مشاهدة النسخة كاملة : ربيع أمريكا الإستعماري
ابو رغد
22-10-2012, 05:26 AM
ربيع أمريكا الإستعماري
لا تنفكّ الولايات المتحدة الأمريكية عن التدخّل في الشؤون الداخلية للدّول غير الحليفة لها، فسياستها تقوم على تفتيت القوى التي ترى فيها منافسة لها، أو ترى أنّها تشكلُ خطرا على مصالحها، بهدف المحافظة على تفرّدها في الهيمنة على مقدّرات الشعوب الأخرى وعلى مصائرها، وقد استخدمتْ هذه السياسة في تعاملها مع الاتحاد السوفييتي ، وروسيا الاتحادية، ومع البلاد العربية، و يوغسلافيا وإندونيسيا، والصين.
ففي حقبة الحرب الباردة صنعت أمريكا ربيع (براغ) لتكون فرصة سانحة لانفصال تشيكوسلوفاكيا عن دول المنظومة السوفييتية، غير أنّ الجيش الأحمر السوفييتي حَسَمَ الأمرَ عندما اجتاحتْ دباباته (براغ) صبيحة يوم21 /8/ 1968، وأنهى أكذوبة ذلك الربيع، ثمّ لجأتْ أمريكا إلى زرع أوتادها من العملاء، أمثال (ليخ فاليسا) زعيم حركة تضامن البولندية لينخرَ الجسد السوفييتي من الداخل، بدعوى أنّ الطبقة العاملة السوفييتية أقلّ ترفيها من مثيلاتها في الغرب، وواظبتْ واشنطن ّعلى دعم هؤلاء العملاء حتى اكتملتْ فرحتها باستقالة ميخائيل غورباتشوف آخر الرؤساء السوفييت، وتفسّخ الإمبراطورية السوفييتية على يديه، فكان أنْ سارعتْ إلى دعم استقلال جمهوريات البلطيق.
وفي مرحلة ما بعد الاتحاد السوفييتي واصلتْ أمريكا السياسة ذاتها، فاتجهتْ أنظارُها إلى تفتيت الفيدرالية الروسية، فراحت هي وعملاؤها تثير القلاقل في أقاليم القوقاز الروسية، وتدعمُ النزعات الانفصالية فيها، ثمّ عملتْ على تفتيت الاتحاد اليوغسلافي بالحرب المدمّرة حينا، وبالضغوط الدولية أحيانا أخرى، فكان دعمُها لانفصال جمهورياته واحدة تلو الأخرى، بدءا بالبوسنة والهرسك، مرورا بكرواتيا والجبل الأسود، وانتهاء بإعلان ما يسمى باستقلال إقليم كوسوفو.
ثمّ تدخّلتْ أمريكا في الشأن الإندونيسي، فناصرَتْ النزعة الانفصالية لسكان تيمور الشرقية، وأمّنتْ لهم غطاء سياسيا وعسكريا دوليا، مكّنهم من الانفصال عن إندونيسيا عام 1999، لأنّ الأدوار السياسية والاقتصادية القوية التي لعبتها أندونيسيا في منظومتي دول عدم الانحياز ورابطة دول جنوب شرق آسيا لم تعجب الولايات المتحدة، بل وربّما أغضبتها.
وفي عام 1989صنعت أمريكا تمرّد الطلبة الصينيين في ميدان (تيانانمن) لإثارة المتاعب لحكومة الصين الشعبية، ظنّا منها أنّ هذه المتاعب ستقود إلى إنهاء الحكم الشيوعي فيها، فكان أنْ أطلقتْ على ذلك التمرّد (ربيع بكين)، وزَعَمَتْ أنّ ما قام به الطلبة المتمرّدون يُعَدّ مظهرا من مظاهر المناداة بالديمقراطية والإصلاح السياسي، ولكنّ الجيش الصيني حَسَمَ الأمرَ في الميدان المذكور، وأعاد الأمور إلى نصابها، فاندكّتْ آمال الأمريكيين، وأحْبطتْ مخططاتهم، لكنّهم ظلوا لسنوات يتغنّون بربيع (بكين) المزعوم، ويُحرّضون بعض الصينيين المقيمين خارج بلادهم على إقامة الاحتفالات بهذه الذكرى في كلّ عام.
ابو رغد
22-10-2012, 05:27 AM
وفي سبتمبر أيلول 2007 اندلعت احتجاجات عنيفة في شوارع (رانغون) عاصمة مينمار (بورما)، ووقف على رأس تلك الاحتجاجات رهبان بوذيون يطالبون مجلسهم الحاكم بالديمقراطية والإصلاح، وبصرف النظر عن مدى عدالة قضيتهم إلا أنّ الولايات المتحدة ربما فبْركتْ ذلك في بورما، وسخّرت له آلة إعلامها أياما وليالي، لأنّ النظام الحاكم فيها لا يُعجب الأمريكيين، أو لأنها ترغب في إثارة القلاقل على حدود الصين.
ثم جاءت الثورات الامريكية الملونة في كل من جورجيا واكرانيا وقيرغيزيا وواصلت امريكا عبثها هذا الى ان وصلت الى بلادنا العربية بعد تخطيط محكم دام خمس سنوات لتنهال علينا وثائق وكيليكس فتجهز على علاقة شعوب المنطقة بحكامهم العملاء بعد تعريتهم وكشف خياناتهم بالادلة القطعية التي لا تحتمل الشك.
ابو رغد
22-10-2012, 05:27 AM
لقد بدا التخطيط لهذا الربيع الاستعماري منذ حقبة المحافظين الثانية بعد ان فشل اسلوب الخطة الامريكية الجديدة التي بدات في تنفيذها منذ وصول بوش الابن الى الحكم فسمعنا بالعديد من المصطلحات الجديدة التي تكشف حقيقة هذا التخطيط من مثل النظام العالمي الجديد، العولمة، وعسكرة العولمة، حرب الأيدولوجيا، الإصلاح، مشروع الشرق الأوسط الكبير والجديد ، الحوار مع الإسلاميين المعتدلين، وأخيرا ظهرت نظرية الفوضى الخلاقة وترددت على ألسنة الساسة الأميركان.
يعتبر إدراك ومعرفة نوايا الولايات المتحدة أمراً في غاية الأهمية، خصوصاً لمن يسعون لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة التي لابد لها من أن تكون الدولة الأولى في العالم بلا منازع، حتى يتسنى لهم الحكم على فحوى الأعمال السياسية، والقدرة على اتخاذ وصنع القرار السياسي، والتأثير في الحلبة الدولية.
سياسة اللااستقرار (نظرية الفوضى الخلاّقة أو البنّاءة) في الشرق الأوسط:
لقد كانت الولاية الأولى للإدارة الأميركية تتزعم منفردة حملة القضاء على الإرهاب بعد أحداث 11/9/2001م، وضرورة تغيير بعض الأنظمة بمنطق القوة العسكرية. وبعد أربع سنوات من هذه الحملة التي انطفأت شرارتها نوعاً ما، كان لابد للولاية الثانية من أن تغير من اسم الحملة إلى حملة القضاء على الاستبداد والديكتاتورية، ونشر الديمقراطية والحرية في العالم والإصلاح، ولكنها في مضمونها تحقق نفس الأهداف وزيادة، تلك الأهداف التي كانت تراودها ومازالت على الصعيد السياسي والاقتصادي خصوصاً.
وكما أبدعت الإدارة الأميركية اللعبة في فترة الولاية الأولى بجعل العالم يقف ضد الإرهاب، كان لابد من التفنن الإبداعي في الولاية الثانية؛ لتحقيق مزيد من الأهداف والمصالح، بجعل العالم ينفر من الديكتاتورية والاستبداد التي عانت منها أوروبا وأحلت بدلاً منها الحرية والديمقراطية. فكان مصطلح الفوضى الخلاّقة الذي يعبر عن سياسة اللااستقرار.
وحتى لا نطيل، فإن المقصود من الفوضى الخلاقة أو البناءة هي تفضيل اللااستقرار على الاستقرار( الذي بات لا يلبي مطامع أميركا ونواياها في المنطقة) بدرجة معينة تقبلها الولايات المتحدة الأميركية، بحيث يتم تحريك الركود والجمود السياسي في المنطقة. وقد قدم روبرت ساتلوف (كان مستشاراً في مجلس الأمن القومي، والمدير التنفيذي "لخزان الأفكار" معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، التابع للوبي اليهودي. وجاء كثير من خبراء اللوبي اليهودي من هذه المؤسسة مثل مارتين إنديك). دراسة من حلقتين تتناول تقييم هذه السياسة بعد تداعيات اغتيال الحريري، وما هو الواجب على الإدارة الأميركية عمله في سوريا ولبنان على وجه الخصوص (يفهم من التقرير أن اغتيال الحريري فُرض على أميركا). ولأن التركيبة اللبنانية مختلفة عن سائر الدول، كان التقرير مقتصراً على سوريا ولبنان، ولكن هذا لايعني أن لا تعمم أميركا هذه النظرية على سائر الدول، وتشرع إلى إخراجها إلى حيز التطبيق مثل العراق، وهذا ما نبهت إليه كونداليزا رايس بشان العراق أنها تفضل الفوضى القليلة (ولسنا في معرض التفصيل على ما يحاك لكل دولة بحد ذاتها) ولكن ما هي الدوافع التي دفعت أميركا لتبني هذه السياسة، وما علاقتها بمشروع الشرق الأوسط؟
إنه يمكن وضع الدوافع التالية التي يراد تحقيقها من اختراع وتطبيق الفوضى الخلاّقة:
1- بقاء الوضع في العالم الإسلامي على ما هو عليه لم يعد أمرا مقبولاً في أروقة السياسة الأميركية؛ لذلك كان لابد من تغييره بشتى الأساليب والوسائل، سواء أكان عن طريق القوة الاقتصادية، أم القوة العسكرية، أم القوة الشعبية؛ ليحقق مصالح أميركا المتشعبة في المنطقة بشكل فعّال، وقد قامت أميركا بتغيير بعض الأنظمة مثل العراق وأفغانستان بالقوة العسكرية، على اعتبار أن ينتج عنه انعدام الاستقرار السياسي والاقتصادي، والدخول في حالة الفراغ السياسي المؤقت، والهدف من ذلك إيجاد بديل جديد يحمل مشاريع أميركا في المنطقة، ويكون له مد جماهيري وشعبي مستساغ.
2- ضرورة فتح قنوات مع شعوب المنطقة بشكل مباشر، وبشكل غير مباشر أي غير ملموس، من خلال تكتلات وحركات مقبولة أميركياً (بغض النظر عن منظومتها الفكرية وميولها الإسلامية) وذلك لشعور أميركا بأن الشعوب وصلت إلى حالة شديدة من الاحتقان ضد كل ما تقوم به أميركا في المنطقة وخصوصاً دعمها المطلق لكيان يهود، وضد أدواتها من الحكام العرب، وما يدلل على هذا صدور أكثر من تقرير في هذا المجال مثل التقرير الذي أصدره الخبير السياسي الأميركي إدوارد جرجيان بعنوان "دور الدبلوماسية الأميركية بمعركة كسب العقول والقلوب"، وتقرير آخر بعنوان "من الصراع إلى التعاون: كتابة فصل جديد في العلاقات الأميركية العربية" وأصدرته لجنة استشارية أشرف على عملها مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في واشنطن، وأبرز ما يطالب التقرير به هو تقوية العلاقات التبادلية مع الشعوب العربية من خلال المنح المتبادلة، والاستثمار في جيل القيادات العربية القادم. والهدف من ذلك السيطرة على الشعوب، وجعلها أداة بيد أميركا تنفذ ما تريده، سواء بالانقلابات أم بمعارضة مشاريع لدول كبرى غير أميركا، أي جر الشعوب إلى تنفيذ مخططاتها، وبذلك تتحكم بإرادة الشعوب. فأميركا لم تعد تكتفي بالعمالة.
3- القليل من الفوضى التي يجب أن تبلغ درجتها النسبة التي ترضاها أميركا ليس أمراً سيئاً؛ لأنها ستقضي على الوضع القائم، وتكون بداية لولادة الديمقراطية في المنطقة. ولا بد من وضع الثقة بالمؤسسات النيابية، وهذا ما صرحت به وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس في مقابلة صحفية مع الواشنطن بوست في 22/4/2005م، وذلك في رد على سؤال أحد الصحفيين، فيما إذا كانت متأكدة من ايجابية النتائج المترتبة على انتقال الديمقراطية إلى المنطقة العربية؛ وذلك بقولها إن طبيعة المصالح الأميركية تقتضي تحريك الركود الذي يسود المنطقة بالقدر الذي لا يسمح بالانزواء الفوري للأنظمة الراهنة، وهذه هي لعبة الفوضى الخلاّقة، وأيضاً ما قالته في محاضرة في الجامعة الأميركية بالقاهرة "إن أميركا أخطأت على مدار ستين عاماً من الحفاظ على الاستقرار في المنطقة".
4- جعل المنطقة تعج بتيارات فكرية متعددة ضمن إطار الديمقراطية وحقوق الإنسان (الحضارة الغربية) ومن ضمن هذه التيارات والتموجات الفكرية الإسلامُ المعتدل الذي يوافق أفكار الغرب ولا يعارضها، وقد بات ظاهراً أن الإسلام المعتدل دخل في مرحلة الغزل الأميركي، وأن الولايات المتحدة أصبحت لا تخشى ظهور الحركات الإسلامية بشكل مؤثر على الساحة السياسية والدولية، بل تحاول استغلاله.
5- تحقيق مكاسب اقتصادية مدخلها الديمقراطية.
ابو رغد
22-10-2012, 05:28 AM
أما عن الترابط بين الفوضى الخلاّقة وشعار القضاء على الاستبداد والديكتاتورية ونشر الديمقراطية، فإن نشر الديمقراطية يتطلب تعدد وجهات النظر المتناقضة والمختلفة، مما يدفع المنطقة إلى مزيد من التشظي والنـزاعات، ويجعل المنطقة في حالة من التوتر من خلال اللعب بورقة الحرية والإرهاب الفكري والأقليات، وهذا كله يظهر في الاستراتيجية الأميركية التي تتبعها في منطقتنا بعد توصية ريتشارد هاس(مدير التخطيط في وزارة الخارجية وسفير متجول، ويعمل كذلك مديراً لبرامج الأمن القومي ومسؤولاً رفيعاً في مجلس العلاقات الخارجية. وكان أحد الصقور المساندين لإسرائيل في إدارة بوش الأب حيث يعمل في مجلس الأمن القومي. وهو أيضا من الداعمين بشدة لشن حرب على العراق، وهو عضو في جماعة دراسات الأمن القومي بوزارة الدفاع) وذلك بما يلي:
1) سعي واشنطن لوضع "برنامج سري" لتشجيع الديمقراطية.
2) فرض الديمقراطية لن يكون بشكل ثوري ولكن بشكل تدريجي وحسب ما يناسب كل بلد.
3) تشجيع الديمقراطية سيكون بالدعم المالي الذي ستقدمه واشنطن للحكومات بهدف توسيع دائرة النمو الاقتصادي.
4) استعداد واشنطن للقبول بمعضلة الديمقراطية المتمثلة في وصول حزب إسلامي للحكم عبر الانتخابات.
5) هدف أميركا من تعزيز الديمقراطية هو الحفاظ على مصالحها الاقتصادية والخوف من انفجار متوقع في هذه البلدان "من أحزاب مخلصة"
يقول هاس: "إن الأساس المنطقي الأميركي في تشجيع الديمقراطية في العالم الإسلامي هو في نفس الوقت لمصلحتنا ولمصلحة الغير، فالمزيد من الديمقراطية في البلدان ذات الأكثرية الإسلامية هو أمر جيد للشعوب، ولكنه أيضا جيد بالنسبة للولايات المتحدة، فالبلدان المبتلاة بالجمود الاقتصادي والافتقار إلى فرص عمل، وبالأنظمة السياسية المنغلقة، وبالسكان المتكاثرين، ستكون تربة خصبة لخروج المتطرفين، فلابد من بناء الديمقراطية من الداخل دون فرضها من الخارج، وتقديم المساعدات اللازمة، وسماع شكاوى الشعوب".
و يقول: "نحن ندرك تماما عندما نشجع الديمقراطية أن التحرك المفاجئ نحو الانتخابات الحرة في البلدان ذات الأكثرية الإسلامية قد يأتي بالأحزاب الإسلامية إلى الحكم، وحتى لا نترك مجالاً لسوء الفهم، فإن الولايات المتحدة لا تعارض الأحزاب المسيحية واليهودية والإسلامية في الديمقراطيات ذات الأسس العريضة، ودليل ذلك طريقة استقبالنا لنتائج الانتخابات في تركيا، وقد عبر رئيس وزراء تركيا عبدا لله غول بعد أدائه القسم «نريد أن نثبت أن الهوية الإسلامية يمكن أن تكون ديمقراطية وشفافة وتتماشى مع العالم المعاصر» إذاً فأميركا تريد أن يكون حزب العدالة والتنمية هو النموذج الذي يجب الإقتداء به.
من هنا تتضح العلاقة بين سياسة الفوضى البناءة والديمقراطية، إذ بدون الديمقراطية والقضاء على الاستبداد لا يمكن جعل المنطقة مضطربة ومتوترة ومزعزعة وهشة لا تصمد أمام العواصف والرياح السياسية القادمة من الغرب، بيد أنه مع هذه الفوضى كان لابد من أن يكون هناك من يحمل مشاريع أميركا في المنطقة، بغض النظر عن علمه أو جهله بذلك، ويبدو أن هؤلاء هم الإسلاميون المعتدلون.
الحوار مع الإسلاميين
أما عن فكرة الحوار مع الإسلاميين المعتدلين، وجعل حصة لهم ومشاركة في صنع القرار السياسي للبلد، من غير أن يكون المقصود أن يستلموا الحكم، فما هي الدوافع التي دفعت الأميركان إلى التعاون مع هؤلاء الإسلاميين، وما هي مصلحتها من ذلك؟ وهل أصبح الصراع الدولي على هؤلاء الإسلاميين ممكناً؟ وهل تتعارض فكرة الفوضى الخلاّقة (اللااستقرار) مع فكرة الحوار مع الإسلام المعتدل؟
دوافع أميركا من استغلال وامتطاء الحركات(الإسلامية) المعتدلة:
الدوافع الموضوعية والذاتية:
1- فشل الأنظمة الحاكمة في إعادة العلاقة بينها وبين الشعوب بعد خروج الاستعمار الأجنبي إلى حالتها الطبيعية علاقة الراعي برعيته، مما أدى إلى انكشاف عمالة الحكام وخيانتهم ورغبة الشعوب بالتغيير.
2- انتشار الصحوة الإسلامية في أوساط المسلمين على امتداد الحقبة الزمنية الماضية، خصوصا بعد النصف الأول من القرن العشرين.
3- تنامي الحركات الإسلامية التي تطالب وتعمل على قلب الأنظمة الحاكمة بإعادة دولة الإسلام.
4- جعل الحركات الإسلامية المعتدلة تقاوم الأفكار المبدئية المطروحة وتطالب بالحل الجذري.
5- حرف رغبة التغيير الحقيقية عند الأمة الإسلامية، والقيام بعملية استباقية لإجهاض التغيير الجذري المتمثل بإعلان الخلافة الإسلامية.
6- في حال خروج من يناهض أميركا ولا يرضى بما تقوم به هذه الحركات الإسلامية المعتدلة، فإنه لن يكون سوى نائب تحت قبة البرلمان الذي ارتضته له أميركا، وقد يعد من "المتطرفين" ولكنه يبقى داخل المظلة الأميركية وهي البرلمان.
7- الضغط على كيان يهود من خلال الحركات الإسلامية المعتدلة التي تملك حصة مهمة في صنع القرار السياسي في بلد معين بمعارضة تنفيذ بعض المشاريع الاقتصادية معها.
8- تحقيق المزيد من المكاسب الاقتصادية التي لا يمكن تحقيقها إلا بمزيد من الديمقراطية.
9- إحكام القبضة والهيمنة على العالم وضمان عدم خروج السيطرة من أيديها.
لقد أدركت الولايات المتحدة بأن المعركة الأيديولوجية وحرب الأفكار لن يتم كسبها والانتصار فيها إلا إذا خاضتها عبر الحركات الإسلامية نفسها، حتى يتسنى كسب عقول المسلمين وقلوبهم وهذا ما يفسر خطاب اوباما في القاهرة سنة 2009 الذي بداه بالسلام عليكم ثم تلى بعض الايات من القران وقال ان امريكا ليست في حرب مع الاسلام وقد قال رامسفيلد "إن الصراع الجاري في العالم الإسلامي لن يفوز في أخر المطاف إلا بأناس من قلب هذه الديانة". إن الحركات الإسلامية المعتدلة تريد أميركا جعلهم حصان طروادة، تريد جعلهم الحصان الأيديولوجي الذي قررت أن تمتطيه لعقد صلح بين الحضارتين الغربية والإسلامية. فهذا واضح أنه مؤامرة من الخارج ستعود فائدتها إلى الخارج. والمراقب للحركات الإسلامية المعتدلة، التي أثبتت أنها أقوى في التعاطي مع الشعوب الإسلامية من الحركات العلمانية التي لم تجد لها سوقاً ولا قواعد شعبية للتحرك والاعتصام والعصيان المدني، يجد أن تلك الحركات الإسلامية تسعى لامتلاك كراسٍ جديدة في الأنظمة السياسية المختلفة.
بسام أبو المعتصم
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=167272613411028&set=a.104742289664061.6687.100003848703949&type=1&theater
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.