عبد الواحد جعفر
08-08-2012, 10:06 PM
سلسلة من الكلمات ألقاها شباب حزب التحرير في مساجد عمان في شهر رمضان المبارك من عام 1433هـ
المصلحة والتدرج
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأوّلين والآخرين نبيّنا محمد ، وعلى آله، وصحبه، ومن سار على دربه
أما بعد،
يقول الحق، تعالى ذِكره، وجلّ ثناؤه: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾
إخوة الإسلام
شهرُ رمضان.. شهرٌ عند الله عظيم: كتب علينا صيامه، وحبّب إلينا قيامه، وطهّر صيامنا بزكاة فطرٍ في ختامه، وجعل الجهاد فيه فرقاناً، وأنزل فيه قرآنا، إن اتبعناه هُدينا وسَعِدنا، وإن أعرضنا عنه شَقينا وضَللنا.
لذلك، أوجب الله علينا في مُحكَم كتابه، أن نلتزم بجميع أحكامه، مهماً بلغت الصعوبات، ومهما كانت المغريات.
ها هم أئمة الكُفر في قريش يجتمعون بنبيّنا عليه الصلاة والسلام ليَحرفوه عن دعوة ربه، فقالوا: إن كنت تريد بهذه الدعوة مالاً جعلناك أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد شرفاً جعلناك سيّداً علينا، وإن كنت تريد مُلكاً ملكناك علينا".
إخوة الإيمان
مصلحة الدعوة -كما ينادي بها بعضُ المسلمين في هذا الزمان- المصلحة تقتضي أن يستجيبَ عليه الصلاة والسلام لمطلبهم، وأن يغتنم هذه الفرصة الذهبية التي سنحت له، فهو فهو سيصبح حاكماً على الناس، عندها يستطيع أن يتدرج في تطبيق الشرع عليهم، إلى أن يتمكن مع الوقت من تطبيق شرع الله كاملاً.
ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحتكم إلى المصلحة، وإنّما احتكم إلى أمر ربه، فأجابهم: "إن الله لم يبعثني ملكاً، وإنما بعثني إليكم رسولاً، وأنزل عليّ كتاباً، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً، فإن تقبلوا مني فهو عزُّكم في الدنيا والآخرة، وإن تُعرِضوا أصبر لأمر الله، حتى يحكم الله بيني وبينكم".
يا أتباع محمد
إن هذا المنهج الذي سار عليه نبيّنا عليه الصلاة والسلام في تغيير واقع أمّته، بل في تغيير البشرية، ليس منهجاً خاصاً به، ولا هو خاصّ بزمانه، فإن الله تعالى يقول: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ﴾ أي: قل يا محمد: إن هذا المنهج الذي أسير عليه لتغيير حال أمتي هو وحيٌ من الله، وليس عن رأي مني، ولا بمشورة من أصحابي، ولا بحسب الظروف المحيطة بي، ﴿أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾، فهو خطاب لنا جميعاً، ونحن نعمل لتغيير واقع أمّتنا، أن نلتزم تماماً بمنهج نبيّنا عليه الصلاة والسلام في التغيير، كما التزمنا تماماً بكيفية صلاته وصيامه وحجه، فلا نتهالك على عروض يقدّمها لنا أعداء أمّتنا، فلا يجوز لنا أن نَحكمَ بدستور وضعي، ولو لمرحلة مؤقتة؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ.. فَأُولَئِكَ هُمُ الظَالِمونَ.. فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقونَ﴾، ولا يجوز لنا أن نطبّق بعض أحكام ربّنا ونؤجل أحكاماً أخرى بحجة التدرج؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾.
فلنحذَر إذن، أن نكون أداةً في يد أعداء أمّتنا. ولنحذّر أمّتنا مما يكاد لها، وممّا تضلَّل به من أفكار تخالف الإسلام، ولنمض على منهج رسولنا عليه الصلاة والسلام، ثابتين على أمر الله حتى يأتينا نصر الله، مستيقنين من صِدق وعد ربنا ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾.
سائلاً الله العليّ العظيم أن يثبّتنا على صراطه المستقيم، وأن يمكّن لنا ديننا الذي ارتضى لنا، وأن يبدّل خوفنا أمناً، وأن يورِثنا الأرض كما وَعدنا، فيمكّننا من إقامة خلافة راشدة، يُعَزُّ فيها دينه، وتُعلى فيها رايته، ويُذَلّ فيها أعداؤه.
المصلحة والتدرج
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأوّلين والآخرين نبيّنا محمد ، وعلى آله، وصحبه، ومن سار على دربه
أما بعد،
يقول الحق، تعالى ذِكره، وجلّ ثناؤه: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾
إخوة الإسلام
شهرُ رمضان.. شهرٌ عند الله عظيم: كتب علينا صيامه، وحبّب إلينا قيامه، وطهّر صيامنا بزكاة فطرٍ في ختامه، وجعل الجهاد فيه فرقاناً، وأنزل فيه قرآنا، إن اتبعناه هُدينا وسَعِدنا، وإن أعرضنا عنه شَقينا وضَللنا.
لذلك، أوجب الله علينا في مُحكَم كتابه، أن نلتزم بجميع أحكامه، مهماً بلغت الصعوبات، ومهما كانت المغريات.
ها هم أئمة الكُفر في قريش يجتمعون بنبيّنا عليه الصلاة والسلام ليَحرفوه عن دعوة ربه، فقالوا: إن كنت تريد بهذه الدعوة مالاً جعلناك أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد شرفاً جعلناك سيّداً علينا، وإن كنت تريد مُلكاً ملكناك علينا".
إخوة الإيمان
مصلحة الدعوة -كما ينادي بها بعضُ المسلمين في هذا الزمان- المصلحة تقتضي أن يستجيبَ عليه الصلاة والسلام لمطلبهم، وأن يغتنم هذه الفرصة الذهبية التي سنحت له، فهو فهو سيصبح حاكماً على الناس، عندها يستطيع أن يتدرج في تطبيق الشرع عليهم، إلى أن يتمكن مع الوقت من تطبيق شرع الله كاملاً.
ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحتكم إلى المصلحة، وإنّما احتكم إلى أمر ربه، فأجابهم: "إن الله لم يبعثني ملكاً، وإنما بعثني إليكم رسولاً، وأنزل عليّ كتاباً، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً، فإن تقبلوا مني فهو عزُّكم في الدنيا والآخرة، وإن تُعرِضوا أصبر لأمر الله، حتى يحكم الله بيني وبينكم".
يا أتباع محمد
إن هذا المنهج الذي سار عليه نبيّنا عليه الصلاة والسلام في تغيير واقع أمّته، بل في تغيير البشرية، ليس منهجاً خاصاً به، ولا هو خاصّ بزمانه، فإن الله تعالى يقول: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ﴾ أي: قل يا محمد: إن هذا المنهج الذي أسير عليه لتغيير حال أمتي هو وحيٌ من الله، وليس عن رأي مني، ولا بمشورة من أصحابي، ولا بحسب الظروف المحيطة بي، ﴿أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾، فهو خطاب لنا جميعاً، ونحن نعمل لتغيير واقع أمّتنا، أن نلتزم تماماً بمنهج نبيّنا عليه الصلاة والسلام في التغيير، كما التزمنا تماماً بكيفية صلاته وصيامه وحجه، فلا نتهالك على عروض يقدّمها لنا أعداء أمّتنا، فلا يجوز لنا أن نَحكمَ بدستور وضعي، ولو لمرحلة مؤقتة؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ.. فَأُولَئِكَ هُمُ الظَالِمونَ.. فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقونَ﴾، ولا يجوز لنا أن نطبّق بعض أحكام ربّنا ونؤجل أحكاماً أخرى بحجة التدرج؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾.
فلنحذَر إذن، أن نكون أداةً في يد أعداء أمّتنا. ولنحذّر أمّتنا مما يكاد لها، وممّا تضلَّل به من أفكار تخالف الإسلام، ولنمض على منهج رسولنا عليه الصلاة والسلام، ثابتين على أمر الله حتى يأتينا نصر الله، مستيقنين من صِدق وعد ربنا ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾.
سائلاً الله العليّ العظيم أن يثبّتنا على صراطه المستقيم، وأن يمكّن لنا ديننا الذي ارتضى لنا، وأن يبدّل خوفنا أمناً، وأن يورِثنا الأرض كما وَعدنا، فيمكّننا من إقامة خلافة راشدة، يُعَزُّ فيها دينه، وتُعلى فيها رايته، ويُذَلّ فيها أعداؤه.