المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوشع بن نون



جبر
18-04-2013, 10:08 PM
سلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
خلال خطبة الجمعة تحدث الخطيب عن نبي لبني اسرائيل يوشع بن نون وقال انة نبي من انبياء الله
سوؤالي هو
هل هو نبي مع العلم لم يذكر في القران سو 25 نبي عليهم الصلاة وسلام
ولم يذكر غيرهم ولانبياء تصديق فيهم امر مسلم وهم ركن من اركان الاسلام والعقييدة الاسلامية وانكار احد منهم يكونقد خرج من الملة واناليس بموقع افتاء
هل لو قلت ان يوشع بن نون ليس نبي ما حكم ذالك
مع العلم ان الخطيب استشهد باحاديث من السنة الشريفة وهل هذة الاحاديث صحيحة
وحسب معرفتي ان العقيد لاتاخذ الا من القران ولاحاديث الصحيحة التي اجمع عليها العلماء رحمهم الله
ودمام في رعاية الله

عبد الواحد جعفر
19-04-2013, 06:21 PM
الأخ الكريم..
مقام النبوة من العقيدة، وهو الركن الرابع من أركان الإيمان، والعقيدة الإسلامية أساس الإسلام؛ لذلك لا بد أن تكون قطعية؛ أي لا بد أن تثبت بدليل يقيني. وإثبات النبوة لرجل يحتاج إلى دليل قطعي، ولا يصلح الدليل الظني دليلاً على ثبوت النبوة لرجل ما. وبناءً على ذلك فإن ما ورد من أدلة ظنية _أخبار آحاد_ عن نبوة يوشع بن نون، أو غيره، لا تصلح دليلاً على إلى إثبات النبوة له.
ولذلك لا يجوز الاعتقاد بأن رجلاً ما نبي من الأنبياء إلا بدليل قطعي، ولا دليل قطعي على نبوة يوشع بن نون؛ لذلك لا يجوز الاعتقاد بنبوته.
أما أن العلماء يقولون بأن الأخبار الصحيحة دليل على العقيدة فهذا الكلام فيه نظر؛ فإن كان يقصد من الكلام أن الأحاديث الصحيحة المتواترة دليل على العقيدة فهذا الكلام صحيح، وإلا فلا. فجمهور العلماء على أن الحديث الصحيح أقصى ما يفيد الظن، ولا يفيد العلم، ولا يصلح أن يكون دليلاً على العقيدة.
http://muntada.sawtalummah.com/showthread.php?t=1292&highlight=%C3%CE%C8%C7%D1+%C7%E1%C2%CD%C7%CF

أبو أحمد الكردي
19-04-2013, 10:57 PM
الأخ عبدالواحد
هل يفهم من كلامك هذا اذن ان الخضر الذي رافقه سيدنا موسى مما ورد في سورة الكهف هو نبي لكون
الرحمة والعلم اللدني الذين امتن الله بهما على عبده الخضر كان عن طريق النبوة والوحي بققوله تعالى على لسان الخضر : { وما فعلته عن أمري } الكهف / 82 ، أي : وإنما فعلته عن أمر الله جل وعلا ، وأمر الله إنما يتحقق بطريق الوحي ، إذ لا طريق تعرف بها أوامر الله ونواهيه إلا الوحي من الله جل وعلا ، ولا سيما ما قام به الخضر من قتل الأنفس البريئة في ظاهر الأمر ، وتعييب سفن الناس بخرقها ؛ لأن العدوان على أنفس الناس وأموالهم لا يصح إلا عن طريق الوحي من الله تعالى ، وقد حصر تعالى طرق الإنذار في الوحي في قوله تعالى : ( قل إنما أنذركم بالوحي ) الأنبياء/45 ، و " إنما " صيغة حصر . هل هذه الادلة القطعية الثبوت يمكن اعتبارها ايضا قطعية الدلالة على نبوة الخضر ؟؟

عبد الواحد جعفر
20-04-2013, 02:04 PM
الأخ عبدالواحد
هل يفهم من كلامك هذا اذن ان الخضر الذي رافقه سيدنا موسى مما ورد في سورة الكهف هو نبي لكون
الرحمة والعلم اللدني الذين امتن الله بهما على عبده الخضر كان عن طريق النبوة والوحي بققوله تعالى على لسان الخضر : { وما فعلته عن أمري } الكهف / 82 ، أي : وإنما فعلته عن أمر الله جل وعلا ، وأمر الله إنما يتحقق بطريق الوحي ، إذ لا طريق تعرف بها أوامر الله ونواهيه إلا الوحي من الله جل وعلا ، ولا سيما ما قام به الخضر من قتل الأنفس البريئة في ظاهر الأمر ، وتعييب سفن الناس بخرقها ؛ لأن العدوان على أنفس الناس وأموالهم لا يصح إلا عن طريق الوحي من الله تعالى ، وقد حصر تعالى طرق الإنذار في الوحي في قوله تعالى : ( قل إنما أنذركم بالوحي ) الأنبياء/45 ، و " إنما " صيغة حصر . هل هذه الادلة القطعية الثبوت يمكن اعتبارها ايضا قطعية الدلالة على نبوة الخضر ؟؟
الأخ الفاضل أبا أحمد الكردي، تحية طيبة وبعد:
ما جاء في جوابي على سؤال الأخ المكرم جبر، هو إرساء لقاعدة معروفة عند أهل الأصول والعقيدة، وهي أن العقائد لا تؤخذ إلا عن يقين.
فإثبات النبوة لرجل بعينه يحتاج إلى دليل قطعي، ولا يكفي ما يرد من أدلة ظنية لإثبات النبوة له. وتطبيقاً على ذلك فإن نبوة يوشع بن نون وكذلك عزير والخضر، لم يرد بها دليل قطعي. وما ورد من أدلة لا تصلح للاحتجاج على إثبات النبوة لهم.
أما ما ورد في القرآن من مبهمات، كقوله تعالى {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة259 وكقوله تعالى {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً }الكهف65 فقد اختلف المفسرون في تعيين المقصود بالرجل الذي مر على القرية، أو العبد الصالح الذي علمه الله من لدنه علماً. وإن كان الجمهور على أن الأول عزير، والثاني الخضر وقيل اسمه بليا بن ملكان. وهذا الاختلاف لا يجعل للقطع مكاناً، ومثل هذه الأمور لا تحتاج إلى دليل قطعي؛ فالحديث عن المبهمات ليس من العقيدة، وبالتالي لا يحتاج إلى دليل قطعي.
أما إثبات النبوة فهو يحتاج إلى دليل قطعي، وبناءً على ذلك فإن العبد الصالح الذي وردت قصته في سورة الكهف جاء من الأدلة ما يفهم منها أنه نبي، فمن قطع بدلالة هذه الأدلة على نبوته، فإنه يثبت نبوة الرجل الصالح من غير تعيين اسمه، كما تفضل الأخ أبو أحمد الكردي. ومن لم تصل لديه هذه الأدلة إلى درجة الدلالة القطعية على إثبات النبوة، فإنه لا يثبت النبوة للرجل الصالح.
جاء في تفسير الرازي - (ج 10 / ص 230)
في الآية مسائل:
المسألة الأولى: قوله: { فَوَجَدَا عَبْدًا مّنْ عِبَادِنَا} فيه بحثان:
البحث الأول: قال الأكثرون إن ذلك العبد كان نبياً واحتجوا عليه بوجوه. الأول: أنه تعالى قال: { آتيناه رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا} والرحمة هي النبوة بدليل قوله تعالى: { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبّكَ} [ الزخرف: 32 ] وقوله: { وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يلقى إِلَيْكَ الكتاب إِلاَّ رَحْمَةً مّن رَّبّكَ} [ القصص: 86 ] والمراد من هذه الرحمة النبوة، ولقائل أن يقول نسلم أن النبوة رحمة أما لا يلزم أن يكون كل رحمة نبوة.
الحجة الثانية: قوله تعالى: { وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا} وهذا يقتضي أنه تعالى علمه لا بواسطة تعليم معلم ولا إرشاد مرشد وكل من علمه الله لا بواسطة البشر وجب أن يكون نبياً يعلم الأمور بالوحي من الله. وهذا الاستدلال ضعيف لأن العلوم الضرورية تحصل ابتداء من عند الله وذلك لا يدل على النبوة.
الحجة الثالثة: أن موسى عليه السلام قال: { هَلْ أَتَّبِعُكَ على أَن تعلمني} [ الكهف: 66 ] والنبي لا يتبع غير النبي في التعليم وهذا أيضاً ضعيف، لأن النبي لا يتبع غير النبي في العلوم التي باعتبارها صار نبياً أما في غير تلك العلوم فلا.
الحجة الرابعة: أن ذلك العبد أظهر الترفع على موسى حيث قال له: { وَكَيْفَ تَصْبِرُ على مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً} وأما موسى فإنه أظهر التواضع له حيث قال: { لا أَعْصِى لَكَ أمْراً} وكل ذلك يدل على أن ذلك العالم كان فوق موسى، ومن لا يكون نبياً لا يكون فوق النبي وهذا أيضاً ضعيف لأنه يجوز أن يكون غير النبي فوق النبي في علوم لا تتوقف نبوته عليها. فلم قلتم إن ذلك لا يجوز فإن قالوا لأنه يوجب التنفير. قلنا فإرسال موسى إلى التعلم منه بعد إنزال الله عليه التوراة وتكليمه بغير واسطة يوجب التنفير، فإن قالوا: إن هذا لا يوجب التنفير فكذا القول فيما ذكروه.
الحجة الخامسة: احتج الأصم على نبوته بقوله في أثناء القصة: { وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أمري} ومعناه فعلته بوحي الله، وهو يدل على النبوة. وهذا أيضاً دليل ضعيف وضعفه ظاهر.
الحجة السادسة: ما روي أن موسى عليه السلام لما وصل إليه قال السلام عليك، فقال وعليك السلام يا نبي بني إسرائيل. فقال موسى عليه السلام من عرفك هذا؟ قال: الذي بعثك إلي. قالوا وهذا يدل على أنه إنما عرف ذلك بالوحي والوحي لا يكون إلا مع النبوة، ولقائل أن يقول: لم لا يجوز أن يكون ذلك من باب الكرامات والإلهامات.
البحث الثاني: قال الأكثرون إن ذلك العبد هو الخضر، وقالوا إنما سمي بالخضر لأنه كان لا يقف موقفاً إلا أخضر ذلك الموضع، قال الجبائي قد ظهرت الرواية أن الخضر إنما بعث بعد موسى عليه السلام من بني إسرائيل. فإن صح ذلك لم يجز أن يكون هذا العبد هو الخضر. وأيضاً فبتقدير أن يكون هذا العبد هو الخضر، وقد ثبت أنه يجب أن يكون نبياً فهذا يقتضي أن يكون الخضر أعلى شأناً من موسى صاحب التوراة، لأنا قد بينا أن الألفاظ المذكورة في هذه الآيات تدل على أن ذلك كان يترفع على موسى، وكان موسى يظهر التواضع له إلا أن كون الخضر أعلى شأناً من موسى غير جائز لأن الخضر إما أن يقال إنه كان من بني إسرائيل أو ما كان من بني إسرائيل، فإن قلنا: إنه كان من بني إسرائيل ( فقد ) كان من أمة موسى لقوله تعالى: حكاية عن موسى عليه السلام أنه قال لفرعون:
{ أَرْسِلْ مَعَنَا بني إسرائيل} [ الشعراء: 17 ] والأمة لا تكون أعلى حالاً من النبي، وإن قلنا إنه ما كان من بني إسرائيل لم يجز أن يكون أفضل من موسى لقوله تعالى لبني إسرائيل: { وَأَنّى فَضَّلْتُكُمْ عَلَى العالمين} [ البقرة: 47 ] وهذه الكلمات تقوي قول من يقول: إن موسى هذا غير موسى صاحب التوراة. أهـ