عبد الواحد جعفر
14-08-2012, 01:33 AM
الخلافة والدولة المدنية
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على إمام المتقين، وعلى آل بيته وصحبه ومن اهتدى بهديه
أما بعد،
يقول المولى عزّ وجلّ: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾
إخوة الإسلام
أنعم الله عزّ وجلّ على البشرية جمعاء في هذا الشهر المبارك أن أنزل القرآن، وقد أمر الله عزّ وجلّ أن نستظل بظله، وأن نعمل على إظهار أحكامه، وأن نجعل الإسلام يهيمن على الحياة، وهذا معنى أن السيادة للشرع، وأن نجعل الكفار يخضعوا لأحكام الإسلام وسلطانه صاغرين.
وهذا ما كان عليه الناس في ظل سلطان الإسلام على مدار 1300 عام من الحكم بالإسلام، فقد رُوي أن المقوقس أرسل إلى سيدنا عمرو بن العاص وفداً لمعرفة ما يريده المسلمون من غزو مصر، فقال عمرو للوفد: إنه ليس بيني وبينكم إلاّ إحدى ثلاث خصال:
إما أن دخلتم في الإسلام فكنتم إخواننا، وكان لكم ما لنا، وإن أبيتم فأعطيتمُ الجزية عن يدٍ وأنتم صاغرون، وإما أن جاهدناكم بالصبر والقتال حتى يحكم الله بيننا وبينكم، وهو خير الحاكمين.
فلمّا جاءت رسل المقوقس إليه قال: كيف رأيتموهم؟ قالوا: رأينا قوماً الموتُ أحب إلى أحدهم من الحياة. والتواضع أحب إليهم من الرفعة، ليس لاحدهم في الدنيا رغبة، ولا نَهْمة، وإنّما جلوسهم على التراب، وأكلُهم على ركبهم، وأميرهم كواحد منهم، ما يُعرف رفيعهم من وضيعهم، ولا السيد من العبد، وإذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها منهم أحد. فقال عند ذلك المقوقس: والذي يُحلف به، لو أن هؤلاء استقبلوا الجبال لأزالوها، وما يقوى على قتال هؤلاء أحد.
إخوتي في الله..
لقد سُقتُ لكم هذه الرواية، لكي أذكر نفسي وإياكم، بأننا مسؤولون عن إيجاد الإسلام في معترك الحياة، وأننا مسؤولون عن حمل رسالة الإسلام إلى العالم عن طريق الجهاد.
كما سُقتُ لكم هذه الرواية، حتى ألفتَ النظر إلى الفرق الشاسع بين الخلافة الإسلامية وبين الدولة المدنية.
ففي الإسلام تكون السيادة للشرع لا للشعب. وفي دولة الإسلام لا يجوز أن يكون الحاكمُ قبطياً أو امرأة، لقوله عزّ وجلّ: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاَ﴾، ولقول رسولنا عليه الصلاة والسلام: "لن يُفلِحَ قومٌ وَلّوا أمرهم امرأة". وفي دولة الإسلام، الكفار أهل ذمّة يَدفعون الجزية ويخضعون لأحكام الإسلام.
يقول الله عزّ وجلّ: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾، ويقول: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾.
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على إمام المتقين، وعلى آل بيته وصحبه ومن اهتدى بهديه
أما بعد،
يقول المولى عزّ وجلّ: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾
إخوة الإسلام
أنعم الله عزّ وجلّ على البشرية جمعاء في هذا الشهر المبارك أن أنزل القرآن، وقد أمر الله عزّ وجلّ أن نستظل بظله، وأن نعمل على إظهار أحكامه، وأن نجعل الإسلام يهيمن على الحياة، وهذا معنى أن السيادة للشرع، وأن نجعل الكفار يخضعوا لأحكام الإسلام وسلطانه صاغرين.
وهذا ما كان عليه الناس في ظل سلطان الإسلام على مدار 1300 عام من الحكم بالإسلام، فقد رُوي أن المقوقس أرسل إلى سيدنا عمرو بن العاص وفداً لمعرفة ما يريده المسلمون من غزو مصر، فقال عمرو للوفد: إنه ليس بيني وبينكم إلاّ إحدى ثلاث خصال:
إما أن دخلتم في الإسلام فكنتم إخواننا، وكان لكم ما لنا، وإن أبيتم فأعطيتمُ الجزية عن يدٍ وأنتم صاغرون، وإما أن جاهدناكم بالصبر والقتال حتى يحكم الله بيننا وبينكم، وهو خير الحاكمين.
فلمّا جاءت رسل المقوقس إليه قال: كيف رأيتموهم؟ قالوا: رأينا قوماً الموتُ أحب إلى أحدهم من الحياة. والتواضع أحب إليهم من الرفعة، ليس لاحدهم في الدنيا رغبة، ولا نَهْمة، وإنّما جلوسهم على التراب، وأكلُهم على ركبهم، وأميرهم كواحد منهم، ما يُعرف رفيعهم من وضيعهم، ولا السيد من العبد، وإذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها منهم أحد. فقال عند ذلك المقوقس: والذي يُحلف به، لو أن هؤلاء استقبلوا الجبال لأزالوها، وما يقوى على قتال هؤلاء أحد.
إخوتي في الله..
لقد سُقتُ لكم هذه الرواية، لكي أذكر نفسي وإياكم، بأننا مسؤولون عن إيجاد الإسلام في معترك الحياة، وأننا مسؤولون عن حمل رسالة الإسلام إلى العالم عن طريق الجهاد.
كما سُقتُ لكم هذه الرواية، حتى ألفتَ النظر إلى الفرق الشاسع بين الخلافة الإسلامية وبين الدولة المدنية.
ففي الإسلام تكون السيادة للشرع لا للشعب. وفي دولة الإسلام لا يجوز أن يكون الحاكمُ قبطياً أو امرأة، لقوله عزّ وجلّ: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاَ﴾، ولقول رسولنا عليه الصلاة والسلام: "لن يُفلِحَ قومٌ وَلّوا أمرهم امرأة". وفي دولة الإسلام، الكفار أهل ذمّة يَدفعون الجزية ويخضعون لأحكام الإسلام.
يقول الله عزّ وجلّ: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾، ويقول: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾.