المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من كتاب نظرات سياسية لحزب التحرير



ابو رغد
22-08-2012, 06:00 PM
إن إنجلترا الآن في سبعينات القرن العشرين دولة ضعيفة دولياً، ولكنها قوية واقعياً، فميزتاها المعروفتان لا تزالان موجودتين لديها، والشعوب التي كانت مستعمرات لها، لا يزال أكثرها في قبضة يدها تحت اسم الكومنولث، والبلاد الإسلامية لا يزال أكثرها تحت نفوذها أو تحت سيطرتها، والدول الأوروبية التي اعتادت جرها وراءها لا يزال القسم الأعظم منها في ولاء تقليدي لها، أو في صداقة تقليدية معها، وأميركا، مع كونها صارت تنافس إنجلترا وتحاول تقليص حجمها، ولكنها مع ذلك لا تزال المعينة لها في الحياة، والحامية لها من الاندثار والزوال. ولذلك فإن ضعفها دولياً لا يعتبر طرداً لها نهائياً من المجال الدولي، بل هو عملية قامت بها روسيا وأميركا، بالأساليب الدولية، لا بقطع الشرايين التي تمدها بالحياة والقوة، وتضمن لها البقاء واستئناف السير.
لذلك لا يصح أن ينظر لإنجلترا نظرة استضعاف، ولا يصح أن يعتبر ضعفها الدولي دليلاً على ضعفها الحقيقي، بل يجب أن يفرق في النظرة إليها بين حالها دولياً، وبين حالها في مقومات قوتها الحقيقية.

ابو رغد
22-08-2012, 06:02 PM
لا يوجد شعب على ظهر هذه المعمورة يمتاز بشكل حاد بالمكر والذكاء والخبث والدهاء مثل الشعب الانجليزي، فالشعب الانجليزي يعيش على جزيرة في عرض البحر ويمتهن الصيد في كثيرا من حقبه التاريخية، وهو شعب ضعيف من الناحية الجغرافية والامكانات بالمقارنة مع بعض الدول المؤثرة في السياسية الدولية، ومع ذلك كون امبروطرية لا تغيب عنها الشمس، وحتى اليوم بعد ان طرد الامريكان النفوذ البريطاني من الكثير من المناطق ما زال يعبث في السياسة الدولية وله تأثير في القرارات العالمية، وسبب ذلك صفاته السالفة الذكر، فهو يقاتل لاخر جندي فرنسي وعربي واميركي، ومن سياساته وضع قدم في اروبا وقدم في امريكا، فهو عنده القدرة للتلون واقتناص الفرص واستغلال الظروف وقلب الحقائق، فهو صاحب فكرة فرق تسد، وهو الذي ساهم في ايجاد الموسونية، وهو الذي فتت الامة الاسلامية، وهو الذي اوجد فكرة الجامعة العربية والاسلامية لتكريس التفرقة، وهو الذي جر امريكا لمستنقع الافغان والعراق، وهو الذي اوجد دولة يهود على ارض فلسطين، وهو الذي اوجد طريقة تفكير لبعض الحركات التحررية العلمانية والاسلامية تمتاز بالحماقة، وهو الذي ساهم في حرف الربيع العربي، وهو الذي اوجد عائلات باكملها تعمل لصالحه، كعائلة الهاشميين في الاردن ونسيبة والنشاشبي في فلسطين وآل سعود في الحجاز وال الصباح في الكويت والمكتوم في الامارات وآل خليفة في قطر .... الخ، ان الدهاء جعله يربط عائلات بجملتها في سياساته وهذا لم تفعله دولة منذ فجر التاريخ