عبد الواحد جعفر
30-08-2012, 09:53 AM
سلسلة من الكلمات ألقاها شباب حزب التحرير في المساجد في الأردن خلال شهر رمضان المبارك من عام 1433هـ
أنموذج من العدل في العصر العباسي
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين،
الحمد لله الذي أنزل الكتاب وجعله مفصَّلاً، الحمد لله الذي أحكَم آياته وفصّلها من لدن حكيم خبير،
والصلاة والسلام على الهادي الأمين، وعلى آل بيته، وصحبه، ومن سار على دربه إلى يوم الدين،
أمّا بعد،
يقول المولى عزّ وجلّ في مُحكَم التنزيل: (إِنِ الْحُكْمُ إلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَ تَعْبُدُوا إلاَّ إِيَّاهُ).
إخوة الإسلام
أنزل اللهُ القرآنَ وجَعل الحُكم به قِسطاً، والتنكُّب عنه ظلماً؛ لأن القرآن من لدُن حكيم خبير، وقد كانت أحكام الإسلام هي المسيطرة على المجتمع على مدار ثلاثة عشر قرناً، يَخضعُ لها القاصي والداني، الراعي والرعية.
ومما يُروى في ذلك، ما حصل في زمن الخليفة العباسي: المنصور، حيث اختصم أهم قادة جيوش الدولة العباسية مع أحد التجار في قطعة أرض في البصرة، فلمّا مَثُلا أمام القاضي سِوار بن عبدالله، حَكمَ القاضي بأن الأرض للتاجر وليست للقائد. فرَفع القائد شكواه إلى الخليفة المنصور، فكتب الخليفة إلى القاضي يطلب منه أن يَرُدّ الأرض للقائد. فكتب القاضي: يا أمير المؤمنين، إن البيّنة قد قامت عندي أن الأرض للتاجر، فلستُ أُخرجها من يديه إلاّ ببينة ودليل. فكتب إليه الخليفة المنصور: لتدفعنّها إلى قائدي فلان. فرد القاضي برسالة كتب فيها: والله الذي لا إله إلاّ هو لا أخرجها من يد التاجر إلاّ بحق، وقد قامت البيّنة عندي للتاجر. فلمّا جاء كتاب القاضي إلى الخليفة المنصور تبسم وقال: قد ملأتُها والله عدلاً. الحمد لله الذي صار قضاتي يردوني إلى الحق.
عباد الله
إن الإيمان لا ينفصلُ عن التحاكم إلى الإسلام (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ). لقد أمرَنا الله أن نَكفر بالطاغوت، فكيف نتحاكم إليه؟ وأنزل إلينا الكتاب مفصَّلاً، فكيف نبتغي غيره حَكَماً؟ وكيف نبتغي حكم الجاهلية مع يقيننا أن اللهَ أحسنُ الحاكمين؟
وأختم كلمتي بقول المولى عزّ وجلّ: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن
أنموذج من العدل في العصر العباسي
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين،
الحمد لله الذي أنزل الكتاب وجعله مفصَّلاً، الحمد لله الذي أحكَم آياته وفصّلها من لدن حكيم خبير،
والصلاة والسلام على الهادي الأمين، وعلى آل بيته، وصحبه، ومن سار على دربه إلى يوم الدين،
أمّا بعد،
يقول المولى عزّ وجلّ في مُحكَم التنزيل: (إِنِ الْحُكْمُ إلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَ تَعْبُدُوا إلاَّ إِيَّاهُ).
إخوة الإسلام
أنزل اللهُ القرآنَ وجَعل الحُكم به قِسطاً، والتنكُّب عنه ظلماً؛ لأن القرآن من لدُن حكيم خبير، وقد كانت أحكام الإسلام هي المسيطرة على المجتمع على مدار ثلاثة عشر قرناً، يَخضعُ لها القاصي والداني، الراعي والرعية.
ومما يُروى في ذلك، ما حصل في زمن الخليفة العباسي: المنصور، حيث اختصم أهم قادة جيوش الدولة العباسية مع أحد التجار في قطعة أرض في البصرة، فلمّا مَثُلا أمام القاضي سِوار بن عبدالله، حَكمَ القاضي بأن الأرض للتاجر وليست للقائد. فرَفع القائد شكواه إلى الخليفة المنصور، فكتب الخليفة إلى القاضي يطلب منه أن يَرُدّ الأرض للقائد. فكتب القاضي: يا أمير المؤمنين، إن البيّنة قد قامت عندي أن الأرض للتاجر، فلستُ أُخرجها من يديه إلاّ ببينة ودليل. فكتب إليه الخليفة المنصور: لتدفعنّها إلى قائدي فلان. فرد القاضي برسالة كتب فيها: والله الذي لا إله إلاّ هو لا أخرجها من يد التاجر إلاّ بحق، وقد قامت البيّنة عندي للتاجر. فلمّا جاء كتاب القاضي إلى الخليفة المنصور تبسم وقال: قد ملأتُها والله عدلاً. الحمد لله الذي صار قضاتي يردوني إلى الحق.
عباد الله
إن الإيمان لا ينفصلُ عن التحاكم إلى الإسلام (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ). لقد أمرَنا الله أن نَكفر بالطاغوت، فكيف نتحاكم إليه؟ وأنزل إلينا الكتاب مفصَّلاً، فكيف نبتغي غيره حَكَماً؟ وكيف نبتغي حكم الجاهلية مع يقيننا أن اللهَ أحسنُ الحاكمين؟
وأختم كلمتي بقول المولى عزّ وجلّ: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن