الفاروق
26-08-2012, 11:17 PM
ب:- الآيات التي وردت فيها كلمة العلم بالمعنى اللغوي:
قال الله تعالى: ( قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ )
وقال: ( قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ )
وقال: ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ )
وقال: ( أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ )
وقال: ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
وقال: ( وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
لقد جاءت كلمة العلم في جميع الآيات أعلاه بالمعنى اللغوي وهو المعرفة وهو نقيض الجهل والله يقول أن المعرفة كلها عند الله.
--------------------------------------------
ثانياً: المعنى أو الاصطلاح الشرعي لكلمة العلم:
أ:- الآيات التي وردت فيها كلمة العلم بالمعنى الشرعي:
قالَ الله تعالى:
(وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ) وقال:
(وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ )
وقال: (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ )
فالله تعالى يقول (مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) ويقول (بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) ويقول: ( بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ )
فما الذي جاء الرسول من العلم؟ وكيف جاءه هذا العلم؟
ولماذا قال جاءك من العلم ولم يقل (الذي أُنزل إليك من العلم)؟
--------------------------------------------
ب:- ما الذي جاء الرسول (ص) من العِلْمْ؟:
قال الله تعالى: (الرَّحْمَنُ (*) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (*) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (*) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ )
فالله تعالى عَلَّمَ الْقُرْآَنَ والقرآن نعرفه, وأيضاً علم البيان فما هو البيان؟
إن البيان المذكور في قول الله (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) هو بيان ما أنزل الله تعالى من القرآن وقد بين الله لنا ما هو البيان في قوله تعالى:
( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (*) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (*) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ )
فالبيان هو بيان ما جاء في القرآن, والله سبحانه وتعالى تولى بيان القرآن وكلف الرسول (ص) بمهمة توصيل هذا البيان للناس قولاً وعملاً كما كلفه بمهمة تبليغ القرآن:
قال الله تعالى: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ )
وقال: ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )
وقال: (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
هذا هو العلم الذي جاء للرسول (ص) القرآن وبيان القرآن الذي سمي بالسنة, فالسنة ما هي إلا بيان للقرآن قولاً وفعلاً وتقريراً.
وليست السنة كل ما ورد عن الرسول من قول أو فعل أو تقرير.
وقد ذكر الله تعالى القرآن وبيان القرآن بعد كلمة عَلَّمَ, (عَلَّمَ الْقُرْآَنَ ), ( عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ).
فالقرآن وبيان القرآن هما العلم الذي جاء للرسول (ص).
ت:- من الذي جاء الرسول (ص) بالعلم؟:
قال الله تعالى: (الرَّحْمَنُ (*) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (*) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (*) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ )
فالله تعالى يقول: (عَلَّمَ الْقُرْآَنَ ) ويقول (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) وهذا هو العلم الذي جاء للرسول (ص), أما من الذي باشر عملية التعليم بأمر الله فهو الروح الأمين جبريل عليه السلام حيث يقول الله تعالى:
( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (*) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (*) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (*) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى )
إن هذه آيات تبين صراحةً ما هو العلم الذي علمه الله تعالى للرسول (ص) وكذلك تبين من الذي باشر التعليم وهو نفسه الذي نَزَلَ بالقرآن على قلب الرسول.
قال تعالى: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ) وقال: ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ )
وقال: ( قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ )
وكذلك يقول الله تعالى عن اتِّصاله تعالى بالبشر:
( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (*) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ).
--------------------------------------------
ث:- أما لماذا قال الله (بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) ولم يقل (بعد الذي أُنزل اليك من العلم)؟ فالجواب كما يلي:
إن القرآن كلام الله أَنزله تنزيلاً لفظاً ومعنى قال تعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا ), أما السنة فهي وحي ولم تُنزّل تنزيلاً لفظاً ومعنى بل أوحي إلى الرسول بالمعنى والرسول قاله بألفاظ من عنده أو عمل به وطلب الله منا إتِّباعه فيها, ولو قال (بعد الذي أُنزل اليك من العلم) لدل فقط على القرآن, بل قال (بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) وقال (بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) فكان العلم يشمل كل ما جاء للرسول وحياً وهو القرآن وبيان القرآن.
------------------------------------------
ج:- الآيات التي تأمر الرسول (ص) بإتِّباع ما أوحي إليه عموماً:
قال الله تعالى: ( اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ).
وقال: ( قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي )
فالله تعالى أَمَرَ الرسول (ص) بإِتِّبَاع ما أوحي إليه عموماً أي كل ما جاءه وحياً, وهو الذي سماه واصْطَلَحَ عليه بالعِلْمْ.
--------------------------------------------
ح:- الآيات التي تأمر بالإيمان بما أنزل الله أي بما جاء في القرآن وتدل على أن القرآن حجة في الاعتقاد: قال الله تعالى:
( آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )
وقال: ( رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ )
هذه الآيات صريحة وواضحة في طلب الإيمان بما جاء في القرآن, وحجية القرآن في الإيمان.
يتبع
قال الله تعالى: ( قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ )
وقال: ( قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ )
وقال: ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ )
وقال: ( أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ )
وقال: ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
وقال: ( وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
لقد جاءت كلمة العلم في جميع الآيات أعلاه بالمعنى اللغوي وهو المعرفة وهو نقيض الجهل والله يقول أن المعرفة كلها عند الله.
--------------------------------------------
ثانياً: المعنى أو الاصطلاح الشرعي لكلمة العلم:
أ:- الآيات التي وردت فيها كلمة العلم بالمعنى الشرعي:
قالَ الله تعالى:
(وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ) وقال:
(وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ )
وقال: (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ )
فالله تعالى يقول (مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) ويقول (بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) ويقول: ( بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ )
فما الذي جاء الرسول من العلم؟ وكيف جاءه هذا العلم؟
ولماذا قال جاءك من العلم ولم يقل (الذي أُنزل إليك من العلم)؟
--------------------------------------------
ب:- ما الذي جاء الرسول (ص) من العِلْمْ؟:
قال الله تعالى: (الرَّحْمَنُ (*) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (*) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (*) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ )
فالله تعالى عَلَّمَ الْقُرْآَنَ والقرآن نعرفه, وأيضاً علم البيان فما هو البيان؟
إن البيان المذكور في قول الله (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) هو بيان ما أنزل الله تعالى من القرآن وقد بين الله لنا ما هو البيان في قوله تعالى:
( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (*) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (*) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ )
فالبيان هو بيان ما جاء في القرآن, والله سبحانه وتعالى تولى بيان القرآن وكلف الرسول (ص) بمهمة توصيل هذا البيان للناس قولاً وعملاً كما كلفه بمهمة تبليغ القرآن:
قال الله تعالى: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ )
وقال: ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )
وقال: (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
هذا هو العلم الذي جاء للرسول (ص) القرآن وبيان القرآن الذي سمي بالسنة, فالسنة ما هي إلا بيان للقرآن قولاً وفعلاً وتقريراً.
وليست السنة كل ما ورد عن الرسول من قول أو فعل أو تقرير.
وقد ذكر الله تعالى القرآن وبيان القرآن بعد كلمة عَلَّمَ, (عَلَّمَ الْقُرْآَنَ ), ( عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ).
فالقرآن وبيان القرآن هما العلم الذي جاء للرسول (ص).
ت:- من الذي جاء الرسول (ص) بالعلم؟:
قال الله تعالى: (الرَّحْمَنُ (*) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (*) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (*) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ )
فالله تعالى يقول: (عَلَّمَ الْقُرْآَنَ ) ويقول (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) وهذا هو العلم الذي جاء للرسول (ص), أما من الذي باشر عملية التعليم بأمر الله فهو الروح الأمين جبريل عليه السلام حيث يقول الله تعالى:
( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (*) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (*) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (*) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى )
إن هذه آيات تبين صراحةً ما هو العلم الذي علمه الله تعالى للرسول (ص) وكذلك تبين من الذي باشر التعليم وهو نفسه الذي نَزَلَ بالقرآن على قلب الرسول.
قال تعالى: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ) وقال: ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ )
وقال: ( قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ )
وكذلك يقول الله تعالى عن اتِّصاله تعالى بالبشر:
( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (*) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ).
--------------------------------------------
ث:- أما لماذا قال الله (بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) ولم يقل (بعد الذي أُنزل اليك من العلم)؟ فالجواب كما يلي:
إن القرآن كلام الله أَنزله تنزيلاً لفظاً ومعنى قال تعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا ), أما السنة فهي وحي ولم تُنزّل تنزيلاً لفظاً ومعنى بل أوحي إلى الرسول بالمعنى والرسول قاله بألفاظ من عنده أو عمل به وطلب الله منا إتِّباعه فيها, ولو قال (بعد الذي أُنزل اليك من العلم) لدل فقط على القرآن, بل قال (بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) وقال (بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) فكان العلم يشمل كل ما جاء للرسول وحياً وهو القرآن وبيان القرآن.
------------------------------------------
ج:- الآيات التي تأمر الرسول (ص) بإتِّباع ما أوحي إليه عموماً:
قال الله تعالى: ( اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ).
وقال: ( قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي )
فالله تعالى أَمَرَ الرسول (ص) بإِتِّبَاع ما أوحي إليه عموماً أي كل ما جاءه وحياً, وهو الذي سماه واصْطَلَحَ عليه بالعِلْمْ.
--------------------------------------------
ح:- الآيات التي تأمر بالإيمان بما أنزل الله أي بما جاء في القرآن وتدل على أن القرآن حجة في الاعتقاد: قال الله تعالى:
( آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )
وقال: ( رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ )
هذه الآيات صريحة وواضحة في طلب الإيمان بما جاء في القرآن, وحجية القرآن في الإيمان.
يتبع