مؤمن
05-03-2009, 05:38 PM
حقائق الصراع الأمريكي الإيراني
الأحداث السياسية الكبرى تحتوي على حقائق تتفق عليها الأطراف الفاعلة والمحللون والمراقبون كما أن فيها سيناريوهات تختلف فيها التوقعات والتحليلات وصراع أمريكا وإيران الحالي فيه الحقائق والأكاذيب والتمويهات والتوقعات وهذا رصد لأهم الحقائق الجديرة بالتأمل.
1) التصعيد الإعلامي أو التهدئة ليست مؤشرا حقيقيا في الصراع الأمريكي الإيراني فالثورة الشيعية قد تزوجت الشيطان الأكبر زواج متعة مرتين الأولى في بداية الثورة الإيرانية زمن قمة الصفاء الثوري أثناء الحرب الإيرانية العراقية فكانت الثمرة ولادة صفقة أسلحة عبر إسرائيل عرفت بفضيحة إيران جيت والثانية عبر عملاء إيران من الشيعة في تمكين أمريكا من احتلال العراق فهذا زواج قديم ومودة رغم كل الجعجعة الإعلامية.
2) الصراع الإيراني الأمريكي الإسرائيلي هو صراع سياسي على مصالح لا على مبادئ وعقائد والاختلاف هو اختلاف المحاصصة واقتسام الغنيمة ، والغنيمة هنا هي المنطقة العربية السنية. والشواهد كثيرة وما تغني ثوار إيران بالمبادئ إلا لخداع البسطاء من المسلمين والدليل صفقة إيران جيت في عز الثورة وسماح الخميني بنقل الآلاف من يهود إيران بالحافلات سرا إلى باكستان ومنها إلى إسرائيل"، وعندما سئل الخميني عن مدى شرعية التعامل مع إسرائيل كان جوابه طالما لم يكن التعامل مباشرا فإنني لا أبالي"وفي موضوع الهجوم على المفاعل النووي العراقي فقد تم التباحث بشأنه بين إسرائيل وإيران "وقد وفرت إيران لإسرائيل الصور الفوتوغرافية والخرائط المفصلة وقد تم الاجتماع بين موفد إسرائيل وممثل للخميني في فرنسا قبل شهرين من ضرب المفاعل، وشرح الإيرانيون تفاصيل هجومهم غير الناجح على المفاعل العراقي في 30/9/1980 وسمحوا للطائرات الإسرائيلية بحق الهبوط في مطار تبريز في حال الضرورة، ومساعدة إيران لأمريكا في احتلال العراق وأفغانستان لا تحتاج لأدلة.
3) إيران تريد دوراً إقليمياً معترفاً به في العراق وغيره ورغم ماقدمته لإسقاط العراق إلا أن أمريكا لم تمنحها إلا القليل في العراق وبصورة غير رسمية وقد تسحبه فكان السلاح النووي وسيلة لترسيم نفوذها في المنطقة وتحقيق حلم مجدها الفارسي التليد وأما عملاؤها الشيعة في العراق فلا تأمن انقلابهم عليها كما حاول محمد باقر الحكيم .
4) معمل ليفرمور النووي الأمريكي الذي يعد المركز الرئيسي للأبحاث النووية الأمريكية وضع تقريراً لم يكشف النقاب عن محتوياته حول قدرات إيران النووية ورفعه إلى الرئيس بوش. وتسرب عن هذا التقرير ميله إلى وجهة النظر القائلة بأن أمام إيران خمسة أعوام على الأقل للحصول على مقومات تكفي لصنع سلاح نووي بدائي. وتقديرات الاستخبارات المركزية الأمريكية أن إيران لن تستطيع بناء أسلحة نووية قبل عام 2017 إلى 2020.
5) ساعدت إيران الولايات المتحدة على القدوم إلى المنطقة لإسقاط نظامين كانا لدى إيران قبل أمريكا العائق بل الجدار الرئيس لاجتياح الأمة الإسلامية، ونجح الطرفان بفضل التعاون المشترك في بلوغ هذا الهدف ولكن هذا الحلف كان يحمل عوامل انهياره منذ البداية. أولى هذه العوامل: رغبة كل طرف بأن يكون له الكلمة الفصل في شئون هذه المنطقة، بالإضافة أن أحد الأطراف هو الذي كان يدفع الثمن دائمًا ونقصد به أمريكا، بينما الطرف الثاني يجني الأرباح دونما أي خسائر تقريبًا، وهي بالطبع إيران.
6) إيران تسيطر على أكبر تشكيلين للمليشيا الشيعية بالعراق، هما: فيلق بدر وجيش المهدي. و تتحكم بأكبر حزبين شيعيين، هما: المجلس الأعلى وحزب الدعوة بأجنحته الثلاثة. كما فتحت مكاتب للمخابرات الإيرانية استقطبت أكثر من (70.000) شاب من الجنوب. وتجاوز عدد المنظمات الإيرانية التي تعمل في العراق ثلاثين منظمة تتخذ لها أسماء ومقرات وعناوين معروفة وجميع من يعمل فيها ويدير أنشطتها إيرانيون وثمانية عشر نائباً في مجلس النواب إيرانيون ولا يفوتنك أن المرجع الديني لشيعة العراق، الذي يمسك بزمام أكبر موجه للفكر والإرادة والسياسة، هو الإيراني علي السيستاني وقد بلغ السيستاني في انتمائه لأصله الإيراني، واستنكافه من الانتماء للعراق حداً جعله يرفض التجنس بالجنسية العراقية، حين أراد ما سمي بـ(مجلس الحكم) الشيعي منحه إياها!!! ولإيران خمس قنصليات في العراق: في أربيل، والسليمانية، والبصرة، وكربلاء، وبغداد .. هذا غير السفارة في بغداد؟ ورئيس إيران يمشى في بغداد وفى المنطقة الخضراء وبحماية أمريكية ؟! وعلى البساط الأحمر وباستقبال رسمي وبوش وتشيني ورايس يأتون خفيه وتحت جنح الظلام !!.
7) إسرائيل لا تعتبر الشيعة وإيران خطراً على وجودها وإنما خطر على نفوذها فقط بدليل تأييد شارون لشيعة لبنان حيث قال في مذكراته :اقترحت إعطاء قسم من الأسلحة التي منحتها إسرائيل ولو كبادرة رمزية إلى الشيعة الذين يعانون هم أيضاً مشاكل خطيرة مع منظمة التحرير الفلسطينية , ومن دون الدخول في أي تفاصيل , لم أرَ يوماً في الشيعة أعداء إسرائيل على المدى البعيد )) !! مذكرات أرييل شارون ص : 583-584 الطبعة الأولى 1412 هـ / 1992 م . وللعلم فالشيعة اللبنانيين في جيش لحد العميل لإسرائيل كانوا أكثر من النصارى وبعضهم انضموا لحزب الله بعد انسحاب اليهود، لأن هدف الشيعة أن يكون لهم نفوذ في لبنان مقابل حمايتهم لإسرائيل من فلسطيني لبنان الذين كانوا يشكلون خطرا على إسرائيل لأنهم يهدفون لتحرير فلسطين وقد نجح حزب الله في منع الفلسطينيين من تنفيذ عمليات من لبنان.(طالع المزيد من المعلومات حول هذا في مقال: حرب الفرس والروم في لبنان.
8) أمريكا ليس من مصلحتها تدمير إيران على النحو الذي تم في العراق. وإسرائيل تشاركها هذه الرؤية، بصفتها اكبر المستفيدين من وجود خطر إيراني على العرب. فبقاء إيران كقوة عسكرية في هذه المنطقة مصلحة أميركية وإسرائيلية في المقام الأول. والخلاف ليس على بقاء هذه القوة أو عدمه، وإنما على حجمها ودورها. فالمحافظة على القوة الإيرانية يعني في الإستراتيجية الأميركية تشتيت وإضعاف ما يسمى بالخطر الإسلامي فإيران ـ بحكم دوافعها الطائفية الدينية الخطيرة القائمة على الاختلاف والمخالفة لكل ما يمت إلى الإسلام بصلة ـ تلعب دوراً هاماً في تقسيم الأمة إلى أمتين حتى في أعيادها. والتصدي لأطماعها بالنسبة إلى العرب بات بديلاً من الصراع مع إسرائيل. وهنا تكمن أهميتها.وهذه ليفني وزيرة خارجية بني صهيون تعلن في قطر أنها تأمل بتشكيل جبهة عربية إسرائيلية موحدة ضد طموحات إيران النووية، فإيران بتركيبتها الطائفية .. عنصر توتر في المنطقة .. وهو مما يستدعي من دول المنطقة الضعيفة أن ترمي بنفسها.. في حضن أمريكا ودول الغرب .. ليحموها من البعبع الإيراني .. ومن طموحاته التوسعية وأمريكا بحاجة ـ في المنطقة ـ إلى كلب عقور .. ترخي له الحبل وقت تشاء .. لتُرهب به من تشاء. وفي تصريح لنائب الرئيس الإيراني كشف رحيم مشائي أن «الجمهورية الإسلامية في إيران تشكل مطلبا أميركياً».كما أعلن "أن إيران هي اليوم صديقة الشعب الإسرائيلي، والشعب الأميركي.
9) إسرائيل حثت أمريكا على ضرب العراق لأنه كان يشكل تهديدا لوجودها وهي تحث الآن على ضرب إيران لأنها تنافسها النفوذ والقوة في المنطقة وتسعى لاقتسام الكعكة معها. ولوبي إسرائيل في واشنطن ينسق مع الحكومة الإسرائيلية حملة ضغط ودعاية لجرّ إدارة بوش الصغير للحرب وقد تقدح إسرائيل شرارة الحرب بضربة جوية عبر سرب «العقرب» ليصبح العقرب الإسرائيلي في مواجهة «الحيّة» الإيرانية، و«لربما تموت الأفاعي من سموم العقارب»!!
10) أمريكا ليست على رأي واحد حيال إيران والاتجاهات الرئيسة ثلاثة :الأول يؤيد ضرب إيران وأبرز رموزه تشيني نائب بوش والاتجاه الثاني يؤيد الضغط السياسي والاقتصادي عبر مجموعة متكاملة من العقوبات الذكية تضمن التوصل إلى مرحلة "الخنق الاستراتيجي"، بحيث تشعر بلاد فارس بعدم وجود أي مخرج لها سوى الرضوخ للمطالب الأميركية كما حصل مع كوريا الشمالية، ويمثل هذا الرأي وزيري الدفاع والخارجية ومؤسسة راند الفكرية وبوش يتأرجح بين الاتجاهين ولذا قال حسين شريعتمداري - رئيس تحرير صحيفة كيهان الإيرانية ومستشار المرشد الأعلى علي خامئني - في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الفرنسية: (إن تقييمنا هو أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تهاجم إيران ليس بسبب الرئيس الأمريكي جورج بوش بل لأنه مازال هناك في الولايات المتحدة الأمريكية بعض العقلاء الذين سيمنعون بوش من الإقدام على ذلك). فهناك سباق خطير يدور الآن بين الانفراج والانفجار، والاتجاه الثالث تمثله بعض مراكز الدراسات والمفكرين الاستراتيجيين ويدعو لتمكين الشيعة في المنطقة ليشكلوا (كالصفويين مع العثمانيين) شوكة في خاصرة السنة الذين يمثلون الخطر الحقيقي على الغرب بمعتقداتهم ومبادئهم وفتوحاتهم أما الشيعة فلم يغزوا الغرب بل ساعدوه في غزوه لبلاد المسلمين قديما وحديثا. و في هذا الإطار يقترح زبيجنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق في عهد الرئيس جيمي كارتر على واشنطن أن تبادر بالتفاوض مع إيران وأن تستعيد التحالف معها إلى عهده السابق وقت أن كانت إيران تقوم في ظل حكم الشاه بدور شرطي الخليج لخدمة المصالح الأمريكية عبر تبني ما أطلق عليه بسياسة واقعية نحو إيران حيث إن توجيه ضربة أمريكية جوية إلى المنشآت النووية الإيرانية أو ضربة إسرائيلية أقل فاعلية لن يقوم سوى بتأخير برنامج إيران النووي، وجاء في استطلاع ل شبكة cnn، أن 70 في المائة من أفراد العينة الأمريكية المختارة يرفضون أي ضربة عسكرية ضد إيران. فهناك رفض دبلوماسي وعسكري وشعبي واستخباراتي في أمريكا لضرب إيران لكن لا مستحيل في إدارة الإلهام الإلهي.لاسيما أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبدعم من روسيا والصين حاولت إقناع إيران بتجميد أنشطة تخصيب اليورانيوم من دون جدوى. وخاب ظن هذه الدول التي تعرف باسم مجموعة 5 + 1 حين كانت تنظر رداً رسمياً من إيران على سلة الحوافز التي عرضتها مقابل تجميد نشاطات طهران النووية عندما جاء الرد في رسالة من صفحة واحدة لم يحمل "رداً واضحاً", و تسري في طهران نكتة يتداولها الناس عبر هواتفهم النقالة وتقول: بماذا أجاب الرئيس محمود أحمدي نجاد على عرض 5+1 المتعلق بالملف النووي؟ تأتي الإجابة بـ6! النكتة ليست ساخرة فحسب وإنما هي لماحة إلى شعور عام بانسداد أفق المفاوضات في شأن هذا الملف وإلى أن كل تحرك دولي إضافي هو مجرد كسب للوقت داخلياً. كما أن طهران زادت من تصلبها في موقفها حينما رفعت مستوى التهديدات إلى حد الإعلان عن استعدادها لإغلاق مضيق هرمز الإستراتيجي الذي يشكل رئة النقل البحري لدول الخليج والعالم. وهذا يساعد التيار المنادي بضرب إيران وذلك بإثبات عدم جدوى الوسائل الدبلوماسية في حل المشكلة النووية.
11) في رأي الخبراء الغربيين، فإن إمكانية نشوب حرب في هذه الفترة لا تزيد ولا تقل عن (50/50)، ولكن قد تميل الكفة من أحد الجانبين لصالح الآخر ويتوقع البعض شن الحرب ضد إيران هذا الشتاء، وربما بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر(ذو القعدة) حتى لا يؤدي العمل العسكري الإسرائيلي وتبعاته إلى المساعدة على إسقاط المرشح الجمهوري جون ماكين أو التأثير في مسار الانتخابات على نحو أو آخر. والباحث العسكري الأميركي الشهير سيمون هيرش يرجح ضرب إيران بينما يرجح د. عبدالله النفيسي الصفقة بينهما. لماذا يخشى محمود احمدي نجاد «فجأة» سيناريو حرب إسرائيلية أو أميركية في ربع الساعة الأخير من عهد الرئيس ألم يكن هذا القلق مرافقاً الرئيس الإيراني في زيارته اسطنبول؟ لماذا يقلق حسن نصر الله من «الأعاصير الآتية على العالم والمنطقة»، ويختار لغة التهدئة والحوار والتعاون مع الجميع حتى السلفيين كي «يصمد» لبنان؟
الأحداث السياسية الكبرى تحتوي على حقائق تتفق عليها الأطراف الفاعلة والمحللون والمراقبون كما أن فيها سيناريوهات تختلف فيها التوقعات والتحليلات وصراع أمريكا وإيران الحالي فيه الحقائق والأكاذيب والتمويهات والتوقعات وهذا رصد لأهم الحقائق الجديرة بالتأمل.
1) التصعيد الإعلامي أو التهدئة ليست مؤشرا حقيقيا في الصراع الأمريكي الإيراني فالثورة الشيعية قد تزوجت الشيطان الأكبر زواج متعة مرتين الأولى في بداية الثورة الإيرانية زمن قمة الصفاء الثوري أثناء الحرب الإيرانية العراقية فكانت الثمرة ولادة صفقة أسلحة عبر إسرائيل عرفت بفضيحة إيران جيت والثانية عبر عملاء إيران من الشيعة في تمكين أمريكا من احتلال العراق فهذا زواج قديم ومودة رغم كل الجعجعة الإعلامية.
2) الصراع الإيراني الأمريكي الإسرائيلي هو صراع سياسي على مصالح لا على مبادئ وعقائد والاختلاف هو اختلاف المحاصصة واقتسام الغنيمة ، والغنيمة هنا هي المنطقة العربية السنية. والشواهد كثيرة وما تغني ثوار إيران بالمبادئ إلا لخداع البسطاء من المسلمين والدليل صفقة إيران جيت في عز الثورة وسماح الخميني بنقل الآلاف من يهود إيران بالحافلات سرا إلى باكستان ومنها إلى إسرائيل"، وعندما سئل الخميني عن مدى شرعية التعامل مع إسرائيل كان جوابه طالما لم يكن التعامل مباشرا فإنني لا أبالي"وفي موضوع الهجوم على المفاعل النووي العراقي فقد تم التباحث بشأنه بين إسرائيل وإيران "وقد وفرت إيران لإسرائيل الصور الفوتوغرافية والخرائط المفصلة وقد تم الاجتماع بين موفد إسرائيل وممثل للخميني في فرنسا قبل شهرين من ضرب المفاعل، وشرح الإيرانيون تفاصيل هجومهم غير الناجح على المفاعل العراقي في 30/9/1980 وسمحوا للطائرات الإسرائيلية بحق الهبوط في مطار تبريز في حال الضرورة، ومساعدة إيران لأمريكا في احتلال العراق وأفغانستان لا تحتاج لأدلة.
3) إيران تريد دوراً إقليمياً معترفاً به في العراق وغيره ورغم ماقدمته لإسقاط العراق إلا أن أمريكا لم تمنحها إلا القليل في العراق وبصورة غير رسمية وقد تسحبه فكان السلاح النووي وسيلة لترسيم نفوذها في المنطقة وتحقيق حلم مجدها الفارسي التليد وأما عملاؤها الشيعة في العراق فلا تأمن انقلابهم عليها كما حاول محمد باقر الحكيم .
4) معمل ليفرمور النووي الأمريكي الذي يعد المركز الرئيسي للأبحاث النووية الأمريكية وضع تقريراً لم يكشف النقاب عن محتوياته حول قدرات إيران النووية ورفعه إلى الرئيس بوش. وتسرب عن هذا التقرير ميله إلى وجهة النظر القائلة بأن أمام إيران خمسة أعوام على الأقل للحصول على مقومات تكفي لصنع سلاح نووي بدائي. وتقديرات الاستخبارات المركزية الأمريكية أن إيران لن تستطيع بناء أسلحة نووية قبل عام 2017 إلى 2020.
5) ساعدت إيران الولايات المتحدة على القدوم إلى المنطقة لإسقاط نظامين كانا لدى إيران قبل أمريكا العائق بل الجدار الرئيس لاجتياح الأمة الإسلامية، ونجح الطرفان بفضل التعاون المشترك في بلوغ هذا الهدف ولكن هذا الحلف كان يحمل عوامل انهياره منذ البداية. أولى هذه العوامل: رغبة كل طرف بأن يكون له الكلمة الفصل في شئون هذه المنطقة، بالإضافة أن أحد الأطراف هو الذي كان يدفع الثمن دائمًا ونقصد به أمريكا، بينما الطرف الثاني يجني الأرباح دونما أي خسائر تقريبًا، وهي بالطبع إيران.
6) إيران تسيطر على أكبر تشكيلين للمليشيا الشيعية بالعراق، هما: فيلق بدر وجيش المهدي. و تتحكم بأكبر حزبين شيعيين، هما: المجلس الأعلى وحزب الدعوة بأجنحته الثلاثة. كما فتحت مكاتب للمخابرات الإيرانية استقطبت أكثر من (70.000) شاب من الجنوب. وتجاوز عدد المنظمات الإيرانية التي تعمل في العراق ثلاثين منظمة تتخذ لها أسماء ومقرات وعناوين معروفة وجميع من يعمل فيها ويدير أنشطتها إيرانيون وثمانية عشر نائباً في مجلس النواب إيرانيون ولا يفوتنك أن المرجع الديني لشيعة العراق، الذي يمسك بزمام أكبر موجه للفكر والإرادة والسياسة، هو الإيراني علي السيستاني وقد بلغ السيستاني في انتمائه لأصله الإيراني، واستنكافه من الانتماء للعراق حداً جعله يرفض التجنس بالجنسية العراقية، حين أراد ما سمي بـ(مجلس الحكم) الشيعي منحه إياها!!! ولإيران خمس قنصليات في العراق: في أربيل، والسليمانية، والبصرة، وكربلاء، وبغداد .. هذا غير السفارة في بغداد؟ ورئيس إيران يمشى في بغداد وفى المنطقة الخضراء وبحماية أمريكية ؟! وعلى البساط الأحمر وباستقبال رسمي وبوش وتشيني ورايس يأتون خفيه وتحت جنح الظلام !!.
7) إسرائيل لا تعتبر الشيعة وإيران خطراً على وجودها وإنما خطر على نفوذها فقط بدليل تأييد شارون لشيعة لبنان حيث قال في مذكراته :اقترحت إعطاء قسم من الأسلحة التي منحتها إسرائيل ولو كبادرة رمزية إلى الشيعة الذين يعانون هم أيضاً مشاكل خطيرة مع منظمة التحرير الفلسطينية , ومن دون الدخول في أي تفاصيل , لم أرَ يوماً في الشيعة أعداء إسرائيل على المدى البعيد )) !! مذكرات أرييل شارون ص : 583-584 الطبعة الأولى 1412 هـ / 1992 م . وللعلم فالشيعة اللبنانيين في جيش لحد العميل لإسرائيل كانوا أكثر من النصارى وبعضهم انضموا لحزب الله بعد انسحاب اليهود، لأن هدف الشيعة أن يكون لهم نفوذ في لبنان مقابل حمايتهم لإسرائيل من فلسطيني لبنان الذين كانوا يشكلون خطرا على إسرائيل لأنهم يهدفون لتحرير فلسطين وقد نجح حزب الله في منع الفلسطينيين من تنفيذ عمليات من لبنان.(طالع المزيد من المعلومات حول هذا في مقال: حرب الفرس والروم في لبنان.
8) أمريكا ليس من مصلحتها تدمير إيران على النحو الذي تم في العراق. وإسرائيل تشاركها هذه الرؤية، بصفتها اكبر المستفيدين من وجود خطر إيراني على العرب. فبقاء إيران كقوة عسكرية في هذه المنطقة مصلحة أميركية وإسرائيلية في المقام الأول. والخلاف ليس على بقاء هذه القوة أو عدمه، وإنما على حجمها ودورها. فالمحافظة على القوة الإيرانية يعني في الإستراتيجية الأميركية تشتيت وإضعاف ما يسمى بالخطر الإسلامي فإيران ـ بحكم دوافعها الطائفية الدينية الخطيرة القائمة على الاختلاف والمخالفة لكل ما يمت إلى الإسلام بصلة ـ تلعب دوراً هاماً في تقسيم الأمة إلى أمتين حتى في أعيادها. والتصدي لأطماعها بالنسبة إلى العرب بات بديلاً من الصراع مع إسرائيل. وهنا تكمن أهميتها.وهذه ليفني وزيرة خارجية بني صهيون تعلن في قطر أنها تأمل بتشكيل جبهة عربية إسرائيلية موحدة ضد طموحات إيران النووية، فإيران بتركيبتها الطائفية .. عنصر توتر في المنطقة .. وهو مما يستدعي من دول المنطقة الضعيفة أن ترمي بنفسها.. في حضن أمريكا ودول الغرب .. ليحموها من البعبع الإيراني .. ومن طموحاته التوسعية وأمريكا بحاجة ـ في المنطقة ـ إلى كلب عقور .. ترخي له الحبل وقت تشاء .. لتُرهب به من تشاء. وفي تصريح لنائب الرئيس الإيراني كشف رحيم مشائي أن «الجمهورية الإسلامية في إيران تشكل مطلبا أميركياً».كما أعلن "أن إيران هي اليوم صديقة الشعب الإسرائيلي، والشعب الأميركي.
9) إسرائيل حثت أمريكا على ضرب العراق لأنه كان يشكل تهديدا لوجودها وهي تحث الآن على ضرب إيران لأنها تنافسها النفوذ والقوة في المنطقة وتسعى لاقتسام الكعكة معها. ولوبي إسرائيل في واشنطن ينسق مع الحكومة الإسرائيلية حملة ضغط ودعاية لجرّ إدارة بوش الصغير للحرب وقد تقدح إسرائيل شرارة الحرب بضربة جوية عبر سرب «العقرب» ليصبح العقرب الإسرائيلي في مواجهة «الحيّة» الإيرانية، و«لربما تموت الأفاعي من سموم العقارب»!!
10) أمريكا ليست على رأي واحد حيال إيران والاتجاهات الرئيسة ثلاثة :الأول يؤيد ضرب إيران وأبرز رموزه تشيني نائب بوش والاتجاه الثاني يؤيد الضغط السياسي والاقتصادي عبر مجموعة متكاملة من العقوبات الذكية تضمن التوصل إلى مرحلة "الخنق الاستراتيجي"، بحيث تشعر بلاد فارس بعدم وجود أي مخرج لها سوى الرضوخ للمطالب الأميركية كما حصل مع كوريا الشمالية، ويمثل هذا الرأي وزيري الدفاع والخارجية ومؤسسة راند الفكرية وبوش يتأرجح بين الاتجاهين ولذا قال حسين شريعتمداري - رئيس تحرير صحيفة كيهان الإيرانية ومستشار المرشد الأعلى علي خامئني - في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الفرنسية: (إن تقييمنا هو أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تهاجم إيران ليس بسبب الرئيس الأمريكي جورج بوش بل لأنه مازال هناك في الولايات المتحدة الأمريكية بعض العقلاء الذين سيمنعون بوش من الإقدام على ذلك). فهناك سباق خطير يدور الآن بين الانفراج والانفجار، والاتجاه الثالث تمثله بعض مراكز الدراسات والمفكرين الاستراتيجيين ويدعو لتمكين الشيعة في المنطقة ليشكلوا (كالصفويين مع العثمانيين) شوكة في خاصرة السنة الذين يمثلون الخطر الحقيقي على الغرب بمعتقداتهم ومبادئهم وفتوحاتهم أما الشيعة فلم يغزوا الغرب بل ساعدوه في غزوه لبلاد المسلمين قديما وحديثا. و في هذا الإطار يقترح زبيجنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق في عهد الرئيس جيمي كارتر على واشنطن أن تبادر بالتفاوض مع إيران وأن تستعيد التحالف معها إلى عهده السابق وقت أن كانت إيران تقوم في ظل حكم الشاه بدور شرطي الخليج لخدمة المصالح الأمريكية عبر تبني ما أطلق عليه بسياسة واقعية نحو إيران حيث إن توجيه ضربة أمريكية جوية إلى المنشآت النووية الإيرانية أو ضربة إسرائيلية أقل فاعلية لن يقوم سوى بتأخير برنامج إيران النووي، وجاء في استطلاع ل شبكة cnn، أن 70 في المائة من أفراد العينة الأمريكية المختارة يرفضون أي ضربة عسكرية ضد إيران. فهناك رفض دبلوماسي وعسكري وشعبي واستخباراتي في أمريكا لضرب إيران لكن لا مستحيل في إدارة الإلهام الإلهي.لاسيما أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبدعم من روسيا والصين حاولت إقناع إيران بتجميد أنشطة تخصيب اليورانيوم من دون جدوى. وخاب ظن هذه الدول التي تعرف باسم مجموعة 5 + 1 حين كانت تنظر رداً رسمياً من إيران على سلة الحوافز التي عرضتها مقابل تجميد نشاطات طهران النووية عندما جاء الرد في رسالة من صفحة واحدة لم يحمل "رداً واضحاً", و تسري في طهران نكتة يتداولها الناس عبر هواتفهم النقالة وتقول: بماذا أجاب الرئيس محمود أحمدي نجاد على عرض 5+1 المتعلق بالملف النووي؟ تأتي الإجابة بـ6! النكتة ليست ساخرة فحسب وإنما هي لماحة إلى شعور عام بانسداد أفق المفاوضات في شأن هذا الملف وإلى أن كل تحرك دولي إضافي هو مجرد كسب للوقت داخلياً. كما أن طهران زادت من تصلبها في موقفها حينما رفعت مستوى التهديدات إلى حد الإعلان عن استعدادها لإغلاق مضيق هرمز الإستراتيجي الذي يشكل رئة النقل البحري لدول الخليج والعالم. وهذا يساعد التيار المنادي بضرب إيران وذلك بإثبات عدم جدوى الوسائل الدبلوماسية في حل المشكلة النووية.
11) في رأي الخبراء الغربيين، فإن إمكانية نشوب حرب في هذه الفترة لا تزيد ولا تقل عن (50/50)، ولكن قد تميل الكفة من أحد الجانبين لصالح الآخر ويتوقع البعض شن الحرب ضد إيران هذا الشتاء، وربما بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر(ذو القعدة) حتى لا يؤدي العمل العسكري الإسرائيلي وتبعاته إلى المساعدة على إسقاط المرشح الجمهوري جون ماكين أو التأثير في مسار الانتخابات على نحو أو آخر. والباحث العسكري الأميركي الشهير سيمون هيرش يرجح ضرب إيران بينما يرجح د. عبدالله النفيسي الصفقة بينهما. لماذا يخشى محمود احمدي نجاد «فجأة» سيناريو حرب إسرائيلية أو أميركية في ربع الساعة الأخير من عهد الرئيس ألم يكن هذا القلق مرافقاً الرئيس الإيراني في زيارته اسطنبول؟ لماذا يقلق حسن نصر الله من «الأعاصير الآتية على العالم والمنطقة»، ويختار لغة التهدئة والحوار والتعاون مع الجميع حتى السلفيين كي «يصمد» لبنان؟