المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفهوم تحت المجهر



muslem
21-12-2012, 04:30 AM
ان مسالة طلب النصرة التي طالما جعلت الامل فيها يؤدي الى تعليق العمل... والى انتظار العصا السحرية التي ستؤدي الى اقامة الدولة في لحظة سرية وسحرية... هذه المسالة لطالما وضعت فوق العمل واصبحت مخدرا عن اعمال قيادة الامة والصراع مع المؤثرين في الامة لسحب البساط من تحت ارجلهم وخطف الامة من بين ايديهم, وانقاذها من ضلالاتهم .... فطلب النصرة عمل علق عليه اكثر مما يحتمل من امال واعمال ولذلك كان لا بد للتنبيه الى بعض الملابسات التي تعتريه والتي حملته فوق طاقته من الاعمال والامال ....
اولا : ان طلب النصرة قد ثبتت من خلال قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بها في المرحلة المكية كعمل من اعمال الدعوة وهي من طريقته صلى الله عليه وسلم في دعوته لاقامة الدوله
ثانيا : ان نصوص طلب النصرة وردت لطلب حماية الدعوة والتبليغ ولم يرد نص صريح بطلبه لاستلام حكم فهو في الاصل كان طلبا من الرسول صلى الله عليه وسلم للحماية حتى يبلغ عن الله ما ارسله به ولم يطلبها اطلاقا للحكم واقامة الدوله بصورة مباشرة ..
ثالثا: ان طلب النصرة على اغلب النصوص كان من اصحاب السلطة وليس ممن يملك القوة المادية فقط اي كان يطلبها من ممثلين الشعب او الامة وليس من اصحاب القوة المادية فقط كالجيش مثلا !!!
وكان طلبه صلى الله عليه وسلم للحماية حتى يتمكن من اقامة القاعدة الشعبية باسلام من يدعوهم ومن ثم يؤدي الامر الى قيادتهم باستلام الحكم بعد ان يؤمنوا به وبفكرته وهذا معنى اقامة الحكم على فكرة وهذا معنى انشاء الدولة ...
رابعا : ان اصحاب القوة المادية كالجيش مثلا هم جزء من الامة الا انهم لا يملكون السلطة حتى يعطوها كما انهم لا يمثلون الامة حتى تؤخذ منهم ولذلك لا يجوز ان تؤخذ منهم قبل ان تتم البيعة بين الامه او ممثليهم مع من سيحكمهم بشخصه الذاتي وليس باسمه الغيبي او بشخصه المعنوي فالبيعه هي عقد بين الامام والرعية وليس بين الجيش وامير حزب او جماعة ... ولذلك لا بد من استكمال اركانها واعمالها قبل استلام الحكم ...
خامسا : ان السلطة تكمن في الامة او في الفئة الاقوى .. وليس في الجيش ولذلك يجب ان تؤخذ من الامة ويعتبر اخذها من الجيش او من اي فئة لا تمثل الامة او لا تعتبر الفئة الاقوى في الامه هو وصول للحكم عن طريق غير شرعي اي وصولا ماديا قسريا للحكم وليس بالطريقة الشرعية التي هي بيعة بين حاكم والامه...
سادسا : يصح الاستعانة باصحاب القوة المادية كالجيش مثلا في استلام الحكم بعد لحظة الصفر اي بعد اخذ الحكم من الامة او ممثليها ( الذي تم اخذه بالبيعة ) ويكون طلب الاستعانة بالجيش هو تصرف من حاكم بايعته الامه على الحكم ويكون استعانته بالجيش(الذي هو من الرعية ) هي اوامر لحاكم نصبته الامه وهي اوامر لرعيته ولما يستلم الحكم بعد ...فقد يبايع الحاكم على الحكم قبل استلام الحكم وذلك بمجرد انعقاد البيعة وهذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية حيث انه بويع بيعة الانعقاد اي بيعة الحكم ولما يستلم الحكم بعد ...
سابعا : بناءا على النقطة السادسة فان اي استعمال للقوة من الجيش او من باقي سواد الامة ضد اي عقبات مادية لتسليم الحكم لا يعني ان الوصول للحكم كان عن طريق استعمال القوة او العمل المادي لان اخذ الحكم وبيعته قد تمت قبل ذلك من ممثلين الامة مع صاحب البيعة واستعمال الجيش او الامة للقوة هو تنفيذ لامر الحاكم الذي قامت دولته بانعقاد بيعته وليس لامر رئيس حزب او جماعة ليس لهم من الحكم والبيعة شئ.. .
ثامنا : ان فهم طلب النصرة على هذا الوجه لا يجعل الامل متعلقا بها مقعدا عن اعمال استلام قيادة الامة وتحريكها ولا يجعل العصا السرية التي تسمى بجهاز طلب النصرة مخدرا للعمل ومضيعا له ومضللا لاهله ... وانما يجعل العمل في الامة هو محط النظر ومقياس الحكم على صحة العمل وقوته وضعفه ويكون العمل و الامل مركزا فيما يحس ويلمس وهو اعمال القيادة للامة والتاثير بها وليس بما يقال انه في الخفاء ومن اسرار العمل والدعوة ....
.. فالجيش لم ولن ينقاد لم اسهمه في قيادة الامة صفرا ولمن لا يملك ميزان القوى في الامة مهما علا فكره ومهما تميز تقواه .. وانما يحتاج لمن يمثل الامة لينقاد له ويسير تحت رايته..
وغياب التاثير عن الجيش في العالم الاسلامي لم يكن سببه الخيانة او سوء التخطيط او التسرع او .... وانما كان سببه الرئيس هو السير بالخطوة الثانية قبل الاولى... اي عدم وجود قيادة مؤثرة في الامه فالقيادة المؤثرة في الامة تودي الى التاثير في الجيش باعتباره جزءا منها وغياب التاثير في الامه يؤدي بصورة حتمية ومباشره لغياب التاثير عن الجيش .... فالعلاقة مع الجيش لا يمكن ان تقتحم بالاتصالات السرية او الخفية وانما تقتحم بقوة التاثير في الامه والايمان بقادتها الجدد وانصياع الناس لتلك الفئة والايمان بشخصها الذاتي , الامر الذي ينقل هذا التاثير للجيش بصورة مباشرة
منقول
http://www.facebook.com/hizb.u.tahrir.org