المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعادة توجيه: السلطان الذي رفضت شهادته



عبد الواحد جعفر
17-03-2012, 12:25 PM
إعادة توجيه: السلطان الذي رفضت شهادته
نحن الآن في مدينة (بورصة) في عهد السلطان العثماني (بايزيد الأول)، الملقب ب(الصاعقة).. الفاتح الكبير.. فاتح بلاد (البلغار) و(البوسنة) و(سلانيك) و(ألبانيا).. السلطان الذي سجل انتصاراً ساحقاً على الجيوش الصليبية، التي دعا إلى حشدها البابا (بونيفاتيوس التاسع) لطرد المسلمين من أوروبا، والتي اشتركت فيها خمس عشرة دولة أوروبية كانت (إنجلترا) و(فرنسا) و(المجر) من بينها، وذلك في المعركة التاريخية المشهورة، والدامية.. معركة (نيجبولي) سنة 1396م.
هذا السلطان الفاتح اقتضى أمر ما حضوره للإدلاء بشهادته أمام القاضي والعالم المعروف (شمس الدين فناري).
دخل السلطان المحكمة.. ووقف أمام القاضي، وقد عقد يديه أمامه كأي شاهد عادي.
رفع القاضي بصره إلى السلطان، وأخذ يتطلع إليه بنظرات محتدة، قبل أن يقول له:
"لا يمكن قبول شهادتك،
فأنت لا تشهد صلاة الجماعة،
ومن لا يشهد صلاة الجماعة، دون عذر شرعي،
يمكن أن يكذب في شهادته"
نزلت كلمات القاضي نزول الصاعقة على رؤوس الحاضرين في المحكمة.. كان هذا اتهاماً كبيراً، بل إهانة كبيرة للسلطان (بايزيد)، تسمر الحاضرون في أماكنهم، وقد حبسوا أنفاسهم ينتظرون أن يطير رأس القاضي بإشارة واحدة من السلطان.. لكن السلطان لم يقل شيئاً، بل استدار وخرج من المحكمة بكل هدوء.
أصدر السلطان في اليوم نفسه أمراً ببناء جامع ملاصق لقصره، وعندما تم تشييد الجامع، بدأ السلطان يؤدي صلواته في جماعة.
هذا ما سجله المؤرخ التركي (عثمان نزار) في كتابه (حديقة السلاطين) المؤلف قبل مئات السنين.. عندما كان المسلمون يملكون أمثال هؤلاء العلماء، ملكوا أمثال هؤلاء السلاطين.

منقوول من مجلة المجتمع عدد 1758

عمر
18-03-2012, 01:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم,بارك الله فيك اخي جعفر على ما نقلت .اعتقد ان هذه القصة ان صحت تعكس الارتجالية في الحكم و المزاجية في اتخاذ القرار. ولو ان الامة انشات دولتها على اسس واضحة ثابتة تدعمها مجموعة من المؤسسات القائمة على دين هذه الامة لتحفظ لكل ذي حق حقه اولى من ان تستجدي العدل من اي احد حتى لو كان الخليفة نفسه. فيجب التفكير في ماسسة دور الامة في محاسبة المسؤول .و السؤال هو هل يوجد في دستور الدولة الاسلامية شيء من هذا القبيل ? على غرار مؤسسات المجتمع المدني عند الدول الغربية بحيث تحمي الفرد من سطوة الدولة ، و الله تعالى اعلم*