المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التغيير حتمية الدولة الإسلامية, كتاب للكاتب محمود عبد الكريم حسن



نائل سيد أحمد
04-03-2012, 09:33 AM
السبت 10 ربيع الثاني 1433


كانت هذه البداية :
صدر الكتاب بـ رجب 1421هـ ـ تشرين الأول 2000م .

عدد صفحات الكتاب من الحجم الصغير : 80 صفحة .

الكتاب مطبوع موجود عندي الحمد لله وهو كتاب جيد وبعجالة قمت بالبحث عليه بالنت فوصلت لعرض لا يمكن إنزاله إلا للمشتركين وحتى أني رأيت هناك التزام مادي ..

الهدف المطلوب ممن يقدر محاولة عرض الكتاب هنا أو عرض الصفحة 59 لأهميتها وهذا جزء منها :

إن الدولة الإسلامية هي كيان تنفيذي للإسلام ولا يمكن تنفيذ شيءفي الدنيا إلا بقوة قادرة على ذلك . ولإيجاد هذه القوة قد تتعدد الآراء .



شكراً سلف لمن يقدر وأنتظر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وجاء الجواب من الأخ الفاضل :

إسماعيل بلال وكانت المشاركة في منتدى العقاب .







بسم الله الرحمن الرحيم
مقـدمة وإهـداء
التغيير المقصود هو تغيير الأوضاع الحالية السائدة في البلاد الإسلامية من أنظمة علمانية، وأفكار وأذواق غربية فاسدة، وحكام كفرة أو فسقة عملاء لدول الغرب الاستعمارية الكافرة.
التغيير المقصود هو إنقاذ الأمة الإسلامية من حال التمزيق والإذلال المفروض عليها من الدول الاستعمارية الكافرة، ومن حال الضياع والتيه والتبعية لتلك الدول المتكالبة على المسلمين.
التغيير المقصود هو إعادة ثروات المسلمين للمسلمين بدل أن تنهبها الدول الاستعمارية الكافرة التي تتمتع بهذه الخيرات وتترك المسلمين في الفقر المدقع يرزحون تحت مليارات الديون لهذه الدول الجشعة.
التغيير المقصود يكون بنهضة الأمة الإسلامية على أساس الإسلام، ونبذ كل فكر غير إسلامي، ويكون بإزالة أنظمة الكفر وإقامة الخلافة التي تحكم بما أنزل الله، وتوحد الأمة الإسلامية والبلاد الإسلامية بقيادة خليفة واحد تحت راية: (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وتحمل رسالة الإسلام للعالم.
الموضـوع الأول من هذه الرسـالة (العـقـيدة... أساس التغيير) يبين أهمية المفاهيم والقناعات في عملية التغيير، إذ إن تغيير المجتمعات من حال إلى حال أصعب من نقل الجبال من مكان إلى مكان، ولذلك لا يسـتطـيع أن يقـوم به إلا من كانت عنده القـناعة التامـة به، وكان مستنداً إلى العقيدة الإسلامية وما ينبثق منها من أحكام وما ينبني عليها من أفكار، بحيث إنه يبيع نفسه وماله لله سبحانه.
والموضوع الثاني (طريق التغيير والنهوض) يُبرز أهمية معرفة الحقائق والقبض عليها بيد من حديد، لأن الذي لا يميز الحقائق من التضليلات والأوهام لا يمكن أن ينجح في التغيير.
والموضوع الثالث (حقائق وأباطيل) هو استطراد للموضوع الثاني، وذلك بلفت النظر إلى بعض المسائل (الحقائق) الأساسية التي ركّزت عليها الدول الاستعمارية الكافرة لتضليل المسلمين وإبعادهم عنها، لأنها شديدة التأثير في عملية التغيير وعودة الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس. ومن هذه المسائل (الحقائق): (وجوب العمل السياسي) و(وحدة الأمة الإسلامية) و(إقامة الدولة الإسلامية).
وأما الموضوع الرابع (طلب النصرة) فإنه يبيّن الكيفية العملية الشرعية التي تؤدي بشكل حتمي إلى نقل السلطة من أيدي الحكام العملاء إلى يد الطائفة المنصورة التي تقيم الدولة الإسلامية (الخلافة). وهذا الموضوع هو من أهم الموضوعات وأكثرها خطراً ودقة.
إننا نهدي هذه الرسالة إلى الأمة الإسلامية في كل مكان، وبخاصة إلى حملة الدعوة الإسلامية العاملين لإقامة الدين الإسلامي في الأرض، وإلى المعتقلين والملاحقين من أجل ذلك، الصابرين على الحق دون تبديل أو تحريف، وإلى جيل الشباب المتشوق إلى عز الإسلام والمسلمين، وإلى الأهل والأقارب والأصحاب، عاملين ومنتظرين، نهديها إليكم من القلب آملين أن تتلقاها عقولكم وقلوبكم وجوارحكم.
والله معكم ولن يَتِرَكُمْ أعمالَكم.

نائل سيد أحمد
04-03-2012, 09:38 AM
السبت 10 ربيع الثاني 1433

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،
فقد كانت مواضيع هذا الكتيِّب في الأصل مما بُحثَ مع بعض حَمَـلَة الدعوة من العاملين لإقامة حكم الله في الأرض، نوقش فيها حال الأمة، وما اعتراها من تردٍّ وانحدار، وما تعانيه في سبيل صحوتها ونهوضها، وما الذي أُنجز على طريق إقامة الدولة الإسلامية، وما الذي ينبغي إنجازه لكي يتحقق وجود هذه الدولة، فيُطبق الإسلام وتُحمل دعوته إلى العالم. وبناءً على ذلك، ما الذي ينبغي أن تخاطب به الأمة وتُدعى إليه وتعـيـه؟
الدولة الإسلامية كيان سياسي لتنفيذ الإسلام وحمله إلى العالـم، وهذا يحتاج إلى قدرةٍ وصلاحية شرعية. وقد جعل الشرع هذه الصلاحية للأمة. ولا يملك هذه القدرة ولا هذه الصلاحية الشرعية جماعةٌ أو طائفة وحدها، ولا حزبٌ سياسي وحده. وإنما يقيم الدولةَ الإسلاميةَ الأمةُ بقيادة هذه الطائفة أو هذا الحزب الذي يُحيي في الأمة إيمانَها بهذه الفريضة العظيمة، وإيمانها بوجوب العمل لها والتضحية في سبيلها.
فالدولة الإسلامية كيان ينبثق من رَحِم كيان الأمة لينفِّـذَ بالأمة وعليها نظام الإسلام، وليحمله بها ومعها إلى الناس جميعاً. فالدولة الإسلامية تلدها الأمة الإسلامية.
وكيان الأمة لا يكتمل ولا يتميز إلا بما تكون به الأمةُ أمةً، وبعيشها على أساسه. وأمتنا الإسلامية لا تكون كذلك إلا بدينها عقيدةً ونظاماً. ولا تكون لها فاعليتها أو وجودها العملي المؤثر إلا بوجودها كجماعة واحدة موحدة تحت إمرة أمير واحد. فلا يكتمل كيان الأمة ولا يتميز تمام التميز إلا بانبثاق كيان دولتها، ومبايعة خليفتها على الحكم بما أنزل الله.
ومن هنا، فلا سبيل إلى إنهاض الأمة إلا بأن تعرف معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأن تلتزم بهذا المعنى، فتعرف معنى وجودها في الحياة وغاية هذا الوجود، وتسعى إلى تحقيق هذا الوجود وهذه الغاية.
وكذلك فإن هذه المعرفة لا تكفي، والسعي إلى تحقيق هذه الغاية لا يبرئ الذمة إلا إذا كان على المستوى المطلوب شرعاً. فلا بد بعد تحديد الغاية أن يُسعى إلى تحقيقها بالأعمال التي تؤدي إليها، بحسب ما خلق الله في الكون من سنن، ومنها ربط الأسباب بالمسببات، واعتبار خصائص الأشياء وشروط العلاقات.
ولقد عرض أحد الإخوة الأفاضل أن تُكتَب هذه الأفكار وتوزَّعَ على الناس، وأن يكون ذلك على نفقته الخاصة طمعاً بالأجر والثواب. وهكذا كان، فصدر الكُتـيِّب بحمد الله، وفيه أربعة مواضيع. وقد جعل الله سبحانه وتعالى له قبولاً، فنفدت نسـخه واستمر طلبه وشعر أخٌ فاضلٌ آخر بهذا الطلب فعرض أن يُطبع على نفقته من جديد، فصدرت هذ الطبعة الثانية بإضـافة موضوع خامس إليه بعنوان: الأمانة والإيمان.
إن حب الدنيا وكراهية الموت، والمغالطات الفكرية، والضعف والتيئيس، وتغييب مفاهيم العـقيـدة المتعلقة بالرزق والأجل والنصر والتوكل والخير والشر وغيرها، قد تصرف كثيراً من المسلمين عن غايتهم في الحياة التي هي عبادة الله، أي الالتزام بأوامره ونواهيه سبحانه وتعالى، وبخاصة حينما يتأثرون بفتاوى أو آراء يَـنْـفُـثُها علماءُ سوءٍ يروّجون لسلاطين الجوْر والفجور والخيانة، وأحزابٌ لهم أو أتباعٌ يحرِّمون الدين ويفترون على الله الكذب، فيحلون الحرام ويحرمون الحلال ويُلهون أبناء الأمة بتوافه الأمور ويصرفونها عن طريق التغيير وإقامة الدولة الإسلامية.
ولأجل التنبيه على هذا الأمر وخطره، والتحذير منه، كان موضوع: الأمانة والإيمان.
وإنني إذ أقدم هذا الكتيب إلى الأمة الإسلامية فإنني أناشد قارئيه من المهتمين والعاملين لأجل قضية لا إله إلا الله، أن يتلقوه ويدرسوه بعقولهم وقلوبهم، كما قدمته إليهم من عقلي وقلبي. وأسأله تعالى الثواب والأجر الجزيل لكل من أعان فيه بتوجيه أونصح، أو بمالٍ أو جهد، ولكل من دعا لي ولوالدَيَّ.
اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيراً فوفقه لكل خير، ومن أراد بالإسلام والمسلمين شراً فخذه أخذ عزيز مقتدر.

نائل سيد أحمد
04-03-2012, 09:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
العقيدة وما ينبثق منها من أحكام
وما ينبني عليها من أفكار
هي أساس التغيير
سلوك الإنسان مربوط بما يحمله من مفاهيم. والمفاهيم هي قناعات ناتجة عن إدراكٍ للأشياء وخصائصها وعن ما يبنى على هذا الإدراك أو ينبثق عنه من قناعات أخرى.
والمفاهيم نوعان: الأول: مفاهيم عن الأشياء. وهي قناعات أو أحكام مصدرها الأشياء ذاتها. كقولنا: النار تحرق والسم يقتل والخمر يسكر. أو أن اللحم يؤكل والتراب لا يؤكل. أو أن كثرة الضغط تولد الانفجار، أو أن المجتمع مجموعة أفراد تربطهم علاقات دائمية. أو أن النهضة لا تكون إلا بالفكر المستنير. فهذه الأفكار أوصاف أو أحكام مصدرها موضوعها. وهي تكون صحيحة أو خطأ وذلك بحسب مطابقتها أو مخالفتها للواقع. وفي كل الحالات هي مفاهيم عند من يصدقها. وسلوك الإنسان مربوط بمفاهيمه عن الأشياء، فمن اقتنع أن طعامه مسموم فلن يتناوله وإن كان جائعاً. ومن كان عطشان فسيسعى إلى الماء لا إلى غيره، ومن أراد أن يسكر سيسعى إلى الخمر لا إلى الماء.
النوع الثاني: مفاهيم عن الحياة، وهي قناعات أو أحكام مصدرها خارج عن موضوعها. كقولنا: الصلاة فرض والغش حرام والخمر حرام والقتل حرام...، فهذا الحكم ليس مصدره الشيء نفسه أو الفعل نفسه، وإنما هذا هو موضوعه أو الواقع المحكوم عليه ومصدر الحكم شيء آخر.
فقولنا: الخمر يسكر هو صفة أو خاصية ذاتية للخمر، وهو حكم على الشيء بما فيه أو بما هو عليه. وقولنا: الخمر حرام ليس حكماً على الشيء بما فيه وإنما هو حكم من الله سبحانه الذي له أن يجعله حراماً وله أن يجعله مباحاً.
وسلوك الإنسان مربوط أيضاً بمفاهيمه عن الحياة، فإن كان مفهومه عن لحم الخنـزير بأنه يؤكل، أي أنه قابل للأكل ويشبع الجائع. فهذا مفهوم عن الشيء. والمفهوم عن الحياة هو أن الخنـزير حرام، أي أنه يجب أن يجتنبه. فمن أدرك هذا الحكم وصدقه، فهو حينئذٍ مفهوم لديه وسيؤثر في سلوكه ويمنعه من سد جوعته بلحم خنـزير.
ومن كانت لديه مفاهيم أن الصنم له أثر في أمنه ورزقه وتوفيقه، أو أن بعض الأموات لهم هذا الأثر، فإنه سيعتريه شعور الرهبة والخشوع عند الأصنام، وسيستغيث بالأموات. على العكس ممن لا يصدق هذه الأمور، فلن يتوانى عن تحقير الأصنام وتخطئة المستغيثين بالأموات.
وهكذا فإن السلوك الإنساني مربوط بالمفاهيم عن الأشياء وبالمفاهيم عن الحياة. وما يلاحظ على بعض الناس أحياناً من ضعف هذا الربط فهو ناتج عن غفلةٍ عن هذه المفاهيم أو تغييبٍ لها وكأنها ليست مفاهيم له لأسباب عديدة تعرض للنفس. يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبةً يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن» (رواه البخاري).
ولذلك وجب لأجل تصحيح السلوك أو تقويمه إعادةُ الحقائق إلى الأذهان: حقائق الأشياء، والحقائق الشرعية من معتقدات وأحكام، والتذكير بها كي تكون مستحضرة ماثلة كي تؤثر في السلوك. قال تعالى: وذَكِّرْ فإنّ الذكرى تنفعُ المؤمنين (سورة الذاريات 55) على عكس الكافرين فإن تذكيرهم بالحقائق والمفاهيم الشرعية لا ينفعهم. فهم يسمعونها كأفكار ولكنها ليسـت حقائق بنظـرهم، فهي ليسـت مفاهـيم لهم، وبالتالي فلن تؤثر في سلوكهم.
فالمفاهيم عن الحياة تعيّن للإنسان كيف يعيش، فلا يكون همه أن يعيش، وإنما كيف يعيش، وليس همه أن يشبع حاجاته وإنما كيف يشبعها. ولذلك فالمفاهيم عن الحياة تجعل له طرازاً معيناً من العيش.
وبما أن المفاهيم عن الحياة مصدرها خارج عن الأشياء والأفعال ذاتها، فإنه لا يمكن أخذها إلا بعد الاقتناع بأن هذا المصـدر له الحق أو الصـلاحيـة أو السـلطـان بأن يحكـم عليها، وأن أحكامه صحيحة.
والإسلام قد قرر أن الحاكم هو الله سبحانه وتعالى وأن مصدر الأحكام هو الوحي المنـزَّل على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. قال تعالى: إنِ الحكمُ إلا لله أَمَرَ ألاّ تعبدوا إلا إياه (سورة يوسف 40) وقال تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون (سورة المائدة 44). وكل حكم غير حكم الله فهو طاغوت: ألم تَرَ إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً (سورة النساء 60).
فلا حكم للعقل أو للإنسان. وليس هذا سلباً لدورِ العقل أو حداً لقدراته، لأنه لا يملك الأدوات اللازمة للحكم، لأن هذا الحكم ليس مصدره الشيء أو الموضوع. فالذين جعلوا الحكم للشعب ـ مثلاً ـ لم يستندوا إلى دليل، وإنما تاهوا وضلوا، فحملوا مفهوماً غير صادق ولا واقع له، وجحدوا الحقيقة فقالوا بفصل الدين عن الحياة، ومعنى ذلك أن لا حكم لله.
وإذا أُعطيتْ صلاحية إصدار الأحكام للإنسان، وهو لا يملك أداة للحكم، فهو حينئذٍ لن يحكِّم إلا هواه وميوله ومصالحه حسبما يراها، وهي متغيرة ومتقلبة، وهو قد يرى المفسدة مصلحة وقد يرى الداء دواءً.
ومن هنا تأتي أهمية الإيمان بالله وبالنبوة وبالقرآن، فهذا الإيمان هو العقيدة التي تؤثر في السلوك، إذ تجعل عند الإنسان مفاهيم عن الحياة تعيّن له كيف يعيش، وغايته في الحياة، وغايته من سلوكه وهي أن ينال رضا الله عز وجل.
ومن هنا ـ أيضاً ـ تظهر أهمية أن تكون المفاهيم عن الأشـياء وعن الحياة صحيحة صادقة، أي أن تكون حقائق. ويظهر أيضاً خطر عملية التجهيل والتضليل وتسويق المغالطات لإيجـاد مفاهـيم خطـأ لدى الناس، وبذلك يقعـون ضحـية للجـهـل والضـلال: قل هل ننبئكم بالأخسـرين أعمالاً  الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً (الكهف 103ــ104). نعم يضـل الأفراد وتضـل الشـعـوب كما تضـل سمكة في البحـر حين تلتهم الطُعم، أو فأرةٌ أسـرعت إلى طعام لها على مصيدة.
ويتيه الإنسان ولا يصل إلى غايته حين يسير في طريق مقتنعاً بأنه يوصله إليها، وهو في الحقيقة يسير في الاتجاه المعاكس.
ويضل كذلك عندما يحمل مفاهيم خطأ عن الحياة نتيجة الجهل أو التحريف كمن يَرى أو يُورى أن الربا مباح، وأن الديمقراطية من الإسلام. أو أن تعلم الشريعة هو لأجل التكسب كغيره من الاختصاصات أو المهن. وعندما تُغَـيَّب حقائق الإسلام وتُحشى الأذهان بأفكار خطأ كأفكار الحريات العامة، أو بأن تغيير الواقع المنحط مستحيل في جيلنا أو في مئات السنين، أو أنه مِنَّةٌ من الله لا يسعنا إلا أن ننتظرها قاعدين أو أن ننتظر المهدي. وبذلك يتحول الأفراد والشعوب أو الأمة إلى مجموعة كسالى خاملين يُساقون حيث يريد من يحمِّلهم هذه المفاهيم، وإلى أدوات لعدوهم وهم يظنون أنهم يحاربونه: كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه (سورة الرعد 14)، مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون (سورة البقرة 17).
ولذلك نكرر، أنه لأجل تغيير السلوك وتصحيحه وجعله سلوكاً صحيحاً راقياً وموصلاً إلى غايته، لا بد من إيجاد المفاهيم الصحيحة عن الأشياء وعن الحياة، وحينئذٍ يحسن الإنسان تسخير الأشياء وخصائصها بنجاح ويحسن السلوك الموصل إلى غايته وإلى غاية الغايات وهي نوال رضوان الله عز وجل: وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك (سورة القصص 77).
إن أُولى الحقائق وأهمها على الإطلاق هي العقيدة التي تعيّن للإنسان مفاهيمه عن الحياة، وهي أن الأشياء كلها مخلوقة لخالق هو الله سبحانه وتعالى، وأن الله أرسل رسولاً هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم برسالة الإسلام التي تبين كل ما يلزم الإنسان، وأنه تعالى سيحاسبه على الإيمان أو الكفر وعلى التقيد أو عدم التقيد بما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

نائل سيد أحمد
04-03-2012, 09:40 AM
يتبع إن شاء الله
لأن الكتاب 80 صفحة ...

نائل سيد أحمد
08-03-2012, 10:06 PM
للتذكير ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بوفيصيل
09-03-2012, 12:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا اخي نائل وجعله الله في ميزان حسناتك
اليك رابط الكتاب
http://www.4shared.com/office/L2h3Quvj/___.html

ودمتم في أمان الله وحفظه

نائل سيد أحمد
09-03-2012, 11:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا اخي نائل وجعله الله في ميزان حسناتك
اليك رابط الكتاب
http://www.4shared.com/office/l2h3quvj/___.html

ودمتم في أمان الله وحفظه

أشكرك أخي بو فيصل على المرور الكريم .

نائل سيد أحمد
14-03-2012, 10:17 PM
طبعاً الأخ بوفيصل مشكور على رابط الكتاب ..

لكن السؤال ؟
هل هناك حاجة لمواصلة العرض على فرض أنه هناك ناس لا تعرف التعامل مع تنزيل الكتب ..

وحقيقة لا تواضع أنا واحد منهم لا أعرف التنزيل إلا إن كان ميسور وسهل فهناك مواقع للتنزيل يلزمها الإشتراك .

نائل سيد أحمد
19-11-2012, 12:43 PM
للتذكير بمناسبة العام الهجري الجديد 1434.

نائل سيد أحمد
18-02-2013, 09:19 PM
للتذكير ...

نائل سيد أحمد
23-07-2013, 02:04 PM
للتذكير ..