المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نهاية القصة



ابن التحرير
22-03-2013, 02:52 PM
ما هي نهاية القصة في سورية؟

يتطلع كل مسلم إلى سورية وعينه على النهاية، كثرة الدماء التي سالت بين أهلنا، سواء كانوا مسلمين من المعارضة أو الموالاة، جعلت كثيراً من المسلمين يتمنون النهاية لهذا المشهد، يتطلعون لنهاية يتوقف فيها الدم، مهما كانت النهاية ما دامت تُوْقِف الدم. ومن جهة أخرى يتطلع كثير من المسلمين أيضا لمشاهدة النهاية حسب سيناريو واحد وهو سقوط الأسد بغض النظر عما ستؤول إليه طبيعة الحكم القادم، وَإِنْ كان التيار العام للإسلام، ولكن ما هو طبيعة هذا الإسلام فهو الإسلام المعتدل دون إدراك لواقع هذا الإسلام وأنه صورة أمريكية للإسلام.

إن ما يجري على الساحة السورية لا يعدو عن أنه جزء من إنجاز مشروع الشرق الأوسط الكبير، ولكل بلد خصوصيته فلا يُقاس أحدهم على الآخر، أما خصوصية سوريا فيرجع إلى طبيعة نظام الحكم الذي كانت الأجهزة الأمنية تتحكم بجميع مفاصل الدولة والحياة الخاصة للناس حتى في أصغر الشؤون مما عمل على قتل الوسط السياسي وندرته إنْ وجد، ولذلك كانت عسكرة هذه الثورة ضرورية لقلب تركيبة الحكم عن طريق تفكيك الجيش وضرب تركيبته التي تتحكم بها طائفة الطاغية بشار الأسد، التي تجعل أيَ تغيير يقع تحت سيطرته-أي الجيش- ما لم يُفكك الجيش. إذن عدم وجود وسط سياسي مدني في سورية ووجود جيش ومؤسسة أمنية تتحكم بكل صغيرة وكبيرة، علاوة على أن عمدته ومتنفذيه من طائفة الرئيس جعل من عسكرة الثورة في سورية أمر لا بد منه لكي تخلط الأوراق وتبني سورية مدنية ديمقراطية جديدة.

الغرب الكافر وعلى رأسهم أمريكا غير متعجلين نهاية الصراع في سورية، فالدم من الطرفين، والخيرات والدمار والمال والسلاح هي كلها للمسلمين.

هل خطط الغرب لكل ذلك فانقلب السحر على الساحر؟ بمعنى، هل خطط الغرب لكل هذا لكي يقيموا دولة مدنية ديمقراطية، فدخل التيار الإسلامي على خطّ الثورة فجعلوها للخلافة وللإسلام؟

الجواب قطعا لا، إذ أن عسكرة الثورة ولو كانت من البداية للخلافة وللإسلام يعتبر الضربة القاضية للفكرة قبل أن تولد، بمعنى آخر لو كانت الثورة منذ البداية غير مسلحة وللخلافة، كان سيعمل الغرب على عسكرتها وذلك لأسباب كثيرة:

1- سهولة الإختراق.
2- القدرة على إطالة أمد الصراع عن طريق إمداد الخصمين بالسلاح.
3- تدمير البلد والبنية التحتية، فيكون إعمارها عبئا على الحكم القادم.
4- تدمير الجيش وتفكيكه مما يجعل أمان الحكم الجديد ضعيفا وليس لديه القدرة على مواجهة العدوان الخارجي.
5- عدم قدرة الحكم الجديد على ضبط الأمن وتنفيذ أحكام القضاء بسبب كثرة الفصائل المسلحة.
6- انتشار الثأر بين الخصوم الحاليين إنْ لم يكن بين المقاتلين أنفسهم الذين يسعون لإسقاط النظام، وفي هذا تفصيل ليس هذا مكانه.

إذن، فهؤلاء الذين يظنون أنهم قلبوا السحر على الساحر قد وقعوا في اللعبة وفي سحر الغرب ومكيدته.

أما كيف ستنتهي اللعبة في سورية، فيعتمد على إجابة ما يلي:

هل يريد الغرب تقسيم سورية أم هل يريد دولة ديمقراطية مدنية ضمن الإسلام المعتدل، الإسلام الإخواني؟

فإن كان ما يريده الغرب في سورية الدولة المدنية الديمقراطية ضمن الإسلام المعتدل في كل القطر السوري، فإن النهاية ستكون بزيادة الدعم العسكري والإستخباراتي والمالي (لشراء الذمم) للمقاتلين مع ترجيح كفة "المعتدلين" والعلمانيين ليفرضوا على الواقع والدولة رؤية الغرب في الدولة الجديدة وهذه ما بدأت مؤشراتها بالظهور من تصريحات وأعمال الساسة الغربيين من موافقتهم على دعم المقاتلين "المعتدلين" عسكريا وخاصة بعد شحنة الأسلحة الكرواتية التي جاءت عن طريق السعودية، وصرح السعوديون أن هذه الأسلحة للمعتدلين لموازنة قواهم على الأرض مع "المتشددين"، وهذا ما أرجحه أنا شخصيا.

أما إن كان الجواب، أن الغرب يريد التقسيم ومدنية كل قسم، فهذا يعني استمرار القتال لفترات طويلة يتحول فيهاكل فصيل أو مجموعة فصائل عسكرية في منطقة معينة كحلب مثلا إلى إمارة مستقلة فعلا، ولما كان الإسلاميون هو المندفعون والأقل وعيا والأكثر جرأة فإنهم سيبدؤن بإعلان أول إمارة، يعني أول تقسيم، يلحق بهم الأكراد والعلمانيون وهكذا. وإن كنت لا أميل لهذا السيناريو نظرا لما سيسببه هذا الوضع من خلل أمني لدول الجوار وخاصة إسرائيل.

قراءة الواقع على ما هو عليه وليس كما يتمنى المرء.

بوفيصيل
23-03-2013, 01:30 PM
أحسنت اخي الكريم وجزاك الله خيرا