ابن التحرير
28-02-2013, 06:08 PM
لقد حدد حزب التحرير في كتبه ونشراته كيفية اقامة الدولة الاسلامية تحديدا واضحا وملموسا لمس اليد .وهي لم تتغير ولم تتبدل حتى بعد الاهتداء لمفهوم طلب النصرة اوائل سنة 1961م او بعد ان حصل الظن بتجاوب الامة سنة 1964م .
فقد نص الحزب في النشرة الصادرة بتاريخ 27-1-1972م على هذا فقال :
" ان الحزب يريد اقامة الدولة الاسلامية وليس اخذ الحكم فقط .فاذا لم يتاكد انه حين ياخذ الحكم يقيم الدولة الاسلامية فانه لا ياخذ الحكم ولا يقبله ..وقد حدد كيفية اقامة الدولة الاسلامية في كتبه مما لا يدع اي مجال للتفسير او التاويل ..وهناك بحث خاص في الموضوع بعنوان " كيف تقوم الدولة الاسلامية ؟ "
ويقول ايضا لمن لم يفهم هذا بعد ولم يفرق بين نجاح بناء الدولة في المجتمع وبين اخذ الحكم :
" فلم تعد هناك حاجة للتفكير في موضوع الحكم وفي كيفية اقامة الدولة ..فانه امر مفروغ منه ومحدد والسير يجب ان يكون بحسبه ."
و يقول : " و الانتظار او عدم الانتظار وطول الوقت او قصره لا دخل له به . فالموضوع هو كيفية معينة يجب التقيد بها .."
و الحزب في شرحه للكيفية العملية لاقامة الدولة فرق جيدا بين عملية البناء ونجاحها وبين اخذ الحكم المشروط بنجاح العمل الاول ومرهون به
فيقول :"و كان لزاما علينا ان نتخذ كافة البلاد الاسلامية مجتمعا واحدا وهدفا للدعوة .الا انه يجب ان نحصر مجال العمل في اقليم او اقاليم :
* نقوم بتثقيف الناس بالاسلام حتى يحيى فيهم ويحيوا به ومن اجله .
* ونقوم فيها بايجاد الوعي العام والراي العام له حتى يحصل التجاوب بين حملة الدعوة والمجتمع تجاوبا منتجا فعالا ومؤثرا في تحويل الدعوة الى تفاعل وانتاج .
* هذا التفاعل حركة كفاح تستهدف ايجاد الدولة الاسلامية المنبثقة عن الامة في هذا الاقليم او تلك الاقاليم .
* حينئذ تكون الدعوة قد سارت من فكرة في الذهن الى وجود في المجتمع ومن حركة شعبية الى دولة . "
هذا هو نص الكيفية وهو نص واضح يسير فيه الحزب ويتقيد به ولا يحيد عنه شعرة واحدة .
لذلك فان الحزب يهمه الناس ويهمه المجتمع ..فيهمه ايصال الفكرة للناس ...وهو يقول ذلك بصراحة " ان المهم هو الامة .فالحزب يستهدف الامة .. و لا يعنى بعدد شبابه .. و لا يهمه كثرتهم او قلتهم ..وانما يهمه الامة "
وهذا طبيعي لان القضية هو تغيير طريقة التفكير لدى الامة وتحميلهم مبدا الحزب ليكون مبداها وليس جعل الامة تدخل في الحزب ..
وهذا ايضا واضح وصريح في كتب الحزب وفي سلوكه واعماله وتصرفاته .فعمل الحزب هو الامة ..وشغله الشاغل هو الامة ..
اذن فالقضية لم تكن يوما بالنسبة للحزب هو مجرد اخذ الحكم بل القضية هو استكماله لعملية بناء الدولة في المجتمع من خلال استكمال مرحلة التفاعل ونجاحه في جعل الناس يتبنون افكار الحزب وهي مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات .وهذا امر مهم لقيام الدولة وصمودها واستمرارها لان الدولة هي كيان تنفيذي لمجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات .
فمطالبة الجماهير بدولة الخلافة دون ان يكون لهم تصور فكري لها لا يعتبر نجاحا ..و الدعوة للخلافة بالشعارات العامة دون التبني التفصيلي لا يعتبر نجاحا ..و اخذ الحكم بناء على واقع كهذا لا يعتبر نجاحا لقيام الدولة ..وعمل كهذا وحتى ان نجح في اخذ الحكم فسيكون نجاحا في الوصول الى الحكم ولكن لن يكون نجاحا في اقامة الخلافة وحتى وان سموها " خلافة " لانه حينها ستواجه التحدي الاصعب وهو تنفيذ المفاهيم والمقاييس والقناعات على الناس وهي لم تصبح بعد مفاهيمهم ومقاييسهم وقناعاتهم ..
ففي سوريا الان هناك نظام كافر ظالم اعاث في الارض فسادا وتخريبا وهناك ثورة انطلقت سلمية ويمكن ان تستمر سلمية حتى لو ادى ذلك لاستشهاد نصف اهل بلاد الشام وستؤدي فعلا لاقامة الخلافة ولكن ذلك لم يتحقق لان الناس لم يتوحدوا على مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات وليس لان القمع كان شديدا والا فالقمع الذي عاناه المسلمون زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كان اشد لكن الرسول كان يقول لهم " صبرا آل ياسر ان موعدكم الجنة اني لا املك لكم من الله شيءا " كان الرسول يقول ذلك ومعه خيرة الصحابة واقواهم واشدهم ..
ونجاح الغرب في تحويل الكفاح السياسي في سوريا الى صراع مسلح هو نتيجة عدم استكمال بناء الدولة هناك كما بين الحزب ...
اما الشعارات التي ترفع يوميا كالخلافة والشريعة وغيرها فهذا ليس جديدا على اهلنا في الشام وعلى جزء مهم من الامة الاسلامية ولكنه ليس دليلا على حصول التصور الفكري للدولة التي يراد ايجادها فيكونون عرضة للتلاعب بهذه الشعارات .من ذلك مثلا ان لواء التوحيد هناك يدعو الى الخلافة ولكن زعيم لواء التوحيد وفي مقابلة على قناة " اوريون نيوز " يقول انه يريد دولة مدنية تحفظ حقوق الجميع " .
و الجبهة الاسلامية لتحرير سوريا مثلا ترفع شعار الخلافة لكنها ترى الخلافة في دولة مدنية ذات خلفية اسلامية ..اما كتيبة الهجرة الى الله بقيادة الرحال وهي احدى كتائب الجيش الحر فهي كذلك ترفع شعار الخلافة لكن زعيمها لما سئل عن مستقبل الدولة التي يريدونها قال بانهم يريدون دولة ديمقراطية تطبق الاسلام ...
ففي سوريا هناك ثورة على الظلم وان كانت في اطار ثورات الربيع العربي الممنهجة والتي لا تؤدي الى وصول الاسلام الى الحكم بقدر ما تؤدي دور افراغ حالة الاحتقان والغضب لدى الناس و لكنها في سوريا الغاية اخطر من مجرد رفع الاحتقان بل الوصول بالبلد واهله الى مستوى التدمير والانتحار الذاتي فلا غالب ولا مغلوب بحسب ما يراد لها ثم تكون عرضة للقبول بجميع الخيارات التي تفرض عليها ...
لذلك فان كل ما يحدث الان سواء في تونس او مصر وخاصة ما يحدث في سوريا فانه يحتاج الى مجهودات مضاعفة للحيلولة دون الاستمرار في هذه المتاهة المهلكة لان الخلافة لا تقام هكذا ...والتدمير الذاتي ليس طريقة لاقامتها ..اما سبب ما يحدث فهو باختصار شديد لن القضية انتقلت من النجاح في بناء الدولة الى مجرد قضية لاخذ الحكم فحزب التحرير يفرق جيدا بين الدولة والحكام وبين اقامة الدولة واقامة الخليفة ..فالامة هي التي تقيم الدولة وهي الدولة ..
ولا يبدا العمل لاقامة الخليفة الا بعد ان تجاوب الناس اي بعد ان اقام الدولة
فقد نص الحزب في النشرة الصادرة بتاريخ 27-1-1972م على هذا فقال :
" ان الحزب يريد اقامة الدولة الاسلامية وليس اخذ الحكم فقط .فاذا لم يتاكد انه حين ياخذ الحكم يقيم الدولة الاسلامية فانه لا ياخذ الحكم ولا يقبله ..وقد حدد كيفية اقامة الدولة الاسلامية في كتبه مما لا يدع اي مجال للتفسير او التاويل ..وهناك بحث خاص في الموضوع بعنوان " كيف تقوم الدولة الاسلامية ؟ "
ويقول ايضا لمن لم يفهم هذا بعد ولم يفرق بين نجاح بناء الدولة في المجتمع وبين اخذ الحكم :
" فلم تعد هناك حاجة للتفكير في موضوع الحكم وفي كيفية اقامة الدولة ..فانه امر مفروغ منه ومحدد والسير يجب ان يكون بحسبه ."
و يقول : " و الانتظار او عدم الانتظار وطول الوقت او قصره لا دخل له به . فالموضوع هو كيفية معينة يجب التقيد بها .."
و الحزب في شرحه للكيفية العملية لاقامة الدولة فرق جيدا بين عملية البناء ونجاحها وبين اخذ الحكم المشروط بنجاح العمل الاول ومرهون به
فيقول :"و كان لزاما علينا ان نتخذ كافة البلاد الاسلامية مجتمعا واحدا وهدفا للدعوة .الا انه يجب ان نحصر مجال العمل في اقليم او اقاليم :
* نقوم بتثقيف الناس بالاسلام حتى يحيى فيهم ويحيوا به ومن اجله .
* ونقوم فيها بايجاد الوعي العام والراي العام له حتى يحصل التجاوب بين حملة الدعوة والمجتمع تجاوبا منتجا فعالا ومؤثرا في تحويل الدعوة الى تفاعل وانتاج .
* هذا التفاعل حركة كفاح تستهدف ايجاد الدولة الاسلامية المنبثقة عن الامة في هذا الاقليم او تلك الاقاليم .
* حينئذ تكون الدعوة قد سارت من فكرة في الذهن الى وجود في المجتمع ومن حركة شعبية الى دولة . "
هذا هو نص الكيفية وهو نص واضح يسير فيه الحزب ويتقيد به ولا يحيد عنه شعرة واحدة .
لذلك فان الحزب يهمه الناس ويهمه المجتمع ..فيهمه ايصال الفكرة للناس ...وهو يقول ذلك بصراحة " ان المهم هو الامة .فالحزب يستهدف الامة .. و لا يعنى بعدد شبابه .. و لا يهمه كثرتهم او قلتهم ..وانما يهمه الامة "
وهذا طبيعي لان القضية هو تغيير طريقة التفكير لدى الامة وتحميلهم مبدا الحزب ليكون مبداها وليس جعل الامة تدخل في الحزب ..
وهذا ايضا واضح وصريح في كتب الحزب وفي سلوكه واعماله وتصرفاته .فعمل الحزب هو الامة ..وشغله الشاغل هو الامة ..
اذن فالقضية لم تكن يوما بالنسبة للحزب هو مجرد اخذ الحكم بل القضية هو استكماله لعملية بناء الدولة في المجتمع من خلال استكمال مرحلة التفاعل ونجاحه في جعل الناس يتبنون افكار الحزب وهي مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات .وهذا امر مهم لقيام الدولة وصمودها واستمرارها لان الدولة هي كيان تنفيذي لمجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات .
فمطالبة الجماهير بدولة الخلافة دون ان يكون لهم تصور فكري لها لا يعتبر نجاحا ..و الدعوة للخلافة بالشعارات العامة دون التبني التفصيلي لا يعتبر نجاحا ..و اخذ الحكم بناء على واقع كهذا لا يعتبر نجاحا لقيام الدولة ..وعمل كهذا وحتى ان نجح في اخذ الحكم فسيكون نجاحا في الوصول الى الحكم ولكن لن يكون نجاحا في اقامة الخلافة وحتى وان سموها " خلافة " لانه حينها ستواجه التحدي الاصعب وهو تنفيذ المفاهيم والمقاييس والقناعات على الناس وهي لم تصبح بعد مفاهيمهم ومقاييسهم وقناعاتهم ..
ففي سوريا الان هناك نظام كافر ظالم اعاث في الارض فسادا وتخريبا وهناك ثورة انطلقت سلمية ويمكن ان تستمر سلمية حتى لو ادى ذلك لاستشهاد نصف اهل بلاد الشام وستؤدي فعلا لاقامة الخلافة ولكن ذلك لم يتحقق لان الناس لم يتوحدوا على مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات وليس لان القمع كان شديدا والا فالقمع الذي عاناه المسلمون زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كان اشد لكن الرسول كان يقول لهم " صبرا آل ياسر ان موعدكم الجنة اني لا املك لكم من الله شيءا " كان الرسول يقول ذلك ومعه خيرة الصحابة واقواهم واشدهم ..
ونجاح الغرب في تحويل الكفاح السياسي في سوريا الى صراع مسلح هو نتيجة عدم استكمال بناء الدولة هناك كما بين الحزب ...
اما الشعارات التي ترفع يوميا كالخلافة والشريعة وغيرها فهذا ليس جديدا على اهلنا في الشام وعلى جزء مهم من الامة الاسلامية ولكنه ليس دليلا على حصول التصور الفكري للدولة التي يراد ايجادها فيكونون عرضة للتلاعب بهذه الشعارات .من ذلك مثلا ان لواء التوحيد هناك يدعو الى الخلافة ولكن زعيم لواء التوحيد وفي مقابلة على قناة " اوريون نيوز " يقول انه يريد دولة مدنية تحفظ حقوق الجميع " .
و الجبهة الاسلامية لتحرير سوريا مثلا ترفع شعار الخلافة لكنها ترى الخلافة في دولة مدنية ذات خلفية اسلامية ..اما كتيبة الهجرة الى الله بقيادة الرحال وهي احدى كتائب الجيش الحر فهي كذلك ترفع شعار الخلافة لكن زعيمها لما سئل عن مستقبل الدولة التي يريدونها قال بانهم يريدون دولة ديمقراطية تطبق الاسلام ...
ففي سوريا هناك ثورة على الظلم وان كانت في اطار ثورات الربيع العربي الممنهجة والتي لا تؤدي الى وصول الاسلام الى الحكم بقدر ما تؤدي دور افراغ حالة الاحتقان والغضب لدى الناس و لكنها في سوريا الغاية اخطر من مجرد رفع الاحتقان بل الوصول بالبلد واهله الى مستوى التدمير والانتحار الذاتي فلا غالب ولا مغلوب بحسب ما يراد لها ثم تكون عرضة للقبول بجميع الخيارات التي تفرض عليها ...
لذلك فان كل ما يحدث الان سواء في تونس او مصر وخاصة ما يحدث في سوريا فانه يحتاج الى مجهودات مضاعفة للحيلولة دون الاستمرار في هذه المتاهة المهلكة لان الخلافة لا تقام هكذا ...والتدمير الذاتي ليس طريقة لاقامتها ..اما سبب ما يحدث فهو باختصار شديد لن القضية انتقلت من النجاح في بناء الدولة الى مجرد قضية لاخذ الحكم فحزب التحرير يفرق جيدا بين الدولة والحكام وبين اقامة الدولة واقامة الخليفة ..فالامة هي التي تقيم الدولة وهي الدولة ..
ولا يبدا العمل لاقامة الخليفة الا بعد ان تجاوب الناس اي بعد ان اقام الدولة