المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل فعلا الانسان مسير ؟



عمر1
07-03-2013, 01:54 PM
هل فعلا الانسان مسير ؟

نحن نقول ان الانسان مخير في امور و مسير في اخرى ، اي ان هنالك دائرتين ، ولكن كيف نرد على من يدعي ان الانسان مسير في كل شيء ، فمثلا يقول احدهم ان الانسان الظاهر فيه انه مسير في كل شيء في كل صغيرة وكبيرة :

فهو مسير في رزقه و اجله و عمره و نسيانه و خطأه ، و لا يستطيع ان يدفع ضرر او يجلب نفع ، و يمرض دون اختار .... وهذه الامور ثبتت في القران الكريم و السنة انه بغير اختياره .
اما ما ظن انه فيه مخير ، فهو ايضا غير مخير لان الامور التي خير فيها حسب ادعاء الخصم و تدخل ضمن الاحكام الشرعية مرتب الاثم على عدم الالتزام بها ، مثلا الشرع قال ان الزنا حرام ، ولكن الانسان الذي ليس معه مال و لا بيت و ... ولا يستطيع ان يتزوج هو مسير للزنا و مجبر عليه ، لان الله خلق فيه الغرايز و افقده الامور التي تشبعها بالحلال المال و الزواج ، فهو يضطر الى الزنا لا شباع رغباته ، و الانسان الذي يصلي ايضا هو مجبر لانه ان لم يصلي سيأثم اي له عقاب ، لانه ان لم يقم بالصلاة يعاقب فكان العقاب بمثابة تهديد لتغير ارادت الانسان ، حاله كمن تقول له اشرب ماء او اقتلك ، اكيد سيشرب ماء لانك وضعت في الانسان حب الحياة ثم تقول له موت ولا تشرب ، وهكذا جميع المباحات ابضا سواء كانت اضطرارية مثل التنفس و الاكل و الشرب حتى اللبس... كلها يظهر فيها الجبر ، كذلك المرض مجبر فيه و الادعاء حسب قول الخصم ان الدواء مباح وليس مجبر عليه الانسان هو ادعاء باطل لكون الانسان فيه حب الحياة وكراهية المرض و السقم .... وهذه الامور المغروسه فيه تدفعه لتناول الدواء ، وحتى يكون مختار اترك يفعل الزنا او لا يصلي بعد ان توفر له كل اسباب التي تمنع فساد الاختيار ، يعي وفر له بيت وزوجة و وفر له الراحة و اضمن له عدم العذاب ، ثم خيره بين الصلاة و عدمها ، و خيره بين الزنا او الزواج ، وعندها ستكون حالتها انه في اختيار كامل ، ولكن نفس الجبر يختلف ففي تقدير عمر الانسان يظهر الجبر ويكون الانسان مجرد من الاختيار البته ، وباقي الامور هو فيها مجبر واختياره فاسد ... ؟

ولا يقال ان القول بان الانسان مجبر هو افتراء وهذا ينسب الى الله الظلم حاشاه تعلى عن ذلك بل العباد عباد الله وهو اي الله له مطلق الارادة في التصرف ولا يسأل عما يفعل ..

ابوعبدالرحمن حمزة
08-03-2013, 10:41 AM
السلام عليكم
في الحقيقة اخ عمر احب ان اسمع ردك انت لهذه المقولة .
في الانتظار

عمر1
08-03-2013, 11:26 AM
السلام عليكم

بارك الله بك عل ثقتك ابو عبد الرحمن ، الحقيقة ان هذه الكلام خطر في بال انا وليس احد غيري اسمعه منه ، وفي نظري انا ان الانسان مخير و مسير كما قال الحزب و انا لا اتبنى غير ذلك ، ولكن هذه الخاطرة ارى فيها نوع من الاحتجاج ، فارادت ان اناقشها معك لازالة الغشاوة عن الفكر ، فمن هذا المنطلق انا لا استطيع ان انقدها ، و ارجوا ان يتم التفاعل مع الموضوع . لذلك انا اود سماع مناقشتك لهذا الكلام و الكلام موجه للجميع .

وشكرا

أبو حمزة التونسي
09-03-2013, 01:56 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمان الرحيم
أخي عمر
إن موضوع أفعال الإنسان من حيث أنه يقوم بها مجبرا أو مخيّرا موضوع بسيط في الأصل و ليس بحاجة إلى تعقيد
أما بساطته فهي آتية من كونه بحث في واقع محسوس أي أنه من مجالات العقل و يمكن للإنسان أن يقع إحساسه عليه و بالتالي يمكن للإنسان أن يفكر فيه و أن يصدر حكما عليه
و من خلال تتبع و ملاحظة جميع أفعال الإنسان يمكن أن ندرك أن هناك نوعين من الأفعال:

1- أفعال يقوم بها الانسان بمحض إرادته أي بمحض اختياره و لا نلاحظ فيها أي تدخل لأي جهة خارجة عنه تجبره على القيام بهذه الأفعال فإذا تعلقت إرادة الإنسان بفعل ما و كانت له القدرة على القيام به فإنه يقوم بذلك الفعل و إن فقد أحد هذين العنصرين ( القدرة و الإرادة ) فإنه لا يقوم به و لا يقال أن العقوية المترتبة على القيام بفعل ما هي التي أجبرت الإنسان على عدم القيام بالفعل لا يقال ذلك لأن المشاهد في الواقع أن الإنسان قد يعلم تلك العقوبة و لكنه بالرغم من ذلك يقوم به كالذي يعلم حرمة الزنا و العقوبة المترتبة عليه و لكنه يقع فيه

و الله أعلم

بوفيصيل
09-03-2013, 05:03 AM
الواقع أن الإنسان قد يعلم تلك العقوبة و لكنه بالرغم من ذلك يقوم به كالذي يعلم حرمة الزنا و العقوبة المترتبة عليه و لكنه يقع فيه
السلام عليكم اخي بوعبد الرحمن
حتى نكون أكثر دقه في الموضوع هو ليس يقع فيه لان الوقوع قد يفهم منه تحت مؤثرات ليس له قبل عليها ومن شخص اخر فهو حقيقة الأصل انه بدل يقع هو يفعل لانه هو المسؤل عن الفعل لذلك يكون العقاب عليه من الله تبارك وتعالى لانه هو الذي اختار هذا الامر وإلا كيف يحاسب العبد عن امر يقع عليه جبرا وليس له خيار وهنا يقول الحق تبارك وتعالى -كل نفس بما كسبت رهينة - هذا والله اعلم
ارجوا قبول مداخلتي بصدر رحب
ودمتم في امان الله ورعايته

عمر1
10-03-2013, 04:52 PM
السلام عليكم

اخي الكريم ابو حمزة ، اليس وجود نوع من العقوب كنتيجة على الاختيار بالنسبة للفعل يوجد فساد في ارادة الانسان ؟؟؟؟ اليس حال الانسان يصبح كمن يهدد بالقتل او يسرق ..... ؟

ثم ما بال باقي الاشياء هل تريد انك مختار في ان لا تتزوج او لا تشرب الدواء اذا مرت ؟؟؟

ابوعبدالرحمن حمزة
12-03-2013, 11:30 AM
اخي الكريم عمر1
متى تنزل العقوبة على الفاعل وينظر اليه انه ملام على فعله ؟
هل يصح ايقاع العقوبة على شخص وقع الفعل منه او عليه بغير ارادة منه ؟
التحقق بان الفعل وقع من الانسان او عليه بغير ارادة منه هل هو بحث في نصوص الاحكام ؟
ام بحث في واقع الفعل وكيف وقع ؟
هل النظر في ان الشخص مسؤول عن فعله المعين الذي فعله متعلق ببحث ان هناك عقوبات على هذا الفعل في الشرع او القانون ام انه نظر في واقع انه قام بالفعل بارادته ؟
متى يوصف الفعل بانه وقع بالاكراه ؟
هل مجرد التهديد والوعيد بمضار او الحث والوعد بمنافع يجعل هذا المخاطب بهذه الوجه مكرها ؟
ارجو التفكر بما تقدم
والسلام

عمر1
14-03-2013, 10:41 AM
نعم اخي الكريم ، بالنسب للفعل انا لا اقول ان وجود العقوبات ، و منع الانسان عن امور تطلبها غريزته فيه اكراه تام يعني لا ارادة متوفرة لديه ليقوم بعمل ما ، بل اقول ان وجود العقوبات و و جود الغرائز لدى الانسان يفسد الارادة ولا يسلبها .

ابوعبدالرحمن حمزة
15-03-2013, 12:46 PM
ماذا تقصد يفسدها لا يسلبها ؟
فعدم وجود الاكراه التام يعني انه غير مكره اي ان له ارادة في القيام بالفعل او تركه .
ثم الا ترى بانك عندما تقول يفسد الارادة لا يسلبها الا ترى بانه انتهى الاشكال ؟
فما دام هناك ارادة فان ذلك يعني ثبوت الخيار بالقيام بالفعل او تركه وبالتالي ثبوت المسؤولية على الافعال التي وقعت بارادته .
اما الافعال التي لم تقع بارادته فانه غير مسؤول عنها ولا محاسب عليها ما دامها وقعت بغير ارادة منه
واالنظر بان الفعل وقع بارادة او بغير ارادة هو بحث في واقع محسوس لفعل معين لانسان معين .

عمر1
15-03-2013, 09:08 PM
السلام عليكم

قصدت من فساد الاختيار او الاراده هو عدم استقلال الفاعل في قصده ، فان استقل الفاعل في قصده كان الاختيار او الاراده صحيحا ، وان كان مدفوعا اليه كان الاختيار فاسدا ، فالمريض الذي يناول الدواء المر هو فاسد في اخيتاره اي انه لا يتناول الدواء بمحض اختيار كامل ، بل بأختيار ولكن فيه نوع من الفساد لوجود نوع من عدم الرضا . و الانسان الذي يصلي وان صلى بارادته الا ان صلاته ليست بأرادة كاملة بل بارادة فاسدة اذا لو لم يهدد بالعقوبة لما كان يصلي و هكذا فما رأيك اخي الكريم .

ابوعبدالرحمن حمزة
16-03-2013, 01:34 PM
ما سميته فساد الاختيار او الارادة لا يسلب الاختيار او الارادة وبالتالي فالمريض هو من يشرب الدواء بارادته ولو كان كارها ولكن لعلمه بفائدته له فانه يشربه فالارادة موجودة لديه وكاملة .
اما التهديد والوعيد لمن يترك الصلاة بمعنى وجود عقوبه لمن لا يقوم بالصلاة وهو يعلم ذلك فانها مثل التهديد بالعقوبة للزاني او السارق او اي فعل اخر وهذا التهديد والوعيد لا علاقة له بوقوع الفعل بارادة الفعال ام بانعدام وجود الارادة عنده فالتحقق من وقوع الفعل بارادة الفعال او بغير ارادته ينظر في الفعل عند حدوثه ووقوعه فيتحقق بانه وقع بارادة الفاعل او بغير ارادته فلو هدد شخص من شخص قادر على ايقاع ما يهدد به بشكل مباشر للقيام بفعل معين حالا ففي هذه الحالة تكون حالة الاكراه الملجئ التي تسلب الارادة كما حصل مع عمار بن ياسر رضي الله عنه وبالتالي فانه لا يكون مسؤولا عن فعله في هذه الحالة فقط اما غيرها من الحالات مما يسمى اكراه فانه ليس في حقيقته اكراها سالبا للارادة فلا قيمة له وبالتالي فالفاعل مسؤول عن فعله في هذه الحالة لانه له ارادة واختيار .

عمر1
16-03-2013, 08:55 PM
بارك الله بك .