المعتز بالله
24-07-2012, 04:52 AM
منن : المنّ ما يوزن به ، يقال منّ ومنان وأمنان ، ويقال لما يقدر ممنون كما يقال موزون ، والمنّة النعمة الثقيلة ويقال ذلك على وجهين : أحدهما : أن يكون ذلك بالفعل فيقال منّ فلان على فلان إذا أثقلـه بالنعمة وعلى ذلك قوله : {لقد من الله على المؤمنين }آل عمران 164 { كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم } النساء 94 - { ولقد مننا على موسى وهارون }الصافات114 { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا }القصص 5, وذلك على الحقيقة لا يكون إلا لله تعالى .
والثاني : أن يكون ذلك بالقول وذلك مستقبح فيما بين الناس إلا عند كفران النعمة ، ولقبح ذلك قيل المنّة تهدم الصنيعة ، ولحسن ذكرها عند الكفران قيل إذا كفرت النعمة حسنت المنة . وقوله : { يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم }الحجرات 17 فالمنّة منهم بالقول ومنّة الله عليهم بالفعل وهو هدايته إياهم كما ذكر ، وقوله { فإما منا بعد وإما فداء }محمد 4 فالمنّ إشارة إلى الإطلاق بـلا عـوض ، وقولـه : { هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب }ص39 أي أنفقه وقوله : { ولا تمنن تستكثر }المدثر 6 فقد قيل هو المنة بالقول وذلك أن يمتن به ويستكثره ، وقيل معناه لا تعط مبتغيا به أكثر منه ، وقوله : { لهم أجر غير ممنون }فصلت 8 قيل غير معدود كما قال : { بغير حساب } وقيل غير مقطوع ولا منقوص . ومنه قيل المنون للمنية لأنها تنقص العدد وتقطع المدد . وقيل إن المنة التي بالقول هي من هذا لأنها تقطع النعمة وتقتضي قطع الشكر ، وأما المن في قوله : { وأنزلنا عليكم المنّ والسلوى }البقرة 57 فقد قيل المن شيء كالطلّ فيه حلاوة يسقط على الشجر ، والسلوى طائر وقيل المن والسلوى كلاهما إشارة إلى ما انعم الله به عليهم .
قال ابن عباس: الربا رباءان، فربا لا يصح يعني: ربا البيع؟ وربا لا بأس به، وهو هدية الرجل يريد فضلها وأضعافها. ثم تلا هذه الآية: { وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ }الروم 39 .
وإنما الثواب عند الله في الزكاة؛ ولهذا قال: { وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ }الروم 39 أي: الذين يضاعف الله لهم الثواب والجزاء، كما جاء في الصحيح: “وما تصدق أحد بِعَدْل تمرة من كسب طيب إلا أخذها الرحمن بيمينه، فَيُرَبِّيها لصاحبها كما يُرَبِّي أحدكم فَلُوّه أو فَصِيلَه، حتى تصير التمرة أعظم من أُحُد"البخاري وروى النسائي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة العاق لوالديه والمرأة المترجلة تتشبه بالرجال والديوث ، وثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والمدمن الخمر والمنّان بما أعطى “. وفي بعض طرق مسلم : “ المنّان هو الذي لا يعطي شيئا إلا منّة “. والأذى : السب والتشكي ، وهو أعم من المن لأن المن جزء من الأذى لكنه نص عليه لكثرة وقوعه.
معنى المن يطلق المن على القطع والانقطاع ومنه قوله تعالى{ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}سورة التين 6. أي غير مقطوع.
ويطلق أيضاً على اصطناع خير، والمنّة هي النعمة الثقيلة، ومن ذلك قوله تعالى{ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ} آل عمران 164. ومن صور المن التي وردت بذمها الآيات، ما جاء في قوله تعالى{ وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ} سورة المدثر 6. وقوله تعالى{ وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ} سورة الشعراء 22. وقوله تعالى { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} سورة الحجرات 17. وقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى} سورة البقرة264.
ان المن خلق ساقط لا يليق بأولي الفضل، وهو أن يتحدث المنان بعطائه أمام من أعطاه أو أمام غيره من الناس، على سبيل الفخر و إشعاراً بالتفضل على المعطى. و في ذلك كسر لقلبه ، و إهانة لكرامته ، وهو لا يقع إلا من المعجب بنفسه .
والمنَّ عموماً يحتمل تفسيرين: أحدهما إحسان المحسن غيرَ معتَدّ بالإحسان, يقال: لحقت فلاناً من فلان منّةٌ, إذا لحقته نعمةٌ باستنقاذٍ من قتل أو ما أشبهه, والثاني منَّ فلانٌ إذا عظَّم الإحسانَ وفخر به وأبدأ فيه وأعاد حتى يفسِده ويُبغّضه, فالأول حسن, ويدخل فيه كل صور المن من الله تعالى, والثاني قبيح وهو الذي يأتي على معنى التقرير للنعمة والتصريح بها أو أن يتحدث بما أعطى حتى يبلغ ذلك المُعطي فيؤذيه, والمن حينئذ من الكبائر.
ذم المن في السنة وقد ثبت ذم المن أيضاً في الأحاديث الشريفة والتي منها حديث أبي ذر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة: المنان الذي لا يعطي شيئاً إلا منة, والمنفق سلعته بالحلف الفاجر، والمسبل إزاره). وعن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة لا ينظر الله -عز وجل- إليهم يوم القيامة, العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث, وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن على الخمر، والمنان بما أعطى).
- لماذا يعتبر المن آفة من آفات النفس ؟لأن صاحب هذه النفس يحب المجد و العلو، فهو يسعى له بهذه الصورة الدنيئة لأنه قادر عليه بما وهبه الله من مال أو منصب أو غير ذلك مما يجعل يده على الآخرين. والمنة لا تقتصر على المال فقط فهي تكون في أي عطية حتى لو كانت معنوية، أو في بذل نصيحة، أو تفريج كربة ، أو مساعدة في عمل ما ,فالمن خلق ساقط لا يليق بأولي الفضل، وللمن دركات بعضها أحط من بعض، ويكون في أشد صوره إذا تبع المن أذى، و يكون ذلك بإشعار الآخر بنزول مكانته ، أو توجيه عبارات تجريح ونقد لاذع لسلوكه، أو التشهير به كوضعه في موقف يعلم الناظرون إليه فيه أنه في موقف ذلة ومهانة ، أو جعله يتردد على الأبواب لإذلاله ؛ فإن المن معول هدم للمعروف، ينقص الأجر، وقد يذهب به بالكلية ، يقول تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى } البقرة 264 ، فأن المن و الأذى قد يبطل الصدقة، وإنما كان المن بالصدقة مفسداً لها محرماً ، لأن المنة لله وحده و الإحسان كله لله، فالعبد لا يمن بنعمة الله و إحسانه و فضله وهو ليس منه..
ومن عجائب صور المن أن يمن الإنسان بأمر يعتبر في حقه من الحقوق الواجبة عليه مثل من الزوج على زوجته إذا أحسن عشرتها ، أو الزوجة على زوجها إذا أطاعته .. أو من الأبناء على الوالدين إذا قاموا ببرهم، و غير ذلك من الحقوق والواجبات بين الناس مثل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واصلاح ذات البين واغاثة الملهوف ونصرة المظلوم.
والثاني : أن يكون ذلك بالقول وذلك مستقبح فيما بين الناس إلا عند كفران النعمة ، ولقبح ذلك قيل المنّة تهدم الصنيعة ، ولحسن ذكرها عند الكفران قيل إذا كفرت النعمة حسنت المنة . وقوله : { يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم }الحجرات 17 فالمنّة منهم بالقول ومنّة الله عليهم بالفعل وهو هدايته إياهم كما ذكر ، وقوله { فإما منا بعد وإما فداء }محمد 4 فالمنّ إشارة إلى الإطلاق بـلا عـوض ، وقولـه : { هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب }ص39 أي أنفقه وقوله : { ولا تمنن تستكثر }المدثر 6 فقد قيل هو المنة بالقول وذلك أن يمتن به ويستكثره ، وقيل معناه لا تعط مبتغيا به أكثر منه ، وقوله : { لهم أجر غير ممنون }فصلت 8 قيل غير معدود كما قال : { بغير حساب } وقيل غير مقطوع ولا منقوص . ومنه قيل المنون للمنية لأنها تنقص العدد وتقطع المدد . وقيل إن المنة التي بالقول هي من هذا لأنها تقطع النعمة وتقتضي قطع الشكر ، وأما المن في قوله : { وأنزلنا عليكم المنّ والسلوى }البقرة 57 فقد قيل المن شيء كالطلّ فيه حلاوة يسقط على الشجر ، والسلوى طائر وقيل المن والسلوى كلاهما إشارة إلى ما انعم الله به عليهم .
قال ابن عباس: الربا رباءان، فربا لا يصح يعني: ربا البيع؟ وربا لا بأس به، وهو هدية الرجل يريد فضلها وأضعافها. ثم تلا هذه الآية: { وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ }الروم 39 .
وإنما الثواب عند الله في الزكاة؛ ولهذا قال: { وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ }الروم 39 أي: الذين يضاعف الله لهم الثواب والجزاء، كما جاء في الصحيح: “وما تصدق أحد بِعَدْل تمرة من كسب طيب إلا أخذها الرحمن بيمينه، فَيُرَبِّيها لصاحبها كما يُرَبِّي أحدكم فَلُوّه أو فَصِيلَه، حتى تصير التمرة أعظم من أُحُد"البخاري وروى النسائي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة العاق لوالديه والمرأة المترجلة تتشبه بالرجال والديوث ، وثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والمدمن الخمر والمنّان بما أعطى “. وفي بعض طرق مسلم : “ المنّان هو الذي لا يعطي شيئا إلا منّة “. والأذى : السب والتشكي ، وهو أعم من المن لأن المن جزء من الأذى لكنه نص عليه لكثرة وقوعه.
معنى المن يطلق المن على القطع والانقطاع ومنه قوله تعالى{ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}سورة التين 6. أي غير مقطوع.
ويطلق أيضاً على اصطناع خير، والمنّة هي النعمة الثقيلة، ومن ذلك قوله تعالى{ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ} آل عمران 164. ومن صور المن التي وردت بذمها الآيات، ما جاء في قوله تعالى{ وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ} سورة المدثر 6. وقوله تعالى{ وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ} سورة الشعراء 22. وقوله تعالى { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} سورة الحجرات 17. وقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى} سورة البقرة264.
ان المن خلق ساقط لا يليق بأولي الفضل، وهو أن يتحدث المنان بعطائه أمام من أعطاه أو أمام غيره من الناس، على سبيل الفخر و إشعاراً بالتفضل على المعطى. و في ذلك كسر لقلبه ، و إهانة لكرامته ، وهو لا يقع إلا من المعجب بنفسه .
والمنَّ عموماً يحتمل تفسيرين: أحدهما إحسان المحسن غيرَ معتَدّ بالإحسان, يقال: لحقت فلاناً من فلان منّةٌ, إذا لحقته نعمةٌ باستنقاذٍ من قتل أو ما أشبهه, والثاني منَّ فلانٌ إذا عظَّم الإحسانَ وفخر به وأبدأ فيه وأعاد حتى يفسِده ويُبغّضه, فالأول حسن, ويدخل فيه كل صور المن من الله تعالى, والثاني قبيح وهو الذي يأتي على معنى التقرير للنعمة والتصريح بها أو أن يتحدث بما أعطى حتى يبلغ ذلك المُعطي فيؤذيه, والمن حينئذ من الكبائر.
ذم المن في السنة وقد ثبت ذم المن أيضاً في الأحاديث الشريفة والتي منها حديث أبي ذر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة: المنان الذي لا يعطي شيئاً إلا منة, والمنفق سلعته بالحلف الفاجر، والمسبل إزاره). وعن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة لا ينظر الله -عز وجل- إليهم يوم القيامة, العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث, وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن على الخمر، والمنان بما أعطى).
- لماذا يعتبر المن آفة من آفات النفس ؟لأن صاحب هذه النفس يحب المجد و العلو، فهو يسعى له بهذه الصورة الدنيئة لأنه قادر عليه بما وهبه الله من مال أو منصب أو غير ذلك مما يجعل يده على الآخرين. والمنة لا تقتصر على المال فقط فهي تكون في أي عطية حتى لو كانت معنوية، أو في بذل نصيحة، أو تفريج كربة ، أو مساعدة في عمل ما ,فالمن خلق ساقط لا يليق بأولي الفضل، وللمن دركات بعضها أحط من بعض، ويكون في أشد صوره إذا تبع المن أذى، و يكون ذلك بإشعار الآخر بنزول مكانته ، أو توجيه عبارات تجريح ونقد لاذع لسلوكه، أو التشهير به كوضعه في موقف يعلم الناظرون إليه فيه أنه في موقف ذلة ومهانة ، أو جعله يتردد على الأبواب لإذلاله ؛ فإن المن معول هدم للمعروف، ينقص الأجر، وقد يذهب به بالكلية ، يقول تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى } البقرة 264 ، فأن المن و الأذى قد يبطل الصدقة، وإنما كان المن بالصدقة مفسداً لها محرماً ، لأن المنة لله وحده و الإحسان كله لله، فالعبد لا يمن بنعمة الله و إحسانه و فضله وهو ليس منه..
ومن عجائب صور المن أن يمن الإنسان بأمر يعتبر في حقه من الحقوق الواجبة عليه مثل من الزوج على زوجته إذا أحسن عشرتها ، أو الزوجة على زوجها إذا أطاعته .. أو من الأبناء على الوالدين إذا قاموا ببرهم، و غير ذلك من الحقوق والواجبات بين الناس مثل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واصلاح ذات البين واغاثة الملهوف ونصرة المظلوم.