ابن التحرير
23-03-2013, 03:55 PM
ان كون المسلمين بين بعضهم مودة وتراحم وتذلل اما على الكفار فهم اشداء اعزة فيهم الغلظة فهذا حقيقة لا شك فيها ولا ارتياب لقول الله تعالى " فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين " وقوله ايضا " محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم "
ولكن المؤلم المؤسف ان حال المسلمين اليوم هو على غير ذلك ..فهم لم يتربوا على مفاهيم شرعية مستنبطة من القرآن والسنة بل عاشوا عقودا طويلة في ظلمة الوطنية المنحطة والمذهبية والطائفية والحزبية ..كما عاشوا قبل ذلك القومية والعشائرية ..وفوق ذلك هم يعيشون الآن اسوا مراحل العلمانية وفصل الدين عن الحياة تحت شعار الديمقراطية الكاذبة .
وهذا ما جعلهم ينحرون الاخلاق ويدوسون القيم ويستهترون بالدين فيسفكون دماءهم ويهتكون اعراضهم بايديهم ويدمرون مقدراتهم دون اهتمام بجنة ولا بنار ودون اعتبار لحلال ولا حرام .وها نحن نشاهد اليوم ما يجري في سوريا ومصر وليبيا واليمن وغيرها ...
ان قتال الفتنة لا يجوز للمسلم ان يدخل فيه لا مهاجما ولا مدافعا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " انها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي ..قال : افرايت ان دخل علي بيتي فبسط اليا يده يريد ان يقتلني ؟ فقال : كن كابن آدم وتلا " لئن بسطت اليا يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلك اني اخاف الله رب العالمين ". وقال ايضا " يعمد الى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج ان استطاع النجاء "
ففي حالة الفتنة بين المسلمين وهي حالة يختلط فيها الامر على كثير من المسلمين ويظن كل فريق انه على حق ..هذه الحالة لها احكام خاصة اهمها انه لا يجوز للمعتدي عليه ان يقاتل المعتدي ولو كان على يقين انه مظلوم وان المعتدي ظالم ..وكل ما يجوز له هو ان يحاول ردع المعتدي بالموعظة بدون سلاح وان يلوذ من وجه المعتدي .فقد جاء في الحديث " عن ابي ذر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : يا ابا ذر ارايت ان قتل الناس بعضهم بعضا يعني حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء كيف تصنع ؟ قال: الله ورسوله اعلم .قال : اقعد في بيتك واغلق عليك بابك .قال فان لم انزل ؟ قال : فائت من انت منهم فكن منهم قال فاخذ سلاحي قال : فاذا شاركتهم فيما هم فيه ولكن اذا خشيت ان يردعك شعاع السيف فالق طرف ردائك على وجهك كي يبوء باثمه واثمك "
اما قوله تعالى " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله "
فانه يقع في حالات هي :
* اقتتال طائفتين من المسلمين في ظل خليفة المسلمين : وهنا تقوم الدولة " اي الخليفة " بالحجز بينهما ثم الاصلاح وتحصيل الحقوق ..وجيش الدولة يقاتل الفئة الباغية حتى ترضخ للحق "
* خروج طائفة عن طاعة الخليفة وهو يطبق شرع الله : وهذه الطائفة تعتبر باغية ويقاتلها الخليفة ومعه المسلمون لاخضاعها حتى ترضخ للحق .
* اقتتال طائفتين من المسلمين في حال عدم وجود خليفة للمسلمين " اي عدم وجود الدولة " : هذا الاقتتال حرام والفئتان واقعتان في الاثم .فالدولة الاسلامية لا تقام الا بالطريقة الشرعية التي جاء بها الوحي وهي عمل الكتلة السياسية التي تعمل بالصراع الفكري والكفاح السياسي لايجاد راي عام منبثق عن وعي عام للاسلام وايجاد القاعدة الشعبية التي تحتضن الدعوة والحزب والدولة عند قيامها وهذا لا يكون بالعمل العسكري المسلح طبعا ..
ولا يجوز الخلط بين قتال الصائل وقتال الفتنة ..فالصائل تجوز مقاتلته وهو الذي يسطو ليسرق المال او يعتدي على العرض ..وهذا هو الذي يدخل في الحديث " ارايت يا رسول الله ان جاء رجل يريد اخذ مالي فقال فقاتله " او قوله صلى الله عليه وسلم "من مات دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد "
ان الكفار اليوم وهذه حال المسلمين لهم اكثر الناس فرحا وغبطة مع عملائهم الخونة ..كيف لا وهم يرون المسلمين يدمرون بعضهم بعضا ..وفي مقابل ذلك فان الله تعالى يغضب ورسوله يغضب والمؤمنون يغضبون ..وان السلاح الذي يحملون هو لمقاتلة الكفار اليهود المحتلين وليس لمقاتلة بعضكم فثوبوا الى رشدكم واقنوا دماءكم وسيروا على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم لاقامة الدولة الاسلامية ..
يقول الله تعالى " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما "
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم " لو اجتمع اهل السماوات والارض على قتل رجل مسلم لاكبهم الله في النار "
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..
ولكن المؤلم المؤسف ان حال المسلمين اليوم هو على غير ذلك ..فهم لم يتربوا على مفاهيم شرعية مستنبطة من القرآن والسنة بل عاشوا عقودا طويلة في ظلمة الوطنية المنحطة والمذهبية والطائفية والحزبية ..كما عاشوا قبل ذلك القومية والعشائرية ..وفوق ذلك هم يعيشون الآن اسوا مراحل العلمانية وفصل الدين عن الحياة تحت شعار الديمقراطية الكاذبة .
وهذا ما جعلهم ينحرون الاخلاق ويدوسون القيم ويستهترون بالدين فيسفكون دماءهم ويهتكون اعراضهم بايديهم ويدمرون مقدراتهم دون اهتمام بجنة ولا بنار ودون اعتبار لحلال ولا حرام .وها نحن نشاهد اليوم ما يجري في سوريا ومصر وليبيا واليمن وغيرها ...
ان قتال الفتنة لا يجوز للمسلم ان يدخل فيه لا مهاجما ولا مدافعا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " انها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي ..قال : افرايت ان دخل علي بيتي فبسط اليا يده يريد ان يقتلني ؟ فقال : كن كابن آدم وتلا " لئن بسطت اليا يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلك اني اخاف الله رب العالمين ". وقال ايضا " يعمد الى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج ان استطاع النجاء "
ففي حالة الفتنة بين المسلمين وهي حالة يختلط فيها الامر على كثير من المسلمين ويظن كل فريق انه على حق ..هذه الحالة لها احكام خاصة اهمها انه لا يجوز للمعتدي عليه ان يقاتل المعتدي ولو كان على يقين انه مظلوم وان المعتدي ظالم ..وكل ما يجوز له هو ان يحاول ردع المعتدي بالموعظة بدون سلاح وان يلوذ من وجه المعتدي .فقد جاء في الحديث " عن ابي ذر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : يا ابا ذر ارايت ان قتل الناس بعضهم بعضا يعني حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء كيف تصنع ؟ قال: الله ورسوله اعلم .قال : اقعد في بيتك واغلق عليك بابك .قال فان لم انزل ؟ قال : فائت من انت منهم فكن منهم قال فاخذ سلاحي قال : فاذا شاركتهم فيما هم فيه ولكن اذا خشيت ان يردعك شعاع السيف فالق طرف ردائك على وجهك كي يبوء باثمه واثمك "
اما قوله تعالى " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله "
فانه يقع في حالات هي :
* اقتتال طائفتين من المسلمين في ظل خليفة المسلمين : وهنا تقوم الدولة " اي الخليفة " بالحجز بينهما ثم الاصلاح وتحصيل الحقوق ..وجيش الدولة يقاتل الفئة الباغية حتى ترضخ للحق "
* خروج طائفة عن طاعة الخليفة وهو يطبق شرع الله : وهذه الطائفة تعتبر باغية ويقاتلها الخليفة ومعه المسلمون لاخضاعها حتى ترضخ للحق .
* اقتتال طائفتين من المسلمين في حال عدم وجود خليفة للمسلمين " اي عدم وجود الدولة " : هذا الاقتتال حرام والفئتان واقعتان في الاثم .فالدولة الاسلامية لا تقام الا بالطريقة الشرعية التي جاء بها الوحي وهي عمل الكتلة السياسية التي تعمل بالصراع الفكري والكفاح السياسي لايجاد راي عام منبثق عن وعي عام للاسلام وايجاد القاعدة الشعبية التي تحتضن الدعوة والحزب والدولة عند قيامها وهذا لا يكون بالعمل العسكري المسلح طبعا ..
ولا يجوز الخلط بين قتال الصائل وقتال الفتنة ..فالصائل تجوز مقاتلته وهو الذي يسطو ليسرق المال او يعتدي على العرض ..وهذا هو الذي يدخل في الحديث " ارايت يا رسول الله ان جاء رجل يريد اخذ مالي فقال فقاتله " او قوله صلى الله عليه وسلم "من مات دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد "
ان الكفار اليوم وهذه حال المسلمين لهم اكثر الناس فرحا وغبطة مع عملائهم الخونة ..كيف لا وهم يرون المسلمين يدمرون بعضهم بعضا ..وفي مقابل ذلك فان الله تعالى يغضب ورسوله يغضب والمؤمنون يغضبون ..وان السلاح الذي يحملون هو لمقاتلة الكفار اليهود المحتلين وليس لمقاتلة بعضكم فثوبوا الى رشدكم واقنوا دماءكم وسيروا على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم لاقامة الدولة الاسلامية ..
يقول الله تعالى " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما "
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم " لو اجتمع اهل السماوات والارض على قتل رجل مسلم لاكبهم الله في النار "
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..