عبد الواحد جعفر
15-08-2012, 02:49 AM
سلسلة من الكلمات ألقاها شباب حزب التحرير في مساجد عمان في شهر رمضان المبارك من عام 1433هـ
ماذا ينقمون منا؟!!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسولنا الكريم، وعلى آله، وصحبه، ومن اهتدى بهديه
أما بعد،
يقول الحق، تعالى ذِكره وجلّ ثناؤه: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾
إخوة الإسلام
ما أن صدع نبيّنا عليه الصلاة والسلام بأمرِ ربّه، حتى ناصبته قريش أشدّ العداء.
تُرى ما الذي نَقِمَه الكفار من محمد؟ هل نقَموا منه أنه يصلي، هل نقَموا منه أنه يأمر بصلة الأرحام ويوصي بالجار. هل نقَموا منه أنه ينهى عن السرقة والزنا؟
لا والله، ما نقَموا منه هذا ولا ذاك، وإنّما نقَموا منه أنه يريد أن يجعل الإسلامَ منهاج حياة، يريد أن ينظم العلاقة بين الزوجين بأحكام الله، يريد أن ينظم العلاقة بين البائع والمشتري بأحكام الله، يريد أن ينظم العلاقة بين الراعي والرعية بأحكام الله، يريد أن يجعل الحاكمية في كل صغيرة وكبيرة لله؛ وهذا مدلولُ كلمة السيادة للشرع.
هذا ما نَقَمَه الكفار من محمد، وهذا بالضبط ما ينقِمُه منا كفارُ اليوم.
فإنهم لا يَخشوْن أن يزداد عدد المصلين في المساجد، ولا أن يزداد عدد حفّاظ القرآن في بلاد الإسلام، مع فضلِ ارتياد بيوت الله وحفظ كتاب الله؛ ولكنهم لا يخشون ذلك.
ها هي المساجد تَشهَد زيادة في عدد روّادها، وها هي مراكز حفظ القرآن تملأ بلاد الإسلام، ومع ذلك، ها هم أعداءُ أمّتنا قد ازدادوا تحكّماً في حياتِنا، في ثقافتنا، في مقدّراتنا، بل وفي دمائنا.
إذن، ما يخشاه منّا أعداء أمّتنا حقاً، هو ذاتُه ما خشيه الكفار من دعوة محمد صلى الله عليه وسلم: أن نعيدَ الإسلامَ منهاجَ حياةٍ لنا: أن نجعل مناهجَ تعليمِنا على أساس الإسلام وحده، أن نبني اقتصادنا على أساس الإسلام وحده، أن يَحكُم قضاتُنا بأحكام الإسلام وحده، أن تكون لنا دولة تحتكم في علاقتها مع باقي الدول إلى أحكام الإسلام، فتحمل رسالة الإسلام رسالة هدى إلى العالم عن طريق الجهاد.
هذا ما يخشاه أعداء أمّتنا، لذلك، حرِصوا أشد الحِرص على حرفِنا عن هذا المنهج، فأعدوا لنا خديعة كبرى، هيّئوا من خلالها شعارات زُيّنت لنا: المطالبة بالحريات، بالديمقراطية، بمكافحة الفساد، بمحاربة الفقر، بدولة مدنية، وغيرها، فقط ليضلّونا عن مطلبنا الحقيقي، عن قضيتنا الأساسية؛ وهي المطالبة بتطبيق الإسلام.
ونحن، إذا انجرفنا وراء خديعتهم الكبرى، فأصبحنا نردّد هذه الشعارات والأفكار، أو إذا اكتفيْنا بمخاطبة أمّتنا ببعضِ أحكام الإسلام: نواقض الوضوء، مفسدات الصيام، زيارة المريض، بر الوالدين، إن نحنُ فعلنا ذلك، فلننعم عندها بحياة ذلّ، ها نحن نعيشُها.
أمّا عندما نلتزم بنهج القرآن، ونسير على خطى نبيّنا عليه الصلاة والسلام، فنخاطِب أمّتنا بما يُكاد لنا من أعدائنا، ونحذّرها من خطورة فكرة التعددية السياسية أو تداول السلطة أو القبول بالرأي الآخر، ونبيّن لها كيفية مخالفتها للإسلام. وعندما نبيّن لأمّتنا قضيتنا المصيرية، بأنه لا عزّة ولا كرامة لنا إلا بالعمل لإعادة الإسلام من جديد في واقع الحياة، كمنهج حياة، بإيجاد خلافة راشدة، على منهاج النبوة، تطبّقُ كلَّ شرعٍ الله.
عندها، وعندها فقط، ستعود هذه الأمّة إلى مجدها الذي اشتقنا إليه، وستسعد البشرية من جديد، كما سعدت 13 قرناً، بأحكام الإسلام، بنور الإسلام، بعدل الإسلام.
هذا هو طريق النجاة، هذا هو طريق المصطفى ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.
اللهم أعِزّنا بالإسلام، وأعِزَّ الإسلامَ بنا، اللهم ثبّت قلوبنا وأقدامنا، اللهم هيئ لأمّتنا من أمرِها رشدا.
ماذا ينقمون منا؟!!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسولنا الكريم، وعلى آله، وصحبه، ومن اهتدى بهديه
أما بعد،
يقول الحق، تعالى ذِكره وجلّ ثناؤه: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾
إخوة الإسلام
ما أن صدع نبيّنا عليه الصلاة والسلام بأمرِ ربّه، حتى ناصبته قريش أشدّ العداء.
تُرى ما الذي نَقِمَه الكفار من محمد؟ هل نقَموا منه أنه يصلي، هل نقَموا منه أنه يأمر بصلة الأرحام ويوصي بالجار. هل نقَموا منه أنه ينهى عن السرقة والزنا؟
لا والله، ما نقَموا منه هذا ولا ذاك، وإنّما نقَموا منه أنه يريد أن يجعل الإسلامَ منهاج حياة، يريد أن ينظم العلاقة بين الزوجين بأحكام الله، يريد أن ينظم العلاقة بين البائع والمشتري بأحكام الله، يريد أن ينظم العلاقة بين الراعي والرعية بأحكام الله، يريد أن يجعل الحاكمية في كل صغيرة وكبيرة لله؛ وهذا مدلولُ كلمة السيادة للشرع.
هذا ما نَقَمَه الكفار من محمد، وهذا بالضبط ما ينقِمُه منا كفارُ اليوم.
فإنهم لا يَخشوْن أن يزداد عدد المصلين في المساجد، ولا أن يزداد عدد حفّاظ القرآن في بلاد الإسلام، مع فضلِ ارتياد بيوت الله وحفظ كتاب الله؛ ولكنهم لا يخشون ذلك.
ها هي المساجد تَشهَد زيادة في عدد روّادها، وها هي مراكز حفظ القرآن تملأ بلاد الإسلام، ومع ذلك، ها هم أعداءُ أمّتنا قد ازدادوا تحكّماً في حياتِنا، في ثقافتنا، في مقدّراتنا، بل وفي دمائنا.
إذن، ما يخشاه منّا أعداء أمّتنا حقاً، هو ذاتُه ما خشيه الكفار من دعوة محمد صلى الله عليه وسلم: أن نعيدَ الإسلامَ منهاجَ حياةٍ لنا: أن نجعل مناهجَ تعليمِنا على أساس الإسلام وحده، أن نبني اقتصادنا على أساس الإسلام وحده، أن يَحكُم قضاتُنا بأحكام الإسلام وحده، أن تكون لنا دولة تحتكم في علاقتها مع باقي الدول إلى أحكام الإسلام، فتحمل رسالة الإسلام رسالة هدى إلى العالم عن طريق الجهاد.
هذا ما يخشاه أعداء أمّتنا، لذلك، حرِصوا أشد الحِرص على حرفِنا عن هذا المنهج، فأعدوا لنا خديعة كبرى، هيّئوا من خلالها شعارات زُيّنت لنا: المطالبة بالحريات، بالديمقراطية، بمكافحة الفساد، بمحاربة الفقر، بدولة مدنية، وغيرها، فقط ليضلّونا عن مطلبنا الحقيقي، عن قضيتنا الأساسية؛ وهي المطالبة بتطبيق الإسلام.
ونحن، إذا انجرفنا وراء خديعتهم الكبرى، فأصبحنا نردّد هذه الشعارات والأفكار، أو إذا اكتفيْنا بمخاطبة أمّتنا ببعضِ أحكام الإسلام: نواقض الوضوء، مفسدات الصيام، زيارة المريض، بر الوالدين، إن نحنُ فعلنا ذلك، فلننعم عندها بحياة ذلّ، ها نحن نعيشُها.
أمّا عندما نلتزم بنهج القرآن، ونسير على خطى نبيّنا عليه الصلاة والسلام، فنخاطِب أمّتنا بما يُكاد لنا من أعدائنا، ونحذّرها من خطورة فكرة التعددية السياسية أو تداول السلطة أو القبول بالرأي الآخر، ونبيّن لها كيفية مخالفتها للإسلام. وعندما نبيّن لأمّتنا قضيتنا المصيرية، بأنه لا عزّة ولا كرامة لنا إلا بالعمل لإعادة الإسلام من جديد في واقع الحياة، كمنهج حياة، بإيجاد خلافة راشدة، على منهاج النبوة، تطبّقُ كلَّ شرعٍ الله.
عندها، وعندها فقط، ستعود هذه الأمّة إلى مجدها الذي اشتقنا إليه، وستسعد البشرية من جديد، كما سعدت 13 قرناً، بأحكام الإسلام، بنور الإسلام، بعدل الإسلام.
هذا هو طريق النجاة، هذا هو طريق المصطفى ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.
اللهم أعِزّنا بالإسلام، وأعِزَّ الإسلامَ بنا، اللهم ثبّت قلوبنا وأقدامنا، اللهم هيئ لأمّتنا من أمرِها رشدا.