المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التعليق السياسي ( الوضع السياسي في لبنان )



مؤمن
09-06-2008, 02:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

التعليق السياسي


تنفيذاً لاتفاق الدوحة فقد تم تنصيب العماد ميشيل سليمان رئيساً لجمهورية لبنان، الذي تحدث في خطاب القسم أمام البرلمان اللبناني يوم الأحد الماضي (25/5) عن مسائل تتعلق بالواقع اللبناني ومستقبل لبنان، ومما جاء في خطابه قوله (إن سمة الديموقراطية الأساسية تداول السلطة عبر انتخابات حرة، وإذا كان من الأهمية بمكان اعتماد قانون انتخابي يؤمن حق التمثيل ويرسخ العلاقة بين الناخب وممثله، ويكفل إيصال خيارات الشعب وتطلعاته، فالأهم قبولنا بنتائج هذه الانتخابات واحترامنا للإرادة الشعبية) وكان قد سبق ذلك قوله في ذات الخطاب (لقد اختار لبنان السير فيما اتفق عليه في الطائف، وهو مدعو إلى حماية هذا الخيار والعمل على ترسيخه). وتحدث عن المقاومة مبرراً نشأتها وبقاء سلاحها داعياً إلى الاستفادة "من طاقات المقاومة" خدمة للاستراتيجية الدفاعية عن الوطن.
وفي يوم الاثنين (26/5) نوه السيد حسن نصر الله بخطاب مطول طال قضايا عديدة بالرئيس الجديد ومما جاء في حديثه حول مستجدات الوضع اللبناني بعد اتفاق الدوحة وبمناسبة الذكرى الثامنة للتحرير قوله حول الانتخابات أن (المدخل لبناء الدولة، ولإعادة تكوين السلطة والحكومة ومؤسساتها هو قانون الانتخاب) وكان قد وصف قانون الانتخاب الذي تم التوصل إليه في الدوحة بأنه (قانون تسوية) آملاً (أن يأتي الزمان الذي يتمكن فيه اللبنانيون من الجلوس بهدوء ويناقشوا قانون انتخاب حضاري عصري يؤسس لقيام دولة. كل الذين يقولون أنهم يريدون بناء دولة تنكشف نياتهم عندما يتحدثون عن قانون الانتخاب في لبنان، المدخل لبناء الدولة ...).


وكان هذا الشهر قد شهد أحداثاً عديدة خاصة بلبنان بعد إصدار الحكومة اللبنانية لقرارين اعتبرهما حزب الله مساساً بأمن الحزب وتعرضاً واضحاً لاستفزاز المعارضة، حيث تعلق القرار الأول بشبكة اتصالات الحزب والثاني بإقالة مدير أمن المطار العماد رفيق شقير مما أدى إلى أن يقوم الحزب وحلفائه بحسم الخلاف في السابع من الشهر الجاري بسيطرته على بيروت والجبل وتسليمهما للجيش، حيث لم تبد الموالاة ومليشياتها مقاومة تذكر، وقد أعقب ذلك تراجع الحكومة عن قراريها وذهاب أطراف النزاع إلى الدوحة برعاية قطر والجامعة العربية.
والواقع أن الأحداث التي سبقت اتفاق الدوحة لم تكن وليدة لحظة من الانفعال، ولم يكن السبب الرئيسي لها قرارات الحكومة بل إن المدقق يجد أن الأزمة اللبنانية قد برزت للسطح منذ مقتل الحريري، واتجاه الولايات المتحدة لتنفيذ مشروعها الذي أسمته بـ (مشروع الشرق الأوسط الكبير) ولبنان جزء منه، حيث يظهر للمتابع أن أميركا تريد ترتيب الوضع في لبنان بما يتناسب ومصالحها في المنطقة، أي أنها تريد أن يكون "للشيعة" اليد الطولى في لبنان ضمن سياق ترتيبها لما يسمى بالهلال الشيعي، الذي تعمل على إبرازه منذ سنوات سواء بإيجاد دور إقليمي قوي لإيران، أو بإبراز قوة وسيطرة "الشيعة" في العراق، أو بتحركات مقصودة لـ "الشيعة" في البحرين والخليج، أو بالإطاحة بامتيازات نصارى لبنان بإظهار حقيقة حجمهم الذي لا يتناسب مع الامتيازات التي منحتهم إياها فرنسا منذ إنشاء لبنان وتفصيله على وجه يبقي النصارى أصحاب الكلمة الفصل فيه.
واعتماد أميركا على إيران لتكون رأس الهلال الشيعي هو من أجل أن تتمكن أميركا من إحكام قبضتها على ما تسميه بالشرق الأوسط الكبير. وخدمة الهلال الشيعي لمشروعها يأتي في سياق شطر المنطقة على أساس مذهبي، وإجهاض فرصة إقامة كيان يجمع المسلمين دون تدخل عسكري مُكلف منها.
وكانت أميركا قد وضعت حجر الأساس لتوجهها بعدم الاعتماد على موارنة لبنان ـ لولائهم التقليدي السابق لفرنسا ـ في اتفاق الطائف؛ الذي نص على إلغاء الطائفية السياسية في لبنان في البند (ز) واعتبار ذلك (هدف وطني أساسي يقتضي العمل على تحقيقه وفق خطة مرحلية)، ولما كانت المحاصصة الطائفية قد تم قصرها على مناصب الدرجة الأولى في المرحلة الأولى من اتفاق الطائف، وتم إقرار المحاصصة الطائفية في الانتخابات التشريعية في ذات المرحلة مؤقتاً، فإن المرحلة التالية تقتضي دعوة رئيس البرلمان لمؤتمر وطني يحضره كلاً من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وشخصيات وطنية للاتفاق على قانون انتخابي جديد تكون من نتائجه إلغاء الطائفية السياسية؛ حيث سيكشف تنفيذ ذلك التمثيل الحقيقي لكل طائفة مما ينزع من أيدي موارنة لبنان امتيازاتهم باستئثارهم بنصف مناصب الدرجة الأولى ونصف مقاعد البرلمان رغم أنهم لا يتجاوزون ربع سكان لبنان في الوقت الذي لا يمثل (شيعة) لبنان سوى 27 نائباً من أصل 128 نائب رغم أنهم يقاربون 40% من سكان لبنان.
ولذلك فإن حديث رئيس الجمهورية الجديد عن واقع تداول السلطة باعتبارها سمة الديموقراطية الأساسية، وحديث السيد حسن نصر الله عن قانون انتخابي (حضاري عصري يؤسس لقيام دولة) واعتبار قانون الانتخاب (المدخل لبناء دولة، ولإعادة تكوين السلطة والحكومة ومؤسساتها) ينسجم تماماً مع التوجه لتغيير بنية الدولة في لبنان الذي برز فيه تماسك المسلمين "الشيعة" أمام تفكك غيرهم، وبرزوا الأكثر قوة والأعلى تأهيلاً للتحكم والسيطرة على القرار في لبنان.
ومن الواضح أن إنهاء الدور السياسي للموارنة في لبنان يسير بوتيرة مطردة، فمع اغتيال بعض رموز الموارنة هاجر إلى خارج لبنان أكثر من 150 ألف نصراني معظمهم من الشباب، وتركزت حالة الانقسام بين قيادات نصارى لبنان مما أدى إلى إضعافهم، وبقي منصب رئيس الجمهورية شاغراً ستة أشهر مما جعله منصباً فخرياً لا قيمة له، ولذلك صرّح كوشنير وزير خارجية فرنسا في زيارته قبل الأخيرة للبنان، ـ أمام الصعوبات التي رافقت التفاهم على شخص رئيس الجمهورية ـ بعصبية واضحة (ما بالكم يا أصدقائي اللبنانيين؟ ما الذي بقي من صلاحيات رئيس الجمهورية بعد اتفاق الطائف؟). هذا عدا عن أن تغيير قانون الانتخاب في اتفاق الدوحة واعتماد قانون 1960م والذي اعتبره نصر الله (قانون تسوية) هو مقدمة لإيجاد القانون الجديد الذي يتوقع أن يكون منهياً للمحاصصة الطائفية. ويبرز من كل ذلك القصد الواضح لإضعاف الدور السياسي لموارنة لبنان والذي عبر عنه الدكتور أسعد أبو خليل أستاذ العلوم السياسية بقوله (إن هذه الطائفة الآن ـ يقصد الموارنة ـ لم يعد لها دور مهم في الساحة السياسية اللبنانية).
أما عن البعد الدولي والإقليمي لما حدث من مستجدات على الوضع اللبناني فقد حظي الاتفاق بترحيب دولي ولكن ردة الفعل الفرنسية قد عبر عنها وزير الخارجية كوشنير ـ والذي سبق أن فشلت مهمته في معالجة الأزمة اللبنانية ـ بقوله (يبدو أنه لم تتم تسوية أي شيء في العمق غير أنه من الأفضل أن يكون هناك رئيس وتتشكل حكومة يمكن أن تعمل).
أما إقليمياً فإن سيطرة حزب الله وبروزه بكل هذا العنفوان يعني أنه الحاكم الفعلي في لبنان خاصة بعد رضوخ حكومة السنيورة وتراجعها عن قراريها الذين تسببا بالاشتباك المسلح واجتياح بيروت والجبل.
ومع بروز قوة حزب الله وتماسك "شيعة" لبنان وعدم تعرض مؤتمر الدوحة لسلاح حزب الله وإشادة الرئيس الجديد للبنان بالمقاومة، يكون لبنان قد صُوّر على أنه قوة تشكل خطراً على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، وهذا معناه زيادة الضغوط على "إسرائيل".
وإبراز الدور الإيراني الذي يستعمل لزيادة الضغط على "إسرائيل" قد أصبح هاجساً للشارع الإسرائيلي خاصة مع تصريحات أحمدي نجاد السابقة الذي توعد بإزالة دولة إسرائيل، وترديد نصر الله في خطابه الأخير لذات العبارة بمناسبة حديثه عن مرور ستين سنة على إنشاء ما يسمى "إسرائيل" يعزز المخاوف المتزايدة لدى الشارع الإسرائيلي ويدفع اليمين لتليين مواقفه تجاه ما يسمى بعملية السلام.

أيها المسلمون في لبنان:
هل وصل بكم الحال أن تستقر لديكم "ثوابت" زرعها الكفار فلا تنظرون إلا على أساسها، فأي إسلام هذا الذي سوغ لكم أن تسفكوا دماء بعضكم لانتخاب رئيس نصراني، وتشكيل حكومة علمانية، وتغيير قانون انتخابي لانتخاب برلمان يشرع لكم بدل شرع الله؟.
إن لبنان الذي هو جبل من جبال سوريا والذي رسم حدوده الكفار ـ كما رسم حدود بلاد المسلمين الأخرى ـ ليصبح كياناً يجب أن يكون جزءاً لا يتجزأ من بلاد الإسلام ليحكم بالإسلام وليكون حاكمه مسلماً، وهذا هو الحل الوحيد الصحيح الذي فيه علاج لكل المشاكل التي تتعلق بلبنان شأنه في ذلك شأن كل قطر من بلاد المسلمين.

أيها المسلمون:
ها هي أميركا سائرة في تنفيذ مشاريعها وخططها والأمل الوحيد في إفشال هذه الخطط والمشاريع هو أنتم أيها المسلمون، فعليكم أولاً أن تعوا على غاياتها وأهدافها ثم العمل على إفشالها ثانياً وذلك بالوقوف في وجه أدواتها من سياسيين ومفكرين وقادة، وعدم السير معهم وخلفهم، والعمل مع المخلصين الواعين من أبناء الأمة الغيورين على دينها ومصالحها لإيجاد سلطانها الذي يحمي البيضة ويوحد الأمة ويحمل الدعوة للعالم ليخرجه من ظلمات الكفر (الديموقراطية وأنظمتها) إلى نور الإسلام.


[هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ]

حزب التحرير
23/جمادى الأولى/1429هـ

أبو محمد
03-12-2009, 04:49 PM
يثير طرح إلغاء الطائفية السياسية في لبنان بندا من بنود اتفاق الطائف حساسية بعض الفئات خصوصا الوسط المسيحي الذي يعتبر أن الإلغاء سيتيح للأكثرية الإمساك بالحكم مما يهدد التمثيل المسيحي بالسلطة، وما يفاقم هذه المخاوف أن المسيحيين لم يعودوا متساوين عددا مع المسلمين.

فقد دعت الوثيقة السياسية التي قدمها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إلى إلغاء الطائفية السياسية، وسبقه موقف مماثل لرئيس مجلس النواب نبيه بري.

ورغم أن نصر الله استدرك إشكاليات الطرح، وقال بضرورة إجماع وطني عليه عبر الهيئة التي نص الدستور عليها حتى إذا لم يحصل عليها الاتفاق أبقى على الديمقراطية التوافقية صيغة تحمي الوفاق الداخلي.

ولم يحل كلام نصر الله دون صدور مواقف موضحة كموقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان قائلا "إلغاء الطائفية السياسية يجب أن يحافظ على التنوع والمناصفة وبالتالي المحافظة على ميثاق العيش المشترك الذي يشكل ميزة لبنان ويضفي الشرعية على كل المؤسسات".

كما جدّد البطريرك الماروني نصر الله صفير تحفظّه على الموضوع مكررا أنه يجب إلغاء الطائفية من النفوس قبل إلغائها من النصوص، وإذا كان ذلك زال فمرحبا بالأمر، ولكن إذا كان لم يزل، فتحفظنا لا يزال قائما".

وقال الوزير عدنان السيد حسين -من مجموعة وزراء رئيس الجمهورية في تصريح "الطائفية ليست في الرئاسات فقط وإنما نهج حياة وثقافة، البدء برحلة الألف ميل ولو بخطوة بسيطة لأننا لم نتحرك في هذا الاتجاه منذ عشرين سنة".


حسن نصر الله استدرك طرحه بضرورة إجماع وطني (الجزيرة نت)
خرق وصعوبات
ومن وجهة نظر أكاديمية، يعتقد أستاذ العلوم السياسية وليد بيطار في تصريح للجزيرة نت أن "الإبقاء على الطائفية السياسية يشكل خرقا للمساواة في المواطنة، فمن يولد في طائفة معينة قد يتمتع بامتيازات أكثر ممن يولد في طوائف أخرى".

وأضاف أن الموضوع تحف به التباسات وصعوبات لا يستهان بها، منها "إلغاء الأحزاب والقوى السياسية الطائفية التي تحكم، وغياب قانون موحد للأحوال الشخصية".

ودعا بيطار إلى النظر في العلمنة كاحتمال ما زال قائما "لأن إخفاق الأحزاب العلمانية لا يعني سقوط هذا الخيار".

ويعتقد نائب كتلة "لبنان الحر الموحد" إسطفان الدويهي (ماروني) أن "أي صيغة يتفق عليها اللبنانيون تشكل عاملا إيجابيا، وأي صيغة تطرح يجب أن تراعي التنوع، والمناصفة، وميزة لبنان كونه حاضنا للعيش المشترك".

تناقض بالطائف
ولاحظ الدويهي تناقضات في بنود الطائف، فهو ينص على إلغاء الطائفية السياسية في بنود خاصة، لكنه ينص على المناصفة في بنود أخرى، مما يستدعي حذف بنود لتسهيل تنفيذ بنود أخرى.

وأضاف "الطائف ليس منزلا وفيه شوائب ظهرت في ممارسته في العشرين سنة الماضية، وليس ما يمنع إعادة النظر فيه في إطار التوافق والتفاهم بين الجميع".


بلال شعبان: نحن مع الشراكة وضد المحاصصة (الجزيرة نت)
من جانبه دعا الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان إلى ضرورة إلغاء الطائفية السياسية كمحاولة للمساواة الإنسانية في ظل الشراكة الفعلية لكل المذاهب "وحصر المقاعد على أساس طائفي أمر سيئ لأنه يمنع وصول كفاءات إلى مواقع معينة".

وأضاف للجزيرة نت "نحن مع الشراكة وضد المحاصصة -شراكة تراعي التركيبة الاجتماعية اللبنانية على أساس نسبي- لا يعقل أن تحكم أقلية إسلامية في أميركا أكثرية مسيحية. يجب أن تراعي أنظمة الحكم الشراكة والنسبية في آن. التنوّع الإيجابي لأمتنا يتحوّل إلى محاصصات تحت وطأة التسعير الغربي، ونقص الوعي في أمتنا وطوائفها وأحزابها، يحوّل التنوع الإيجابي إلى حالة إلغائية".

مخاوف
ولا يخفي أحد وجود المخاوف لدى طرح الموضوع، إذ يقول بيطار "التطورات الكثيرة أثبتت أن الغرائز تحكمت بالأحداث أكثر من العقل، مما يبرر مخاوف بعض الفئات التي تشعر بأقليتها، وتخشى فقدان حقوقها، لذلك يجب الإبقاء لهذه الجماعات على حقوق مواطنة مشروعة عند طرح الموضوع".

أما النائب الدويهي فيرى أن "إلغاء الطائفية السياسية يشترط عدم انتقاص دور أي فئة، وألا يكون ذلك مقدمة لسيطرة طائفة على طوائف أخرى".

ويختم الأمين العام للتوحيد الإسلامي قائلا "عشنا قرونا مع بعض دون أن يلغي أحدنا الآخر. ولتكن تركيبة ذات بعد إنساني تراعي الكفاءة وكل التشكيلة الإنسانية الموجودة".

أبو محمد
30-12-2009, 01:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

إخواني الأعزاء،،،

أذكر أنه اعترض مجموعة من الشباب على التعليق السياسي الذي أصدره الحزب بشأن أحداث لبنان عندما نزلت المعارضة إلى الشوارع المؤدية إلى سراي الحكومة وكنت واحدا منهم آنذاك، وكان تاريخ هذا التعليق 03/12/2006 ولكن مع المتابعة السياسية الدقيقة لما جرى في لبنان وما يجري فإن تحليل الحزب يدل بما لا يدع مجالا للشك أنه فعلا قرأ ما وراء الجدار.

لمن أراد أن يستزيد في الموضوع أن يقرأ التعليق الصادر بالتاريخ المذكور أعلاه.

هل من معترض على التعليق السياسي؟

أرى ان تقارنوا تعليقنا السياسي وكيفية سير الأحداث منذ تاريخ 03/12/2006 حتى اليوم وتحليلات من يشتغلون بالسياسة وكيفية الدقة في طرحنا وكيف أننا نستطيع تنبيه الأمة من الأخطار المحدقة بها وأننا بفكرنا المستنير ووعينا قادرين على إيصالها لبر الأمان.

تحياتي

Abu Taqi
02-01-2010, 10:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

من البدهيات التي نعرفها ويعرفها الجميع أنه لا يوجد أوروبا سياسية، وأن أوروبا ليست متفقة فيما بينها على سياسة خارجية موحدة، فلا يجوز أن نقول بتحليل سياسي أن هناك صراعا أوروبيا أمريكيا كما أنه لا يجوز ان نقول أن أيمن نور على سبيل المثال أوروبي العمالة. لكن الذي طالعتنا به بعض التحليلات السياسية حديثا من بعض المسلمين حول قضايا محتلفة أنه صراع أوروبي أمريكي، ثم يأتي التوضيح للمقصود بالأوروبي فيوضحه بين قوسين فيقول (فرنسا وبريطانيا)، لماذا تقول من البداية أوروبي؟؟

هل هذا ناتج عن وقوع بعض الناس أسيرا لفكرة الصراع بين أمريكا وبريطانيا؟ ولما بدأت بريطانيا تضعف لم تعد قادرة أن تقف بوجه سياسات أمريكا صار لا بد من ضم دولة أخرى ليكون التحليل مقبولا فصار الصراع أوروبيا (فرنسا،بريطانيا) امريكيا؟

تحياتي

أبو محمد
05-01-2010, 03:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

قد يتسائل البعض، ما هو السبب الذي يجعل مشروع أمريكا بخصوص لبنان يتأخر أو يتعرقل ولو نسبيا منذ نهاية 2006 إلى اليوم؟ هل هناك في داخل لبنان من يقف في وجه مشروعها؟ هل من دعم خارجي لبعض الأطراف التي تقف في وجه المشروع الأمريكي؟ بمعنى آخر هل من صراع بين الأطراف في داخل لبنان؟

بداية لا بد من التأكيد على أن مشروع أمريكا ليس بخصوص لبنان فقط، بل لبنان جزء من الشرق الأوسط الكبير الذي يراد إعادة هيكلته من جديد على أساس المفاهيم الغربية والشطر المذهبي، وهذا هو بيت القصيد. أم الذي يظهر من عرقلة فهو طبيعي، حيث أن تغيير ما هو عرف عام ومصلحة لفئة كبيرة في لبنان (المورانه) يحتاج إلى كثير من الجهود حتى يصبح الأمر وهو إلغاء الطائفية عاديا وله قبول شعبي، فترى صفير وهو ماروني غير متعاون مع امريكا ولكنه لا يقف في وجه المشروع ولا يحاول من هم على شاكلته الوقوف في وجه المشروع الأمريكي وإن كان عدم تعاونهم الكامل يؤدي إلى تأخير تنفيذ المشروع الذي يسير على أرض الواقع بسرعة ووتيرة شديدة. أما الجيش فبات تحت تدريب الأمريكيين وصفقات السلاح الأمريكية ليست غريبة على كل متابع، لذلك فالقول أن اللاعب الوحيد في الساحة اللبنانية هو أمريكا صحيح.

أما القول أنه صراع أمريكي أوروبي (بريطاني فرنسي) فهو قول لا أساس له من الصحة لا من قريب ولا من بعيد، وإليك البيان: إن فرنسا أخذت نتاج تعاونها مع أمريكا -مثلا أفغانستان، السودان وحتى العراق- صفقات غاية في الأهمية للإقتصاد الفرنسي وذلك في كل من السعودية والإمارات وليبيا وحتى العراق، وكذلك ما هو ملاحظ أن أمريكا بات تدعم فرنسا لقيادة أوروبا على حساب ألمانيا وهذا ما قد يفسر ململة ألمانيا من إرسال جنود لدعم الأطلسي في أفغانستان والمطالية بتسليم الأمن للأفغان على الرغم من إظهار الأمر على أنه مطلب شعبي.

سكوت فرنسا على المتمردين الذين وصلوا للعاصمة التشادية وكادوا أن يطيحوا بالحكم التابع لفرنسا، وكانت حركة التمرد بدعم امريكي ولم تحرك فرنسا ساكنا بل كل ما قدمته لعميلها أن توفر له حماية ليغادر البلاد! ومن بديهيات القول أن الدولة عندما تدخل في صراع مع دولة أخرى في مكان ما يجب عليها أن تكون قادرة على تامين نفوذها في مكان أخر أكثر أهمية، فهل تقبل فرنسا ان تخسر مصالحها ونفوذها في تشاد مثلا من أجل أن تبقي على نفوذها في لبنان؟؟!!

فدولة لها مصالح كبرى مع أمريكا في مناطق مختلفة من العالم لا تفرط بهذه المصالح من أجل لبنان!!

أما بريطانيا فحدث ولا حرج، فإن كانت الصحافة البريطانية قد نعتت توني بلير بكلب جورج بوش الإبن كناية عن سيره شبرا بشبر وذراعا بذراع وراء سياسات أمريكا ومشاريعها ومن أجل تأمين مصلحة بلاده، فلا خلاف على سير حزب العمال إذن وغوردن براون على سياسة حزب العمال، فالحزب هو صاحب السياسة ولا تتغير الأمور بتغير رؤساء الأحزاب!!

لم يكن لبريطانيا حس ولا خبر ولا تعليق على أحداث اليمن ونمو وجود القاعدة فيها قبل إعلان أمريكا أن اليمن الملاذ الآمن للإرهاب حتى صار غوردن براون وكأنه وزير إعلام أمريكا للترويج لهذا المشروع حتى صرح البيت الأبيض أنه لم تجر أية إتصالات بين غوردن براون وأوباما منذ حادثة الطيارة حتى اضظر براون للإعتراف بأنه برنامج قديم!!!!!!!! وستكون بريطانيا أول الداعمين للتحركات الأمريكية باليمن.

أما أن نكون في منتهى السذاجة السياسية فنقول إن هذا الصراع الأمريكي البريطاني سري وتقوم به بريطانيا بالخفاء فهذا أمر غير معقول ولا يقبل به ذو لب، فكل الأعمال السياسية التي بين الدول تكون بالخفاء حتى تصل لتكسير العظم كما فعلت فرنسا وبريطانيا وإسرائيل في حرب 1956.

هذا تعليق بسيط على أي تفسير محتمل لمشكلة لبنان ونفنيده.
تحياتي

تحياتي

ابو العبد
07-01-2010, 09:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
فعلا اخي الكريم ابو محمد ما تفضلت به صحيح وهو في غاية الدقة حيث ان حالة الموقف الدولي منذ انهيار الاتحاد السوفييتي حتى الان هى التفرد الامريكي في الموقف الدولي ولا ادري كيف يؤتى على ذكر اوروبا كطرف مؤثر في رسم السياسات في العالم مع انه لا يوجد شىء اسمه اوروبا مجتمعة وليس عبثا ان اطلق رونالد رامسفيلد وزير الحرب الامريكي ايام بوش الابن على اوروباوصف العجوز حتى ان الاوروبيين يدركون انه لا وزن لهم في العالم بسبب التفرد الامريكي في الموقف الدولي فعلى سبيل المثال في عام 1992 كان في اوروبا استفتاء على معاهدة ماستريخت الداعية لوحدة اوروبا فرفع المؤيدون للوحدة في حينها صورا لراعي البقر الامريكي وهو يسحق العالم تحت حذائه وكتب تحت الصور "نعم لحرية اوروبا بناء اوروبا يعطينا وزنا " حتى ان متيران الرئيس الفرنسي في حينه صرح " ان الامريكان يريدون السلطة غير مجزأة في انحاء العالم "
وامريا لم تمكن الاوروبيين من الوحدة حيث كان الاوربيين يتطلعون لانشاء قوة التدخل السريع من اجل حماية المصالح الاوربية ولكن امريكا التفت عليهم من خلال اجراء تعديلات على حلف شمال الاطلسي حتى تبقي الاوربيين تبعا لها بل انها زادت في اضعاف الموقف الاوروبي من خلال ادخال دولا من الذين كانوا ضمن جمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقا الى حلف الناتو حتى يتم اضعاف موقف دول اوروبا الغربية
هذا من جانب اما الامر الاخر ماذا استطاعت ان تفعل فرنسا عندما ارادت ان تحتل امريكا العراق مع ان فرنسا كانت جادة في معارضتها لاحتلال العراق لانها تدرك حقيقة المشروع الامريكي وتعرف حق المعرفة ان احتلال العراق ما هو الا جزء من تنفيذ هذا المشروع
ان فرنسا لم تستطع ان تفعل شىء فعندما هددت باستخدام الفيتو في مجلس الامن فما كان من امريكا الا ان تجاوزت مجلس الامن ودخلت الحرب دون ان تعير اى اهتمام للموقف الفرنسي وهذا لا يكون الا لدولة متفردة في الموقف الدولي لانه لو كان غير ذلك لما تجرأت امريكا الدخول في عدتها وعدادها الذي تجاوز 250000 جندي الى منطقة الخليج
ايضا ما حصل في كوسفو والحرب التي دارت على مدار 79 يوم دون ان تستصدر امريكا قرارا من مجلس الامن واطلقت عليها عمليات عسكرية وليست حربا ولم تلتفت الى الوقف الاوروبي الرافض للحرب وبخاصة بد قبول ميلسوفيتش للمطالب الامريكية ولكنها تجاهلت كل ذلك وقصفت اوروبا في عقر دارها فاين الصراع الاوروبي الامريكي بالله عليكم
اما بريطانيا التى وصفها امير حزب التحرير تقي الدين النبهاني رحمه الله في سبعينيات القرن الماضي بالدراجة الهوائية مقابل دبابة في وصفه للعملاقين امريا والاتحاد السوفييتي ليس هذا فحسب بل اعلن احتضارها في احدى النشرات فما بالكم بعد سقوط الاتحاد السوفييتي !!!!
ولا ادري كيف تكون الدولة لاعبة في الموقف الدولي وتزاحم غيرها من الدول وهى لا تستطيع حماية عقر دارها واكبر مثال على هذا ايرلندا الشمالية احدى مقاطعات المملكة المتحدة التي لم يتم حلها الا على ايدي جورج ميتشيل المبعوث الامريكي !!! فالذي اوجد الصداع لبريطانيا في قضية ايرلندا هو اعرف الناس في كيفية ازالته

ايها الاخوة الكرام لا بد ان يدرك المسلمون انهم ما بقوا ضحايا للتضليل السياسي فلن تقوم للاسلام قائمة ولذلك لا بد من رفع مستوى التفكير السياسي عند ابناء الامة الاسلامية
وفاقد الشىء لا يعطيه فاذا كان بعض من يتصدى لقيادة الامة للاخذ بيدها الى جادة الصواب لا يرى ما يجري حوله فكيف له ان يقود غيره وكلنا يعرف ان الامة لا تسلم قيادتها لجاهل فالى الوعى السياسي ندعوكم ايها الاخوة

Abu Taqi
18-01-2010, 09:15 PM
السلام عليكم

الإخوة هنا في هذا المنتدة سياسيون وهو لا يعلقون على شيء سياسي ولا حتى بيدون رأيهم بشيء لا بالإيجاب ولا بالسلب.

شيء غريب!!!!!

أبو محمد
27-01-2010, 02:02 PM
من باب المتابعة السياسية لأحداث لبنان

نظم المركز الكاثوليكي للإعلام ندوة ضمت مجموعة من المحاضرين من الأطراف السياسية المختلفة لمعالجة موضوع الطائفية, ويأتي ذلك في إطار السجال الدائر حول مقترح رئيس مجلس النواب نبيه بري تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية لتنفيذ اتفاق الطائف.

وأكد رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المنظمة للقاء المطران بشارة الراعي بكلمة افتتاحية أنه "يساهم في تنوير الرأي العام، وتكوينه موضوعيا حول أحداث اجتماعية ووطنية ربما تلتبس علينا مفاهيمها وأبعادها".

وفي سياق الموضوع، أوضح المستشار السياسي لبري المشارك باللقاء أن المطروح هو تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، وليس الالغاء، والتدرج في الوصول لهذا الأمر "لهذا علينا حسم مسألة الخلط بين التشكيل الذي يبقى واجبا دستوريا وفق المادة 95، وبين الغاء الطائفية".

وأضاف النائب علي حسن خليل "نحن هنا نشدد على التزامنا بأن المسؤولية الوطنية تفرض تأمين الاطمئنان لجميع الطوائف والقوى في حفظ المشاركة في القرار السياسي".

مسألة صعبة

عمار حوري رأى أن توقيت طرح الموضوع غير مناسب (الجزيرة)
من جهته قال نائب كتلة المستقبل عمار حوري أن أمورا "أقل حساسية وأهمية" كانت بحاجة إلى إجماع القوى السياسية، وبالتالي فإن إلغاء الطائفية السياسية يحتاج حكما لإجماع جميع العائلات الروحية، ولا يجوز أن يكون طرحه سببا لخلاف وطني جديد "واعتراضنا هو على توقيت الطرح".

واعتبر نائب القوات اللبنانية جورج عدوان أن "الطائفية السياسية هي عبارة عن مشاركة الطوائف في السلطة السياسية، لذلك فإن المطالبة بإلغائها كمن يطالب بإلغاء التكوين المجتمعي الذي ينتمي إليه".

وأوصى برفع مشروع إلغاء الطائفية السياسية من العمل السياسي إلى حين نضوج الطرح في لبنان والمحيط العربي في لبنان "والديمقراطية التوافقية أنسب لمجتمع مثل لبنان تتنوع جماعاته الطائفية والإثنية والثقافية".

من جهته أشار الوزير عدنان السيد حسين للجزيرة نت أن توقيت الطرح ربما غير ملائم الآن، وقال "السؤال المطروح هو: لماذا لم نعمد إلى ذلك خلال العشرين سنة المنصرمة؟ هل كان الوقت غير مناسب خصوصا أن الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية لا تلغي الطائفية بين ليلة وضحاها؟".

واعتبر أنه "مع الفارق العددي بين المسلمين والمسيحيين في لبنان، هناك تخوّف عند بعض المسيحيين من إلغاء الطائفية السياسية، خشية سيطرة الأغلبية الإسلامية على الحكم، وهي خشية في غير محلها لأن الانتخابات النيابية الأخيرة أثبتت أن كل كتلة إسلامية أو مسيحية أعطت أصواتها لحلفائها من الطوائف الأخرى".

مناورات سياسية
"
تقي الدين: الطبقة السياسية ترتاح لواقعها الحالي لأن مشاريعها السياسية بنيت خلال العشرين سنة الماضية على اقتسام السلطة طائفيا
"

من جهتها أشارت الباحثة فاديا كيوان التي شاركت بالندوة أن المحسوبية والفساد يتغذيان من البنية الطائفية للنظام، والنخب السياسية ممثلة كل منها لمذهب, وأكدت أن اللبنانيين يحلمون بدولة مدنية متطورة حان الوقت للبحث في إنشائها "رأفة بمستقبل شبابنا".

ويلتقي سليمان تقي الدين مع منطق كيوان، ويقول للجزيرة نت "الضجة المفتعلة حول هذا الموضوع مردها إلى أن الطبقة السياسية في لبنان ترتاح لواقعها الحالي لأن مشاريعها السياسية بنيت خلال العشرين سنة الماضية على اقتسام السلطة طائفيا".

ورأى الكاتب أن "أي فكّ للقيود الطائفية سيوسع من دائرة تجديد الطبقة السياسية ومشاركة نخب جديدة من هنا هذه الضجة حول الموضوع".

وقال "هذا الموضوع استخدم من حين إلى آخر في السنوات العشرين الماضية في إطار المناورات السياسية، لكنّ الأفكار الإصلاحية التي يفترض أن تنهض بوضع الدولة بعد هذا الاهتراء الكبير، وبعد استفحال المسألة المذهبية والنزاعات المذهبية على السلطة، فرضت أن يتحول هذا الموضوع ضمن الأولويات".

وأوضح سليمان أن هذه الهيئة وظيفتها، ليس فقط إلغاء التوازنات الطائفية في السلطة، بل معالجة الحالة المذهبية وأوضاع التربية، ومسائل اللامركزية الإدارية، وقانون الانتخاب.

وقال "لا نستطيع أن نقترح قانونا انتخابيا عصريا يؤمن ما ورد في الطائف ما لم تكن هناك معالجة للمسألة الطائفية، ولا يمكن اقتراح سياسات أمنية أو دفاعية أو حتى إنمائية بدون هذا التوجه".

أبو محمد
13-02-2010, 06:20 PM
سم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

بات كل من له عقل يدرك ان اللاعب الوحيد في السياسة اللبنانية هو أمريكا، وهذا هو السيد فضل الله المرجع الشيعي الذي لا يعتبر سياسيا يقول "وصف المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله السفيرة الأميركية في بيروت ميشال سيسون بأنها "حاكم لبنان بلا منازع". وأضاف في حديث أدلى به للجزيرة نت أن "السياسات الأميركية هي سبب كل ما يحدث في هذا البلد من مشاكل واضطرابات" ولكن للأسف من هم سياسيين ويتصدون لقيادة الأمة ما زالوا يرون الامر مقلوبا ولا وجه له لذلك فالصراع هو أسّ التحليل ومن لا أسّ له فمهدوم!!!!!!!

ابو طلال
26-06-2010, 07:53 AM
جنبلاط يفضح اليمين المسيحي ويوحد الشيعة والسنة

محيط - جهان مصطفى




ما أن تقدم نواب الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط في منتصف يونيو / حزيران بأربعة مشاريع قوانين لمجلس النواب حول منح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حقوقهم المدنية والإنسانية ، إلا وتصاعدت حدة الاتهامات المتبادلة ليس كما هو معتاد بين فريقي 8 و14 آذار وإنما على أساس طائفي بحت .

فرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري اقترب من موقف حزب الله وكتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط فيما يتعلق بدعم مشاريع القوانين ، فيما ابتعد عنه حلفاؤه المسيحيون في قوى 14 آذار ، كما ابتعد نواب "تكتل التغيير والإصلاح" الذي يرأسه العماد ميشيل عون عن حليفهم حزب الله وتبنوا موقف اليمين المسيحي المتمثل بالقوات اللبنانية وحزب الكتائب .

وكان جنبلاط تقدم في منتصف يونيو / حزيران بأربعة مشاريع قوانين عاجلة إلى مجلس النواب ترمي الى إعطاء الفلسطينيين حقوقاً مدنية في الضمان الاجتماعي والعمل وتملك شققا سكنية وحقوقاً عينية عقارية.

وجاء هذا التحرك من جانب جنبلاط في محاولة لإظهار الدعم للشعب الفلسطيني عقب مجزرة أسطول الحرية ، كما تزامن مع الإعلان عن تنظيم سفينة لبنانية محملة بالأغذية والأدوية لكسر الحصار على قطاع غزة تحمل على ظهرها مجموعة من الفتيات والسيدات اللبنانيات من مختلف الطوائف والمذاهب والأديان وأطلق عليها اسم "مريم" .

وبالنظر إلى أن "مريم" التي تقل على ظهرها 50 امرأة تحدت إسرائيل صراحة ولم تخش تهديداتها ، فقد كان المتوقع أن يقف جميع اللبنانيين خلف مقترحات جنبلاط ، خاصة وأن البعض يتساءل " كيف يمكن التضامن مع المحاصرين في قطاع غزة والقوانين اللبنانية تفرض حصاراً على أشقائهم في مخيمات الشتات في لبنان؟ " ، إلا أن "اليمين المسيحي" فيما يبدو كان له حسابات أخرى بعيدة تماما عن تفهم معاناة اللاجئين الفلسطينيين الإنسانية لأكثر من ستين عاما.

صحيح أن بعض نواب "اليمين المسيحي" الذين عارضوا مقترحات جنبلاط يستندون إلى المخاوف من "التوطين" ، إلا أن ما يشكك في نواياهم في هذا الصدد هو أن الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء متفقون على رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين وضرورة تنفيذ قرار الأمم المتحدة 194 حول حق العودة .

هذا بالإضافة إلى أن السفينة "مريم " تحمل على متنها ناشطات مسيحيات لبنانيات وهو ما يرجح أن عددا من النواب المسيحيين يغذون النعرة الطائفية ولايعبرون عن رغبة مسيحيي لبنان في تخفيف معاناة إخوانهم الفلسطينيين سواء في المخميات أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة .

بل وهناك من اتهم بعض هؤلاء النواب بأنهم شجعوا منح الجنسية للمسيحيين بين اللاجئين الفلسطينيين ، فيما استخدموا حجة التوطين على مدى العقود الماضية لإذلال بقية اللاجئين الفلسطينيين ودفعهم إلى مغادرة لبنان لكي لا تكون هناك أغلبية مسلمة في حال لم يتم تنفيذ القرار 194 في المستقبل وتم التحايل عليه من قبل إسرائيل .

أوضاع مأساوية




فمعروف أن اللاجئين الفلسطينين في لبنان وعددهم حوالي 300 ألف شخص يعانون من ظروف إنسانية ومعيشية صعبة للغاية لأنهم ممنوع عليهم التملك والعمل في أكثر من ستين وظيفة وغير مسموح لهم بإدخال كيس أسمنت واحد إلى المخيمات من أجل إصلاح منازلهم أو التوسع فيها قليلاً مثل بناء غرفة إضافية لإيواء أعداد الأبناء المتزايدة ، هذا فيما يستطيع أي شخص من جنسية أخرى أن يذهب إلى لبنان ويشتري أراض ويقوم بالبناء فيها ، وهو الأمر الذي وصفته منظمات حقوق الإنسان بالإجراء التمييزي العنصري ، كما علقت عليه صحيفة "القدس العربي" اللندنية قائلة :" إن هناك فارقا شاسعا بين رفض التوطين الذي هو عمل مشروع وبين تجويع أكثر من 300 ألف فلسطيني وحرمانهم من أبسط حقوقهم المدنية ، الأمر الذي يشوه وجه لبنان الديمقراطي والإنساني ويسيء إلى تضحيات شعبه الهائلة لنصرة القضية الفلسطينية العادلة".

ولعل ردود الأفعال التي صدرت عقب ظهور الاصطفافات الطائفية والتي تسببت في تأجيل مناقشة الاقتراحات في مجلس النواب لمدة شهر تظهر مدى الغضب الذي اعترى كثيرين تجاه تصرف النواب المسيحيين .

فزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط علق على رفض عدد من النواب المسيحيين من كتل حزب الكتائب والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر في مجلس النواب اللبناني إعطاء حقوق مدنية للاجئين الفلسطينيين ، قائلا :" إن الكلام اليميني لم يتغير منذ 62 عاما وإنه لم ير أغبى من اليمين اللبناني في حياته " .وأضاف " إذا كنتم تريدون التأجيل فنحن نؤجل المشكلة ، والحصار على غزة فشل وقويت حماس " ، وأبدى خشيته من أن يتكرر مشهد مخيم نهر البارد ، قائلا :" كما حذر رئيس الوزراء سعد الحريري فإنه مع استمرار الأوضاع المأساوية ستقوم حركات أصولية في المخيمات وسنرمي الجيش على الموت ، لم أر أغبى من اليمين اللبناني في العالم " ، واختتم جنبلاط قائلا :" نحن ننتظر قيام دولة فلسطينية وإلى حينه نعطي هذا اللاجئ البائس أدنى حقوقه الإنسانية".

تحذيرات الحريري




وفي السياق ذاته ، حذر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عقب تأجيل مناقشة الاقتراحات من أن رفض إعطاء حقوق مدنية للفلسطينيين هو استثمار في "مشروع إرهابي" في المستقبل ، قائلا :" إننا في لبنان نعطي الحق لأي مواطن غير فلسطيني بأن يعمل ويبني ونحن نتفهم الهواجس ولسنا بحاجة إلى فحص دم لمعرفة موقفنا من رفض التوطين وهناك مجموعة من الإعلاميين واللبنانيين في طريقهم إلى غزة لفك الحصار ولا يجوز أن تأتي الوفود إلينا لفك الحصار عن المخيمات ، نحن اليوم أمام حقوق إنسانية وهناك فلسطينيون لهم الحق بامتلاك منزل ما فإذا توفي الوالد لا يستطيع الأبناء أن يعملوا حصر إرث".

وأضاف " إذا كنتم خائفين من التوطين فالدستور يرفض التوطين وأنتم برفضكم تستثمرون بأكبر مشروع إرهابي في المستقبل" ، واختتم قائلا :" أتمنى النظر إلى هذا الاقتراح ببعده الإنساني وألا يتم النظر إليه من منطلق طائفي أو مذهبي لأننا نعمل انقساماً في البلد".

وبجانب ما ذكره جنبلاط والحريري ، أعربت مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان في لبنان عن صدمتها وصدمة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من موقف النواب المسيحيين في البرلمان اللبناني لرفضهم منح اللاجئين الفلسطينيين بعضاً من حقوقهم المدنية.

وقالت المؤسسة في بيان لها إن نتائج الجلسة البرلمانية كانت مخيبة للآمال وأصابت الفلسطينيين وكل المهتمين بحقوق الإنسان بالصدمة والذهول وأزالت كل أجواء التفاؤل التي سادت خلال الفترة الماضية من إمكانية تحسين أوضاع الفلسطينيين في لبنان.

بل وذهب البعض إلى وصف بعض نواب اليمين المسيحي اللبناني بأنهم ينظرون للأمور بطريقة طائفية وعنصرية ، وهو الأمر الذي تسبب في السابق بغرق لبنان في الحروب الأهلية وتمزيق وحدته الوطنية وزعزعة استقراره الاجتماعي وإغراقه في مستنقع الديون الخارجية.

وأيا كانت صحة الاتهام السابق ، فإن الأمر الذي لا جدال فيه هو أن الشعبين اللبناني والفلسطيني ضد التوطين وأنه من مصلحة لبنان عدم تشديد الخناق على المخيمات الفلسطينية حتى لا تتكرر أحداث مخيم "نهر البارد" الدامية .