المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : امريكا والملف النووي الايراني



ابو العبد
11-03-2009, 01:44 PM
امريكا والملف النووي الايراني
كشفت مصادر ان هناك مصالح مشتركة وتعاونا خفيا بين واشنطن وطهران عبر الزيارات المتكررة لسمسار العلاقات الامريكية الايرانية ( هوشنغ امير احمدي ) الامريكي من اصل ايراني والمقيم في الولايات المتحدة والمقرب من البيت الابيض والذي ينقل الرسائل الامريكية الى القيادة للايرانية في طهران.
وايضا ما كتبه ( اني بنكث ) المحرر الديبلوماسي بتاريخ 14/4/2008 " ان الولايات المتحدة وايران منخرطتان في مناقشات سرية عبر قناة خلفية على مدى الخمس سنوات الماضية بشأن البرنامج النووي الايراني والعلاقات الاوسع مدى بين الدولتين الغريمتين " واذا عدنا الى الوراء فنرى كيف ساهمت ايران بفتح اراضيها عام 2001 للقوات الامريكية بحربها على افغانستان واذا رجعنا اكثر من 30 عام ونتذكر مقولة محمد رضا بهلوي " ان امريكا رمتني كالفأر الميت " دلالة على ان امريكا جاءت بالخميني ليحكم ايران
اذا النظام في ايران عميل لامريكا لا يملك من ارادته شيء يعمل على تحقيق اجندة امريكية في المنطقة والسؤال الذي يطرح ماهى هذه الاجندة ؟ وماهى الابعاد السياسية من وراء التلويح بالملف النووي الايراني ولمن ؟
امريكا لديها مشروع تعمل على تجقيقه في منطقة الشرق الاوسط وهو تقسيم المنطقة على اساس طائفي ومذهبي وعرقي , ولوحظ ان امريكا عملت على تقسيم المنطقة الى تيار معتدلين واخر ممانعة , وهذا التقسيم بمثابة تهيئة لتقسيم منطقة الشرق الاوسط الى هلالين " سني " واخر "شيعي " وهذا التوجه الامريكي كشف عنه سيمور هيرش الصحفي الامريكي في مقال له نشرته مجلة نيويوركر اعادت صحيفة السفير البيروتية نشره بتاريخ 26/2/2008 ومن جملة ما جاء في المقال ( ان السياسة الامريكية وضعت استراتيجية جديدة للتعامل مع ايران اطلق عليها اسم " اعادة التوجه " او "اعادة النظر في الاهداف " ووصفها مستشار حكومي امريكي " تعتبر تحولا رئيسيا في السياسة الامريكية .. انها بحر من التغييرات " لكن اهم ما في هذه الاستراتيجية هو أولاً أن إيران أصبحت أشد خطراً على المنطقة من إسرائيل وأن التهديد الإيراني، بما قد يصحبه من انبعاث شيعي، يفوق ما يمثله المتطرفون من أهل السنة الذين هم الأعداء الأقل شأناً (تنظيم القاعدة). هذا يعنى أن الإرهاب والحرب الدائرة ضده لم تعد بالأساس ضد تنظيم القاعدة وحلفائه بل ضد إيران والانبعاث الشيعي.
ويقول ثانياً إن مواجهة هذا الانبعاث أو "الخطر الشيعي" وما أخذ يعرف بـ "الهلال الشيعي" يجب أن يواجه بتأسيس "هلال سني" يتسع لضم دولاً عربية إقليمية سنية مثل تركيا وباكستان إلى جانب دول "مجموعة 6+2" العربية أي دول مجلس التعاون الخليجي الست ومصر والأردن)
ولكي يتم لامريكا ما تريد جعلت ايران تلوح في الملف النووي من اجل جعلها دولة قوية في المنطقة حيث يتم اعطائها دور اقليمي تكون فيه قادرة على قيادة ما يسمى بالهلال الشيعي وهذا ما قاله ريتشارد هاس بخصوص اجراء مفاوضات مباشرة بين امريكا وايران بان هدف هذه المفاوضات ( ارساء نظام اقليمي جديد تتعاون فيه ايران مع دول الجوار , وتقبل ببسط نفوذها سلما , والتخلي عن المواجهة وزرع الاضطراب , وعن نشر السلاح النووي )
ولذلك يلعب النظام الايراني دورا خطيرا في العراق من اجل تمكين امريكا تقسيم العراق الى فدراليات على اساس طائفي مذهبي وعرقي وامريكا تعترف بان لايران نفوذ في العراق ولذلك تدعي بانه يجب مفاوضته ويقول المحلل السابق في وكالة الاستخبارات التابعة للبنتاغون والمختص في الشؤون العراقية ( جفري وايت )
حيث يقول: ''إن النفوذ الإيراني سيستمر وربما سيصبح أقوى في المرحلة المقبلة''، مضيفاً أن ''الإيرانيين لديهم العديد من الاتصالات والرجال في العراق، كما أن حدودهم مع العراق تلعب دوراً استراتيجياً في تعزيز نفوذهم التجاري والاقتصادي داخل العراق''.
هذا جانب اما الجانب الاخر الذي تريد امريكا تحقيقه من خلال الملف النووي الايراني هو الضغط على كيان يهود وبخاصة اليمين من اجل السير في العملية السلمية والقبول في التنازل عن ما يسمى بالقدس الشرقية للفلسطينيين
فالملف النووي الايراني وتصريحات نجاد حول شطب إسرائيل عن الخريطة وانكاره للمحرقة هى بمثابة تهديد لكيان يهود بان هناك خطر وجودي يهددها , ورسالة لهذا الكيان بانه لا حلول في المنطقة الا بحل النزاع المركزي اى القضية الفلسطينية
ولذلك لم تسمح امريكا لاحد ان يقلل من خطورة التهديد النووي الايراني فعلى سبيل المثال ادلى جاك شيراك بتصريحات الى صحيفتى نيويورك تايمز وهيرالد تربيون الامريكيتين بتاريخ 29 كانون ثاني 2007 حيث قال ( اود القول انه في واقع الامر ليس من الخطورة ان تحصل ايران على قنبلتها النووية ) واستطرد قائلا ( حتى لو حصلت ايران على القنبلة النووية فلن يكون في وسعها استخدامها ولو جربت ذلك فسيتم محو ايران من الارض تماما قبل ان تتعدى قنبلتها تلك المئتى متر من الغلاف الجوي ) في حينه غضبت الادارة الامريكية من تصريحات شيراك مما دفعه للتراجع عنها بالقول ” انها كانت تعليقات غير رسمية ولم يكن مفترضا نشرها "
فالمتتبع لمجريات الاحداث يرى ان امريكا هى المستفيد من الملف النووي الايراني من اجل تنفيذ اجندتها في المنطقة
ايها المسلمون
ان امريكا الفاجرة ومن ورائها الغرب الكافر يواصلون الليل في النهار من اجل الكيد للامة الاسلامية يحيكون المؤامرات والدسائس لبلاد المسلمين من خلال الاضاليل السياسية وبمساعدة حكام المسلمين العملاء الماجورين من اجل الحيلولة دون وحدة ابناء الامة الاسلامية , وتفتيتها على اساس طائفي ومذهبي وعرقي حتى لا تقوم لها قائمة
ايها المسلمون
الحذر الحذر من الاضاليل السياسية التي تمارس على ابناء الامة الاسلامية والحذر الحذر من التصريحات الرنانة التي يطلقها حكاما وقيادات لا ترقب الا ولا ذمة في ابناء المسلمين فهؤلاء خونة ماجورين واعلموا انه لو اجتمعت امم الارض كلها فلن تستطيع ان تجعل الكلب اسدا ولا التراب ذهبا
ايها المسلمون ان الحل واضح ومعروف وهو ان تقوم دولة اسلامية على العقيدة الاسلامية تقود المسلمين للجهاد لاعلاء كلمة الله , نعم ايها المسلمون هذا هو الطريق اعادة سلطان الاسلام الى معترك الحياة ولا طريق غيره لاعادة العزة والكرامة لابناء خير امة اخرجت للناس , نعم هذا هو الطريق ولا طريق غيره فهل يسلكه المسلمون ؟

أبو محمد
15-03-2009, 01:28 AM
مقال جميل وتحليل واضح وأجمل، بوركت أخي أبو العبد، أتمنى من كل رواد المنتدى قراءة المقال أعلاه.

والسلام عليكم

ابو العبد
10-04-2009, 10:08 PM
نيويورك تايمز : تهويل إسرائيل لقدرات ايران النووية استغاثة كاذبة

وصفت صحيفة أمريكية ما يقوم به الزعماء "الإسرائيليون" منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي من تهويل لقدرات إيران النووية بأنه استغاثة كاذبة. وفضحت صحيفة "نيويورك تايمز" كذب الزعماء "الإسرائيليين", حيث نشرت مقالًا للكاتب الأمريكي اليهودي روجر كوهين بعنوان "إسرائيل تستنجد من الذئب", في إشارةٍ إلى قصة الراعي الكذاب والذئب.
وكان تقرير استخباراتي أوروبي قد حذر, في وقتٍ سابق, من "مغبة الاعتقاد بأن إيران و"إسرائيل" على عداء مستفحل"، وأكد التقرير الأوروبي على أنهما "على وفاقٍ تام في كثير من المحطات، وعلى الكثير من الملفات الإقليمية والدولية وحتى النووية، على الرغم من الحملات الإعلامية المتبادلة بين الدولتين والتي يمكن وصفها، بالاستيعابية.
وقال التقرير الاستخباراتي إن "تطوير سلاح حزب الله الشيعي المدعوم من إيران تم تحت أعين المخابرات "الإسرائيلية" وتحت سقفها".
وفي بداية مقاله أبرز الكاتب فقرة من خطاب لرئيس الوزراء "الإسرائيلي" الساق ورئيس "إسرائيل" الحالي شمعون بيريز, حيث كان يتوقع بيريز عام 1992 أن تمتلك إيران السلاح النووي بحلول العام 1999. وحذر بيريز في ذلك الخطاب من أن إيران هي "مركز الإرهاب والتطرف والتدمير", ووصفها بأنها "أخطر من النازية لكونها تسعى لامتلاك السلاح النووي".
وأكد كوهين أن "إسرائيل" تستنجد كذبًا من أيران, وأوضح أن وزير دفاعها الحالي إيهود باراك وأحد رؤساء وزرائها السابقين أكد في عام 1996 أن إيران ستنتج أسلحة نووية بحلول عام 2004.
وأضاف الكاتب "وها هو رئيس وزرائها الحالي بنيامين نتنياهو يفصح في مقابلة له مع صديقه المخلص جيفري جولدبرج في مجلة "ذي آتلانتيك", عن أحدث عملية تكرار لمحاولات تصوير إيران على أنها تجسد شرًا لا يضاهيه إلا النازية".
وعبر كوهين عن امتعاضه من إعادة الزعماء "الإسرائيليين" تكرار هذه الفكرة "الممجوجة" بشأن إيران.
إيران لا تمتلك سوى اليورانيوم المنخفض:
وقال الكاتب الأمريكي, ردًا على من يحذرون مرارًا وتكرارًا من فوات الآوان في جهود وأد قنبلة إيران النووية قبل أن تنتج, "إن إيران لا تمتلك سوى اليورانيوم المنخفض التخصيب", مؤكدًا أنها تحتاج لوثبة كبيرة حتى تنتج اليورانيوم عالي التخصيب الذي يستخدم في صناعة هذه القنبلة.

ابو العبد
16-04-2009, 09:44 AM
«لا تعارض إسرائيل الحوار الأميركي مع إيران». هذا ما نقلته الصحف عن «أعوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو» يوم الجمعة الماضي. تبعث الصياغة الاعتزاز في النفوس، وكأن إسرائيل هي التي تسمح لواشنطن بالتفاوض مع إيران أو عدمه.

قبل نشر ما نقل عن ديوان رئاسة الوزراء في صحيفة «هآرتس» بيومين، أفادت صحيفة «معاريف» بأن رئيس الوزراء راضٍ جداً عن التحضيرات «للخيار العسكري» ضدّ الجمهورية الإسلامية. وهو تلقى تقريراً من رئيس هيئة الأركان الجنرال غابي أشكينازي و«فوجئ بصورة إيجابية من تقدم التدريبات الجارية للتصدي للمشروع النووي الإيراني».

من الممكن الاطمئنان إذاً. ديوان رئيس الحكومة يسيطر على الأوضاع. يوم الأربعاء يعبّرون عن الجهوزية لشن حرب على إيران، ويوم الجمعة يوافقون على الحوار معها. في هذه الأثناء، يتبين لنا أن حوار ديوان نتنياهو مع وسائل الإعلام يسير جيداً، وأنّ كل شيء مرتّب ومنظم على الورق: التهديد الإسرائيلي جاهز لمواجهة التهديد الإيراني.

ربما كان يجدر التذكير بأن إيران لا تمتلك سلاحاً نووياً بعد، لكن لديها صواريخ قادرة على الوصول إلى إسرائيل. قد يسير السيناريو على النحو الآتي: بينما تشق طائرات سلاح الجو طريقها نحو مراكز تخصيب اليورانيوم في إيران، تنطلق الصواريخ الباليستية الإيرانية نحو الأهداف الإسرائيلية. تقوم إسرائيل بالقصف وستتلقى ضربة شديدة. هذا هو التهديد الملموس والمباشر. لكن يبدو أنّ واشنطن ــ باراك أوباما ترى الصورة بطريقة أكثر تعقيداً.

إيران هي الدولة التي ساعدت أميركا في حربها على «القاعدة»، وهي العمق الاقتصادي المهم لأفغانستان. إيران ستحرص على أن يبقى العراق دولة مستقرة نسبياً بعد أن يخرج الأميركيون منها. كذلك فإن طهران تُعدّ مكافِحة ناجعة لتجارة المخدرات الآتية من أفغانستان، وقد تمدّ باكستان والهند بالنفط من خلال أنبوب يمتدّ لهذه الدول الموالية للغرب.

كانت إيران حتى الآونة الأخيرة ساحة لعب للجميع، من روسيا والصين حتى فرنسا واليابان. وحدها الولايات المتحدة هي التي وقفت خلف الجدار. إيران تعدّ نفسها، بدرجة كبيرة من الحق، دولة إقليمية عظمى، وليس لديها استعداد للسماح للآخرين بإدارة المنطقة وحدهم، في الوقت الذي تعدّ فيه هذه المنطقة دائرة نفوذها الطبيعية.

لا يتعلق الأمر بتصدير الثورة الإيرانية التي فشلت منذ زمن، بل باكتساب نفوذ وتأثير على المجريات السياسية في المنطقة. هذا صراع على الزعامة في مواجهة مصر والسعودية ومنافسة مع تركيا وخوف من روسيا وخشية من باكستان والهند النوويتين. صراع بدأت الولايات المتحدة أيضاً تدرك مزاياه بالنسبة إليها.

الحوار مع إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش لم يبدأ على خلفية التهديد النووي، بل بالتحديد في مسألة العراق. لقاء إدارة أوباما الأول مع إيران، الذي عقد في نهاية الشهر الماضي، لم يجرِ مرة أخرى حول الملف النووي، بل حول أفغانستان.

يبدو أن أوباما يتبنى بصورة كاملة تقرير جيمس بيكر ولي هاملتون، الذي صدر في عهد جورج بوش، بعدما أوصيا بدمج إيران بالمجريات السياسية في المنطقة. اقتُرح هذا الدمج على إيران أيضاً في إطار رزمة التعزيز التي عرضت عليها في الصيف الماضي من مجموعة الدول الست (5 + 1).

تتحول إيران رويداً رويداً إلى «بلاد الفرص السياسية» إلى جانب كونها تهديداً. يرونها دولة قادرة على التأثير على حركة «حماس» وبالتأكيد على حزب الله، وكذلك على سوريا في قضية المفاوضات مع إسرائيل أكثر من السعودية ومصر. كذلك يرون أنها تستطيع تقديم الدعم في الحرب الدولية الجارية في أفغانستان لإضفاء الاستقرار على العراق.

وخلافاً لكوريا الشمالية، أو حتى باكستان النووية، ترتكز سياسة الولايات المتحدة نحو إيران على أكثر من هدف لكبح تسلحها النووي. في المناطق القابلة للاشتعال التي تخوض الولايات المتحدة فيها صراعاتها، هناك حاجة لأن تكون إيران إلى جانب واشنطن، لا ضدها.

يشير استعداد واشنطن للتفاوض مع إيران ــ أحمدي نجاد وعدم انتظار نتائج الانتخابات الرئاسيّة الإيرانية المقررة في حزيران المقبل، إلى رؤية واقعية تبعث على التجديد.

هذا هو الواقع الذي ستضطر إسرائيل إلى التأقلم معه. وفي هذا الوقت، بإمكان ديوان نتنياهو أن يواصل بعث الرسائل: في الصباح يتفاخرون بالتحضيرات الجارية للهجوم العسكري، وفي المساء يظهرون كأنهم يفرضون قواعد اللعبة في الحوار الجاري. لكن في حلبة الرقص، تجري الرقصة الأهم بين أميركا وإيران، والأجدر بديوان نتنياهو هو الآخر أن ينتقل إلى مقعد المتفرجين.

عابر السّبيل
31-08-2013, 04:25 PM
للرفع و التذكير

بوفيصيل
30-11-2013, 07:38 AM
أية تسوية سياسية هي تعبير عن مزيج من توازن القوى والمصالح. التسوية لا تعني غلبة قوة على أخرى ومصلحة على أخرى، بل تعني وجود نقطة التقاء مشتركة بينهما. القوة والمصالح تكون مادية ملموسة، وتكون معنوية تتعلق بأهداف سياسية معلنة أو مضمرة. اتفاق إيران والدول الست في الملف النووي نموذج عن إخلاء الساحة من المواقف المبدئية والأديولوجية للغة الواقع، لدى الغرب ولدى إيران. الحسابات العقلانية أنتجت تسوية غير فريدة في التاريخ، من أزمة الصواريخ في كوبا، إلى العلاقات الأميركية الصينية، إلى مسألة الدرع الصاروخية الأطلسية على حدود روسيا، في جورجيا وأوكرانيا وغيرها، وطبعاً مسألة السلاح الكيماوي السوري.

المهم في هذه «الصفقة» أنها حققت مكاسب إنسانية في استبعاد الحرب، وفي تكريس حق إيران لاختيار نظامها السياسي والاقتصادي وتطورها التكنولوجي، والتخفيف من سباق التسلح في المنطقة. هذا الأمر ينقل الاهتمام إلى ملامح تشكل النظام الإقليمي وتطبيع علاقات إيران مع الجوار والعالم ودورها الأمني والاقتصادي والسياسي.

الملاحظة الأولى التي تفرض نفسها تتعلق بسجال أو نقاش في إمكانات واحتمالات لعب إيران لدور إمبراطوري أو دور الإمبريالية الفرعية الذي طمح إليه الشاه من قبل ليكون شرطي الخليج، أو الوكيل الأول للمصالح الغربية. لا سبب لدينا لترجيح هذه الفكرة خاصة أن النفوذ الإيراني يصدر عن قوة عسكرية صاعدة غير مكتملة الأبعاد الاقتصادية والتقنية بعد، وعن مشروع سياسي مرتبط بهوية دينية ومذهبية وقومية وجدت صداها في أوساط الشيعة العرب ولم تنجح في تحقيق وحدة بين المكونات الإسلامية المختلفة، برغم مد الجسور الكثيرة مع «الإخوان المسلمين». إيران «دولة قوية» الآن لا شك في ذلك ومن حقها أن تكون شريكاً فاعلاً في رسم صورة المنطقة وهي لعبت دوراً واضحاً في أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن والبحرين. اعترف الغرب وسيعترف بالمدى الحيوي لأمنها القومي، كما هو شأن الحلول في العلاقات الدولية على هذا الصعيد عند وقوع التسويات. لكن هذا «الأمن القومي» الذي هو مجموعة مصالح عسكرية واقتصادية وسياسية، لا يعني بالضرورة أن تقود إيران أو تشكل محوراً لمنظومة تهيمن عليها في «الشرق الأوسط».

التطورات الجارية إقليمياً ودولياً تتجه إلى شكل من التعاون بين دول فاعلة وقوية كما بين إيران وتركيا، ولكن ليس إلى تكوين إمبراطوريات جديدة وهيمنة دول على إقليم أو دول أخرى. وجهة الحل السياسي في المنطقة قلّصت وتقلّص «التوسعية» إذا جاز التعبير لإسرائيل وسوريا وتركيا وإيران والمملكة السعودية ومصر. ما هو متاح فعلياً التعاون الإقليمي ضمن منطق التوازن، وقيام أنظمة تعكس هذه التفاعلات والمصالح الإقليمية. الصورة المثلى لذلك التعددية داخل الدول واللامركزية والتوجه الديموقراطي، والحد الأقصى كيانات تعددية أو دول اتحادية كما في دستور دولة العراق الإسلامية إذا جرى تطبيقه كاملاً، وربما نكون إزاء نماذج من هذا النوع في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن.

نجاح «جنيف 2 السوري» مرهون بمقدار ما يستطيع الطرفان ومن خلفهما بلورة أفكار أو مقترحات أو صيغ لحل سياسي أساسه الاعتراف بالآخر ودوره.

الآخر في سوريا اليوم ليس مجرد نظام ومعارضة. هذا تبسيط يقترب من التعمية على الأزمة. النظام مجموعة عناصر ومصالح داخلية وخارجية، والمعارضة كذلك. حكومة المرحلة الانتقالية كيفما فسّرها الأطراف هي بالنتيجة مدخل إلى الحل وليست الحل نفسه. هي اعتراف بطبيعة الأزمة والمشكلات والقوى والمصالح المتعارضة. تخطئ «المعارضة»، وأي معارضة مفككة كهذه، إذا هي لم تكن هادفة أساساً لوقف دورة العنف والرهان على العملية السياسية. مصلحة الشعب السوري فتح باب الحل السياسي بديلاً عن الحل العسكري قبل أي شيء آخر. ما عدا ذلك هو محصّلة لإنجاز وحيد يذكر، التعددية السياسية واختراق المنظومة وليس النظام القائم على فردية القرار وفئوية الحكم والأسلوب الأمني. الحذر الذي يبديه البعض في الداخل والخارج، والزعم الذي يبديه الطرف الآخر كذلك، بأن سوريا أو غيرها هي جزء من محاصصة دولية وإقليمية، وأن تفويضاً أعطي لهذه الدولة أو تلك في مصير هذه الدولة أو هذا الإقليم، وهمٌ أو تقدير خاطئ يخرج من الحساب ان جديداً ولد ليس فقط في العلاقات الدولية وهذا صحيح، بل كذلك في حضور الشعوب على مسرح المنطقة.
سليمان تقي الدين/ السفير