المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشرق الاوسط وثم العالم-منقول



بوفيصيل
29-02-2012, 09:07 AM
حرب العولمة الخاطفة، تنبئ بأكبر إعادة تشكيل جيوسياسي منذ الحرب العالمية الثانية.


بدأت في شمال أفريقيا، و تتكشف حالياً في الشرق الأوسط، وإيران، وسرعان ما ستنتشر إلى أوروبا الشرقية وآسيا، الثورات الملونة التي يحرض الغرب عليها و يغذيها، تحاول القيام بتحويل عميق لمناطق بأكملها من كوكب الأرض في حركة كاسحة واحدة. إنها بالفعل مناورة طموحة، و من المرجح أنها وليدة اليأس. إن الكشف الكامل عن وجه العولمة المتمثل بالفساد والخيانة أمام العالم كله، لا يترك لها أي فرصة للتراجع الآن.
إن فهم منطق العولميين وراء مثل هذه خطوة جريئة، يساعد على فهم هدفهم المبتغى و النهائي والعقبات التي تقف بينهم و بين تحقيق هدفهم.

ما الهدف ؟

الهدف هو بالطبع نظام حكم عالمي يغطي العالم بأسره. و هو نظام يسيطر عليه الممولون الأنجلو-أمريكين وشبكتهم المؤلفة من المؤسسات العالمية لضمان تطويع الدول التي تم دمجها في نظام العولمة لتخدم نظاماً أوحداً يمكّنهم من إبقاء هذه الدول تحت سيطرتهم على الدوام. إن العولميين قلة مسيطرة مصابة بجنون العظمة، لديها هاجس وحيد و هو ترسيخ قوتها والحفاظ عليها، وهذا سيتحقق من خلال نظام للسيطرة على الشعوب والتحكم الصناعي والرقابة على النقد، التي تشكل الأساس لسياساتها الـ "مالثوسية".

*المالثوسية: نسبة لـ توماس روبرت مالثوس: 1766-1834 انكلترا، سورريه. صاحب نظرية الربط بين تزايد السكان و تناقص الموارد على الكرة الأرضية، حيث اقترح حلولاً لهذه المشكلة تشمل على: افتعال الحروب الكثيرة- اشعال الفتن و خلق الحروب بين الدول المتجاورة – تفشي الأمراض في المناطق المكتظة سكانياً – اللجوء لعملية تحديد النسل ....

تم عرض هذه السياسات بشكل كامل في تقرير الأمم المتحدة "جدول أعمال القرن 21"، كما يعرضها أيضاً خبراء السياسات مثل المستشار الحالي للعلوم في البيت الأبيض جون هولدرن في كتاب له بعنوان "علم الإيكولوجيا.
مهما بلغت سياساتهم من "مالثوسية"، من المؤكد أنهم لا يعتقدون أن العالم في خطر نظراً إلى ازدياد الكثافة السكانية أو الأخطار البيئية الناجمة عن التقدم الصناعي. بدلاً من ذلك، شأنهم شأن جميع الطغاة في التاريخ، إنهم يقومون بإنشاء سيناريو مقنع للدفاع عن تركيز هائل للسلطة الغير مبررة في أيدي النخبة، وعن تطبيق تدابير تضمن بقاء مثل هذه السلطة في أيديهم إلى أجل غير مسمى.

إن الأخطار المباشرة على مشروعهم متعددة، بما في ذلك وسائط إعلام بديلة تكشف بشك متزايد الطبيعة الحقيقية لجدول أعمالهم، و بالتالي ازدياد الوعي عند عدد هائل من الناس الذين يرفضون الاستسلام لإرادتهم ببساطة. وهناك أيضا السيادة الوطنية، حيث تطعن الدول علناً في هذا النظام العالمي المتمحور حول المصالح الأنجلو-أمريكية وترفض تنفيذ شروط الاستعباد الخاصة بهم.

هذه الثورات الملونة الكاسحة، والعمليات العسكرية المنسقة، العلنية والسرية، نتعامل مع التحدي السابق الذكر، بينما الرقابة، و التسلل المعرفي، و الدولة بوليسية المتشددة تغطي العالم الغربي المتخذة من نفس الفرضية الخاطئة "الحرب على الإرهاب" غطاءً لها لتواجه التحدي الأول.
الأحمر: عدم استقرار تسببت به الولايات المتحدة – الأزرق: احتلال أو تمركز أمريكي / الطرق البحرية النفطية الصينية تمت تغطيتها بالكامل؟.

الشرق الأوسط

مع تقدم دعم العولميين لزعزعة الأنظمة وتغيير الأنظمة من الأردن إلى مصر، وكل ذلك باسم "التحول إلى الديمقراطية". هتافات المتظاهرين هي تكرار حرفي لتصريحات المؤسسات الأهلية المحلية الممولة من الولايات المتحدة. مهما بلغ تشكيك البعض في أن كل ذلك يتك تخطيطه و تنفيذه من قبل الغرب، يحتاج الواحد منا فقط لأن يقرأ تقرير مؤسسة rand 2007 بعنوان "بناء شبكات مسلمة معتدلة" و فيها اعترافات مذهلة لإعادة ترتيب العالم الإسلامي وفقا لمصالح الغرب، بل كيف أنها سوف تتبع نفس النموذج "شبكات المجتمع المدني" والتي استخدمتها فعلا لعقود أثناء الحرب الباردة.

"الانتقال" التي خاضته مصر مؤخراً ما كان إلا ترجمة مباشرة لمخطط rand للتدخل في العالم الإسلامي. من منظمي الاحتجاج والمنظمات إلى قادة الاحتجاجات، إلى تدخلات ما وراء الكواليس للقيادة العسكرية الأمريكية، كانت الانتفاضة المصرية تماما إنتاج الولايات المتحدة. يجري حتى صياغة "الدستور المصري" الجديد بالمنظمات الممولة من جورج سوروس و "الوقفية الوطنية الأميركية" لدعم الديمقراطية.

إن زعزعة الاستقرار الإقليمي يؤدي لإعادة تشكيل الساحة الجيوسياسية في صالح جهد متجدد يهيئ لتغيير النظام في إيران. لقد تم التكلم بإسهاب عن أن العولميين قد وضعوا خططاً معقدة وواسعة النطاق، تلخصت في تقرير معهد بروكينغز " أي الطرق "إلى بلاد فارس؟" ، لتمويل الثورات الملونة ودعم الإرهاب داخل جمهورية إيران الإسلامية وحتى إثارة حرب مع دولة ينظرون لها بأنها تتجنب النزاعات. عندما بدأت الأنظمة العربية و الشمال أفريقية بالتهاوي، ما لبثت أن عادت "الثورة الخضراء" في إيران للبدء مرة أخرى. كما لو أنه تكرر ملخص تقرير مؤسسة بروكينغز، قام المجلس العولمي المعني بالعلاقات الخارجية (cfr) مؤخرا بدعوة الولايات المتحدة لدعم "الثورة الخضراء" علناً.

إن سقوط إيران أمام مخطط العولمة، واستخراج ثرواتها، ونهاية دعمها للطموحات الاقتصادية والعسكرية الصينية والروسية سيساهم بعزل ما يسمى منظمة شانغهاي للتعاون أكثر.
الأزرق: عضو في الناتو – الأخضر: بانتظار الانضمام
<زحف الناتو: فشل في أوكرانيا، جورجيا، و بيلاروس>

تطويق روسيا

روسيا، بالإضافة للصين هما الكتلتان الأكبر في مواجهة المشروع الأنجلو-أمريكي. والواقع أن هناك الكثير من الأفراد والمنظمات داخل كل دولة وبكل سرور يعملون يداً بيد مع العولمة، والتي بدورها، تحاول علناً ترغيب، الدولتين والضغط عليهما للاندماج في النظام العالمي.

رجال مثل ميخائيل خودوركوفسكي، الذي ارتفع إلى السلطة في روسيا أثناء عصر الفساد الهائل، قاموا ببناء شبكة المنظمات الغير حكومية على غرار تلك الأنجلو-أمريكية في الغرب، وحتى تسمية هذه الشبكة "مؤسسة روسيا المفتوحة" مستوحاة من منظمة جورج سوروس "مؤسسة المجتمع المفتوح" مباشرة. وفقا للباحث الجيوسياسي وليام انجدال ، شملت "مؤسسة روسيا المفتوحة" هنري كيسنجر واللورد جاكوب روتشيلد في مجلس الإدارة وكان هدفها تحويل روسيا من دولة ذات سيادة إلى كيان أكثر قبولا للاستهلاك العولمي.

مهما كانت النجاحات المبكرة لخدوركوفسكي، فقد تم قطع الطريق عليها من قبل رئيس الوزراء الروسي فلادمير بوتين، الذي وضع خودوركوفسكي بأمان خلف قضبان السجون السيبيرية. اليوم، يتلقى خدوركوفسكي الضغط والخدمات القانونية من المحامي العولمي الشهير روبرت أمستردام الذي يقود الجهود الدولية الرامية إلى تشويه سمعة روسيا وتبرير تطويق البلاد من قبل حلف شمال الأطلسي.

بعد أن سقطت تونس و مصر، نشرت مجلة السياسة الخارجية قائمة دار الحرية "من هو التالي؟" في القائمة كان ألكساندر لوكاشينكو رئيس بيلاروس، رئيس دولة وروبية متاخمة مباشرة للحدود الغربية لروسيا، متحدين موسكو مباشرة. اعترف حلف شمال الأطلسي نفسه بتردد بيلاروس حول الانضمام إلى تنظيمه الذي بات غير مبرر الآن، في حين تقوم وسائل الإعلام الرئيسية بمهاجمة حكومة بيلاروس لإخمادها للاحتجاجات التي بدأت بعد نتائج الانتخابات الأخيرة التي شهدت هزيمة المعارضة المدعومة من الغرب.

بالنظر إلى خريطة لروسيا، كل الدول الملامسة حدودها لم تنجُ من "المعالجة العولمية"، من أوكرانيا و الثورة البرتقالية التي تدعمها الولايات المتحدة، إلى جورجيا وغزو أوسيتيا الجنوبية الذي دعمته الولايات المتحدة. بالنسبة لروسيا، يبدو أنها أكثر استعدادا للقتال مرة أخرى، و لإذلال الجيش الجورجي المدرب و المجهز من الولايات المتحدة على أرض المعركة، و إلغاء نتائج الثورة البرتقالية التي تمولها الولايات المتحدة ، مع وقف المحادثات الأوكرانية للانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي.

باستهداف منطقة الشرق الأوسط، و إيران خاصة، التي تستعين بها كل من الصين وروسيا لعرقلة تحقيق طموحات التسلط الغربي في العالم، أمل للعولمة يتمثل الآن في تجدد الاضطرابات السياسية في المناطق الواقعة في الفلك الروسي وإتمام حملتها لتطويق روسيا، وبالتالي إجبارها على التنازل لمكانها في النظام العالمي الجديد.

خط الحياة الصيني: "سلسلة اللؤلؤ" بحسب
ssi

سلسلة اللؤلؤ الصينية:

بوفيصيل
29-02-2012, 09:07 AM
ليس سراً أن الصين تعتمد على استيراد النفط ليس فقط إبقاء الاقتصاد المتنامي، ولكن لإبقاء شعبها الهائل مشغولاً ومزدهراً، وبالتالي إبقاء الحكومة الحاكمة في السلطة. لطالما كان ينظر إلى هذا الوضع بواقعية معروفة لدى الصين والغرب. الصين من جانبها بدأت ببناء وجودها على الساحة إفريقيا القارية، ولا سيما في السودان حيث أنشأوا خط أنابيب نفط بطول 1000 ميل من قلب البلاد الشاسعة إلى بور سودان على البحر الأحمر. كما قدمت الإغاثة إلى البلاد من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة و كانت تشتري معظم صادرات النفط في السودان.

وتستورد الصين أيضا كمية هائلة من النفط من إيران. وفي الواقع، تمثل الجمهورية الإسلامية ثاني أكبر مصدر في العالم للنفط للصين، بعد المملكة العربية السعودية.

من السودان وإيران عبر المحيط الهندي، وعودة إلى شواطئ الصين في بحر الصين الجنوبي، كل ذلك يمثل "سلسلة من اللؤلؤ"، أو مجموعة من الأصول الجيوسياسية التي تطورها الصين لحماية هذا الطريق اللوجيستي الحيوي . وتشمل هذه "السلسلة" مرفأ صينياً في منطقة بلوشستان الباكستانية، ومرفأ آخر في ميانمار (بورما)، مرافق متوسعة في بحر الصين الجنوبي قبالة ساحل فيتنام. تبني الصين أيضا وقدرات أسطولها و تزيد من حجمه، بما في ذلك الغواصات التي تلازم الآن مجموعات الناقلات الأمريكية، وتقوم بتجهيز حاملة الطائرات الصينية الأولى التي أوشكت على الانتهاء.

استخدم مصطلح "سلسلة من اللؤلؤ" كعنوان في 2006 في تقرير معهد الولايات المتحدة للدراسات الاستراتيجية (SSI) "سلسلة من اللؤلؤ: مواجهة التحدي المتمثل في تعاظم قوة الصين في السواحل الآسيوية." وفي هذا التقرير، تمثل طموحات الصين لفرض سلطتها على طول هذا الطريق تحديا مباشرا للتفوق الأميركي، فضلا عن تهديد لرؤية الغرب الأحادية القطبية لـ "النظام العالمي الجديد."

الصين قد لا تبدو مدافعاً عن حرية الإنسان، لكنها تبدو مؤيدة لعالم متعدد الأقطاب تتعايش فيه الدول ذات السيادة بدلاً من العالم الأنجلو-أمريكي أحادي القطب تسيطر فيه القلة الأنغلو-أمريكية على هذا الكوكب.
لإزالة عالم متعدد الأقطاب من حيز الوجود، يقترح تقرير SSI استراتيجيات عدة فيما يتعلق بالصين، من الاشتباك معها و تحريضها لتصبح من "أصحاب المصلحة المسؤولين" في "النظام العالمي" كما سماها العولمي روبرت زوليك، وصولاً إلى المواجهة العسكرية المباشرة واحتوائها.
بطبيعة الحال تمت كتابة هذا التقرير في تموز/يوليه 2006، كان الحبر لم يجف عن صفحاته بعد حين تلقت إسرائيل هزيمة مهينة في حرب لبنان، وتوقفت الحرب مع إيران، و سقط أحد أتباع العولمة في تايلاند ثاكسين شيناوترا الذي أطيح به من السلطة في تايلاند في عرض للحرص و الدفاع عن السيادة في جنوب شرق آسيا.

يبدو أن العولمة، على مدى السنوات التالية، ستقدم للصين دوراً مغرياً للعب في نظامها العالمي بينما في نفس الوقت ستقوم بزعزعة استقرار كل دولة على طول "سلسلة اللؤلؤ" تقريباً. الولايات المتحدة توسع حربها في أفغانستان، و تحاول بلقنة باكستان في خضم هذه العملية، على وجه التحديد منطقة بلوشستان حيث تؤسس الصين لوجود بحري لها هناك. منطقة بلوشستان الباكستانية هي أيضا نقطة البداية الشاطئية لقنوات الإمدادات بالطاقة و الدعم اللوجستي الصاعدة شمالا عبر جبال الهيمالايا إلى داخل الأراضي الصينية. وتشارك الولايات المتحدة أيضا بشدة في زعزعة استقرار ميانمار (بورما) لتتسبب في تغيير النظام، وبعد ذلك إنشاء حكومة تعتمد على واشنطن.

تايلاند المجاورة لميانمار إلى الشرق، وتمتلك برزخ كرا الضيق الذي تود الصين أن تطوره إلى مشروع قناة مشابه للسويس/بنما لتقليص رحلات ناقلات النفط المتوجهة إلى الصين. تايلاند أيضا تمثل قناة برية تصل الشمال والجنوب كما هو الحال في باكستان، مع نظام السكك الحديدية المتطور الذي يصل ساحات الشحن في سنغافورة إلى عاصمة لاوس. وقد بدأت الصين في تطوير نظام السكك الحديدية عبر لاوس وتحسين نظام السكك الحديدية في تايلاند. تايلند أيضا هي واحدة من أكبر مصدري الأرز في العالم، الأمر الذي يجعل هذه الدولة حيوية للنمو المستقبلي للصين.

ولا عجب، أن تايلند، مثل ميانمار، عانت عدة محاولات من الولايات المتحدة للتسبب في تغيير النظام. رجل العولمة في تايلندا هو ثاكسين شيناواترا، عمل رسميا كمستشار لـ مجموعة كارلايل، ومنذ الإطاحة به من السلطة في عام 2006، يتم الضغط من أجله عن طريق جميع العولميين من جيمس بيكر من شركة بيكر و بوتس، إلى كينيث ادلمان من ICG ، و شركة "العلاقات العامة اديلمان"، إلى عضو جماعات الضغط و محاميه الحالي، روبرت أمستردام.

من الواضح أن واشنطن تستخدم سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط وسيطرتها على البحار، و إن كانت سيطرة تواجه منافسة كبرى، لموازنة مكانة الصين الاقتصادية والمالية المتفوقة. من الواضح أيضا أن واشنطن تستثمر قدرا كبيرا من الموارد العسكرية والأصول الاستخبارات لزعزعة استقرار كبرى لـ "سلسلة اللآلئ" لتحديد دورها، واحتوائه، و إجبار الصين على بعض التنازلات، مع الهدف النهائي المتمثل في طي صفحة العملاق الآسيوي الصاعد في كتاب النظام العالمي الأنجلو-أمريكي أحادي القطب.

إن نجاح هذه الاستراتيجية هو سؤال قابل للنقاش، ومع ذلك، فإن الجيش الأميركي محبط سياسياً و مشتت استراتيجياً بقيادة زعماء كثر غير أكفاء في واشنطن الذين فقدوا إيمان و ثقة شعبهم بهم، ناهيك عن العالم. المناورة الجريئة و اليائسة التي تلعبها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يمكن أن تكون محاولة لتصحيح سنوات من الفشل ضد الصين و منظمة شانغهاي للتعاون منذ كتب SSI تقريره في عام 2006. تغيير النظام في إيران لا يزال عنصرا أساسيا في جعل هذا الرهان ناجحاً.

أمريكا الجنوبية

لم تنج حتى أمريكا الجنوبية. كانت هناك فترة هدوء في التدخل الأمريكي العلني، مما سمح لأمريكا الجنوبية بأن تصبح معقلاً نوعاً ما ضد عوامل العولمة، ومع ذلك، لمم تتوقف التحضيرات و العمليات السرية.

التقارير المثيرة للقلق القادمة من الأرجنتين ، لا تفضح سراً عن الطموحات الأنجلو-أمريكية المسعورة، و تشير إلى أن التوتر يتزايد بين بوينس آيرس وواشنطن. وقد توجت النزاع الدبلوماسي أكثر ناقلات أميركية من طراز سي-17 المضبوطة مؤخرا بحمولة من مسحوق الطباشير مليئة بمعدات مشبوهة وتفسيرات أكثر شبهة. ويقود ذلك الكثيرين، بما في ذلك حكومة الأرجنتين، للاعتقاد بأن الولايات المتحدة تجهز لاطلاق جولة أخرى من جهود زعزعة الاستقرار في أمريكا الجنوبية.

فنزويلا وبوليفيا كانتا قد استهدفتا من قبل الغرب علناً في السنوات الأخيرة عن طريق الجهود الرامية إلى تقويض وحتى الإطاحة بحكومات بلدانهم. كما أثار الرد المشوش و المكبوت على الانقلاب في هندوراس الشكوك بأن أمريكا قد بدأت بالضرب مرة أخرى ضد الموجة القومية الإقليمية التي تجتاح أمريكا الجنوبية. زيارة لـ Movements.org تكشف عن أن وزارة الخارجية الأمريكية/ و المنظمة الممولة من الشركات تقوم بـ دعم المنشقين في فنزويلا وتشجيع انتشار "المجتمع المدني" مشيرين بابتهاج إلى الآثار الغادرة التي تفرضها على دعم المعارضة المناوئة لـلرئيس شافيز.

الخلاصة:

الموجة الأخيرة من الثورات التي تدعمها الولايات المتحدة و التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط هي مجرد بداية لخطوة أكبر و هي إزاحة إيران والبدء في استعادة الأرض ضد روسيا والصين بعد عدة سنوات من نتائج مخيبة للآمال من الناحية الجيوسياسية. الهدف النهائي في الاعتبار هو إجبار روسيا والصين لقبول دورها بوصفها "أصحاب المصلحة المسؤولين" في "النظام العالمي الجديد" الأنجلو-أمريكي، الأحادي القطب. إن العالم أحادي القطب للممولين الأنجلو-أمريكيين المهيمنين يتطلب القضاء على جميع المنافسين، و أن تصبح جميع الدول مترابطة، والأهم من ذلك، أن تتبع جميع الحكومات إلى نموذج العولمة المتمثل بـ "المجتمع المدني" الذي يتبع بدوره إلى مركزية المؤسسات العالمية.

فهم الخطة الشاملة يكشف عن خطر اللامبالاة أو التهاون إزاء الاضطرابات الحالية في الشرق الأوسط. لا بد أنها سوف تنتشر، واعتماداً على استجابة دول المنطقة و "منظمة شانغهاي للتعاون" وتصميمهم على البقاء أسياد مصيرهم، قد تنشأ مواجهة أكبر. بالنسبة للولايات المتحدة وقوتها المتناقصة، لا معنى للعروض التي تقدمها لدول العالم للانضمام إلى نموذجهم المفلس و أحادي الجانب والمنحاز لإدارة شؤون العالم، وإلى مستنقعها الاقتصادي المتوسع، لا يمكننا أن نعرف عن ماذا قد يتمخض يأس الولايات المتحدة. قد تكون عدم القدرة على التنبؤ واليأس ربما البطاقة الوحيدة التي بقيت في أيديهم و التي تستحق اللعب، بطاقة قد تحمل المتاعب للجميع.