المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجلة فورين والرؤية الاستراتيجية الامريكية



بوفيصيل
08-06-2012, 02:45 PM
في مجلة فورين افيرز الأمريكية، عدد شهريْ يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط ،2012 عرض مقتضب لرؤية مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، زبجنيو بريجنسكي، للاستراتيجية الأمريكية، كما يراها في كتابه الأخير، الذي يحمل عنوان “رؤية استراتيجية: أمريكا وأزمة القوة العالمية” .

يقول بريجنسكي: يتمثل التحدي المركزي الذي يواجه الولايات المتحدة على مدى عقود عديدة قادمة، في انبعاثها من جديد، بينما تدْعم غرباً أوسع، وتعزز توازناً معقداً في الشرق، يستطيع التواؤُم مع مكانة الصين الدولية المتصاعدة . وسوف يسعى الجهد الأمريكي الناجح لتوسيع الغرب، وجعله أكثر مناطق العالم استقراراً وديمقراطية، إلى الجمع بين القوة والمبادئ . والغرب الأوسع المتعاون- ممتدّاً من أمريكا الشمالية وأوروبا عبر يوراسيا (بالاشتمال على روسيا وتركيا في نهاية المطاف)، على طول الخط إلى اليابان وكوريا الجنوبية- سوف يعزز جاذبية المبادئ الغربية الجوهرية في نظر الثقافات الأخرى، ويحفز مِن ثم على ظهورٍ تدريجي لثقافة سياسية ديمقراطية عالمية .

وينبغي على الولايات المتحدة، في الوقت ذاته، أن تستمر في التعامل مع شرق دينامي اقتصادياً، ولكنه متنازع على الأرجح . فإذا استطاعت الولايات المتحدة والصين أن تتوافقا على سلسلة واسعة من القضايا، فإن آفاق الاستقرار في آسيا سوف تزداد على نحو عظيم . وذلك مرجح على نحو خاص، إذا استطاعت الولايات المتحدة أن تشجع مصالحة أصيلة بين الصين واليابان، بينما تخفف من غلواء التنافس المتصاعد بين الصين والهند .

ولكي تستجيب الولايات المتحدة بفاعلية في الشطرين الغربي والشرقي من يوراسيا، القارة المركزية والأهمّ في العالم، يجب عليها أن تلعب دوراً مزدوجاً، فتكون الداعم والضامن لوحدة أكبر وأوسع في الغرب، كما يجب عليها أن تكون عنصر التوازن والمصالحة بين القوى الكبرى في الشرق . وكلا الدورين جوهري، وكل منهما ضروري لتعزيز الآخر . ولكن من أجل امتلاك الصدقية والأهلية لممارسة الدوريْن كليهما بنجاح، يجب على الولايات المتحدة أن تبرهن للعالم أنها تملك الرغبة في ترميم ذاتها في الداخل . ويجب على الأمريكيين أن يولوا رعاية أكبر لأبعاد القوة القومية، التي تتطلب دقة وبراعة أشدّ، مثل الابتكار، والتعليم، والموازنة بين القوة والدبلوماسية، ونوعية القيادة السياسية .

وعن توسيع الغرب، يقول بريجنسكي: لكي تنجح الولايات المتحدة بدور المسانِد والضامن لغرب متجدد، تحتاج إلى الحفاظ على علاقات وثيقة مع أوروبا، والاستمرار في الالتزام بحلف الناتو، والقيام مع أوروبا، بإدارة عملية تدريجية للترحيب بكل من تركيا، وروسيا حين تكون ديمقراطية حقاً، واستيعابهما في الغرب . ولكي تضمن الأواصر الجيوسياسية الغربية، يجب على واشنطن أن تظل فاعلة في الأمن الأوروبي . ويجب عليها كذلك أن تشجع توحيداً أعمق لدول الاتحاد الأوروبي: وينبغي استمرار وتوسيع التعاون الوثيق بين فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة- التي تشكل التحالف السياسي والاقتصادي والعسكري المركزي في أوروبا .

ولإشراك روسيا، والاستمرار في الحفاظ على الوحدة الغربية، يمكن للمثلث الفرنسي- الألماني- البولندي التشاوري، أن يلعب دوراً بنّاءً في تقدم المصالحة الجارية الآن والتي ما تزال ضعيفة، بين بولندا وروسيا .

ومع سعي الولايات المتحدة وأوروبا إلى توسيع الغرب، يتعين على روسيا ذاتها أن تتطور لكي تصبح مرتبطة مع الاتحاد الأوروبي بصورة أوثق . وسيكون لزاماً على قيادتها أن تواجه الحقيقة التي تقول إن مستقبل روسيا سيكون غير مضمون إذا بقيت فضاءً فارغاً نسبياً ومتخلفاً بين الغرب الغني والشرق الدينامي .

ويضيف بريجنسكي، أن عملية التقارب بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، يُرجح أن تتوقف بين حين وآخر، ثم تمضي مترنحة من جديد، ماضية إلى الأمام على مراحل ومشتملة على ترتيبات انتقالية . وإلى المدى الممكن، ينبغي أن تتقدم على الأصعدة الاجتماعية والسياسية والأمنية في وقت واحد . وبوسع المرء أن يتخيل فرصاً متزايدة لتفاعلات اجتماعية، وترتيبات قانونية ودستورية، وتدريبات أمنية مشتركة بين الناتو والجيش الروسي، ومؤسسات جديدة لتنسيق السياسة ضمن غرب متوسع باستمرار، مما سيسفر عن زيادة استعداد روسيا للانضمام في النهاية إلى الاتحاد الأوروبي .

وليس من غير الواقعي أن يتخيل المرء تشكيلاً أوسع للغرب، يظهر بعد سنة 2025 . فعلى مدى العقود العديدة القادمة، يمكن لروسيا أن تشرع في تحول ديمقراطي شامل مبني على القانون، متوافق مع معايير كل من الاتحاد الأوروبي والناتو، كما يمكن لتركيا أن تصبح عضواً كامل العضوية في الاتحاد الأوروبي، مما يضع كلتا الدولتين على طريقهما نحو التكامل مع المجتمع عبر الأطلسي .

ويقول بريجنسكي، إذا لم تدعم الولايات المتحدة ظهور غرب موسع، فإن عواقب وخيمة قد تتبع ذلك: فقد تدبّ الحياة في الضغائن التاريخية من جديد، وقد تنشأ صراعاتُ مصالحَ جديدة، وتتشكل شراكات تنافسية قصيرة النظر . وقد تستغل روسيا مصادر طاقتها، وتعزز موقفها بفعل التفرق الغربي، فتبادر إلى استيعاب اوكرانيا، وبعث طموحاتها الامبراطورية من رقادها، والمساهمة في تشوّش دولي أكبر . وإذا ظلّ الاتحاد الأوروبي سلبياً، فقد تسعى الدول الغربية فُرادى عندئذٍ إلى توافقات خاصة بها مع روسيا، بحثاً عن فرص تجارية أكبر .

ومثل هذا الغرب الذي تغلب عليه الفرقة، كما يقول بريجنسكي، لن يكون قادراً على التنافس مع الصين في المعترك الدولي . فالصين لم تفصح حتى الآن عن عقيدة أيديولوجية تجعل أداءها الأخير، يبدو قابلاً للتطبيق على صعيد عالمي، كما ظلت الولايات المتحدة حريصة على أن لا تجعل الايديولوجيا بؤرة علاقاتها مع الصين . وبشيء من الحكمة، تبنت كل من واشنطن وبكين مفهوم “شراكة بناءة” في الشؤون الدولية، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة غير راضية عن انتهاكات الصين لحقوق الإنسان، فقد حرصت على أن لا تعيب النظام الاجتماعي الاقتصادي الصيني ككل .

ولكن إذا قُدر للولايات المتحدة القلقة، والصين المفرطة في الثقة بالنفس، أن تنزلقا إلى عداء سياسي متزايد، فمن المرجح جدّاً أن تتواجه الدولتان في صراع أيديولوجي مدمر للطرفين .

ويقول الكاتب، إن دور الولايات المتحدة ينبغي أن يكون دور عنصر التوازن في المنطقة . وبوسعها، وينبغي عليها أن تساعد الدول الآسيوية على تجنب صراع الهيمنة الاقليمية بالتوسط في الصراعات، وموازنة الاختلالات في القوى بين المتنافسين المحتملين . وإذ تفعل ذلك ينبغي عليها ان تحترم دور الصين التاريخي والجيوبوليتيكي الخاص في الحفاظ على الاستقرار في الشرق الأقصى . والانخراط مع الصين في حوار حول الاستقرار الاقليمي لن يساعد وحسب في تقليل احتمال حدوث صراعات أمريكية صينية، بل يقلل ايضاً من احتمال سوء الحسابات بين الصين واليابان، أو بين اليابان والهند، وحتى بين الصين وروسيا حول الموارد والوضعية المستقلة لدول وسط آسيا، في مرحلة من المراحل . ولذلك، فإن انخراط الولايات المتحدة الحافظ للتوازن في آسيا، هو في نهاية الأمر من مصلحة الصين أيضاً .

ويقول الكاتب، إن المبدأ الهادي للسياسة الخارجية للولايات المتحدة في آسيا ينبغي أن يكون الحفاظ على الالتزامات الأمريكية إزاء اليابان وكوريا الجنوبية، وعدم السماح للولايات المتحدة بالانجرار إلى حرب بين القوى الآسيوية على البرّ الرئيسي .

ويقول الكاتب، إن العلاقة الأمريكية اليابانية أساسية بوجه خاص، وينبغي أن تكون نقطة الانطلاق لجهد منسق لتطوير مثلث تعاون أمريكي- ياباني- صيني . ومن شأن هذا المثلث أن يوفر هيكلاً يمكن أن يتعامل مع المخاوف الاستراتيجية الناجمة عن زيادة الحضور الصيني في المنطقة . ويرى الكاتب أن ثمة ثلاث قضايا أمريكية- صينية حساسة، ينبغي أن تُحلّ . . الأولى أن تعيد الولايات المتحدة النظر في عملياتها الاستطلاعية على حواف المياه الاقليمية الصينية، وكذلك دورياتها المنتظمة داخل المياه الاقليمية التي هي جزء من المنطقة الاقتصادية الصينية .

والثانية ضرورة اشتراك الولايات المتحدة والصين في مشاورات منتظمة في ما يخص التخطيط العسكري البعيد المدى، والسعي إلى اتخاذ اجراءات للتطمين المتبادل .

والثالثة الاتفاق على حل لقضية تايوان وعلاقتها بالصين . .

ويقول بريجنسكي: في زماننا هذا . . لا يستطيع الغرب والشرق أن يظلاّ منعزلين أحدهما عن الآخر: ولا يمكن للعلاقة بينهما إلاّ أن تكون إمّا تعاوناً متبادلاً، أو دماراً متبادلاً .

بوفيصيل
09-06-2012, 02:34 PM
والثانية ضرورة اشتراك الولايات المتحدة والصين في مشاورات منتظمة في ما يخص التخطيط العسكري البعيد المدى، والسعي إلى اتخاذ اجراءات للتطمين المتبادل .


السؤال هل من الممكن ان نقول ان روسيا باتت علي قناعة للتخلي عن راس الهرم في سوريا وتكون قد وقعت في الفخ الامريكي لاشراكها في عملية الحل والنزول عند مطالب واشنطن لمرحلة التوافق الدولي في محاولة الحل في سوريا ؟؟؟؟
ودمتم في امان الله