عبد الواحد جعفر
18-08-2012, 01:01 AM
سلسلة من الكلمات ألقاها شباب حزب التحرير في المساجد في الأردن خلال شهر رمضان المبارك من عام 1433هـ
الرأي الآخر
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبيّنا الكريم، وعلى آل بيته، وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين
أما بعد،
يقول الحق، تعالى ذِكره، وجلّ ثناؤه: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾
إخوة الإسلام
ما أن صدع نبيُّنا عليه الصلاة والسلام بدعوة الإسلام، حتى بدأ الكيد لهذا الدين العظيم ولأتباعه المخلصين.
ها هو القرآن يرصد إحدى حالات هذا الكيد: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ﴾ صُمّوا آذانكم عن الحق ولا تستمعوا إليه. فقط؟ لا! ﴿وَالْغَوْا فِيهِ﴾ هاجموا أفكاره، ادّعوا عدم صلاحية أحكامه لحلِّ مشاكل الإنسان. ﴿لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ أي: لعلّكم تؤثّروا على المستمعين إليه فينصرفوا عنه.
واستمر كيد الكفار، عبرَ كل زمان.
وفي زماننا هذا، تتعرض فيه أمّتنا الإسلامية إلى كيدٍ من نوعٍ جديد، يتمثل في ترويج شعاراتٍ وأفكار، جميلةٌ ألفاظها، محبَّبة معانيها، مثل فكرة "قبول الرأي الآخر" أو "احترام الرأي الآخر"، بحجّة تفاوت الناس في الأفهام، واختلاف الناس في وجهات النظر.
حتى إذا تقبّلنا هذه الفكرة، وأصبحنا نردّدها، جُعلت مَدخَلاً لكل فكر.. لكل رأي.. لكل قوْل، حتى ولو كان كُفراً.
فمن يرسم لوحةً، أو يكتبُ روايةً، يتعرض فيها لرسول الله، علينا احترام رأيه الأدبي.
ومن ينادي بأن السيادة للشعب وليست للشرع، علينا احترام رأيه الفكري.
ومن يطالب بتداول السلطة، حتى لو استلمها قبطي أو علماني، علينا احترام رأيه السياسي.
وهكذا، حتى لا تبقى فكرة من أفكار الكفر، إلاّ وكان علينا احترامُها، تحت شعار "احترام الرأي الآخر".
فما هو رأي الإسلام في هذه الفكرة؟
ذكرت كتب التفسير، وبمناسبة نزولِ قولِه تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾- أن سيدنا أبا بكر رضي الله عنه، سمع أحدُ أحبارِ يهود وهو يقول: إن الله فقير ونحن أغنياء، وما نتضرع إليه كما يتضرعُ هو إلينا، وأن الله ينهانا عن الربا ثم هو يرابي. فغضِب أبو بكر، ولم يحترِم رأيه، ولم يَقُل له هذا رأيُك وأنت حُرٌّ فيه، بل ضرَبه على وجهه، وقال له: والذي نفسي بيده، لولا العهد الذي بيننا وبينكم لضربتُ عنقك يا عدو الله. وعندما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يُنكِر على أبي بكر فِعلَه، ولا وَبّخه. فكان إقرارُ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا توجيهاً لنا معشر المسلمين إلى كيفية التعامل مع كل شخص أو فكرة تتعرض لأفكار الإسلام أو أحكام الإسلام.
إخوة الإيمان
إن عدوَّنا خبيثٌ، لكنه ذكي، لذلك يَحرص على أن يمرّر أفكاره بخديعة كبرى يمارسُها، وهي تزيين أفكار الكُفر، حتى بالآيات والأحاديث، لكي نَقبلَ هذه الأفكار قبولاً حَسَناً، ونردّدها عن طِيبِ خاطر.
وإن مسؤوليتنا تجاه ديننا وتجاه أمّتنا، تقتضي أن نتصدى لهذه الأفكار والشعارات، بالوعي على حقيقتها وحقيقة المراد منها، وتحذير أمّتنا من خطورتها، متمثلين قولَ نبيّنا عليه الصلاة والسلام: "أنت على ثغرة من ثُغرِ الإسلام، فلا يُؤتَيَنَّ مِن قِبَلِك".
سائلاً الله العلي القدير، أن يَجعلنا أتباعاً للحق حيث كان، وأن يَجعلنا صادعين بالحق حيث كنّا، وأن يثبّت قلوبنا وأقدامنا.
الرأي الآخر
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبيّنا الكريم، وعلى آل بيته، وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين
أما بعد،
يقول الحق، تعالى ذِكره، وجلّ ثناؤه: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾
إخوة الإسلام
ما أن صدع نبيُّنا عليه الصلاة والسلام بدعوة الإسلام، حتى بدأ الكيد لهذا الدين العظيم ولأتباعه المخلصين.
ها هو القرآن يرصد إحدى حالات هذا الكيد: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ﴾ صُمّوا آذانكم عن الحق ولا تستمعوا إليه. فقط؟ لا! ﴿وَالْغَوْا فِيهِ﴾ هاجموا أفكاره، ادّعوا عدم صلاحية أحكامه لحلِّ مشاكل الإنسان. ﴿لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ أي: لعلّكم تؤثّروا على المستمعين إليه فينصرفوا عنه.
واستمر كيد الكفار، عبرَ كل زمان.
وفي زماننا هذا، تتعرض فيه أمّتنا الإسلامية إلى كيدٍ من نوعٍ جديد، يتمثل في ترويج شعاراتٍ وأفكار، جميلةٌ ألفاظها، محبَّبة معانيها، مثل فكرة "قبول الرأي الآخر" أو "احترام الرأي الآخر"، بحجّة تفاوت الناس في الأفهام، واختلاف الناس في وجهات النظر.
حتى إذا تقبّلنا هذه الفكرة، وأصبحنا نردّدها، جُعلت مَدخَلاً لكل فكر.. لكل رأي.. لكل قوْل، حتى ولو كان كُفراً.
فمن يرسم لوحةً، أو يكتبُ روايةً، يتعرض فيها لرسول الله، علينا احترام رأيه الأدبي.
ومن ينادي بأن السيادة للشعب وليست للشرع، علينا احترام رأيه الفكري.
ومن يطالب بتداول السلطة، حتى لو استلمها قبطي أو علماني، علينا احترام رأيه السياسي.
وهكذا، حتى لا تبقى فكرة من أفكار الكفر، إلاّ وكان علينا احترامُها، تحت شعار "احترام الرأي الآخر".
فما هو رأي الإسلام في هذه الفكرة؟
ذكرت كتب التفسير، وبمناسبة نزولِ قولِه تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾- أن سيدنا أبا بكر رضي الله عنه، سمع أحدُ أحبارِ يهود وهو يقول: إن الله فقير ونحن أغنياء، وما نتضرع إليه كما يتضرعُ هو إلينا، وأن الله ينهانا عن الربا ثم هو يرابي. فغضِب أبو بكر، ولم يحترِم رأيه، ولم يَقُل له هذا رأيُك وأنت حُرٌّ فيه، بل ضرَبه على وجهه، وقال له: والذي نفسي بيده، لولا العهد الذي بيننا وبينكم لضربتُ عنقك يا عدو الله. وعندما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يُنكِر على أبي بكر فِعلَه، ولا وَبّخه. فكان إقرارُ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا توجيهاً لنا معشر المسلمين إلى كيفية التعامل مع كل شخص أو فكرة تتعرض لأفكار الإسلام أو أحكام الإسلام.
إخوة الإيمان
إن عدوَّنا خبيثٌ، لكنه ذكي، لذلك يَحرص على أن يمرّر أفكاره بخديعة كبرى يمارسُها، وهي تزيين أفكار الكُفر، حتى بالآيات والأحاديث، لكي نَقبلَ هذه الأفكار قبولاً حَسَناً، ونردّدها عن طِيبِ خاطر.
وإن مسؤوليتنا تجاه ديننا وتجاه أمّتنا، تقتضي أن نتصدى لهذه الأفكار والشعارات، بالوعي على حقيقتها وحقيقة المراد منها، وتحذير أمّتنا من خطورتها، متمثلين قولَ نبيّنا عليه الصلاة والسلام: "أنت على ثغرة من ثُغرِ الإسلام، فلا يُؤتَيَنَّ مِن قِبَلِك".
سائلاً الله العلي القدير، أن يَجعلنا أتباعاً للحق حيث كان، وأن يَجعلنا صادعين بالحق حيث كنّا، وأن يثبّت قلوبنا وأقدامنا.