مشاهدة النسخة كاملة : اسئله في كتاب التفكير
بسم الله الرحمن الرحيم
- جاء في كتاب التفكير (..فهذا التساؤل أو الاسئله هي بحث في واقع أي هي نقل واقع بواسطة الحواس إلى الدماغ ..) وذكر أيضا (التفكير في الكون و الإنسان و الحياة هو تفكير طبيعي و تفكير حتمي و لا بد أن يوجد عند كل إنسان لان وجوده يقضي بوجود هذا التفكير) السؤال إذا كان "الواقع" و مقتضى "وجود الإنسان " يفرض عليه تلك الاسئله فلم يقال ( فالذين يرجعون الإنسان و الكون و الحياة إلى أنها ماده..يهربون من التفكير بالإنسان و الكون و الحياة إلى التفكير بالمادة) كون موضوع البحث الواقع(كما تقدم) و نعلم أن الواقع ما هو الا ماده و لذلك يمكن نقله بالحواس فأين الخطأ بنقل البحث في المادة للاجابه عن تلك الاسئله؟. و أليس التفكير في المادة هو تفكير حسب الطريقة العقلية كما يذكر الكتاب(قد يكون تفكيرا سقيما و قد يكون تفكيرا في الهروب من التفكير , و لكن على أي حال تفكير حسب الطريقة العقلية) و بها أي بطريقه العقلية نصل إلى الجواب الصحيح كما ذكر الكتاب ؟
- و يذكر الكتاب التفكير(نعم إن محاولة الطاقة الحيوية إشباع ما يتطلب قد ترشد إلى حل العقدة الكبرى..) ألا يعتبر هذا خلط في الأدوار المناطه بكل من العملية العقلية المتمثلة بالتفكير و بين الطاقة الحيوية أو الغريزة المتمثلة بالفطرة . و هذا الخلط أفضى لإعطاء الطاقة الحيوية صفات توصف بها عادة العملية العقلية مثل(تخيلات أو فروض لا تمت إلى الحقيقة بصله). و إذا جاز أن تلعب الطاقة الحيوية دور العقل فهل يجوز للعقل أن يلعب دور الطاقة الحيوية فيحل محل غريزة حب البقاء مثلا؟
- و عند حديثه عن عقيدة التثليث عند النصارى كمثال على الحكم العقلي و مدى مطابقته للواقع للتحقق من صحة الحكم . و لكن أليس هذا الموضوع مرتبط بأسماء الله تعالى و صفاته و بالتالي لا يجوز الرجوع فيه إلى حكم العقل المطابق للواقع؟
- ثم لماذا يعطى للعقل "المجرد" صلاحية البحث في إشباع غريزة التدين و لا يعطى له نفس الصلاحية في إشباع الغرائز الأخرى؟ أليس جميعها غرائز تحتاج إلى إشباع
بسم الله الرحمن الرحيم
- جاء في كتاب التفكير (..فهذا التساؤل أو الاسئله هي بحث في واقع أي هي نقل واقع بواسطة الحواس إلى الدماغ ..) وذكر أيضا (التفكير في الكون و الإنسان و الحياة هو تفكير طبيعي و تفكير حتمي و لا بد أن يوجد عند كل إنسان لان وجوده يقضي بوجود هذا التفكير) السؤال إذا كان "الواقع" و مقتضى "وجود الإنسان " يفرض عليه تلك الاسئله فلم يقال ( فالذين يرجعون الإنسان و الكون و الحياة إلى أنها ماده..يهربون من التفكير بالإنسان و الكون و الحياة إلى التفكير بالمادة) كون موضوع البحث الواقع(كما تقدم) و نعلم أن الواقع ما هو الا ماده و لذلك يمكن نقله بالحواس فأين الخطأ بنقل البحث في المادة للاجابه عن تلك الاسئله؟. و أليس التفكير في المادة هو تفكير حسب الطريقة العقلية كما يذكر الكتاب(قد يكون تفكيرا سقيما و قد يكون تفكيرا في الهروب من التفكير , و لكن على أي حال تفكير حسب الطريقة العقلية) و بها أي بطريقه العقلية نصل إلى الجواب الصحيح كما ذكر الكتاب ؟
- و يذكر الكتاب التفكير(نعم إن محاولة الطاقة الحيوية إشباع ما يتطلب قد ترشد إلى حل العقدة الكبرى..) ألا يعتبر هذا خلط في الأدوار المناطه بكل من العملية العقلية المتمثلة بالتفكير و بين الطاقة الحيوية أو الغريزة المتمثلة بالفطرة . و هذا الخلط أفضى لإعطاء الطاقة الحيوية صفات توصف بها عادة العملية العقلية مثل(تخيلات أو فروض لا تمت إلى الحقيقة بصله). و إذا جاز أن تلعب الطاقة الحيوية دور العقل فهل يجوز للعقل أن يلعب دور الطاقة الحيوية فيحل محل غريزة حب البقاء مثلا؟
- و عند حديثه عن عقيدة التثليث عند النصارى كمثال على الحكم العقلي و مدى مطابقته للواقع للتحقق من صحة الحكم . و لكن أليس هذا الموضوع مرتبط بأسماء الله تعالى و صفاته و بالتالي لا يجوز الرجوع فيه إلى حكم العقل المطابق للواقع؟
- ثم لماذا يعطى للعقل "المجرد" صلاحية البحث في إشباع غريزة التدين و لا يعطى له نفس الصلاحية في إشباع الغرائز الأخرى؟ أليس جميعها غرائز تحتاج إلى إشباع
السلام عليكم أخي الكريم
البحث على النحو التالي :
أن تفكير الإنسان في الكون الإنسان و الحياة أمر طبيعي و أمر حتمي كما ذكر و شرح و بين في الكتاب .
الأمر عند من بحث المادة المقصود من الكلام أنهم بدل البحث في واقع الإنسان و الكون و الحياة من حيث أصلها و مصيرها جعلوا المادة أصل البحث بمعنى أنهم قالوا أن المادة أزلية لذلك قال في نظام الإسلام أن عقيدتهم مبنية على المادة .
فهو اعترض في البحث على طريقة التفكيرالتي جرى عليها هؤلاء فبدل أن يبحث الإنسان و الكون و الحياة من حيث وجودها و مصيرها بدل بحث هذه الأمور هناك فئة انحرفت عن التفكير و افترضت أن المادة هي أزلية وهي أصل الأشياء و لم يعنيها بحث من أين أتت المادة و من أوجدها .
هذا المقصود في الكلام و إلا فالكون و الإنسان و الحياة هي مادة .
و إن شاء الله أكمل لك الأجوبة.
مع أني مستغرب من اسئلتك
بسم الله الرحمن الرحيم
اين الاجوبه اخي مؤمن
- و يذكر الكتاب التفكير(نعم إن محاولة الطاقة الحيوية إشباع ما يتطلب قد ترشد إلى حل العقدة الكبرى..) ألا يعتبر هذا خلط في الأدوار المناطه بكل من العملية العقلية المتمثلة بالتفكير و بين الطاقة الحيوية أو الغريزة المتمثلة بالفطرة . و هذا الخلط أفضى لإعطاء الطاقة الحيوية صفات توصف بها عادة العملية العقلية مثل(تخيلات أو فروض لا تمت إلى الحقيقة بصله). و إذا جاز أن تلعب الطاقة الحيوية دور العقل فهل يجوز للعقل أن يلعب دور الطاقة الحيوية فيحل محل غريزة حب البقاء مثلا؟
هذا خلط بين الطاقة الحيوية و العقل .
الطاقة الحيوية تدفع الإنسان للإشباع و هذا الدفع قد يوصل الإنسان لحل العقدة الكبرى و هذا الوصول يكون بدافع غريزي .
الفكر وهو نتيجة العقل، وهو غير السلوك. والسلوك هو نتيجة الطاقة، وهو غير الفكر، فكان التفكير غير الميل، وكانت العقلية غير النفسية. فهناك طاقة تتطلب الإشباع وهناك عقل يفكر، فهما أمران مختلفان.
فلا أحد يعلب دور عن الآخر مطلقا و هذا القول ينم عن عدم ادراك واقع مفاهيم الكتله .
- و عند حديثه عن عقيدة التثليث عند النصارى كمثال على الحكم العقلي و مدى مطابقته للواقع للتحقق من صحة الحكم . و لكن أليس هذا الموضوع مرتبط بأسماء الله تعالى و صفاته و بالتالي لا يجوز الرجوع فيه إلى حكم العقل المطابق للواقع؟
لا ليس الموضوع مرتبط بأسماء الله بل البحث في نقض الفكرة النصارنية هو بحث في محسوس فيجوز للعقل ان يصدر حكمه عليها .
- ثم لماذا يعطى للعقل "المجرد" صلاحية البحث في إشباع غريزة التدين و لا يعطى له نفس الصلاحية في إشباع الغرائز الأخرى؟ أليس جميعها غرائز تحتاج إلى إشباع
الأصل في الموضوع هو العجز و الضعف و الإحتياج في التكوين الطبيعي في الإنسان و هخذا مرده للتدين فالإنسان عاجز عن اشباع النوع و البقاء فتصار لديه مشاعر التدين و هي الإحتياج لقوة أكبر منه تعينه على اشباع البقاء و النوع و هذه المشاعر التي تثار هي مشاعر التدين .
بسم الله الرحمن الرحيم
- كما فهمت من عبارة (وجوده يقضي بوجود هذا التفكير)* : وجود الانسان المادي يقتضي "أي يستوجب" التفكير بالاسئله الكبرى و خصوصا ( فهذا التساؤل أو الاسئله هي بحث في واقع)*
هذا كلام غير دقيق لان طبيعة هذه الاسئله طبيعة غير ماديه فهي تبحث في امر اخر مغاير عن موضوع الماده.اذن لن تكون حتما من مقتضيات وجود الانسان المادي باي شكل من الاشكال بالعكس فانها تتجاوز مقتضيات وجوده المادي بالاضافه الى ان اجوبة تلك الاسئله ستصبح مرجعيه للانسان عند توجهه لمقتضياته الماديه. فالواقع مثل "الجمله الخبريه في اللغه" لا تقتضي أي شيء أي لا يلزم من موضوعها شيء. كون تلك الاسئله غير مادية المصدر و المنشأ فان ذلك يجيب على الاستفسار التالي: لماذا نخطئ لما نتوجه للماده عند الاجابه على تلك الاسئله؟! و هذا يقودنا الى النقطه التاليه : لا يمكن للعقل بما يمتلك من امكانات ان يكون مصدر اشباع للطاقه الحيويه ,المتمثله بتلك الاسئله الكبرى,و يتحتم علينا اتباع الرسالات الربانيه كي نصل للاشباع الصحيح و الاجوبه المقنعه لتجنب الوقوع باوهام و تخيلات العقل
- (الطاقة الحيوية تدفع الإنسان للإشباع و هذا الدفع قد يوصل الإنسان لحل العقدة الكبرى( السؤال حول الاداه التي يتم فيها الوصول للحل ؟ لن تكون الطاقه الحيويه , فلا يمكن القول بانها هي من يطلب الاشباع في نفس الوقت التي يمكن لها ان توجد حل الاشباع؟! اما ان الحل غير صحيح هذا لا يعني ان اداته غير عقليه فكثيره هي النتائج الخاطئه المتوسله بالعقل
( فهناك طاقة تتطلب الإشباع وهناك عقل يفكر) و اضيف على هذا المقطع "يفكر في اشباعها" و هذه العمليه موجوده عند كل البشر بغض النظر عن مدى صدق النتائج المتوصل اليها . و مره اخرى عدم صدق النتائج لا يعني انها ليست نتاج تفكير عقلي. نعم لا احد يلعب دور الاخر و لذلك اسأل "متعجبا".(و هذا القول ينم عن عدم ادراك واقع مفاهيم الكتله) كلام دقيق , لكن ما دخل الكتله و مفاهيمها بموضوعنا و خصوصا انه موضوع ليس من اختراع الكتله.
- ممكن ان نخرج بنتيجه مفادها :ان بامكاننا, كبشر, ان ننقض العقائد المنحرفه قياسا على الواقع" ليس بالضروره بواسطة العقل المجرد او المنطق و لكن قد نتوسل" بالتاريخ "مثلا لاثبات انحراف تلك العقائد" و لكن لا يمكننا ان نتوصل به للعقيده الصحيحه الا برسالة ربانيه توضح حيثياتها. هل هذه نتيجه صحيحه؟
- النقطه الاخيره لم توضح علاقة العجز و الافتقار بالعقل و مدى مقدرته على تحقيق الاشباع الصحيح . كونه عاجز عن تلبية المتطلبات الحيويه بشكل صحيح فهكذا تتحقق مشاعر التدين و اين دور العقل بالموضوع؟ كان السؤال حول فكره في الكتاب تحدثت عن اعطاء الحق للعقل في عملية الاشباع و من هنا بدأ ...اذن السؤال ما بعد مشاعر العجز.
*عبارات مقتبسه من كتاب التفكير
و الله يا أخ عمر هيك ما بنفع معي .
كلامك غير مفهوم و لا أحد في الدنيا يستطيع فهم ما تقول .
اذا أردت السؤال كان عليك ان تنقل الفكرة كاملة من كتاب التفكير لا أن تقطع عبارة و تبني عليها سؤال .
فالأسئلة التي تثار عند الإنسان فطريا عن الكون و الإنسان و الحياة و عن مصدرها و ما قبلها و ما بعدها أسئلة طبيعية عند كل انسان .
فما علاقة المادة بالأسئلة و الوجود المادي فكيف السؤال له طبيعة غير مادية وهل اسئلتك هنا مادية أم معنوية !
بصراحة صعب جدا أتابع معك و لا غيري بقدر يتابع معك .
و اترك البحث الفلسفي جانيا و التخيلات و ابداء من جديد في الدراسة و القراءة و هذا نصحتك به من قبل !
Abu Taqi
05-05-2008, 10:37 PM
والله أخي عمر إني أوافق الأخ مؤمن بما يقول حول صعوبة فهم سؤالك لعدم وضوحه، حتى إني حاولت الدخول معكم في البحث ولكني لم أستطع إلقاء القبض على السؤال. :roll:
سم الله الرحمن الرحيم
من البدايه لم يفرض احد عليك الاجابه خصوصا و انت لست المشرف على الموقع . اما و قد رددت فذلك بالطبع كان كرم تفيض به علي و لو اني مكانك لما فعلت ما فعلت كون كلامي كما تقرر عندك لا احد يفهمه و لكن اتساءل اذا كان ذلك كذلك فكيف عرفت ان هذا بحث في الفلسفه؟!! او انك تعودت على ان تنسب كل فكره لا تريد التعامل معها لسبب او لاخر للفلسفه!!. اخي مؤمن, اشكرك على سعة صدرك و لو ان اسئلتك التي طرحت لم تكن في سياق رسالتك الاخيره لاستعنت بالله عليها . و بناء على ما تقدم و على تبرمك فلا يحق لك الا ان تنسحب و القرار لك. و الله اعلم
الأخ الكريم الإجابة لا تتطلب أن يكون مشرف من يتكلم .
و لا أريد ان تغضب مني و لكن فعلا كلامك يس بالكلام الفكري و حتى اسئلتك مبهمه غامضة و أتمنى ان تشرح كلامك بشكل مسهب و بعبارات واضحه جدا يفهمها الجميع .
سم الله الرحمن الرحيم
اذا لم تكن المشرف فانت فارس المنتدى بصولاتك و جولاتك بين مواضيع المنتدى. و ليسمح لي ابو تقي. بالعكس لم اغضب و انشاء الله لن اغضب و ساطرق الفكره من جانب اخر انشاء الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
*(هذا هو التفكير في الكون والإنسان والحياة، وهو تفكير طبيعي، وتفكير حتمي، ولا بد أن يوجد عند كل إنسان، لأن وجوده يقضي بوجود هذا التفكير. لأن إحساسه بهذه الثلاث هو أمر دائم، وهذا الإحساس يدفعه لمحاولة الوصول إلى الفكر. لذلك فإن التفكير في الكون والإنسان والحياة ملازم لوجود الإنسان، لأن مجرد الإحساس بهذه الثلاث الذي هو حتمي، يستدعي المعلومات المتعلقة به الموجودة لديه، أو بمحاولة طلب هذه المعلومات من غيره، أو يحاول طلب الحل من غيره, فهو يدأب بحافز ذاتي لحل هذه العقدة) صفحه رقم 82 من كتاب التفكير .
- يفهم من هذا الكلام ان العقده الكبرى عند الانسان مصدرها وجود الانسان المادي أي ان احساسه بتلك الامور الثلاث(الكون و الانسان و الحياه)" حتما" ولد عنده تساؤلات تدور حول تلك الامور الثلاث. فيبدأ جاهدا بالمحاوله في الاجابه عنها و التفكير في واقعه ليتوصل لحلول مختلفه و متباينه
- المأخذ على هذا الكلام هو:
ان مجرد الاحساس بواقع كل من الكون و الانسان و الحياه لا يلزم منه تولد تلك الاسئله الكبرى كون تلك الاسئله تبحث في امور خارج موضوع الكون و الانسان و الحياه أي خارج الواقع المادي فليست اذن من جنس الواقع المادي الذي يحس به الانسان و لو كانت من مقتضيات الحس المادي لكان البحث في الماده كفيل في حل تلك الاسئله بل قل لو كان مصدرها الواقع لما وجدت مثل تلك التساؤلات اصلا .و لو فرضنا جدلا ان مجرد العيش و الاحساس المادي هو مصدر تلك الاسئله لزم ان توجد عند الحيوان كونه يعيش في هذا الواقع و يحس به و الحقيقه ان تلك الاسئله غير موجوده عنده اذن النتيجه هي ان مصدر العقده الكبرى غير الحس بالواقع مصدرها الروح التي يختص بها الانسان و الفطره الانسانيه هي من مظاهرها.
*( ولذلك لا يصح أن يترك للطاقة الحيوية أن تحل العقدة الكبرى وتجيب على التساؤلات بل لا بد أن يجري التفكير في الإنسان والكون والحياة للإجابة عن التساؤلات. إلا أن هذه الإجابة يجب أن تتجاوب مع الفطرة، أي يجب أن يتم بها إشباع الطاقة الحيوية وأن تكون بشكل جازم لا يتطرق إليه شك). صفحه 87
- يفهم من هذا الكلام ان الحل الامثل او الصحيح لتلك الاسئله هو الحل الذي يصدر عن العقل و في نفس الوقت مطابق للفطره أي مشبع للطاقه الحيويه في الانسان التي تتمثل بالشعور في العجز و التوجه الى قوه ينسب لها مصدر الوجود. و التساؤلات ليست من اصل الفطره و لكن منبعها الواقع و الاجابه على تلك التساؤلات عند الانسان اما ان تكون من خلال الفطره او من خلال العقل
- المأخذ على هذا الكلام هو :
هذه النقطه مبنيه على النقطه التي سبقتها :أي بما ان الاقرار قد حدث على ان الوجود و الواقع يقتضي تلك الاسئله فان العقل هو الوحيد في الانسان القادر على اعطاء اجوبه صحيحه ,شرط توافقها مع الفطره, و بذلك يحدث الاشباع للطاقه الحيويه . و السؤال الذي يطرح نفسه هو اذا كان للعقل الحق في الاشباع الطاقه الحيويه لما لا يكون له الحق في اشباع غيرها من طاقات حيويه ؟ و هذا لا احد يقول به طبعا كونه يتعارض مع واقع الرسالات المنزله على لبشر. بالاضافه الى ذلك هنالك غموض في دور الفطره و علاقتها بتلك الاسئله من جهه و بالعقل من جهة اخرى
- بشكل عام : لما كان سيدنا إبراهيم عليه السلام يتفكر و يفكر في الموجودات الممثله بالاجرام السماويه, ليتوصول الى حقيقة الالوهيه . كان في ذلك ينطلق في تفكره من مسلمه مفادها ان هناك خالق خلق هذا الوجود حتمت عليه تلك المسلمه النظر للموجودات على انها آيات دالات على الموجد جل في علاه . و مصدر تلك المسلمه هو الفطره . بمعنى اخر : كان يؤسس تفكيره في الوجود على الفطره و نظرا لمحدودية امكانات الانسان فانه لم يهتد الى الاله حق "و الاجابه الشافية التي توصل إليها عليه السلام كانت عن طريق الرسالة المنزلة عليه من الله تعالى. و هذا ظاهر في سياق الايه قال تعالى(إني وجهت وجهي للذي فاطر السماوات و الأرض حنيفا و ما أنا من المشركين) و الحنيفيه, هي الدين المنزل على سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام
- و هذا ما يفسر استخدام القران الكريم كلمة القلب للدلاله على مصدر عملية التعقل كون مبنى العقل فطرة الانسان . فاما ان تكون الفطره هي من تؤسس للعقل على منهاج الرسالات الربانيه او ان يكون مبنى العقل الهوى كنتيجه لتشويه الفطره و اهمال للرسالات الربانيه . اذن القلب في القران الكريم انما هو ملكة جامعه هي مصدر الادراكات الانسانيه في تداخلها و تكاملها عقليه كانت او حسيه او روحيه بحيث يكون افق الادراك الحسي موصولا بافق الادراك العقلي و افق الادراك العقلي موصولا بافق الادراك الروحي.
** للتسهيل يمكن ذكر بعض التعاريف لتوضيح المقصود من بعض المصطلحات:
- العقل: المراد به هنا هو نفسه العقل الوارد تعريفه عند الحزب
- الواقع: الاشياء الماديه الموجوده و التي تحكمها قوانين و سنن كونيه تنتظمها بعلائق سببيه محكمه و ثابته
- الروح :يختص بها الانسان و ليست واقع ولا غريزه و لا هي سر الحياة هي من عند الله و مصدر لتطلعات الانسان المتجاوزه او الخارجه عن الماده و مصدر الاحساس بالمعاني و الغايات الساميه و مصدر للقيم و الالتزام و مصدر للفطره
- الفطره: جمله من المعاني المثلى التي اودعت في روح الانسان و التي تصله بافق يتجاوز طاقة الواقع و تجعله يتشوف الى ان يراها متحققه في افعاله حتى ينتفع بها
Abu Taqi
09-05-2008, 06:38 PM
*(هذا هو التفكير في الكون والإنسان والحياة، وهو تفكير طبيعي، وتفكير حتمي، ولا بد أن يوجد عند كل إنسان، لأن وجوده يقضي بوجود هذا التفكير. لأن إحساسه بهذه الثلاث هو أمر دائم، وهذا الإحساس يدفعه لمحاولة الوصول إلى الفكر. لذلك فإن التفكير في الكون والإنسان والحياة ملازم لوجود الإنسان، لأن مجرد الإحساس بهذه الثلاث الذي هو حتمي، يستدعي المعلومات المتعلقة به الموجودة لديه، أو بمحاولة طلب هذه المعلومات من غيره، أو يحاول طلب الحل من غيره, فهو يدأب بحافز ذاتي لحل هذه العقدة) صفحه رقم 82 من كتاب التفكير .
أولا: إن الغرائز تثار من الخارج، أي إن المثير للغرائز هو الأحساس بذلك الشيء الخارجي، فما لم يوجد ذلك المثير فلا تثور الغريزة وتتطلب الأشباع. ومثال ذلك غريزة النوع، فإنها لا تثور الا عندما يحس الأنسان بذلك المثير، وذلك كالميل الجنسي، فما لم يحس الأنسان بمثيره كوجود المرأة أمامه أو تخيل صورتها فلا تثور مطلقا.
وغريزة التدين كذلك، والذي يثير غريزة التدين هو وجود الأنسان والكون والحياة، فعندما يحس بعجزه مثلا تتحرك غريزة التدين فتتطلب الأشباع فينطلق التفكيرلأشباعها، وقد يترك إشباعها إلى الوجدان الذي يوجد عند الأنسان فطريا، ولكن هذا الطريق غير مامون العاقبة لذلك نقول "ولذلك لا يصح أن يترك للطاقة الحيوية أن تحل العقدة الكبرى وتجيب على التساؤلات بل لا بد أن يجري التفكير في الإنسان والكون والحياة للإجابة عن التساؤلات. إلا أن هذه الإجابة يجب أن تتجاوب مع الفطرة، أي يجب أن يتم بها إشباع الطاقة الحيوية وأن تكون بشكل جازم لا يتطرق إليه شك"
وبناء عليه، فالقول بأن الأحساس بالكون والأنسان والحياة هو ألأساس الدافع لنشوء هذه التساؤلات "العقدة الكبرى" دقيق. لأن الأحساس بها يثير الغريزة.
أما الحيوان فواقع الدماغ عنده انه غير صالح للربط وعليه لا عقل عنده فإحساسه بكل شيء لا يولد عنده التفكير. فالحيوان يتحرك بالرجع الغرائزي وليس الفكري.
"اذن النتيجه هي ان مصدر العقده الكبرى غير الحس بالواقع مصدرها الروح التي يختص بها الانسان و الفطره الانسانيه هي من مظاهرها"
فالروح ليست مختصة بالأنسان، بل هي بالأنسان الذي يخرج بنتيجة بعد البحث في العقدة الكبرى عن وجود خالق، فلا يؤمن بالروح الماديون، فبناء على قولك لا يوجد فطرة عند الماديين؟؟؟!!!!
وتعريف الروح عندك غير دقيق أخي الكريم.
"و السؤال الذي يطرح نفسه هو اذا كان للعقل الحق في الاشباع الطاقه الحيويه لما لا يكون له الحق في اشباع غيرها من طاقات حيويه ؟ و هذا لا احد يقول به طبعا كونه يتعارض مع واقع الرسالات المنزله على لبشر"
أولا -أخي الكريم- الطاقة الحيوية هي مجموع الغرائز الثلاث والحاجات العضوية. فالسؤال هو لماذا نعطي العقل الحق في إشباع غريزة التدين دون إعطائه الحق في إشباع الغريزتين المتبقيتين والحاجات العضوية؟
والجواب على ذلك هو أن العقل بعد البحث وصل الى حقيقة مقنعة لعقله وموافقة لفطرته (التدين)، أي أن العقل بحله العقدة الكبرى قد اعترف بنقص وعجز واحتياج الأنسان لمن هو غير عاجز وناقص ومحتاج، وكما يظهرعجز الأنسان بالتدين يظهر بغيرها فيظهر ذلك في وضع الأنسان نظاما ليشبع الغريزتين المتبقيتين والحاجات العضوية، فالأنسان أدرك محدودية عقله فظهر عجزه بالتدين كما بالنوع والبقاء، وعليه يقال أن غريزة التدين تهيمن على الغرائز الأخرى فلذلك قال الكتاب "إلا أن هذه الإجابة يجب أن تتجاوب مع الفطرة"
أما ما ذكرته عن قصة إبراهيم عليه السلام، فطبق ما قلناه أعلاه على ما ورد في القرآن الكريم تجد ما يلي:
-إن إبراهيم عليه السلام قد أحس بالكون والأنسان والحياة فثارت الغريزة فتحرك وجدانه الموجود أصلا فقال الشمس، ثم القمر، ثم الكواكب ولكنه بتفكيره العقلي بالموضوع رفض كل ذلك لأنه يناقض حقيقة الخالق، إلى أن قال " لئن لم يهدنى ربى لأكونن من القوم الضالين" فإبراهيم عليه السلام رفض أن يجعل الخالق محدودا. فيكون العقل هو الذي دل إبراهيم عليه السلام على الخالق الأزلي الواجب الوجود.
ولكن لا يعني الوصول الى وجود الخالق الأزلي بالعقل أن تستطيع ان تحدد ما يريد الخالق عز وجل منك فلا بد من الرسل حتى يبلغوا الناس ما يريد الخالق عز وجل.
اما ما تفضلت به عن القلب، فلا حجة لك به فالأمر ليس بمكان العقل إنما بعملية العقل والأدراك فضلا عن ان القلب ليس مكان استرجاع المعلومات بل الدماغ هو المصدر بالأضافة أن كثيرا من المفسرين أشار الى القلب بالعقل والفهم بل إن الآية التي تحضرني تنطق بذلك "لهم قلوب لا يفقهون بها" فالفقه بالشيء هو فهم وإدراكه.
والسلام عليكم
Abu Taqi
11-05-2008, 05:36 PM
-إن إبراهيم عليه السلام قد أحس بالكون والأنسان والحياة فثارت الغريزة فتحرك وجدانه الموجود أصلا فقال الشمس، ثم القمر، ثم الكواكب ولكنه بتفكيره العقلي بالموضوع رفض كل ذلك لأنه يناقض حقيقة الخالق، إلى أن قال " لئن لم يهدنى ربى لأكونن من القوم الضالين" فإبراهيم عليه السلام رفض أن يجعل الخالق محدودا. فيكون العقل هو الذي دل إبراهيم عليه السلام على الخالق الأزلي الواجب الوجود.
تعديل على الفقرة السابقة، بعد مناقشة احد الأخوة بما ذكرته أنا سابقا نبهني إلى أن إبراهيم عليه السلام بهذه الآية لم يكن يبحث عن الإله الحق لأنه كان مؤمنا، بل كان عليه السلام يحاول ان يثير في الكفار التفكير وهدايتهم إلى الطريق الحق، وعليه هو كان يريد منهم أن يتفكروا أي أن يستعملوا عقولهم للوصول إلى الخالق الأزلي الواجب الوجود، وما قوله -كما أخبرني- عن الشمس والقمر والكواكب إلا من باب التهكم عليهم. ولكن هذا التعديل لا يخرج أنه طبق ما قلناه سابقا عن الأحساس، وثوران الغريزة وتولد التفكير للأشباع، فقوم إبراهيم عليه السلام تركوا الوجدان يحدد لهم الأجابة عن العقدة الكبرى فقادهم إلى الشرك وإضفاء ما ليس من صفات الله عليه، فأراد منهم ان يحركوا التفكير عندهم ليكون العقل هو الحكم.
بوركتم
بسم الله الرحمن الرحيم
يجب التفريق بين الغريزه و بين الفطره كاساس ننطلق منه في البحث .
- فالغريزه هي جمله من التصرفات الوراثيه غير الواعيه التي يشترك فيها افراد النوع الواحد كالانسان و الحيوان , بمعنى انها عباره عن وقائع سلوكيه ذات اصل عضوي مادي. و تتميز الغريزه بمايلي :-انها مصدر الغايات الواقعيه – ذات اصل مادي واقعي تظهر و تعرف بالواقع – طاقه جسميه نفسيه.
- و اما الفطره و كما تقدم : جمله من المعاني المثلى التي اودعت في روح الانسان و التي تصله بافق يتجاوز طاقة الواقع و تجعله يتشوف الى ان يراها متحققه في افعاله حتى ينتفع بها. و لذلك تتميز بما يلي:- اصل روحي – لا يمكن ان تنتج من الواقع كما لا يمكن ان ينتج الامر من الخبر.
فالانسان يميل بفطرته الى ان يجد في الاحداث من حوله دلالات و يرى في حصولها اشارات تتعدى واقعها لتحمل له معاني او قيما عليا " مثل ان تكون مخلوق لخالق"يشعر بالحاجه الى الاهتداء بها و اتيان افعاله على وفقها.
- و بفطرته ينظر الانسان في الظواهر الماديه على انها آيات دالات على الخالق جل في علاه.
- لذلك فان قيم الخير و الشر لا تنشآن من الواقع لان الواقع لا ينشيء الا واقع بينما القيمه هي امر واجب و الواجب خلاف الواقع . فلا يمكن للانسان اعتمادا على عقل" المجرد" ان يتبين الخير من الشر "كمطلب انساني" كون عقله لا يرصد الا واقع.اي اننا لا نملك التوصل الى أي قيمه من خلال العلم التجريبي.
علاقة الطاقه الجسميه (الغريزه) بالفطره, تظهر عندما تغطى هذه الطاقه الجسميه بلباس قيمي متين يحولها الى طاقه روحيه تزدوج او تمتزج القيم بالغريزه ,و لذلك احيانا يحدث لبس في فهم سلوك معين هل ذلك بدافع الغريزه ام بدافع القيمة الروحية؟ و باقامة الدين القيم نصل الى افضل القيم التي ينبغي العمل بها لنصل بالانسانيه الى كمال الفطره. و لنضرب مثال على اللباس القيمي للغايه او للدافع الغرائزي : "ازالة السمنه" هي غايه و اما القيمه التي تزدوج بها هي "حفظ الصحه".
نعم, الماديون لم يؤمنوا بالروح لان الايمان بها يلزم منه الايمان بالخالق جل في علاه واهب تلك الروح .و حيث انهم لم يقبلو الايمان بالخالق او حيدوه و انكروا أي شيء خارج الواقع المادي, و بذلك اختزلو الطبيعه البشريه في الماديات و الواقع واعتبروا ان تحقق جوهر الانسانيه لا يتم الا باشباع غرائزه "من جنس الواقع". و انزلو العلم التجريبي منزلة الدين الالهي . بنفس الوقت الذي انكروا فيه الروح و ان لم ينكروا القيم ,هي المعاني المثلى الذي يستحق ان يتطلع اليها المرء لياتي بافعاله على مقتضاها مثال ذلك الخير و الحريه الالتزام ..., و كل ما قاموا به هو ان فصلوها عن مصدرها و الحقوها بما يؤمنوا به و هو العقل المجرد الذي لا يقر الا بالواقع ( فهم كالانعام بل اضل, كما وصفهم القران الكريم, في فصلهم ما بين الفطره و النظر بالظواهر الماديه. و هم من هذه الناحيه لهم قلوب لا يفقهوا بها). فاعطيت للانسان منزلة الخالق من حيث اعطاء الانسان الحق في تقرير ما هو واجب و ما هو خير..و بعد ردح من الزمن اكتشف هذا الانسان الغربي ان منح الانسان لتلك المكانه و الحديث عن معاني ثابته يسعى الانسان لتحقيقها و الالتزام بها كل ذلك مغاير للواقع المادي, و ما هو الا ايمان ضمني بالاله او بظلال الاله على الحياة كون الايمان بتلك القيم يقود الى اخراج جوهره عن واقعه المادي و الحاقه بمرجعيه متجاوزه للماده وهي مرجعيه الالهيه
فاصبحنا نسمع بمصطلحات مثل" نزع القداسه" و منزوع القيمه و نسبية الحقيقه ...
- و لما كان الكافر يفصل ما بين ادراكاته العقليه للواقع و بين فطرته التي تدله على معاني تجاوز ما يعقله من واقع , فهم من هذه الناحيه لهم قلوب لا يفقهوا بها رغم انهم لهم عقول يدركون بها الواقع لكن دون ان يكون هذا الادراك العقلي موصولا بافق الادراك الروحي.
- اما ان سيدنا ابراهيم عليه السلام انطلق في تعقله من منطلق روحي كونه استند على قيم الفطره ليرى في الظواهر الماديه آيات دالات على الخالق جل في علاه فهذا مثال حي على كيفية استخدام القلب لبناء عملية ادراكيه صحيحه. نعم, العلم اثبت ان الدماغ هو المسؤول عن عملية الربط بالمقابل فان هناك دراسات اثبتت بوجود دور للقلب مهم في عملية الادراك. لكن موضوع استخدام القران الكريم القلب في عملية الادراك ليس له علاقه بموضوع فك وربط المعلومات و الله اعلم.
- (الروح :يختص بها الانسان و ليست واقع ولا غريزه و لا هي سر الحياة هي من عند الله و مصدر لتطلعات الانسان المتجاوزه او الخارجه عن الماده و مصدر الاحساس بالمعاني و الغايات الساميه و مصدر للقيم و الالتزام و مصدر للفطره). ألا يشمل هذا التعريف ادراك الصله بالله تعالى؟!
و الله من وراء القصد
Abu Taqi
12-05-2008, 03:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ عمر حفظه الله،،،
لاحظ أخي عمر أني عندما أعلق على ما تكتب آخذ ما تكتبه فكرة فكرة وفقرة فقرة وهذا لجعل البحث مركزا وبذلك يمكننا الوصول إلى نتيجة، أما الرد بشكل عام يجعل المتابعة صعبة ويصعب إيجاد أرضية مشتركة في البحث ننطلق منها، فأنت في تعليقك السابق عدت تطرح الفكرة بطريقة أخرى لا أن تعلق على تعليقي وبشكل تفصيلي، على كل حال أخي الطيب سأحاول التعليق مرة أخرى على ما تفضلت به ولكن بإعادة الموضوع إلى تعليقي السابق.
جزيت خيرا وبوركت أخي الطيب
Abu Taqi
12-05-2008, 06:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ عمر حفظع الله ورعاه،،،،
من قرائتي لتعليقك اكثر من مرة ومن تعليقاتك السابقة، أجمل النقطة الرئيسية بالبحث في مسألة واحدة الآن وبعد ان ننتهي منها ننطلق إلى غيرها، وهي السؤال التالي:
ما هو الدافع أو الدوافع التي تدفع الأنسان للحركة من اجل الأشباع؟ أي بمعنى آخر ما هو الدافع أوالدوافع وراء السلوك؟
بالأجابة على هذا السؤال نستطيع البحث بما يبنى عليه.
كما بينت في معرض تعليقي السابق المطول ان الدوافع للسلوك هي الغرائز والحاجات العضوية ولا شيء غيرها يدفع الأنسان للتحرك كما الحيوان، وتستطيع ان تربط كل السلوك الأنساني بإحدى الغرائز الثلاث أو الحاجات العضوية ويعبر عن مجموع الغرائز والحاجات العضوية بالطاقة الحيوية.
والذي يحدد ذلك السلوك ووجهته هو وجهة النظر في الحياة، فعند تحرك الطاقة الحيوية عند الأنسان تطلب الأشباع ولكن لما كان عنده عقل بنى عليها وجهة نظره في الحياة وصار عنده مفاهيم عن الحياة فتقوم هذه المفاهيم بتوجيهه إلى طريقة الأشباع وتضبط سلوكه بشكل معين.
إذن، البحث بالسلوك وليس بما يحققه ذلك السلوك من قيمة، فقد يحقق الأنسان قيمتين من فعل ما كالجهاد وذلك عند المسلم ولا يحقق آخر إلا قيمة واحدة كما عند الكافر، فالمسلم يحقق القيمة المادية من الجهاد بقتل الكافر وتحقيق النصر ونشر الأسلام، والروحية بقيامه بأمر الله، لاحظ هنا أن الذي حدد نوع القيمة هو الفكر أي وجهة النظر في الحياة. وعليه أبين لك الخلل الذي بنيت عليه تصورك، فهو من تعريفك غير الدقيق مطلقا للفطرة مع الأحترام، فالفطرة هي خلق الله سبحانه وتعالى الأنسان على هيئته الحالية وشكله، وهي قدرة الأنسان على الربط، والتفكير والطاقة الحيوية هي جزء لا يتجزا منها وكثير من المشتغلين بالفكر يطلقون الفطرة على الحاجات العضوية.
أرجو التركيز على هذا الموضوع لنبني عليه كيفية ضيط السلوك ضبطا صحيحا يؤدي إلى نهضة الأنسان ورقيه.
بوركت
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي ابو تقي, حاولت فيما سبق ان اراعي ما تفضلت به, و للتوضيح:
- لما بدأت انت في الحديث عن الغريزه بشكل عام و غريزة التدين بشكل خاص. حاولت بدوري ان اعرف الغريزه كما فهمتها و افصلها عن الفطره موضحا دور كل منهما بامثله ثم ذكرت فيما ذكرت علاقة بعضهما ببعض.
- حاولت ان اجيب على سؤالك حول موضوع الروح و الماديين
- لم يكن لدي أي تعليق على الفكره التي تحدثت عن موضوع علاقة العقل بغريزة التدين
- نعم اعيدت قصة ابراهيم عليه السلام و لكن بشكل اخر لتوظفها في سياق التعليق الجديد
- حاولت ان اسوق برهان او اكثر يثبت صحة ما افهم من معنى القلب في القران الكريم خلال التعليق و في عدة مواضع
- و اخيرا كان وضعت مرة اخرى تعريف الروح مع سؤال ما اذا كان ذلك التعريف اشمل من تعريف الحزب للروح؟
و جزاك الله خير الجزاء
بسم الله الرحمن الرحيم
*(ما هو الدافع أو الدوافع التي تدفع الأنسان للحركة من اجل الأشباع؟)
- عند تفكيك سلوك الانسان نظريا .نعم, سنجد ان دوافع السلوك الانساني هي الغرائز. فالانسان كالحيوان لا يختلفا في شيء من هذه الناحيه . و هذا ما يحقق المحافظه على الوجود الخارجي لكل نوع . فنحن نتحدث عن الوجود كوجود مادي بغض النظر عن نوعية الوجود و بغض النظر عن ما يلتزم الانسان به حيال هذا الوجود"مثل الاوامر و النواهي "و لو انه يستحيل علي تلك الغرائز ان تظهر مجرده عند الانسان كما تظهر سافره نقيه عند الحيوان. بعبارة اخرى الغريزه تعتبر دافع لسلوك الانسان الحيواني للحفاظ عليه كواقع خارجي.
- اما الحديث عن دافع التدين و ادراجه في مصاف الغرائز فهذا فيه نظر من ناحية: كونه لا يشترك فيه النوعين و يختص به الانسان وحده دون الكائنات الاخرى . من حيث انه التزام انساني اتجاه قوه معينه تعطي معنى لوجوده و تؤسس لحياته . و هذا يختلف عن دور الغريزه في الحياة كما سبق الاشاره اليه.
*(والذي يحدد ذلك السلوك ووجهته هو وجهة النظر في الحياة، فعند تحرك الطاقة الحيوية عند الأنسان تطلب الأشباع ولكن لما كان عنده عقل بنى عليها وجهة نظره في الحياة وصار عنده مفاهيم عن الحياة فتقوم هذه المفاهيم بتوجيهه إلى طريقة الأشباع وتضبط سلوكه بشكل معين(.
- لكن قبل ذلك , دعنا نسأل لماذا يسعى الانسان في هذه الحياة ليلزم نفسه في تكوين وجهة نظر في الحياة تحدد سلوكه اتجاه الوجود ؟ لماذا يستحث الخطى دائما في تحسين"و تحسين هي قيمه" نوعية معاشه و ان يسعى ليعيش ضمن طراز معين ؟ هل الواقع فرض عليه ذلك؟ او هل الغريزه تهتم بهكذا اهداف؟ لا , لانه من خلال دراستنا للواقع لم نكتشف أي عنصر مادي او علاقه سببيه على شكل قانون رياضي يقول بذلك الالزام فضلا عن تحسين الحياة, فلا فرق عند الطبيعه بين مسطحات نباتيه خضراء و ارض بور جرداء .عدا عن انه لا يمكن للعقل المجرد ان يخترع او يثبت أي نسق اخلاقي او قيمه مخصوصه و ذلك كونه لا يبحث الا في واقع. بالاضافه الى كون العقل ,كما تفضلت , وسيلة لبناء الغريزه على وجهة نظر معينه و قد تكون وجهة نظر شريره او قد تكون وجهة نظر خيره . و لا الغريزه من يدفع الى هذا الالتزام كونها موجوده عند الحيوان و لا تلزمه باي شيء ولا دليل يثبت انها ترشدنا الى الحياة الطيبه ,بالعكس فكلما اتجه الانسان الى غرائزه كهدف كلما كان اقرب للحيوان منه الى الانسان . هذا يقودنا بدوره الى التسليم بوجود شيء آخر ,ليس من جنس الواقع المادي و دوافعها الغريزيه, و ما ذلك الا نوازع روحيه تدفع الانسان نحو الابداع و تجاوز واقعه المادي فيسعى في دأب لخلق وجهة نظر معينه تعطي نوعيه معينه لحياة الانسان. و اللافت ان وجهة النظر الصحيحه هي التي تستند على قاعده متجاوزه للواقع المادي أي قاعده روحيه. فتطابق بين دافع الروح الداخلي مع الرساله الربانيه .
*( لاحظ هنا أن الذي حدد نوع القيمة هو الفكر أي وجهة النظر في الحياة) فليسمح لي شيخي الكريم ان ادعي ان هذا كلام غير دقيق , فاذا كانت القيمه مرتبطه بوجهة النظر في الحياة يلزم من ذلك انه لا وجود لقيم انسانيه مشتركه و هذا بخلاف حقيقة ان هناك قيم عامه بالاضافة لقيم خاصه متأثره بوجهة النظر .اليست اغاثة الملهوف قيمه انسانية عامه , اليس الحديث عن وجود قيم روحيه من حيث وجودها عند كل الناس بغض النظر عن طبيعة التعبير هي من القيم العامه؟!!
*(فالفطرة هي خلق الله سبحانه وتعالى الأنسان على هيئته الحالية وشكله، وهي قدرة الأنسان على الربط، والتفكير والطاقة الحيوية هي جزء لا يتجزا منها وكثير من المشتغلين بالفكر يطلقون الفطرة على الحاجات العضوية) الا يتعارض هذا الكلام مع ما جاء في جواب سؤال عن الحياة و الروح( وللروح مظاهر وآثار تدل عليها، فالفقه والعقل والإبصار والحركة الإرادية مظاهر من مظاهر الروح) .هذه من جهه و من جهة اخرى فانني قد فهمت منك سابقا اخي ابو تقي ان الفطره هي غريزة التدين و حسب فهل فهمي دقيق؟
و الله من وراء القصد
الأخ عمر :
لقد قلت أنت : عند تفكيك سلوك الانسان نظريا .نعم, سنجد ان دوافع السلوك الانساني هي الغرائز. فالانسان كالحيوان لا يختلفا في شيء من هذه الناحيه . و هذا ما يحقق المحافظه على الوجود الخارجي لكل نوع . فنحن نتحدث عن الوجود كوجود مادي بغض النظر عن نوعية الوجود و بغض النظر عن ما يلتزم الانسان به حيال هذا الوجود"مثل الاوامر و النواهي "و لو انه يستحيل علي تلك الغرائز ان تظهر مجرده عند الانسان كما تظهر سافره نقيه عند الحيوان. بعبارة اخرى الغريزه تعتبر دافع لسلوك الانسان الحيواني للحفاظ عليه كواقع خارجي.
سلوك الإنسان يا عمر إما راجع للدافع العضوي أو الغريزي و ليس فقط الغريزي .
التدين هو غريزة و هو يدفع الإنسان للعبادة .
اما قولك أن الغريزة تظهر عند الحيوان نقيه و عند الإنسان مغبشه فهذا الكلام لا معنى له و لا قيمه له في البحث الفكري.
فالغرائز تحافظ على بقاء الإنسان و على نوعه و هي التي تدفع الإنسان للبحث عن خالق .
هذا البحث الصحيح و القول الفصل في موضوع الغرائز .
أما قولك
الحديث عن دافع التدين و ادراجه في مصاف الغرائز فهذا فيه نظر من ناحية: كونه لا يشترك فيه النوعين و يختص به الانسان وحده دون الكائنات الاخرى . من حيث انه التزام انساني اتجاه قوه معينه تعطي معنى لوجوده و تؤسس لحياته . و هذا يختلف عن دور الغريزه في الحياة كما سبق الاشاره اليه.
غريزة التدين ياعمر هي أيضا دافع للسلوك و يبدوا أن موضوع الغرائز غير واضح لديك .
نحن نفسر و نفهم سلوك الإنسان فالبحث يا عمر في السلوك الإنساني فأنت فهمت الموضوع من حيث المحافة على الإنسان و نحن نقول لك البحث في تفسير سلوك الإنسان فإذا فهم على هذا الأساس ينحل الإشكال لديك .
أما قولك هذا
قبل ذلك , دعنا نسأل لماذا يسعى الانسان في هذه الحياة ليلزم نفسه في تكوين وجهة نظر في الحياة تحدد سلوكه اتجاه الوجود ؟ لماذا يستحث الخطى دائما في تحسين"و تحسين هي قيمه" نوعية معاشه و ان يسعى ليعيش ضمن طراز معين ؟ هل الواقع فرض عليه ذلك؟ او هل الغريزه تهتم بهكذا اهداف؟ لا , لانه من خلال دراستنا للواقع لم نكتشف أي عنصر مادي او علاقه سببيه على شكل قانون رياضي يقول بذلك الالزام فضلا عن تحسين الحياة, فلا فرق عند الطبيعه بين مسطحات نباتيه خضراء و ارض بور جرداء .عدا عن انه لا يمكن للعقل المجرد ان يخترع او يثبت أي نسق اخلاقي او قيمه مخصوصه و ذلك كونه لا يبحث الا في واقع. بالاضافه الى كون العقل ,كما تفضلت , وسيلة لبناء الغريزه على وجهة نظر معينه و قد تكون وجهة نظر شريره او قد تكون وجهة نظر خيره . و لا الغريزه من يدفع الى هذا الالتزام كونها موجوده عند الحيوان و لا تلزمه باي شيء ولا دليل يثبت انها ترشدنا الى الحياة الطيبه ,بالعكس فكلما اتجه الانسان الى غرائزه كهدف كلما كان اقرب للحيوان منه الى الانسان . هذا يقودنا بدوره الى التسليم بوجود شيء آخر ,ليس من جنس الواقع المادي و دوافعها الغريزيه, و ما ذلك الا نوازع روحيه تدفع الانسان نحو الابداع و تجاوز واقعه المادي فيسعى في دأب لخلق وجهة نظر معينه تعطي نوعيه معينه لحياة الانسان. و اللافت ان وجهة النظر الصحيحه هي التي تستند على قاعده متجاوزه للواقع المادي أي قاعده روحيه. فتطابق بين دافع الروح الداخلي مع الرساله الربانيه .
و الرد عليه هو :
لا بد أن تكون للشخص وجهة نظر معينة في الحياة، بحيث يتجه اتجاهاً معيناً في سلوكه ومعاملاته وعلاقاته مع الناس، فالغربي وجهة نظره في الحياة أن الدين لله والدنيا للإنسان فلا دخل للدين في الدنيا. ولذلك يسير في معاملاته وعلاقاته وسلوكه حسب ما يراه هو مصلحة له ولا يدخل الدين في هذا مطلقاً. والمسلم وجهة نظره في الحياة أن الإسلام يتدخل في سلوك الإنسان ومعاملاته وعلاقاته مع الناس وأن الدين الإسلامي جاء من الله للإنسان ليستعمله في الدنيا فلا يوجد دين منفصل عن الدنيا فيلزم أن يسير في جميع أموره حسب ما أمر الله ورسوله. ويجب أن يدخل الدين في كل أموره. فوجهة نظر الإسلام في الحياة غير وجهة نظر الغربي لأن عقيدة المسلم غير عقيدة الغربي، فيجب أن يكون سلوك المسلم في معاملاته وعلاقاته مع الناس غير سلوك الغربي، أي يجب أن يكون المسيِّر للمسلم هو الإسلام. وللوصول إلى هذا لا بد أن تكون للمسلم وجهة نظر معينة في الحياة، والطريق إلى ذلك أن يحكِّم العقيدة الإسلامية في حياته.
و الظاهر أن موضوع وجهة النظر في الحياة و أثرها على الإنسان غير واضحه لديك أخي تفضل اقراء هذا :
النظرة إلى الحياة أو ما يسمى بالأيدلوجية تتحكم في سلوك الإنسان تحكماً تاماً لأنها تشكلت من العقيدة أي من التصديق الجازم بأفكار معينة عن الحياة، والإنسان بطبعه يقوم بأعماله لصالحه أي لجلب المنفعة له ودفع المضرة عنه، وهذا لا خلاف فيه بين البشر لأنهم قد فطروا على ذلك، ولكن نظرتهم إلى المصالح تختلف باختلاف وجهة النظر في الحياة وتبعاً لتغيرها تتغير نظرة الإنسان إلى المصالح. أمّا من أي شيء تتكون نظرته إلى المصالح فإنها تتكون من حكمه على أفعال الإنسان وعلى الأشياء المتعلقة بها، فما حَكم عليه بأنه حسن أقدم عليه واعتبره منفعة، وما حَكم عليه بأنه قبيح ابتعد عنه واعتبره مضرة، فاعتبار المصالح إنما هو بالحكم على الأفعال والأشياء، فهذا الحكم على الأفعال وعلى الأشياء لمن هو؟ هل هو للعقل أم الشرع؟ فإن كان للعقل فإن اعتبار المصالح لا بد وأن يُترك للعقل وإن كان للشرع فإن اعتبار المصالح يجب أن يكون للشرع لأن المقصود من إصدار الحكم هو تعيين موقف الإنسان تجاه العقل هل يفعله أم يتركه أم يُخيّر بين فعله وتركه؟ وتعيين موقفه تجاه الأشياء المتعلقة بها أفعاله هل يأخذها أم يتركها أم يُخيّر بين الأخذ والترك؟ وتعيين موقفه هذا متوقف على نظرته للشيء هل هو حسن أم قبيح أم ليس بالحسن ولا بالقبيح، هذا من الذي يعيّنه؟ هل هو عقل الإنسان أم الشرع؟ أم من ناحية واقع الأشياء ومن ناحية ملاءمتها طبع الإنسان وميوله الفطرية؟ أو منافرتها له؟ فلا شك أن الحكم على الأشياء والأفعال راجع للعقل وليس للشرع. فالعقل هو الذي يحكم على الأفعال والأشياء في هاتين الناحيتين ولا يحكم الشرع في أي منهما، إذ لا دخل للشرع فيهما، فكون الغنى حسن والفقر قبيح والصحة حسنة والمرض قبيح وما شاكل ذلك فإن واقعها ظاهر فيه الحسن والقبح وكون إنقاذ الغرقى حسن وأخذ الأموال ظلماً وكون الشيء الحلو حسن والشيء المر قبيح وما شاكل ذلك فإن الطبع ينفر من أخذ الأموال ظلماً ومن المر ويميل لإسعاف المشرف على الهلاك وللحلو، فهذا كله يرجع إلى واقع الشيء الذي يحسه الإنسان ويدركه عقله ويرجع إلى طبع الإنسان وفطرته وهو يشعر به ويدركه عقله، ولذلك كان العقل هو الذي يحكم عليه بالحسن والقبح وليس الشرع، ولكن هذه الأشياء لا يعتبر الحكم عليها مصلحة أو عدم مصلحة لأنه إخبار عن واقع فيُخبر عن حقيقة الشيء ما هو أو يخبر عن حقيقة ميوله الفطرية ما هي؟ على أن الناس لا يختلفون على الحكم على هذه الأشياء ولذلك لا مجال لاختلاف نظرهم في الحياة وإنما الذي يجري فيه الاختلاف هو الحكم على الأشياء من ناحية المدح والذم وعلى الأفعال والأشياء في الدنيا، فهناك أشخاص يذمون أفعالاً في حين أن غيرهم يمدحها وهناك أشخاص يمدحون أشياء في حين أن غيرهم يذمها، فهذه الأفعال والأشياء من الذي يحكم عليها بالمدح أم الذم؟ هل هو الإنسان أم الله؟ وبعبارة أخرى هل هو العقل أم الشرع؟ والجواب على ذلك أن العقل والإدراك هو نقل الأشياء إلى العقل بواسطة الحس ومعلومات سابقة تفسر هذا الواقع، فالإحساس جزء جوهري من مقومات العقل، فإذا لم يحس الإنسان بالشيء لا يمكن لعقله أن يحكم عليه لأن العقل مقيد حكمه على الأفعال وعلى الأشياء بكونها محسوسة ويستحيل عليه إصدار حكم على غير المحسوسات، فكون قتل المستأمَن يذم عليه وقتل المحارب يمدح عليه وكون الربا يذم عليه والقرض دون ربا يمدح عليه ليس مما يحسه الإنسان لأنه ليس شيئاً يحس، فلا يمكن أن يعقل أن لا يمكن للعقل إصدار حكم عليه. وأمّا شعور الإنسان بالنفرة من القتل ومن أخذ الزيادة في المال على ما اقترض فإن هذا الشعور وحده لا ينفع إصدار الحكم عليه بل لا بد من أن الحس والشعور في مثل هذه الأمور لا يأتي من فطرة الإنسان دائماً بل من المعلومات التي لديه عنه، ولذلك بعضهم يشعر بالنفرة وبعضهم يشعر بالميل، فلهذين السببين لا يصلح الشعور لأن يصدر العقل الحكم على الشيء أو على الفعل بل لا بد من الحس وبما أن الحس غير موجود بل غير ممكن لأنه ليس مما يُحس لذلك لا يمكن للعقل أن يصدر حكمه على الفعل أو على الشيء بالحسن أو القبح من حيث المدح على فعله والذم على تركه، واعتبار المصالح بأنها مصالح أو ليست مصالح راجع إلى الحكم عليه من حيث المدح أو الذم وليس راجعاً إلى واقعها وميول الإنسان الفطرية إليها. وبما أن العقل لا يمكنه الحكم عليها فلا يمكن أن يرجع أحد إلى اعتبار المصالح أنها مصالح إلى العقل لعدم إمكانية حكمه عليها بل لا بد أن يرجع إلى الشرع، ولا يجوز أن يجعل إصدار الحكم بالمدح أو الذم لميول الإنسان الفطرية لأن هذه الميول تصدر الحكم بالمدح على ما يوافقها وبالذم على ما يخالفها، وقد يكون ما يوافقها مما يُذم كالزنا واستعباد الناس وقد يكون ما يخالفها مما يُمدح كقتال الأعداء وقول الحق في حالات تحقق الأذى البليغ، فجعْل الحكم للميول والأهواء يعني جعلها مقياساً للمدح والذم وهو مقياس خاطئ قطعاً ويكون الحكم حسب الهوى والشهوات لا حسب ما يجب أن يكون عليه، ولهذا لا يجوز للميول الفطرية أن تُصدر حكماً بالمدح والذم وبالتالي لا يجوز أن يرجع اعتبار المصالح بأنها مصالح إلى الميول الفطرية بل لا بد أن يرجع إلى الشرع.
وما دام لا يمكن للعقل أن يرجع إليه اعتبار المصالح بأنها مصالح بل لا بد أن يرجع إلى الشرع، وما دام لا يجوز أن يرجع اعتبار المصالح بأنها مصالح إلى الميول الفطرية بل لا بد أن يرجع إلى الشرع، فإنه لا يرجع اعتبار المصالح بأنها مصالح إلى الإنسان بل لا بد أن يرجع إلى الشرع. وقد جاء الإسلام فجعل اعتبار المصلحة بأنها مصلحة راجعاً إلى الشرع لا إلى الإنسان وعلى هذا الأساس جاء الحلال والحرام. فتعيين موقف المسلم تجاه الأفعال والأشياء هل يمتنع عنها أم لا يمتنع ليس راجعاً للإنسان وإنما هو راجع للشرع فهو الذي يحلل وهو الذي يحرم، فوجهة نظر المسلم إلى الحياة ليست النفعية وإنما هي الحلال والحرام أي ما أحله الله وما حرمه ليس غير.
2- لقد جاءت الآيات والأحاديث تبين أن الحلال هو ما أحله الله والحرام هو ما حرمه الله وأنه ليس لأحد من البشر أن يحلل أو يحرم، فقال تعالى مبيناً أنه هو الذي يحلل ويحرم: (قد فصّل لكم ما حرم عليكم) (قل تعالوا أتلُ ما حرّم ربكم عليكم) (إنما حرّم ربي الفواحش) ونعى على الذين يحرّمون ما أحل الله قال تعالى: (قل مَن حرّم زينة الله التي أخرج لعباده) و(إنما النسيء زيادة في الكفر يُضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرّمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرّم الله) و(قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم وحرّموا ما رزقهم الله افتراء على الله، ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب) (قل أرأيتم ما أنزل الله من رزق فجعلتم منه حلالاً وحراماً آلله أذن الله أم على الله تفترون) (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله) وجاءت الأحاديث تبين أن ما أحل الله هو ما أحله في القرآن والسنّة (إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن) قال صلى الله عليه وسلم (يوشك رجل منكم متكئاً على أريكته يحدَّث بحديث عني فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه. ألا إن ما حرم رسول الله مثل الذي حرم الله) ويُفهم منه أن الحلال والحرام محصور فيما يرِد عن الله وعن رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم: (الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهة) وزاد في رواية البخاري (لا يعلمها كثير من الناس)، وجاء في رواية الترمذي (لا يعلم كثير من الناس من الحلال هي أم من الحرام) أي أن الأشياء الثلاثة (الحلال البيّن والحرام البيّن والخفي الذي لا يُدرى أحلال أم حرام، فالحلال البيّن يصح الإقدام عليه، والحرام البيّن لا يجوز الإقدام عليه، وما لم يُعلم هل هو حلال أم حرام ينبغي اجتنابه حتى يُتبين حكم الله فيه هل هو حلال أم حرام. فهذه النصوص كلها تدل على نظرة المسلم للأفعال والأشياء إنما هي الحلال والحرام، وهذه النظرة هي التي تعيّن موقفه تجاه الأفعال واتجاه الأشياء المتعلقة بالأفعال، وعلى هذا لا يحل للمسلم أن يكون سلوكه تجاه الأشياء والأفعال مبنياً على المنفعة بل يحرم عليه ذلك لأنه ما دام يعتقد العقيدة الإسلامية فإن الاعتقاد بها يوجِب عليه أن يكون سلوكه مبنياً على الحلال والحرام إذ هو يعتقد أن القرآن الكريم كلام الله والقرآن ينص بصراحة على تحريم أن يحل ما حرم الله ويحرم ما يحل الله أي ينص على تحريم جعل غير الحلال والحرام مقياساً للإقدام على الأفعال والأشياء وتركها (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله) (أرأيتم ما أنزل الله من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً آلله أذن لكم أم على الله تفترون). فالاعتقاد بالعقيدة الإسلامية هي أن تكون وجهة نظر المسلم في الحياة هي ما جاءت به هذه العقيدة وهو ما أحله الله ورسوله وما حرمه الله ورسوله أي الحلال والحرام، إذ جاءت بالإيمان بالقرآن وبنبوة محمد عليه السلام والقرآن يحرّم أن يكون هناك مقياس للإقدام على الأفعال والأشياء سوى ما أحل الله وما حرم الله أي سوى الحلال والحرام فهو يحرّم أن تكون النفعية وجهة نظر في الحياة.
بسم الله الرحمن الرحيم
(سلوك الإنسان يا عمر إما راجع للدافع العضوي أو الغريزي و ليس فقط الغريزي) لم اقل ذلك على الاقل في هذا المقام!
(التدين هو غريزة و هو يدفع الإنسان للعبادة (.و ما اقول به لا يقر بذلك الا بدليل فاين الدليل؟
(اما قولك أن الغريزة تظهر عند الحيوان نقيه و عند الإنسان مغبشه فهذا الكلام لا معنى له و لا قيمه له في البحث الفكري) لم اقل هذا الكلام و لا تقولني ما لم اقل و بناء عليه فما خلصت به مردود
(فالغرائز تحافظ على بقاء الإنسان و على نوعه و هي التي تدفع الإنسان للبحث عن خالق (.ما الفرق بين ان تحافط على بقاء الشيء او ان تحافظ على نوع الشيء؟
(هذا البحث الصحيح و القول الفصل في موضوع الغرائز (. انت تحكم على موضوع نقد الفكره بمرجعية الفكره نفسها التي نحن بصدد تمحيصها بطريق النقد.
(نحن نفسر و نفهم سلوك الإنسان فالبحث يا عمر في السلوك الإنساني فأنت فهمت الموضوع من حيث المحافة على الإنسان و نحن نقول لك البحث في تفسير سلوك الإنسان فإذا فهم على هذا الأساس ينحل الإشكال لديك ) لا اعرف اذا كنت تقصد بالمحافة أي المحافظة؟! على أي حال فاذا كان ما قراته صحيح فهذا يتناقض مع قولك السابق في ان الغريزه تحافظ على النوع و بقاء الانسان... و لذلك فيبدو ان عدوى المشكله انتقلت اليك
و اكتفي بذلك
و الله من وراء القصد
الأخ عمر قبل شروعي بالرد عليك :
أنت مطالب أن تفسر لنا السلوك الإنساني ؟
ثانيا ك ما تعريفك للغريزة ؟
ما تعريفك للفطرة ؟
ما تعريفك للعقل ؟
ما هو الدافع الذي يجعل الإنسان عبر كل تاريخه يقوم بعبادة امر معين ما تفسيرك ؟
و أسئلتي تأتي لاحقا عليك حتى لا يكون نقاش في العدم و هذا المنتدى لم يوجد للنقاش العدمي بل حتى يبلور مفاهيم محددة نحو النهضة و نرحب بك أخ عزيز أنت و ما تحمل من فكر و النقاش أمر مهم لبلورة الأفكار .
اما عن تعليقك على كلامي الأخير فهو :
سلوك الإنسان يا عمر إما راجع للدافع العضوي أو الغريزي و ليس فقط الغريزي) لم اقل ذلك على الاقل في هذا المقام!
(التدين هو غريزة و هو يدفع الإنسان للعبادة (.و ما اقول به لا يقر بذلك الا بدليل فاين الدليل؟
أنت قلت في التعليق الأول أننا اذا حللنا سلوك الإنسان نظريا وهذا نص كلامك : عند تفكيك سلوك الانسان نظريا .نعم, سنجد ان دوافع السلوك الانساني هي الغرائز .
و حين أردت أن تحلله عمليا لم نجد منك أي شيء فلم تقل لنا حين تريد تحليل سلوك الإنسان عمليا إلى ماذا يرجع ؟
هل تفرق بين الغريزة و مظهر الغريزة أم أنك لا تفرق ؟
هل تفرق بين الحاجات العصوية و الغرائز ام لا تفرق و ما هو الفرق بينهم حسب ما ترى إن كنت ترى ان هناك فارق ؟
نريد الإجابة على هذه المسالة أيضاً .
و أما قولك :اما قولك أن الغريزة تظهر عند الحيوان نقيه و عند الإنسان مغبشه فهذا الكلام لا معنى له و لا قيمه له في البحث الفكري) لم اقل هذا الكلام و لا تقولني ما لم اقل و بناء عليه فما خلصت به مردود
فهذا أيضا قولك و لم يقولك أحد ما لم تقل :
كما تظهر سافره نقيه عند الحيوان. فيهم من كلامك أنها صافية عند الحيوان نقيه وهيب عند الإنسان مجرده معكره مغبشه ..... فكلامك أنها تظهر عند الحيوان صافية لا قيمه لها لأن الغريزة و مظهرها نراها عند الإنسان و الحيوان فالحنان على الطفل عند الإنسان موجود و عند الحيوان موجود الحنان على فرخ العصفور مثلا أو الدجاج .
أما قولك :
فالغرائز تحافظ على بقاء الإنسان و على نوعه و هي التي تدفع الإنسان للبحث عن خالق (.ما الفرق بين ان تحافط على بقاء الشيء او ان تحافظ على نوع الشيء؟
هناك غريزة حب البقاء تدفع الإنسان للحفاظ على بقاءه مثل التملك و هناك النوع تحافظ على نوعه و منها الميل الجنسي مثلا .
فتلك متعلقه ببقاء الإنسان بوصفه إنسان و تلك متعلقه بالحفاظ على النوع الإنساني و التدين تدفع الإنسان للتقديس .
أما قولك :
هذا البحث الصحيح و القول الفصل في موضوع الغرائز (. انت تحكم على موضوع نقد الفكره بمرجعية الفكره نفسها التي نحن بصدد تمحيصها بطريق النقد.
طريقتك ليست نقد ولم تذكر مثال واحد يبين خطا النظرة للسلوك الإنساني .
و انا هنا لا أقرر الحقائق بل اذكر ما اره صحيحا ولك المنازعه لكن بدليل و برهان .
أما قولك :
نحن نفسر و نفهم سلوك الإنسان فالبحث يا عمر في السلوك الإنساني فأنت فهمت الموضوع من حيث المحافة على الإنسان و نحن نقول لك البحث في تفسير سلوك الإنسان فإذا فهم على هذا الأساس ينحل الإشكال لديك ) لا اعرف اذا كنت تقصد بالمحافة أي المحافظة؟! على أي حال فاذا كان ما قراته صحيح فهذا يتناقض مع قولك السابق في ان الغريزه تحافظ على النوع و بقاء الانسان... و لذلك فيبدو ان عدوى المشكله انتقلت اليك
عليك أن توضح التناقض في كلامي فما هو قولي السابق و الآحق حتى نرى التناقض .
بسم الله الحمن الرحيم
اخي العزيز مؤمن
من حقك السؤال ..اما الاجابه فستجدها عند قراءتك لكافة التعقيبات الوارده في سياق هذا الموضوع و ذلك تجنب للتكرار.
على كل حال ارى ان المضوع اخذ حقه الكافي من النقاش و قد تحدثت بكل ما عندي عن هذا الموضوع. و لذلك ارى ان من الحكمه ان اتوقف عند هذا الحد انسجاما مع اهداف هذا الموقع الكريم. و ان شاء الله ساكون حاضر لمواضيع اخرى ان لزم الامر. و جزاك الله خيرا على ترحيبك بي و اسال الله ان يوفقك لكل عمل خالص لوجهه الكريم
الأخ عمر : لقد قرأت كل كلامك و لم أي إجابة على أي سؤال بل وجدت أنك تستخدم كلام يحتاج لشرح و بيان حتى يفهمه الناس .
لم أرى أن الموضوع قد أخذ حقة من النقاش لانه لم يكن هناك نقاش أصلا .
أهلا و سهلا بيك أخي و إن أحببت أن تجيب على أسئلتي أكون جدا سعيد لإنه بالإجابة يحسم أغلب الموضوع و إن أحببت بعد فترة نستطيع أن نتابع الموضوع ربما بطريقة و أسلوب آخر .
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.