من تونس
23-05-2013, 01:43 AM
باسم الله الرحمان الرحيم
تحتاج الشعوب لكي تجد سبيلا لقطع خطوتها الأولى في السير الجمعي الهادف أن تعي معنى جامعا ترى فيه سببا لتأكيد رابطها الجمعي أو تحقيق غاية من ذلك الرابط يلامس شعورها وانفعالها الغريزي و هي تحتاج لاجتراح ذلك الى مبتدئ يكون برمز شعبي أو حادث استثنائي و قلّ أن يكون الأمر بخلاف ذلك من أجل ذلك كانت المسيرة الانسانية في مشوارها الطويل غالبا ما تنزع نحو التأكيد على الاستتباع لذلك كان العمل على وضع الفكرة في مركز الاهتمام و القيادة يحتاج الى جهد استثنائي يتعلق أساسا باحداث ذلك الانقلاب الفكري و الشعوري الخطير المفضي الى تحقق الوعي المستنير بالحياة الدنيا و ما قبلها و ما بعدها و هي في الأصل كانت وظيفة الأنبياء و هي اليوم وظيفة الواعون من أتباع خاتم الأنبياء عليه الصلاة و السلام و حتى يكون لذلك أثرا في واقع حياة الناس يتعيّن ظبط هدف أسمى و سير من جنس ذلك الهدف أي سير له نفس درجة السمو و السمو هنا هو الترفع عن كل أعراض الواقع المراد تغييره فمثلا لا يركن الى شيء منه بدعوى الواقعية بل الأصل أن يرفض جملة و تفصيلا و يوضع تحت مرمى الأفكار الناقضة له و لا بد لهذه الأفكار أن تكون من جنس الفكرة التي يراد تجسيدها في واقع الناس لأنّ ذلك هو السبيل لتهيأة الناس لتبني الفكرة بنقائها و صفائها و تطبيقها حين القدرة على ذلك بنقاوتها تلك و انّ هذا السير المتفرّد لا يقدر على فهمه أغلب الواقعيين بل يعتبرونه نوعا من الهراء الذي ليس له مكان في حياة الناس لذلك يلقى حامل هذا الفهم صدّا و استهزاءا من كل الناس المنغرسين في وحل الواقع و الأصل أن لا يلتفت حامل هذا الوعي الى ذلك بل يشقّ طريقه بثقة و ثبات لأنه علم أن الذي يهدف اليه ليس هوى متبعا و لا هو ناجم عن نرجسية زائفة بل الخيار الحق الذي ينسجم مع دعوة الحق التي لا تقبل المشاركة أو المداهنة و تبعا لذلك يكون موققه و طريقه السياسي طلائعيا متفردا
تحتاج الشعوب لكي تجد سبيلا لقطع خطوتها الأولى في السير الجمعي الهادف أن تعي معنى جامعا ترى فيه سببا لتأكيد رابطها الجمعي أو تحقيق غاية من ذلك الرابط يلامس شعورها وانفعالها الغريزي و هي تحتاج لاجتراح ذلك الى مبتدئ يكون برمز شعبي أو حادث استثنائي و قلّ أن يكون الأمر بخلاف ذلك من أجل ذلك كانت المسيرة الانسانية في مشوارها الطويل غالبا ما تنزع نحو التأكيد على الاستتباع لذلك كان العمل على وضع الفكرة في مركز الاهتمام و القيادة يحتاج الى جهد استثنائي يتعلق أساسا باحداث ذلك الانقلاب الفكري و الشعوري الخطير المفضي الى تحقق الوعي المستنير بالحياة الدنيا و ما قبلها و ما بعدها و هي في الأصل كانت وظيفة الأنبياء و هي اليوم وظيفة الواعون من أتباع خاتم الأنبياء عليه الصلاة و السلام و حتى يكون لذلك أثرا في واقع حياة الناس يتعيّن ظبط هدف أسمى و سير من جنس ذلك الهدف أي سير له نفس درجة السمو و السمو هنا هو الترفع عن كل أعراض الواقع المراد تغييره فمثلا لا يركن الى شيء منه بدعوى الواقعية بل الأصل أن يرفض جملة و تفصيلا و يوضع تحت مرمى الأفكار الناقضة له و لا بد لهذه الأفكار أن تكون من جنس الفكرة التي يراد تجسيدها في واقع الناس لأنّ ذلك هو السبيل لتهيأة الناس لتبني الفكرة بنقائها و صفائها و تطبيقها حين القدرة على ذلك بنقاوتها تلك و انّ هذا السير المتفرّد لا يقدر على فهمه أغلب الواقعيين بل يعتبرونه نوعا من الهراء الذي ليس له مكان في حياة الناس لذلك يلقى حامل هذا الفهم صدّا و استهزاءا من كل الناس المنغرسين في وحل الواقع و الأصل أن لا يلتفت حامل هذا الوعي الى ذلك بل يشقّ طريقه بثقة و ثبات لأنه علم أن الذي يهدف اليه ليس هوى متبعا و لا هو ناجم عن نرجسية زائفة بل الخيار الحق الذي ينسجم مع دعوة الحق التي لا تقبل المشاركة أو المداهنة و تبعا لذلك يكون موققه و طريقه السياسي طلائعيا متفردا