مشاهدة النسخة كاملة : الكفاح السياسي كيف يكون اسلوب ... ؟؟؟
جاء في اجوبة اسئلة للمؤسس رحمه الله مايلي :
" والكفاح السياسي هو نوع من أنواع الكفاح وهو مهاجمة الحكام بما يتعلق برعاية الشؤون أي هو مهاجمة أعمال الحكام، وتكون بالأسلوب اللاذع وغير الأسلوب اللاذع. فالكفاح من حيث هو فرض ومن الطريقة، ولكن الكفاح السياسي أسلوب لأنه كيفية من كيفيات الكفاح، فكفاح الباطل من كفر وظلم وغير ذلك هو عام، وكفاح رعاية الشؤون هو كيفية من كيفيات الكفاح وليس هو كل الكفاح."
كيف يقول الاحزب ان الكفاح هو واجب ثم يقول ان الكفاح السياسي هو اسلوب وهو نوع من انواع الكفاح ، اليس كون الكفاح السياسي نوع من انواع الكفاح يجعل الكفاح واجب شرعي ؟ ثم هل يعني هذا أن مرحلة التفاعل هي التي من الطريقة، وأن ما يجري خلالها من أعمال هي أساليب ؟
وكيف نفسر وجود ايات بالكفاح السياسي ؟
عبد الواحد جعفر
03-12-2012, 11:05 PM
[quote=عمر1;14342]جاء في اجوبة اسئلة للمؤسس رحمه الله مايلي :
" والكفاح السياسي هو نوع من أنواع الكفاح وهو مهاجمة الحكام بما يتعلق برعاية الشؤون أي هو مهاجمة أعمال الحكام، وتكون بالأسلوب اللاذع وغير الأسلوب اللاذع. فالكفاح من حيث هو فرض ومن الطريقة، ولكن الكفاح السياسي أسلوب لأنه كيفية من كيفيات الكفاح، فكفاح الباطل من كفر وظلم وغير ذلك هو عام، وكفاح رعاية الشؤون هو كيفية من كيفيات الكفاح وليس هو كل الكفاح."
كيف يقول الاحزب ان الكفاح هو واجب ثم يقول ان الكفاح السياسي هو اسلوب وهو نوع من انواع الكفاح ، اليس كون الكفاح السياسي نوع من انواع الكفاح يجعل الكفاح واجب شرعي ؟ ثم هل يعني هذا أن مرحلة التفاعل هي التي من الطريقة، وأن ما يجري خلالها من أعمال هي أساليب ؟
وكيف نفسر وجود ايات بالكفاح السياسي ؟[/quote
جاء في أحد أجوبة الأسئلة ما يلي:
السؤال: ورد في أجوبة أسئلة غير مؤرخة أن الكفاح السياسي هو أسلوب مباح من أساليب الكفاح. ألا يعتبر كونه فيه مشقة دليلا على وجوبه وكون التغيير لا يتم إلا به فيكون واجبا وإذا كان أسلوبا مباحا فما هي الأساليب الأخرى التي من الممكن أن يتم بها الكفاح؟
الجواب: إن الأجوبة التي تبين حكم القيام بالأفعال التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أثناء إقامته للدولة لا يفهم منها أن مهاجمة الحكام فيما يتعلق برعاية الشؤون فرض؛ ذلك أن الأجوبة صرَّحت وشرحت في أكثر من موضع أنه أسلوب وليس فرضاً، وأظن أن الذي أشكل عليك هو كلمة "السياسي" في الجملة المذكورة، وبالتدقيق يتبين أن وصف "السياسي" هو وصف لأحد الأفعال التي قام بها الرسول؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم قد قام فعلا بالكفاح والكفاح السياسي، فذكر الكفاح السياسي وصف لواقع وليس استدلالاً بأحد أفعال الرسول على وجوب بقية الأفعال التي تدخل تحت مفهوم الكفاح، والدليل على فرضية الكفاح هو قيامه صلى الله عليه وسلم في مرحلة التفاعل بالدعوة بطريقة الكفاح وتحمله للأذى البليغ المترتب عليه ورفضه تركه وليس قيامه بالكفاح السياسي، فالبحث كله في فرضية الكفاح وعلى هذا أقيم الدليل، أنظر إلى قوله قبل هذه الجملة: "ومثلاً القيام بالكفاح وهو مهاجمة ما عليه الحكام والناس بالأسلوب اللاذع وبشدة وقسوة قام به الرسول صلى الله عليه وسلم" ثم فسر الجملة المذكورة فقال: أي هاجم الكفار بالأسلوب اللاذع وبشدة …" فعم ولم يخص، هذا على فرض صحة وصف "السياسي" في الجملة المذكورة.
قال في النقطة الثانية: "إن الكفاح للكفر ولأحكام الكفر وكذلك للمنكر هو الفرض، أما نوع هذا الكفاح وهو كونه مهاجمة أعمال الحكام من حيث رعاية الشؤون وهو ما يسمى بالكفاح السياسي أو مهاجمة أعمال الناس أو أفكار الكفر أو غير ذلك فإنه من المباحات، إذ جاء الأمر بالكفاح عاماً وترك لكل شخص أن يقوم به بالكيفية التي يراها" وفي آخر النقطة الخامسة: "فالكفاح من حيث هو فرض ومن الطريقة ولكن الكفاح السياسي أسلوب لأنه كيفية من كيفيات الكفاح وليس هو كل الكفاح" وجاء في آخر المفاهيم: "ولذلك فهي مع كونها تدعو المسلمين إنما تدعوهم لتفهم الإسلام حتى يستأنفوا الحياة الإسلامية وتكافح من يقفون في وجه هذه الدعوة بالأسلوب الذي يستوجبه كفاحهم" وفي هذا جواب للشق الثاني، وبيان ذلك أن المجتمع إذا كان راضياً عما هو عليه ومتجمداً على الفساد، وكانت هناك سلطة تسيطر على العلاقات وتسيرها، فلا بد من الكفاح بين فكر وفكر، وإفهام الناس الإسلام حتى يصبح مبدأهم، ولا بد كذلك من ضرب العلاقات القائمة بين السلطة والناس بتبني مصالح الأمة القائمة ومهاجمة الكيفية التي يُحكم الناس بها، ولا بد كذلك من ضرب السلطة التي تقبض على صلاحية رعاية الشؤون ضربات قوية متتالية حتى يُحس الناس بسوء مجتمعهم وضرورة تغييره، ولذلك لا بد من ضرب الفئة الحاكمة عن طريق ضرب أفكارها وأعمالها وسائر تصرفاتها المتعلقة بإدارة علاقاتها مع الأمة التي تحكمها وبإدارة علاقاتها مع حكام الدول الأخرى، إلى إن ينزع الحزب السلطة القائمة فعلاً من يد الفئة الحاكمة كلها، ويوجد الدولة الإسلامية بتسلم السلطان بواسطة الأمة فيغير حاضرها ويسير به من أجل تطبيق الإسلام وحمل رسالته.
أما إذا كان المجتمع ساخطاً على أوضاعه ويتطلع إلى تغييرها فحينئذ لا يوجد صراع لانعدام أسبابه، وإنما يدعى المجتمع إلى الأفكار الجديدة بشرحها وبيانها حتى يفهمها ويعتنقها ويغير أوضاعه بحسبها.
وكلا الأمرين وجد أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه خاض في مكة صراعاً فكرياً وسياسياً؛ لتجمد أهل مكة على الفساد ورضاهم به، ولم يخض صراعاً في المدينة المنورة؛ لأن الأوس والخزرج كانوا كارهين لما هم عليه ويتطلعون إلى ما يخلصهم منه.
وهذا دليل واضح على أن الواجب هو كفاح الكفر وأحكام الكفر وإنكار المنكر، وأن أسلوب الكفاح يقرره نوع العمل.
26/جمادى الأولى/1427هـ
22/6/2006م
فعلا كفيت و وفيت بارك الله بك اخي الكريم جعفر .
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.