الفاروق
26-08-2012, 11:18 PM
خ:- الآيات التي تأمر بإتباع القرآن وتدل على أن القرآن حجة في الأحكام:
قال الله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ ).
وقال: ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ).
وقال: ( اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ )
هذه الآيات صريحة وواضحة في طلب إتباع القرآن, وحجية القرآن في الأحكام الشرعية.
--------------------------------------------
د:- الآيات التي تأمر بإتباع الرسول وتدل على أن السنة حجة في الأحكام:
فلنتدبر الآيات التالية التي تأمر بإتباع الرسول وتربط بين الإيمان بالله وإتباع الرسول وتربط بين حب الله وإتباع الرسول, كما تربط بين الإيمان بالله ورسوله وإتباع الرسول وبين الهدى.
قال الله تعالى: ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )
وقال: ( فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )
وقال: ( رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ )
هذه الآيات صريحة وواضحة في طلب إتباع الرسول (ص) وصريحة في أن السنة حجة في الأحكام الشرعية.
وعليه فإن القرآن والسنة هما الأمران الوحيدان اللذان جاءا عن طريق الوحي, ويجب أن نئتم بهما فقط ونعمل بما جاءا به من شريعة, ولا يوجد غيرهما.
--------------------------------------------
ذ:- يوجد أمور أخرى أمرنا الله تعالى بإتباعها غير القرآن والرسول:
هذه الأمور جميعها تُعتبر من الدين ومما جاء به الوحي وليست أفراد جاء بها الوحي بشكل مستقل:
قال تعالى: ( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ ).
وقال:( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )
وقال: (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى )
وقال: ( أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ )
وقال: ( فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ )
وقال: ( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )
وقال: ( إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ )
وعليه يكون تعريف العلم وهو نفسه المعنى الشرعي أو الاصطلاحي كما يلي:
العلم: هو كل ما جاء عن طريق الوحي
وهذا هو المعنى الشرعي للعلم, ويقابله الظَّن وهو نقيضه.
--------------------------------------------
وفوق ذلك وليستيقن الجميع من هذا التعريف, أريد أن أستعرض بعض الآيات التي ذكر الله فيه عبارة ( يعلمون ) وعبارة ( لا يعلمون ), فعند تتبعها وجدت ما يلي:
أولاً: أن الله يصف المشركين بأنهم ( لا يعلمون ).
ثانياً: أن الله يصف الذين أوتوا الكتاب بعبارة ( يعلمون ) وعبارة (كأنهم لا يعلمون).
ثالثاً: وعندما يتكلم عن الناس بشكل عام يقول ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
رابعاً: وعندما يتكلم عن الأميين من أهل الكتاب يصفهم بأنهم يظنون
وفال : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ )
--------------------------------------------
أولاً: فلنتدبر الآيات التي تتحدث عن المشركين:
قال الله تعالى: ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ )
وقال: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ )
وقال: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ )
وقال: (وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ )
وقال: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ )
--------------------------------------------
ثانياً: ولنتدبر الآيات التي تتحدث عن أهل الكتاب:
وقال: (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )
وقال: (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )
وقال: ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )
وقال: (قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا )
وقال: ( وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )
وقال: ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ )
--------------------------------------------
ثالثاً: ولنتدبر الآيات التي تتحدث عن أكثر الناس بشكل عام:
وقال: (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )
وقال: (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )
وقال: (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ )
--------------------------------------------
رابعاً: ولنتدبر الآية التي ذكر الله فيها الأميون من الذين أوتوا الكتاب:
قال: (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ )
فالله تعالى وصف المشركين بأنهم لا يعلمون ووصف الذين أوتوا الكتاب بأنهم
يعلمون, ووصف الأميون من أهل الكتاب بأنهم يظنون, بمعنى أنه ساوى من حيث العلم بينهم وبين المشركين.
--------------------------------------------
إن اللهُ أمر رسولَهُ بإتِّباع ما أوحي إليه, وأمرنا بإتباع القرآن والسنة واعتبرهما عِلْمْ, وهما العلم الموجود بين أيدينا وهما وحدهما اللذان يفيدان العلم ويقوم بهما العلم....
وهنا لا بد من التركيز على ملاحظة مهمة جداً:
إن أي كلمة تأخذ معنى شرعي, يكون المعنى الشرعي في سياق المعنى اللغوي, ويبقى المعنى اللغوي موجوداً في المعنى الشرعي ولا يختفي, بمعنى أن مصطلح العلم يتضمن المعنى اللغوي للعلم وهو المعرفة, وهي معرفة يقينية لأنها من عند الله.
وعليه يكون أي فرد من أفراد العلم يفيد العلم ولا يفيد الظَّن.
--------------------------------------------
قال الله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ )
يتبع
قال الله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ ).
وقال: ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ).
وقال: ( اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ )
هذه الآيات صريحة وواضحة في طلب إتباع القرآن, وحجية القرآن في الأحكام الشرعية.
--------------------------------------------
د:- الآيات التي تأمر بإتباع الرسول وتدل على أن السنة حجة في الأحكام:
فلنتدبر الآيات التالية التي تأمر بإتباع الرسول وتربط بين الإيمان بالله وإتباع الرسول وتربط بين حب الله وإتباع الرسول, كما تربط بين الإيمان بالله ورسوله وإتباع الرسول وبين الهدى.
قال الله تعالى: ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )
وقال: ( فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )
وقال: ( رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ )
هذه الآيات صريحة وواضحة في طلب إتباع الرسول (ص) وصريحة في أن السنة حجة في الأحكام الشرعية.
وعليه فإن القرآن والسنة هما الأمران الوحيدان اللذان جاءا عن طريق الوحي, ويجب أن نئتم بهما فقط ونعمل بما جاءا به من شريعة, ولا يوجد غيرهما.
--------------------------------------------
ذ:- يوجد أمور أخرى أمرنا الله تعالى بإتباعها غير القرآن والرسول:
هذه الأمور جميعها تُعتبر من الدين ومما جاء به الوحي وليست أفراد جاء بها الوحي بشكل مستقل:
قال تعالى: ( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ ).
وقال:( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )
وقال: (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى )
وقال: ( أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ )
وقال: ( فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ )
وقال: ( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )
وقال: ( إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ )
وعليه يكون تعريف العلم وهو نفسه المعنى الشرعي أو الاصطلاحي كما يلي:
العلم: هو كل ما جاء عن طريق الوحي
وهذا هو المعنى الشرعي للعلم, ويقابله الظَّن وهو نقيضه.
--------------------------------------------
وفوق ذلك وليستيقن الجميع من هذا التعريف, أريد أن أستعرض بعض الآيات التي ذكر الله فيه عبارة ( يعلمون ) وعبارة ( لا يعلمون ), فعند تتبعها وجدت ما يلي:
أولاً: أن الله يصف المشركين بأنهم ( لا يعلمون ).
ثانياً: أن الله يصف الذين أوتوا الكتاب بعبارة ( يعلمون ) وعبارة (كأنهم لا يعلمون).
ثالثاً: وعندما يتكلم عن الناس بشكل عام يقول ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
رابعاً: وعندما يتكلم عن الأميين من أهل الكتاب يصفهم بأنهم يظنون
وفال : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ )
--------------------------------------------
أولاً: فلنتدبر الآيات التي تتحدث عن المشركين:
قال الله تعالى: ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ )
وقال: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ )
وقال: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ )
وقال: (وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ )
وقال: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ )
--------------------------------------------
ثانياً: ولنتدبر الآيات التي تتحدث عن أهل الكتاب:
وقال: (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )
وقال: (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )
وقال: ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )
وقال: (قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا )
وقال: ( وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )
وقال: ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ )
--------------------------------------------
ثالثاً: ولنتدبر الآيات التي تتحدث عن أكثر الناس بشكل عام:
وقال: (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )
وقال: (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )
وقال: (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ )
--------------------------------------------
رابعاً: ولنتدبر الآية التي ذكر الله فيها الأميون من الذين أوتوا الكتاب:
قال: (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ )
فالله تعالى وصف المشركين بأنهم لا يعلمون ووصف الذين أوتوا الكتاب بأنهم
يعلمون, ووصف الأميون من أهل الكتاب بأنهم يظنون, بمعنى أنه ساوى من حيث العلم بينهم وبين المشركين.
--------------------------------------------
إن اللهُ أمر رسولَهُ بإتِّباع ما أوحي إليه, وأمرنا بإتباع القرآن والسنة واعتبرهما عِلْمْ, وهما العلم الموجود بين أيدينا وهما وحدهما اللذان يفيدان العلم ويقوم بهما العلم....
وهنا لا بد من التركيز على ملاحظة مهمة جداً:
إن أي كلمة تأخذ معنى شرعي, يكون المعنى الشرعي في سياق المعنى اللغوي, ويبقى المعنى اللغوي موجوداً في المعنى الشرعي ولا يختفي, بمعنى أن مصطلح العلم يتضمن المعنى اللغوي للعلم وهو المعرفة, وهي معرفة يقينية لأنها من عند الله.
وعليه يكون أي فرد من أفراد العلم يفيد العلم ولا يفيد الظَّن.
--------------------------------------------
قال الله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ )
يتبع