مشاهدة النسخة كاملة : دردشات
عبد الواحد جعفر
16-02-2012, 02:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
دردشات
أولاً: سورية والفيتو الروسي- الصيني
إن استعمال روسيا والصين لحق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار مجلس الأمن حول فرض عقوبات على النظام في سورية لا ينبع فقط من رغبة البلدين في الحفاظ على مصالحهما الاقتصادية مع بقاء نظام الأسد في الحكم أو حتى في استمرار روسيا بتزويد سورية بالأسلحة وضخ استثماراتها في قطاع النفط السوري رغم أهمية ذلك كله؛ إننا نرى أن هناك سببين حقيقيين وراء رفض روسيا والصين مشروع قرار مجلس الأمن:
أولاً: هو توجس كلٍ من روسيا والصين خيفة من أن يطال مد "الربيع الأميركي" في العالم العربي قلب العاصمتين موسكو وبيجين. ولقد بدأت نذر هذا "الربيع" تلوح في أفق روسيا في موسم الانتخابات الرئاسية التي يستعد فيها فلادمير بوتين ليأخذ مكانه من جديد في سدة كرسي الرئاسة بعد غياب شكلي دام أربع سنوات. فقد خرجت مظاهرات في شوارع موسكو وكبريات المدن الروسية في نفس اليوم الذي تم فيه إسقاط مشروع القرار ضد النظام السوري. وقد حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها شعارات يطالب بعضها بـ"روسيا من دون بوتين" و"يسقط احتكار السلطة" و"مبارك = القذافى = بوتين". وهنا يبدو تساهل بوتين مع المتظاهرين ضده في الداخل الروسي ومطالبتهم بإعادة انتخابات كانون أول/ديسمبر الماضي، يقابله تشدد في إظهار صورة حازمة لروسيا في مواجهة الغرب في الموسم الانتخابي لكسب المزيد من أصوات الوطنيين الروس.
ثانياً: وهذا السبب يتعلق أكثر بروسيا التي تهدف سياساتها الإستراتيجية في الشرق الأوسط بعد وصول بوتين للحكم أواخر العام 1999 إلى اتخاذ سياسات توازي ما تنتهجه أميركا وحلف شمال الأطلسي من سياسات حيال روسيا. فرغم أن مصالح روسيا الإستراتيجية تكمن في أوروبا في المنطقة الشرقية والوسطى منها بخاصة، إلا أنها تعمل على توسيع هذه المصالح نحو آسيا (الصين والهند واليابان) ونحو الشرق الأوسط بعامّة؛ وذلك كإحدى أدوات الضغط السياسية على أميركا وأوروبا لإبعادهما عن المجال الحيوى لروسيا، وعلى الأخصِّ فيما يتعلق بتوسيع حلف الناتو وقضية الدرع الصاروخي أو بافتعال ثورات ملونة على غرار (الربيع العربي). وقد نجحت روسيا في امتلاك قاعدة بحرية في مدينة طرطوس وسط غرب سورية التي قامت بتوسيعها لتسهيل رسو أساطيلها عليها، كما نجحت بالحفاظ على مصالحها وتنميتها وفي إثبات قدرتها على التدخل في عدد من قضايا المنطقة.
على أنه ينبغي أن لا يغيب عن الأذهان أنه ليس غريباً على السياسة الروسية عقد الصفقات السياسية وبخاصة إذا تعلق الأمر بمنطقة نفوذها الحيوي أو بمصالحها الإستراتيجية.
ورغم أن نظام بشار الأسد سيختفي عاجلاً أم آجلاً من حكم دمشق، إلا أن ذلك لا يمنع من دفعه لإضعاف وتفكيك نفسه، بل والاستفادة من تبعات سيره نحو نهايته.
والراجح أن أميركا وحلفاءها الأوروبيين سيستثمرون الفيتو الروسي والصيني كذلك بقصد ربح مزيد من الوقت للاستمرار في صناعة قيادات المعارضة السورية على عينها ولتركيع الناس، رغم فداحة الثمن من الأرواح؛ للقبول بالحل الأميركي فيما يتعلق بواقع نظام الحكم القادم وعلاقته بالغرب وإسرائيل. ولعل هذا هو السبب وراء ما قاله جوبيه بعد فشل مشروع قرار مجلس الأمن «سنساعد أولاً المعارضة السورية على هيكلة نفسها، وتشديد العقوبات الأوروبية على النظام السوري وزيادة الضغط الدولي، وعند نقطة ما ستدرك دمشق أنها أصبحت منعزلة تماماً ولا تستطيع الاستمرار». أما رئيسه نيكولا ساركوزي فكان أوضح منه عندما قال في بيان رسمي إن «فرنسا لن تيأس وإنها على اتصال بشركائها العرب والأوروبيين لإنشاء مجموعة أصدقاء الشعب السوري» التي ستحشد الدعم الدولي لتنفيذ الخطة العربية.
إن أهم متغير دخل على "الثورة السورية" إضافة الى تسارع حركة طرد السفراء السوريين، وازدياد عمليات الانشقاق في الجيش السوري هو إعلان النقيب المنشق مأمون كلزي عن تشكيل "لواء أحرار حلب" التابع لـ"الجيش السوري الحر"، وإعلان بعض أبناء الطائفة العلوية بياناً يدين نظام الأسد ويتبرأ منه. أما الإعلان الأول فيشير إلى الجدية في العمل على إنهاء التحالف التقليدي بين سلطة الحكم في دمشق ونفوذ المال في حلب. أما الإعلان الثاني فقد كشف عن السير الحثيث في الفصل بين بشار وطائفته العلوية الذين وصفوه بـ "نظام عائلة الأسد" وأنه "لم يمثل الطائفة العلوية في يوم من الأيام". ورغم أن الفصل بين الطائفة وبشار أصبح يرضي جزءاً من أبناء الطائفة الذين يتصورون مستقبلاً مرعباً حال استمرار دعمهم له، إلا أن هناك من يدفع باتجاه معاكس لحماية الطائفة سواء بإبقاء البلد تحت قبضتهم أو بتحصين المناطق التي يتركز وجودهم فيها وهي الجبال المحاذية لمدن بانياس وطرطوس واللاذقية والممتدة من جنوب ساحل تركيا على المتوسط حتى شمال لبنان.
والمحصلة أن روسيا والصين لن تستطيعا الصمود كثيراً أمام الرأي العام العالمي الذي تصوغه آلة الإعلام الأميركية والغربية الضخمة لما يحصل للشعب في سورية والضغط الخارجي من مجموعة الاتصال التي سيتم الإعلان عنها قريباً لمعالجة قضية الحكم بعد زوال نظام الأسد من حكم دمشق سواء كان ذلك بشكل تدريجي، أم بشكل قسري. وهنا ستلعب تركيا دوراً كبيراً على الصعيدين السياسي وربما العسكري إذا ما تم تأمين منطقة عازلة على الحدود التركية ينطلق منها الجيش السوري الحر، إضافة إلى منطقة عازلة أخرى على الحدود الجنوبية لسورية حيث تسرَّبت أخبار عن تجهيزات للقيام بأضخم مناورات يجريها الجيش العربي في الأردن بمشاركة وحدات من جيوش أربع عشرة دولة أبرزها قوات أميركية وبريطانية وفرنسية.
ومما يثير العجب والسخط في آنٍ واحدٍ أن يتمكن الكفار من تسخير أبناء المسلمين لنحر بعضهم وتدمير مقدرات بلادهم وزيادة تفتيتها لتنفيذ ما يخططون له في السيطرة الدائمة والإذلال المتواصل لهذه الأمة.
عبد الواحد جعفر
16-02-2012, 02:27 PM
ثانياً: المجلس العسكري والفوضى السياسية في مصر
إن ما يجري في مصر منذ فترة طويلة هو خلاف حقيقي بين المجلس العسكري وأميركا حول رؤية واقع مصر لما بعد سقوط نظام حسني مبارك. فأميركا تريد سيطرة المدنيين على الحياة السياسية وبقاء العسكر في الثكنات كصمام أمان وحارس لقيم الكفر و"الدولة المدنية"، وبالتالي فلا يحق للجيش أن يتدخل في الشأن العام إلا عندما تتجه الأمور إلى غير ما تريده أميركا وبخاصة فيما يتعلق بطبيعة الدولة ونظام الحكم أو بعلاقة مصر بإسرائيل والمحافظة على معاهدة السلام. وهنا لا تمانع أميركا من احتفاظ قادة الجيش المصري ببعض الإمتيازات. أما المجلس العسكري فإنه لا يزال يتصرف بمقتضى طبيعة المرحلة السابقة لـ"ثورة 25 يناير". فهو يريد أن تكون له الكلمة العليا في كل ما يتعلق بالشأن العام والحياة السياسية ولو من وراء ستار على غرار ما فعله ولا يزال قادة الجيش في الجزائر. إن المجلس العسكري الحاكم الفعلي في مصر لم يستوعب طبيعة خطط المرحلة الجديدة التي تسير فيها أميركا منذ ربيعها في المنطقة. فأميركا تعمل على إشباع رغبة الجماهير في حكم نفسها بنفسها ولكن بقوانين وأفكار الكفر، بعيداً عن وصاية العسكر ودون ظهور جَليّ لعمالة حكامها "الإسلاميين" لأميركا نفسها.
إن أصدق من عبر عن هذا الخلاف هو الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الذي أبدى، بعد لقائه أعضاء من المجلس العسكري الحاكم في مصر الشهر الماضي وكان من بينهم المشير محمد حسين طنطاوي، شكوكه حيال استعداد المجلس لتسليم السلطة للمدنيين بالكامل. فحسب تصريحات نقلتها صحيفة نيويورك تايمز أعرب كارتر لها قائلاً: «أعتقد أن السيطرة المدنية الكاملة تنطوي على قليل من المبالغة» وأضاف «لا أظن أن المجلس الأعلى سيسلم المسؤولية بالكامل للحكومة المدنية. ستكون هناك بعض الامتيازات للجيش الذي سيتمتع بالحماية على الأرجح». وفي حين قال كارتر أن الانتخابات كانت حرة ونزيهة فيما يبدو فإن القضية الأكثر إلحاحاً هي مقدار السلطة التي سيتخلى عنها المجلس العسكري للبرلمان المنتخب حديثاً أو الجمعية التأسيسية التي ينتظر أن يختارها. وقال كارتر أنه خلال حواره مع أعضاء المجلس العسكري أكدوا أنه سيكون هناك "اتفاق متناغم" بين الجيش والمدنيين المنتخبين. ونقلت الصحيفة عن كارتر قوله «حين أقول لنفترض أن هناك اختلافاً شديداً في الآراء كيف سيحل هذا؟ يثير هذا دائماً نوعاً من الإرتباك". وقالت الصحيفة إن كارتر وصف نفسه بأنه متفائل بأن تمثل نتيجة المفاوضات خطوة كبيرة نحو ديمقراطية مدنية. وأضاف «أعتقد أنه لا مفر من هذا ولا أظن أن احتفاظ الجيش بقدر من المكانة الخاصة سيوقع ضرراً كبيراً».
وبعد يومين من تصريحات جيمي كارتر أعلن محمد البرادعي بتاريخ 14 كانون الثاني/يناير انسحابه من سباق الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر مبرراً ذلك بـ"عدم وجود إطار نظام ديمقراطي حقيقي" و"أن النظام السابق لم يسقط".
وبعد تصريحات كارتر وانسحاب البرادعي تصاعدت الأحداث في مصر بشكل عنيف وظهر ذلك بخاصة في اعتصامات ميدان التحرير ومحاصرة وزارة الداخلية وما نتج عن ذلك من جرحى وقتلى والرد العنيف للأمن المركزي وبعض قطاعات من الجيش. إلا أن مذبحة بورسعيد في أول هذا الشهر والتي ذهب ضحيتها أكثر من 75 قتيلاً بعد مباراة في كرة القدم بين فريقي الأهلي والمصري البورسعيدي كشفت عن خطة المجلس العسكري في إشاعة الخوف والفوضى في البلاد بغية وضع الناس بين خيار الأمن مع العسكر أو الفوضى من دونهم. وزاد المجلس العسكري في مصر من ردِّه على التحركات الأميركية في الداخل والخارج بالضغط عليه وتقليص تواجده في الحياة السياسية عندما أحال القضاء المصري 44 شخصاً منهم 19 أميركياً إلى محكمة الجنايات فى قضية التمويل غير المشروع لجمعيات أهلية ناشطة فى مصر، ومن بين المنظمات الأميركية المعهد الديموقراطي الوطني والمعهد الجمهوري الدولي وفريدم هاوس. وقد أثار هذا الإجراء غضب 41 عضواً من أعضاء الكونغرس الأميركي الذين وجهوا خطاباً شديد اللهجة للمشير محمد حسين طنطاوي، يدين مداهمة قوات الأمن لمنظمات الحقوق المدنية في مصر وعرضهم للمحاكمة. وقد جاء في خطاب أعضاء الكونغرس: يجب على الولايات المتحدة تعليق مساعدتها حتى يتم حماية حقوق الإنسان السياسية التى للأسف تبدو مستحيلة فى ظل الظروف الراهنة. وقد بعث أعضاء الكونجرس هؤلاء بخطاب إلى وزيرة الخارجية الأميركية هيلارى كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا فى الثاني من شباط/فبراير ليحثوا إدارة الرئيس باراك أوباما على اتخاذ إجراءات بحق مصر.
ولم يمضِ وقتٌ طويلٌ على "انتفاضة" إعضاء الكونغرس على المجلس العسكري المصري حتى تجاوبت معهم الإدارة الأميركية. إذ نبهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى أن واشنطن قد تعيد النظر في المساعدات الأميركية لمصر في حال استمرار الحملة الأمنية على المنظمات المدنية. أما وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا فقد أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره المصري المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر، لحضه على الإسراع بإلغاء حظر السفر المفروض على المتهمين الأميركيين في قضية التمويل الأجنبي.
وخلال المشاورات التي تدور في الكونغرس بشأن المساعدات العسكرية الأميركية لمصر لم يجد العضو البارز بمجلس الشيوخ الأميركي ورئيس اللجنة الفرعية المسؤولة عن المساعدات الأجنبية في الكونغرس، وهو السيناتور باتريك ليهي، حرجاً في أن يبلغ الحكومة التي يقودها العسكر في مصر بأن أيام "الشيكات على بياض" قد ولت. فقد قال ليهي "نريد توجيه رسالة واضحة للجيش المصري مفادها أن زمن الشيكات على بياض قد ولى، نعم نحن نقدر العلاقة بين مصر والولايات المتحدة وسنقدم للقاهرة مبلغاً محترماً من المساعدات، ولكن ليس دون قيد أو شرط". وأعرب عن أمله في أن تقدر السلطات المصرية خطورة موقفها وما ينطوي عليه من مخاطرة، وذلك في إشارة إلى المساعدات الأميركية لمصر التي تبلغ 1.3 مليار دولار سنوياً.
ولتدارك الموقف أرسل المجلس العسكري وفداً من الجيش المصري لبحث الموقف الأميركي من أزمة المنظمات غير الحكومية في مصر، وكذلك الشروط الجديدة التي فرضها الكونجرس على الإدارة الأميركية في شأن المساعدات العسكرية لمصر. كما أطلق الفريق سامى عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة ونائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، تصريحات بأن القوات المسلحة ليست طامعة فى السلطة، داعياً الشعب في مصر إلى العمل والإنتاج والابتعاد عن الشائعات والأكاذيب التى تعرقل مسيرة البناء. وزيادة في الضغط على المجلس العسكري تدفع أميركا من خلال القوى السياسية والشبابية منها بخاصة والمرتبطة بها بالنزول إلى الشوارع في مصر ومواجهة قوى الأمن والشرطة وبعض قطاعات من الجيش.
إن تخلف جماعة الإخوان وحزب النور وهما الفائزان بنتائج الإنتخابات عن المشاركة في الإضراب العام والدعوة للعصيان المدني ليس خوفاً على اقتصاد مصر ولا درءاً لفتنة في البلاد أو تجنباً للتوتر الأمني كما يدعي هؤلاء بقدر ما هو اتفاق ضمني "متناغم" مع المجلس العسكري الذي يساوم على رجوعه للثكنات مقابل حصوله على ضمانات دستورية تمنح المؤسسة العسكرية حصانة ضد أية ملاحقات قضائية على ما اقترفه بعض ضباطه في حق المدنيين وكذلك على تمتع الجيش بنوع من الإستقلال الذاتي عن مؤسسة الرئاسة. وما يؤكد هذا هو الحديث المتداول في الأوساط الإخوانية عن ضرورة التوصل إلى "خروج آمن للعسكر".
لقد نجحت أميركا في تحقيق أهم أهدافها في تجديد العلمانية بإلباسها الثوب الإسلامي بتواطئ من قادة (التيار الإسلامي) في مصر وبخاصة الإخوان المسلمون، وقد تم استثمار صفقتهم مع قادة المجلس العسكري في التأثير السلبي على شعبية (الحركات الإسلامية) عموماً بعد فوزها الكبير في الإنتخابات وإظهار أنها لا تقل، إن لم تكن أشد من غيرها، تعطشاً للسلطة على حساب ما تدعيه من قيم وأفكار. يأتي ذلك في سياق رفع أسهم التيار العلماني التقليدي الذي تقزم بقوة في الانتخابات الأخيرة. ولذلك فقد أظهرت أميركا التيارات الشبابية العلمانية التي صنعتها على عينها وربتها في أحضانها بأنها أقرب إلى نبض الشارع وتحقيق مطالبه السياسية والإقتصادية لتبقي لهم دوراً بارزاً هم والأقباط يتكيء عليه الأخوان وغيرهم ليبرروا سيرهم ومسايرتهم في تجديد علمنة مصر.
عبد الواحد جعفر
16-02-2012, 02:28 PM
ثالثاً: الوضع السياسي في الأردن
يجري صياغة الرأي العام في الأردن من قبل ما يطلق عليها (المعارضة الوطنية) باعتبار الملكية الدستورية هي الغاية التي ينبغي الوصول إليها، وأن تنازل الملك عن صلاحياته في الحكم هو قمة الإصلاح المطلوب.
ويبدو أن الملك عبد الله الثاني لا يتصور فقدان صلاحياته في الحكم، ويحاول الإبقاء على سلطانه ونفوذه باسترضاء الأميركان الذين لا يقيمون وزناً لغير مصالحهم، ويعملون على تنفيذ مخططاتهم. والظاهر أن العائلة الهاشمية غير موحدة الرأي تجاه تنازل الملك عن صلاحياته في الحكم. إذ أن الملك يقاوم عملية تجريده من صلاحيات الحكم ويحاول الالتفاف على ذلك، وقد بدا أن الأمير حسن بن طلال عمَّ الملك يقف إلى جانبه في هذه المسألة، حيث ظهر ابنه الأمير راشد في احتفال أقيم بمناسبة عيد ميلاد الملك الخمسين في حين غاب أخوة الملك عنها. كما كتب الأمير حسن مقالة عدَّد فيها انجازات ابن أخيه خلال فترة حكمه الماضية، وكان قد سبق له نهاية العام الماضي أن انتقد الأداء الحكومي معرِّضاً بالفساد الذي تسبب في حرمان فئات من أهل الأردن من خدمات الدولة. ويقف الأمير حسن إلى جانب ابن أخيه خوفاً على ضياع العرش من يد الهاشميين وطمعاً في استرداد نفوذه السابق، وبدا أنه يدفع في سبيل ذلك بما له من تأييد واحترام بين أوساط بعض أهالي شرقي الأردن من عسكريين سابقين وحاليين، وبعض السياسيين والمثقفين ووجهاء عشائريين.
ويلاحظ أن الملك الذي يحاول جاهداً الإبقاء على صلاحيات الحكم بيده، أو أن لا يجري تجريدها منه بشكل كامل، يطرح صيغاً بين ما هو مطلوب تنازله عنه وما هو معمول به. فمثلاً فإن مما هو معمول به أن يقوم الملك بتعيين رئيس الوزراء، والمطلوب أن يجري انتخاب رئيس الوزراء انتخاباً، وقد سبق للملك قبل بضعة أشهر أن صرح بأنه يفكر في تعيين رئيس الوزراء من الكتلة الأكبر في البرلمان، فالبرلمان يجري انتخابه من الناس والملك هو الذي يعين من الكتلة الأكبر في البرلمان رئيساً للوزراء، وهكذا يحاول الملك أن يستبقي بعضاً من صلاحياته. ويعمل الملك على تحسين صورته التي باتت ملطخة بالفساد أمام كثير من الناس في الأردن، وقد لوحظ مؤخراً زيادة غير مسبوقة في قضايا الفساد التي قدمت للمحاكم في الاردن والتي طالت مؤخراً مدير المخابرات الأسبق محمد الذهبي في محاولة من الملك تقديم أكباش فداء ليجنب نفسه ما يشار به إليه من فساد.
ومن المتوقع أن يرضخَ الملك لمعظم ما يُطلب منه ويستبقيَ لنفسه صلاحياتٍ ولو بالحد الأدنى، وسيعمل على محاولة استعادة هيبة الحكم بإشعار الناس بواسطة رجاله أن الأردن ينبغي أن يُحافظ على بقاء مؤسسة العرش مع الاستجابة لبعض ما يسمونه بالإصلاحات وإلا فستعم الفوضى، وسيكون الناسُ همُ الخاسرُ الاكبرُ.
أما ما يطلق عليه بالمعارضة في الأردن، فهي ما بين مرتبطٍ بالسفارة الأميركية في عمان أو لاهث للاتصال بها، وبين من يمثل على الناس دور المعارض وهو ما زال يرتبط بالنظام، وبين معارضة هامشية لا قيمة لها، وهم يستغلون نقمة الناس على الحكم وبخاصة ما وصل إليه الناس من أوضاع معيشية متردية.
ويبدو أنه قد تم توزيع الأدوار بين رموز المعارضة المرتبطة بالسفارة الأميركية أو اللاهثة للاتصال بها، ففي الوقت الذي يَطرحُ فيه أحمد العبادي صيغةً متطرفة بضرورة التخلص من الملكية وإعلان الجمهورية، يطالبُ أخرون بإجراء بعض الإصلاحات، فيما تطرح غالبية الأطياف ممثلين بليث شبيلات، وبعض رموز الأخوان، وجماعات أخرى ورموز سياسية وثقافية وقبلية صيغة الملكية الدستورية، بأن يصبح الملك حال ملكة بريطانيا، يملك ولا يحكم.
ومن المتوقع أن يستمر الملك في استجداء رضى الشارع ويحاول تخفيف الاحتقانات الشعبية، ويستجيب لصيغة هي أقرب ما تكون للملكية الدستورية وبشكل تدريجي، وسيشير إلى ذلك مدى تجاوبِه في تطبيق التعديلات الدستورية، وإجراء الانتخابات البلدية والبرلمانية هذا العام، وتشكيل الحكومة من الحزب الذي يحوز الأغلبية في البرلمان، وذلك بتشكيل حزب جبهة العمل الإسلامي أو من هو مقرَّب منه الحكومة الجديدة. حيث ستستمر الحكومة الحالية برئاسة الخصاونة في حملتها على الفساد، وإشعار الناس بإعادة الأمور إلى نصابها بتحقيق العدل بين أفراد المجتمع، بعد أن تم اختياره باعتباره يحتل أرفع المناصب القضائية ولم تطلْه الشبهات.
22/ربيع الأول/1433هـ
14/2/2012م
فرج الطحان
16-02-2012, 03:34 PM
اتهامات للمخابرات الأردنية بحماية الفساد
محمد النجار– عمان
اتهم نواب أردنيون جهاز المخابرات العامة بالتغول على برلمانهم وممارسة ضغوط على النواب لحل لجان تحقيق بقضايا فساد ينظرها المجلس حاليا.
وجاءت الاتهامات أثناء جلسة للبرلمان عقدت اليوم تم خلالها التصويت على مذكرة تطالب بحل لجان التحقيق بقضايا شبهات فساد كبرى في المملكة والتي كان مجلس النواب شكلها مؤخرا على وقع ضغوط الشارع المتصاعدة ضد الفساد.
وانسحب نواب من جلسة البرلمان وسط اتهامهم لرئيس المجلس عبد الكريم الدغمي بـ "التزوير" بعد أن أعلن الأخير أن 56 نائبا وافقوا على "فرط" لجان التحقيق بشبهات فساد من أصل 107 حضروا الجلسة.
وعلت أصوات نواب بالهتاف "تزوير.. تزوير.. عيب .. عيب" في مواجهة حديث رئيس المجلس أن التصويت انتهى لقبول مذكرة تطالب بفرط لجان التحقيق.
واتهم النائب حمد الحجايا دائرة المخابرات العامة بالتغول على البرلمان وحماية الفساد، وقال للصحفيين عقب الجلسة "المخابرات هي التي ضغطت على النواب، هذا تغول على دور مجلس النواب، وإذا بقيت الأمور على هذا الحال فسأقدم استقالتي".وتابع "مكافحة الفساد تتحكم فيها دائرة المخابرات العامة".
جزء من الفساد
واتهم النائب وصفي الرواشدة دائرة المخابرات بأنها "جزء من مؤسسة الفساد"، وقال "هذه مؤسسة جزء من رعاية الفساد ويجب كف يدها عن التدخل في السلطة التشريعية".
فيما ذهب النائب محمد زريقات للقول إن كل من صوتوا لصالح قرار حل لجان التحقيق 29 نائبا فقط ورئيس المجلس أعلن عن 56 "وهذا تحايل وتزوير".
بينما اتهم النائب عواد الزوايدة من وصفهم "الفاسدين" بالتحكم بالبرلمان ولجان التحقيق بقضايا الفساد.
من جهته قال النائب جميل النمري إن ما جرى في مجلس النواب اليوم "فضيحة خطيرة"، واعتبر في تصريح للجزيرة نت أن "ما جرى هو باختصار فرض قرار على المجلس من جهات خارجه"، وبسؤاله عن هذه الجهات قال النمري "جهات متورطة بالفساد".
واتهم النمري رئيس مجلس النواب بـ "تزوير إرادة النواب"، وتحدث عن أن التصويت سقط أول مرة "لكن رئيس المجلس أعلن رقما غير حقيقي لعدد النواب الموافقين على حل لجان التحقيق بالفساد وأعلن رفع الجلسة حتى لا يعاد التصويت وينكشف التزوير".
وأشار النمري إلى أن النواب يعملون حاليا على توقيع مذكرة يتوقع أن يصل عدد الموقعين فيها إلى أكثر من 70 نائب وهي أغلبية المجلس (يبلغ عدد أعضاءه 120 نائبا).
لجان تحقيق
وشكل البرلمان الأردني العديد من لجان التحقيق بملفات الفساد أحيل بعضها للقضاء كقضايا كازينو البحر الميت، وأمانة عمان وغيرها، فيما كشفت قضايا ينظر بها حاليا عن تفاصيل اعتبرت خطيرة خاصة فيما يتعلق بملفي شركة الفوسفات وبرنامج التحول الاقتصادي.
وكانت لجنة التحقيق بملف الفوسفات كشفت عن أن الشركة التي اشترت أصول الشركة الحكومية "وهمية" ومسجلة في إحدى جزر المحيط الأطلسي، فيما كشف مسؤول آخر أن التوقيع على عقد خصخصة الشركة التي باتت تملك غالبية أسهمها حكومة بروناي تم في مقر الديوان الملكي.
ويرى مراقبون أن أزمة مجلس النواب الحالية خطيرة، وقد تؤدي لمزيد من فجوة الثقة بين الشارع المطالب بمكافحة الفساد ومؤسسات الدولة المتهمة بعدم الجدية في ذلك.
لكن الحكومة وأجهزتها المختلفة تؤكد على جديتها بمكافحة الفساد وتلفت إلى أنها لم تتوان عن تحويل شخصية كبرى كمدير المخابرات الأسبق محمد الذهبي للقضاء بتهم غسيل الأموال والاختلاس والتزوير واستثمار الوظيفة وأن شخصيات أخرى ستواجه القضاء بعد اكتمال التحقيقات في قضايا يشتبه تورطها فيها.
ويتحدث سياسيون ومراقبون على أن الأزمة الاجتماعية التي تمر بها المملكة والمتمثلة بإضرابات واعتصامات قطاعات عديدة أبرزها إضراب المعلمين المستمر منذ 10 أيام، وتهم الفساد التي تلاحق عدد من كبار المسؤولين منذ بداية عهد الملك عبد الله الثاني قد تتحول لمحاكمة مرحلة بأكملها، بل إن وزيرا سابقا تحدث مؤخرا عن أن "النظام يأكل بعضه" على ضوء المشهد الحالي.
وأكد الملك عبد الله الثاني أكثر من مرة على أن لا أحد محصن من المساءلة فيما يتعلق بالفساد، لكنه تحدث أمام مسؤولين واقتصاديين قبل أيام عن انزعاج مسؤولين بدول الخليج من أسلوب اتهامات الفساد من قبل بعض وسائل الإعلام.
muslem
17-02-2012, 09:39 AM
ثانياً: المجلس العسكري والفوضى السياسية في مصر
إن ما يجري في مصر منذ فترة طويلة هو خلاف حقيقي بين المجلس العسكري وأميركا حول رؤية واقع مصر لما بعد سقوط نظام حسني مبارك. فأميركا تريد سيطرة المدنيين على الحياة السياسية وبقاء العسكر في الثكنات كصمام أمان وحارس لقيم الكفر و"الدولة المدنية"، وبالتالي فلا يحق للجيش أن يتدخل في الشأن العام إلا عندما تتجه الأمور إلى غير ما تريده أميركا وبخاصة فيما يتعلق بطبيعة الدولة ونظام الحكم أو بعلاقة مصر بإسرائيل والمحافظة على معاهدة السلام. وهنا لا تمانع أميركا من احتفاظ قادة الجيش المصري ببعض الإمتيازات. أما المجلس العسكري فإنه لا يزال يتصرف بمقتضى طبيعة المرحلة السابقة لـ"ثورة 25 يناير". فهو يريد أن تكون له الكلمة العليا في كل ما يتعلق بالشأن العام والحياة السياسية ولو من وراء ستار على غرار ما فعله ولا يزال قادة الجيش في الجزائر. إن المجلس العسكري الحاكم الفعلي في مصر لم يستوعب طبيعة خطط المرحلة الجديدة التي تسير فيها أميركا منذ ربيعها في المنطقة. فأميركا تعمل على إشباع رغبة الجماهير في حكم نفسها بنفسها ولكن بقوانين وأفكار الكفر، بعيداً عن وصاية العسكر ودون ظهور جَليّ لعمالة حكامها "الإسلاميين" لأميركا نفسها.
إن أصدق من عبر عن هذا الخلاف هو الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الذي أبدى، بعد لقائه أعضاء من المجلس العسكري الحاكم في مصر الشهر الماضي وكان من بينهم المشير محمد حسين طنطاوي، شكوكه حيال استعداد المجلس لتسليم السلطة للمدنيين بالكامل. فحسب تصريحات نقلتها صحيفة نيويورك تايمز أعرب كارتر لها قائلاً: «أعتقد أن السيطرة المدنية الكاملة تنطوي على قليل من المبالغة» وأضاف «لا أظن أن المجلس الأعلى سيسلم المسؤولية بالكامل للحكومة المدنية. ستكون هناك بعض الامتيازات للجيش الذي سيتمتع بالحماية على الأرجح». وفي حين قال كارتر أن الانتخابات كانت حرة ونزيهة فيما يبدو فإن القضية الأكثر إلحاحاً هي مقدار السلطة التي سيتخلى عنها المجلس العسكري للبرلمان المنتخب حديثاً أو الجمعية التأسيسية التي ينتظر أن يختارها. وقال كارتر أنه خلال حواره مع أعضاء المجلس العسكري أكدوا أنه سيكون هناك "اتفاق متناغم" بين الجيش والمدنيين المنتخبين. ونقلت الصحيفة عن كارتر قوله «حين أقول لنفترض أن هناك اختلافاً شديداً في الآراء كيف سيحل هذا؟ يثير هذا دائماً نوعاً من الإرتباك". وقالت الصحيفة إن كارتر وصف نفسه بأنه متفائل بأن تمثل نتيجة المفاوضات خطوة كبيرة نحو ديمقراطية مدنية. وأضاف «أعتقد أنه لا مفر من هذا ولا أظن أن احتفاظ الجيش بقدر من المكانة الخاصة سيوقع ضرراً كبيراً».
وبعد يومين من تصريحات جيمي كارتر أعلن محمد البرادعي بتاريخ 14 كانون الثاني/يناير انسحابه من سباق الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر مبرراً ذلك بـ"عدم وجود إطار نظام ديمقراطي حقيقي" و"أن النظام السابق لم يسقط".
وبعد تصريحات كارتر وانسحاب البرادعي تصاعدت الأحداث في مصر بشكل عنيف وظهر ذلك بخاصة في اعتصامات ميدان التحرير ومحاصرة وزارة الداخلية وما نتج عن ذلك من جرحى وقتلى والرد العنيف للأمن المركزي وبعض قطاعات من الجيش. إلا أن مذبحة بورسعيد في أول هذا الشهر والتي ذهب ضحيتها أكثر من 75 قتيلاً بعد مباراة في كرة القدم بين فريقي الأهلي والمصري البورسعيدي كشفت عن خطة المجلس العسكري في إشاعة الخوف والفوضى في البلاد بغية وضع الناس بين خيار الأمن مع العسكر أو الفوضى من دونهم. وزاد المجلس العسكري في مصر من ردِّه على التحركات الأميركية في الداخل والخارج بالضغط عليه وتقليص تواجده في الحياة السياسية عندما أحال القضاء المصري 44 شخصاً منهم 19 أميركياً إلى محكمة الجنايات فى قضية التمويل غير المشروع لجمعيات أهلية ناشطة فى مصر، ومن بين المنظمات الأميركية المعهد الديموقراطي الوطني والمعهد الجمهوري الدولي وفريدم هاوس. وقد أثار هذا الإجراء غضب 41 عضواً من أعضاء الكونغرس الأميركي الذين وجهوا خطاباً شديد اللهجة للمشير محمد حسين طنطاوي، يدين مداهمة قوات الأمن لمنظمات الحقوق المدنية في مصر وعرضهم للمحاكمة. وقد جاء في خطاب أعضاء الكونغرس: يجب على الولايات المتحدة تعليق مساعدتها حتى يتم حماية حقوق الإنسان السياسية التى للأسف تبدو مستحيلة فى ظل الظروف الراهنة. وقد بعث أعضاء الكونجرس هؤلاء بخطاب إلى وزيرة الخارجية الأميركية هيلارى كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا فى الثاني من شباط/فبراير ليحثوا إدارة الرئيس باراك أوباما على اتخاذ إجراءات بحق مصر.
ولم يمضِ وقتٌ طويلٌ على "انتفاضة" إعضاء الكونغرس على المجلس العسكري المصري حتى تجاوبت معهم الإدارة الأميركية. إذ نبهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى أن واشنطن قد تعيد النظر في المساعدات الأميركية لمصر في حال استمرار الحملة الأمنية على المنظمات المدنية. أما وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا فقد أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره المصري المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر، لحضه على الإسراع بإلغاء حظر السفر المفروض على المتهمين الأميركيين في قضية التمويل الأجنبي.
وخلال المشاورات التي تدور في الكونغرس بشأن المساعدات العسكرية الأميركية لمصر لم يجد العضو البارز بمجلس الشيوخ الأميركي ورئيس اللجنة الفرعية المسؤولة عن المساعدات الأجنبية في الكونغرس، وهو السيناتور باتريك ليهي، حرجاً في أن يبلغ الحكومة التي يقودها العسكر في مصر بأن أيام "الشيكات على بياض" قد ولت. فقد قال ليهي "نريد توجيه رسالة واضحة للجيش المصري مفادها أن زمن الشيكات على بياض قد ولى، نعم نحن نقدر العلاقة بين مصر والولايات المتحدة وسنقدم للقاهرة مبلغاً محترماً من المساعدات، ولكن ليس دون قيد أو شرط". وأعرب عن أمله في أن تقدر السلطات المصرية خطورة موقفها وما ينطوي عليه من مخاطرة، وذلك في إشارة إلى المساعدات الأميركية لمصر التي تبلغ 1.3 مليار دولار سنوياً.
ولتدارك الموقف أرسل المجلس العسكري وفداً من الجيش المصري لبحث الموقف الأميركي من أزمة المنظمات غير الحكومية في مصر، وكذلك الشروط الجديدة التي فرضها الكونجرس على الإدارة الأميركية في شأن المساعدات العسكرية لمصر. كما أطلق الفريق سامى عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة ونائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، تصريحات بأن القوات المسلحة ليست طامعة فى السلطة، داعياً الشعب في مصر إلى العمل والإنتاج والابتعاد عن الشائعات والأكاذيب التى تعرقل مسيرة البناء. وزيادة في الضغط على المجلس العسكري تدفع أميركا من خلال القوى السياسية والشبابية منها بخاصة والمرتبطة بها بالنزول إلى الشوارع في مصر ومواجهة قوى الأمن والشرطة وبعض قطاعات من الجيش.
إن تخلف جماعة الإخوان وحزب النور وهما الفائزان بنتائج الإنتخابات عن المشاركة في الإضراب العام والدعوة للعصيان المدني ليس خوفاً على اقتصاد مصر ولا درءاً لفتنة في البلاد أو تجنباً للتوتر الأمني كما يدعي هؤلاء بقدر ما هو اتفاق ضمني "متناغم" مع المجلس العسكري الذي يساوم على رجوعه للثكنات مقابل حصوله على ضمانات دستورية تمنح المؤسسة العسكرية حصانة ضد أية ملاحقات قضائية على ما اقترفه بعض ضباطه في حق المدنيين وكذلك على تمتع الجيش بنوع من الإستقلال الذاتي عن مؤسسة الرئاسة. وما يؤكد هذا هو الحديث المتداول في الأوساط الإخوانية عن ضرورة التوصل إلى "خروج آمن للعسكر".
لقد نجحت أميركا في تحقيق أهم أهدافها في تجديد العلمانية بإلباسها الثوب الإسلامي بتواطئ من قادة (التيار الإسلامي) في مصر وبخاصة الإخوان المسلمون، وقد تم استثمار صفقتهم مع قادة المجلس العسكري في التأثير السلبي على شعبية (الحركات الإسلامية) عموماً بعد فوزها الكبير في الإنتخابات وإظهار أنها لا تقل، إن لم تكن أشد من غيرها، تعطشاً للسلطة على حساب ما تدعيه من قيم وأفكار. يأتي ذلك في سياق رفع أسهم التيار العلماني التقليدي الذي تقزم بقوة في الانتخابات الأخيرة. ولذلك فقد أظهرت أميركا التيارات الشبابية العلمانية التي صنعتها على عينها وربتها في أحضانها بأنها أقرب إلى نبض الشارع وتحقيق مطالبه السياسية والإقتصادية لتبقي لهم دوراً بارزاً هم والأقباط يتكيء عليه الأخوان وغيرهم ليبرروا سيرهم ومسايرتهم في تجديد علمنة مصر.
حزب الحرية والعدالة المصري يهدد بإعادة النظر باتفاقية كامب ديفيد
هدد حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين في مصر بإعادة النظر باتفاقية كامب ديفيد الموقعة مع إسرئيل في حال أوقفت الولايات المتحدة مساعدتها للقاهرة.
وقال محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة في بيان صحفي مساء يوم الأربعاء 15 فبراير/شباط ان "المعونة الأمريكية جزء من اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل، والجانب الأمريكي ضامن لها وطرف أصيل فيها".
واعتبر ان "التلويح بوقف المعونة من جانب الإدارة الأمريكية ليس في محله وإلا سيعاد النظر في الاتفاقية وقد تتعثر".
وتابع "لا مجال للحديث عن المعونة إلا في إطار الاتفاقية".
لكنه اشار في نفس الوقت الى ان حزبه "يريد لمسيرة السلام أن تستمر بما يحقق مصلحة الشعب المصري".
وكانت واشنطن قد هددت بقطع المساعدات عن مصر بسبب محاكمة السلطات لأعضاء في المنظمات المدنية بينهم 14 أمريكيا على خلفية تلقي أموال من الخارج واستخدامها لأغراض غير قانونية.
المصدر: وكالات
ابو عمر الحميري
17-02-2012, 02:54 PM
حزب الحرية والعدالة المصري يهدد بإعادة النظر باتفاقية كامب ديفيد
هدد حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين في مصر بإعادة النظر باتفاقية كامب ديفيد الموقعة مع إسرئيل في حال أوقفت الولايات المتحدة مساعدتها للقاهرة.
وقال محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة في بيان صحفي مساء يوم الأربعاء 15 فبراير/شباط ان "المعونة الأمريكية جزء من اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل، والجانب الأمريكي ضامن لها وطرف أصيل فيها".
واعتبر ان "التلويح بوقف المعونة من جانب الإدارة الأمريكية ليس في محله وإلا سيعاد النظر في الاتفاقية وقد تتعثر".
وتابع "لا مجال للحديث عن المعونة إلا في إطار الاتفاقية".
لكنه اشار في نفس الوقت الى ان حزبه "يريد لمسيرة السلام أن تستمر بما يحقق مصلحة الشعب المصري".
وكانت واشنطن قد هددت بقطع المساعدات عن مصر بسبب محاكمة السلطات لأعضاء في المنظمات المدنية بينهم 14 أمريكيا على خلفية تلقي أموال من الخارج واستخدامها لأغراض غير قانونية.
المصدر: وكالات
حزب الحرية والعدالة يقر باتفاقية كامب ديفيد ما دام ان امريكا لن تقطع المعونة عن مصر اي انه يقر بشرعية احتلال اليهود لفلسطين فهو حزب علماني عميل يسعى لتضليل المسلمين للقبول بأفكار الكفر عن طريق الباسها لبوس الاسلام
بوفيصيل
17-02-2012, 06:21 PM
السلام عليكم الأخوة الكرام
كل ردات الفعل التي يتقولها من هم علي الساحة المصرية ما هو الا تلميع لهذه الحركات حتي يتقبلها الشارع وأبعاد الدور الخياني عنها والله المستعان
ودمتم في أمان الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملاحظه حول الدردشات
اولا...هل قطعت امريكا علاقاتها كليا مع نظام الاسد لأن هذه الدردشات لا تشير الى اشتراك النظام في تحقيق ما تريده امريكا من سورية وإنما أشارت الى دفعه لتفكيك نفسه والاستفادة من تبعات ذلك.
.....
ثانيا كنت اتمنى ان يكون في الدردشات رابعا وخامسا وسادسا{اليمن والنووي الايراني ومستقبل ليبيا}والموضوع الاهم موضوع النووي الايراني المرتبط ربط وثيق بتطورات القضية الفلسطينية.والسؤال هل ستكون حرب ضد ايران ام لا وهذا مهم ان نعرفه قبل وقوعه ام انه لا يوجد رأي متبلور عند الحزب.ومن خلال متابعتي لتصريجات المسؤلين الامريكان الاحظ ان امريكا تدفع اسرائيل لشن حرب ضد ايران منفردة ولو خالفته ظاهرا وذلك من خلال تحديد مدة سنة واحدة لتكون ايران نووية ثم الممامطلة عن طريق فرض العقوبات الاقتصادية.وايضا تصريح للسعودية بأنها ستمتلك السلاح النووي خلال اسابيع من امتلاك ايران القنبلة النووية وكأن هذا ما يَنقص اسرائيل.والاحظ ايضا التناقض الواضح بين المسؤلين والكتاب اليهود بشأن ضرب ايران.وربما يكون تأخير الضربة بسبب تحضير الداخل الاسرائيلي.ومن المقالات التي يفهم منها دفع اسرائيل لضرب ايران.وأعتذر لكونها طويلة.
.........
يوم قصف تل أبيب
بقلم: شبتاي شوفال
"لا أحسده"، قال في نفسه طيار المروحية الذي نظر الى الخلف، "لم يواجه أي رئيس حكومة قبله هذا القرار".
ان مصباح الخرائط الذي أُلصق بواسطة ذراع زمبركية بمقعد رئيس الحكومة أضاء وجها شاحبا متوترا وعينين قلقتين وشفة سفلى ممضوغة معضوضة.
لا شك في ان رئيس الحكومة دوف دابير يبدو انه يوشك ان ينفجر لكثرة التوتر.
ان دابير الذي لاحظ نظرة الطيار المتفحصة، حدق فورا وأسرع الى اطفاء مصباح الخرائط لزيادة الأمن.
سارع الطيار الى ترك رئيس الحكومة وشأنه وأعاد نظره الى الأمام.
نظر دابير ذاهلا في ساعته وبعد ذلك نقل نظره الى النافذة التي كان يمكن ان تُرى منها أضواء مدينة موديعين الممتدة بين تلال مظلمة. وقد صعب عليه ان يصدق انه مر أقل من ساعة منذ اللحظة التي أيقظه فيها السكرتير العسكري، مردخاي لوكر وزف اليه البشرى. استعاد الحديث القصير. وقد مرت 45 دقيقة منذ اللحظة التي صار فيها للواقع معنى جديد، حينما أزعج رنين الهاتف بقسوة نومه وسُمع من السماعة صوت معروف لكنه مذعور: "هذا أنا. لوكر. هناك خوف من وضع احمر..."، وكان انتقال حاد من بقايا النوم الى يقظة مؤلمة.
مرت بضع دقائق اخرى ونقلته قافلة السيارات الرسمية وفريق معزز من الحراس الى قاعدة المروحيات قرب الكنيست. وكما قرر التدريب على هذه الحالة، احتشد الحراس حوله يحمون جسمه بصرامة وقوة تميل الى الهستيريا ونقلوه الى المروحية، وكأن خلية من حزب الله من المنتقمين لمغنية يسددون سلاحهم الى المروحية، حدث كل ذلك سريعا جدا.
وانضم اليه لوكر قرب المروحية ممسكا بحقيبة جيمس بوند سوداء ربطت بمرفقه بسلسلة تنتهي بقيود معدنية، الحقيبة التي تشتمل على شيفرة الكترونية والمسّماة في تحبب مخلوط بالرعب "لوتومات". وعلم كل من كان في المحيط القريب من رئيس الحكومة ان الارقام التي تعرضها "لوتومات" بعد أمر رئيس الحكومة تعطي اشارة البدء. اشارة بدء النهاية.
ان حضور لوكر مع "الحقيبة الذرية"، مهما يكن متوقعا في الظروف التي نشأت، زعزع رئيس الحكومة واخترق وعيه الاعتراف بعظمة الوضع الكارثية. ودُفع أو تسلق الى المروحية والحراس يدفعونه بلا كلام، وعندها وقع – زلت رجله في المقعد المخصص له. وقد شُد رئيس الحكومة بالحزام محاولا ان يعيد تنفسه.
وأقلعت المروحية. حاول ان يُسكّن جأشه وان يركز تفكيره. لم يبق زمن طويل قبل الهبوط والجلسة. وسحب من الحقيبة وثائق مادة سُلمت اليه من لوكر قبيل الاقلاع وأضاء مصباح الخرائط الذي اطفأه قبل لحظة. كانت الوثيقة الاولى رسالة بالبريد الالكتروني قصيرة أُرسلت الى لوكر من الموساد وهي رسالة أحدثت الرد المتسلسل.
* * *
التاريخ 4 آذار 2015، الساعة 1:10 ظهرا، سري جدا
الى السكرتير العسكري – ديوان رئيس الحكومة.
من: رئيس مكتب رئيس الموساد.
الموضوع: ملخص الوضع الاحمر – "يأجوج ومأجوج".
1- يوصي رئيس الموساد بإعلان "الوضع الاحمر" الذي يشمل استعدادا لحرب ذرية مع كل القوى ذات الصلة بهذا الوضع.
ان أساس توصية رئيس الموساد تمير بردو – هو ان تمرد الباسيج على الملالي زاد زخما واعتزل رؤساء السلطة وقادة الحرس الثوري في ملجأ حصين في مدينة قُم المقدسة. ويتقدم المتمردون نحو قُم وقد يحاصرون الملجأ في غضون 48 ساعة.
2- "يُبلغ ساين فيلد"، عميل الموساد في الملجأ الحصين في قُم أن رؤساء الملالي استقر رأيهم على تنفيذ جميع الاستعدادات المطلوبة لاطلاق صواريخ مزودة برؤوس ذرية على اسرائيل. وسيتم الاطلاق اذا نجح الثائرون في الوصول ومحاصرة الملجأ الحصين لرؤساء الملالي في قُم.
3- على حسب تحليل الوضع ومعلومات من ساين فيلد أصبح تقدير الموساد ان الملالي استقر رأيهم على استعمال "الوضع الاحمر" كي:
أ – يصرفوا الجماهير الثائرة عن مهاجمة رؤساء الملالي.
ب – يحثوا اسرائيل على ضربة رد ذري تفضي الى تدمير كبير في ايران وتبطل بذلك الانقلاب/ الثورة.
ج – يفضل رؤساء الملالي ان يموتوا "شهداء" أبادوا "الكيان الصهيوني" على ان يموتوا مستبدين على أيدي الجماهير في حال نجح المتمردون في دخول الملجأ الحصين.
4- ان تقديرنا هو ان المصدر والمعلومات صادقان.
5- لا يوجد تقاطع مع مصدر آخر عن نوايا واستعداد لأن ينفذ الايرانيون هجوما ذريا على اسرائيل.
رئيس مكتب الموساد
* * *
رفع دابير رأسه عن الوثيقة. عندما بدأت علامات الثورة على الملالي في ايران قدرت "أمان" انه يوجد هنا نافذة وفرصة للتخلص من التهديد الذري الايراني. فلماذا نُفاجأ بحق الله؟ سأل نفسه في خيبة أمل. ان "أمان" متفاجئة مرة اخرى. وسيبحثون مرة اخرى عمن يتهمون كما حدث في سنة 1973 وكما حدث في لبنان وكما حدث في الانتفاضة الاولى والثانية. ويجب مرة اخرى على رئيس الحكومة ان يتخذ قرارا بناءا على تقرير جاسوس واحد لكن هذا يحدث هذه المرة بصورة كبيرة. ان تقرير جاسوس واحد يفضي بإسرائيل الى أصعب قرار حاسم – الحسم الذري.
عض دابير مرة اخرى شفته السفلى وعاد الى التقرير الذي في يديه. وقد شملت السطور التالية تفصيلات معلومات عن القدرة الذرية الايرانية وهي تفصيلات معلومات كان أكثرها معلوما حتى للجمهور كافة: وهي انه يوجد ما بين 10 رؤوس ذرية الى 12 رأسا كل واحد منها قوته 25 ميغا طن مركبة على صواريخ شهاب 4. وعلى حسب التقرير، تستطيع الصواريخ الايرانية ان تصل الى اسرائيل وتزرع فيها دمارا نهائيا. وللاحداث معنى واحد، لخص لنفسه، هو ان 6 ملايين يهودي حياتهم في خطر فظيع. 6 ملايين مرة اخرى. هذا العدد الفظيع. والمسؤولية آخر الامر كلها علي.
لاحظ برج اتصال الكرياه واطفأ مصباح الخرائط. وشعر بارتياح أكبر مع الاضواء الخافتة لغرفة المروحية. أعلن الطيار قائلا: "دقيقتان للهبوط". وبحث رئيس الحكومة عن طريقة ليُعد نفسه للجلسة المرتقبة.
ان مسار حياته كله في الواقع قد أفضى الى هذه اللحظة. وأكثر من ذلك ان تاريخ عائلته ونضال أبيه ليحظى بالاعتراف برغم انتمائه السياسي، وموت أخيه في عملية كبيرة المخاطرة من اجل تخليص رهائن من مخربين، ومجابهة تحديات شخصية وسياسية ومواجهة العفن والفساد السياسيين، كل ذلك أعده لهذه اللحظة الواحدة التي سيكون الواقع الاسرائيلي بعدها مختلفا أو لن يكون أصلا.
* * *
يشتغلون في العمل الاستخباري في مرات كثيرة بتحليل السيناريوهات. ويحسن في الشأن الايراني ان نحلل السيناريو التالي:
نجحت ايران في ان تضلل الغرب وان تفاجيء. وقبل ان يتمكن الغرب من مهاجمة ايران أعلنت بأنها أتمت تطوير السلاح الذري. وفي هذا السيناريو، لم ينقذ تطوير السلاح الذري نظام الحكم من المشكلات السياسية الداخلية. ان اضطرابات طلاب جامعات في طهران تفضي آخر الامر الى تمرد على نظام الملالي.
وكما حدث في تمردات شعبية مشابهة في الماضي، هرب في المرحلة النهائية كبار مسؤولي الحرس الثوري ورؤساء الملالي الى الملجأ الحصين قرب مدينة قُم المقدسة في الوقت الذي يطاردهم فيه المتمردون. ويفرض خامنئي، زعيم النظام، انه اذا نجح المتمردون وحينما ينجحون في اختراق القوات التي تحمي نظام الحكم ويحتلون الملجأ الحصين في قُم، فانهم سينكلون به شخصيا وسيقتل رؤساء النظام. والخيار الذي واجه الملالي هو الآتي: إما الموت بلا هدف على أيدي جمهور هائج – أو ان يحاولوا قبل لحظة من وضع سيف المتمردين على أعناقهم ان ينقذوا الوضع باطلاق السلاح الذري على اسرائيل. والفرض الذي يعتمد الايرانيون عليه هو ان اسرائيل سترد بيقين بهجوم شديد ذري كما يبدو على ايران.
يأمل الملالي ان توقف الحرب الذرية بين اسرائيل وايران الانقلاب وان يُمكّنهم الاضطراب الذي سينشأ من السيطرة على الوضع من جديد. لكن اذا لم تضمن الحرب الذرية مع اسرائيل ايقاف المتمردين فسيحظى الملالي على الأقل بأن يموتوا شهداء. وسيتم تذكرهم الى الأبد بأنهم هم الذين قضوا على الكيان الصهيوني (ومن ذا يهمه عدد الايرانيين الذين يقتلون من اجل الهدف المقدس؟!).
* * *
هل هذا سيناريو متخيل مقطوع عن الواقع؟ انه في واقع الامر سؤال استراتيجي من الطراز الاول. ففي حال انقلاب على سلطة الخمينيين، كيف سيتصرف الملالي؟ هل تستطيع اسرائيل ان تكون آمنة أو ان تفرض أنهم لن يختاروا استعمال السلاح الذري عليها؟.
تحاول ايران ان تداور بين تحدي الغرب لحاجات داخلية والردع – مع سعي دائم في الآن نفسه الى السلاح الذري. كان وزير الدفاع اهود باراك على حق بشأن ايران: ان الملالي يرون ان السلاح الذري ضمان لاقرار الوضع في ايران باعتبارها قوة اقليمية وربما عالمية. هذا الى كون الحصول على القدرة الذرية هو الأداة الوحيدة لمنع غزو الولايات المتحدة والغرب في حال ارتفاع اسعار النفط ومن اجل احداث قاعدة متينة لتأبيد النظام الخميني. وحتى لو لم يوافق المتأمل المحايد على أهداف النظام الايراني فان سعي هذا النظام الى السلاح الذري عقلاني بحسب تفكيره.
اذا كان النظام الايراني عقلانيا فلماذا ينبغي ان نخاف هذا الخوف من قوته الذرية؟ يمكن نظريا ان نفترض ان النظام المهتم ببقائه الى الأبد لن يستعمل قوته الذرية عن علم بأن رد اسرائيل قد يفضي الى ابادته.
* * * يتبع
لن تكون "ايران الذرية" في 2015 بمثابة امكان اكاديمي. يقولون لنا انه قد لا تكون ايران الذرية مشكلة كبيرة بهذا القدر كما يُخيل الينا. أو – اذا شئتم – قال حتى رئيس الموساد تمير بردو (اذا كان كلامه قد فُهم كما ينبغي حقا)، قال في المدة الاخيرة ان ايران الذرية خطر وجودي على اسرائيل.
على حسب هذا التوجه، حينما تملك ايران القدرة على اطلاق صواريخ ذات رؤوس ذرية فانها لن تستعملها أبدا – خوف توازن الرعب مع اسرائيل والولايات المتحدة. لأنه برغم ان كل واحد من الملالي يدرك برغم ايمانه بالله القادر على كل شيء ان استعمال السلاح الذري على اسرائيل أو الولايات المتحدة قد يفضي الى فناء ايران المطلق.
وفوق ذلك يزعم اولئك الذين يؤمنون بأن ايران الذرية ليست خطرا وجوديا على اسرائيل، يجب علينا ان نتعلم من تاريخ الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. فآنذاك ايضا كان السلاح الذري عند عدوين لدودين. وقد منعهما السلاح الذري خاصة من ان تتحاربا مباشرة. ويقضي المبدأ الذي تقرر في ايام الحرب الباردة والذي يسمى الترادع المحقق بأنه لن تهاجم أية دولة ذات سلاح ذري أبدا دولة ذرية اخرى تستطيع ان تبيدها.
اجل، ان ايران ليست الاتحاد السوفييتي، والتوازن بينها وبين اسرائيل أو الولايات المتحدة لا يشبه ألبتة الوضع الذي ساد بين القوى العظمى في فترة الحرب الباردة. وسلطة الملالي هي سلطة ثورية تعمل في الشرق الاوسط هدفها كله واحد وهو الحفاظ على بقاء السلطة وقوتها.
هناك تدريب يثير العناية وهو ان نحاول ان نرى كيف كانت ستعمل نظم شمولية اخرى في الشرق الاوسط قبل سقوطها لو كان لها سلاح ذري. ماذا كان يفعل صدام في أواخر ايامه لو كان يملك سلاحا ذريا؟ أكان يستعمل هذا السلاح على الولايات المتحدة على هيئة "لتمت نفسي مع جنود الولايات المتحدة والسعودية"؟ والقذافي، والاسد؟ وكيم جونغ إيل؟.
لو ان هؤلاء المستبدين الشموليين شعروا بخطر وجودي على نظمهم أو على "الثورة" التي يمثلونها، فكيف كانوا يتصرفون والسيف على رقابهم لو كانوا يملكون قدرة ذرية؟ وماذا بشأن هتلر؟ كيف كان سيتصرف في الايام الاخيرة للرايخ الالماني لو كان يملك القنبلة؟ وستالين لو انه خشي على بقاء سلطته – أكان يحجم عن استعمال القنبلة على المتمردين من بين شعبه (ألم يقتل ملايين المواطنين من اجل ان يثبت سلطته فقط)؟.
الحقيقة هي أننا لا نعلم وليس عند أحد جواب عن هذا السؤال. ماذا سيحدث اذا حينما تصبح ايران ذات قدرة ذرية ويحدث التمرد الكبير المتوقع كثيرا على الملالي؟ وماذا سيحدث حينما يشعر النظام بالسيف على رقبته ويطرق المتمردون أبواب الملجأ الحصين في قُم حيث سيختبئ رؤساء السلطة خشية المتمردين؟ ليس لأحد جواب عن هذا السؤال ولا يمكن ان يكون جواب بحسب التعريف – عند كبار الخبراء ايضا.
لهذا، فان احتمال ان يكون لإيران سلاح ذري هو فظيع برغم "عقلانية" نظام الحكم في نشاطه العادي. في يوم الحسم، حينما يشعر الملالي بأن نهايتهم قريبة قد يضغطون بيقين على الزر باعتبار هذا خطوة يائسة ومحاولة لمنح موتهم معنى. فهل نريد ان نحيا تحت تهديد حينما يفضي سيف المتمردين على أعناق آيات الله، بهم الى القضاء على تل ابيب الكبرى؟.
عن "اسرائيل اليوم"
تاريخ نشر المقال 11 شباط 2012
تعليق
ان المقالات التى تصور للشارع الاسرائيلي وحكومته حجم الخطر الناجم عل امتلاك ايران للرؤوس الذرية هي محاولة لجر قادة اسرائيل لتوجيه ضربة عسكريه للمنشئات النووية الايرانية فبل فوات الآوان... يتنع
وأيضا.
السعودية ستحصل على السلاح النووي بعد اسابيع من نجاح ايران بتطوير قنبلتها
2012-02-10
لندن ـ 'القدس العربي': هددت المملكة العربية السعودية انها ستمتلك السلاح النووي في غضون اسابيع في حالة نجاح ايران باجراء اول تفجير نووي.
ونقلت 'التايمز' عن مسؤول سعودي بارز قوله ان السعودية لن تقبل بوضع تكون فيه ايران نووية. وتقول الصحيفة ان السعوديين مصممون على الحصول على السلاح النووي حالة امتلاك ايران له. مع ان المسؤولين السعوديين يؤكدون ان لا نية لديهم لبناء قدرات نووية وان الرياض ستظل ملتزمة بدعم جهود نزع السلاح النووي من المنطقة، وهم يسلمون في الوقت نفسه ان اسرائيل لن تتخلى عن برنامجها النووي. وسيكون الرد السعودي المباشر على ايران هو شراء رؤوس نووية من الخارج اضافة للعمل على برنامج صواريخ باليستية للردع.
وعلمت الصحيفة من مصادر في العاصمة الرياض ان قادة في قوة الصواريخ الاستراتيجية يراقبون سوق الصواريخ في سوق السلاح. ونقلت عن مسؤول قوله انه لا توجد في الوقت الحالي خطط للقيام بخطوات من طرف واحد وانشاء برنامج نووي و' لكن الدينامية في المنطقة ستتغير مباشرة حالة طور فيها الايرانيون قدراتهم النووية'.
وقال المسؤول انه من الناحية السياسية ليس مقبولا ان تكون لدى ايران قدرات النووية وليس المملكة.
وبحسب مصادر دبلوماسية في الرياض فان البائع المحتمل للرؤوس النووية ستكون باكستان، خاصة ان السعودية كانت اكثر من تحمل تكاليف البرنامج النووي الباكستاني، وجاءوا لنجدة اسلام اباد عندما تعرضت للعقوبات الغربية بعد ان اجرت اول تفجير نووي عام 1998 وفي مقابل هذا فإن البلدين متفقان على ان تقوم باكستان ببيع رؤوس نووية وتكنولوجيا الذرة في حالة تعرض امن الخليج للخطر، وعلى الرغم من نفي كل من باكستان والسعودية وجود اي اتفاق من هذا النوع، الا ان مصادر دفاعية غربية ودبلوماسيين في الرياض اكدوا وجود تفاهم ما بين البلدين.
وقال مصدر ان المملكة سوف تطالب باكستان في اليوم التالي الذي تجري فيه ايران اول اختبار نووي بتنفيذ الاتفاق وستكون لديها رؤوس نووية في خلال اسابيع.
وهذا سيضع المملكة العربية السعودية في مواجهة مع الولايات المتحدة والتي وقعت معها مذكرة تفاهم في 2008 والتي وعدت فيها امريكا ان تطلب المساعدة منها لتطوير الطاقة النووية ولاغراض سلمية بشرط ان لا تبحث الرياض عن التكنولوجيا النووية الحساسة.
ولكن ان قامت طهران ببناء قنبلتها النووية فستتغير خريطة المنطقة تماما. وفي الوقت الحالي فإن الدفاعات السعودية المتوفرة هي الصواريخ الباليستية سي اس اس- 2 التي حصلت عل
Share
تعليق
وهذا ما كان يَنقص اسرائيل، أمتلاء المنطقة بالسلاح النووي.
وايضا.
..............
ربط النووي الإيراني بالإسرائيلي
بقلم: دوري غولد
أُجريت في الاسبوع الماضي مقابلة صحافية مع زبيغنييف باجيجنسكي الذي كان في الماضي مستشار الامن القومي في ادارة الرئيس جيمي كارتر، في برنامج صباحي في شبكة التلفاز الأميركية "ام.اس.ان.بي.سي" وسُئل عن الشأن الايراني. ان برنامج "مورنينغ جو" لا يحظى بنسبة مشاهدة عالية على نحو عام، لكن جمهور مشاهديه ذوو نوعية عالية ومؤلفون من صاغة رأي عام وهو شيء يمنحه تأثيرا كبيرا ولا سيما في واشنطن.
دعا باجيجنسكي ادارة الرئيس باراك اوباما في السنين الاخيرة الى استعمال ضغط أكبر على اسرائيل. وحينما أُثير موضوع ايران اتجه فجأة الى ما سماه "استطلاعا يثير الاهتمام جدا"، نشر قريبا من قبل مركز سابان لسياسة الشرق الاوسط في واشنطن، الذي له كما يقول باجيجنسكي "علاقات قوية مع اسرائيل".
في الاسبوع الماضي فقط اجتمع وزراء وقادة سياسيون اسرائيليون في واشنطن للمشاركة في منتدى سابان السنوي الذي يجمع اليه كل سنة صاغة سياسة من الادارة الأميركية ومحللين كبارا وعناصر رسمية سابقة ما يزال لها تأثير كبير.
أوضح استطلاع مركز سابان بحسب قول باجيجنسكي انه لجعل ايران تتخلى عن مشروع تطوير سلاح ذري سيكون الاسرائيليون مستعدين أكثر للتخلي عن القدرات الذرية التي تملكها اسرائيل بحسب التقارير.
وأيد باجيجنسكي هذه الفكرة في تحمس. وذكر ان هذا الموقف يشهد بـ "حنكة وذكاء" الجمهور الاسرائيلي.
يُبين فحص في موقع مركز سابان على الانترنت ان صيغة السؤال كانت: "مع اعطاء امكانين: الاول ان تكون اسرائيل وايران ايضا تملكان سلاحا ذريا، والثاني ألا تملكه أية واحدة منهما"، فضل 65 في المائة من اليهود الاسرائيليين الامكان الثاني و19 في المائة فقط الاول.
جدير بنا ان نذكر ان الاستطلاع لا يبرز امكانا ثالثا للجمهور الاسرائيلي وهو امكان ان تتخلى ايران عن سلاحها الذري في حين يدعون اسرائيل وشأنها. ينبغي ان نذكر ان استطلاع الرأي الذي تم على يد الدكتور شبلي تلحمي، لم يحظ بتغطية اعلامية واسعة في جميع وسائل الاعلام، لكن من المؤكد أنه أصبح حديث اليوم بين نخب تتناول الشرق الاوسط.
بالون تجريب
لكن يوجد سؤال أساسي يجب ان يطرح يتعلق باستطلاع الرأي وهو: لماذا سُئل من البدء هذا السؤال الذي أحدث صلة بين اسرائيل وايران في الشأن الذري؟ تحاول استطلاعات الرأي العام في اسرائيل على نحو عام ان تفحص عن تأييد الجمهور الاسرائيلي لاجراءات واقعية قد يتعرض لها مواطنو اسرائيل. ولم يطرح أي حزب من التيار المركزي في الكنيست اقتراحا دبلوماسيا كهذا في شأن مواجهة ايران.
من جهة ثانية يمكن استعمال استطلاعات الرأي مثل "بالون تجريب"، أي ان يطرح في جدول العمل الوطني فكرة يريد مستدعي استطلاع الرأي ان يدفع بها الى الأمام، وهذا هو الذي يجعل هذا الاستطلاع غريبا جدا: لماذا يريد شخص ما ان يربط بين البرنامج الذري الايراني واسرائيل؟.
لا تظهر هذه الصلة في القرارات الستة التي اتخذها مجلس الامن المتعلقة بتجميد برنامج تخصيب اليورانيوم الايراني. يجري الحوار دائما في دوائر دبلوماسية رسمية، بالطبع، في الحاجة الى منطقة مجردة من السلاح الذري باعتبارها جزءا من رؤيا بعيدة الأمد. لكنه حتى السعوديين اليوم لم يطلبوا ادخال اسرائيل في مسار الرقابة على السلاح باعتباره شرطا سابقا لوقف السباق الايراني نحو القدرة الذرية. ومع ذلك وحينما يصبح هذا الاستطلاع جزءا من النقاش العام في واشنطن، فانه لا يمكن ان نبطل امكانية ان تتغلغل هذه الفكرة في المستقبل الى الساحة السياسية في العواصم الغربية.
العالم العربي ايضا يعارض ايران
أخذت الأخطار الكامنة في ايران تتضح أكثر فأكثر في العالم العربي، فقد بين استطلاع للرأي نشره جيمس زعبي في تموز 2011، برعاية المعهد العربي الأميركي ان التأييد العربي لايران انخفض في السنة الاخيرة وان كثرة كبيرة تؤمن ان ايران تؤدي دورا سلبيا في العراق وفي الخليج الفارسي. اذا كان 85 في المائة من السعوديين قد رأوا ايران في ضوء ايجابي في سنة 2006 فان هذه النسبة انخفضت بصورة حادة الى 6 في المائة في 2011. وانخفضت النسبة في مصر من 89 في المائة الى 37 في المائة، أما في الاردن فكان الانخفاض من 75 في المائة الى 23 في المائة. وبازاء مخاوف الجمهور العربي كله التي أخذت تكبر من الطموح الايراني الى هيمنة اقليمية، لا بين النخب الحاكمة فقط، صارت الفكرة التي تقول ان اسرائيل ستضطر الى دفع ثمن عن سياسة غربية أكثر تشددا مع ايران – صارت مقطوعة عن الواقع.
ان الخطأ المنطقي الحقيقي في أساس السؤال عن اسرائيل وايران في استطلاع مركز سابان هو الفكرة التي تقول ان طموح ايران الى احراز سلاح ذري يتصل في الأساس بدولة اسرائيل وخطواتها. ان حقيقة ان ايران تحاول احراز قدرة ذرية للسيطرة على الشرق الاوسط ليست عنصرا في المعادلة بحسب هذا التحليل. وفي المقابل لم تنس الدول العربية ان ايران تزعم ان البحرين هي المحافظة الـ 14 لها، وشهدت التدخل الايراني في التمرد الشيعي الذي حدث فيها. العربية السعودية قلقة من التأييد الايراني لثورة الشيعة في جهتها الشرقية الغنية بالنفط وفي اليمن الجارة. والدول العربية كلها تتطلع خائفة مما سيحدث في اللحظة التي تسحب فيها الولايات المتحدة قواتها من العراق هذا الشهر، وحينما تجعل حكومة المالكي الدولة دولة تابعة لايران.
ان انتشار التصور المعوج الذي يقول ان اسرائيل هي مفتاح وقف البرنامج الذري الايراني خطير جدا. فكثيرون في الغرب يبحثون عن ذرائع للامتناع عن مواجهة التحدي الايراني. وهم يفترضون ان فرض قطيعة كاملة مع النفط الايراني قد يؤثر في أسعار النفط العالمية ويجعل انتعاش الاقتصاد الغربي أصعب كثيرا.
سيكون أسهل على دول كثيرة أن تضغط على اسرائيل للتنازل من ان تحصر العناية في ايران وحدها. ولهذا السبب، من المهم ان تُجتث في مهدها الفكرة التي تربط بين اسرائيل والبرنامج الايراني سواء أظهرت في الاعلام الدولي أم تغلغلت الى استطلاع رأي عام انشأه معهد بحث في واشنطن.
عن "اسرائيل اليوم"
تاريخ نشر المقال 10 كانون الأول 2011
وهنلك مقالات تعارض.وشخصيات مثل مئير دغان رئيس الموساد السابق.
.......
ثمانية أسئلة على طاولة رامبو الإسرائيلي
بقلم: يوئيل ماركوس
ان الزوجين الرائعين بيبي وباراك يعملان كرامبو ببطولة سلفستر ستالوني. وهما رجلان وكأنهما يفترض ان ينتصرا في جميع أفلامهما. رامبو الذي كان يواجه قوى قوية جداً يتصبب عرقاً، ويصاب بضربة أو اثنتين في عينه وينزف دماً لكنه ينتصر في نهاية الأمر مع مصاحبة اللحن على خلفية بطولته. ونقطة ضعف رامبو في النصف الأول من أفلامه على الأقل هي انه لا يبدو أنه يفكر لمدى بعيد حتى حينما ينزف دماً بعد ما يصيبه. ويعلم المشاهدون ان الدم صبغ وانه سينتصر في نهاية الأمر.
بخلاف الفيلم الذي يحدد فيه المخرج السيناريو وكيف يبلغ النهاية السعيدة، فإننا نعيش في واقع فيه الكثير من علامات السؤال. وفي حين يهدد الفريق المسمى حكومة مثل رامبو، فليس واضحاً هل يعلم كيف ستنتهي المغامرة مع إيران. لسنا نحن الذين نستطيع ان نوقف مشروع إيران الذري، بل نستطيع ان نعيقه فقط مقابل جعل إسرائيل هدفاً لانتقام إيراني لحقب طويلة.
تُعرض إيران سلام العالم للخطر، ونحن نثير غضب العالم لمجرد حقيقة أننا نؤمن بأننا نستطيع ان نعمل على مواجهتها. بل إننا بحسب ما يقول متحدثون في الإدارة الأميركية نُعرض العالم للخطر باستلال المسدس كما في أفلام الغرب المتوحش.
لهذا فحينما اقرأ المقالات الحماسية وصيحات المعركة عند الساسة لضرب ايران لا أعلم هل أضحك أم أبكي. ومع كل الاحترام لثقتنا المفرطة بأنفسنا فإن الحديث عن مهمة أكبر منا. وليس عرضاً أن رئيس "الموساد" المتقاعد ومسؤولين كباراً في جهاز الأمن يحذرون القيادة الحالية من مهاجمة ايران. ويكشف عدد منهم عن ان إيران تملك 200 ألف صاروخ بعيدة المدى من غير ان نتحدث عن السلاح الكيماوي الكثير الذي تملكه سورية والذي قد يقع في يد ايران و"حزب الله" و"حماس".
حينما نقرأ هذه المعطيات يتضح انه يجب على اسرائيل ان تفكر مرتين قبل ان تُقدم على اجراءات انتحارية لمواجهة ايران. ان اسرائيل تظهر قدراً كبيراً من الصلف؛ فأميركا الكبيرة لم تنجح في وقف انتاج السلاح الذري في كوريا الشمالية والهند وباكستان، وهي مناطق مشتعلة وخطيرة على المحيط كله فضلاً عن أنها تخطو على أطراف أصابعها في كل ما يتعلق بإيران التي قد يضر تأثيرها الفتاك في مناطق النفط والاسلام المتطرف بسلام العالم كله.
قبل ان يقودنا بيبي وباراك الى اجراء عسكري لا رجوع عنه، من المهم ان يكون وزراء الحكومة كلهم شركاء في القرار بعرض اسئلة يجب ان يحصلوا على أجوبة قاطعة عنها قبل ان يرفعوا أيديهم وهي:
1 - هل نستطيع ان نوقف برنامج ايران الذري بصورة مطلقة كما فعلنا في العراق بقصف المفاعل الذري قبل ان يتم استكماله؟ هذا برغم ان ايران تعلمت الدرس من تلك العملية ووزعت منشآت إنتاجها الذري في باطن ارض صخرية في أنحاء الدولة، بل أعلنت وزارة الدفاع الأميركية انها لا تملك قنابل تخترق الارض الى هذا العمق.
2 - هل يمكن ان يؤخر الهجوم فقط تطوير القنبلة ويُدخلنا في حرب لسنين طويلة مع ايران؟.
3 - هل نحن مستعدون لأن تصبح منشآت يهودية ومفوضيات اسرائيل في العالم كله أهدافاً للانتقام (كما في الأرجنتين)؟.
4 - هل نفهم معنى اطلاق عشرات الصواريخ كل يوم على تل ابيب من ايران وحليفاتها يفضي الى هجرة جماعية للمدينة ووقف السياحة والهرب من البلاد؟.
5 - هل تعي الحكومة الضرر الاقتصادي العالمي الذي سيحدث في أعقاب عملية إسرائيلية من طرف واحد ورد ايران المجنون؟.
6 - ما هو الثمن الذي تستعد إسرائيل لدفعه في علاقتها مع الولايات المتحدة على إثر هجوم لا توافق عليه الإدارة أو لا يتم تنسيقه معها؟.
7 - كيف سنجابه اتهامات من قبل الولايات المتحدة لأننا ورطناها في حرب في ايران وأضررنا بذلك بخطة اوباما لإعادة البناء الاقتصادي؟.
8 - ان العالم الحر كله في خطر لا اسرائيل وحدها ما لم يُركب آخر لولب في القنبلة الايرانية. اذا أردنا ان نكون جزءاً من العالم السليم العقل الحر فعلينا ان نعمل قبل كل شيء للتوصل في أقرب وقت الى تسوية في حينا مع الفلسطينيين بتنسيق مع اميركا واوروبا.
ان الهجوم على ايران المجنونة أكبر منا وقد يصبح بكاء لحقب طويلة.
عن "هآرتس"
........
وأخيرا هذا الخبر عن رئيس الاركان.رئيس الأركان: إسرائيل ستتخذ قرارها بشأن ضرب إيران بمفردها
2012-02-19
رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بيني غانتز
القدس المحتلة- (ا ف ب): اعلن رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بيني غانتز في مقابلة تم بثها مساء السبت أن إسرائيل ستتخذ بمفردها في نهاية المطاف قرارها بشأن ضرب ايران.
وتأتي تصريحات المسؤول الاسرائيلي بينما وصل مستشار أوباما للامن القومي توم دونيلون إلى الكيان الصهيوني لإجراء مشاورات مع كبار المسؤولين الاسرائيليين بشأن ملفات عدة من بينها إيران.
وقال الجنرال غانتز في المقابلة مع القناة الاسرائيلية العامة الاولى ان "اسرائيل هي الضامن الرئيسي لامنها. هذا دورنا كجيش ويجب على دولة اسرائيل الدفاع عن نفسها".
واضاف "علينا متابعة التطورات في ايران ومشروعها النووي لكن على نطاق واسع آخذين في الحسبان ما يفعله العالم وما قررته ايران وما سنفعله أو لا نفعله".
وفي الاسابيع الاخيرة، اجرى رئيس أركان الجيش الاسرائيلي خلال اليومين الماضيين سلسلة مقابلات مع كبرى القنوات التلفزيونية الاسرائيلية تناولت خصوصا الازمة مع إيران.
وسبقت هذه المقابلات وصول مستشار أوباما للامن القومي إلى إسرائيل لاجراء "مشاورات مع كبار المسؤولين الاسرائيليين بشأن ملفات عدة من بينها ايران وسوريا ومسائل اخرى تتعلق بالامن في المنطقة"، كما قال البيت الابيض.
وسيبدأ دونيلون الأحد محادثاته مع المسؤولين الاسرائيليين حول عدد من القضايا بما فيها ايران، قبل اسبوعين من زيارة سيقوم بها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى واشنطن للتباحث مع الرئيس الاميركي في البيت الابيض حول المسألة نفسها.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست مؤخرا ان وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا يرى ان هناك "احتمالا كبيرا" لان تقوم اسرائيل بضرب المنشآت النووية الايرانية في الربيع.
لكن بانيتا رفض التعليق على المقال، ردا على سؤال لصحافيين خلال زيارة الى بروكسل للمشاركة في اجتماع وزاري لحلف شمال الاطلسي.
وقال غانتز ان ايران لا تمثل فقط "مشكلة اسرائيلية" بل "مشكلة اقليمية ودولية".
ومن جهته، دعا وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك السبت المجتمع الدولي الى تعزيز عقوباته على ايران قبل ان تصبح "محصنة" من اي هجمات مادية لوقف برنامجها النووي.
وقال باراك في مؤتمر صحافي في طوكيو "علينا تسريع وتيرة فرض العقوبات" على طهران.
واضاف "على المجتمع الدولي ان يرغم الايرانيين على التساؤل: هل نحن مستعدون لدفع ثمن العزلة (التي نعانيها) ام علينا ان نقرر انهاء جهودنا النووية؟".
وتابع باراك "على العالم ان يقوم بتشديد العقوبات قبل ان يدخل الايرانيون محصنين".
وفرضت الامم المتحدة عقوبات على ايران الى جانب تلك العقوبات الاحادية التي اتخذتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لدفع طهران الى التخلي عن برنامجها النووي.
..........
أرجو من ألأخوة الكرام التفاعل من أجل تصويب الرأي.
في امان الله.
عبد الواحد جعفر
21-02-2012, 01:26 PM
ثالثاً: الوضع السياسي في الأردن
ويبدو أن الملك عبد الله الثاني لا يتصور فقدان صلاحياته في الحكم، ويحاول الإبقاء على سلطانه ونفوذه باسترضاء الأميركان الذين لا يقيمون وزناً لغير مصالحهم، ويعملون على تنفيذ مخططاتهم. والظاهر أن العائلة الهاشمية غير موحدة الرأي تجاه تنازل الملك عن صلاحياته في الحكم. إذ أن الملك يقاوم عملية تجريده من صلاحيات الحكم ويحاول الالتفاف على ذلك، وقد بدا أن الأمير حسن بن طلال عمَّ الملك يقف إلى جانبه في هذه المسألة، حيث ظهر ابنه الأمير راشد في احتفال أقيم بمناسبة عيد ميلاد الملك الخمسين في حين غاب أخوة الملك عنها.
22/ربيع الأول/1433هـ
14/2/2012م
عون الخصاونة رئيس الوزراء الأردني في مقابلة مع صحيفة الغد: أنا ضد تقليص صلاحيات الملك في الدستور
• لماذا تأخر بدء الحوار مع الإسلاميين، وما هي شروطهم للمشاركة في الانتخابات والحياة السياسية، وهل سيتم إعادة فتح الدستور لمزيد من التعديلات، استجابة لمطالب الإسلاميين، وما رأيك بالعلاقة بين الإسلاميين والغرب، والانفتاح الظاهر بين الطرفين؟
- بالنسبة للحوار مع الإسلاميين، فالحوار معهم لم ينقطع. ولا مع غيرهم من قوى وجهات سياسية مختلفة.
ونحن مكلفون في كتاب التكليف السامي بالحوار مع الجميع لإعداد قانون انتخاب توافقي.
ولكن فيما يتعلق بالتعديلات الدستورية، وهل يمكن للحكومة أن تفتح ملف تعديلات جديدة على الدستور مرة أخرى قبل الانتخابات النيابية القادمة، فجوابي لا. أنا ضد تقليص صلاحيات الملك في الدستور، وبموجب المادتين 34 و35 من الدستور، لسبب بسيط جدا، وهو، أنه في الوضع الحالي، فإن الملك عندما يكلف حكومة ما، وتنال أو تحجب عنها الثقة، فهو تعبير عملي عن أن الشعب هو مصدر السلطات، وأن الحكومة لديها قوة نيابية. المهم في كل الأمر هو تأسيس الهيئة المستقلة للانتخابات بصورة مناسبة، وإجراء انتخابات نزيهة وغير مزورة.
إذا كان مجلس النواب قد تشكل نتيجة انتخابات غير مزورة، فهذا سيدعم فكرة برلمانية الحكومة واستنادها إلى قاعدة نيابية تمثيلية. ومع ذلك فقد تعهد جلالة الملك أمام البرلمان، كرسالة للجميع، بالرغبة للوصول إلى مرحلة تشكيل الحكومات البرلمانية، وقبل ذلك التشاور مع النواب في تشكيل الحكومات.
فمنطقيا ودستوريا، أنا لا أحبذ أن تكون الحكومة منتخبة، لكن كل شيء مفتوح للحوار الوطني.
وبخصوص المطالبة بانتخاب مجلس الأعيان (وفق تعديل دستوري)، فرغم أنني لست ضد التطوير السياسي، وإحداث تغييرات على غرار شكل مجلس اللوردات في إنجلترا، لكن يجب أن يكون أي تطوير مرتبطا بالعلاقة بين الواقع في المجتمع وقوة المجلس، ومراعاة ظروفنا المحلية، خاصة أن الأشياء البعيدة عن واقعنا مرشحة بقوة لأن تفشل.
يمكن في المستقبل أن تحدد بعض أسس اختيار أعضائه وبصورة تدريجية. لكني أعتقد أنه ولمصلحة الحياة النيابية الأردنية يجب أن يكون هناك مجلس أعيان، تتوفر في أعضائه الخبرة والحكمة وعدم الوقوع تحت ضغط الناخب، ليؤدي دور "الفلترة" والترشيد تشريعيا.
ابو العبد
23-02-2012, 08:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
دردشات
أولاً: سورية والفيتو الروسي- الصيني
إن استعمال روسيا والصين لحق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار مجلس الأمن حول فرض عقوبات على النظام في سورية لا ينبع فقط من رغبة البلدين في الحفاظ على مصالحهما الاقتصادية مع بقاء نظام الأسد في الحكم أو حتى في استمرار روسيا بتزويد سورية بالأسلحة وضخ استثماراتها في قطاع النفط السوري رغم أهمية ذلك كله؛ إننا نرى أن هناك سببين حقيقيين وراء رفض روسيا والصين مشروع قرار مجلس الأمن:
أولاً: هو توجس كلٍ من روسيا والصين خيفة من أن يطال مد "الربيع الأميركي" في العالم العربي قلب العاصمتين موسكو وبيجين. ولقد بدأت نذر هذا "الربيع" تلوح في أفق روسيا في موسم الانتخابات الرئاسية التي يستعد فيها فلادمير بوتين ليأخذ مكانه من جديد في سدة كرسي الرئاسة بعد غياب شكلي دام أربع سنوات. فقد خرجت مظاهرات في شوارع موسكو وكبريات المدن الروسية في نفس اليوم الذي تم فيه إسقاط مشروع القرار ضد النظام السوري. وقد حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها شعارات يطالب بعضها بـ"روسيا من دون بوتين" و"يسقط احتكار السلطة" و"مبارك = القذافى = بوتين". وهنا يبدو تساهل بوتين مع المتظاهرين ضده في الداخل الروسي ومطالبتهم بإعادة انتخابات كانون أول/ديسمبر الماضي، يقابله تشدد في إظهار صورة حازمة لروسيا في مواجهة الغرب في الموسم الانتخابي لكسب المزيد من أصوات الوطنيين الروس.
ثانياً: وهذا السبب يتعلق أكثر بروسيا التي تهدف سياساتها الإستراتيجية في الشرق الأوسط بعد وصول بوتين للحكم أواخر العام 1999 إلى اتخاذ سياسات توازي ما تنتهجه أميركا وحلف شمال الأطلسي من سياسات حيال روسيا. فرغم أن مصالح روسيا الإستراتيجية تكمن في أوروبا في المنطقة الشرقية والوسطى منها بخاصة، إلا أنها تعمل على توسيع هذه المصالح نحو آسيا (الصين والهند واليابان) ونحو الشرق الأوسط بعامّة؛ وذلك كإحدى أدوات الضغط السياسية على أميركا وأوروبا لإبعادهما عن المجال الحيوى لروسيا، وعلى الأخصِّ فيما يتعلق بتوسيع حلف الناتو وقضية الدرع الصاروخي أو بافتعال ثورات ملونة على غرار (الربيع العربي). وقد نجحت روسيا في امتلاك قاعدة بحرية في مدينة طرطوس وسط غرب سورية التي قامت بتوسيعها لتسهيل رسو أساطيلها عليها، كما نجحت بالحفاظ على مصالحها وتنميتها وفي إثبات قدرتها على التدخل في عدد من قضايا المنطقة.
على أنه ينبغي أن لا يغيب عن الأذهان أنه ليس غريباً على السياسة الروسية عقد الصفقات السياسية وبخاصة إذا تعلق الأمر بمنطقة نفوذها الحيوي أو بمصالحها الإستراتيجية.
ورغم أن نظام بشار الأسد سيختفي عاجلاً أم آجلاً من حكم دمشق، إلا أن ذلك لا يمنع من دفعه لإضعاف وتفكيك نفسه، بل والاستفادة من تبعات سيره نحو نهايته.
والراجح أن أميركا وحلفاءها الأوروبيين سيستثمرون الفيتو الروسي والصيني كذلك بقصد ربح مزيد من الوقت للاستمرار في صناعة قيادات المعارضة السورية على عينها ولتركيع الناس، رغم فداحة الثمن من الأرواح؛ للقبول بالحل الأميركي فيما يتعلق بواقع نظام الحكم القادم وعلاقته بالغرب وإسرائيل. ولعل هذا هو السبب وراء ما قاله جوبيه بعد فشل مشروع قرار مجلس الأمن «سنساعد أولاً المعارضة السورية على هيكلة نفسها، وتشديد العقوبات الأوروبية على النظام السوري وزيادة الضغط الدولي، وعند نقطة ما ستدرك دمشق أنها أصبحت منعزلة تماماً ولا تستطيع الاستمرار». أما رئيسه نيكولا ساركوزي فكان أوضح منه عندما قال في بيان رسمي إن «فرنسا لن تيأس وإنها على اتصال بشركائها العرب والأوروبيين لإنشاء مجموعة أصدقاء الشعب السوري» التي ستحشد الدعم الدولي لتنفيذ الخطة العربية.
إن أهم متغير دخل على "الثورة السورية" إضافة الى تسارع حركة طرد السفراء السوريين، وازدياد عمليات الانشقاق في الجيش السوري هو إعلان النقيب المنشق مأمون كلزي عن تشكيل "لواء أحرار حلب" التابع لـ"الجيش السوري الحر"، وإعلان بعض أبناء الطائفة العلوية بياناً يدين نظام الأسد ويتبرأ منه. أما الإعلان الأول فيشير إلى الجدية في العمل على إنهاء التحالف التقليدي بين سلطة الحكم في دمشق ونفوذ المال في حلب. أما الإعلان الثاني فقد كشف عن السير الحثيث في الفصل بين بشار وطائفته العلوية الذين وصفوه بـ "نظام عائلة الأسد" وأنه "لم يمثل الطائفة العلوية في يوم من الأيام". ورغم أن الفصل بين الطائفة وبشار أصبح يرضي جزءاً من أبناء الطائفة الذين يتصورون مستقبلاً مرعباً حال استمرار دعمهم له، إلا أن هناك من يدفع باتجاه معاكس لحماية الطائفة سواء بإبقاء البلد تحت قبضتهم أو بتحصين المناطق التي يتركز وجودهم فيها وهي الجبال المحاذية لمدن بانياس وطرطوس واللاذقية والممتدة من جنوب ساحل تركيا على المتوسط حتى شمال لبنان.
والمحصلة أن روسيا والصين لن تستطيعا الصمود كثيراً أمام الرأي العام العالمي الذي تصوغه آلة الإعلام الأميركية والغربية الضخمة لما يحصل للشعب في سورية والضغط الخارجي من مجموعة الاتصال التي سيتم الإعلان عنها قريباً لمعالجة قضية الحكم بعد زوال نظام الأسد من حكم دمشق سواء كان ذلك بشكل تدريجي، أم بشكل قسري. وهنا ستلعب تركيا دوراً كبيراً على الصعيدين السياسي وربما العسكري إذا ما تم تأمين منطقة عازلة على الحدود التركية ينطلق منها الجيش السوري الحر، إضافة إلى منطقة عازلة أخرى على الحدود الجنوبية لسورية حيث تسرَّبت أخبار عن تجهيزات للقيام بأضخم مناورات يجريها الجيش العربي في الأردن بمشاركة وحدات من جيوش أربع عشرة دولة أبرزها قوات أميركية وبريطانية وفرنسية.
ومما يثير العجب والسخط في آنٍ واحدٍ أن يتمكن الكفار من تسخير أبناء المسلمين لنحر بعضهم وتدمير مقدرات بلادهم وزيادة تفتيتها لتنفيذ ما يخططون له في السيطرة الدائمة والإذلال المتواصل لهذه الأمة.
بوتين: الأمريكيون يعتبرون أنهم قوة مميزة تستطيع فرض رأيها على الجميع
أوضح رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن العالم عقب تفكك الاتحاد السوفيتي شهد فترة أحادية القطبية وأن الأمريكيين اعتبروا أنهم قوة مميزة تستطيع فرض رأيها على الجميع.
وأكد بوتين أن العالم لا يمكن أن يكون إلا متعدد الأقطاب وسيستقر فقط في حال التزام أعضائه بمبادئ القانون الدولي.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الفترة الأخيرة تميزت بخرق هذه القيم، وبتصدير ما يسمى بالثورات الملونة، موضحا أن هذه التغيرات تكبد البلدان خسائر فادحة ولا بد أن تنتهي بإعادة الأمور إلى نصابها، ضاربا مثلا بأوكرانيا وليبيا.
وقال بوتين في تصريحاته يوم 22 فبراير/شباط ان "تصدير الثورة.. وتصدير الديمقراطية.. الديمقراطية لا تصدر.. الديمقراطية أو ما يسمى بالديمقراطية.. لأن الديمقراطية لا يمكن تصديرها، الديمقراطية يجب أن تنمو داخل الدولة وعلى تربتها الخاصة. عندما يبدأ تصدير شيء ما، فهو في كل الأحوال إما لا تكتب له الحياة أو يؤدي إلى ظواهر مشوهة مثل تلك التي نراها في ليبيا، الآن تحدث صدامات قبلية والناس يموتون ربما بالمئات، لذلك فنتائج سياسات كهذه محزنة وسلبية".
واضاف بوتين انه "حتى لا يحدث شيء مثل هذا لدينا علينا أولا: تطوير مؤسساتنا الديمقراطية، وثانيا تأمين سيادتنا، وألا نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا.. فيما يتعلق بجيراننا فنحن لا مصلحة لنا في حدوث أي قلاقل هناك، ونحن لا ننوي ولا نستطيع ولا نريد التدخل في شؤون غيرنا، ومصلحتنا في استقرار الأوضاع حول روسيا على طول حدودنا، نحن نقيم علاقات جوار طيبة والآن علاقات تحالف مع جيراننا. وسنفعل كل شيء حتى يحصل شركاؤنا على الفائدة الكبرى من العلاقات مع روسيا".
المصدر: وكالات روسية.
ابو العبد
24-02-2012, 09:36 AM
ثانياً: المجلس العسكري والفوضى السياسية في مصر
فورين بوليسي: لماذا يخشى الجيش المصري ثورة الضباط؟
بينما يستعد المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتسليم السلطة الرسمية إلى الحكم المدني، ينتقد بعض الضباط حكام مصر لأنهم لا يبذلون ما يكفي من الجهود للحفاظ على صلاحيات الجيش في الحكومة المستقبلية.
يواجه المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر وضعاً أمنياً هشاً وخلافاً متصاعداً مع الولايات المتحدة، وربما استنتج الآن أن الاستيلاء على السلطة كان أسهل من حكم البلد.
ووفقا لمصادر دبلوماسية غربية ومصادر عسكرية مصرية، يواجه المجلس الآن تحدياً جديداً: السيطرة على الضباط الذي يثيرون مشاكل متزايدة.
يشعر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقلق شديد بسبب تزايد الانقسام بينه وبين الضباط المتوسطي الرتب، وفق تصريح دبلوماسي غربي مطلع على أعمال المجلس الداخلية. نتيجةً لذلك، يتردد المجلس في اتخاذ أي خطوة من شأنها تخريب علاقته بالجيش.
في هذا الصدد، قال المصدر نفسه: "المجلس الأعلى للقوات المسلحة لا يعطي الأوامر التي يمكن عصيانها. فهو يدرك أنه لا يستطيع أن يطلب من الجنود أمراً لا يريدون تنفيذه. إذا طلب المجلس من الجنود مثلاً أن يطلقوا النار على المتظاهرين، فهو يعلم أنه قد يواجه في نهاية المطاف ما يشبه الثورة الروسية" (في إشارةٍ إلى تمرد الجيش الذي ساهم في تسريع سقوط القيصر نيكولاس الثاني في عام 1917).
وتبرز مؤشرات على أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة اتخذ خطوات معينة تضمن ألا يضطر الجيش إلى تحمل تداعيات الغضب الشعبي. على سبيل المثال، انتشرت قوى الشرطة التابعة لوزارة الداخلية خلال الاشتباكات في القاهرة وأماكن أخرى غداة أعمال الشغب التي تلت مباراة كرة القدم في بورسعيد. كانت هذه الخطوة تتناقض مع حملات القمع السابقة، مثل الاعتداء الشهير الذي استهدف متظاهرة في شهر ديسمبر، عندما تولى عناصر الجيش معالجة الوضع المضطرب.
صحيح أن الجيش لم يشارك في الاشتباكات الأخيرة، ولكنه يبقى أهم طرف يضمن نفوذ المجلس الأعلى للقوات المسلحة، فهو يشرف مثلاً على الأمن في مراكز الاقتراع خلال انتخابات مجلس الشورى المستمرة وينتشر في الشوارع قبل تنظيم أي إضراب عام. حصلت مسيرة في الأسبوع الماضي من دون تسجيل أي حادثة، ما أنقذ الجيش من اتخاذ قرار محرج حول كيفية قمع المحتجين بصرامة.
قال ضابط جيش تحدث شرط عدم الإفصاح عن هويته بسبب حساسية الموضوع، إن المخاوف تتزايد في أوساط زملائه الذين يشعرون بأن الجيش أصبح لعبة بيد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بما يتناسب مع طموحاته السياسية.
وأضاف قائلاً: "من الجنون أن يُطلب منا فرض النظام والقانون في البلد. إنها مسؤولية الشرطة وليس الجيش. ولكنهم يعرفون أنهم لا يستطيعون إجبارنا على القيام بأمور معينة".
سبق أن شهد الجيش عشرات الانشقاقات منذ سقوط الرئيس المصري حسني مبارك، وتحديداً في أوساط الضباط. وفق مصادر دبلوماسية غربية، عمد المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى ترقية عشرات الضباط الأصغر سناً خلال فترة قصيرة في محاولةٍ منه للحفاظ على ولائهم تزامناً مع مرحلة تنفيذ عملية تسليم السلطة إلى حكومة مدنية بعد الانتخابات الرئاسية التي تأجلت حديثاً إلى شهر مايو.
ليس سراً أن الضباط يتلقون مبالغ إضافية منذ بدء الاحتجاجات، لكن قد تكون المكافآت التي يمنحها المجلس الأعلى للقوات المسلحة أكبر مما يظن الجميع. قال دبلوماسي غربي آخر إنه شاهد دليلاً على دفع مبالغ متلاحقة تصل إلى 11600 دولار إلى الضباط برتبة عقيد أو أعلى من ذلك. تأكدت هذه المعلومات في تقرير سابق أعده ضابط داخل الجيش المصري، حيث يدعي أن رواتب الضباط الاحتياطيين تضاعفت خلال الاحتجاجات بين شهرَي يناير وفبراير.
وأكد الدبلوماسي أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يسعى إلى إرضاء طبقة الضباط تحديداً. وأوضح المصدر نفسه، قائلا: "ومن بين هؤلاء الضباط، يبرز الضباط الذين تلقوا تدريبهم في الولايات المتحدة ثم عادوا إلى مصر، وهم لا يستطيعون فهم سبب خضوع البلد والجيش لسلطة أشخاص عسكريين حتى الآن. بينما يسعى كبار المسؤولين إلى تجنب حصول انقسام حاد وتكتفي قوات المشاة بتنفيذ الأوامر، لكن الضباط هم أكثر من يثيرون القلق".
في غضون ذلك، يجازف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بخسارة أهم مصدر تمويل دولي لمصر. أدت محاكمة 16 أميركياً يعملون في منظمات غير حكومية إلى تدهور العلاقات المصرية مع الولايات المتحدة. فقد دعا عدد من أهم أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي إلى تعليق المساعدات العسكرية الأميركية السنوية التي تبلغ 1.3 مليار دولار. لكن صدر رأي مغاير من روبرت سبرينغبورغ (أستاذ في شؤون الأمن القومي في الكلية البحرية كتب مؤلفات كثيرة عن المؤسسة العسكرية المصرية)، حيث اعتبر أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة ربما يحاول تصعيد التوتر مع الولايات المتحدة لضمان الحفاظ على النظام ضمن صفوفه.
قال سبرينغبورغ: "يشير تصعيد الوضع إلى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أراد استفزاز الطرف الآخر وجرّه إلى المواجهة. يظن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن ضباطاً كثيرين يشعرون بالاستياء ويخشى حصول انقلاب. من خلال استفزاز الولايات المتحدة، يبدو وكأن رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة محمد حسين طنطاوي يقف في وجهها. بالتالي، قد تُعتبر أي محاولة يُقدم عليها الضباط ضده وكأنها خطة من تدبير الولايات المتحدة. يشعر المجلس برعب شديد وهو ينفذ خطوة استباقية لمنع ضباط آخرين من التحرك ضده".
بينما يستعد المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتسليم السلطة الرسمية إلى الحكم المدني، ينتقد بعض الضباط حكام مصر لأنهم لا يبذلون ما يكفي من الجهود للحفاظ على صلاحيات الجيش في الحكومة المستقبلية.
عشية ذكرى انتفاضة 25 يناير مثلاً، أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سلسلة تدابير تهدف إلى تهدئة الغضب الشعبي، مثل إنهاء قانون الطوارئ رسمياً بعد أن فُرض منذ اغتيال الرئيس أنور السادات في عام 1981 وإصدار أمر بإطلاق سراح آلاف المدنيين المعتقلين في السجون العسكرية.
وفي هذا السياق، قال ضابط جيش مصري: "يضم المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعض العناصر الصالحة، لكن لا يفهم معظمهم ما يفعلونه. هم يشعرون بالذعر ويستسلمون أمام مطالب المحتجين. لا يمكن أن تنجح الديمقراطية من خلال الاستسلام كلما تجمع الناس في ميدان التحرير".
تزامناً مع تزايد الاضطرابات في أوساط الضباط، يستفحل الفساد في صفوف القوات المسلحة التي تسيطر على 40% من الاقتصاد المصري. اعتبر الدبلوماسي الغربي أن الفساد تفاقم منذ سقوط مبارك، فقد سيطر الجيش على صلاحيات الدولة: "ترسخ هذا الوضع لأن المسؤولين القدامى الذين بقوا في السلطة يعرفون أنهم يستطيعون الحصول على مكاسب إضافية عن طريق الضباط الأصغر سناً".
ونظراً إلى التوتر الشعبي السائد واضطراب الضباط واستياء دولة عظمى حليفة في ظل الحكم العسكري الراهن، لا يسهل أن يكون الشخص جنرالاً مصرياً في هذه الأيام.
نتيجةً لذلك، يبدو أن إستراتيجية المجلس الأعلى للقوات المسلحة تقضي بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية تحافظ على امتيازاته على أمل ألا ينهار الوضع بالكامل قبل حدوث ذلك.وختم الدبلوماسي قائلاً: "يُصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة أوامره بحذر شديد، ولا يمكن أن يتحمل هذا الوضع لفترة أطول
نائل سيد أحمد
01-03-2012, 09:19 PM
لإعطاء التواصل حقه ..
قمت بعرض الدردشات في منتدى أخر أسمه الأقصى للحوار وهو منتدى أخر غير منتدى المسجد الأقصى ...
فكان هذا التساؤل وهو من المشاركة ( أم ياسر ) :
مادامت دردشه سياسيه ..
يحق لي أن اضع ملحوظاتي
هو تحليل محترم ولكنه يمثل وجهة نظر عليها بعض الملحوظات ..
قبل أن اسرد ملاحظاتي ..
اريد ان أضع عده أسئله تحيرني..
هل الكاتب يؤيد هذه الثورات التي قامت في في البلدان العربيه ويؤمن بأنها تحرك شعبي تلقائي نتيجة وصول الفساد قمته ..أم يري أنه تم تحريكها بايادي خارجيه ؟
علما بأن الثورات التي قامت والتي مازالت قائمه قادها تيارات مختلفه ليبراليه وإشتراكيه وإسلاميه ..فهل يمكن لنا بعد نجاح الثورة مباشرة أن ننقلب علي باقي التيارات ونفرض عليهم رؤيتنا؟
لماذا نقبل بثورة قام بها اليبرالي والعلماني والإشتراكي ثم لا اقبل مشاركتهم في العمليه السياسيه ؟
هل عندما يقوم الإسلامي بتحقيق مقاربه "وقتيه" للعبور من مرحلة الخطر الداهم يعتبر هذا بيع للدين ؟
بما إني مؤمنه جدا بفترة التدرج في التغيير إلي ان نصل لدوله إسلاميه علي نهج رسول الله صلي الله عليه وسلم ..
والتدرج هذا حتي لانتعرض لنكسه تفقدنا ما حصلنا عليه
فما هي وجهة نظر ه فيمن ينهج هذا النهج..
هل يري ان الوصول للخلافه الإسلاميه في وجود أنظمه فاسده طاغيه أفضل واسهل من الوصول إليها في ظل نظام وسطي علي اقل تقدير نزيه ؟
هي بعض الأسئله التي توضح لي فكر الكاتب وعلي اساسها نكمل النقاش إن كان ممكنا ..
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
علي هذا الطرح الثري ..
طبعاً إن تمت الإجابة سأنقلها لهم إن شاء الله .
عبد الواحد جعفر
01-03-2012, 11:31 PM
نائل سيد أحمد
لإعطاء التواصل حقه ..
قمت بعرض الدردشات في منتدى أخر أسمه الأقصى للحوار وهو منتدى أخر غير منتدى المسجد الأقصى ...
فكان هذا التساؤل وهو من المشاركة ( أم ياسر ) :
مادامت دردشه سياسيه ..
يحق لي أن اضع ملحوظاتي
هو تحليل محترم ولكنه يمثل وجهة نظر عليها بعض الملحوظات ..
قبل أن اسرد ملاحظاتي ..
اريد ان أضع عده أسئله تحيرني..
هل الكاتب يؤيد هذه الثورات التي قامت في في البلدان العربيه ويؤمن بأنها تحرك شعبي تلقائي نتيجة وصول الفساد قمته ..أم يري أنه تم تحريكها بايادي خارجيه ؟
علما بأن الثورات التي قامت والتي مازالت قائمه قادها تيارات مختلفه ليبراليه وإشتراكيه وإسلاميه ..فهل يمكن لنا بعد نجاح الثورة مباشرة أن ننقلب علي باقي التيارات ونفرض عليهم رؤيتنا؟
لماذا نقبل بثورة قام بها اليبرالي والعلماني والإشتراكي ثم لا اقبل مشاركتهم في العمليه السياسيه ؟
هل عندما يقوم الإسلامي بتحقيق مقاربه "وقتيه" للعبور من مرحلة الخطر الداهم يعتبر هذا بيع للدين ؟
بما إني مؤمنه جدا بفترة التدرج في التغيير إلي ان نصل لدوله إسلاميه علي نهج رسول الله صلي الله عليه وسلم ..
والتدرج هذا حتي لانتعرض لنكسه تفقدنا ما حصلنا عليه
فما هي وجهة نظر ه فيمن ينهج هذا النهج..
هل يري ان الوصول للخلافه الإسلاميه في وجود أنظمه فاسده طاغيه أفضل واسهل من الوصول إليها في ظل نظام وسطي علي اقل تقدير نزيه ؟
هي بعض الأسئله التي توضح لي فكر الكاتب وعلي اساسها نكمل النقاش إن كان ممكنا ..
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
علي هذا الطرح الثري ..
طبعاً إن تمت الإجابة سأنقلها لهم إن شاء الله .
الأخ الفاضل نائل، تحية طيبة وبعد،،
فهذه أجوبة على أسئلة الأخت:
السؤال1:هل الكاتب يؤيد هذه الثورات التي قامت في في البلدان العربيه ويؤمن بأنها تحرك شعبي تلقائي نتيجة وصول الفساد قمته ..أم يري أنه تم تحريكها بايادي خارجيه ؟
الجواب: هذه إحدى منشورات حزب التحرير، وموقف حزب التحرير من هذه الثورات واضح من أول يوم، بل هو رأي متوقع منذ سنوات، والذي يختم النشرة بقوله "ومما يثير العجب والسخط في آنٍ واحدٍ أن يتمكن الكفار من تسخير أبناء المسلمين لنحر بعضهم وتدمير مقدرات بلادهم وزيادة تفتيتها لتنفيذ ما يخططون له في السيطرة الدائمة والإذلال المتواصل لهذه الأمة" فإنه يسطر رأيه واضحاً دون مواربة أو خجل، فهذه الثورات هي،،
_ صناعة أميركية بامتياز.
_ سخرت فيها أميركا أبناء المسلمين لنحر بعضهم وتدمير مقدرات بلادهم.
_ والغاية من هذا كله بقاء سيطرة الغرب الكافر على هذه الأمة لإذلالها.
السؤال2: علما بأن الثورات التي قامت والتي مازالت قائمه قادها تيارات مختلفه ليبراليه وإشتراكيه وإسلاميه ..فهل يمكن لنا بعد نجاح الثورة مباشرة أن ننقلب علي باقي التيارات ونفرض عليهم رؤيتنا؟
لماذا نقبل بثورة قام بها اليبرالي والعلماني والإشتراكي ثم لا اقبل مشاركتهم في العمليه السياسيه ؟
الجواب: الصحيح أن يُقال أن الذي قاد هذه الثورات هو أميركا، عبر قادة التيارات الليبرالية والاشتراكية و"الإسلامية"، فهؤلاء كلهم يعلمون تماماً ما الذي تريده أميركا، بل ويخطبون ودَّها، ويقدمون لها التنازلات تلو التنازلات، حتى انسلخ بعضهم من جلده، ليرضيَ أسياده الأميركان، دون خجل أو وجل. ومن كان هذا حالهم، فهم إما خونة متعاونون، أو جهلة متهاونون، وكلاهما لا يصلح لقيادة الأمة، ولا يصلح ليشارك في صنع مستقبل هذه الأمة، فلا بد من إبعاده عن الأمة حتى لا تظل أسيرة "خيانته" أو "جهله"! أما حزب التحرير فهو يصنع ثورته في الأمة عبر إعادة بنائها وفقاً للمبدأ الذي يحمله، ويعمل لإيجاده في معترك الحياة، مع فتح العيون على ما يُخطط له الأعداء، برفع مستوى الأمة السياسي لتدرك المؤامرات التي تُحاك لها. وحزب التحرير لا ينتظر أحداً يصنع ثورة تخدم الكفار، ليتلوَّن بلونها وينقلب من ثم على دعاتها، ويفرض عليهم رؤيته! بل يعمل ليكون بوتقة تصهر الأمة كلها بالإسلام، الإسلام الذي أنزله الله على محمد وأقام دولته ليحكم فيها الإسلام وحده، لا "الإسلام الديموقراطي المدني الأميركي"!!!
السؤال3:هل عندما يقوم الإسلامي بتحقيق مقاربه "وقتيه" للعبور من مرحلة الخطر الداهم يعتبر هذا بيع للدين؟
الجواب: لم تكن هذه الثورات صنيعة لهذا "الإسلامي" حتى يكون له الخيار في تحقيق مقاربة "وقتية"! مع أشد أعدائه خبثاً ودهاءً ومكراً؛ ليعبر من مرحلة الخطر الداهم، بل هو لا يعدو بيدقاً على رقعة الشطرنج، تجعله يتحرك _عن قصد أو دون قصد_ في تحقيق رغبة هذا العدو الماكر، ومن يفعل ذلك عن قصد فهو بائع لدينه بأبخس الإثمان، وإن كان غير ذلك فهو بيدق بيد أعدائه، يحركونه وقت يشاؤون، ويضعون القيود حول معصميه وفي قدميه متى يشاؤون! ولنا عبرة في الرئيس الباكستاني الأسبق ضياء الحق حيث قال قبل مقتله بوقت قصير: "إن من يتعامل مع أميركا كمن يتعامل مع تجارة الفحم؛ فلن يناله في النهاية سوى سواد الوجه واليدين".
السؤال4: بما إني مؤمنه جدا بفترة التدرج في التغيير إلي ان نصل لدوله إسلاميه علي نهج رسول الله صلي الله عليه وسلم ..
والتدرج هذا حتي لانتعرض لنكسه تفقدنا ما حصلنا عليه
فما هي وجهة نظر ه فيمن ينهج هذا النهج..
هل يري ان الوصول للخلافه الإسلاميه في وجود أنظمه فاسده طاغيه أفضل واسهل من الوصول إليها في ظل نظام وسطي علي اقل تقدير نزيه ؟
الجواب: التدرج سنة خبيثة سنتها بريطانيا عندما حلت مستعمرة لبلادنا، ودفعت سياسيي هذه البلاد لتبني شعار "خذ وطالب" وبدل أن يدرك المسلمون خبث بريطانيا ومكرها، ويدركوا أن هذا الشعار سياسة لإدامة استعمارها، وبقاء نفوذها في بلادنا، طوَّر الخلف من المسلمين عن سلفهم فكرة "خذ وطالب" لتصبح فكرة التدرج، ولا بأس مع التدرج القبول بالكفر ومفاهيمه، والتخلي عن الإسلام وأحكامه حتى لا يكتشف العدو المتربص بنا الدوائر حقيقة ما نهدف فيعاجل إلى وأده في مكانه، وتعريضنا لـ"نكسة" تفقدنا ما حصلنا عليه!!؟ فهل بعد ذلك يحق لعاقل أن يرى في التدرج طريقة لوصول الإسلام إلى الحكم؟!!
أما فكرة أن الوصول إلى الخلافة في وجود نظام وسطي نزيه على أقل تقدير، "أفضل" و"أسهل" من الوصول إلى الخلافة الإسلامية في وجود أنظمة فاسدة طاغية، فهذه فكرة خاطئة، ومفاضلة بين واقعين الواحد منهما أسوأ من الآخر، بل لربما كان وجود النظام الفاسد الطاغي دافعاً للمسلمين بشكل أقوى وأكبر للتخلص منه، إذ أن عواره وفساده بادٍ لكل ذي لب، بينما ذاك "المتأسلم الوسطي" كحرباء ملونة يخفي قبحهه وسمومه خلف ألوان زاهية براقة..
هذا الجواب على الأسئلة، وبانتظار الملاحظات..
مع خالص التحيات للأخ الفاضل نائل سيد أحمد
بوفيصيل
02-03-2012, 01:55 AM
بارك الله فيك اخي عبدالواحد وفتح الله عليك من نعمه ونفعنا الله وإياك وسائر المسلمين
كفيت ووفيت اخي الكريم
ودمتم في أمان الله
نائل سيد أحمد
02-03-2012, 11:11 AM
جزاك الله خيراً أخي الكريم عبد الواحد جعفر على سرعة الرد .
وسأعمل على نقل التوضيح إن شاء الله .
نائل سيد أحمد
03-03-2012, 12:20 PM
وسأعمل على نقل التوضيح إن شاء الله .
بعد نقل التوضيح كان هذا الرد :
أولا جزي الله الأخ الفاضل (نائل) علي هذا المجهود و الإهتمام ..
ثانيا ..وللحقيقه دخلت في حوار مع الإخوة الأفاضل في حزب التحرير عدة مرات ولم ننته إلي نتيجه أو إتفاق ابدا
فالأخوة يسيرون بنهج " مَآ أُرِيكُمْ إِلاّ مَآ أَرَىَ وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاّ سَبِيلَ الرّشَادِ ..."
ينتقدون الجميع والنقد قد يصل لحد التخوين ولكنهم في ذات الوقت لايقدمون بدائل سوي بيانات
والبيانات ليست الحل البديل ..بل الحل أن يقدموا خطه واضحة الملامح لتنفيذ تصورهم للوصول إلي خلافه إسلامية علي منهج رسول الله صلي الله عليه وسلم ..ويحددوا اشخاصها القادرين علي تحقيقها مادام الموجود ليس أهل لتحقيقه ..
لا اشكك في نواياهم بالطبع ولكن اين العمل علي الأرض ..
لو الإخوة التحموا بالشارع وعرفوا طبيعة المرحله واعترفوا بما يسمي فقه الواقع ..لن يكون هذا موقفهم ..
أرجو أن تتقبل أخي هذا الراي ليس من باب النقد بل النصيحه ..فنحن بحاجه إلي توحيد الصف لمواجهة تحديات المرحله بقوة ..وخاصة إننا لنا هدف واحد وهو تطبيق شرع الله ولكن اختلفنا حول طريقة تحقيق الهدف فقط ..
ثالثا ..وبالنسبة لملحوظاتي علي التحليل بشأن الثورات العربيه لا أدري إن كان يفيد طالما اختلفنا في الأساس
فالأخ الفاضل لا يؤمن بأنها تحرك شعبي بل يراها تحركات بايدي خارجيه ..
ولا ادري لماذا ننظر إلي الدافع ولا ننظر إلي النتائج وهي الأهم ..
حتي لو افترضنا فرضا أن هذه الثورات مدعومه من الخارج لتنفيذ خريطة الشرق الأوسط الجديد فهل هذا يعني أن اقف متفرجا وكل شئ يتحرك من حولي ؟؟
هل واجب العقل والحكمة بعد أن بقيت عقود طويله حبيس نظام فاسد ثم جاء ايا كان من جاء
فكسر القيد وفتح الأبواب وتحرك الجميع خارجا ..
هل من الحكمة أن ابقي في محبسي لأن من فتح الباب لي يخالف عقيدتي ومصلحته تتعارض مع مصلحتي ؟
هل خروجي مع من خرجوا اسير معهم في نفس المخرج لأنه ليس هناك غيره
وعندما تتاح أمامنا الفرص وتتعدد الطرق فاجد طريقي الذي أنشده ..هل هذا خيانه ؟
أم تعامل مع الواقع ؟؟مع الإحتفاظ بالهدف في عقلي وقلبي وتذليل الصعاب وخلق الفرص لتحقيقه ..
لماذا لا نترك الفرصه لمن تمكنوا من الوصول إلي اول الطريق ان ينفذوا خططتهم ونري النتائج ؟
لماذا نضع بأيدينا العراقيل أمامهم ونحبطهم ونحن يفترض أن لنا مصلحه واحده !!
لماذا أصبح إيجاد مساحات توافق بيننا ضرب من الخيال !!
والله يحزنني بشده أن يُضرب تيار إسلامي بتيار إسلامي آخر فيعطل بعضهم بعض ولن يستفيد إلا أعداء الإسلام في الداخل والخارج ..
أتمني أن أجد تفسير لهذه التساؤلات,,
سنتابع النقاش ونسأل الله الفهم السديد .
نائل سيد أحمد
03-03-2012, 01:11 PM
بما إني مؤمنه جدا بفترة التدرج في التغيير إلي ان نصل لدوله إسلاميه علي نهج رسول الله صلي الله عليه وسلم ..
والتدرج هذا حتي لانتعرض لنكسه تفقدنا ما حصلنا عليه
فما هي وجهة نظر ه فيمن ينهج هذا النهج..
طبعاً إن تمت الإجابة سأنقلها لهم إن شاء الله .
طبعاً كسباً للوقت ولعدم التأجيل ومن حق الجميع أخذ الوقت للمراجعة والتحضير
ولكن متابعتي هي خشية النسيان وهذا طبع البشر أو محاولة لعدم التراكم والله الموفق ..
سيتبع عرض شكل الرد الذي كان إن شاء الله
ومعذرة للإطالة فكل له طبعه ..
نائل سيد أحمد
03-03-2012, 01:14 PM
رد الأخ الفاضل بالطبع عليه عديد من الملحوظات آثرت ألا ادخل في نقاش حولها قد يوسع دائرة الجدال
ولكن هذه الجمله استوقفتني
اقتباس
التدرج سنة خبيثة سنتها بريطانيا عندما حلت مستعمرة لبلادنا،
فقط أدعو الأخ الفاضل إلي قراءة هذا المقال ..
http://www.islamstory.com/سنة-التدرج-في-الاصلاح
عبد الواحد جعفر
04-03-2012, 02:20 PM
بعد نقل التوضيح كان هذا الرد :
أولا جزي الله الأخ الفاضل (نائل) علي هذا المجهود و الإهتمام ..
ثانيا ..وللحقيقه دخلت في حوار مع الإخوة الأفاضل في حزب التحرير عدة مرات ولم ننته إلي نتيجه أو إتفاق ابدا
فالأخوة يسيرون بنهج " مَآ أُرِيكُمْ إِلاّ مَآ أَرَىَ وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاّ سَبِيلَ الرّشَادِ ..."
ينتقدون الجميع والنقد قد يصل لحد التخوين ولكنهم في ذات الوقت لايقدمون بدائل سوي بيانات
والبيانات ليست الحل البديل ..بل الحل أن يقدموا خطه واضحة الملامح لتنفيذ تصورهم للوصول إلي خلافه إسلامية علي منهج رسول الله صلي الله عليه وسلم ..ويحددوا اشخاصها القادرين علي تحقيقها مادام الموجود ليس أهل لتحقيقه ..
لا اشكك في نواياهم بالطبع ولكن اين العمل علي الأرض ..
لو الإخوة التحموا بالشارع وعرفوا طبيعة المرحله واعترفوا بما يسمي فقه الواقع ..لن يكون هذا موقفهم ..
أرجو أن تتقبل أخي هذا الراي ليس من باب النقد بل النصيحه ..فنحن بحاجه إلي توحيد الصف لمواجهة تحديات المرحله بقوة ..وخاصة إننا لنا هدف واحد وهو تطبيق شرع الله ولكن اختلفنا حول طريقة تحقيق الهدف فقط ..
ثالثا ..وبالنسبة لملحوظاتي علي التحليل بشأن الثورات العربيه لا أدري إن كان يفيد طالما اختلفنا في الأساس
فالأخ الفاضل لا يؤمن بأنها تحرك شعبي بل يراها تحركات بايدي خارجيه ..
ولا ادري لماذا ننظر إلي الدافع ولا ننظر إلي النتائج وهي الأهم ..
حتي لو افترضنا فرضا أن هذه الثورات مدعومه من الخارج لتنفيذ خريطة الشرق الأوسط الجديد فهل هذا يعني أن اقف متفرجا وكل شئ يتحرك من حولي ؟؟
هل واجب العقل والحكمة بعد أن بقيت عقود طويله حبيس نظام فاسد ثم جاء ايا كان من جاء
فكسر القيد وفتح الأبواب وتحرك الجميع خارجا ..
هل من الحكمة أن ابقي في محبسي لأن من فتح الباب لي يخالف عقيدتي ومصلحته تتعارض مع مصلحتي ؟
هل خروجي مع من خرجوا اسير معهم في نفس المخرج لأنه ليس هناك غيره
وعندما تتاح أمامنا الفرص وتتعدد الطرق فاجد طريقي الذي أنشده ..هل هذا خيانه ؟
أم تعامل مع الواقع ؟؟مع الإحتفاظ بالهدف في عقلي وقلبي وتذليل الصعاب وخلق الفرص لتحقيقه ..
لماذا لا نترك الفرصه لمن تمكنوا من الوصول إلي اول الطريق ان ينفذوا خططتهم ونري النتائج ؟
لماذا نضع بأيدينا العراقيل أمامهم ونحبطهم ونحن يفترض أن لنا مصلحه واحده !!
لماذا أصبح إيجاد مساحات توافق بيننا ضرب من الخيال !!
والله يحزنني بشده أن يُضرب تيار إسلامي بتيار إسلامي آخر فيعطل بعضهم بعض ولن يستفيد إلا أعداء الإسلام في الداخل والخارج ..
أتمني أن أجد تفسير لهذه التساؤلات,,
سنتابع النقاش ونسأل الله الفهم السديد .
الأخ الفاضل نائل، تحية طيبة، وبعد،،
جواباً على ملاحظات الأخت الفاضلة التي أشرت إليها، إليك ما يلي:
أولاً: ليس عيباً على المسلم التمسك برأيه إن كان رأيه هو الحكم الشرعي، أو غلب على ظنه أنه الحكم الشرعي. العيب كل العيب أن يتنازل المسلم عن أفكاره وآرائه لأن هذه الأفكار لا يوافق عليها خصمه، وربما جلبت له مغرماً. وما يفعله قادة التيارات الإسلامية اليوم في أية خانة تصنفها الأخت الفاضلة، فالذي يعطي تطمينات للغرب الكافر بأنه لن يفرض الحجاب، ولن يمنع السفور ولا الخمور، ولن يلغي معاهدات باطلة شرعاً مع أعداء مغتصبين وآخرين طامعين، ثم بعد ذلك ينظرعلى المسلمين بأنه لا يوجد مشروع خلافة إسلامية في تنظيمه، ويقول بملء فيه أنهم _في تنظيمه_ متفقون على دولة مدنية ديموقراطية!!! لقد أصبحت الخلافة الإسلامية "معرّة" و"رجساً" من عمل الشيطان في نظر هؤلاء ليتسابقوا في نفيها وتأكيد ما يريده عدوهم: وهي الدولة المدنية!!! وانظروا إلى كلام العلماني برهان غليون رئيس المجلس الوطني الذي كان صريحاً أكثر من قادة بعض التيارات الإسلامية حول مفهوم الدولة المدنية عندما قال في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال ونشرت بتاريخ 2/1/2012:
(كل الأطراف تنادي بدولة مدنية ديمقراطية تعددية تعامل مواطنيها بشكل متساوٍ أمام القانون. إن كلمة “مدنية” هي نسخة عن كلمة “علمانية”، علمانية بمعنى أنها تضمن حيادها تجاه الأديان والطوائف، وتؤكد على فصل الدولة عن الدين.
إن مصطلح “العلمانية” الدقيق له دلالة سلبية في العالم العربي، لذلك فإننا نفضل استخدام مصطلح “مدنية"). فهل بعد هذا تريد الأخت الفاضلة منا أن نتنازل عن أفكارنا وآرائنا، ولنرضي من؟! لنرضي الغرب الكافر حتى يفتح لنا الأبواب للوصول إلى الحكم في "مزرعته" الخاصة والتي تسمى الشرق الأوسط الكبير، وحتى تتأكد هي أيضاً أننا لسنا كفرعون المستبد برأيه {مَآ أُرِيكُمْ إِلاّ مَآ أَرَىَ وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاّ سَبِيلَ الرّشَادِ}؟!!!
وهل تصح مقارنة رأي حزب التحرير وهو حزب يقوم على العقيدة الإسلامية، ويتبنى الأفكار والأحكام والمعالجات الإسلامية. وطريقة سيره هي طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، بفرعون ورأيه، والله يقول عنه {وأضل فرعون قومه وما هدى}؟!!!!
سبحان الله..
ثم إن كانت الأخت الفاضلة غافلة عن مشروع الحزب في إنهاض الأمة، وعن تصوره للحياة الإسلامية بخطوطها العريضة وأحياناً التفصيلية في نظام الحكم والنظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي ونظام العقوبات، فضلاً عن دستور الدولة الإسلامية التي استنبط الحزب مواده البالغة 182 مادة استنباطاً شرعياً صحيحاً من الأدلة التي جاء بها الشرع، وهي الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والقياس، فضلاً عن خططه الحزبية لدخول المجتمع وصهر الأمة وبناء القاعدة الشعبية والنجاح في أخذ قيادة الأمة لنصرة الدعوة وإقامة الدولة .. أقول.. إن كانت غافلة عن ذلك كله، فهل لها أن تتساءل عن (خطه واضحة الملامح لتنفيذ تصورهم للوصول إلي خلافه إسلامية علي منهج رسول الله صلي الله عليه وسلم ..ويحددوا اشخاصها القادرين علي تحقيقها مادام الموجود ليس أهل لتحقيقه)؟!!
أما فكرة فقه الواقع، فقد خبرناها وخبرنا نصيبها من الصحة في نظر الشرع، عندما رأينا تطبيقاتها ومن أفواه دعاتها في تحليل الحرام وتحريم الحلال! حتى صار المسلم لا يعرف ما هو شرع الله وماهو الحلال والحرام؛ إذ بنظرية فقه الواقع والتي يعرفونها بأن يراعي الناظر في النوازل، حال الواقع المحيط بالنازلة، سواء كان الحال زمانا أو مكانا، وعلى الناظر تبعا لذلك مراعاة هذا الواقع عند حكمه.. بهذه النظرية أبيحت الاستعانة بالأجنبي في قتال مسلمين كما في تأييد دعاة فقه الواقع في منطقة الخليج للاستعانة بالقوات الأميركية لإخراج القوات العراقية من الكويت، كما بنفس النظرية أيضاً أبيحت الاستعانة بحلف الناتو للقضاء على القذافي وكتائبه الأمنية، والله تعالى يقول "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار" ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تستضيئوا بنار المشركين" "إنا لا نستعين بمشرك"،
ناهيك عن أن فقه الواقع أوجب قتال المسلمين إلى جانب إخوانهم في أفغانستان يوم أرادت أميركا استنزاف الاتحاد السوفييتي، بينما حرَّم فقه الواقع ودعاته قتال المسلمين إلى جانب إخوانهم في العراق!!!
فهل هذه نظرية فقه الواقع التي تريدنا الأخت الكريمة أن نعترف بها؟!!!
ثانياً: القول: (ولا ادري لماذا ننظر إلي الدافع ولا ننظر إلي النتائج وهي الأهم ..
حتي لو افترضنا فرضا أن هذه الثورات مدعومه من الخارج لتنفيذ خريطة الشرق الأوسط الجديد فهل هذا يعني أن اقف متفرجا وكل شئ يتحرك من حولي؟؟).
إذا لم ننظر إلى الدافع .. إلام ننظر أيتها الأخت المكرمة؟! أليس الله حرّم على المسلمين الصلاة في مسجد الضرار وهو مسجد للصلاة، لما كان الدافع لبنائه هو التفريق بين المؤمنين؟!! وإذا لم ننظر إلى الدافع الذي يحرِّك أميركا للوقوف إلى جانب العرب والمسلمين في ثوراتهم على حكامهم، وهي تذرف دموع التماسيح على ضحايا الحكام الذين نصبتهم ومكنتهم من رقاب العباد، وغضت الطرف عن إجرامهم وجبروتهم طيلة عقود مضت، وكم أوغلت هي في دماء المسلمين في أفغانستان والعراق، وإسرائيل في فلسطين ولبنان، إذا لم ننظر إلى الدافع وراء هذه الصحوة المفاجئة لـ"ضمير" هذا العدو الماكر، الذي يرى المنطقة مزرعة له لا يحق لأحد أن يتدخل فيها، ثم تترك قادة رأي وسياسيين وحقوقيين وإعلاميين وقادة حركات ومنظمات مجتمع مدني _تبين "سابقاً" لنا و"لاحقاً" للرأي العام حجم الدعم الأميركي لها_ يقودون هذه الحراكات ويرفعون شعارات معينة لا يسمح لغيرها أبداً.. إذا لم ننظر إلى الدافع وراء ذلك كله، فإلام ننظر أيتها الأخت المكرمة؟!!
أما التحرك تجاه ما يحدث، فإن ما يحدده قبل ذلك أمران؛ الأول: هو الوعي على الواقع وعياً صحيحاً ودقيقاً، ثم معرفة الحكم الشرعي وتنزيله على هذا الواقع؛ فنكون بذلك مسلمين نتحرك وفقاً لما يمليه الحكم الشرعي، لا وفقاً لما يريده غيرنا!
ثالثاً: القول: (هل واجب العقل والحكمة بعد أن بقيت عقود طويله حبيس نظام فاسد ثم جاء ايا كان من جاء
فكسر القيد وفتح الأبواب وتحرك الجميع خارجا ..
هل من الحكمة أن ابقي في محبسي لأن من فتح الباب لي يخالف عقيدتي ومصلحته تتعارض مع مصلحتي ؟
هل خروجي مع من خرجوا اسير معهم في نفس المخرج لأنه ليس هناك غيره
وعندما تتاح أمامنا الفرص وتتعدد الطرق فاجد طريقي الذي أنشده ..هل هذا خيانه ؟
أم تعامل مع الواقع ؟؟مع الإحتفاظ بالهدف في عقلي وقلبي وتذليل الصعاب وخلق الفرص لتحقيقه.. ).
وهل الموضوع حقاً بهذه البراءة أيتها الأخت الفاضلة؟! هل الغرب الكافر الذي تقطر أنيابه من دمائنا حريص على فك قيودنا، أم حريص على مصالحه، وهو ونحن ندرك تماماً أنه أخرجنا من سجننا ليستعبدنا مرة أخرى، ولكن هذه المرة بأفكاره ومفاهيمه التي يريد أن يطمس بها فكرتنا ومفاهيمنا؟!!
أما الخيانة فهي في السير مع هذا العدو لزيادة تكبيلنا مع التخلي عن مفاهيمنا وقيمنا حتى يرضى هذا السيد الغادر عنا، ويمكننا من الوصول إلى الحكم، لا لنطبق الإسلام، بل لنعطيه شهادات حسن سلوك بأننا تبنا عن الإسلام، واعتنقنا فكرته وطريقة عيشه، وجعلناهما فكرة وطريقة لنا في الحياة.
أما الاحتفاظ بالهدف في العقل والقلب، وتذليل الصعاب وخلق الفرص لتحقيقه، فيكفي في الرد على ذلك موقف رسولنا الكريم عندما عرض عليه سادة قريش الملك والجاه، وعرضوا عليه أن يتخلى عن شئٍ مما يدعو إليه حتى يسمحوا له بالعمل والدعوة بينهم، فكان موقفاً حاسماً وحازماً، وكان رده رداً يزلزل الجبال ويخلخل العقول، عندما قال: (والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الدين ما تركته حتى يظهره الله على الدين كله أو أهلك دونه) فنزل قول الله تعالى محذراً ومنبهاً للمصطفى ، وهو من هو من الرجولة والبطولة والموقف المبدئية الثابتة، {ودوا لو تدهن فيدهنون، ولا تطع كل حلَّاف مهين} وقوله: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذاً لاتخذوك خليلاً. ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً. إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً}
أوَ ليس عدونا وهو هذا الغرب الكافر وعلى رأسه أميركا يريد منا أن نترك الإسلام ونعتقد بعقيدته، عقيدة فصل الدين الحياة؟! أو ليس من يطالب بالدولة المدنية يعني أنه يطالب بدولة علمانية يفصل فيها الدين عن الحياة؟! أو ليس من يرسل رسائل تطمين إلى الغرب بأنه لن يفرض الحجاب ولن يمنع الخمور ولن يلغي المعاهدات، أليس من يفعل ذلك يكون قد أدهن في دينه، واتخذه الغرب خليلاً بعد أن ركن إليهم وطلب منهم أن يستعملوه في الحكم في هذه المنطقة التي يعتبرونها مزرعة لهم؟!!
عبد الواحد جعفر
04-03-2012, 02:20 PM
رابعاً: القول: (لماذا لا نترك الفرصه لمن تمكنوا من الوصول إلي اول الطريق ان ينفذوا خططتهم ونري النتائج ؟
لماذا نضع بأيدينا العراقيل أمامهم ونحبطهم ونحن يفترض أن لنا مصلحه واحده !!
لماذا أصبح إيجاد مساحات توافق بيننا ضرب من الخيال (!!
نحن نعطيهم الفرصة للنجاة من هذا الكيد والتدبير الذي يقوم به الغرب الكافر لتنفيذ مشروعه بأيدي أبناء المسلمين، فهل من يفعل ذلك يلام على فعله، ومن يسير أو يساير الغرب في مخططهم يمدح ولا يلام.. سبحان الله: {ما لكم كيف تحكمون}.
أما مساحات التوافق بين المسلمين فهي القرآن والسنة وما أرشدا إليه من أدلة، وما سوى ذلك يبقى الخلاف لا يضر ما دام لا يحرِّم حلالاً أو يحلل حراماً أو يهدم الإسلام ويكون عوناً للكفار على إبعاده عن الحياة والدولة والمجتمع.
نسأل الله لنا وللمسلمين النصر والتمكين في الأرض، وأن يكشف عن أبصار أخوتنا الغشاوة حتى يروا الحق حقاً ويرزقهم اتباعه، ويروا الباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه.
والسلام عليكم
نائل سيد أحمد
14-03-2012, 10:12 PM
طبعاً كسباً للوقت ولعدم التأجيل ومن حق الجميع أخذ الوقت للمراجعة والتحضير
ولكن متابعتي هي خشية النسيان وهذا طبع البشر أو محاولة لعدم التراكم والله الموفق ..
سيتبع عرض شكل الرد الذي كان إن شاء الله
ومعذرة للإطالة فكل له طبعه ..
يرفع للتذكير والتحريك والمتابعة بحاجة الى نفس طويل .
السلام عليكم
إلا أن هناك من يدفع باتجاه معاكس لحماية الطائفة سواء بإبقاء البلد تحت قبضتهم أو بتحصين المناطق التي يتركز وجودهم فيها وهي الجبال المحاذية لمدن بانياس وطرطوس واللاذقية والممتدة من جنوب ساحل تركيا على المتوسط حتى شمال لبنان.
الخطة "ب" .. الخيار الأخير لبشار الأسد: اقامة منطقة علوية
تصنيف الخبر: الهدهد تاريخ النشر: 2012/03/20 - 07:56 pm المصدر: وطن
أماطت مصادر صحافية اللثام عن «الخطة ب» المدروسة والمنفذة بعناية، والتي تمثل الخيار الأخير لرئيس النظام السوري بشار الأسد، عندما تتحول المواجهات عن سياقها الحالي، إلى عملية واسعة منظمة ومدعومة بقرار دولي، يشمل الحسم مع إيران- سلما أو حربا-، فضلا عن تسوية مع روسيا، أو احتواء لدورها الداعم للنظام.
وذكرت صحيفة القبس الكويتية أن الخطة ب مفادها تحضير بشار الأسد لإقامة "الدولة العلوية"، والتي تمتد من الحدود التركية شمالاً إلى الحدود اللبنانية جنوبًا، فيما يحدها من الغرب البحر المتوسط، ومن الشرق أطراف جبال العلويين.
وكتبت الصحيفة تقول: "هذا فحوى ما جرى تداوله في لقاء عمل ضم مجموعة من الإعلاميين ينتمون لدول مختلفة في المنطقة. ووفقا للمعطيات التي يجري تداولها، ولقراءة خريطة المنطقة الشمالية لسوريا، كان لا بد من سحق انتفاضة حمص بالشكل الذي تم، وتهجير أهلها، لتكون «عبرة» لغيرها من المدن والمناطق «السنية» المجاورة، وخصوصا بانياس وطرطوس الساحليتين، اللتين من الضروري أن تكونا ضمن حدود الدولة العتيدة، ولو بعد تهجير سكانهما، ليكون امتداد هذه «الدولة» من الحدود التركية شمالا إلى الحدود اللبنانية جنوبا، ويكون البحر الأبيض المتوسط حدها الغربي وأطراف جبال العلويين شرقا".
وتضيف الصحيفة قائلة إن "من شأن هذه الحدود أن تجد لها امتدادين حيويين: الأول بحرا والثاني عبر الحدود اللبنانية، وتحديدا عبر سهل البقاع بمناطقه ذات الأكثرية الشيعية، الواقعة ضمن نفوذ حزب الله" الشيعي اللبناني.
ويؤكد النشطاء السوريون أن "النظام سلَّح القرى العلوية في كل سوريا بهدف إشعال فتنة طائفية، وللأسف الشديد بعض أبناء الطائفة ينجرون إلى أسلوبه الفتنوي".
وفي يناير الماضي، كشف موقع "ديبكا" الصهيوني النقاب عن استعدادات بشار الأسد وأفراد أسرته إلى مغادرة سوريا في حال اندلاع حرب أهلية.
وأشار الموقع الصهيوني إلى أنه في حال اندلاع حرب أهلية في دمشق سينتقل الأسد وأفراد أسرته إلى جبال الأنصارية في غرب سوريا.
وأضاف أنه من هذه المنطقة سوف يستمر أفراد أسرة الأسد والقيادة العسكرية والاستخباراتية في إدارة حرب البقاء في الحكم.
وعلمت المصادر الاستخباراتية والعسكرية التابعة للموقع الصهيوني أنه بالفعل الآن تعمل وحدات سلاح الهندسة على إقامة معسكرات ووحدات في المناطق المشجرة في الجبال أو في مبانٍ تحت الأرض وتجهيز ملاجئ ووضع التحصينات المضادة للدبابات.
وكشفت المصادر الاستخباراتية عن قيام المخابرات السورية ببدء العمل في تجهيز المنطقة من منتصف ديسمبر الماضي، وعلى ما يبدو؛ فإن أعمال البناء من المقرر أن تنتهي أواخر يناير الجاري حيث ستصبح منطقة جبال الأنصارية من أكثر المناطق المحصنة في الشرق الأوسط.
ومن جانبه، قال وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك الاثنين أمام أعضاء في الكنيست بأنه يعتقد أن عائلة الرئيس السوري بشار الأسد بقيت لديها "عدة أسابيع" فقط في الحكم.
.....تعليق
يبدو أن أمريكا تريد أن تجعل الطريقة الوحيدة لتخليص الشعب السوري من النظام المجرم هو إنحساره في منطقة الساحل كمقدمة لفرض واقع جديد على الارض.والتفجيرات المتكررة في حلب ودمشق ووجود الجيش الحرفيهما يدل على ذلك وإستخدام القاعدة في إشعال الحرب الطائفية يدل على ذلك أيضا {كما فعلت في العراق}.
والمذابح التي جرت وستجري ستجعل الشعب السوري المسلم يقبل الكيان العلوي الجديد ويعتبره نصراً مؤزراً.
عبدالمحسن
22-03-2012, 09:47 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
الحقيقة ان امريكا تمارس التضليل بشكل يجعل من الصعب التنبؤ بالسيناريو الذي تنوي القيام به . ويبقي كل سيناريو مفترض ضمن مجال التكهنات . وقد حدث هذا من قبل بالعراق حيث اوصلت الامور الى مشارف التقسيم . ثم فجأة اوقفت حمام الدم والاقتتال الطائفي . وبدأ عملائها الذين كانوا ينادون بالتقسيم يرفضونه ويصرون على العراق الموحد .
لذلك الوضع في سوريا معقد ومعقد جدا . فالنظام يعتمد بشكل كلي على منظومة عسكرية امنية متجبرة من الطائفة العلوية حصرا . ولا يثق بأحد سواها . ولديه اسلحة فتاكة . والى الان لم يستخدم جزء كبير من اسلحته . ناهيك عن الدعم العسكري المقدم من روسيا والذي وصل اخره الى حد ارسال فرق من مشاة البحرية الروسية .
والنظام يدرك تماما ان لا امل له بالاستمرار ابدا الا بقدر ما يبقى مسيطرا على الموقف العسكري على الارض . فالغالبية العظمى من السنة ترفضه جهارا نهارا . والسنة يشكلون حوالي 80 بالمئة من اهالي سوريا . وامريكا تدرك ذلك بالطبع . اما ماذا تريد امريكا من منح النظام فرصا للقتل و الابادة . انا ارى ان امريكا تريد منه ان يقتل اكبر عدد من الناس قبل الرحيل فقط لا غير . وامريكا ستسمح ايضا للسنة بعمل مجازر ضد العلويين . وربما سوف تستخدم سوريا القادمة بنزع سلاح حزب الله بعد ان تورط مع النظام . هذه الاحداث ستبقي المنطقة مشغولة ليس اقل من 3 سنوات . وطبعا هذا سيستنزف اهل سوريا ومن حولهم ماديا ومعنويا . وسيكون لتركيا دور مشابهه للدور الايراني في العراق . هذا والله اعلم .
السلام عليكم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
الحقيقة ان امريكا تمارس التضليل بشكل يجعل من الصعب التنبؤ بالسيناريو الذي تنوي القيام به . ويبقي كل سيناريو مفترض ضمن مجال التكهنات . وقد حدث هذا من قبل بالعراق حيث اوصلت الامور الى مشارف التقسيم . ثم فجأة اوقفت حمام الدم والاقتتال الطائفي . وبدأ عملائها الذين كانوا ينادون بالتقسيم يرفضونه ويصرون على العراق الموحد .
لذلك الوضع في سوريا معقد ومعقد جدا . فالنظام يعتمد بشكل كلي على منظومة عسكرية امنية متجبرة من الطائفة العلوية حصرا . ولا يثق بأحد سواها . ولديه اسلحة فتاكة . والى الان لم يستخدم جزء كبير من اسلحته . ناهيك عن الدعم العسكري المقدم من روسيا والذي وصل اخره الى حد ارسال فرق من مشاة البحرية الروسية .
والنظام يدرك تماما ان لا امل له بالاستمرار ابدا الا بقدر ما يبقى مسيطرا على الموقف العسكري على الارض . فالغالبية العظمى من السنة ترفضه جهارا نهارا . والسنة يشكلون حوالي 80 بالمئة من اهالي سوريا . وامريكا تدرك ذلك بالطبع . اما ماذا تريد امريكا من منح النظام فرصا للقتل و الابادة . انا ارى ان امريكا تريد منه ان يقتل اكبر عدد من الناس قبل الرحيل فقط لا غير . وامريكا ستسمح ايضا للسنة بعمل مجازر ضد العلويين . وربما سوف تستخدم سوريا القادمة بنزع سلاح حزب الله بعد ان تورط مع النظام . هذه الاحداث ستبقي المنطقة مشغولة ليس اقل من 3 سنوات . وطبعا هذا سيستنزف اهل سوريا ومن حولهم ماديا ومعنويا . وسيكون لتركيا دور مشابهه للدور الايراني في العراق . هذا والله اعلم .
الاخ الفاضل عبد المحسن بارك الله فيك
نعم أخي الكريم امريكا تمارس التضليل ولديها دائرة تسمى دائرة التضليل
والكذب ولكن هذا لا يجعلنا ان نعتبر كل ما يصدر من مقالات وتصريحات
هو تضليل وخاصة اذا كانت الاعمال على ارض الواقع تخالف الاقوال،ولذلك
لا يصح إعتبارها تكهنات والتكهنات كثيرة والامر هنا مبني على مؤشرات تدل
علية، فهل ترك النظام السوري عمالتة لأمريكيا وإذا كان كذلك لماذا لا
تلاحقه قضائيا عبر محكمة الجنايات الدولية بعد كل هذه الجرائم كما فعلت
بالقذافي منذ بداية الاحداث في ليبيا.لماذا إستخدم النظام السوري القوة
المفرطة ضد السنة بعد الفيتو مما عمق الجراح بين السنة والعلويين،ثم أليست
سورية جزء من الشرق الاوسط وأمريكا تنفذ مشروعها مشروع الشرق الاوسط
الكبير ومن الصواب أن نعرف ماذا تريد أن تفعل في كل بلد على حدة
خاصة في ظل سير كل اللاعبين في الساحات العربية في خدمة هذا المشروع
سواء عن علم أو عن جهل. ثم لماذا تريد أمريكا من الرئيس العلوي قتل أكبر عدد من أهل السنة هل هي متعطشة للدماء أم أن لها غاية من ذلك تريد تحقيقها على أرض الواقع. لقد تحدث الشباب في هذا المنتدى عن تفكيك
الجيش السوري وعن المنطقة العازلة وعن وضع جديد للعلوين قبل ظهور مثل
هذه المقالات بهذا القدر في وسائل الاعلام وإستخدامها هنا من أجل تأكيد
صواب الرأي.أما أن أمريكيا ستنجح أو تفشل فهذا موضوع آخر.
أما بالنسبة لتقسيم العراق فأنا أتفق معك اخي الكريم أن امريكيا ارادت ذلك
وقامت بتحضيره على ارض الواقع ولم يبقى إلا إقراره في البرلمان العراقي
وتعطل ذلك لسببين حسب رأيي،والسبب الاول هو عدم وجود قيادات قادرة
على تمثيل اهل السنة بعد صدور قانون إجتثاث البعث والسبب الثاني هو
الرأي العام العراقي الذي يعتبر التقسيم الفدرالي مشروع أمريكي بإعتبارها
قوات إحتلال ولاحظنا كيف خرجت دعوات الفدرلة من بعض المحافظات بعد
خروج الجيش الامريكي.وفدرلةالبلد في ظل عدم وجود قوات إحتلال سيكون
مطلب عراقي مما يسهل على أمريكيا تنفيذه.
ثم اخي الكريم هل الجيش الحر والمتظاهرين بهذه القوة حتى ترسل روسيا
فرق من مشاة البحرية مع أنك تقول أن النظام لم يستحدم كل قوتة ولدية
أسلحة فتاكة كيف يستقيم هذا القول.
المعلوم أن حزب الله صناعة أمريكية عن طريق إيران وسوريا فهل إنتهى
دوره حتى تقوم سوريا القادمة بنزع سلاحة أم أن هذه تكهنات.وإذا كانت
الاحداث ستستنزف أهل سورية ماديا ومعنويا كيف سيتم تنفيذ هذة المهمة
في أمان الله.
بوفيصيل
22-03-2012, 02:46 PM
السلام عليكم اخي حريص وبارك الله فيك علي هذه الاسئله التي فعلا تحتاج الي أجوبة وتوضيح لو تكرمت علينا بها
ودمتم في امان الله وحفظه
عبدالمحسن
24-03-2012, 11:07 PM
الاخ حريص ... الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
في البداية لقد كتبت قبل فترة قصيرة موضوعا في المنتدى اسميته ( اخطاء يقع بها الشباب عند التحليل السياسي ) ارجو منك ان تقرأه ، وان تكتب اي ملاحظات تراها .
اخي الكريم . الدول تضع خطط معينة للوصول الى غايات . وتضع سيناريوهات لتنفيذ خطتها . وما قصدته بالتكهنات السيناريوهات لانها تختلف ويتم تغييرها وفق المعطيات على الارض . وعلى سبيل المثال ان امريكا وضعت خطة لتقسيم العراق . لكن من كان يستطيع ان يجزم بالسناريو قبل وقوعه . من كان يدري وقت احتلال العراق ان امريكا ستعمل تفجيرات ضخمة في الاماكن الشيعية وفرق موت في الاماكن السنية . وسوف تستخدم القاعدة بهذا الشكل الكبير . وهكذا .
وكذلك ان امريكا وضعت خطة لاحتلال الخليج والعراق منذ مطلع السبعينات . لكن السناريو . ثورة شيعية وحرب بين العراق وايران ثم غزو صدام للكويت واحتلال الخليج من قبل امريكا ... الى ما وصلنا له .
نأتي الى سوريا ... امريكا انهت خدمات بشار الاسد ونظامه انتهى . لكن امريكا ليست مستعجلة في انهاء الملف واستقرار الاوضاع . كما ابقت صدام حسين 13 عام بعد حرب ال91 في اوضاع سياسية واقتصادية محطمه . وسوف تقدم من يبقى من قادة النظام السوري الى محمكة الجنايات ، لماذا انت مستعجل عليهم . عداد القتلى مازال ليس كافيا . ثم لا تقس ليبيا على سوريا . كل حالة لها ظروفها .
ثم اعلم اخي . ان العملاء لا يستقيلون انما يقالون . يعني العميل لا يقرر انه سيبقى او لا . اسياده هم من يقرروا ذلك ، هؤلاء باعوا انفسهم ومصائرهم للشيطان . فلا يقال هل ترك النظام عمالته . اصلا هو لا يستطيع ان يقرر بذلك . فهذا صدام حسين بقي عميل حتى اعدامه كان خدمة لامريكا . حيث عمقت به الانقسام الطائفي .
اما قولك هل امريكا متعطشة لدماء المسلمين !. فإذا كان هذا استفهام عادي فتلك مصيبة . واذا كان استفهام استنكاري فالمصيبة اعظم . لان قادة الغرب عموما ومنهم امريكا في غالبهم يؤمنوا بنظرية الندرة النسبية وان ما تنتجه الكرة الارضية لا يكفي لعدد السكان المتزايد . ولابد من تخفيض عدد سكان الارض بمختلف الوسائل مثل الحروب والامراض القاتلة والمجاعات . وهكذا . وقد اشار لذلك هتلر في كتاب كفاحي . وغيره . ولو نظرة الى الفترة القصيرة الماضية . لرأيت مليون قتيل في الجزائر واكثر من مليون في حرب العراق ايران واكثر من مليوني قتيل في غزو روسيا الى افغانستان ومذابح البوسنه هرسك وعدد لا يحصى في غزو امريكا لافغانستان ومليون ونصف في غزو امريكا للعراق . ومذابح الهوتو والتوستي والمجاعات المستمرة و وغيره .. معظم هذه الحروب والمجاعات والقتل كان بأمكان امريكا وقف القاتل , طبعا ممن لم تقتلهم امريكا بنفسها . لكن امريكا تتدخل بعد انتهاء عمليات القتل خصوصا اذا القتلى مسلمون . لانها متعطشة لدماء المسلمين . الا اذا وجد مانع معين او خطه ما .. واذكرك بقوله تعالى : {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ }التوبة8
وقوله : {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ }التوبة10 .
ولا اريد ان اطيل عليك . لكن ما عنيته بالاسلحة التي لم يستخدمها النظام السوري هو الصواريخ متوسطة المدى . وسلاح الجو . وهذه لا تنفع في حرب العصابات التي يشنها الجيش الحر . وللعلم من اكبر المشاكل التي يواجهها جيش الاسد الفاجر هو الانشقاقات المتزايدة . و تسرب المعلومات عن العمليات . لذلك يلجا الى القصف من بعيد . لذلك ربما استدعى الامر احضار فرقة كومانس روسية لتنفيذ عمليات نوعيه متجاوزا مشاكل الجيش الاسدي .
اما ما قولته عن اسباب وقف امريكا لتقسيم العراق . فلا اراها مقنعة لان صنع القيادات امر سهل والاعلام والمسرحيات كفيل بذلك . ولا اعلم متى كان الراي العام في بلادنا مهم لتنفيذ الخطط . وحتى الرأي العام ممكن تشكيله بالاعلام المأجور . وانت شاهدت كيف قسمت بريطانيا وفرنسا بلاد المسلمين ومازال التقسيم باقيا الى اليوم . ففي حوران بلاد الشام وضع الانجليز خط في منتصف سهل حوران في منطقة مترابطة عشائريا ونفس الطبيعة ونفس المذهب . وحتى اللهجة نفسها . ومازال هذا الخط قائما يحرسه ابناء المسلمين ليل نهار .
اما حزب الشيطان فقد انتهى دوره وها قد تم توريطه في احداث سوريا . وعميله استئصاله ستكون عمليه قذرة مثل استئصال النظام العلوي الفاجر نفسه .
بوفيصيل
25-03-2012, 01:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام ادامكم الله ذخرا للامة
من الواضح من الرأيين سواء الاخ حريص او أخونا عبد المحسن انه لا خلاف علي الخط العريض لمشروع امريكا في المنطقة لكن ما هو مختلف فيه هو الكيفية التي يمكن ان تدير بها امريكا الامور وهي خاضعة لما يجري ويطرأ لما لا يكون في حسبانها فهي بلا شك لا تملك الإحاطة بكل شي وليست اله لهذا الكون ولا شك ان هناك متغيرات علي الارض تطرأ لم تكن في الحسبان فلا آري اختلافا في الفهم بينكما فكل منكما علي صواب وارئكما هي حقيقة علي غلبة الظن ولا نجعل من انفسنا مكان امريكا ونقول لماذا لم تفكر بكذا او كذا وانما نرصد التحركات والتصريحات التي تصدر عن ساستها ونحكم بذلك والتضليل هو من طريقة تفكيرها وببراعة
ارجوا ان اكون قد أصبت في فهم الخلاف الذي بينكم وان كان غير ذلك فارجوا ان يتسع صدركم لمثل هكذا فهم
ودمتم في أمان الله وحفظه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الاخ حريص ... الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
في البداية لقد كتبت قبل فترة قصيرة موضوعا في المنتدى اسميته ( اخطاء يقع بها الشباب عند التحليل السياسي ) ارجو منك ان تقرأه ، وان تكتب اي ملاحظات تراها .
اخي الكريم . الدول تضع خطط معينة للوصول الى غايات . وتضع سيناريوهات لتنفيذ خطتها . وما قصدته بالتكهنات السيناريوهات لانها تختلف ويتم تغييرها وفق المعطيات على الارض . وعلى سبيل المثال ان امريكا وضعت خطة لتقسيم العراق . لكن من كان يستطيع ان يجزم بالسناريو قبل وقوعه . من كان يدري وقت احتلال العراق ان امريكا ستعمل تفجيرات ضخمة في الاماكن الشيعية وفرق موت في الاماكن السنية . وسوف تستخدم القاعدة بهذا الشكل الكبير . وهكذا .
وكذلك ان امريكا وضعت خطة لاحتلال الخليج والعراق منذ مطلع السبعينات . لكن السناريو . ثورة شيعية وحرب بين العراق وايران ثم غزو صدام للكويت واحتلال الخليج من قبل امريكا ... الى ما وصلنا له .
نأتي الى سوريا ... امريكا انهت خدمات بشار الاسد ونظامه انتهى . لكن امريكا ليست مستعجلة في انهاء الملف واستقرار الاوضاع . كما ابقت صدام حسين 13 عام بعد حرب ال91 في اوضاع سياسية واقتصادية محطمه . وسوف تقدم من يبقى من قادة النظام السوري الى محمكة الجنايات ، لماذا انت مستعجل عليهم . عداد القتلى مازال ليس كافيا . ثم لا تقس ليبيا على سوريا . كل حالة لها ظروفها .
ثم اعلم اخي . ان العملاء لا يستقيلون انما يقالون . يعني العميل لا يقرر انه سيبقى او لا . اسياده هم من يقرروا ذلك ، هؤلاء باعوا انفسهم ومصائرهم للشيطان . فلا يقال هل ترك النظام عمالته . اصلا هو لا يستطيع ان يقرر بذلك . فهذا صدام حسين بقي عميل حتى اعدامه كان خدمة لامريكا . حيث عمقت به الانقسام الطائفي .
اما قولك هل امريكا متعطشة لدماء المسلمين !. فإذا كان هذا استفهام عادي فتلك مصيبة . واذا كان استفهام استنكاري فالمصيبة اعظم . لان قادة الغرب عموما ومنهم امريكا في غالبهم يؤمنوا بنظرية الندرة النسبية وان ما تنتجه الكرة الارضية لا يكفي لعدد السكان المتزايد . ولابد من تخفيض عدد سكان الارض بمختلف الوسائل مثل الحروب والامراض القاتلة والمجاعات . وهكذا . وقد اشار لذلك هتلر في كتاب كفاحي . وغيره . ولو نظرة الى الفترة القصيرة الماضية . لرأيت مليون قتيل في الجزائر واكثر من مليون في حرب العراق ايران واكثر من مليوني قتيل في غزو روسيا الى افغانستان ومذابح البوسنه هرسك وعدد لا يحصى في غزو امريكا لافغانستان ومليون ونصف في غزو امريكا للعراق . ومذابح الهوتو والتوستي والمجاعات المستمرة و وغيره .. معظم هذه الحروب والمجاعات والقتل كان بأمكان امريكا وقف القاتل , طبعا ممن لم تقتلهم امريكا بنفسها . لكن امريكا تتدخل بعد انتهاء عمليات القتل خصوصا اذا القتلى مسلمون . لانها متعطشة لدماء المسلمين . الا اذا وجد مانع معين او خطه ما .. واذكرك بقوله تعالى : {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ }التوبة8
وقوله : {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ }التوبة10 .
ولا اريد ان اطيل عليك . لكن ما عنيته بالاسلحة التي لم يستخدمها النظام السوري هو الصواريخ متوسطة المدى . وسلاح الجو . وهذه لا تنفع في حرب العصابات التي يشنها الجيش الحر . وللعلم من اكبر المشاكل التي يواجهها جيش الاسد الفاجر هو الانشقاقات المتزايدة . و تسرب المعلومات عن العمليات . لذلك يلجا الى القصف من بعيد . لذلك ربما استدعى الامر احضار فرقة كومانس روسية لتنفيذ عمليات نوعيه متجاوزا مشاكل الجيش الاسدي .
اما ما قولته عن اسباب وقف امريكا لتقسيم العراق . فلا اراها مقنعة لان صنع القيادات امر سهل والاعلام والمسرحيات كفيل بذلك . ولا اعلم متى كان الراي العام في بلادنا مهم لتنفيذ الخطط . وحتى الرأي العام ممكن تشكيله بالاعلام المأجور . وانت شاهدت كيف قسمت بريطانيا وفرنسا بلاد المسلمين ومازال التقسيم باقيا الى اليوم . ففي حوران بلاد الشام وضع الانجليز خط في منتصف سهل حوران في منطقة مترابطة عشائريا ونفس الطبيعة ونفس المذهب . وحتى اللهجة نفسها . ومازال هذا الخط قائما يحرسه ابناء المسلمين ليل نهار .
اما حزب الشيطان فقد انتهى دوره وها قد تم توريطه في احداث سوريا . وعميله استئصاله ستكون عمليه قذرة مثل استئصال النظام العلوي الفاجر نفسه .
الاخ الكريم عبد المحسن بارك الله فيك.
الموضوع الذي نصحتني بقرائتة كنت قد قرائته وراجعتة وشكرا على النصيحه.{اخطاء يقع فيها الشباب عند التحليل السياسي}
الافتراضات التي تحدثت عنها لم ألحظ وجودها عند الشباب ولكن الدين النصيحة.اما بالنسبة للفقرة السابعة فلا ادري كيف سأستحضر سنن الكون حين تتبع اخبار حدث سياسي معين من كل جوانبة ثم اقوم بتحليله وكشف ما يجري او ما سيجري بناءً على شواهد ومؤشرات تدل عليه... وواقع علاقة روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا مع امريكيا يحددة مواقف هذه الدول من القضايا الدوليه وروسيا تتعاون مع امريكيا في بعض القضايا خاصة مشروع حل الدولتين من خلال الرباعية.ولم اسمع ان احدا قال ان الصين عميلة لأمريكاوفرنسا وبريطانيا واضح دورهم في تنفيذ مخططات امريكيا وخاصة في الشرق الاوسط وافريقيا مناطق نفوذهما السابقة...
اما قولك ان امريكيا انهت خدمات بشار الاسد وان نظامة انتهى فما هو وضعه الآن هل هو مستقل سياسيا ام عميل لدولة اخرى...وعدد القتلى غير كافي هل ذلك لأشباع رغباتهم ام لتنفيذ مخططاتهم.وأنا لم اقيس سورية على ليبيا واعرف ذلك جيدا ولكن لماذا بشار غير مدان ولا يوجد عمليات انشقاق في البعثات الدملوماسية ولا حالة واحدة وما زال مندوبهم في الامم المتحدة يسرح ويمرح ومهمة عنان للخروج من الازمة وغير ذلك كله وبشار الاسد انتهى...واماقولك ان العملاء لايستقيلون وانما يقالون فهذا يحصل في ظل عدم وجود صراع دولي ولا يجوز تعميمه لأن الموقف الدولي يتبدل ولا يثبت على حال لمدة طويلة ولذلك تسعى امريكا للاستمرار بالانفراد بالموقف الدولي لمئة عام مقبله وما يجري في البلاد العربية يأتي في هذا السياق.{كيف تحول حكام السعودية من عملاء للانجليز الى عملاء للامريكان}
اما قولي هل امريكيا متعطشة لدماء المسلمين ليس استفهام عادي ولا استنكاري ولا مصيبة والمصيبة ان نجعلة سببا لما يجري دون الالتفات للمؤامرات التي تحاك للامة الاسلامية مثل حرفهم عن دينهم وتفتيت بلادهم مرة أخرى. اما بالنسبة لنظرية الندرة النسبية فامريكيا بحاجة لقتل مليار انسان في وقت قصير لتحقيق ذلك لأن نسبة المواليد اكثر في العالم من الوفيات الناجمة عن الحروب والكوارث.
والحروب الطاحنة موجودة على مدار التاريخ ولا تندرج تحت تطبيق هذه النظرية.
اما بالنسبة لصواريخ وسلاح الجو السوري ربما يستخدمها النظام بعد اقامة المنطقة العازلة اذا لزم الامر لتبرير تزويد الجيش الحر بالاسلحة الفاعلة.
اما بالنسبة للعراق فلم اقل ان امريكيا اوقفت مشروع التقسيم الفدرالي وانما تزيل العقبات امام تنفيذه مثل اعادة البعثيين سياسيا من اجل تمثيل السنة.
اما بالنسبة للراي العام فيحسب حسابه دائما ولذلك تجري محاولات صياغتة
والتقسيم البريطاني الفرنسي كان في زمن الافكار الوطنية والقومية التي كانت سائدة.لماذا لم يجرء احد من حكام العرب ان يظهر موقفة الحقيقي من اسرائيل في ذلك الوقت هل السبب خوفهم من الله تعالى امن من الراي السائد عند العرب من الكيان الصهيوني،الراي العام يصعب الوقوف بوجهه.
اما انتهاء حزب الله بسبب تورطة في سورية فهل تنتهي روسيا بسبب تورطها وارسالها كوماندز لمساعدة النظام العلوي.
ارجوا المعذرة اخي عبد المحسن فانا اتفق معك في نقاط واختلف في اخري
ولا أُفسد للود قضية
في امان الله,
عبدالمحسن
25-03-2012, 11:48 PM
الاخ حريص . بارك الله بك .
الحقيقة اني لا احب المجادلة الطويلة بالسياسة . ولولا حرصي على اخواني لما ناقشت من البداية .لاني ارى ان الامه تعاني من بلاء فكري وغياب وعي على الاسلام . وسيطرت عقلية سلفية اخوانية على الامه . وارى ان الوعي السياسي يأتي في مرحلة تلحق الوعي الفكري الفقهي .
وطالما طلبت من الشباب التركيز بالحديث على الامه على ان الحكام طوغيت اعداء للاسلام يحكمون بالكفر . وهذا امر يسهل اثباته من القران الكريم . بدلا من خوض معارك لا تثمر غالبا ان صدام عميل لامريكا او بريطانيا . وقصدت من هذا التركيز على ربط مفاهيم الامه بالاسلام حصرا . وعلى رعاية شؤون الامه بالاسلام وبالاسلام حصرا .
وها قد شاهدنا وعلى مدى السنين ان شباب الحزب كانوا اوعى الناس سياسيا . ولكن ماذا كان رصيدهم الشعبي وكم نسبة تأيدهم بين الجماهير . وماذا فادهم الوعي السياسي العميق وهم خارج المجتمع . ولا اعني طبعا الابتعاد عن السياسة . ولكني رأيت وارى الى اليوم تركيزا شديدا عليها من الشباب جعلهم يهملون جوانب اخرى .
على كل حال .
ما كتبته حول اخطاء الشباب والناس عموما في التحليل السياسي كان نتيجة لما لمسته من العيش الطبيعي على مدار 20 عام مع الامة والشباب . فطالما قيل لنا : اذا كان صدام حسين عميل لامريكا لماذا تعدمه اذن ؟ وكأنهم يفترضون ان امريكا ستضع عميلها في الجنة في نهاية المطاف . كنا نقول قوله تعالى : {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ }الحشر16
وقيل لماذا لم تكلفه بمهام اخرى : نقول: انتهت مهمة العميل . يجب ان يذهب الى الجحيم . وقيل ايضا اذا رأيت امريكا انهاء خدمات عميلها تتصل به هاتفيا وتقول له انصرف ، ليش تعمل ثورة وتسفك الدماء . نقول : الا تعلم ان العملاء حلفاء الشياطين يجب ان يلحقهم الخزي في الدنيا والاخرة . وامريكا تريد غايات من الثورات تتطلب انهاء خدمات العميل بهذا الشكل .. وهكذا .. فاذا لم تلمس انت اخي اخطاء الشباب بالتحليل السياسي فاما انك تقع بنفس الاخطاء او لا تعيش مع الشباب . (وارجو ان تتحملني اخي ويتسع صدرك لي )
نأتي الى موضوعنا . كان مما كشف من وثائق وجدت في مكتب استخبارات القذافي وذكره مراسل الجزيرة مرة واحدة ولم تعد لذكره مراسلات حتى الاسبوع الاخير مع السي اي ايه . وكانت على شكل نصائح لكيفية التصرف . وكتب مدير سجن صدام انه حتى الاسبوع الاخير من حياته كان يقول لمدير سجنه : لماذا تخليتم عني وتحالفتم مع ايران . لا تثقوا بالايرانيين . يعني كان مازال لديه امل ان يعاد الى الخدمة .
لمذا تفترض ان امريكا اذا انهت خدمات بشار ونظامه يجب ان ترسل لهم خطابا مروسا ورسميا : انتهت خدماتكم الان اذهبوا الى العمل مع جهة اخرى او انتم الان احرار . امريكا تبقى على صله معاه حتى يقف على حبل المشنقة ثم تقول له الى اللقاء عزيزي في جهنم .
لكن سير الاحداث والمتابع يرى ان نظام بشار لا افق سياسي له ولم يعد قادرا على الاستمرار كنظام يحظى بالقبول . لكن تسريع الخطوات يحتاج الى مبررات مثل استقرار منابع النفط كما كان الامر في ليبيا او يحتاج الى تحضير بدائل مقنعه والتنسيق مع اسرائيل .
كان بامكان امريكا اسقاط صدام سنة 91 بكل سهوله ووصل جيشها الى الناصرية . اذن لماذا ابقت العراق بهذا الوضع 13 سنة مات خلالها ما يقرب من مليون عراقي بسببب الحصار واجرام صدام ثم جاءت واكملت بمليون اخر بيدها . علما انها وضعت استراتيجية السيطرة على منابع النفط في العراق والخليج منذ امد بعيد .
اما قتل البشر بهذا الشكل العبثي . فأخبرني انت ما هي مبرراته . وقد استنجد اهل سوريا بكل ما يمكن الاستنجاد به ، والغرب يبعث لهم بالاماني القلبية الحارة . وتركيا تبعث لهم المفرقعات اللفظية .
انت اخبرني . وقد قال الكثيرون كان بامكان امريكا وقف مذابح البوسنة والهوتو والتوتسي . وصرخت البشرية حصار امريكا على العراق يقتل العراقيين ولا يؤذي الطواغيت . ومع ذلك استمر كل ذلك .
عزيزي ... بعد ثمانية سنوات قضاها الروس في ابادة اهل افغانستان . رأت امريكا ان ان ترسل لهم اسلحه ، حسمت فيه الموقف لصالحها في عام وكان الجزء الرئيسي صواريخ ستنغر المضادة للطائرات .. لماذا لم ترسل امريكا تلك الصورايخ في العام الاول ، كان بالامكان انقاذ الملايين ... اخبرني لماذا ؟
واليوم صديقي . وانا على صلة بسوريين من المقاتلين على الارض ، ارسلت لهم اسلحة تقتل لكن لا ترجح الكفة . حتى يبقى عداد الدم يعمل . فهو من دمائنا . وعندما قلت لهم هذا : قالوا ان الدول المجاورة تمنع ادخال الاسلحة النوعية مثل القذائف الصاروخية ذات المدى البعيد التي تحمل على الكتف المضادة للدروع والطائرات ويكتفى بمنحهم بنادق وقذائف اربي جي وقنابل . فلو دخلت الاسلحة النوعية لحسم الامر سريعا .
اما اغرب ما قلت لي (اما انتهاء حزب الله بسبب تورطة في سورية فهل تنتهي روسيا بسبب تورطها وارسالها كوماندز لمساعدة النظام العلوي. )
وكأنك تقيس مجرم صغير يراد جره الى حتفه بدولة عظمى تسعى لمصالحها وتنسق مع اسياد العملاء . لا يا عزيزي روسيا لا تنتهي لانها تساعد بشار . اذا غرق الشرق الاوسط كله في البحر المتوسط هذا لا يؤثر على روسيا . فقليلا من التدبر يرحمك الله .
اما اخير - واعذرني للاطالة - في زمن العنتريات القومية وشعارات الوحدة العربية التي كانت تصم الاذان قسم الغرب بلادنا وهي المتجانسة دينيا ومذهبيا ولغويا وكل شيء . والراي العام لم يكن له قيمة . فهل هذا اعجز امريكا عن تقسيم مناطق متناحرة مذهبيا سالت بينها اودية الدماء . وقد وصل الاقتتال والتهجير الطائفي الى حد لم يبقى معه الا ترسيم الحدود وعمل هدنه .
بارك الله بك وهدانا واياك الى سواء السبيل
.
ابو العبد
28-03-2012, 01:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الاخ حريص ... الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
في البداية لقد كتبت قبل فترة قصيرة موضوعا في المنتدى اسميته ( اخطاء يقع بها الشباب عند التحليل السياسي ) ارجو منك ان تقرأه ، وان تكتب اي ملاحظات تراها .
اخي الكريم . الدول تضع خطط معينة للوصول الى غايات . وتضع سيناريوهات لتنفيذ خطتها . وما قصدته بالتكهنات السيناريوهات لانها تختلف ويتم تغييرها وفق المعطيات على الارض . وعلى سبيل المثال ان امريكا وضعت خطة لتقسيم العراق . لكن من كان يستطيع ان يجزم بالسناريو قبل وقوعه . من كان يدري وقت احتلال العراق ان امريكا ستعمل تفجيرات ضخمة في الاماكن الشيعية وفرق موت في الاماكن السنية . وسوف تستخدم القاعدة بهذا الشكل الكبير . وهكذا .
وكذلك ان امريكا وضعت خطة لاحتلال الخليج والعراق منذ مطلع السبعينات . لكن السناريو . ثورة شيعية وحرب بين العراق وايران ثم غزو صدام للكويت واحتلال الخليج من قبل امريكا ... الى ما وصلنا له .
نأتي الى سوريا ... امريكا انهت خدمات بشار الاسد ونظامه انتهى . لكن امريكا ليست مستعجلة في انهاء الملف واستقرار الاوضاع . كما ابقت صدام حسين 13 عام بعد حرب ال91 في اوضاع سياسية واقتصادية محطمه . وسوف تقدم من يبقى من قادة النظام السوري الى محمكة الجنايات ، لماذا انت مستعجل عليهم . عداد القتلى مازال ليس كافيا . ثم لا تقس ليبيا على سوريا . كل حالة لها ظروفها .
ثم اعلم اخي . ان العملاء لا يستقيلون انما يقالون . يعني العميل لا يقرر انه سيبقى او لا . اسياده هم من يقرروا ذلك ، هؤلاء باعوا انفسهم ومصائرهم للشيطان . فلا يقال هل ترك النظام عمالته . اصلا هو لا يستطيع ان يقرر بذلك . فهذا صدام حسين بقي عميل حتى اعدامه كان خدمة لامريكا . حيث عمقت به الانقسام الطائفي .
اما قولك هل امريكا متعطشة لدماء المسلمين !. فإذا كان هذا استفهام عادي فتلك مصيبة . واذا كان استفهام استنكاري فالمصيبة اعظم . لان قادة الغرب عموما ومنهم امريكا في غالبهم يؤمنوا بنظرية الندرة النسبية وان ما تنتجه الكرة الارضية لا يكفي لعدد السكان المتزايد . ولابد من تخفيض عدد سكان الارض بمختلف الوسائل مثل الحروب والامراض القاتلة والمجاعات . وهكذا . وقد اشار لذلك هتلر في كتاب كفاحي . وغيره . ولو نظرة الى الفترة القصيرة الماضية . لرأيت مليون قتيل في الجزائر واكثر من مليون في حرب العراق ايران واكثر من مليوني قتيل في غزو روسيا الى افغانستان ومذابح البوسنه هرسك وعدد لا يحصى في غزو امريكا لافغانستان ومليون ونصف في غزو امريكا للعراق . ومذابح الهوتو والتوستي والمجاعات المستمرة و وغيره .. معظم هذه الحروب والمجاعات والقتل كان بأمكان امريكا وقف القاتل , طبعا ممن لم تقتلهم امريكا بنفسها . لكن امريكا تتدخل بعد انتهاء عمليات القتل خصوصا اذا القتلى مسلمون . لانها متعطشة لدماء المسلمين . الا اذا وجد مانع معين او خطه ما .. واذكرك بقوله تعالى : {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ }التوبة8
وقوله : {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ }التوبة10 .
ولا اريد ان اطيل عليك . لكن ما عنيته بالاسلحة التي لم يستخدمها النظام السوري هو الصواريخ متوسطة المدى . وسلاح الجو . وهذه لا تنفع في حرب العصابات التي يشنها الجيش الحر . وللعلم من اكبر المشاكل التي يواجهها جيش الاسد الفاجر هو الانشقاقات المتزايدة . و تسرب المعلومات عن العمليات . لذلك يلجا الى القصف من بعيد . لذلك ربما استدعى الامر احضار فرقة كومانس روسية لتنفيذ عمليات نوعيه متجاوزا مشاكل الجيش الاسدي .
اما ما قولته عن اسباب وقف امريكا لتقسيم العراق . فلا اراها مقنعة لان صنع القيادات امر سهل والاعلام والمسرحيات كفيل بذلك . ولا اعلم متى كان الراي العام في بلادنا مهم لتنفيذ الخطط . وحتى الرأي العام ممكن تشكيله بالاعلام المأجور . وانت شاهدت كيف قسمت بريطانيا وفرنسا بلاد المسلمين ومازال التقسيم باقيا الى اليوم . ففي حوران بلاد الشام وضع الانجليز خط في منتصف سهل حوران في منطقة مترابطة عشائريا ونفس الطبيعة ونفس المذهب . وحتى اللهجة نفسها . ومازال هذا الخط قائما يحرسه ابناء المسلمين ليل نهار .
اما حزب الشيطان فقد انتهى دوره وها قد تم توريطه في احداث سوريا . وعميله استئصاله ستكون عمليه قذرة مثل استئصال النظام العلوي الفاجر نفسه .
الاخ الكريم عبد المحسن بارك الله فيك.
الموضوع الذي نصحتني بقرائتة كنت قد قرائته وراجعتة وشكرا على النصيحه.{اخطاء يقع فيها الشباب عند التحليل السياسي}
الافتراضات التي تحدثت عنها لم ألحظ وجودها عند الشباب ولكن الدين النصيحة.اما بالنسبة للفقرة السابعة فلا ادري كيف سأستحضر سنن الكون حين تتبع اخبار حدث سياسي معين من كل جوانبة ثم اقوم بتحليله وكشف ما يجري او ما سيجري بناءً على شواهد ومؤشرات تدل عليه... وواقع علاقة روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا مع امريكيا يحددة مواقف هذه الدول من القضايا الدوليه وروسيا تتعاون مع امريكيا في بعض القضايا خاصة مشروع حل الدولتين من خلال الرباعية.ولم اسمع ان احدا قال ان الصين عميلة لأمريكاوفرنسا وبريطانيا واضح دورهم في تنفيذ مخططات امريكيا وخاصة في الشرق الاوسط وافريقيا مناطق نفوذهما السابقة...
اما قولك ان امريكيا انهت خدمات بشار الاسد وان نظامة انتهى فما هو وضعه الآن هل هو مستقل سياسيا ام عميل لدولة اخرى...وعدد القتلى غير كافي هل ذلك لأشباع رغباتهم ام لتنفيذ مخططاتهم.وأنا لم اقيس سورية على ليبيا واعرف ذلك جيدا ولكن لماذا بشار غير مدان ولا يوجد عمليات انشقاق في البعثات الدملوماسية ولا حالة واحدة وما زال مندوبهم في الامم المتحدة يسرح ويمرح ومهمة عنان للخروج من الازمة وغير ذلك كله وبشار الاسد انتهى...واماقولك ان العملاء لايستقيلون وانما يقالون فهذا يحصل في ظل عدم وجود صراع دولي ولا يجوز تعميمه لأن الموقف الدولي يتبدل ولا يثبت على حال لمدة طويلة ولذلك تسعى امريكا للاستمرار بالانفراد بالموقف الدولي لمئة عام مقبله وما يجري في البلاد العربية يأتي في هذا السياق.{كيف تحول حكام السعودية من عملاء للانجليز الى عملاء للامريكان}
اما قولي هل امريكيا متعطشة لدماء المسلمين ليس استفهام عادي ولا استنكاري ولا مصيبة والمصيبة ان نجعلة سببا لما يجري دون الالتفات للمؤامرات التي تحاك للامة الاسلامية مثل حرفهم عن دينهم وتفتيت بلادهم مرة أخرى. اما بالنسبة لنظرية الندرة النسبية فامريكيا بحاجة لقتل مليار انسان في وقت قصير لتحقيق ذلك لأن نسبة المواليد اكثر في العالم من الوفيات الناجمة عن الحروب والكوارث.
والحروب الطاحنة موجودة على مدار التاريخ ولا تندرج تحت تطبيق هذه النظرية.
اما بالنسبة لصواريخ وسلاح الجو السوري ربما يستخدمها النظام بعد اقامة المنطقة العازلة اذا لزم الامر لتبرير تزويد الجيش الحر بالاسلحة الفاعلة.
اما بالنسبة للعراق فلم اقل ان امريكيا اوقفت مشروع التقسيم الفدرالي وانما تزيل العقبات امام تنفيذه مثل اعادة البعثيين سياسيا من اجل تمثيل السنة.
اما بالنسبة للراي العام فيحسب حسابه دائما ولذلك تجري محاولات صياغتة
والتقسيم البريطاني الفرنسي كان في زمن الافكار الوطنية والقومية التي كانت سائدة.لماذا لم يجرء احد من حكام العرب ان يظهر موقفة الحقيقي من اسرائيل في ذلك الوقت هل السبب خوفهم من الله تعالى امن من الراي السائد عند العرب من الكيان الصهيوني،الراي العام يصعب الوقوف بوجهه.
اما انتهاء حزب الله بسبب تورطة في سورية فهل تنتهي روسيا بسبب تورطها وارسالها كوماندز لمساعدة النظام العلوي.
ارجوا المعذرة اخي عبد المحسن فانا اتفق معك في نقاط واختلف في اخري
ولا أُفسد للود قضية
في امان الله,
بارك الله فيك الاخ الفاضل حريص
اتفق مع الكثير مما جاء في هذه المشاركة وبالفعل كلام بالصميم
ابو العبد
28-03-2012, 03:07 AM
الاخ حريص . بارك الله بك .
الحقيقة اني لا احب المجادلة الطويلة بالسياسة . ولولا حرصي على اخواني لما ناقشت من البداية .لاني ارى ان الامه تعاني من بلاء فكري وغياب وعي على الاسلام . وسيطرت عقلية سلفية اخوانية على الامه . وارى ان الوعي السياسي يأتي في مرحلة تلحق الوعي الفكري الفقهي .
وطالما طلبت من الشباب التركيز بالحديث على الامه على ان الحكام طوغيت اعداء للاسلام يحكمون بالكفر . وهذا امر يسهل اثباته من القران الكريم . بدلا من خوض معارك لا تثمر غالبا ان صدام عميل لامريكا او بريطانيا . وقصدت من هذا التركيز على ربط مفاهيم الامه بالاسلام حصرا . وعلى رعاية شؤون الامه بالاسلام وبالاسلام حصرا .
وها قد شاهدنا وعلى مدى السنين ان شباب الحزب كانوا اوعى الناس سياسيا . ولكن ماذا كان رصيدهم الشعبي وكم نسبة تأيدهم بين الجماهير . وماذا فادهم الوعي السياسي العميق وهم خارج المجتمع . ولا اعني طبعا الابتعاد عن السياسة . ولكني رأيت وارى الى اليوم تركيزا شديدا عليها من الشباب جعلهم يهملون جوانب اخرى .
.
الحقيقة يا اخ عبد المحسن ان الامة تعاني من سوء التفكير السياسي ورحم الله مؤسس حزب التحرير عندما شخص حال الامة وقال ان اخطر ما تتعرض له الامة الاسلامية انها ضحية للتضليل السياسي ولهذا نرى كيف امة الاسلام فريسة سهلة الوقوع في فخاخ الغرب الكافر تنجذب لمشاريع الغرب الكافر كما ينجذب الفراش الى النار مع ان فيها الكثير الكثير من الفقهاء والمفكرين وفيها الكثير الكثير من حفظة القرأن والقراء وفيها الكثير الكثير من الاتقياء الانقياء قوامين باليل صوامين بالنهار ولكن غاب عنها الوعى السياسي الا من رحم ربه فصارت غثاء كغثاء السيل تداعى عليها دول الكفر كما تداعى الاكلة على قصعتها
لهذا اخي الكريم ان من سوء التفكير الظن ان الوعى السياسي يأتي في مرحلة تلحق الوعى الفكري والفقهي فالتفكير السياسي اعلى انواع التفكير , وهذا لا يعني انني اقلل من شأن الوعى الفكري والفقهى بل ان توفرهما امر ضروري بين ابناء الامة ولكن لن تقوم قائمة للمسلمين الا اذا ساد بينهم ثقافة الوعى السياسي وهذه حقيقة لا جدال فيها والتاريخ يشهد على ذلك فسوء التفكير السياسي هو الذي عرض الدولة العثمانية لضربات انهكتها وسوء التفكير السياسي هو الذي ورط ابو الاعلى المودودي في خدمة مشاريع الانجليز مع توفر العلم والاخلاص لديه وسوء التفكير السياسي هو الذي ورط عطا ابو الرشتا وجماعته في خدمة المشروع الامريكي شرق اوسط كبير من خلال مباركتهم للثورات الامريكية في المنطقة وهذه نتيجة حتمية لمن صار يرى انه لا يتعبد بالتحليل السياسي مع ان عطا ابو الرشتا ضحى بسنوات من عمره في السجون لحمله الدعوة وسوء التفكير السياسي هو الذي جعل احد المسؤولين في الحزب سابقا يؤلف كتاب بعنوان امريكا بلد الدجال وكذلك جعل محمد الشويكي من دعاة " المهدي المنتظر "
وبالاضافة الى كل ذلك الظن ان الوعى السياسي يأتي في مرحلة تلحق الوعى الفكري والفقهى هو انحراف عن نهج حزب التحرير ان كنت من شباب حزب التحرير
أخي أبو العبد السلام عليك والإخوة الكرام. حسب رأيي المتواضع ليست المسألة هنا أي فكر يسبق هل الوعي الفكري أم الوعي السياسي ، بل يبنى البحث على السؤال كيف تتحرر الأمة من الإستعمار والتبعية للغرب ؟ والجواب هو بالوعي السياسي قطعا وليس بعلم الحديث مع عُلوّ شأنه. ولاكن بما أن أخي أبو العبد أسبق الوعي السياسي على الفكري فإني أطمع أن يوضح لنا أكثر ، مع العلم انه لو قال هذا غير أبو العبد لما توقفت عندها. كثر الله منك أخي وبوركتم
جميعا
ابو العبد
31-03-2012, 05:00 PM
أخي أبو العبد السلام عليك والإخوة الكرام. حسب رأيي المتواضع ليست المسألة هنا أي فكر يسبق هل الوعي الفكري أم الوعي السياسي ، بل يبنى البحث على السؤال كيف تتحرر الأمة من الإستعمار والتبعية للغرب ؟ والجواب هو بالوعي السياسي قطعا وليس بعلم الحديث مع عُلوّ شأنه. ولاكن بما أن أخي أبو العبد أسبق الوعي السياسي على الفكري فإني أطمع أن يوضح لنا أكثر ، مع العلم انه لو قال هذا غير أبو العبد لما توقفت عندها. كثر الله منك أخي وبوركتم
جميعا
الاخ الكريم بسيط اسأل الله ان يجعل كتابك في عليين
الاخوة الكرام السلام عليكم
بداية اخي الكريم بسيط اشكرك على ثقتك بي وعلى ما تتمتع به من حسن تأتي الحديث , والحقيقة اننا بشر نخطىء ونصيب ويشهد الله انني اتعلم واستفيد منكم في هذا المنتدى الطيب الكثير الكثير واقول كما قال احد الصحابة رحم الله امرىء اهدى الي عيوبي
اتفق معك اخي الفاضل انه لا يمكن للامة ان تتحرر من الاستعمار ومن التبعية للغرب الا بالوعى السياسي وهذه حقيقة لا غبار عليها
اما بالنسبة للقول ان الوعى السياسي يسبق الوعى الفكري والفقهي والذي اثار الاستغراب عند البعض والتساؤل عند البعض الاخر فهو قول صحيح ولكن الاشكال الذي حصل ويحصل عند بعض الشباب عند الحديث عن الوعى السياسي انه ينصرف الذهن الى التحليل السياسي والوعى على الاوضاع والاحداث السياسية مع ان الوعى السياسي هو النظرة الى العالم من زاوية خاصة وهى بالنسبة لنا نحن المسلمين من زاوية العقيدة الاسلامية زاوية لا اله الا الله محمد رسول الله .
وطبعا حتى يتم الوعى السياسي يجب ان يتوفر له عنصران , ان تكون النظرة الى العالم كله , وان تنطلق هذه النظرة من زاوية خاصة محددة هذا من جانب اما الامر الاخر فهناك مستلزمات للوعى السياسي منها الوعى على افكار الاسلام واحكامه وكذلك الوعى على الاوضاع السياسية والاحداث السياسية والوقوف على حقيقة الموقف الدولي ومما لا شك فيه ان هذا لا يتأتى الا بالتحليل السياسي
ومن هنا اقول ان الوعى السياسي اعم واشمل بما يتوفر فيه من عناصر ومستلزمات
فعلى سبيل المثال الوعى السياسي يجعل صاحبه ان لا يرى ضيرا في الترشح لدخول مجلس النواب في الاردن في خمسينات القرن الفائت كما حصل مع الشيخ احمد الداعور رحمه الله وايضا الوعى السياسي هو الذي يمنعه من المشاركة في انتخابات مجلس النواب في مطلع تسعينات القرن الفائت لوقوفه على حقيقة المؤامرة التي اراد النظام الاردني تمريرها على المسلمين في الاردن وهى اتفاقية وادى عربة ................
وللحديث بقية ان شاء الله
ابو عابد
02-04-2012, 10:10 PM
بارك الله فيك اخ ابو العبد على هذا التوضيح
لدي سؤال بالنسبه للوضع في سوريا كيف يمكن ان نفهم تصريحات المالكي ونصرالله بان النظام السوري لن يسقط وهل هذا يؤكد ما ذهب اليه الحزب في احدى نشراته بان الاسد باقي في الحكم في الفتره الراهنه وان التغيير لن يكون بقوة السلاح
ابو العبد
04-04-2012, 03:13 PM
بارك الله فيك اخ ابو العبد على هذا التوضيح
لدي سؤال بالنسبه للوضع في سوريا كيف يمكن ان نفهم تصريحات المالكي ونصرالله بان النظام السوري لن يسقط وهل هذا يؤكد ما ذهب اليه الحزب في احدى نشراته بان الاسد باقي في الحكم في الفتره الراهنه وان التغيير لن يكون بقوة السلاح
السلام عليكم
اخي الكريم تفهم تصريحات المالكي ونصرالله بفهم حقيقة المشروع الامريكي شرق اوسط كبير بحيث ان احد اعمدته التقسيم الجغرافي على الاسس الطائفية والاثنية اى ان امريكا تحفر خنادق الفتنة الطائفية والاثنية بين ابناء الامة الاسلامية بحيث لا يمكن عقد جسور فوقها
امريكا تدفع باتجاه ايجاد دور اقليمي لايران في منطقة الشرق الاوسط تقود من خلاله ما يسمى الهلال الشيعي ولذلك نرى كيف يقوم العملاء بالاصطفافات المذهبية والاثنية من اجل الفرز الطائفي في منطقة الشرق الاوسط وترسيخه في اذهان الامة وعلى ارض الواقع ولذلك نرى ان عملاء امريكا كالنظام الايراني وحزب الله اللبناني ورئيس الوزراء العراقي نور المالكي يدعمون النظام السوري العلوي من اجل تجسيد ما يسمى بالهلال الشيعي وكذلك في المقابل نرى عملاء امريكا من الدول التي يطلق عليها سنية كالنظام السعودي والقطري بالاضافة لباقي دول الخليج وتركيا يدعمون ما يسمى بالثوار في سوريا
ارى ان امريكا تريد ايجاد منطقة عازلة على الحدود السورية التركية تكون قاعدة للجيش السوري الحر ولكن على ما يبدو ان الاوضاع السياسية لم تنضج بعد لكى تقوم باعطاء الضوء الاخضر في ايجاد المنطقة العازلة والسير قدما في تنفيذ مخططها لارض الشام
ابو عابد
04-04-2012, 10:14 PM
بارك الله فيك اخي ابو العبد
ولكن ما المقصود بان الامور لم تنضج سياسياً هل المقصود ان امريكا ليس لديها القاعده القويه او صلبه على الارض وان الشعب لديه تصورات غير التي لدى المجلس الوطني
ابو عمر الحميري
12-04-2012, 09:19 PM
الاخ الكريم بسيط اسأل الله ان يجعل كتابك في عليين
الاخوة الكرام السلام عليكم
بداية اخي الكريم بسيط اشكرك على ثقتك بي وعلى ما تتمتع به من حسن تأتي الحديث , والحقيقة اننا بشر نخطىء ونصيب ويشهد الله انني اتعلم واستفيد منكم في هذا المنتدى الطيب الكثير الكثير واقول كما قال احد الصحابة رحم الله امرىء اهدى الي عيوبي
اتفق معك اخي الفاضل انه لا يمكن للامة ان تتحرر من الاستعمار ومن التبعية للغرب الا بالوعى السياسي وهذه حقيقة لا غبار عليها
اما بالنسبة للقول ان الوعى السياسي يسبق الوعى الفكري والفقهي والذي اثار الاستغراب عند البعض والتساؤل عند البعض الاخر فهو قول صحيح ولكن الاشكال الذي حصل ويحصل عند بعض الشباب عند الحديث عن الوعى السياسي انه ينصرف الذهن الى التحليل السياسي والوعى على الاوضاع والاحداث السياسية مع ان الوعى السياسي هو النظرة الى العالم من زاوية خاصة وهى بالنسبة لنا نحن المسلمين من زاوية العقيدة الاسلامية زاوية لا اله الا الله محمد رسول الله .
وطبعا حتى يتم الوعى السياسي يجب ان يتوفر له عنصران , ان تكون النظرة الى العالم كله , وان تنطلق هذه النظرة من زاوية خاصة محددة هذا من جانب اما الامر الاخر فهناك مستلزمات للوعى السياسي منها الوعى على افكار الاسلام واحكامه وكذلك الوعى على الاوضاع السياسية والاحداث السياسية والوقوف على حقيقة الموقف الدولي ومما لا شك فيه ان هذا لا يتأتى الا بالتحليل السياسي
ومن هنا اقول ان الوعى السياسي اعم واشمل بما يتوفر فيه من عناصر ومستلزمات
فعلى سبيل المثال الوعى السياسي يجعل صاحبه ان لا يرى ضيرا في الترشح لدخول مجلس النواب في الاردن في خمسينات القرن الفائت كما حصل مع الشيخ احمد الداعور رحمه الله وايضا الوعى السياسي هو الذي يمنعه من المشاركة في انتخابات مجلس النواب في مطلع تسعينات القرن الفائت لوقوفه على حقيقة المؤامرة التي اراد النظام الاردني تمريرها على المسلمين في الاردن وهى اتفاقية وادى عربة ................
وللحديث بقية ان شاء الله
بارك الله فيك اخي الكريم وجزاك كل خير على هذا التوضيح فالوعي السياسي على مخططات الكفار المستعمرين امر واجب على المسلمين لا اقول على افراد المسلمين بل على مجموع الامة لأن عدم الوعي على مخططات الكفار يورط حتى المخلصين من ابناء هذه الامة في خدمة مخططات الكفار وتحقيق اهدافهم بل وان يدخلوا في الاسلام ما ليس منه كما صور في أذهان المسلمين بأن الديمقراطية هي من صميم الاسلام بل أنها فرض عين وكذلك جعلت خيرت الشاطر مرشح الاخوان المسلمين لرئاسة الجمهورية في مصر يصرح بكل وقاحة بل وجرأة على دين الله بأنه لا مانع عنده من أن يكون نائبه في حالة فوزه بالانتخابات قبطيا او امرأة وأنه لا ينوي تطبيق الجزية على الاقباط ثم يتبجح ويقول بأنه يريد تطبيق الشريعة الاسلامية طبعا الاسلام الذي تريده امريكا وتجعل المرشح عن التيار السلفي حازم ابو اسماعيل يضلل الناس ويلبس عليهم دينهم ويقول لهم بأن الدولة المدنية هي من الاسلام ولا نريد الخوض في شطحات بل ترهات حزب المهندس ومباركتهم للثورات العربية ولكن اين نحن من ذلك
ابو العبد
17-04-2012, 12:14 PM
بعد وصول طلائع المراقبين الأمميين.. النظام السوري أمام مأزق برأسين!
بقلم : سعد محيو - بيروت- swissinfo.ch
كان الحديث هادئاً على غير عادته بين قادة سياسيين لبنانيين وعرب موالين ومعارضين للنظام السوري. فلم يصرخ أحد في وجه أحد كما كان يحدث سابقاً، عاكسين بذلك الإصطفاف الحاد في صفوف الشعب اللبناني حيال سورية؛
ولم يتبرع أحد لإصدار "التنبؤءات" التي صارت شهيرة حول قرب انتهاء الإنتفاضة السورية خلال "أيام أو حتى ساعات"، أو حول قرب انتهاء النظام السوري نفسه "قبل حلول موسم الصيف".
العكس تماماً هو الذي حدث في حفل العشاء المُغلق الذي عُقد في منزل أحد القادة الوطنيين اللبنانيين في بيروت وضمّه إلى ثلاثة قادة آخرين وناشط خليجي مقرّب للغاية من العديد من القيادات السورية. فقد خرج الجميع متفقين على أمريْن: الحل الأمني، ثم العسكري، فشل في وقف الإنتفاضة؛ والرئيس بشار الأسد خسر العديد من أوراقه الداخلية، حتى في أوساط أقليات مثل المسيحيين والإسماعيليين والدروز.
بيد أن الجلسة لم تقتصر على التحليل، بل تضمنت الكثير من المعلومات التي كان أهمها تلك التي وصلت مؤخراً إلى العاصمة اللبنانية، والتي تتحدث عن امتعاض روسي حاد من سياسات القيادة السورية الحالية. وهو تطور سنتطرق إليه بعد قليل.
وقد لخّص الناشط الخليجي كل ما دار في الجلسة بقوله: "كنا طيلة السنة الماضية نجتمع معاً ونختلف معاً على كل شيء، في التحليلات كما في المواقف. لكن يبدو الآن أننا بتنا متفقين على أي شيء، لأن النظام السوري من أسف لم يترك مجالاً لأحد كي يتفق معه. إنه خارج السمع".
حكم العادة
هل هذا الخلاصة دقيقة؟ أجل، ويبدو إلى حد كبير أيضا. فطيلة الشهور الـ 14 الأخيرة، كان النظام السوري الحالي يمضي يومه وكأنه سيعيش إلى الأبد، ويتصرف وكأن الإنتفاضة الشعبية ستموت غدا. وهذه الحالة النفسية كانت وراء كل التضارب الذي وقع فيه أنصار النظام حول قرب انتهاء الأزمة، وهي حالة نجمت على الأرجح عن العادة: إذ تعوَّد النظام السلطوي السوري طيلة السنوات الأربعين الماضية أن يفرض الإستقرار بقوة القمع والخوف. وكان هذا ناجحاً بالأمس، فلماذا لم ينجح اليوم؟
أحد المشاركين في الجلسة البيروتية تطرق إلى هذه النقطة (أي العادة)، مشيراً إلى أن بعض قادة النظام الحالي الرئيسيين اعتقدوا أنهم بمثل هذه السياسة يسيرون على درب النهج الناجح الذي خطّه الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وحافظ بموجبه على السلطة. لكنهم لم يستطيعوا إدراك أمرين إثنين:
الأول، أن حافظ الأسد كان يضع في حساباته الإستراتيجية الوضع الدولي قبل الإقدام على أي خطوة، فيكيّف سياساته الداخلية معه ويتكيّف هو معها (كما حدث مثلاً حين أرسل قوات بعثية لمقاتلة قوات بعثية أخرى في العراق تحت لواء "الإمبريالية الأمريكية" كما كانت دمشق تصفها آنذاك، أو حين قَبِل كل شروط تركيا كاملة خلال النزاع حول حزب العمال الكردستاني في نهاية التسعينات).
والأمر الثاني هو أن ظروف حافظ الأسد، حين قاتل تمرد جماعة الأخوان المسلمين في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات، تختلف تماماً عن ظروف بشار الأسد في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين وهو يقاتل الإنتفاضة الشعبية. فالأسد الأب كان يتمتع في تلك الفترة بشرعية من خاض حرب تحرير ضد إسرائيل العام 1973. كما أن حركة القومية العربية التي لعبت دور اللحمة بين مكونات الشعب السوري لم تكن قد وهنت بعد. هذا في حين أن سمعة جماعة الإخوان المسلمين كانت لاتزال في الحضيض على المستوى الشعبي العربي، بسبب ما وُصف آنذاك بتحالفها مع "الرجعية والغرب" ضد حركة التحرر القومي العربي بزعامة جمال عبد الناصر.
والأهم من هذا وذاك، أن حافظ الأسد كان يحظى بقبول دولي واضح ومميّز، إلى درجة أن الإعلام الدولي لم "يعترف" بكارثة مجزرة حماه إلا بعد ثلاثة أسابيع من انتهائها. وحتى حين طفت أخبارها على السطح، لم تصدر أيّ إدانة دولية حقيقية لها.
أما في عهد بشار الأسد، فسوريا برمتها خاضعة إلى الحجر الصحي الدولي. وهو حجر عززته إلى حد كبير أدوات ثورة المعلومات، من الهاتف المحمول والفايس بوك والتويتر، إلى الفضائيات وأجهزة الإتصالات المتطورة. هذا إضافة بالطبع إلى أن كل الإستراتيجيات الغربية حول كيفية التعاطي مع الأنظمة السلطوية في الشرق الأوسط انقلبت رأساً على عقب.
مأزق مُـزدوج
كل هذه المعطيات تتقاطع الآن لترسم صورة يبدو فيها النظام السوري في مأزق حرج. مأزق مزدوج خارجي وداخلي على وجه التحديد، خاصة بعد أن أطلّ المبعوث الدولي- العربي كوفي عنان (والذي يوصف بأنه دبلوماسي خبيث للغاية) برأسه، ونجح في حشد التأييد الروسي والصيني لخطته الرامية لإنهاء الأزمة السورية.
في الوجه الخارجي للمأزق، يجد النظام نفسه للمرة الأولى وجهاً لوجه مع الحليف الدولي الوحيد الذي يمنع عنه غائلة التدخل العسكري الخارجي: روسيا. فهذه الأخيرة باتت تشعر بأن سياسات النظام السوري بدأت تلحق الأضرار الفادحة بموقعها الدولي وتحشرها في زاوية غير مريحة في تعاطيها مع كل من مجلس الأمن والتحالف الغربي. فواشنطن قبلت بعد صدور الفيتوين الروسي والصيني في مجلس الأمن بتسليم ملف الأزمة السورية برمته إلى موسكو، شريطة أن يتوافق هذا الحل مع مطالب الشعب السوري وبعض متطلبات الوضع الدولي الجديد في الشرق الأوسط حيال ثورات الربيع العربي.
بيد أن كل محاولات موسكو خلال الشهرين المنصرمين لحمل النظام السوري على إدخال إصلاحات حقيقية في النظام ارتطمت بجدار من فولاذ. لا بل قام النظام بعكس ذلك تماما: استخدم الفيتو الدولي الروسي لممارسة الفيتو الداخلي على أي إصلاحات حقيقية في بنية النظام بمشاركة قوى المعارضة، بما في ذلك حتى المعارضة الداخلية "الناعمة" المجسَّدة بهيئة التنسيق الوطني. وهذا ترجم نفسه في حملات عسكرية تدميرية شملت سورية من أقصاها إلى أقصاها.
والآن، بدأت هذه العلاقة الصعبة بين موسكو ودمشق تقترب من لحظة الحقيقة، خاصة بعدما ماقيل عن أن وزير الخارجية الروسي لافروف هدّد نظيره السوري وليد المعلم بأنه إذا لم تُوقف الحكومة السورية النار فوراً وفق خطة عنان، فإن روسيا لن تعارض أي قرار جديد يتخذه مجلس الأمن أو حتى مجلس حلف شمال الأطلسي.
والأرجح أن هذه الأنباء صحيحة، بدليل أن دمشق التزمت يوم الخميس الماضي (12 أبريل 2012) بوقف إطلاق النار وفق خطة عنان، على رغم أن المعلم كان قد صرّح قبل يوم واحد فقط بأن وقف إطلاق النار يجب أن يترافق مع وصول المراقبين الدوليين (أي عملياً بعد أسابيع عدة). لكن، إذا ما كانت الحكومة السورية تجنبّت بقرارها وقف إطلاق النار احتمال قيام روسيا بتركها وشأنها مع "الذئاب الغربيين"، إلا أنها ستواجه الآن الوجه الثاني من المأزق: الوضع الداخلي.
فقد بات القاصي والداني يعرف أن خطة عنان، التي لاتتضمن فقط سحب الجيش السوري من المدن بل أيضاً إرسال جيش صغير من المراقبين الدوليين للإشراف عليه، سيُعطي الشعب السوري فرصة ذهبية للنزول إلى الشوارع، تماماً كما حدث في مدينة حماه قبل بضعة أشهر حين تظاهر أكثر من 600 ألف متظاهر لمجرد أن محافظ المدينة وعد بعدم قمع المتظاهرين.
وفي حال تمكّنت المعارضة السورية من الإفادة من هذا التدويل الكامل للأزمة السورية بتحريك عجلة التمرد المدني، فإن حرج النظام قد يتحوّل سريعاً إلى ما هو أكثر بكثير من الحرج. إذ حينذاك قد تطفو على السطح الأجنحة في النظام السوري التي لم توافق أصلاً على الحل الأمني، والتي يقال أنها تشمل حتى بعض مسؤولي الأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية، إضافة إلى العديد من الكوادر العليا السياسية.
بالطبع، يستطيع النظام أن يواصل لعبة المراوغة وكسب الوقت. كما يستطيع أن يحرّك هو أيضاً المظاهرات المضادة (كما حدث في اليمن) ومعها عمليات أمنية يتم نسبها إلى منظمات إرهابية. لكن، حتى لو حدث ذلك في ظل التدويل والمراقبين الدوليين، فأنه لن يغيّر شيئاً من حقيقة لطالما كانت واضحة طيلة السنة المنصرمة، وهي أن النظام فقد السيطرة على أجزاء جغرافية شاسعة من سورية، كما استهلك أجزاء أوسع مما تبقى له من شرعية.
ما الحل؟
ربما هذا سؤال يجب أن تجيب عليه موسكو أو واشنطن أو كلاهما معا (في حال أبرمتا صفقة ما)، لأنهما تمتلكان نفوذاً لايمتلكه غيرهما في العالم في صفوف العديد من القادة الأمنيين والعسكريين السوريين. والإجابة على مثل هذا السؤال تتضمن في تضاعيفها سؤالاً آخر: هل لايزال من الممكن بعد تطوير النظام مع بقاء الثلاثي "بشار (رئيس الدولة)- ماهر (شقيق بشار وقائد الفرقة الرابعة في الجيش)- آصف (شوكت، زوج أخت بشار ونائب رئيس الأركان)" في السلطة، أم أن بقاء النظام نفسه بات يتطلب تغيير الطاقم الحاكم برمته؟
خلاصات جلسة الحوار في بيروت التي أشرنا إليها في البداية، تشي بأن "حلاً روسياً - أمريكياً" من هذا النوع وارد بقوة. لكن، في حال انضم هذا السيناريو إلى أخواته من السيناريوهات السابقة المُجهضة، فسيتواصل الفرز الطائفي- العشائري الراهن، وسيُعاد تدويل الأزمة السورية مجدداً، لكن هذه المرة على إيقاع طبول الحرب الأهلية.
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.