المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم العسكر



عبد الله حامد
04-07-2013, 11:40 AM
لايعقل ان يقوم وزير الدفاع بعزل رئيس الدولة ... وخاصة ان رئيس الدولة هو رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة ...الا اذا
1- كان اصلا الرئيس موافق على ما يجري او متواطيء.
2- انتهت تجربة امريكا لاخوان مصر وتبين لها عدم قدرتهم على حكم البلد كما في تركيا.
3- خلق فوضى في مصر وعدم استقرار الوضع هناك كما في العديد من بلاد المسلمين مثل لبنان والصومال وغيرها.
4- اظهار ان الاسلاميين لا يمكن لهم الحكم دون اشراك العلمانيين والفئات الاخرى ... رغم ان الاخوان لا يحكموا بالاسلام اصلا .
في النهاية فان المستفيد الوحيد مما يجري وسيجري في مصر والامة بشكل عام هو الغرب الكافر وعلى رأسه امريكا لعنها الله ... فتريد للامة ان تبقى في حلة ضعف وتحارب فيما بينها واستزاف طاقاتها على بعضها البعض بدلا من ... تجميع قواها لافشال مخططات الغرب وطرد نفوذه من بلاد المسلمين . باقامة دولة قوية اسلامية تعز الدين والمسلمين وتذل الكفر والكافرين .

muslem
04-07-2013, 07:05 PM
مصر ....الى اين ؟


بقلم : لسعد بن رحومة



بمجرد نجاح المجلس العسكري في عزل الرئيس " مرسي " قد يتبادر الى الذهن ان سياسة امريكا في المنطقة تتعرض للتعثر او التراجع بسبب فشل الاعتماد على الاسلاميين في الحكم .وان سقوط مرسي هو ضربة للامريكان ..ولادراك حقيقة ما يجري في مصر او ما سيجري في تونس او غيرها لا بد من التذكير بنقاط رئيسية في التحليل السياسي..واهم هذه النقاط هي ضرورة الالمام بجميع النصوص السياسية والمواقف والتصريحات والزيارات وغيرها ..وضرورة استحضار المفاهيم السياسية بنوعيها " المفاهيم السياسية الثابتة باعتبارها احكام شرعية ..والمفاهيم المتغيرة باعتبار علاقتها بالاحداث والنصوص " ولا بد ايضا من الزاوية التي ننظر منها للاحداث وهي الاسلام .وايضا لا بد من عملية سليمة للربط بين المفاهيم والنصوص ..واذا وقع تغييب احدى هذه العناصر فان ضياع البوصلة يصبح سهلا وتبرز التناقضات والاضطراب وتغلب عقلية التبرير على كل حدث ..

اما الناحية الثانية هي لابد من التفريق بين الخطة والاسلوب .فمعلوم ان الخطة الامريكية للمنطقة هي صياغة المنطقة صياغة جديدة بحسب المفاهيم الغربية وذلك من خلال مشروع الشرق الاوسط الكبير ..والاسلوب هو اسقاط الحكام " شعبيا " وايصال الاسلاميين الى الحكم دون وصول الاسلام .

والمشروع الامريكي هذا يقوم على نقاط عدة اهمها :

* الديمقراطية التوافقية

* حكم المؤسسات

* الدبلوماسية البرلمانية

وبالتالي فاهم ما في المشروع الامريكي هو عدم وجود لون واحد في الحكم بل ويحاولون ايهام الناس ان البلد يستحيل حكمه بطيف واحد او لون واحد بل لا بد من التوافق بين الجميع ..وهو ما عبر عنه كل من خالد مشعل وراشد الغنوشي سابقا .فليست القضية ان يحكم فلان من الاسلاميين او فلان من غيرهم ولكن المهم ان يكون حكمه مسنودا من الشعب ومن الاسلاميين وان يكون صيغة الحكم توافقية بين الجميع ..
هذه اهم الملاحظات في مشروع امريكا في المنطقة ..

والان هل ما حدث هو تعثر او اصطراب للمشروع الامريكي ؟؟

اولا قبل قرار العزل معلوم ان الرئيس مرسي هاتف اوباما الرئيس الامريكي يوم الاثنين 1-7-2013وبعده كان خطابه المتمسك بالشرعية الدستورية التي كررها 58 مرة في 45 دقيقة .
كما ان وزير الدغاع الامريكي هاتف نظيره المصري عبد الفتاح سيسي بعد يوم واحد اي الثلاثاء 2-7-2013
وقبل ذلك اتصل عبد الفتاح سيسي بالجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة وذلك يوم 1-7-2013.بعد هذا الاتصال جاءت المهلة التي اعطاها الجيش " 48ساعة " الرئيس .
فاتصال الرئيس مرسي بالرئيس الامريكي واتصال وزير الدفاع بالامريكان يعني ان خطاب الرئيس وقرار الجيش ليسا بمعزل عن دائرة القرار الامريكي وقرار الجيش خاصة هو قرار امريكي لان علاقة القيادة المسلحة المصرية بالامريكان ليس جديدا بل هو قديم منذ انقلاب الضباط في 1952 .ويؤكد هذا ايضا اتصال رئيس هيئة الاركان الامريكية مارتن دمبسي بنظيره المصري اللواء صدقي صبحي يوم الاثنين 1-7-2013 .

اذن فخطاب مرسي وقرار الجيش هو عملية امريكية للوصول لما يسمى في " الربيع العربي " الديمقراطية التوافقية .اي اشتراك جميع الاطياف في الحكم ولا سبيل للون واحد او طيف واحد .وقد اكدت الرئاسة المصرية منذ يوم الاثنين 1-7-2013 على هذا الاتجاه " اي قبل عزل الرئيس " حيث اكدت بعد اتصال مرسي باوباما بان مصر تسير نحو عملية انتقال سلمي الى الديمقراطية على اساس القانون والدستور .وهو ما اكدته القيادة العسكرية في بيان لها يوم الاربعاء 3-7-2013 حيث ورد فيهان المظاهرات ليست انقلابا على الشرعية وورد في البيان ايضا ان هدف الجيش هو الدفع باتجاه صيغة من التوافق الوطني " الديمقراطية التوافقية "
ويجدر بنا التذكير باللقاء الاخير بين جون كيري وزير الخارجية الامريكي بكل من محمد البرادعي وعمرو موسى في زيارته الاخيرة للمنطقة .اما بالنسبة لموقف الاخوان من هذه العملية فهو ليس ببعيد عن القرار الامريكي بتاكيدهم على مواصلة سلمية العمل السياسي وعلى الدعوة الى الاسراع بالانتخابات البرلمانية وخاصة ان الاخوان رقم مهم في العملية السياسية .كما ان حزب النور السلفي فقد اكد على ضرورة الاسراع باجراء انتخابات رئاسية مبكرة وحكومة كفاءات وتعديل الدستور في مواده موضع الخلاف وبالتدقيق في هذه المطالب نرى انها نفس ما وقع اقتراحه في خارطة الطريق المستقبلية المقدمة من الجيش او هي نفس ما اعلن عنه محمد البرادعي او الصباحي .

ان امريكا تعمل على اساس فرض حكم جديد في المنطقة يقوم على اساس التوافق السياسي بين الجميع بغض النظر عن الاختلاف الايديولوجي او غيره .كما تقوم على تركيز نفوذها في المنطقة من خلال التغلغل في المؤسسات المختلفة من الرئاسة الى الجيش الى منظمات المجتمع المدني وهو ما يمكنها من البقاء والاستمرار في الاستعمار وفي فرض نمط الحضارة الغربية الكافرة على المسلمين ..وان الاحداث الاخير لتؤكد يوما بعد يوم خيانة هؤلاء الحكام ومن معهم من قادة جيوش ورؤساء احزاب فهم مجرد عملاء للكافر المستعمر لا يتجرؤون على اخذ قرار واحد الا بعد الرجوع لاسيادهم من الكفار المستعمرين لا فرق في ذلك بين رئيس يصلي ويصوم ورئيس كافر مادام الاثنين يحكمون بانظمة كفر في بلاد المسلمين ..وان امريكا نجحت في تضليل الراي العام وجعل الناس يتصارعون ويتقاتلون من اجل تاكيد ودعم نوع واحد من الحكم وهو النظام العلماني الكافر الباطل بان صورت لهم ان الصراع بين الاسلاميين والعلمانيين مع ان الاثنين يطبقون نظاما واحدا ..

ان قرار الرئاسة المصرية وقرار الجيش وقرار شيخ الازهر وقرار البابا " تواضروس " جاء بعد الاتصال بالادارة الامريكية وبعد مهاتفات متتالية مما يعني ان هؤلاء لا يستطيعون تحرك خطوة الا بعد الرجوع لاسيادهم الامريكان .
وفي عملية ترويض امريكية لهؤلاء الاسلاميين لمزيد الخنوع والذل فقد اعلن البت الابيض الامريكي يوم الاربعاء 3-7-2013بان هناك اسلاميون جيدون واسلاميون خطرون ..والاسلاميون الجيدون هم شركاء لنا في المنطقة .وقال " اذا لم يلتزم الاخوان بالديمقراطية فلن نكون شركاء معهم ..." في قناة فرانس 24 "

وقد اعلن الرئيس الامريكي اوباما عن ضرورة الاسراع لاجراء انتخابات سريعة ديمقراطية بمشاركة الجميع وبرر ما قام به الجيش في ما ورد عن الكنغرس الامريكي ان الاخوان هددوا العملية الديمقراطية والتغيير لمصر ايجابي وفي السياق نفسه اعلنت الخارجية الامريكية ان خطاب مرسي لا يفي بالغرض ..اما موقف الاتحاد الاوروبي فهو لم يخرج عن المواقف الامريكية بل هي تسير فيها حيث اعلن الاتحاد " كاترين اشتون " عن ضرورة السير في اجراء انتخابات سريعة .وهو ما اعلنت عنه كندا من التاكيد على الحوار ومشاركة الجميع ..

لهذا كله فان المشروع الامريكي وصل الى الجزء الاخطر منه في بلاد المسلمين فهو يعمل على فرض الحلول الغربية على الامة وفق مفاهيم الحضارة الغربية ..وامريكا تجعل من الحضارة الغربية هي البوتقة التي يجب السير في دائرتها تستعمل في ذلك عشاق مفاهيمها من ابناء المسلمين ..وهذا كله ضرب للاسلام وضرب للدولة الاسلامية من خلال الايهام بان الحكم لا يكون الا توافقيا .وان حكم البلاد بلون واحد مستحيل وهو اكبر عملية تضليل للمسلمين .وعلينا جميعا ان ندرك ان ما يحكم المسلمين الان هو نوع واحد من انواع الحكم وهو الحكم العلماني القائم على اساس عقيدة فصل الدين عن الحياة الذي لم يعد ممكنا تطبيقة الا بالتضليل والخداع والكذب ...وعلينا ان ندرك ان امريكا لن تياس ولن تتركنا وشاننا وخاصة اننا مازلنا بعيدين عن الوعي السياسي المطلوب لفك ارادتنا منها وان القضية ليس فيمن يحكمنا فلان او فلان ولكن القضية هي غياب الاسلام ....ولنعمل معا على جعل الاسلام هو قضيتنا المصيرية...

والله هو الموفق