المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين تطبيق الشريعة في دولة الخلافة ودولة غير دولة الخلافة



أبو محمد
26-04-2009, 07:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

تقوم بعض الدول بالعالم الأسلامي بتطبيق الشريعة الأسلامية على شكل قوانين أسلامية في القضاء وبعض مظاهر الحياة الأجتماعية كلباس المرأة بالحياة العامة وأوضح مثال على ذلك السعودية.

وتطالعنا الأخبار يوميا عن الأتفاق الذي جرى بين النظام الباكستاني وبعض القبائل في وادي سوات يسمح لأهل المنطقة بحكم شبه ذاتي يفضي الى تطبيق الشريعة الأسلامية وذلك برغبة أهل المنطقة، بعيدا عن الغاية السياسية من هذا الأتفاق، هل يحق أو يجوز لأهل منطقة ما حصلت على شبه حكم ذاتي أن تطبق الشريعة الأسلامية؟ أو هل يجوز للنظام السعودي الحالي أن يطبق الشريعة الأسلامية في بعض نواحي الحياة كالحدود في القضاء واللباس في الحياة العامة او حتى منع الربا بالنظام الأقتصادي على فرض تطبيق هذه المسائل؟

هل يعتبر قبول الناس بالقوانين المطبقة عليهم تفويض للسلطة لفعل ذلك؟

مدار التساؤل حول كيف يمكن التوفيق بين أن الدولة الأسلامية متمثلة بالخليفة المبايع بشكل شرعي هو الذي يطبق الحدود وغيرها وبين حكم ذاتي لمجموعة من الناس بمكان ما أو حتى دولة -السعودية- تطبق الشريعة الأسلامية؟

ودمتم

سليم
27-04-2009, 06:51 PM
السلام عليكم
دولة الخلافة هي دولة الإسلام وفيها تكون العقيدة الإسلامية هي الأساس التي تقوم عليه,وهي أساس الدستور والقوانين الشرعية بحيث لا يُسمح بوجود شيء مما له علاقة بأي منهما إلاّ إذا كان منبثقاً عن العقيدة الإسلامية.
والشريعة الإسلامية تنبثق عن هذه العقيدة وتطبيقها فرض على الدولة ,وعلى هذا فالإسلام نظام حياة كامل متكامل ولا يجوز تطبيق جزء دون جزء,فلا يجوز أن تجعل العقيدة أساس الدولة وتطبق قوانينًا وأحكامًا غير إسلامية ’كما لا يجوز تطبيق جزء من الشريعة دون جزء.
ومتى كانت دولة الخلافة على هذه الأسس يكون تطبيق الشريعة أمرًا طبيعيًا وتلقائيًا وهكذا تنسجم العقلية والنفسية في شخصية الدولة الإسلامية.
وأما تطبيق الشريعة في دولة غير دولة الخلافة فهو ضرب من الخبل ويؤدي إلى قتل الشخصية الإسلامية وتنافر العقلية والنفسية,وهو نوع من الترقيع حتى ولو كانت الدولة تتدعي أنها إسلامية كما هو الحال في كثير من دول العالم الإسلامي,وهي تماماً كما لو طبقت الشريعة الإسلامية دولة كافرة,كما تنادي دول كافرة في تطبيق بعض الأحكام من الشريعة الإسلامية,وهذا هو تشويه الإسلام بعينه.
يقول الله تعالى:"الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ".

أبو محمد
27-04-2009, 11:15 PM
بوركت أخي سليم

المسألة التي طرحتها تتعلق بالحل والحرمة لمنطقة حصلت على الحكم الذاتي أو شبه ذاتي أو حتى دولة تريد أن تطبق قانون معين فكان أهل هذه المنطقة مع تطبيق الأسلام أو حتى يطالبوا بتطبيقة، فهل هذا التطبيق -وأن كان ناقصا- شرعي وجائز أم أن صاحب الصلاحية بالتطبيق هو أمير المؤمنين المبايع شرعا فقط؟

هل قطع يد السارق من قبل المظام السعودي شرعي أم لا؟

ودمتم

سليم
28-04-2009, 06:28 PM
السلام عليكم
وبارك الله بك أخي أبا محمد ,الدولة الإسلامية تقع على عاتقها أمور في كافة مجالات الحياة,أي يجب أن تؤمّنها لرعاياها من هذه الامور_مثلًا_ تأمين المأكل والملبس والمسكن وبعدهاكل فعل يخالف الشريعة الإسلامية ويقوم فيه أحد الرعايا يعاقب عليه كما في السرقة, وهذه تحصل فقط في دولة الخلافة والخليفة الذي له الحق في إنزال العقوبة,أما في الدول غير الإسلامية والتي لا تؤمّن أضعف مقومات الحياة _لا مأكل ولا مسكن ولا ملبس_ وترى الناس سكارى من الجوع والفقر ثم تأتي وتطبق حد السرقة في حق جائع...فهذا هو التشوية للأسلام وأحكامه,وهذا هو الفهم المنحرف للإسلام, وقس عليه باقي الأمور.
والله أعلم

أبو محمد
29-04-2009, 12:28 AM
بوركت على اهتمامك.

وهذا الأمر قد يكون وجد أبان حكم طالبان في أفغانستان (أي التشويه)؟؟!! ولكني لم أحصل على الأجابة التي أريد وهي (حرام ولا يجوز لأحد تنفيذ الأحكام الشرعية الا الخليفة) أو (يجوز لحاكم السعودية ومن ينوب عنه تنفيذ الأحكام الشرعية الي تطبق عندهم كحد السرقة).

الفهم العميق الذي تجيبني به مفيد لكني أريد المسألة من منظور الحلال والحرام، فالبحث في واقع منطقة سوات في الباكستان أنهم مقدمين على تطبيق ما يسمح لهم بتطبيقة من الشريعة الأسلامية، فهل هذا التطبيق شرعي أم لا؟ هل يقال لهم لا تطبقوا الشريعة لأنكم ستشوهون الأسلام؟!!

ودمتم

أبو محمد
29-04-2009, 11:18 PM
لو قامت السعودية بتأمين كل ما ذكرت للناس، فهل يحق لها التطبيق؟؟؟!!!! ربط صحة التطبيق بتوفير الحاجات الأساسية ليس هو السبب المباشر للقول بصحة التطبيق أو عدمه، هذا ما أفهمه طبعا وأنتظر الجواب.

بوركت ودمتم

سليم
29-04-2009, 11:32 PM
السلام عليكم
بوركت أخي الفاضل أبا محمد ...لم أربط صحة التطبيق بمجرد تأمين الحاجات الأساسية...بل يجب أن تكون الدولة قائمة إبتداءً على أساس الإسلام ودستورها أساسه الإسلام...وتحكم سياسيًا بحكم الإسلام وأمانها من أمان المسلمين,يعني أنها دار إسلام بكافة مواصفاتها.
ولو قامت السعودية _على حالها الآن_ بتأمين ضعف ما ذكرت يبقى تطبيقها الشريعة تشوية للإ سلام.
والله أعلم

ابو عمر الحميري
22-04-2010, 04:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقامة الخلافة هي فرض فرضه الله على المسلمين ودولة الخلافة التي نريدها هي دولة قائمة على الفكرة وليست دولة قائمة على انظمة وقوانين هذه هي الدولة التي هي صاحبة الصلاحية في التطبيق اما الدول القائمة في العالم الاسلامي فلو قامت اية دولة بتطبيق الاحكام الشرعية فإن الفرض لايسقط عن المسلمين ولا يعتبر تطبيقا للاسلام بل يعتبر تطبيقا مشوها يظهر للمشاهد الاساءة في التطبيق فيأخذ صورة سيئة عن الاسلام واحكامه كما يحدث في السعودية وايران وطالبان وغيرها فينفض يده من المناداة بهذه الفكرة ان كان مسلما واما ان كان غير مسلم فتصبح لديه قناعات بأن الاسلام دين لايصلح للتطبيق .

ابو كفاح
22-04-2010, 06:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوه الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان الاسلام فكرة وطريقه , جاءت لتجسد في واقع الحياه , فوجود الاسلام اي العقيده والمعالجات التي تنظم علاقات الانسان بخالقه وبنفسه وبغيره من بني الانسان هو الفكره , وبيان كيفية تنفيذ المعالجات ,وكيفية حمل الدعوه الى الامم والشعوب وكيفية المحافظه على المبدأ او العقيده هو الطريقه التي ينفذ بها المبدأ في كل نواحي الحياه , وهذا التبيق للاسلام يوجب قيام الدوله على الفكره الاسلاميه , حتى تستطيع تطبيق الطريقه المنبثقه عن الفكره , ومعنى قيام الدوله على الفكره , هو ان يقام الحكم على الفكره ,اي ان يتجسد المبدأ في امة او شعب معين , ينشأ الحكم فيه على مجموعة المقاييس والقناعات والمفاهيم التي تجسدت في الامه , ولا يمكن تطبيق اي فكره ما لم تتجسد في امة او شعب معين , هذا ان كان المبدأ غير موجود في الامه والمجتمع , اما اذا كان المبدأ مطبق في الامه فعندها يحمل من قبل الدوله والامه للامم والشعوب الاخرى , ولا يشترط في هذه الحاله قناعة او رضى من يطبق عليهم , بل يكفي قناعة ورضى الامه الحامله للمبدأ .
ان تطبيق الاسلام له شروط لا بد من تحقيقها حتى يكون التطبيق شرعيا ويكون مبرئا للذمة امام الله ,وهذه الشروط هي :
اولا : ـ ان تكون فيه الاماره للمسلمين جميعا , اي ان لا يختص النظام والرئاسه لقوم معينين فلا تكون الرئاسه فيه للعرب او الاتراك اوغيرهم من الشعوب الاسلاميه .
ثانيا : ـ ان يكون التطبيق للاسلام , فلا يطبق اي شيء ليس اساسه العقيده الاسلاميه .
ثالثا : ـ ان تحمل الدعوه الى غير المسلمين عن طريق الجهاد في سبيل الله .
فالخلافه هي رئاسة عامه للمسلمين جميعا في الدنيا لاقامة احكام الشرع الاسلامي وحمل الدعوه الى الامم والشعوب الاخرى عن طريق الجهاد , واي حاكم اقام سلطانه على غير هذا الاساس , فهو سلطان غير اسلامي , ولا يملك حق تطبيق الاسلام او تطبيق الانظمه والقوانين على الامه , فحتى يملك الحاكم السلطان لا بد ان يكون السلطان قائما على اساس الاسلام , وان يكون قد اخذ البيعه بالرضى والاختيار من الامه , وان تكون امارته للمسلمين جميعا , وليس لقوم او شعب بعينه , فالاسلام حرم تعدد الدوله في الاسلام , واوجب على المسلمين مقاتلة كل من يريد ان يفرق الامه , وان يكون قتاله بالسلاح كائنا من كان , فهؤلاء الحكام لا يملكون حق تطبيق الاسلام على الامه , وذلك لكون الدوله ليست قائمه على اساس الاسلام , ولأنهم لم يصلوا للحكم عن طريق الامه اي بالرضا والاختيار , وانما هم مغتصبي سلطه لا بد من تغييرهم , كذلك فان امارتهم ليست للمسلمين جميعا , وانما هي امارة على قومييات معينه وشعوب معينه, فهم فاقدي الشرعيه حسب الاسلام .
ان تطبيق الاسلام يوجب ان يكون التطبيق للاسلام كاملا , ويحرم ان يكون التطبيق لجزئييات من الاسلام , ويظهر تطبيق الاسلام في نظام الحكم الذي هو نظام الخلافه , وفي النظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي وفي السياسه الخارجيه وفي نظام وسياسة التعليم , وجميع الدول القائمه في العالم الاسلامي لا تقوم على اساس الاسلام , فلا تطبقه قطعا , واما ما يشاهد في بعض الاماكن من تطبيق جزئي لبعض الاحكام الشرعيه , فلا قيمه له شرعا , لان التطبيق للاسلام يوجب تطبيق الاسلام كاملا , اضافة ان هذه الدول ليست قائمه على اساس الاسلام , وحاكمها ليس حاكما للمسلمين , وانما هو حاكم لقطر معين من بلاد المسلمين , وهو حاكم غير شرعي لانه لا يحكم بالاسلام , ووجد في الحكم دون رضى الامه .
ان مطالبة البعض بتطبيق جزئييات من الاسلام في حكم ذاتي , حرام شرعا , وهذه الفكره انما يراد منها تضليل المسلمين , وذلك من خلال اظهار عجز الاسلام عن معالجة مشاكل الحياه , وان الحكم لا يصلح الا بمشاركة العلمانيين والوطنيين , وذلك يعني عدم تمكين الاسلام من الحكم منفردا كما يوجب الاسلام , فهذه الفكره يجب محاربتها , ناهيك عن استغلال الرأي العام الموجود لدى المسلمين , في امور جزئيه وثانويه من اجل ضرب فكرة تطبيق الاسلام , واعتبار الاسلام لا يصلح للحياه , وانه مجرد فكره روحيه كالنصرانيه وغيرها , فما يجري في بعض المناطق من المطالبه بتطبيق جزئيات من الاسلام حرام,بل المطلوب من المسلمين هو اقامة الحكم على الفكره الاسلاميه كاملا , واسقاط هذه الانظمه بالكامل واستبدالها بنظام الاسلام الذي هو نظام الخلافه .