المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأجيج الاضطرابات في شمال لبنان – من يقف وراءه؟؟



فتاة الخلافة
26-05-2012, 06:54 PM
إن الأحداث الجارية في لبنان من صراعات مذهبية (علوية- سنية) ، وشعارات منددة بإسقاط الحكومة اللبنانية ومطالبات بإسقاط النظام السوري ... إلخ . هي ليست أحداث داخلية وحسب بل إنها مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالخارج،وبالثورة السورية خاصةً.
النظام السوري ساقط لا محالة والغرب هو من سيقوم بإسقاطه ، فكان لا بد للغرب أن يجعل له شخصيات إسلامية للإعتماد عليها في لبنان، ليس لأن النظام السوري سيسقط وهم بديل بل ليستخدموهم لإسقاط هذا النظام. وهنا يكمن دور المشايخ في لبنان ؛ المشايخ يعتمد عليهم من قبل الغرب الآن لإسقاط النظام السوري ، ففي البداية ظهر لنا الشيخ"أحمد الأسير" بقوة والإعلام جعله قضية وروّج له، لكنه الآن لم تعد له قيامة لسبب وهو : أنه لا يؤمن بالعمل المسلح ، وهذا ما لا تريده السعودية .. فالسعودية تريد شخصيات مثل الشيخ "داعي الشهال" والشيخ " سالم الرافعي" ، بإختصار هي تريد شخصيات "سلفية جهادية".
إن لبنان الآن معقد سياسياً، ولا يوجد حركات كبيرة فيه مثل "الإخوان" .. والهدف من إسقاط النظام هو ان النظام السوري عميل لأميركا فهو من ساعد أميركا على دخول العراق وهو من عمل على خطة السلام الأميركية بين اسرائيل والدول المجاورة وهو حليف إيران العميلة لأميركا أيضاً. حيث أن أميركا جعلت النظام في العراق ، نظام إيراني بإمتياز ، إضافة إلى ذلك فإن النظام السوري هو من أهم الأنظمة التي تتصارع عليها الدول ، فله التأثير الأول بلبنان وبفلسطين ونوعاً ما بالعراق.
ولبنان دولة مهمة جداً بنظر الغرب يطمع به الجميع بالسيطرة عليه لأنه يمثل كل الطوائف وله التأثير على العالم العربي. فإسقاط النظام السوري سيمكن من الإمساك بلبنان وسيكسر ذراع إيران في المنظقة وبالتالي ستفقد أميركا السيطرة وستعود سطوة الأوروبيين على المنطقة بعد أن كانت لهم في السابق قبل دخول أميركا على الخط.
والغاية الأهم الآن هي جعل إيران فزاعة للخليج الذي يتبع تاريخياً لبريطانيا ومعركة الحوثيين تبين ذلك ... فعندما اندلعت معركة الحوثيين ظهر أمام الجميع عداوة أميركا وبريطانيا لبعضهما ، فأميركا كانت تطالب بإيقاف القتال لدعم الحوثيين(مساعدات خيرية) وعندما ازداد الحوثيون قوة وبدأوا بضرب السعودية لم تعد أميركا تريد إيقاف المعركة ، بل سارعت بريطانيا بسرعة لعقد مؤتمر تحت عنوان " الحرب على الإرهاب" وقامت الحكومة اليمنية بإستفزاز القاعدة وبشن الحرب عليهم في وقت كانت تحارب الحوثيين.
فبريطانيا والأوروبيون ضد أميركا، وإيران هي فزاعة لعملاء بريطانيا ، وبريطانيا منزعجة من إيران وكل أوروبا منزعجة من إيران.. وبالعودة إلى لبنان:
جنبلاط هو قائد درزي ، والدروز معروفون سابقأ في أيام الانتداب البريطاني، أن جبل لبنان كان تابعاً لبريطانيا منذ عهد الخلافة عندما أعطت إمتيازات للغرب لكي تحافظ على الأقليات، فبريطانيا تولت الدروز(وليد جنبلاط) و فرنسا تولت الموارنة(سمير جعجع).. وكلنا نعلم ان جنبلاط يتلقى الأوامر من السعودية ، حتى أن دخوله في الحكومة الأخير هو قالها أن ((السعودية هي من طلبت مني ذلك)) ، وجنبلاط يتعامل مع السعودية لأنها عميلة بريطانيا ، وجعجع وجنبلاط لهم مصلحة بإسقاط النظام السوري لكي يكسروا ذراع إيران وحزب الله الذي يشكل خطراً عليهم ، فحزب الله هدد حياة جنبلاط في 7 أيار . أما حسن نصر الله من مصلحته بقاء النظام السوري وبقاء الحكومة الحالية التي تدعم النظام السوري لأن السلاح من سوريا والقوة من سوريا والأم هي سوريا.والحكومة أيضاً من مصلحتها بقاء النظام السوري لأنه هو من مكنها .
فإذا ما سقط النظام السوري فسيخرج نظام سني في سوريا وسيدعم النظام السني في لبنان(سعد الحريري) الذي جعل من نفسه "أمير السنة في لبنان" فتيار المستقبل من البديهي أنه يريد إسقاط النظام السوري كي يخرج مكانه نظام سني كي تنكسر قوة حزب الله وبالتالي تكون الحكومة اللبنانية لهم . وهنا يمكننا ان نفهم ما يحدث الآن في لبنان.. ففي الفترة الأخيرة أعلن تيار المستقبل أنه سيسقط الحكومة اللبنانية مهما كلف الأمر ،وهناملاحظة مهمة أن النظام السوري بدأ ينهار تدريجياً بسبب ضربات الجيش السوري الحر وأميركا لا تستطيع فعل شيء حالياً ومبادرة كوفي أنان من الصعب أن يخرج غيرها .
• هناك ملاحظة : إسرائيل مدللة من قبل الجميع وليس هناك أي تلقي أوامر فلا الحريري يتلقى أوامر من إسرائيل ولا حزب الله ، فإسرائيل ليست دولة سياسية لها أحزاب و عملاء .. العمالة للدول الكبرى التي تدعم اسرائيل والتي أحياناً تقوم بضرب إسرائيل لمصالح معينة ، فها هو بوش يقول : "لا بد من معركة تموز " كي نجبر اسرائيل بالقبول على المفاوضات .. وبسبب تعنت كيان يهود لا بد من تأديبهم إمّا بضربة قاسية وإمّا بتضييق من قبل أردوغان العميل .
• نعود إلى لبنان: ففي الأيام الأخيرة يظهر ضعف النظام السوري وقوة الجيش السوري الحر وهذا شجع السعودية وقطر لدعم الثورة السورية بالسلاح ، فأصدرت السعودية قرار أنها سترسل مساعدات بقيمة كبيرة (مساعدات= دعم عسكري) فسارعت هيلري كلينتون بالقول : "أننا لن نسمح بأي تسليح الجيش السوري الحر "،وقال أيضاً المجلس الوطني الأميركي أنه لن يدعم الجيش السوري الحر . وعندها توجه الجيش اللبناني إلى الحدود مع سوريا لحراستها والأردن أيضاً. والعراق أميركية وتركيا أميركية فأصبح من الصعب إيصال السلاح إلى سوريا ، وهذا ما لا تريده أوروبا وبالتالي تيار المستقبل.
• لا بد من إيصال السلاح (تركيا مستحيل .. العراق مستحيل .. الأردن صعب جداً أمّا شمال لبنان فمن الممكن ) ولإرسال السلاح من شمال لبنان لا بد من طرد الأمن و الجيش اللبناني منه ولا بد أيضاً من إسقاط الحكومة التي تعرقل هذا الأمر. وتيار المستقبل قال : " سنسقط الحكومة اللبنانية ولو كان بالعصيان المدني " ، فبدأت على الفور قطع الطرق من أجل غلاء المعيشة وتحمية الناس وتحريك مشاعرهم . وفي اجتماع عقده كبار مشايخ طرابلس بقيادة الشيخ " سالم الرافعي " الذي كان يتمحورحول كيفية إيصال السلاح إلى سوريا.
• وبعد أن أعلن تيار المستقبل ثورته على الحكومة اللبنانية لإسقاطها ، بدأت مظاهر قطع الطرقات وبدأ المشايخ بالتكلم من على المنبر بأنه هناك معركة في الشمال وعلى الفور سلحوا شباب السنة وجهزوهم للقتال ، وقبل اعتقال الشاب " شادي المولوي" بيومين الذي على أثره انتفض الشباب السنة في طرابلس واندلعت المعركة بين جبل محسن(العلوية) وباب التبانة(السنية) ، قال الشيخ سالم الرافعي :"جهزوا أنفسكم لمعركة " وحمّس الناس وهيجهم.
• وبالنسبة لباخرة "لطف الله" الآتية من ليبيا والتي كانت تحمل السلاح ، قال ناصر قنديل :" هي ليست لسوريا إنما لشمال لبنان" ، لأنه هناك امر يجهز بالشمال لإشعال الوضع في لبنان.
• وقال ميشال عون :" أن جنبلاط سيستقيل على أيلول ليسقط الحكومة" ، فقالوا له :"لماذا على أيلول" ، قال:" لأنه هذه الفترة يقومون بأعمال معينة ثم تأتي النهاية بإستقالة جنبلاط ومن معه ".
• وللمعلومات :: إن باخرة "لطف الله" ال ( سي آي إي ) الأميركي هو من قام بكشفها.
• وميشال عون قال : " الأميركان هم من أرسلوا هذه الباخرة " .. طيب لماذا يرسولنها ويفضحون أمرها ؟!!!
• إذا أرادوا إرسال السلاح للجيش السوري لا تنزل الباخرة في طرابلس ثم لا يقومون بإرسال السلاح من ليبيا ، فالسلاح يصل إلى النظام السوري عبر سفن إيرانية وروسية بكميات هائلة وليس بسفينة سرية تحمل البضائع وبالسر تحمل السلاح ثم إن ليبيا بيد الأوروبيين. والمجلس الوطني الليبي أعلن دعمه للثورة السورية وهناك شبهات أيضاً عن دخول مقاتلين سوريين إلى سوريا للقتال ضد النظام . فخروج السفينة من ليبيا هوخبر دليل على أنها متوجهة للجيش السوري الحر أو لأهل طرابلس وهذا الأرجح.
• إذاً كل السياسة تدل على أن الشمال قادم على تحركات تساعد بإسقاط الحكومة اللبنانية وتجعل المنطقة خالية من الجيش والأمن، حيث يسهل إرسال السلاح إلى سوريا ويستطيع المواطن في لبنان حمل السلاح في العلن كما الآن في عكار ، حيث أن أهالي عكار قاموا بتشييع الشيخان " أحمد عبد الواحد " و"محمد مرعب " اللذين سقطا برصاص الجيش اللبناني يوم ذكرى مجزرة حلبا بينما كانا متوجهان إلى مهرجان كان سيقام في ساحة حلبا وقضيا على أحد حواجز عكار شمال لبنان التابعة للجيش اللبناني .. ففي يوم تشييعهم كانت المظاهر المسلحة تملأ شوارع وساحات عكار في العلن وأمام جميع قوى الأمن الداخلي .
• إن النظام السوري يريد أن يعتقل كل من يدعم الثورة السورية في لبنان ، فأوعز إلى النظام اللبناني بهذا الأمر ولكن تيار المستقبل هو من استغل هذا الأمر . وشادي المولوي ورفاقه لم تقم الدولة اللبنانية بكشفهم ، إنم اجاء الأمر من الخارج . وذكرت الجديد:" أن أميركا هي من أعطت أمر اعتقاله" ، وسرعان ما استغل تيار المستقبل هذا الأمر ، واندلعت المعركة في طرابلس بين جبل محسن وباب التبانة.. ليس الهدف منها إسقاط الحكومة وحسب بل هذه المرة يبدو ان هناك نية لإخراج كل من يدعم النظام وهذا يظهر من خلال استفزاز كل أتباع النظام ، حتى حركة التوحيد يقومون بإستفزازها وسوريا تعلم هذا الأمر وأيضاً أتباعها في لبنان .
• فلذلك طالب الجعفري بإرسال قوات دولية إلى شمال لبنان (ارهاباً لأهله) ، وكلام "رفعت عيد " (قائد جبل محسن) بأنه يريد النظام السوري أن يدخل إلى لبنان لأنه يعلم أن سوريا عاجزة عن حمايته هذه المرة.
• وسفير سوريا كان في الأمم المتحدة ، وما حدث في منطقة الجديدة في بيروت كان تجربة لما هو قادم حيث طرد الحزب العربي من هذه المنطقة السنية بل كان الهدف هو قتل زعيمهم.
• فكل ما حدث وما يحدث وما سيحدث في لبنان الآن الهدف الأول والأخير منه هو كيفية إيصال السلاح إلى الجيش السوري الحر عن طريق شمال لبنان مع العلم أن قيادة الجيش السوري الحر عميلة أميركا ولها الدور الأهم في مشروع " الشرق الأوسط الكبير".