف :" ان تلك الانظمة التي تبدي استعدادها لاتخاذ خطوات محددة باتجاه الانتخابات الحرة وانشاء الاجهزة القضائية المستقلة وتعزيز حكم القانون وتقليص القيود على الصحافة واحترام حقوق الاقليات وحقوق الفرد سوف تجد اننا مستعدون للاعتراف بجهودهم ودعمها ..كما ان اولئك الذين يتحركون في الاتجاه المعاكس سوف يجدون اننا سنكون مستعدين للتحدث بصراحة والتصرف وفقا لذلك "وجاءت احداث سبتمبر 2001 سببا لتدرج امريكا " العمود الثالث في سياستها تجاه الشرق الاوسط .وكانت المطالبة الشعبية بالاصلاحات وما يرافقها من مظاهرات واحتجاجات وقيام القوى السياسية في المجتمع باستقطاب القطاعات الشعبية هي من المظاهر المقصودة من التحضير " للربيع العربي " .
ولكن كل ذلك ايضا شريطة ان يكون تحرك الجماهير على اساس محاربة الاستبداد السياسي والتدهور الاقتصادي وابعاد اي تطلع للجماهير للحكم بالاسلام وهذا ضمنه للامريكان حركات " الاسلام المعتدل " او " الاسلام الديمقراطي " والذي تتبناه اغلب ومعظم الحركات الاسلامية بقيادة " الاخوان ".
سئل علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لجماعة الاخوان في سوريا عما تريده الجماعة من تغيير في سوريا فقال " المقصود احداث تغيير ديمقراطي حقيقي في سوريا " وهذا الراي الذي ينظر له " راشد الغنوشي " زعيم حركة النهضة في تونس بل هو يعتبر ان العلمانية هي الاطار الحقيقي الذي يحافظ على الاسلام ..
اذن امركا رسمت خطتها للمنطقة وهي " مشروع الشرق الاوسط الكبير " وضمنت ادوات التنفيذ والترويض وهم الاخوان فاتخذتهم اداة طيعة فيما يسمى باصلاحاتها الموجهة نحو المنطقة لصياغتها ليغدو اهلها على قناعة بسيرهم خلف امريكا التي تعمل على بث وزرع كل ما يبعد اهل المنطقة عن الاسلام والالتزام به وفي المقابل يقربهم من الفكر العلماني الكافر .
الشرق الاوسط الكبير وهاجس الثورة:
*الدراسات المتخصصة في الاعداد والتخطيط للمشروع :
اولا : تقرير الكنغرس الامريكي
وهو بعنوان " سياسة الولايات المتحدة الامريكية لتعزيز الديمقراطية في الشرق الاوسط : المعضلة الاسلامية ". صدر هذا التقرير في 15يونيو 2006م .
مقتطفات من التقرير :
" ان ادارة بوش قد اعطت قضية سياسة تعزيز الديمقراطية في الشرق الاوسط اولوية هامة للامن القومي مؤكدة ان المزيد من الحرية السياسية يمكن ان يقلل من قوة العقيدة والاصولية الاسلامية "
في هذا التقرير جعلت الادارة الامريكية تعمل على الاجابة عن اهم سؤال وهو :
هل نشر الديمقراطية يمثل تهديدا للمصالح الامريكية لما يعطيه من نفوذ للجماعات الاسلامية المتطرفة ؟؟
وفي اطار البحث المعمق عرض التقرير ضرورة مشاركة الجماعات الاسلامية في العملية الديمقراطية في العالم العربي لكنها في الوقت نفسه مشاركة محدودة من جماعات معتدلة تنبذ العنف .
" فسوف يكون من المنطقي ان تكون جهود الولايات المتحدة الامريكية لتعزيز الديمقراطية العربية متضمنة البحث عن حقوق اكثر لكل الممثلين الشرعيين بما في ذلك هؤلاء الاسلاميون .." .
ثانيا : تقرير معهد السلام الامريكي " سلسلة الدبلوماسية الافتراضية "
قام معهد السلام الامريكي في مارس 2004م بتنظيم سلسلة من اجتماعات المناقشة الحرة على مدى ستة اشهر في اطار " مبادرة العالم الاسلامي " التي اسسها المعهد .وكان الهدف من هذه الاجتماعات تحليل دور وسائل الاعلام العربية في صنع المناخ الاعلامي الجديد لاكمال المشروعات الامريكية التي تتعلق بالدبلوماسية الامريكية للقضاء " على استياء المسلمين من الولايات المتحدة الامريكية والقضاء على العداء تجاه الامريكيين " .
وتحدث هذا التقرير عن السياق الاعلامي العربي بمعناها الواسع اي ضرورة استعمال جميع وسائل الاعلام كالقنوات الفضائية والجرائد والمجلات والانترنت وذلك من اجل محاربة العداء للامريكيين ومن اجل اعداد الراي العام للاصلاحات السياسية المطلوبة التي تكون " ضربة استباقية في البلاد الاسلامية لمنع قيام ثورة جامحة على طريق الثورة الفرنسية وهذا بالتاكيد احتمال مخيف كما قال مايكل فلاهوس تحت عنوان قناع الارهاب " .
ودائما عن معهد السلام الامريكي " الاسلاميون المعتدلون هم ابطال التغيير والاصلاح المنشود في العالم العربي بما يضمن مصلحة امريكا العليا " .
وقد نقل عن ايلين لايبسون رئيسة مركز ستيمسون ما يلي :
" من الصعب تخيل تطور سياسي في الاعوام العشرين المقبلة بدون الاسلاميين ..لقد اسسوا شرعية وانصارا ولن نجعلهم يختفون بين عشية وضحاها لمساندة نشاطات صغيرة من دعاة الحداثة العلمانيين ..يجب تخيل مساحة سياسية تسع الاثنين "
ثالثا تقرير مجلس العلاقات الخارجية الامريكية:
بعد غزو العراق والخسائر المادية والبشرية التي تكبدتها امريكا قررت السير العملي في تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير .. فعملت على ايجاد اصلاحات سياسية لكنها تبدو شعبيا وليس مفروضة من الخارج وذلك من اجل احتواء الغضب تجاه السياسة الامريكية وايجاد متنفس لهذا الغضب يكون صمام امان من اجل المحافظة على النفوذ الامريكي لعقود اخرى .
وكانت اخطر التقارير هي تلك الواردة عن مجلس العلاقات الخارجية الامريكية اذ صدرت عنه اهم دراسة تتعلق بكيفية المحافظة على مصالح واشنطن في الشرق الاوسط والبلاد الاسلامية ككل .
وكان اهم سؤال بعد حرب العراق وافغانستان عمل على الاجابة عليه صانعوا السياسات الامريكية هو عما اذا كانت الانظمة السلطوية في الشرق الاوسط تستطيع الاستمرار في المحافظة على المصالح الامريكية ؟
وكان من الواضح ان ادارة بوش تعتقد ان الطريقة المثلى لذلك هي تعزيز الديمقراطية والاصلاحات على نطاق واسع في الشرق الاوسط
ومن اجل العمل على هذه الدراسة قام مجلس العلاقات الخارجية بانشاء فريق عمل مستقل لبحث كيفية تعزيز الديمقراطية بما يخدم المصالح الامريكية ويعزز نفوذها وهيمنتها ... وكان في رئاسة الفريق كل من مادلين اولبرايت - فين وايبر - ستيفن كوك .
واما اعضاء الفريق فمنهم " نانسي بيردستال ودانيال برومبيرغ و فيصل عبد الرؤوف و خالد ابو الفضل و لاري دايموندا و ميشيل دون و عبد السلام مغواري و انيتا شارما ...
اما رئيس هذا الفريق فهو ريتشارد هاس مهندس الربيع العربي ..
يقول ريتشارد هاس في يونيو 2005 " يقدم فريق العمل هذا مجموعة شاملة من التوصيات السياسية لادارة بوش التي تقضي بتعزيز بيئة في الشرق الاوسط تفضي الى تغيير ديمقراطي سلمي "
وجاء في التقرير ايضا :
" من خلال دراسة دقيقة للتطورات الاقليمية وتقديم الخيارات الامريكية سعى فريق العمل الى الاجابة عن اهم سؤالين هما :هل تخدم سياسة نشر الديمقراطية في الشرق الاوسط المصالح الامريكية ؟ وكيف يمكن لامريكا تطبيق سياسة نشر الديمقراطية آخذة في الاعتبار كل مصالحها ؟.
وكان الجواب حسب ما ورد في التقرير
نعم ينبغي للولايات المتحدة الامريكية دعم الديمقراطية بشكل متواصل لبناء مجتمعات منفتحة تحترم حقوق الانسان وحكم القانون بعيدا عن التطرف والارهاب .
اما الجواب على السؤال الثاني فكان دائما حسب التقرير " يجب ان يجدر بالولايات المتحدة الامريكية تطوير مؤسسات وممارسات ديمقراطية على المدى الطويل مدركة انه لا يمكن فرض الديمقراطية من الخارج ويجب ان يكون هدف امريكا تشجيع التطور الديمقراطي لقيام انظمة ديمقراطية منفتحة لمشاركة كل الاطياف الايديولوجية باستثناء اولئك الذين يرفضون الالتزام بالاجراءات السلمية " .
وجاء في هذا التقرير الخطير ايضا " يجب ان يفهم القادة العرب ان اخفاقهم في احراز تقدم نحو الديمقراطية سيكون له عواقب من حيث علاقتهم بالولايات المتحدة الامريكية ".
وهكذا فكل ما حدث من سير بطيء نحو الديمقراطية قام به الحكام العملاء ارضاء لامريكا قبل ان تلفظهم ما هو الا استجابة لمطالبها آنذاك ..
فما حدث في فلسطين من فصل جديد في الخيانة والمتمثل في انتخاب محمود عباس لسلطة الحكم الذاتي في الضفة والقطاع في انتخابات نزيهة امريكيا بعد مسرحية محكمة سلطت الضوء لقرابة الشهرين على شخصيته وقد بات محمود عباس هو الانسب لامريكا لاكمال ما بداه الخائن عرفات من اعطاء فلسطين لليهود على طبق من ذهب ..وما حدث في العراق بعد الاحتلال من جراء مسرحية انتخابية اخرى انتجت " قرضاي " جديد يكون مقدمة لمعاهدات طويلة تضمن وجود امريكا فيه .
وما قبول بعض الحكام كحكام الكويت ومصر والسعودية وقطر بادخال بعض الاصلاحات الضيقة وتشريك الاخوان من البعض الآخر كالاردن والمغرب ومصر الا نتيجة الضغوط الامريكية عليهم وليس حبا لشعوبهم ولا للاخوان فهم ابعد ما يكونون عن ذلك ..
******************************
التمهيد الامريكي للربيع العربي :
اولا احداث تغييرات في الامم المتحدة :
راينا بما لا يدعو الى الشك ان امريكا ادركت ضعف اوروبا وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية ..فعملت على القضاء على دورها في ادارة السياسة الدولية والتحكم بالموقف الدولي . وحتى يكون هذا القضاء نهائيا وجعل الطريق سالكا امام امريكا لعقود قادمة كان عليها ان تهمش دور اوروبا وتاثيرها في هيئة الامم المتحدة وذلك بتمكين دولا اخرى من الانضمام الى المنظمة ..وايضا تحويل القضايا التي يعجز فيها مجلس الامن عن ايجاد حل لها الى الجمعية العامة .
ففي 1992م ايدت الولايات المتحدة الامريكية الجمعية العامة بالقرار الذي تقدمت به الهند لتوسيع عضوية مجلس الامن .كما عملت امريكا على تفعيل دور الامين العام للامم المتحدة وتهميش دور مجلس الامن من خلال الجمعيات العامة والوكالات الدولية المختلفة والتابعة للامم المتحدة ..وهو ما جعل امريكا تقطع شوطا كبيرا في الانفراد بالموقف الدولي وتحويله الى صالحها منذ اوائل التسعينات .. واصبحت الامم المتحدة اداة فعالة في يدها منهية بذلك دور الدول الكبرى التقليدية " انجلترا وفرنسا والمانيا .." بل ولم تجد هذه الدول من طريق يحفظ لها ما بقي من مصالح الا السير مع امريكا في تنفيذ مشاريعها .
.
ثانيا استسلام اوروبا للسياسة الامريكية وقبول السير في فلكها :
ان نجاح امريكا في ازاحة اوروبا من الصراع بل وحملها على السير في فلكها وتامين مصالحها قد بدا منذ 1955م عمليا اي منذ مؤتمر باندوغ حين فتحت امريكا ملف الاستعمار ثم في ايجاد منظمة الدول الافريقية وتغيير الحكم في كل من الحبشة الدولة الافريقية التي تسيطر على الاستعمار في افريقيا وايضا البرتغال التي تستعمر انغولا .ثم ظهر هذا النجاح وانكشف ضعف بريطانيا وفرنسا الشديد من خلال عقد مؤتمر افريقي عربي برعاية امريكا وتنظيمها وقد تم في هذا المؤتمر الاعلان عن بسط يد امريكا على كل من الشرق الاوسط وافريقيا وذلك في 9-3-1977م
اما بريطانيا وفرنسا خاصة فقد تاكد افول نجمهما بقبولهما لتكون اوروبا مرتكزا للحلف الاطلسي مع ان هذا الحلف هو من اجل اوروبا وهو حلف سياسي عسكري اعدته امريكا وجعلت منه اداة لتهديد اوروبا كلما حاولت التمرد او تعريض السياسة الامريكية للخطر .وما كان ذلك ليحصل لولا عجز بريطانيا وعدم القدرة على صمودها .
وكان اول تغيير تقوم به الولايات المتحدة الامريكية هو استخدام الشعوب نفسها للقيام بالاصلاحات المطلوبة واسقاط الحكام وهو ما يغنيها عن الجيوش الجرارة والمخاطرات العسكرية ..والتفكير في استخدام الشعوب وترويضها للقيام بالاصلاحات المطلوبة امريكيا عبر عنه في تموز -يوليو 1992م " ادوارد دجيرجيان " وهو مساعد وزير الخارجية الامريكية آنذاك فقال في خطابه بمركز ميريديان العالمي "ان السياسة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط خلال عقد التسعينات لن تكون مبنية فقط على حماية مصادر الطاقة وحل النزاع العربي الاسرائيلي بل على عمود ثالث ذي اهمية مماثلة يتعلق بضمان حقوق الانسان والتعددية وحقوق النساء والمشاركة الشعبية في الحكم "
واضاف :" ان تلك الانظمة التي تبدي استعدادها لاتخاذ خطوات محددة باتجاه الانتخابات الحرة وانشاء الاجهزة القضائية المستقلة وتعزيز حكم القانون وتقليص القيود على الصحافة واحترام حقوق الاقليات وحقوق الفرد سوف تجد اننا مستعدون للاعتراف بجهودهم ودعمها ..كما ان اولئك الذين يتحركون في الاتجاه المعاكس سوف يجدون اننا سنكون مستعدين للتحدث بصراحة والتصرف وفقا لذلك "وجاءت احداث سبتمبر 2001 سببا لتدرج امريكا " العمود الثالث في سياستها تجاه الشرق الاوسط .وكانت المطالبة الشعبية بالاصلاحات وما يرافقها من مظاهرات واحتجاجات وقيام القوى السياسية في المجتمع باستقطاب القطاعات الشعبية هي من المظاهر المقصودة من التحضير " للربيع العربي " .
ولكن كل ذلك ايضا شريطة ان يكون تحرك الجماهير على اساس محاربة الاستبداد السياسي والتدهور الاقتصادي وابعاد اي تطلع للجماهير للحكم بالاسلام وهذا ضمنه للامريكان حركات " الاسلام المعتدل " او " الاسلام الديمقراطي " والذي تتبناه اغلب ومعظم الحركات الاسلامية بقيادة " الاخوان ".
سئل علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لجماعة الاخوان في سوريا عما تريده الجماعة من تغيير في سوريا فقال " المقصود احداث تغيير ديمقراطي حقيقي في سوريا " وهذا الراي الذي ينظر له " راشد الغنوشي " زعيم حركة النهضة في تونس بل هو يعتبر ان العلمانية هي الاطار الحقيقي الذي يحافظ على الاسلام ..
اذن امركا رسمت خطتها للمنطقة وهي " مشروع الشرق الاوسط الكبير " وضمنت ادوات التنفيذ والترويض وهم الاخوان فاتخذتهم اداة طيعة فيما يسمى باصلاحاتها الموجهة نحو المنطقة لصياغتها ليغدو اهلها على قناعة بسيرهم خلف امريكا التي تعمل على بث وزرع كل ما يبعد اهل المنطقة عن الاسلام والالتزام به وفي المقابل يقربهم من الفكر العلماني الكافر .
الشرق الاوسط الكبير وهاجس الثورة:
*الدراسات المتخصصة في الاعداد والتخطيط للمشروع :
اولا : تقرير الكنغرس الامريكي
وهو بعنوان " سياسة الولايات المتحدة الامريكية لتعزيز الديمقراطية في الشرق الاوسط : المعضلة الاسلامية ". صدر هذا التقرير في 15يونيو 2006م .
مقتطفات من التقرير :
" ان ادارة بوش قد اعطت قضية سياسة تعزيز الديمقراطية في الشرق الاوسط اولوية هامة للامن القومي مؤكدة ان المزيد من الحرية السياسية يمكن ان يقلل من قوة العقيدة والاصولية الاسلامية "
في هذا التقرير جعلت الادارة الامريكية تعمل على الاجابة عن اهم سؤال وهو :
هل نشر الديمقراطية يمثل تهديدا للمصالح الامريكية لما يعطيه من نفوذ للجماعات الاسلامية المتطرفة ؟؟
وفي اطار البحث المعمق عرض التقرير ضرورة مشاركة الجماعات الاسلامية في العملية الديمقراطية في العالم العربي لكنها في الوقت نفسه مشاركة محدودة من جماعات معتدلة تنبذ العنف .
" فسوف يكون من المنطقي ان تكون جهود الولايات المتحدة الامريكية لتعزيز الديمقراطية العربية متضمنة البحث عن حقوق اكثر لكل الممثلين الشرعيين بما في ذلك هؤلاء الاسلاميون .." .
ثانيا : تقرير معهد السلام الامريكي " سلسلة الدبلوماسية الافتراضية "
قام معهد السلام الامريكي في مارس 2004م بتنظيم سلسلة من اجتماعات المناقشة الحرة على مدى ستة اشهر في اطار " مبادرة العالم الاسلامي " التي اسسها المعهد .وكان الهدف من هذه الاجتماعات تحليل دور وسائل الاعلام العربية في صنع المناخ الاعلامي الجديد لاكمال المشروعات الامريكية التي تتعلق بالدبلوماسية الامريكية للقضاء " على استياء المسلمين من الولايات المتحدة الامريكية والقضاء على العداء تجاه الامريكيين " .
وتحدث هذا التقرير عن السياق الاعلامي العربي بمعناها الواسع اي ضرورة استعمال جميع وسائل الاعلام كالقنوات الفضائية والجرائد والمجلات والانترنت وذلك من اجل محاربة العداء للامريكيين ومن اجل اعداد الراي العام للاصلاحات السياسية المطلوبة التي تكون " ضربة استباقية في البلاد الاسلامية لمنع قيام ثورة جامحة على طريق الثورة الفرنسية وهذا بالتاكيد احتمال مخيف كما قال مايكل فلاهوس تحت عنوان قناع الارهاب " .
ودائما عن معهد السلام الامريكي " الاسلاميون المعتدلون هم ابطال التغيير والاصلاح المنشود في العالم العربي بما يضمن مصلحة امريكا العليا " .
وقد نقل عن ايلين لايبسون رئيسة مركز ستيمسون ما يلي :
" من الصعب تخيل تطور سياسي في الاعوام العشرين المقبلة بدون الاسلاميين ..لقد اسسوا شرعية وانصارا ولن نجعلهم يختفون بين عشية وضحاها لمساندة نشاطات صغيرة من دعاة الحداثة العلمانيين ..يجب تخيل مساحة سياسية تسع الاثنين "
ثالثا تقرير مجلس العلاقات الخارجية الامريكية:
بعد غزو العراق والخسائر المادية والبشرية التي تكبدتها امريكا قررت السير العملي في تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير .. فعملت على ايجاد اصلاحات سياسية لكنها تبدو شعبيا وليس مفروضة من الخارج وذلك من اجل احتواء الغضب تجاه السياسة الامريكية وايجاد متنفس لهذا الغضب يكون صمام امان من اجل المحافظة على النفوذ الامريكي لعقود اخرى .
وكانت اخطر التقارير هي تلك الواردة عن مجلس العلاقات الخارجية الامريكية اذ صدرت عنه اهم دراسة تتعلق بكيفية المحافظة على مصالح واشنطن في الشرق الاوسط والبلاد الاسلامية ككل .
وكان اهم سؤال بعد حرب العراق وافغانستان عمل على الاجابة عليه صانعوا السياسات الامريكية هو عما اذا كانت الانظمة السلطوية في الشرق الاوسط تستطيع الاستمرار في المحافظة على المصالح الامريكية ؟
وكان من الواضح ان ادارة بوش تعتقد ان الطريقة المثلى لذلك هي تعزيز الديمقراطية والاصلاحات على نطاق واسع في الشرق الاوسط
ومن اجل العمل على هذه الدراسة قام مجلس العلاقات الخارجية بانشاء فريق عمل مستقل لبحث كيفية تعزيز الديمقراطية بما يخدم المصالح الامريكية ويعزز نفوذها وهيمنتها ... وكان في رئاسة الفريق كل من مادلين اولبرايت - فين وايبر - ستيفن كوك .
واما اعضاء الفريق فمنهم " نانسي بيردستال ودانيال برومبيرغ و فيصل عبد الرؤوف و خالد ابو الفضل و لاري دايموندا و ميشيل دون و عبد السلام مغواري و انيتا شارما ...
اما رئيس هذا الفريق فهو ريتشارد هاس مهندس الربيع العربي ..
يقول ريتشارد هاس في يونيو 2005 " يقدم فريق العمل هذا مجموعة شاملة من التوصيات السياسية لادارة بوش التي تقضي بتعزيز بيئة في الشرق الاوسط تفضي الى تغيير ديمقراطي سلمي "
وجاء في التقرير ايضا :
" من خلال دراسة دقيقة للتطورات الاقليمية وتقديم الخيارات الامريكية سعى فريق العمل الى الاجابة عن اهم سؤالين هما :هل تخدم سياسة نشر الديمقراطية في الشرق الاوسط المصالح الامريكية ؟ وكيف يمكن لامريكا تطبيق سياسة نشر الديمقراطية آخذة في الاعتبار كل مصالحها ؟.
وكان الجواب حسب ما ورد في التقرير
نعم ينبغي للولايات المتحدة الامريكية دعم الديمقراطية بشكل متواصل لبناء مجتمعات منفتحة تحترم حقوق الانسان وحكم القانون بعيدا عن التطرف والارهاب .
اما الجواب على السؤال الثاني فكان دائما حسب التقرير " يجب ان يجدر بالولايات المتحدة الامريكية تطوير مؤسسات وممارسات ديمقراطية على المدى الطويل مدركة انه لا يمكن فرض الديمقراطية من الخارج ويجب ان يكون هدف امريكا تشجيع التطور الديمقراطي لقيام انظمة ديمقراطية منفتحة لمشاركة كل الاطياف الايديولوجية باستثناء اولئك الذين يرفضون الالتزام بالاجراءات السلمية " .
وجاء في هذا التقرير الخطير ايضا " يجب ان يفهم القادة العرب ان اخفاقهم في احراز تقدم نحو الديمقراطية سيكون له عواقب من حيث علاقتهم بالولايات المتحدة الامريكية ".
وهكذا فكل ما حدث من سير بطيء نحو الديمقراطية قام به الحكام العملاء ارضاء لامريكا قبل ان تلفظهم ما هو الا استجابة لمطالبها آنذاك ..
فما حدث في فلسطين من فصل جديد في الخيانة والمتمثل في انتخاب محمود عباس لسلطة الحكم الذاتي في الضفة والقطاع في انتخابات نزيهة امريكيا بعد مسرحية محكمة سلطت الضوء لقرابة الشهرين على شخصيته وقد بات محمود عباس هو الانسب لامريكا لاكمال ما بداه الخائن عرفات من اعطاء فلسطين لليهود على طبق من ذهب ..وما حدث في العراق بعد الاحتلال من جراء مسرحية انتخابية اخرى انتجت " قرضاي " جديد يكون مقدمة لمعاهدات طويلة تضمن وجود امريكا فيه .
وما قبول بعض الحكام كحكام الكويت ومصر والسعودية وقطر بادخال بعض الاصلاحات الضيقة وتشريك الاخوان من البعض الآخر كالاردن والمغرب ومصر الا نتيجة الضغوط الامريكية عليهم وليس حبا لشعوبهم ولا للاخوان فهم ابعد ما يكونون عن ذلك ..
******************************
التمهيد الامريكي للربيع العربي :
اولا احداث تغييرات في الامم المتحدة :
راينا بما لا يدعو الى الشك ان امريكا ادركت ضعف اوروبا وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية ..فعملت على القضاء على دورها في ادارة السياسة الدولية والتحكم بالموقف الدولي . وحتى يكون هذا القضاء نهائيا وجعل الطريق سالكا امام امريكا لعقود قادمة كان عليها ان تهمش دور اوروبا وتاثيرها في هيئة الامم المتحدة وذلك بتمكين دولا اخرى من الانضمام الى المنظمة ..وايضا تحويل القضايا التي يعجز فيها مجلس الامن عن ايجاد حل لها الى الجمعية العامة .
ففي 1992م ايدت الولايات المتحدة الامريكية الجمعية العامة بالقرار الذي تقدمت به الهند لتوسيع عضوية مجلس الامن .كما عملت امريكا على تفعيل دور الامين العام للامم المتحدة وتهميش دور مجلس الامن من خلال الجمعيات العامة والوكالات الدولية المختلفة والتابعة للامم المتحدة ..وهو ما جعل امريكا تقطع شوطا كبيرا في الانفراد بالموقف الدولي وتحويله الى صالحها منذ اوائل التسعينات .. واصبحت الامم المتحدة اداة فعالة في يدها منهية بذلك دور الدول الكبرى التقليدية " انجلترا وفرنسا والمانيا .." بل ولم تجد هذه الدول من طريق يحفظ لها ما بقي من مصالح الا السير مع امريكا في تنفيذ مشاريعها .
.
ثانيا استسلام اوروبا للسياسة الامريكية وقبول السير في فلكها :
ان نجاح امريكا في ازاحة اوروبا من الصراع بل وحملها على السير في فلكها وتامين مصالحها قد بدا منذ 1955م عمليا اي منذ مؤتمر باندوغ حين فتحت امريكا ملف الاستعمار ثم في ايجاد منظمة الدول الافريقية وتغيير الحكم في كل من الحبشة الدولة الافريقية التي تسيطر على الاستعمار في افريقيا وايضا البرتغال التي تستعمر انغولا .ثم ظهر هذا النجاح وانكشف ضعف بريطانيا وفرنسا الشديد من خلال عقد مؤتمر افريقي عربي برعاية امريكا وتنظيمها وقد تم في هذا المؤتمر الاعلان عن بسط يد امريكا على كل من الشرق الاوسط وافريقيا وذلك في 9-3-1977م
اما بريطانيا وفرنسا خاصة فقد تاكد افول نجمهما بقبولهما لتكون اوروبا مرتكزا للحلف الاطلسي مع ان هذا الحلف هو من اجل اوروبا وهو حلف سياسي عسكري اعدته امريكا وجعلت منه اداة لتهديد اوروبا كلما حاولت التمرد او تعريض السياسة الامريكية للخطر .وما كان ذلك ليحصل لولا عجز بريطانيا وعدم القدرة على صمودها .